Telegram Web Link
مصيبة مولانا أبي الفضل العباس صلوات الله عليه

بصوت سماحة الشيخ حسام المحمداوي
خادم و ناعي سيد الشهداء صلوات الله عليه

كلمات شيخ سجاد الفهد
*المصيبة: مولاي العباس صلوات الله عليه*

❖┈┅✦❂✦💠✦❂✦┅┈❖

🔷️كأنّي بمولاتي زينب صلوات الله عليها تشكو آلامها إلى كفيلها وأخيها، فهي ستذهب مسبيّة بين البلدان، وهي مخدّرة الهواشم

*نصاري*
*طور الكاشي*
'
حِرَگ گلبي حَچیهم مِن سِمَعته
اُخو زينب وگع عینه اعله إخته
سَهْم ابْعينه والثاني ابْجِرِبْته
اوسَهَم حچْي الشماته ابگلب اخيّه

أطَّفي الْخيمه لو گلبي يعبّاس
عمود الگوم چُودر شفته بالراس
اچفوفك تنگطع ؟ چا غير تنباس !
اِحجار اعيونهم تِشمُر عليّه

مِنْ يَمْته الشمس طُولي تعرفه ؟!!!
اوْمِنْ يَمْته إلِي ابْنص زِلم وَگْفه
يِخْزر ضَعنك الْما چان طَرْفه
يِشيله ابْطاري ذِكْرِ الهاشميّه

*أبوذية*

انْچفیت اوْريحة الْخُوَّه لَمَتني
دَمْعي انْشاف ما ظَِنّك لِمَتني
السَهَم سَد عينك اوْريتك لَمَتني
يَخال ابْني تِعايِن ولْرقيّه

الْعمود الْصَوّبك غَيّر وَضِعنه
احْسينك فَرْهِدَوْ حيله وَضَعنه
عِثَرْنه ابْچفّك الطايح وَضِعنه
اوْشافَو طول بِتْ حامي الْحَميّه

🔷️وكأنّي بمولاي العبّاس صلوات الله عليه يُجيب مولاتي العقيلة صلوات الله عليها:

*نعي*

ابْدَم اوْسَهَم مَسْدوده اْلِعيون
ما شِفْتِچ اوْأسْمَع يِصيحون:
چَتْفُوها اَهَلها ما يِفِزْعون
عَالْرَمْضه عافَتْهُم يِنِزْفون
طُولچ جِزاهم ما يِغَمْضون
عَالناگه والْوادِم يِأشْرون

||شيخ سجاد الفهد||
جديد '

هلال محرم مخاطباً مولانا الحجة صلوات الله عليه:

أنه اوْيَه الماي توم انشَيْب الَاطفال
هَلّيت اوْيَه دمعك حِزِن شلّال

أشبه ظهرك الْمَحني اعله الِحسين
اِعذرني امْنَ اَهِل اِتهل دِمِه العين
بيّه اتشوف عَمْتك بِالدواوين
وبْچَفها تِبات ادموع وِحبال

اِجيت ابْحِزِن عِرس الْحِنّته ادماه
العدو مِن شاف حِسْنه صاحله: الله
مِن غِدرو صرخ: ادركني عَمّاه
رِكَضله احسين گوّه اوْدمعه هَمّال

هَلّيت ابْجَمال الْيِعمي الِعيون
دَمّه اوْشعره طايح فوگ الِمْتون
اوْليد اوْأبو شافه امْطَبّر اشْلون
طاح امْنِ الفرس بَچْیَه اشْكثر طال

ضواي ابْعين صبرك سَهَم مَسْموم
يرسم عين كافل تمطر ادمُوم
طَفّاها سهم والعلم مَلْموم
اوْشيّاله تِوَزّع بيش يِنشال

امْنِ الْهيمه جِبِت (يَبني دلّلول)
نعي عطشانه شافت راس مَشيول
ابْگد الگلب ليش ابْسَهَم مَچْتول
الرمح ما عنده اُم اوْحِرَگ دَلّال

جِبِتلك غُربةْ الصارت إلَه افياي
إسْهام الِبْدرعه اوْعينه عَالْماي
الْبين اخْيامه وِعدا رايح اوْجاي
وگع ينظر بناته فوگ الِجمال

يَالْمهدي قميصه ابْوَجهي يِنشاف
يِنَدّي امْنِ الصِفاح الحَد الِچتاف
بِيد اُمّه الحنين اليِمطر اَلْطاف
ابْدَمّه اوْدَمِع اِخته امْنَگْعِ الِهْلال

شيخ سجاد الفهد
١٨ ذي القعدة ١٤٤٢ه
قم المقدسة
قَنبريّ العشگ عودي اوعَالْمرام
صنعك اوْتربِيَةْ الْآل الْكِرِام
قَد أتاكَ القلبُ يا مُحسِنُ هاتْ
رِزْقه يا مَولا ألِف باء الغرام

عرفت الله اوْجماله مِن خلالك
يَبو زينب توضّيت ابْوِصالك
صلاتي -الْما أذِكْرَك بيها- ذنبي
العباده ابْكل معانيها اِنته وَآلك

بايع الحُبّك سِنيني
اِتفضّل اعليّه اِشْتريني
أنتظر رَجْعَةْ جمالك
الْشوفِتَك مخلوقه عيني

#الشهادة_الثالثة
*قَنبريّ العشگ*

الدين واَصل الدين يا نبض الضمير
اِنته، يا اِسْم الله الَاعظم والمُجِير
اشْيِسوَه غيرك حتّه أوّل نصّبوه؟!!!
اشْما اَفَسرك ألگه معناك: الأمير

غديرك مِنخل اوْداعت حياتك
يِرَخْص الْما عرف قِيمَةْ غلاتك
علي إنته سمه اوْمَتفهمك الگاع
اوْمو ياهو الْيِجي يفهم صفاتك

أوّل اوْآخِر قريتك
ابْكلشي، يَالْمظلوم بيتك
أنبياء اِتلوذ بِسْمَك
ما تِهِمني بس قضيتك
•••••••••••••••••••••••••••••••••
قَنبريّ العشگ عودي اوعَالْمرام
صنعك اوْتربِيَةْ الْآل الْكِرِام
قَد أتاكَ القلبُ يا مُحسِنُ هاتْ
رِزْقه يا مَولا ألِف باء الغرام

عرفت الله اوْجماله مِن خلالك
يَبو زينب توضّيت ابْوِصالك
صلاتي -الْما أذِكْرَك بيها- ذنبي
العباده ابْكل معانيها اِنته وَآلك

بايع الحُبّك سِنيني
اِتفضّل اعليّه اِشْتريني
أنتظر رَجْعَةْ جمالك
الْشوفِتَك مخلوقه عيني
•••••••••••••••••••••••••••••••••
جاذبيّةْ عدلك اترَكْع العقول
اوْتِعجَز اوْبس فكرك الْعِنده حلول
ذولْفقارك يَبّس اَصلاب الظّلام
يا حنين اجْروحنه اوْطب الرسول

الرِضَه والْما رضه اِنته أميري
دَمّي اوْفطرتي اوْگلبي غديري
يَنور اعيون أبو فاضل والِاْسْلام
اِنته، اوْغيرك ايْشطبه ضميري

نِعمَةْ الله والْهِدايه
يا علي بس الْولايه
والبراءه امْنِ السقيفه
دين زهرائيْ البدايه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
شَرّبتني أُمّي حُبّك بِالْحليب
اوْنگّطت إسْمك ابْحلگي اشهَالنَصيب
اَتنفّسك گبل الهوه عَلّمني اَبوي
اوْبالشهادة الثالثه اجروحي تِطيب

اليِريد ايْعَدّد الشخصك فضائل
يِروح الْخصمك ايْعدّد رذائل
البحر گطراته ما يِحسبهن اِنسان
يِكْفي اِبْنك يَمولاي أبو فاضل

جَوشَن الخاتَم اوْعينه
والْبَطين ابْعلم دينه
أنزع امْنَ اَوْصاف غيره
يا صراط الله اوْأمينه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
شيخ سجاد الفهد
قم المقدسة
*مجلس الليلة الأولى*
هلال شهر المحرّم

لله درّ السيد حيدر الحلي عليه الرحمة إذ يقول في استنهاض الإمام الحجّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف :

مَنْ حاملٌ لوليِّ الأمرِ مألكةً
تطوى على نفثات كلُّها ضَرَمُ

يا ابنَ الأُلى يُقْعِدُون الموتَ إن نهضت
بهم لدى الروعِ في وَجْهِ الظبا الهِمَمُ

الخيلُ عندَكَ ملَّتها مَرَابِطُها
والبيضُ منها عرا أغمادَها السأمُ

لا تَطْهُرُ الأرضُ من رِجْسِ العدى أبدا
ما لم يَسِلْ فوقها سَيْلُ الدمِ العرمُ

أُعيذُ سيفَك أَنْ تصدى حديدتُهُ
ولم تكن فيه تُجْلَى هذه الغممُ

نَهْضاً فَمَنْ بظباكم هامُهُ فُلِقَتْ
ضرباً على الدينِ فيه اليومَ يحتكمُ

وتلك أنفالُكُم في الغاصبين لكم
مقسومةٌ وبعينِ اللهِ تُقْتَسَمُ

وإنَّ أعجبَ شيء أَنْ أَبُثَّكها
كأنَّ قَلْبَكَ خال وهو محتدِمُ

ما خِلْتُ تقعُدُ حتى تستثارَ لهم
وأنت أنت وهم فيما جنوه هُمُ

لم تُبْقِ أسيافُهُم منكم على ابنِ تقىً
فكيف تبقي عليهم لا أباً لَهُمُ

فلا وصفحِكَ إن القومَ ما صفحوا
ولا وحلمِك إن القومَ ما حَلِمُوا

فَحَمْلَ أمِّك قِدْماً أسقطوا حَنَقاً
وطفلَ جدِّك في سَهْم الرِدى فطموا

لا صبَر أو تَضَعَ الهيجاءُ ما حَمَلَتْ
بطلقة معها مَاءُ المخاض دَمُ

*هذا المحرَّمُ قد وافتك صارخةً*
*مما استحلّوا به أيامُهُ الحُرُمُ*

يملأن سَمْعَكَ من أصواتِ ناعية
في مَسْمَعِ الدهر من إعوالِها صَمَمُ

تنعى إليك دِمَاءً غاب نَاصِرُها
حتى أريقت ولم يُرْفَعْ لكم عَلَمُ (١)

كأني بهلال محرم مخاطباً مولانا الحجة صلوات الله عليه:

أنه اوْيَه الماي توم انشَيْب الَاطفال
هَلّيت اوْيَه دمعك حِزِن شلّال

أشبه ظهرك الْمَحني اعله الِحسين
اِعذرني امْنَ اَهِل اِتهل دِمِه العين
بيّه اتشوف عَمْتك بِالدواوين
وبْچَفها تِبات ادموع وِحبال

اِجيت ابْحِزِن عِرس الْحِنّته ادماه
العدو مِن شاف حِسْنه صاحله: الله
مِن غِدرو صرخ: ادركني عَمّاه
رِكَضله احسين گوّه اوْدمعه هَمّال

هَلّيت ابْجَمال الْيِعمي الِعيون
دَمّه اوْشعره طايح فوگ الِمْتون
اوْليد اوْأبو شافه امْطَبّر اشْلون
طاح امْنِ الفرس بَچْیَه اشْكثر طال

ضواي ابْعين صبرك سَهَم مَسْموم
يرسم عين كافل تمطر ادمُوم
طَفّاها سهم والعلم مَلْموم
اوْشيّاله تِوَزّع بيش يِنشال

امْنِ الْهيمه جِبِت (يَبني دلّلول)
نعي عطشانه شافت راس مَشيول
ابْگد الگلب ليش ابْسَهَم مَچْتول
الرمح ما عنده اُم اوْحِرَگ دَلّال

جِبِتلك غُربةْ الصارت إلَه افياي
إسْهام الِبْدرعه اوْعينه عَالْماي
الْبين اخْيامه وِعدا رايح اوْجاي
وگع ينظر بناته فوگ الِجمال

يَالْمهدي قميصه ابْوَجهي يِنشاف
يِنَدّي امْنِ الصِفاح الحَد الِچتاف
بِيد اُمّه الحنين اليِمطر اَلْطاف
ابْدَمّه اوْدَمِع اِخته امْنَگْعِ الِهْلال

في زيارة الناحية يقول مولانا الحجّة عجَّل الله تعالى فرجه الشريف : *فلئن أخَّرتني الدهور  ، وعاقني عن نصرك المقدور  ، ولم أكن لمن حاربك محارباً  ، ولمن نصب لك العداوة مناصباً  ، فلأندبنّك صباحاً ومساء  ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً  ، حسرةً عليك  ، وتأسُّفاً على ما دهاك وتلهفاً  ، حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب..* (٢)
فحزن وبكاء مولانا الحجة على جده صلوات الله عليهما بحسب هذا النص الصريح على طول أيام السنة، وملازماً له طيلة حياته المقدسة حتى يموت بلوعة مصاب الحسين وغصّة الاكتئاب؛ هذا وهلال شهر المحرّم الذي يحمل للخلق صور المصيبة العظمى لم يهل فكيف إذا هلّ والإمام شريد طريد يندب جدّه صباحاً ومساء باكياً دماً بدل الدموع على غريب فاطمة ومهجتها؟!!!
فهلال المحرّم هو هلال شهرٍ -كما قال مولانا الرضا صلوات الله عليه- *كان أهل الجاهلية يحرِّمون فيه القتال ، فاستحلّت فيه دماؤنا ، وهتكت فيه حرمتنا ، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا ، وأضرمت النيران في مضاربنا ، وانتهب ما فيها من ثقلنا ، ولم ترع لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حرمة في أمرنا ، إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذلَّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام...* (٣)
وكأنّ أمارة وعلامة رؤية هذا الهلال أن لا يُرى المعصوم ضاحكاً وتغلبه الكآبة؛ لذا قال مهيّج أحزان يوم الطفوف مولانا الرضا الرؤوف:
*كان أبي إذا دخل شهر المحرَّم لا يرى ضاحكاً ، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام ، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، ويقول : هو اليوم الذي قتل فيه الحسين صلَّى الله عليه.* (٤)

(مجردات)

اِرحَم اعيون المهدي يَهلال
اِلْمَن تِهِل اوْدمعه هَمّال
*دم اعله خدّه امْضَيّع الْخال*
عَالْمِشَت فرجه اوْبيدها احبال
الْوَنّت عليها حته لِجْمال
عافت زلمها فوگ الِرْمال
ابلا روس وبلا هِدِم أوصال
فَيْهم تلاشه ابْفَي الِنْبال
اِرحَم الْعَمْته ابّين الَانذال
سِمْعت اوْشافت بِالسبي اَشكال
فَزّاع مامِش يِعْدِل الْحال
اوْيِفگس اعيون الشافت اخْيال
مِنْ طول بِنْت الْجَندل اَبطال
اوْلا حَتّه هَمْ چِلْمَةْ الْتِنگال
عَمّةْ المهدي اجْروحها اثگال

(ابوذية)

اشْبُقه ابْعينه اوْتِچَمْله اجْروح وتْهِل
وُهْو گبْلك اعيونه اغيوم وتْهِل
يَذابح بَسْمِته ابْكل عام وتْهِل
الْحِزن مثل التراب اتغَطّي ضَيّه

وفي حديث طويل للإمام الصادق صلوات الله عليه:
*يا أبا بصير ان فاطمة (عليها السلام) لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك مخافة ان يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة.*
 ثم قال لي: *يا أبا بصير اما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة (عليها السلام)، فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلي يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وجلا حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة.* (٥)

كأنّي بها وهي تطوف مجالس غريبها *المُرَمَّلِ بالدِّمَاءِ*، *المَهْتُوكِ الخِبَاءِ*، ولسان حالها:

(مجردات)
نُوحو اعله ابْني الطاح عطشان
والماي مَهري من علي چان
ابْعينه زَراگه اوْخشبه لِلْسان
بِخيامه ليش اچْبود رضعان
تسعر ظمايه ابّين عدوان
سَوَّت اضلوع الولد ميدان
للخيل يا عازت الخوّان
يِلْتِفت مامِش گمر عدنان
*كَسْر الِبْظَهره بِالْوَجه بان*
بِالشمس عافو اِبْني عريان
(مجردات)
مجلس الداست خيل صدره
اِيدي اعله ضلعي مِن اَحِضره
امْنِ الدم لحيته اوْليدي حمره
ما ضاگ من الْعَذِب گطره



(١) المجالس العاشورية في ألمآتم الحسينية 75.
(٢) المزار  ، المشهدي : 501.
(٣) (٤) الأمالي  ، الصدوق : 190 ـ 191 ح 2  ، بحار الأنوار  ، المجلسي 44/283.
(٥) كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - الصفحة ١٧١.

*||شيخ سجاد الفهد||*
*مجلس الليلة الثانية*
خروج سيد الشهداء صلوات الله عليه من المدينة


وجْهُ الصباحِ عليَّ ليلٌ مُظلِمُ
وربيعُ أيَّامي عليَّ محرمُ

والليلُ يَشهدُ لي بأنيَّ ساهرٌ
إن طابَ للناسِ الرُّقادُ فهوَّموا

قَلِقَاً تُقَّلبُني الهمومُ بمضجعي
ويغورُ فكري في الزمانِ ويُتْهمُ

مِنْ قُرحَةٍ لَوْ أنها بيَلمْلَمٍ
نَسِفَتْ جوانِبَهُ وساخَ يلَملَمُ

ما خِلْتُ أنَّ الدَّهرَ مِنْ عاداتِهِ
تُروى الكلابُ بهِ ويَضمى الضيغمُ

ويُقدَّمُ الأُمويُّ وهو مؤخرٌ
ويؤخرُ العلويُّ وهو مُقَدَّمُ

مثلُ ابنِ فاطمةٍ يَبيتُ مُشرَّداً
ويزيدُ في لذّاتِهِ يتنعَّمُ

يَرقى مَنابِرَ أحمدٍ متأمراً
في المسلمينَ وليسَ يُنكرُ مُسلمُ

ويُضِّيقُ الدُنيا على ابنِ محمدٍ
حتى تقاذَفَهُ الفضاءُ الأعظَمُ

خَرَجَ الحسينُ من المدينةِ خائفاً
كخروجِ موسى خائفاً يتكتَّمُ

وقَدْ انجلى عن مكةٍ وهو ابنُها
وبهِ تشرَّفَتِ الحطيمُ وزَمْزَمُ

لَمْ يدرِ أينَ يُريحُ بُدنَ رِكابِهِ
فكأنَّما المأوى عليهِ مُحرَّمُ (١)

وردَ في "معالي السبطين" عن "مهيج الأحزان":
أنَّ *الامام الحسين* (صلوات الله عليه)  زار *أمَّهُ الزهراء* (صلوات الله عليها) مودعاً قائلاً :
*«السلامُ عليكِ يا أماهُ، حسينك جاء لوداعك.»*
فسمع صوتاً من القبر:
*«وعليك السلام يا مظلوم الأم، ويا شهيد الأم، ويا غريب الأم»*
فاستعبر الامام (صلوات الله عليه) باكياً حتى لا يطيق على الكلام…

(هجري)
وَدّع أُمّه ابْدَمِع جاري اوْگلب يِنبض بِالْحزِن
جیت اَزورچ وَامْشي گلها الْمَصرعي اوْلَنها تِوِن

صوت مِنْ گبْر اُمّه يِسْمَع خانْگه اصْواب الضِلِع
مو غريب اوْلَچَن گُوّه امْنِ الْبُواچي يِنسِمِع
يا غريب اُمّك يَبَعْد التِهِل دم اوْيه الدَمِع
امْوَدَّع ابْكل خطوه نَشْغه الْتِسْحَن اگْلیبي سَحِن (٢)

يُمّه سَلِّمْلي اعْله كافل زينب اوْراعي الْعَلَم
گلّه يا شَرْع الْأدَب لُو طَفّو العين ابْسَهَم
اوْگِطْعو اچْفوفك اوْراسك بِالْعَمَد يَبْني انْهِشَم
يَبْني لا يِعتذر وَفّه اوْبِالْخَجَل لا يِمْتِحِن

روح يِبْرالك ونيني يابو طول الْيِنْسِحِگ
احْسين يا عين الله عينك باچر ابْدَم تِنطبگ
يُمّه مِنْ تِنْزِف جَبِهْتَك يعني بيتك يِحترگ
يَبْني عشر اخْيول فوگَك تِطْحَن اضْلوعَك طَحِن

يَبْني لَمّن بِالرِّماح اوْبِالسّيوف ايِنَكِّسوك
عَنْ جَوادَك يَبِن گلبي اهْناك تِلْگاني اوْيَه اَبوك
امْتَرّبين الروس نِنْحَب سُوَه وَيْ جدّك واْخُوك
اجْروحك ألْف اوْتِسْعْمِيّه عِمَت عيني امْنِ الطَعِن

اهْناك تِلْگاني اعْلَه ضِلْعي اِيْدي وَاَعْثَر مِنْ تِصيح:
وَحَگ جَدّي ظامي، وِانْتَه ابْصَفَّك الْماي اوْجريح
ايْعين زينب الله يُمّه لَمّن اتْشوفك ذبيح
اشْحال بِنْتَك مِنْ تِشُوف الخيل ما خَلَّت حِضِن

