Telegram Web Link
هذا المقطع من احتفال الصوفية في مصر بمولد البدوي، وقد كتمت الصوت، لأن طريقة احتفالهم لا تختلف عن المهرجانات الشعبية التي يقيمها فساقهم!

يبدو أن بحث مشروعية مولد النبي ﷺ مع هؤلاء القوم كان مجرد هراء، فهم قد ذهبوا بعيدا في هذا الأمر، ويشتغل بعض رؤوسهم هذه الأيام بالبحث عن مدح البدوي، ونقلوا في ذلك كلاما للمجدد يعدُّه ضمن أهل الصلاح.

علما أن هذا البدوي إن كان ممدوحا فهو كالمسيح عليه السلام وعبد القادر الجيلاني وعدي بن مسافر وغيره ممن عُبد وهو غير راضٍ!

وإن كان من أهل الشر والخبث -وهو الراجح عندي- فهو كأمثال الحلاج والطائي وابن فارض وهذه الطبقة الملعونة من ساكني النار، وهو قائد هؤلاء الرعاع إلى الجحيم!

وهذا البحث ككل لا معنى له على التحقيق، لأن هذا الرجل قد مات وانتهى أمره، وقد ذم الأوائل -أهل حديث وأشاعرة ومتصوفة- ابن عربي الطائي، فمدحه متأخرو الصوفية والأشاعرة وجعلوه من أهل الولاية!

البحث في هؤلاء الذين تشرَّبوا الشرك والسفه إن ماتوا على هذه الحال، ويزايد رؤوس القوم هذه الأيام بأنهم ذموا هذه المنكرات، والواقع أنهم هم من فتحوا لها الباب على مصراعيه، وأمر هذه الطوام قديم، قال الشيخ محمد بن علي بن غريب في كتابه «التوضيح عن توحيد الخلاق» نقله عنه الشيخ سليمان بن سحمان النجدي في كتابه «الشهب المحرقة المرمية على أهل البدع من أفراخ الأشاعرة والجهمية»:

«وقد آل الأمر إلى فعل المنكرات، من بذل الفروج ثلاثة أيام من كل سنة في مولد أحمد البدوي ومشهده الذي في القاهرة، يخرجن إليه الغواني جاعلين ذلك في صحائفه، ولينالوا من بركته، وأنهم محسوبون إليه زيادة على فعلهم عند قبر الست نفيسة ومشهد الحسين، هذا والعلماء حاضرون والعباد شاهدون، والمردان مع الفجار المدعين الولاية المتزينين بها مجتمعون، وفي فراش واحد بلا حائل ليلا ينامون، وفي النهار معهم مختلون، ويدعون أنهم لهم يربون [...]»

وحكى المجدد أن هذا الأمر كان يقع في البيت الحرام!

فأعظم الإنكار هو سد ذرائع هذا الأمر وهو ما ينادي به السلفيون قاطبة، فيتهمونهم بكره الأولياء.
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد ابن المبارك الصوري، قال: رأيت سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته الصلاة -يعني: في الجماعة- أخذ بلحيته وبكى.

[حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، تأليف: أبو نعيم الأصبهاني، تحقيق: سامي أنور، دار الحديث، القاهرة، المجلد الخامس، صفحة: ٤٣]
قبل مدة وقعت حوادث متفرقة لهجوم كلاب ضالة أدت إلى وفاة أطفال بداء الكلب، وقتها كنت أريد الحديث عن ظاهرة: ’’إخوان الكلاب“ وهي ظاهرة انتشار أناس يرون الكلاب إخوانا لهم تربطهم أواصر موجبة للدفاع عنهم ولو على حساب أبناء المسلمين وبناتهم!

فظهروا يُكثرون السباب واللعان للناس التي أيدت أمر القضاء على الكلاب، بحجة الرحمة بالحيوان!

وهذا من هوان دماء أبناء المسلمين.

مع أن النبي ﷺ يقول: ”خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم، الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحديا.“

وأمس أخذت كلاب ضالة فتاة صغيرة وقامت بقتلها، حتى أحسب أنه لم يُعثر على جثتها.

فأين الرحمة بأبوين فَقَدا فلذة كبديهما؟ حتى ينعم ”إخوان الكلاب“ بالرضا!

ويُنادون بلا حياء ولا ماء وجه بتلقيح الكلاب الضالة، وأنت لو تسير ليلا تجد كثيرا من المسلمين بلا مأوى ولا طعام!

وقد جعل اللّٰه تعالى من ضمن كفارة قتل الصيد في الحرم إطعام مساكين!

رحمتهم وسعت الكفار ووسعت البهائم ولم تَسع أبناء المسلمين وبناتهم، وهذا يدلك على سخافة مفهومهم للرحمة وأنه مفهوم يُزخرف ثم يظهر نتن ريحه وقبح مظهره!
تعليق على توبة عبدالله رشدي!

هذه كتابة أحاول فيها تسليط الضوء على بعض الجوانب التي رأيتها من خلال توبة عبد اللّٰه رشدي، أسأل الله أن يُثبته!

أولا: كلمة للغشاشين وأشباههم!

من كان يردُّ على من يردُّ على عبد الله رشدي ويقول لك: المهم أنه يردُّ على العالمانيين والملاحدة، وما هو واقع فيه لا شيء.

تخيل أن عبد الله رشدي توفي قبل هذه التوبة، ما ستكون حاله؟ خاصة وأن الرجل يتكلم عن طلب الحوائج من الموتى = عبادتهم!

هؤلاء كانوا يزيدون آثامه بزيادة عدد متابعيه، في حين كان الرجل محتاجا لأن يُنقذ نفسه أولا.

وقد أمر النبي ﷺ بوضع التراب على المداحين، وقد يكون مدحهم حقا، فكيف بمن يغشُّ الناس في آخرتهم بمثل هذه الصورة؟

ثانيا: لمن يُهون من هذه المسائل!

من كان ساكتا عن كل ضلالات عبد الله رشدي العقدية، ولم يحمرَّ أنفه إلا لما رأى كلام رشدي عن حاكم بلاده، أقول: هو معذور، معذور بالجهل، بالعلم، بالتباس الأمور، بكثرة المطبلين للحاكم...إلخ.

كل الأعذار التي خطرت على بالك لتبرير شرك وتجهم المنتسبين للملة، ضعها للرجل، واسكت عنه كما سكتم عن مليونية البدوي، وكما سكتم عن رشدي أيام ما كان يطلب المدد من مبنى الأزهر!

ممكن؟ لا أرى استحالة!

ثالثا: للمتقاعسين عن الدعوة للتوحيد!

تخيل هذا الخير العظيم أن ينجو رجل من براثن الشرك والتجهم ويصبح رادا على المجيزين لهذه الضلالات!

فهذا الأمر يحتاج همة ويحتاج طلبا للعلم ولا يحقر المرء نفسه ولا يحقر الإفادة في مواقع التواصل، فنبي اللّٰه إبراهيم ﷺ نادى في صحاري مكة بالحج واللّٰه تعالى بلَّغ عنه إلى يوم القيامة!

رابعا: عبرة للسلفيين عامة ولسلفية مصر خاصة في شأن التهوين من الأزهر وبلاياه!

أنا شخصيا لم أكن أطيق عبد الله رشدي بسبب ضلاله أولا وثانيا لما عرفت أن والده -رحمه الله- رجل سني سلفي بل له مؤلفات في عدم العذر بالجهل في الشرك قدَّم لها الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-

وأرى أن والده عفا الله عنه يتحمل بعض ما كان عليه ابنه إذ يسَّر له دخول هذه المؤسسة، وكثير من السلفية في مصر هذا حالهم، غير أن المرء يتعظ، ويستحضر الموت دائما، ماذا لو توفي رشدي قبل أن ينصلح حاله؟

الأمر جلل، واللّٰه العاصم!

هذا ما تيسر.
2025/10/22 16:04:40
Back to Top
HTML Embed Code: