Telegram Web Link
كان العبّاس رجلاً وسيماً جسيماً، يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطّان في الأرض ... وقد كان صاحب لواء الحسين(عليه السلام) واللِّواء هو العلم الأكبر، ولا يحمله إلّا الشجاع الشريف في المعسكر .🪬
كفيّ فداء لخنصر يمينه 💔..
وعينا العبّاس آية، لكنّهم كفروا بجلّ الآيات..
ما وجد العرب أبلغ وأفصح في الوداع، من نظرات العبّاس لزينب، وكلمة "أخي" للحسين.. (عليهم السّلام أبدا).
لا تُشرقُ الشمسُ إلا من مُحيَّاها
‏يمشي الزمانُ على آثارِ ممشاها

‏للأرض تُنمى وللفردوس قد نُميت
‏حـوراءُ إنسيَّةٌ... قد شفَّ معناها

‏صلُّوا عليها لكي نُحبى شفاعتَها
‏كيف الـسبيلُ إلى الجنَّاتِ لولاها
~
.
"وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَاءِ الْفُرَاتِ..."

.
تكلّم مع العبّاس،
اطلب منه أن تقف أمام شيء تريده بشدّة، لكن الأدب والإخلاص والذّوبان بإمام زمانك يمنعك.. اطلب منه أن تصل للدرجة الّتي تقول فيها
"يا نفس من بعد المهديّ هوني"..
الليلة زحمة صدرك ما يطلم على ابو الفضل .. الجزع بكل زاوية ادور بيها وجهي!! 💔
قُل: "يا عبّاس، أصلِحني؛ فإن لم تُصلحني، سيذهب ماءُ وجهي".
وذلك لأنَّ أبا الفضل العبّاس حسّاسٌ جدًّا أمام ماء الوجه".

-الشّيخ بناهيان.
أخذلك زلمة أجة من يم النهر عطشان !
خلها على بالك لو طحت .. !؟
تكـسر عشيرة بكربلاء !
لسان حال السيدة زينب بعد رجوع الحُسين من مصرع ابا الفضل :

ها خوية المن دمعتك .. !؟
ها خوية طاحت رايتك ؟
ما ظل بعد عندك اخو؟
يا ضيعتي ..
ويا كَـسرتك ..!
إنّه كسر ظهر الحُسين، لا زال يأنُّ بقلوبنا إلىٰ الآن!
شيءٌ من ثبات الحوراء، وهي ترىٰ الظّهر الّذي تستند عليه؛ قد انكسر، والكفوف الّتي تحتمي بها؛ تساقطت مُشتَّتة.. لا سند بعد الآن أيا زينب، قومي بمفردكِ؛ فالدرب طويلٌ.. (عليهم سلام الله أبدًا).
لم نلتقِ بالعبّاس يومًا، لكنّا نشعر بكلّ هذا الأمان تحت ظلّ ذكره.. ولهذا نفهم كيف كان فقد الحوراء عظيما!
وظهر زينب؟ كيف تهشّم من بعد العبّاس؟، وكيف في عيونها صارت خيبة العالم.. ونست الارتواء، صارت تريده لا غير، والأطفال تتصارخ "العطش" وسَكينة تشعر بالذّنب من كلّ رحيله.. والآن، ليتك تعود، وتملأ قربة الحياة من وجودك الرّاوي.. دع الماء، لا نريد منه شيئًا ما دام سيقتلك، ماذا سنخبر فاطم، ورأسك المصدوع أحدث كسرًا في الكون كلّه، ويدك.. آه ليدك، إن لم تحاوط الأمان، كيف سيشعر بالأمان؟ كلّ شيءٍ فوضويّ جدًّا.. أريدك، وحسب.
عينٌ حرست الحوراء ثلاثين سنة، انطفأت في ثانية.. آه لقلب زينب.
2025/07/04 18:02:45
Back to Top
HTML Embed Code: