Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
😢33
ذكر صاحب الحدائق أنّ الفقيه لا يشترط فيه العدالة فقط، بل لا بدّ أن يكون متحليًا بالأخلاق الحسنة ومتخليًا عن الرذائل الأخلاقية إذ قال ما نصه:
(وذلك بأن يكون متصفًا بعلم الأخلاق الذي هو السبب الكلي المقرب من الملك الخلاق، وهو تحلية النفس بالفضائل وتخليتها من الرذائل، وإن كان هذا العلم الآن قد عفت مراسمه وانطمست في هذه الأزمنة معالمه، وإنما المدار بين الناس الآن على العلم بهذه العلوم الرسمية المجامعة للفسق في جل من تسمى بها) [الحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٥٨].
ولاحظ عليه بعض العلماء بما نصه: (ما يوهمه كلامه من أنّ علم الأخلاق مقرب من الملك الخلاق غير صحيح؛ فإنّ علم الأخلاق مأخوذ من فلسفة اليونانيين؛ لأن علم الأخلاق جزء من فلسفتهم، والفلسفة كانت مشتملة على المنطق والطبيعيات والإلهيات والأخلاق) [الاجتهاد والتقليد والاحتياط ص ٤٢٩].
والإشكال على صاحب الحدائق بذلك غريب لعدة نقاط:
#أولاً: إن عبارة صاحب الحدائق لا توهم ذلك من قريب؛ لأنّه لم يقل (عالم بعلم الأخلاق...) حتى يمكن أن يكون عالمًا بالمعاني الأخلاقية ولكنه لا يطبقها وليس بصاحب أخلاق، وإنما قال: (أن يكون متصفًا بعلم الأخلاق...)
والاتصاف بالأخلاق هو المقرب لرب الأرباب، وليس مجرد العلم بها، وقد دلت على ذلك جملة من الأحاديث أهمها ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة، ويكون له خلق حسن، فيبلغه الله بخلقه درجة الصائم القائم) [وسائل الشيعة ج ١٢ ص ١٤٩].
مضافًا إلى أنّ جميع سياق كلامه ومنهجه في الأهتمام بالأحاديث والأخبار لا يدل من قريب ولا من بعيد أنّه يقصد بعلم الأخلاق هو الأخلاق بالمصطلح اليوناني بما فيها من تشقيقات وتفريعات، بل يقصد الأخلاق المقربة من الله تعالى.
#ثانيًا: هل يتنافى أصل مفهوم الأخلاق بين الإسلام والفلاسفة اليونانيين؟ نرجع في الجواب عن هذا السؤال إلى تعريف الفلاسفة للأخلاق، إذ نقل الشيخ محمد تقي فلسفي عدة أقوال لهم:
#القول_الأول: لسقراط إذ يقول: (يبحث الإنسان عن المتعة والسعادة ولا هم له إلا هذا، ولكن المتعة لا تتأتى باستيفاء اللذات والشهوات، بل هي أيسر منالاً بكبح أهواء النفس، إذ سعادة الأفراد تتحقق ضمن سعادة المجتمع؛ ولذا فإنّ سعادة الفرد هي في قيامه بأداء واجبه نحو الآخرين) [الأخلاق، لفلسفي ج ١ ص ٦].
#القول_الثاني: لأرسطو إذ يقول: (لو تعمقنا في نظرتنا لما وجدنا أحدًا يبلغ غايته إلا إذا أدى الواجب الملقى على عاتقه على أحسن وجه، إذ القيام بالواجب بأفضل ما يمكن هو الفضيلة لكل كائن، إذن لا يبلغ الإنسان مطلوبه من السعادة إلا بالفضيلة) [المصدر السابق].