(ابوذيه)
عَلَه گبْر اُمّه عينه اوْجِرَت مِنْ سار
الْفَرَح ما جاس گلْبه اوْأبَد مَنْسار
الْما يِدري ابْسَفُرْتَه اوْسَأل مَنْ سار ؟
الْجواب ادْموع بِنْته الْفاطِمِيّه (٣)

خرج في جوف الليل

في زيارة الناحية المقدسة يقول مولانا صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الأقدس:
* السَّلامُ عَلى النَّازِحِينَ عَن الأوطَانِ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِينَ بِلا أكْفَانِ، السَّلامُ عَلى الرُّؤوسِ المُفَرَّقَةِ عَن الأبْدانِ.*
إلى أن يقول:
*حَتَّى إِذَا الجَورُ مَدَّ بَاعَهُ، وأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ، وَدَعَا الغَيُّ أتْبَاعَهُ.
وأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّك قَاطِنٌ، وَللظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ، جَلِيسُ البَيتِ وَالمِحْرَابِ، مُعتَزِلُ عَنْ اللَّذَاتِ والشَّهَوَاتِ، تَنْكُرُ المُنْكَرَ بِقَلبِكَ وَلِسَانِك، عَلى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإمْكَانِكَ.
ثُّمَّ اقْتَضَاكَ العِلْمُ للإِنْكَارِ، وَلزمَكَ أنْ تُجَاهِدَ الفُجَّار، فَسِرْتَ فِي أوْلادِكَ وَأهَالِيكَ، وشِيعَتِكَ ومُوَالِيكَ، وصَدَّعْتَ بِالحَقِّ وَالبَيِّنَةِ، وَدَعَوتَ إِلَى الله بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.
وَأمَرْتَ بِإِقَامَةِ الحُدُودِ، والطَّاعَةِ لِلمَعْبُودِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ، فَجَاهَدْتَهُم بَعْدَ الإِيعَازِ لَهُم، وَتَأكِيدِ الحُجَّةِ عَلَيْهِم، فَنَكَثوا ذِمَامَكَ وِبَيْعَتَكَ، وأسْخَطَوا رَبَّك وَجَدَّك، وَبَدؤُوكَ بِالحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ والضَّرْبِ، وطَحَنْتَ جُنُودَ الفُجَّارِ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الغُبَارِ، مُجَاهِداً بِذِي الفِقَارِ، كَأنَّكَ عَلِيٌّ المُخْتَارُ.
فَلمَّا رَأوْكَ ثَابِتَ الجَأْشِ، غَيْرَ خَائِفٍ وَلا خَاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمُ، وقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمُ وَشَرِّهِمُ، وأمَرَ اللَّعِينُ جُنودَهُ، فَمَنَعُوكَ المَاءَ وَوُرُودَهُ، ونَاجَزُوكَ القِتَالَ، وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهَامِ وَالنِّبَالِ، وبَسَطُوا إِلَيكَ أَكُفَّ الاِصْطِلاَمِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً، وَلا رَاقَبُوا فِيْكَ أثَاماً، فِي
قَتْلِهِمُ أوْلِيَاءَكَ، وَنَهْبِهِمُ رِحَالَكَ.* (٤)

حين عزم سيد الشهداء صلوات الله عليه على الخروج من المدينة راح إلى قبر جدّه رسول الله وأمّه فاطمة وأخيه الحسن صلوات الله عليهم فودّعهم، ثمّ خرج ومعه بنوه وبنو أخيه وإخوته وجل أهل بيته إّلا محمد ابن الحنفية، فإنّه لمّا علم عزمه على الخروج عن المدينة جاءه فقال -في حديث طويل-:
إنّي أخاف عليك أن تدخل مصراً من هذه الأمصار فيختلف الناس بينهم، فمنهم طائفة معك وأخرى عليك، فيقتتلون، فتكون إذاً لأوّل الأسنّة غرضاً، فإذا خير هذه الأمّة كلها نفساً وأمّاً أضيعها دماً، وأذّلها أهلاً.
فقال له سيد الشهداء صلوات الله عليه: فأين أنزل يا أخي؟
قال: تخرج إلى مكّة، فإن اطمأنّت بك الدار فذاك، وإن تكن الأخرى خرجت إلى بلاد اليمن، فإنّهم أنصار جدّك وأبيك، وهم أرأف الناس وأرقّهم قلوباً، وأوسع الناس بلاداً، فإن اطمأنّت بك الدار، وإلّا لحقت بالرمال وشعوب الجبال، وجزت من بلد إلى بلد، حتّى تنظر ما يؤول إليه أمر الناس.
فقال صلوات الله عليه: يا أخي، قد نصحت وأشفقت، وأرجو أن يكون رأيك سديداً موفّقاً.
ووفقاً لبعض الروايات: فقطع محمّد ابن الحنفيّة الكلام وبكى، فبكى الحسين عليه السلام معه ساعة، ثم قال -كلاماً مفصلاً في كتب التأريخ- ...
ثمّ ودّعه وخرج في جوف الليل.
ووفقاً لرواية الشيخ المفيد فإن سيد الشهداء صلوات الله عليه سار إلى مكّة وهو يقرأ قول موسى عند خروجه إلى مدين خوفاً من فرعون:
﴿ فَخَرَجَ مِنۡهَا خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾
[ القصص: 21]
ويروى عن سكينة عليهاالسلام أنها قالت: لمّا خرجنا من المدينة لم يكن أهل بيت قطّ أشدّ منا -نحن بيت رسول صلى الله عليه وآله- خوفاً وفزعاً.
ووفقاً لرواية القطب الراوندي وآخرين دار حديث طويل بينه وبين أم سلمة لمّا عزم على الخروج؛ فقال لها:
يا أمّاه، قد شاء الله عزّ وجلّ أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرّدين، وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيّدين، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً. (٥)
فلما علم الحسين ما أشار به يزيد في قتله إن لم يبايع عزم على الخروج من المدينة.
وكان خروجه من المدينة ليلة الأحد التاسع والعشرين من شهر رجب.
فسار يطوي المنازل ويخبر في بعض الطريق عن شهادته، حتى وصل إلى مكة. (٦)
قال السيد ابن طاووس في اللهوف: لما عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً، فقال -وذكر الخطبة- وفيها استنصاره صلوات الله عليه، حيث قال: من كان باذلاً فينا مهجته وموطناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله. (٧)
وبهذه الخطبة أعلن عن شهادته وشهادة من يخرج معه ودعى الناس إلى الشهادة والخروج معه وأعلن أنه خارج مصبحاً من مكة. (٨)
فكان هذا أوّل استنصار لسيد الشهداء صلوات الله عليه، وأما استنصاره يوم عاشوراء فقد حكاه جبرئيل لأبينا آدم قبل وقوع المصيبة العظمى في السنة الحادية والستين للهجرة؛ مما يدل على التمهيد لمشروع عاشوراء منذ أول يوم للإنسان على الأرض؛ وتتضح من خلال ذلك التمهيد الأبعاد العميقة للمشروع الحسيني التي تتجلى في التمهيد للعصر المهدوي القائمي الذي بدوره هو الآخر ممهداً لعصر الرجعة العظيمة.
قال العلامة المجلسي: وروى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى: " فتلقى آدم من ربه كلمات " (البقرة: ٣٧) أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة عليهم السلام فلقنه جبرئيل قل: يا حميد بحق محمد، يا عالي بحق علي، يا فاطر بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان.
فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه، وقال: يا أخي جبرئيل في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب، فقال: يا أخي وما هي؟ قال: يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو يقول: واعطشاه واقلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فلم يجبه أحد إلا بالسيوف، وشرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحله أعداؤه وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان، ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنان، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى. (٩)