#القول_الثالث: لديكارت وهو من الفلاسفة الأوربيين إذ يقول: (لسنا قادرين على العيش منفردين، لذلك كان لا بد لنا من أن نعتبر مصالحنا تابعة للمصالح الحقيقية للمجتمع الذي نعيش بين ظهرانيه، فإذا أحس الفرد بأنّ مصلحة الكل مقدمة على مصلحة الجزء برزت المكارم السامية، بحيث إنّه يخاطر بحياته في سبيل الآخرين...) [المصدر السابق].
وبعد قراءة تعريفاتهم نحن أمام قراءتين:
#الأولى: أن ننظر إلى كل ما يصدر من الغرب بنظرة الريبة والشك والباطل وهذه نظرة عمياء؛ لأننا لا بدّ أن ندرس المفاهيم التي ذكروها ونقيمها وفق العقل والمنطق الصحيح وهل تلك المفاهيم صحيحة أو لا، وهل تعارض الإسلام أو لا؟
#الثانية: القراءة العمياء أيضًا ولكن بعين المنبهر لكل ما يصدر من الغرب، فكل ما قرأ كلمة أو جملة ذكرت لعالم غربي أو فيلسوف يوناني يقبل بها تعبدًا دون تأمّل وتفكر.
فإذا تجاوزنا القراءتين العمياوَين (الجاحدة، والمنبهرة) يمكن ألا نرى هناك اختلافًا من حيث المبدأ بين الأخلاق من جهة الفكر اليوناني والأخلاق من جهة الفكر الإسلامي، وأعني من جهة المبدأ أي المبادئ الأساسية التي ينطلق منها علم الأخلاق وليس التفريعات والتشقيقات التي من الممكن أن يحصل فيها اختلاف
ونرى في جملة من الأحاديث يكون مطلق الأخلاق يكون من مبدأ التعايش كما روي عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) : (ثلاث من لم تكن فيه فليس مني ولا من الله عز وجل... إلى أن قال: وحسن خلق يعيش به في الناس) [الخصال ص ١٤٥].
..... يتبع إن شاء الله تعالى
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤21👍5
Forwarded from الصادق
من أكثر الشبهات المتداولة ضد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هي مسألة زيجاته المتعددة وجعل من خصائصه عدم الحد في عدد الزيجات بخلاف بقية المسلمين الذين يحرم عليهم الزواج بأكثر من أربعة.
هذه الشبهة يتناولها كثيرًا المستشرقون والملحدون وكل من كان هدفه الطعن المباشر بالإسلام من خلال تسقيط أعظم قدوة فيه وهو النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
ونبدأ في الجواب عن هذه الشبهة بهذا السؤال: هل هذه الخاصة النبوية لها علاقة بالشهوانية؟!
يرى بعضهم أنّ التشريع الخاص بالسماح بعدد الزواج الأكثر من بقية المسلمين هو استغلال من النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) لتفريغ شهوته وحاشاه من ذلك، ولكن هل تفريغ الشهوة متوقف على هذه الخاصة؟!
ولتفنيد هذه الشبهة نشرح إحدى المغالطات المنطقية بعنوان: (مغالطة السبب المزيف) ويتم تطبيقها: (عند عد جزء من العلّة والسبب بمثابة العلة كلها؛ كما لو لزمنا لتحقق ظاهرة ما خمس أسباب، لكننا نسبنا تلك الظاهرة إلى أحد أسبابها الخمسة.
ومن الملاحظ أن هذا النحو من المغالطة أكثر إضلالاً وتعمية للحقيقة؛ لأن العلّة التي اتخذت كعلة منحصرة هي ـ في الواقع ـ ذات تأثير على المعلول، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى خداع المستمع، والغاية من هذه المغالطة صرف ذهن المخاطب عن مجموعة من العلل، وتوجيه انتباهه نحو علّة واحدة) [المنطق التطبيقي ص ٢٥٢].
وتطبيق هذه المغالطة على الشبهة المذكورة من جهتين:
#الجهة_الأولى: أن تلفت ذهنك إلى هذا السؤال: هل ممارسة الشهوات والسعي لإشباعها منحصر بهذه الخاصية النبوية، أي: السماح له بالزواج بأكثر من أربع؟!
وفي الإجابة عن هذا السؤال نقول: إنّ هناك في الفقه الإسلامي سببين للسماح بالزواج بأكثر من أربع:
#السبب_الأوّل: الزواج المؤقت، إذ لا يشترط فيه حد معين، بل يمكن لكل مسلم أن يتزوج بهذا العقد بأكثر من أربع، وهذا النوع من الزواج باتفاق المسلمين كان مسموحًا فيه في عهد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).
#السبب_الثاني: ملك اليمين، إذ لا يشترط في الزواج من الإماء عدد محدد، بل يمكن الزواج بأكثر من امرأة يصيغة ملك اليمين، وهذا النوع من الزواج كان متوفرًا أيضًا في عهده (صلى الله عليه وآله).
وبمعرفة هذين السببين يمكنك أن تلتفت بكل وضوح إلى أنّ هذه الخاصية النبوية ليست الغاية منها هي (تفريغ الشهوة)؛ لأنّ هناك أسباب أخرى كان بالإمكان سلوكها لو كان هدف النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ذلك، ولم تكن تلك الأسباب في زمانه مستنكرة ولا مستقبحة؛ لأنّ أكثر الناس والمجتمع كان يرى هذه الأسباب طبيعية جدًا.
#الجهة_الثانية: أن تلفت ذهنك إلى هذا السؤال: هل الزواج والمصاهرة لها سبب واحد، أي: فقط ممارسة الجنس؟
والجواب: إن هناك عدة أهداف وأسباب للمصاهرة والزواج ذكر بعض العلماء هذه الأسباب، نذكر فيما يلي أهمها وهو الزواج بدافع سياسي.
فالدوافع السياسية والاجتماعية مثل التحالف مع القبائل المختلفة، إذ ذكر ما نصه: (ومن بين تلك الوسائل الأكثر تأثيرًا هي المصاهرة وإقامة العلاقات السببية من طريق الزواج؛ ذلك لأن علاقة القرابة كانت من أوثق العلاقات في المجتمعات العربية في زمن الجاهلية.
فكانوا يعتبرون من ينتسب إليهم بالزواج واحدًا من أفراد قبيلتهم... ويرون الدفاع عنه واجبًا أخلاقيًا لا محيص عنه، وأن بأيدينا الكثير من الأدلة التي تثبت أنّ زواج النبي في تلك الفترة كان ذا خلفية سياسية في الكثير من الحالات) [أجوبة الشبهات الكلامية ج ٣ ص ٣٥٠].
من الواضح هنا: أنّ النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) لو أخذ نساء تلك القبائل بـ(ملك اليمين) أو (بالزواج المؤقت) لتحقق غرض (إفراغ الشهوات) ولكن لم يتحقق الهدف من (المصاهرة) وأسبابها السياسية في الدفاع والتحالف؛ لأن من أخذ نسائهم بالسببين السابقين لا يكون صهرًا لهم في عرفهم آنذاك.
وإذا كان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) يحتاج إلى تآلف مع العديد من القبائل؛ لأنّ له مجتمع كامل معادٍ له بسبب تسفيهه لمعتقداتهم الوثنية والجاهلية فهل يمكن أن يحقق التآلف والاتحاد مع أربع قبائل فقط من خلال الاقتصار بالزواج بأربع فقط؟! بالطبع لا، بل يحتاج إلى أكثر من ذلك.
ويشهد ذلك أنّ من تابع زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) وجد أنّه لم يتزوج من القبائل المتحالفة معه والمؤتمرة بأوامره كالأنصار، بل كانت زوجاته من القبائل التي لا تلتقي معه، فوجد أنّ عنصر المصاهرة يمكن أن يحدث بينه وبينهم الوحدة والتآلف.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤17
Forwarded from الصادق
وفي هذا يقول بعض الأعلام: (من خلال التدقيق في زواج النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ندرك أنّ جميع زوجاته كن من بين نساء المهاجرين دون الأنصار، ذلك لوجود التحالف والتعاطف والانسجام فيما بينه وبين الأنصار، فلم تكن هناك حاجة إلى تحصيل ما هو حاصل.
في حين كان قد حصل هناك جفاء وعداوة وتباغض في القلوب بينه وبين قبائل المهاجرين، وكان لا بدّ من تجاوز هذه البغضاء، فكان لا بدّ من تحقق ذلك من خلال اللجوء إلى المصاهرة، وهكذا كان أن أقدم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على الاقتران ببعض النساء المنتسبات إلى كبرى القبائل العربية، خاصة تلك التي كانت تضمر له أنواع العداء) [أجوبة الشبهات الكلامية ج ٣ ص ٣٥١].
ولم تكن هذه السياسة خاصة بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، بل مر بي كثيرًا شواهد عديدة لملوك ورؤساء غربيين في العصور السابقة كانت تحصل بينهم منازعات واقتتال عظيم ويتم حل تلك النزاعات من خلال المصاهرة.
في حين كان قد حصل هناك جفاء وعداوة وتباغض في القلوب بينه وبين قبائل المهاجرين، وكان لا بدّ من تجاوز هذه البغضاء، فكان لا بدّ من تحقق ذلك من خلال اللجوء إلى المصاهرة، وهكذا كان أن أقدم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) على الاقتران ببعض النساء المنتسبات إلى كبرى القبائل العربية، خاصة تلك التي كانت تضمر له أنواع العداء) [أجوبة الشبهات الكلامية ج ٣ ص ٣٥١].
ولم تكن هذه السياسة خاصة بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، بل مر بي كثيرًا شواهد عديدة لملوك ورؤساء غربيين في العصور السابقة كانت تحصل بينهم منازعات واقتتال عظيم ويتم حل تلك النزاعات من خلال المصاهرة.
❤17
قبل أيام من هذا الشهر قرأت خبرًا عن امرأة تقتل ولدها البالغ من العمر ٨ سنوات، وبعد هذا الخبر خبر آخر لرجل يضرب ابنته بمنتهى الوحشية والقسوة.
فالمتوحشون موجودون من جهة (النساء، والرجال) ولا دخل لمسألة الحضانة وقانون الأحوال الشخصية الجعفري بهذه الوحوش، وإذا أردنا أن نعرف موقف الإسلام إزاء الرحمة للأولاد نرجع إلى كلام الإسلام في هذا الشأن، وليس لأفعال المسلمين.
وهنا نذكر بعض الروايات:
#أولاً: روي أنه كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل الحسن والحسين، فقال أحدهم: (إن لي عشرةً ما قبلت واحدًا منهم قط! فقال (صلى الله عليه وآله) : من لا يرحم لا يُرحم).
وفي رواية حفص الفراء للحادثة نفسها: (فغضب الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى التمع لونه وقال للرجل: إن كان قد نُزع الرحمة من قلبك فما أصنع بك؟! من لم يرحم صغيرنا ويُعزز كبيرنا فليس منا) [بحار الأنوار ج ٤٣ ص ٢٨٣].
#ثانيًا: روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (إن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده) [الكافي ج ٦ ص ٥٠].
أمّا من الجهة الفقهية فيحرم ضرب الطفل ضربًا مبرحًا يؤدي إلى إحداث أثر على جسد الطفل، بل يحرم مطلق الضرب المؤدي إلى ذلك ذلك سواء لطفل أو امرأة، وعليه الدية الشرعية.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤20😢7👍1
قال السيد هاشم صفي الدين: يجب أن نفرق بين ساحات التكاليف، وهذه نقطة مهمة جدًا. في التكاليف الشخصية، التشخيص يقع على عاتق المكلف، الذي يتحمل مسؤولية تشخيصه؛ لأن الفتوى هي حكم كليّ، وأنت عليك أيها المكلف أن تشخص.
وفي الأحكام الاجتماعية، ثمة أمور واضحة أيضًا فهل تحتاج أن تسأل إذا كانت صلة الأرحام مثلاً واجبة؟ هي واجبة طبعًا. وهكذا في كل الأبعاد المرتبطة بالحياة الاجتماعية؛ حضور المناسبات والتعازي، والوقوف إلى جانب المظلوم والمستضعف وغيرها من الأمور.
أما التكاليف المرتبطة بالشأن العام على المستوى السياسي، والجهادي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أبعاده الكبرى والعامة، فهي تحتاج إلى من يحددها، وهنا نلجأ إلى الولي والقائد ونتبعه؛ لأنه يمثل رأي مولانا صاحب العصر والزمان، وهو الأقدر على تشخيص القضايا الكبرى ومصلحة الأمة.
فإذا هاجم بلدنا غازٍ من البديهي جدًا أن نبادر إلى الدفاع عن أعراضنا وكرامتنا وأرضنا ومقدساتنا، وهذا لا يحتاج إلى الرجوع إلى أي مرجع أو ولي الأمر. نعم، في الحالات التي يحتمل وقوع خسائر كبيرة أو تتزاحم فيها الأمور، يمكن الرجوع إلى الفقيه الجامع للشرائط وولي الأمر لتحديد ما هو الأولى.
• المصدر
مجلة بقية الله، العدد ٨٣٨ ص ٢٧
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤46
وسأله أحدهم في التعليقات عن بيان #حدود_الضرب في الفقه الإسلامي... فإن أجابه #بطلت_شبهته، وإن لم يجبه #بين_خبثه!
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤19
Forwarded from الصادق
هذه من الشبهات التي يرددها المستشرقون ويلوكونها بألسنتهم ضد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وترتكز الشبهة على تفصيل حياة النبي إلى قسمين:
#القسم_الأوّل: حياته في مكة المكرمة ويصفون أنّه كان فيها متسامحًا محاورًا لا يرى الإكراه في الدين.
#القسم_الثاني: حياته في المدينة المنورة حين أسس حكومته الإسلامية، وصار في عهدها بعض المعارك كأحد وبدر وخيبر...إلخ
ويمكن الجواب عن هذه الفرية من خلال عدة نقاط:
#النقطة_الأولى: ينتقد من اجتر هذه الشبهة من المستشرقين (المثاليات) ويريد بالوقت نفسه أن تكون دعوى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) حتى مع عتاة قريش دعوة الحوار الهادئ!
في الوقت الذي كانت قريش تحاصر المسلمين في شعب أبي طالب وتنزل بهم ألوان العذاب والتنكيل وتصادر أموالهم وممتلكاتهم وتقتل العديد من مستضعفي مكة إلا أن يتركوا دينهم أو يتقوا منهم تقاة كما فعل عمار بن ياسر.
فهل مثل هذه الزمرة من الناس تجابه بـ(الحوار) أو بـ(المقاومة)، فهذا الخطاب البائس من أصحاب هذه الشبهات يشابه إلى حد كبير المنطق الغربي اليوم الذي يدعو إلى نزع السلاح من القوى المؤمنة، وإطلاق العنان لقوى الاستعمار الغربي بممارسة هوايتها في إذلال الشعوب وقتلها واستباحة خيراتها.
وقد صدق الله تعالى حين وصف قلوب هؤلاء ومنطقهم بالمتشابه إذ قال عز من قائل: {كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} (البقرة: ١١٨).
وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم الذي يصرح بأنّ الدعوة إلى الجهاد والقتال لم يكن إلا بعد الظلم الذي تعرض له المسلمون كما في قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ...} (الحج: ٣٩ ـ ٤٠).
#النقطة_الثانية: لم يتغير السلوك النبوي في المدينة المنورة من الأقوام والأديان التي كانت مسالمة بالنسبة إلى المسلمين، وقد جاء في بعض الآيات المدنية التصريح بذلك كما في قوله تعالى: {لا يَنْهاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة: ٨).
وهذا هو الوضع الطبيعي إذ #الحمار فقط من يستعمل لغة الحوار فقط مع الخصم الذي يظلمه ويخرجه من دياره ويقتل أبناءه، بل #حاشا الحمار من هذا المنطق فهو أيضًا (يرفس) إن تعرض إلى الاعتداء!!
#النقطة_الثالثة: إن في بداية دعوة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في مكة المكرمة لم يتبعه القليل فقط، بل اتبعه خلق كثير رغم الظروف المتقدم ذكرها من الحصار والتضييق والقتل والتشريد، ومن الطبيعي أن يكثر عدد المسلمين إن كانت الظروف آمنة ومستقرة كما في بيئة المدينة المنورة.
أمّا قوله بأنّ النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصف اتباعه في مكة المكرمة بـ(الأراذل) فهذا من ضمن افتراءاته المتكررة فالقرآن الكريم نقل هذا الوصف الذي كان يقوله كفار قريش وليس النبي نفسه كما قال تعالى حاكيًا عنهم: {قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} (الشعراء: ١١١).
بل جاء في التاريخ أنّ هناك من أشراف مكة من آمن بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وليس فقط البسطاء من الناس الذين يعبرون عنهم بـ(الأراذل) والذين كان حصتهم العذاب والتنكيل.
بل كان هناك بعض الوجهاء في مكة يسلمون، ومن هنا كان أبو جهل: (إذا سمع بالرجل أسلم وله شرف ومنعة انّبه وأخزاه... وإن كان تاجرًا قال له: لنكسدن تجارتك ولنهلكن مالك) [موسوعة التاريخ الإسلامي ج ١ ص ٥١٩].
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤16👍2
هذا هو الاتّباع الأعمى بعينه؛ إذ أُعرض عن فحص الطريق نفسه، أهو حقّ أم باطل؟وأوجّه بصري كلّه إلى من يسلكه، لا إلى وجهته!
يومَ تردّد أحد أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فرأى نفسه على وشك أن يُقاتل زوجة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأمّ المؤمنين، ومعها ثلة من كبار الصحابة كطلحة والزبير وغيرهما؛ فاضطرب وقال للإمام متعجّبًا: أيعقل أن يكون كل هؤلاء على باطل؟!
فأجابه الإمام بتلك الجملة المضيئة التي أصبحت منهجًا للمؤمن الواعي، وميزانًا يزن به المواقف والأشخاص:
(الحقّ لا يُعرف بالرجال، اعرف الحقّ تعرف أهله).
فالحقّ هو الميزان الذي تُوزن به الرجال، لا العكس؛ لأنّ الإنسان يخطئ ويصيب، أمّا الحقّ فثابت لا يتبدّل، ولا يتأثّر بالأهواء والوجوه، بل تُعرف قيمة الرجال بقدر ما يقتربون منه ويذوبون فيه.
بقلم
السيد محمد جواد شبر
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤34👍4
Forwarded from الصادق
يتداول في بعض مواقع المخالفين لأهل البيت (عليهم السلام) طعنًا بأمير المؤمنين (عليه السلام) رواية مفادها أنّ أمير المؤمنين أراد أن يخطب بنت أبي جهل ولكن رسول الله وفاطمة الزهراء منعاه عن ذلك.
ويقصدون من تلك الرواية الطعن بأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام) وأنّه لم يكن بينهما تمام الموافقة والانسجام، وقد أوضح علماء الشيعة بأنّ الحديث المذكور من رواة النصاب، وأنّه يمثل طعنًا بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وليس بأمير المؤمنين والزهراء (عليهما السلام) فقط.