(طور النويني، الدشتي)
(تجليبه)
تاب الله اعله آدم مِن بِچَه اعله احسين
قِرَه الْمَقتل إلَه جِبريل بَس بِوْنين

امْگابل عَالنواعي اتگابِلَو يِبچون
يِگِلّه امْصيبةْ اوْليدك تريد اعيون
عظيمه والْمصايب كِلها عِدها اتهون
غريب اوْما فِزَع لِخيام إخته امْعين

كِسْرَو ظهْرَه يَمْ الْعَلْگُمي ابعبّاس
الْهَوَه عُگْب الْكفيل اسْهام بِالْأنفاس
الْزينب مِنحِني رَد يِلْطم اعله الراس
راد ايْموت مِن گلّتله اخيّك وين

اشحالَك لو تِشوفه امْن الْعِطَش مَيْشوف
صُبَح بين السِمَه اوْبينه دُخان ايْطوف
شربةْ ماي راد اوْجاوِبُو بِسْيوف
طُفَه صوته الْعَذِب گد ما نِدَه سبعين
ذَبْح الشاةْ ذِبْحو مِنْ گُفا عطشان
اوْتِسَلَّب عَالْثَرَه ظل يِنزِف اوْعريان
حالَه حال واحد ما إلَه خُوّان
وِگَع وعيونه بين اخيامَه والْچَفّين

نِهْبَو رَحْلَه والراس ابْرُمح شالوه
اوْثَلِث تَيّام بِالْحَر عَالشَمِس خَلّوه
اوْظَعنه بِالْخرايب مِنسبي نَزلوه
بِالْبلْدان نِسوانه تِدير الْعين


(١) السيد جعفر الحلي الدر النضيد ص٣٠٩ نقلاً عن مأساة أهل البيت من مجالس الشيخ الكاشي ص٢٥.
(٢) وسَحَنَ الشيءَ سَحْناً: دقه. وسَحَنتُ الحجر: كسرته. لسان العرب.
(٣) المقصودة هنا هي مولاتي فاطمة العليلة صلوات الله عليها.
(٤) المزار، المشهدي ٥٠١.
(٥) منتهى الآمال ج١، ص٤٢٤ وما بعدها.
(٦) تذكرة الشهداء ص٨٧.
(٧) اللهوف ص١٢٦ وما بعدها.
(٨) تذكرة الشهداء ص٩٨.
(٩) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٤ - الصفحة ٢٤٥.

*||شيخ سجاد الفهد||*
*مجلس الليلة الثالثة*
مولاتنا العليلة صلوات الله عليها


أَمَضَّ القلبَ داءٌ أيُّ داءِ ؟!
وغيرَكَ لستُ أعرفُ من دواءِ

ببعْدِكَ صارتِ الدنيا ظلاماً
فلا أدري صباحي من مسائي

أُسائِلُ عنكَ أعتاباً تراني
بضعفٍ وانتحابٍ وانحناءِ

فهل يا والدي ستقرُّ عيني
وتملؤها قريباً بالضياءِ ؟

أجيبُ "نعَمْ" سترجع دونَ شكٍّ
فيرجع لي الصدى بجوابِ "لاءِ"

أبي أصبحتُ هذا اليومَ أبكي
ولا أقوى على منعِ البكاءِ

لماذا الكونُ يكسوهُ احمرارٌ ؟
كأنَّ الشمسَ تسبحُ في دماءِ

ترى ذبحوكَ أمْ ذبحوا الأماني ؟
وهل قطعوا وريدكَ أمْ رجائي ؟

أبي ، في الريحِ أسمعُ صوتَ كسرٍ
فهل رضُّوا ضلوعَكَ في العراءِ ؟

ضلوعُكَ كنَّ للدنيا سماءً
اذا رُضتْ بها انطبقتْ سمائي

لماذا الأفق يخنُقُهُ دخانٌ
فهلْ بالنّارِ محترقٌ خبائي ؟

أبي ، مهدُ الرضيعِ يسيلُ نزفاً
فهل فطمتهُ أقواسُ الشَّقاءِ ؟

على قلبي سياطُ البعدِ تُلوى
كما تلوى السياطُ على النساءِ

وهل صارتْ رُقيَّةُ في السبايا ؟
فحُجْرتُها غدتْ بيتَ العزاءِ

لقدْ راحتْ وبالموتِ استراحتْ
وبتُّ أموتُ دوماً في بقائي... (١)

(بحر طويل)
ابْحِضْنَك بويه نَوّمْني اوْخَلّيني أشِم نَحرَك
نَسّيني السَفَر يَدْوَايْ اوْطَيّب عِلّتي ابْعطرَك
ـــــــــــــــــــــ
أريد اَغْفَه عَلَى صوتك سَهْم السَهَر عاميني
اعْلَه صدرك راحةْ الْمَتعوب ابْعطرك بويه غَطّيني
اسْياط افْراگَك اعْلَه الراس تِدَنَّت لا تِخَلّيني

نَسّيني يَبَعد الروح ..
سَفَر بي تِنْرِسِم مَذْبوح ..
وَاَلْف اوْتِسِعميّه اجْروح ..

تِتْرِس طولَك الْهيبه دَمْعي بَلْكَت اِيْأخْرَك
ـــــــــــــــــــــ
 ليل السَفَر كون ايْطول اوْما يِطْلَع صبح باچر
واَشوفَن خاليِ اِمْچانك يِحرگ گلبي يَمْسافر
ليل اوْداعَك ايْهِد حيل يِشْبَه ليلةْ العاشر

يَمَن بِيديك كاف اوْنون ..
أشّر عَالزَمَن ويْكون ..
اْلسّاعه ابْسَنه اعْلَه الْيِمْشون ..

 أموت اوْإنته يَمّي اتْعيش وَلا حافر يِمِس صدرك
ـــــــــــــــــــــ
 ماخذ كل اَهَل بيتك يَروح الزهره والْكرّار
مِنْ دون البنات آنه أبْقَه اوْيه الدَمِع بِالدار
يَرَحمةْ الله بِخلافك عَلَه اوْنيني يِوِن الْجار

الِيفارِگْها ابو مِثلك ..
يَبويه امْنِ البچي تِهْلَك ..
امْغَبّش للْذبح بَاْهْلَك ..

قُربان الْوِلايَه ادْماك مِنْ عُمْري على عُمْرك
ـــــــــــــــــــــ
 خَلّي الطِفِل عَبْد الله بِفْراگَك يِسَلّيني
واذا عنّي رُقيّه اتْروح بَعَد ياهُو الْيِداوِيني
مِنْ يوم الصِرِت للْيوم تِصَبّحني اوْتِمَسّيني

مريضه والمَرَض فرگاك ..
هاك اعْيوني اِخِذها اوْياك ..
تِبْچيلَك نَهَر بِظْماك ..

يَالْعايِفْلَك ابْنَيّه اعْلَه باب الْبيت تِنتَظرك
ـــــــــــــــــــــ
 أشْبَع شُوف مِنْ طولك اِمْشي ابْدَمي مُو بِالْگاع
مِنْ سَهْم السِهام اتْصير اوْدَرُب للْحافر الْأضلاع
يَبو طول الْيِعَدْل الشُوف ايْتِطَشَّر ما إلَك فَزّاع

تِطيح اوْعينك اعْلَه الْماي ..
واعْلَه الْخِيَم يا رَجْواي ..
يا طيحةْ الْمالَه افْياي ..

ثَلِث تَيّام بِالْهيمه امْسَلَّب مِنْكِسِر ظَهْرَك
ـــــــــــــــــــــ

روى عبد الله بن سنان الكوفي، عن أبيه، عن جده، أنه قال: خرجت بكتاب من أهل الكوفة إلى الحسين، وهو يومئذ بالمدينة، فأتيته فقرأه فعرف معناه فقال: أنظرني إلى ثلاثة أيام فبقيت في المدينة ثم تبعته إلى أن صار عزمه بالتوجه إلى العراق، فقلت في نفسي أمضي وأنظر إلى ملك الحجاز كيف يركب وكيف جلالة شأنه، فأتيت إلى باب داره فرأيت الخيل مسرجة، والرجال واقفين، والحسين جالس على كرسي، وبنو هاشم حافون به، وهو بينهم كأنه البدر ليلة تمامه وكماله، ورأيت نحوا من أربعين محملا، وقد زينت المحامل بملابس الحرير والديباج.
قال: فعند ذلك أمر الحسين بني هاشم بأن يركبوا محارمهن على المحامل، فبينما أنا أنظر وإذا بشاب قد خرج من دار الحسين وهو طويل القامة وعلى خده علامة ووجهه كالقمر الطالع، وهو يقول: تنحوا يا بني هاشم ! وإذا بامرأتين قد خرجتا من الدار وهما تجران أذيالهما على الأرض حياء من الناس، وقد حفت بهما إماؤهما، فتقدم ذلك الشاب إلى محمل من المحامل وجثى على ركبتيه، وأخذ بعضديهما وأركبهما المحمل، فسألت بعض الناس عنهما فقيل: أما إحداهما فزينب، والأخرى أم كلثوم بنتا أمير المؤمنين. فقلت: ومن هذا الشاب؟ فقيل لي: هو قمر بني هاشم العباس بن أمير المؤمنين.
ثم رأيت بنتين صغيرتين كأن الله تعالى لم يخلق مثلهما، فجعل واحدة مع زينب، والأخرى مع أم كلثوم، فسئلت عنهما، فقيل لي: هما سكينة وفاطمة بنتا الحسين.
ثم خرج غلام آخر كأنه البدر الطالع، ومعه امرأة، وقد حفت بها إماؤها، فأركبها ذلك الغلام المحمل، فسألت عنها وعن الغلام، فقيل لي: أما الغلام فهو علي الأكبر ابن الحسين، والامرأة أمه ليلى زوجة الحسين.
ثم خرج غلام ووجهه كفلقة القمر، ومعه امرأة، فسألت عنها؟ فقيل لي: أما الغلام فهو القاسم بن الحسن المجتبى، والامرأة أمه.
ثم خرج شاب آخر وهو يقول: تنحوا عني يا بني هاشم ! تنحوا عن حرم أبي عبد الله، فتنحى عنه بنو هاشم، وإذا قد خرجت امرأة من الدار وعليها آثار الملوك، وهي تمشي على سكينة ووقار، وقد حفت بها إماؤها، فسألت عنها؟ فقيل لي: أما الشاب فهو زين العابدين ابن الإمام، وأما الامرأة فهي أمه شاه زنان بنت الملك كسرى زوجة الإمام، فأتى بها وأركبها على المحمل، ثم اركبوا بقية الحرم والأطفال على المحامل. فلما تكاملوا نادى الإمام: أين أخي، أين كبش كتيبتي، أين قمر بني هاشم؟ فأجابه العباس: لبيك لبيك يا سيدي ! فقال له الإمام: قدم لي يا أخي جوادي فأتى العباس بالجواد إليه وقد حفت به بنو هاشم، فأخذ العباس بركاب الفرس حتى ركب الإمام، ثم ركب بنو هاشم، وركب العباس وحمل الراية أمام الإمام .
قال:  فصاح أهل المدينة صيحة واحدة وعلت أصوات بني هاشم بالبكاء والنحيب وقالوا الوداع الوداع الفراق الفراق فقال العباس هذا والله يوم الفراق والملتقى يوم القيامة ثم صاروا قاصدين كربلاء مع عياله وجميع أولاده ذكوراً وإناثاً إلا ابنته فاطمة الصغرى فانها كانت مريضة.
قال الدربندي في الأسرار وكان للحسين عليه السلام بنت تسمى بفاطمة وكانت حين خروجه من المدينة مريضة فجعلها عند أم سلمة وكانت كل يوم تجيء خلف الباب لعلها تجد من كان له اطلاع بحال والدها ولما طال زمان الفراق ولم يصل الخبر من والدها اشتغلت بالبكاء وتراكمت عليها الأحزان وكتبت كتاباً لوالدها وبينت فيه حالها فلما فرغت من كتابتها واشتغلت بالنوح والبكاء لفرقة والدها وغيره وإذا أعرابي سمع بكائها فتأثر من بكائها فبكى ساعة ثم علم أن الباكية بنت الإمام وبكاؤها لفراقه عليه السلام فنادى بصوت عال السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أنا رجل من البادية أريد الرواح إلى كربلاء فهل لكم حاجة فلما سمعت فاطمة جاءت خلف الباب وردت جواب سلامه وقالت يا أعرابي أنا بنت الحسين انه لما عزم إلى كربلاء كنت مريضة فسلمني إلى جدتي أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله فالآن لم تبق لي طاقة من هجرانه وكتبت كتاباً وأريد من يوصله إليه فأخذه الأعرابي منها ففي يوم عاشوراء وقت المحاربة بلغ إلى كربلاء وسلمه إلى الحسين عليه السلام فلما فتحه واطلع على مضمونه بكى بكاء شديداً ثم جاء عند أهل البيت وقرأه عليهم وبكين بكاء شديداً ولم يظهر حال الأعرابي أنه كان ملكاً أم بشراً وصار شهيداً أم لا (أقول) وهل أتى أحد إليها بجواب من الحسين عليه السلام؟
نعم جاء غراب وهو ملطخ بالدم. (٢)
رَوَى العَلَّامَةُ المَجْلِسِيُّ وَالخَوَارِزْمِيُّ وَابْنُ عَسَاكِرَ وَابْنُ العَدِيمِ جَمِيعُهُمْ بِالإِسْنَادِ إِلَى المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ الجعْفِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ غُرَابٌ فَوَقَعَ فِي دَمِهِ ثُمَّ تَمَرَّغَ ثُمَّ طَارَ فَوَقَعَ بِالمَدِينَةِ عَلَى جِدَارِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَهِيَ الصُّغْرَى فَرَفَعَتْ رَأْسَهَا فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا وَأَنْشَأَتْ تَقُولُ:

 نَعِبَ الغُرَابُ فَقُلْتُ مَنْ تَنْعَاهُ وَيْلُكَ يَا غُرَاب.