قال الشريف المرتضى: (هذا خبر باطل موضوع غير معروف ولا ثابت عند أهل النقل؛ وإنما ذكره الكرابيسي طاعنًا به على أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ومعارضًا بذكره لبعض ما يذكره شيعته من الأخبار في أعدائه، وهيهات أن يشبه الحق بالباطل.
ولو لم يكن في ضعفه إلا رواية الكرابيسي له واعتماده عليه، وهو من العداوة لأهل البيت (عليهم السلام) والمناصبة لهم والإزراء على فضائلهم وتأثرهم على ما هو مشهور لكن على أن هذا الخبر قد تضمن ما يشهد ببطلانه ويقضى على كذبه من حيث:
١ـ ادعى فيه أن النبي (صلى الله عليه وآله) ذم هذا الفعل وخطب بإنكاره على المنابر، ومعلوم أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لو كان مثل ذلك ـ على ما حكى ـ لما كان فاعلاً لمحظور في الشريعة؛ لأن نكاح الأربع حلال على لسان نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) والمباح لا ينكره الرسول (صلى الله عليه وآله) ويصرح بذمه وبأنها متأذية، وقد رفعه الله عن هذه المنزلة وأعلاه عن كل منقصة ومذمة.
٢ـ ولو كان نافرًا من الجمع بين بنته وبين غيرها بالطباع التي تنفر من الحسن والقبيح لما جاز أن ينكره بلسانه، ثم ما جاز أن يبالغ في الإنكار ويعلى به على المنابر وفوق رؤس الأشهاد ولو بلغ من إيلامه لقلبه كل مبلغ، فما هو اختص به من الحلم والكظم ووصفه الله به من جميل الأخلاق وكريم الآداب ينافي ذلك ويحيله ويمنع من إضافته إليه وتصديقه عليه وأكثر ما يفعله مثله في هذا الأمر إذا ثقل عليه أن يعاقب سرًا ويتكلم في العدول عنه خفية على وجه جميل وبقول لطيف.
٣ـ وهذا المأمون الذي لا قياس بينه وبين الرسول وقد أنكح أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) بنته ونقلها معه إلى مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) ولما ورد كتابه عليه تذكر أنه قد تزوج عليها أو تسرى يقول مجيبًا لها و منكراً عليها: (إنا ما أنكحناه لنحظر عليه ما أباحه الله تعالى) والمأمون أولى بالامتعاض من غيرة بنته وحاله أجمل للمنع من هذا الباب والإنكار له.
فو الله إن الطعن على النبي (صلى الله عليه وآله) بما تضمنه هذا الخبر الخبيث أعظم من الطعن على أمير المؤمنين (عليه السلام) وما صنع هذا الخبر إلا ملحد قاصد للطعن عليهما أو ناصب معاند لا يبالي أن يشفى غيظه بما يرجع على أصوله بالقدح والهدم) [تنزيه الأنبياء ص ١٦٧].
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤23👍6
◾ في ايام شهادة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها وفي بصرتنا الفاطمية يتم التهيؤ لإقامة حفلة ماجنة ، فعلى الجميع الوقوف بحزم وشدة ضد العابثين بعقائد المؤمنين الذين يحاولون تغيير طابع المدينة الديني الأصيل ...
◾ همتكم يا انصار الزهراء في الرفض ورفع الصوت عالياً ضد هذه المخططات والعمل على وأدها ..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
❤41👍20😢6
الحوزة العلمية في النجف الأشرف
تقيم ندوة علمية بمناسبة احتفاء اليونسكو بكتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه)
أقام مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث التخصصية ندوةً علميةً بعنوان:
«مشروع السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) في تجديد المنطق العقلي: قراءة في كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء”»،
حاضر فيها سماحة آية الله السيد فاضل الجابري (دام عزّه)، أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية،
وحضرها جمعٌ من أساتذة وفضلاء الحوزة العلمية، وعددٌ من الشخصيات الأكاديمية والعلمائية، وممثلين عن المؤسسات البحثية، وجمعٌ من المؤمنين،
وذلك مساء يوم الأحد، العاشر من جمادى الأولى، في تمام الساعة السابعة، على قاعة المركز.
ويُعدّ السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) من أبرز أعلام ومراجع الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومن ثمرات مدرستها الفكرية المباركة، ونحن نقترب من الاحتفاء بمرور ألف عام على تأسيسها على يد الشيخ الطوسي (قدّس سرّه).
أما كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” فيُعدّ من المنجزات العلمية والفلسفية الرائدة في الفكر الإسلامي الحديث، حيث قدّم فيه السيد الشهيد الصدر (قدّس سرّه) نظرية معرفية جديدة ترمي إلى تأسيس الاستدلال الاستقرائي على أسس منطقية متينة تشمل العلوم الطبيعية ومجال الإيمان بالله تعالى.
ويمثل هذا الكتاب، بشهادة الدراسات والوثائق العلمية، توليفة فريدة بين الفلسفة الإسلامية والفكر الغربي، ساعياً إلى بناء قاعدة منطقية مشتركة تجمع بين منهج العلم ومنهج الإيمان.
مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث التخصصية
النجف الأشرف – 10 جمادى الآخرة 1447 هـ
تقيم ندوة علمية بمناسبة احتفاء اليونسكو بكتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه)
أقام مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث التخصصية ندوةً علميةً بعنوان:
«مشروع السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) في تجديد المنطق العقلي: قراءة في كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء”»،
حاضر فيها سماحة آية الله السيد فاضل الجابري (دام عزّه)، أستاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية،
وحضرها جمعٌ من أساتذة وفضلاء الحوزة العلمية، وعددٌ من الشخصيات الأكاديمية والعلمائية، وممثلين عن المؤسسات البحثية، وجمعٌ من المؤمنين،
وذلك مساء يوم الأحد، العاشر من جمادى الأولى، في تمام الساعة السابعة، على قاعة المركز.
ويُعدّ السيد محمد باقر الصدر (قدّس سرّه) من أبرز أعلام ومراجع الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ومن ثمرات مدرستها الفكرية المباركة، ونحن نقترب من الاحتفاء بمرور ألف عام على تأسيسها على يد الشيخ الطوسي (قدّس سرّه).
أما كتاب “الأسس المنطقية للاستقراء” فيُعدّ من المنجزات العلمية والفلسفية الرائدة في الفكر الإسلامي الحديث، حيث قدّم فيه السيد الشهيد الصدر (قدّس سرّه) نظرية معرفية جديدة ترمي إلى تأسيس الاستدلال الاستقرائي على أسس منطقية متينة تشمل العلوم الطبيعية ومجال الإيمان بالله تعالى.
ويمثل هذا الكتاب، بشهادة الدراسات والوثائق العلمية، توليفة فريدة بين الفلسفة الإسلامية والفكر الغربي، ساعياً إلى بناء قاعدة منطقية مشتركة تجمع بين منهج العلم ومنهج الإيمان.
مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث التخصصية
النجف الأشرف – 10 جمادى الآخرة 1447 هـ
❤45😢2
روي أن عليًا (عليه السلام) لما ماتت فاطمة (عليها السلام) وفرغ من جهازها ودفنها، رجع إلى البيت فاستوحش فيه، وجزع عليها جزعًا شديدًا ثم أنشأ يقول:
أرى علــل الدنـيــا عـلي كثيرة
وصاحبها حتى المــمــات عليل
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وكل الــذي دون الفــراق قليل
وإن افتقـادي فاطمًا بعد أحمد
دليل عــلــى أن لا يــدوم خليل
• المصدر
الفصول المهمة ص ١٤٠
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
😢32❤16