 قَالَ الإِمَامُ فَقُلْتُ مَنْ؟
قَالَ المُوَفَّقُ لِلصَّوَاب.

 قُلْتُ الحُسَيْنُ فَقَالَ لِي حَقًّا لَقَدْ سَكَنَ التُّرَاب.

 إِنَّ الحُسَيْنَ بِكَرْبَلَا
بَيْنَ الأَسِنَّةِ وَالضِّرَاب.

 فَابْكِ الحُسَيْنَ بِعَبْرَةٍ تُرْضِي الإِلَهَ مَعَ الثَّوَاب.

 ثُمَّ اسْتَقَلَّ بِهِ الجَنَاحُ
فَلَمْ يُطِقْ رَدَّ الجَوَاب.

 فَبَكِيتُ مِمَّا حَلَّ بِي ** بَعْدَ الوَصِيِّ المُسْتَجَاب.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَنَعَتْهُ لِأَهْلِ المَدِينَةِ فَقَالُوا: قَدْ جَاءَتْنَا بِسِحْرِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ جَاءَهُمُ الخَبَرُ بِقَتْلِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ). (٣)

(مجردات)
مِرْسال دَمّك جابه الِغْراب
يِنعَب سِمَعْته اوْلَطّخ الْباب
مِنها اوْعِرَفْتِ ابْذَبْح الَاحْباب
اوْگلْب الْأبو بِمْثَلَّث انْصاب
گَلّي: ابْحوافر ضِلْعَك انْعاب
اوْزينب أسيره ابّين الَاجْناب
والشور صار ابْإيد سَلّاب

(ابوذيه)
أهِز كارُوك، اَحاچي اِخْوان.. هَلْبَت
ابْدَمِع سَهْري الْجِفِن مَجْروح هَلْبَت
عِفِت مُو بِت جَرِح بِالْبيت هَلْبِت
اوْحِضْنك لِلْحوافر مُوش اِليّه

يَريت اتْرِد تِشوف اشْصار بِلْحال
اوْتِباصُِرْني يَبُو السَجّاد بِلْحال
أمان ابْهَالسَفَر ماشُوف بَلْحال
بيني اوْبين اِخِت گلْبي رُقيّه

(نصاري)
دَمّك عَلَه الْحايط جابَه الِغْراب
اوْدَم اتْحَوَّل ابْقاروره الِتراب
أشوف أمْ سَلَمَهْ مِتْغَيْرَه وتْنوح
تِحاول تِخْفي بس الدمع مَسْفوح
اوْلَنها اتْصيح: يُمّه احْسين مَذْبوح
وين المصطفى الْيِبچي اعْلَه الِمْصاب

واَشوف السمه حَمْره وْتِمْطر ادْموم
امْسَلَّب ويلي ومْنِ الْماي محروم
اوْعبد الله يَبويه ابْسَهَم مَفطوم
ابْحضنك، وينه عنّك داحيِ الْباب

سولَفلي الِغراب ابْكربله اشْصار
انْكسر ظهرك يَبويه اوْمامش اَنصار
وبْخيامك عَلَه اخْتك شَبّو النار
اوْگمرنه اعْله النهر مِتوذّر اوْغاب

(١) القصيدة للشاعر علي عسيلي العاملي.
(٢) معالي السبطين المجلد الأول، ٢٢٠ وما بعدها.
(٣) بِحَارُ الأَنْوَارِ ج45 ص172، تَارِيخُ مَدِينَةِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرَ ج70 ص24، بُغْيَةُ الطَّلَبِ فِي تَارِيخِ حَلَب لِابْنِ العَدِيمِ ج6 ص2647، مَقْتَلُ الحُسَيْنِ لِلخَوَارِزْمِيِّ، الفَصْلُ الثَّانِي عَشَرَ.

*||شيخ سجاد الفهد||*
*مجلس الليلة الرابعة*
مولاتنا أم البنين صلوات الله عليها

لو كنت ترجع للبقيع سنينا
لسمعت من ام البنين انينا

ورايت اما قد اضر بحالها
فقد البنين فاحسن التابينا

يا ليت شعري لو تعاين وجهها
لرايت وجها شاحبا محزونا

تدمي القلوب بندبها وبكائها
ولقد لها يبكي البقيع شجونا

تبكي على العباس قرة عينها
وتكاد تنتزع القلوب حنينا

فلقد اصاب السهم لبة عينه
فاصاب يا لله فيه عيونا

قطعوا يديه واثبتوا في صدره
سهما وآخر قد اصاب جبينا

فبصدره واسى الزكية فاطما
لما لها قتل العدو جنينا

وبعينه واسى احمرار عيونها
لما لها لطم العدو جفونا

لهفي له لما هوى فوق الثرى
من حيث لا يسرى له ويمينا

ابوجهه لطم الثرى ام صدره
والسهم فيه لا يزال كمينا

وتكسر السهم الذي في عينه
ولقد برى درا بها مكنونا

وبضربة العامود واسى حيدرا
وبكل ما في الطف واسى الدينا (١)

(بحر طويل)
نَعاويها تِگَطْع ابْتوت المدينه اتْعَرف ونّتها
والْماشَت غُرُب للشام ابّاب الْقصر ذِكْرَتها

تِگِلْها: راس اخو اجروحي كفيلي اعله الرمح دَمّع
يا يُمّه عِفِت طوله اعله جُرْف العلگمي امْوَزّع
شاوَرْتَه ابْضعيف الصوت: راح اويه الْغُرُب أطلَع

مِثل الرايه رَفْ دَمّه ..
الْ(كَفو) تِفْصال بس لِسْمه ..
نَهَر وبْصَف نَهَر جِسْمه ..

الْيِعْطَش يِصِد لچفوفه ابْراگ الماي طيحتها

قد علم الناس أن الإمام زين العابدين عليه السلام قد أمر بشرا برثاء سيد الشهداء حيث قال:
يا بشر، رحم الله أباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر على شئ منه؟
قال: نعم يا بن رسول الله.
قال عليه السلام: أدخل المدينة وانع أبا عبد الله.
قال بشر بن حذلم: فركبت فرسي، وركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي صلى الله عليه وآله رفعت صوتي بالبكاء، وأنشأت:
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها *
قتل الحسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج *
والرأس منه على القناة يدار (٢)

(ابوذية)
دريتي اشصار يَم عبّاس بالطّاف؟
لو عِنْدچ عِلم شفتيه بالطّاف؟!!!
ابصدره المنْسِحِگ بظْماه بالطّاف
ابراسه ابكل بلد واخته سبيّه

اجاچ ايصيح دَمْعچ وين سيليه
اوْدَوني اشما حِچه امن امصاب سيليه
النّاعي ابولْدچ ايعَزّيچ سيليه
عَنْ احسين وُاوْلاده اوْرُقيّه

وكأنّي بمولاتي أم البنين صلوات الله عليها تقول للناعي ولأهل المدينة ممن سمعوا مقالته وهو ينعى سيد الشهداء صلوات الله عليه:

(فائزي)
گلّولي زينب ما بچت يَهْل المدينه
اوْلا صدر اخوها بالْحوافر ساحگينه
اوْلا عالْجمر والشوك ركضت اسْكينه
اوْلا عثّر السلّاب ابسوطه رقيّه

ماريد أسْمَع بالْگمر سالم يَهَالناس
گلّولي گبْل الْجربه طاح امْدَمّه عبّاس
بَشروني إي هذا الْحچي إلْيرفع الراس
شَوفوني دمّه ابْرايته الْما عاف اَخيّه

اُم اَربع اشْبول اوْعِمَت عيني عله احسين
ما همني بس ابن الوصي ولدي قرابين
ميته ولا بِت فاطِمه طبّت دواوين
لَگْظي العمر اَبچي اوْأوِن عَالْهاشميّه

بعد رجوع عائلة سيد الشهداء صلوات الله عليهم أجمعين إلى المدينة أتوا قبر فاطمة عليها السلام وبكوا عندها، وجعل كلّ واحد منهم يشرح لها ما لقيه من الأعداء سيما السيدة زينب عليها السلام والسيدة ام كلثوم عليها السلام، فشرحوا لها ما جرى عليهم، وقصوا عليها كامل قصتهم، وشكوا لها ظلم الأعداء وقالوا لها: يا أُماه انّ أهل الكوفة منعوا عنّا الماء، وشهروا السيوف في وجوهنا، وذبحوا حسينك من القفا عطشانا، وقطعوا كفيّ العباس، وقتلوا علي الأكبر، وجميع اخوته وأبنائه وأصحابه، وأحرقوا خيامنا، ونهبوا أموالنا، وخرموا آذاننا، وسلبوا أقراطنا وحلينا، وروعونا بالسياط، وضربونا بكعب الرمح، وأركبونا على نوق هزيلة بلا غطاء، وداروا بنا في شوارع الكوفة وأزقة الشام.
أفاطم لو نظرت الى السبايا***بناتك في البلاد مشتتينا
أفاطم لو رأيتينا سهارى***ومن سهر الليالي قد عمينا
فلو دامت حياتك لم تزالي***الى يوم القيامة تندبينا
وروي أنّ زينب عليها السلام بكت حتى أُغمي عليها، فلما أفاقت نادت أُمها قائلة: أُماه ضربوني بالسياط على ظهري حتى جرح، فجاءتها ام البنين فاعتنقتها وقالت: يا ابنة أمير المؤمنين ما خبر أولادي؟ فقالت: قتلوا أجمعين، فقالت ام البنين: روحي وأرواح الجميع فداءا للحسين عليه السلام، وما خبر الحسين عليه السلام؟ فقالت: قتلوه عطشانا، فشبكت ام البنين عشرها على رأسها ونادت: وا حسيناه.
فقالت زينب: يا ام البنين عندي لك ذكرى من ولدك العباس، فقالت: وأي شيء هو؟ فرفعت زينب عليها السلام ملحفتها وأخرجت لها درع العباس ملطخا بالدماء، فلما نظرت اليه ام البنين صاحت ووقعت مغمى عليها.
فالتفتت زينب الى قبر الصديقة فاطمة عليها السلام وقالت: وجئتك يا اماه بهدية من كربلاء، ثم أخرجت قميص الحسين الممزق من أثر الضرب والطعن والمضرج بالدماء، فلما نظر اليه أهل المدينة ارتفعت أصواتهم بالبكاء والنحيب حتى شقت عنان السماء، فقالت زينب عليها السلام: يا أهل المدينة لم تكونوا حاضرين في كربلاء لتروا كيف قتلوا أخي الحسين عليه السلام، وهذا قميصه
الذي ترونه ممزقا من أثر الضرب بالسيوف والطعن بالرماح والنبال. (٣)

(شيعتي)
اتلاگن اجْروح اوْيِنوحَن يَمْ گبر بَضْعَةْ مُحمّد
اُم گُمَر مَذْبوح ضَيّه اوْزينب اُم خِدْرِ التِفَرْهَد

هيبَةْ الكرّار زينب إجَت مُوش الأوّلِيّه
تِشْكي للزهره سَبِيها والْجَره بِالْغاضريّه
وِانْغِمَه اعْليها اوْإجَتْها حُرمه مهضومه ابْدوِيّه
گَلّتِلْها: ابّيش رِحْتي اوْبيش ضَعْنِچ للوطن رَد

آنه أُم كافل عَفافچ يُمّه حاچيني اشْجَرالِچ؟
سُولِفي شَخْبار وِلْدي مِنْ بَزِر گَلْبي اشْصُفالِچ؟
يُمّه معقوله انْتي زينب أمِس ما لِمْحَو خيالِچ !!!
طُولِچ ابْعين الشماته شِفْته يُمّه الله اوْلَحّد

گَلّتِلْها: يُمّه وِلدِچ عَالثَرَه نِزْفَو مَحَنّه
اوْعَالرِماح الروس چانت للقصُر لَمّن دِخَلْنه
يُمّه گبْل احسين طاحَو واصل الدم الْخِيَمْنه
والكفيل اچْفوفه عَثْرَه اوْبِالدموع اجْروحه تِنْعَد

گالت اُم عبّاس: فِدْوَه وِلْدي لحْسينچ يَزينب
اوْعَن ابو الأكبر أنِشْدِچ گامَت المظلومه تِنْحَب
جاوِبَتها: اخْيول سِحْگَت صَدْرَه يا يُمّه اوْتِسَلّب
شِبْچَت اعْلَه الراس عَشْره اوْلطمت ابْلوعَتها عَالْخَد

گَلّتِلْها عندي صُوغَه امْنِ الگُمَر يا أُم وَفائَه
اوْطَلِّعَت مِنِ الْعَبايه دِرْعه مَصْبوغ ابْدِمائَه
اوْلَحْظَةْ الّلي شافَت اُمّه دِرْع الِمْسَلَّب خِبائَه
صاحَت اوْعَالْغَبْرَه طاحَت والْجدم منها تِبَرْيَد

الْتِفْتَت الْگَبْر الزچيّه زينب اوْدَمْعَتْها حَمْره
جيت الِچ يُمّه ابْهَديّه امْنِ الْعزيز الدامي نَحْرَه
طَلِّعَت إخْتَه قميصه امْبَيّن الْمَسْحوگ صَدْره
ضَجَّت اتْنوح الْمَدينه اوْلِبْسَت الْحيطان أسْود

(١) القصيدة للشيخ محمد اللبناني.
(٢) المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ١٤٨، وعنه في حياة الإمام الحسين 2: 423، الملهوف: 227.
(٣) تذكرة الشهداء ص٥١٧ وما بعدها.

*||شيخ سجاد الفهد||*
The account of the user that owns this channel has been inactive for the last 5 months. If it remains inactive in the next 17 days, that account will self-destruct and this channel may no longer have an owner.
The account of the user that owns this channel has been inactive for the last 5 months. If it remains inactive in the next 7 days, that account will self-destruct and this channel may no longer have an owner.
2024/04/19 11:29:24
Back to Top
HTML Embed Code: