Forwarded from رَتابَةٌ
هل من مشتري؟

الملاحظ مؤخرا وبسبب الجدالات الفكرية بين الجنسين؛ انه أصبح هنالك نوع من التوجس بين الرجال والنساء، فالرجل أصبح يردد ان النساء الصالحات هن قلة اليوم، والنساء أصبحن يرددن أن الرجال الصالحين هم قلة اليوم، فالأغلبية اليوم ممن هم في سن الزواج، يتزوجون وهم في نفس الوقت متوجسون...

على إثر ذلك؛ أصبح هنالك وفرة في العرض وندرة في الطلب..فالرجال قلت رغبتهم في الزواج والنساء لكي يثبثن أنهن صالحات ولسن كالبقية وليس هنالك داعٍ للخوف منهن يعرضن انفسهن بأي شكل كان وخاصة أفكارهن وخواطرهن وآرائهن التي توحي بالفضيلة، لكن هنا يكون الأمر على هيئة إغراء بالفضيلة، فكأنها تقول لهؤلاء المتوجسين: ها أنا ذا هنا، هل من مشتري!؟

بهذا؛ أضحى الرجل هو الجائزة حتى لو لم يكن مستحقا لهذا الوصف في الحقيقة..وهو ما تتكبد النساء المشقة للسعي نحوه..وهذا ما كان منذ زمن قريب مما يفعله الرجال للظفر بالنساء!

نحن اليوم خاسرون رجالا ونساءً، لكن الخسارة في صفوف النساء متفشية جدا فحتى من يؤمن بالرزق ما يلبثن إلا قليلا حتى يشرن لانفسهن بأي طريقة تعود عليهن بالندم.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نموذج الأم المهملة هذه للأسف أصبح ظاهرة وداء مستشري، الأم العصرية الآن بفكرها المعتل تخرج للعمل لكي تثبت بزعمها ذاتها وتتساوى مع الرجل ولتشعر بالأمان، إذ أن الوظيفة عندها أمان المرأة ومستقبلها، تاركة خلفها أمومتها وأولادها للخادمات

طبعا هن يعلمن تماما في أنفسهن أنهن محض سلع وأنهن ما اختِيروا لتوقيع الslavery clauses أو بنود العمل إلا بسبب مظهرهن وخدماتهن المحدودة، كجذب الزبائن، وخدمة الرجال الزملاء، وبعض المهام السهلة
غيره؟ لايوجد

حتى بخروجهن هذا ما حققن المساواة واتجهن للمسارات الموافقة لفطرتهن بعكس الرجال، فالرجل بطبيعته يجيد التعامل مع الأشياء المادية بعكس المرأة التي بفطرتها تجيد الرعاية والتعامل مع الأشخاص، وهذا مشاهد فغالب الرجال يتجهون للهندسات/ التصنيع إلخ، أما النساء فللتمريض ودور الرعاية، السكرتارية والتعليم

وبالمناسبة بالنسبة للخادمات والأطفال، أكثر ما يدمر شخصية الطفل على المدى البعيد تعلقه بالخادمة عاطفيا وجسديا، لأنها بنظره أم له مثله مثل أي طفل في مرحلة اللاوعي، ما يعرفه هو الاهتمام والرعاية، وبعودة الخادمة لبلدها يستبب ذلك بفجوة عاطفية كبيرة مستمرة عنده والشواهد كثيرة، يعني حتى أساسيات الأمومة فشلن فيها

يأتينك يقلن لك:
١- أنتن غيارى منا لأننا فعلنا مالم تفعلن وحققنا أنفسنا يا " عديمات الشخصية"

- يا حبيبتي نحن كنساء قارات أكثر ماتلهج أفئدتنا بشكره لله في اليوم والليلة، نعمة قرارنا وجلوسنا في البيت، الله أمرنا ب(وقرن في بيوتكن..) فقلنا سمعنا وأطعنا
وهذه نعمة ما ذقتنها وصدقيني نحن مشفقات عليكن إذ عذبتن أنفسكن وحملتنها مالا تطيق،

٢- نحن نستطيع التوفيق بين كل أمورنا وكثيرات حققن المستحيل إلخ..

-هذا محض كذب والواقع يقول العكس تماما ثم إنا مثلكن نساء وبالكاد نتفرغ لطلب العلم

وهلّا اعتبرتن بنساء الغرب؟
مئات المبادرات والحملات لنساء ينادين بالعودة للبيوت وترك العمل،
خرجن وحققن ذواتهن وتساووا بزعمهن ثم
اصطدمن بحقيقة ضياع أعمارهن هملا وصرن وحيدات بلا زوج ولا أطفال

السعيد من اتعظ بغيره
#ربات_الخدور
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مهما فاتك من العمل في الأيام المباركة فلا يفُتْك الدعاء
ادع بكل خير في دينك ومعاشك
ادع لوالديك ولأهلك وولدك وإخوانك وأصحابك وللمُصلحين
ادع على الظالمين والمجرمين والمفسدين
ادع على كل صاحب علم أو قلم أو بيان ظهيرٍ للمجرمين
ادع على المُضلّين الذي يُضلون شباب الإسلام
ادع للمستضعفين من المؤمنين والمؤمنات أينما كانوا
ادع لأبناء وشباب ونساء الإسلام أن يحفظهم الله من شر كل ذي شر
وأن يهديهم ويسددهم
ادع لكل والد يجتهد في إصلاح ولده
اللهم ربنا إياك نعبد وإياك نستعين
اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
ربنا أدخِلنا مُدخل صدق وأخرِجنا مُخرَج صدق واجعل لنا من لدُنك سلطانا نصيرا

#يوم_عرفة
محاضرة للمُسلمة الكريمة
((إِنِّى عَلَىٰ بَيِّنَةٍۢ مِّن رَّبِّى))
[بصائرُ من الوحي في هدايةِ المسلمةِ وتثبيتِها]
لماذا هذه المحاضرة؟
- المُسلمة بصفتِها ( ابنة، أخت، زوجة، أمّ، جَدّة) وفي كل مراحل عمرها(صغيرة، بالغة، شابّة، عجوز) بحاجة مستمرة إلى تذكرةٍ (تجمع بين البرهان والحُجّة والبينة، والموعظة والهدى)
-تحتاج تذكيرا وتعليما بسُبل العلم واليقين وأسباب انشراح الصدر وطمأنية القلب والسكينة والأمن والهداية والصبر.
-فكم من فتاةٍ أو امراة مسلمة تائهة.. خائفة..قلِقَة.. مضطربة.. شاكَّة مرتابة.. حيرانة!
-كم من مُسلمةٍ ساخطة على شكلها أو مستواها التعليمي، أو وضعها الاجتماعي، تنشغل بما لا تملك ولا ينفع..وينفرط عقد عمرها في مقارنات و حُزن وأسَى على ما فاتها، وتندب حظها وتعيش ضنكا ومرارة، وقلبُها فيه من الحسد والغِلّ والحقد ما يحجبها عن أن تحيا حياة طيبة.
-كم من مسلمة مُحبَطة تعيشُ اكتئابًا، وهي عاطلة عن أعمال الخير المتاحة: لا تعرف ماذا تطلب وما الذي يستحق ان تمضي فيها عمرها ووقتها وقوتها!
- كم من مسلمة تعيش لتتسلى وتقتل وقتها بألعاب وافلام ومسلسلات ومتابعة أخبار الممثلات وملابسهنّ!
-كم من مسلمة تصغي لمن يُلقي الشبهات من أهل الباطل ويصورن لها انها مظلومة في الإسلام وحقها مهضوم/ وأنهم يريدون بها الخير وعندهم ما ينفعها، وانها يجب أن تتحرر من دينها لتحيا حياة كريمة.. فتصدقهم وتتبعهم وتهتدي بهم
نفسٌ هشّة وفارغة وضعيفة وتائهة ومضطربة
يحتل شياطينُ الإنس والجن والنفسُ الامارة بالسوء منها مساحات الفراغ والهشاشة
#فهذه المحاضرة: تقول لكِ: من أنتِ، وكيف تهتدين، وماذا تطلبين، وكيف تُمضي أيامك، وإلى أي شيء تسعَين
#تبصيرٌ وهدايةٌ وتثبيتٌ وتقويةٌ العزم وإحياءُ معاني القوة والأمانة واليقين في نفس المسلمة
فلا تصبر امرأةٌ على طريق إلا بقدر يقينها بصحته وجدواه وانشراح صدرها له واطمئنان قلبه به.
فالعلمُ بما تؤمنين به وتطلبينه وتسعَين إليه واليقينُ به هما مفتاح الخير والثبات والعمل.
أشبه بمعالم الطريق العامة وخطوطه العريضة
بصائر من الوحي في هداية المسلمة وتثبيتها:
{العلم-الإيمان-اليقين-التقوى-الإرادة-السّعي-القوة والأمانة- الثبات في الأمر}
والمحاضرة نافعة إن شاء الله للرجل يعِظُ بها أمَّه وأخته وزوجه وابنتَه
https://youtu.be/AyaUsm_Rlnc
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أخت كريمة نحسبها من الصالحات والله حسيبها توفاها الله، ورثاها زوجها بأجمل الرثاء؛ فلا ندري أنعجب من حسن تبعلها واجتهادها في العلم والعبادة، أم من حال زوجها الودود الوفيّ.

رحم الله (يسرا الطويل) رحمة واسعة وتقبلها في الصالحات، وأعظم أجر زوجها في مصيبته فيها وأخلف له خيرا منها.

كتب الزوج المكلوم:
"صباح يوم عاشوراء من العام الخامس والاربعين بعد الاربعمائة والألف من هجرة الحبيب عليه الصلاة والسلام إنه ليس ككل صباح ، إذ يعيد الزمن ذاكرته للوراء قبل عام تحديدا إذ كانت ركابي تحط رحلها في مدينة مكناس بالمغرب الاسلامي ففي مثل هذه الأيام ارتبطت بأعظم انسانة وأشرف زوجة وأطهر عشير إذ قادني قدر المولى عز وجل وتوفيقه بزواجي من الأديبة العفيفة التقية النقية الصالحة المخبتة : يسرى بنت احمد الطويل لتبدأ معها مرحلة جديدة من مراحل الحياة فيها أيام سمانٍ بعد أعوامٍ عجاف، خروجاً من وادي الجدب إلى الربيع الخصيب!

كانت يسرى مثالاً ونبراساً للمرأة المسلمة المعتزة بدينها وبحجابها، لم تكترث لحياة الرفاهية والانحلال وجعلت من تعلقها بربها وبدينها وقوداً للسير في هذه الدنيا، أكملت دراستها الجامعية وأكملت مرحلة الماجستير في علم الاصول بامتياز ، وبدأت مرحلة الدكتوراة في ذات التخصص ليكون بداية عامها الأول لزواجنا مصاحبا لدراستها اضافة لما شاهدته من حرصها على سماع الندوات والمحاضرات النافعة والانشغال بما يفيد ، وما يخص إدارة البيت فقد حازت السبق فهي الاولى دوما في الاعداد والتجهيز والتنسيق تقضي جل وقتها بين كتبها وكتابة بحثها وبين تعلم مهارة او طريقة تقوم بإعدادها لأهل بيتها!

ما إن حطت أقدامنا بعد الزواج أرض الحرمين استبشرت خيرا بقربها من الحرم المكي والحرم المدني وفي أول شهر من زواجنا حظينا معاً بعمرة رأيت من حالها فرحها وتعلقها بهذا المكان الطاهر، كيف لا وفي كل مرة آتي لزيارة والدتي بالطائف كانت تتلطف بالطلب بأن تذهب للصلاة في الحرم المكي اغتناماً للزمان والمكان وأنساً بالجلوس في أعظم بقعة!

وبعد استقرارنا في مدينة الرياض رأيت منها كل خير وشاهدت من حالها ما يثلج الفؤاد ويبهج الروح، فعلى امتداد الأشهر التي قضتها معي كانت في خدمتي واحسبها تتعبد الله بذلك ، فاحتياجاتي ومستلزماتي دوما جاهزة ومتطلباتي ملباة لا تتضجر ولا تتملل ولا تجادلني في نقاش ، فلم ترفع علي صوتاً قط فإن لم يسعفها المقال التزمت الصمت والهدوء وآثرت سكينة المقام، فكانت نعم الزوجة ونعم الرفيق ، هذا مع ما تقوم به في خدمة اطفالي والقيام بشؤونهم ومتابعة مراحلهم الدراسية وإعانتي على تربيتهم أعظم ماتكون به المعونة!

تمضي الأيام وكأنها ضوء يبصر ماحولك ، جمال روحها ودماثة أخلاقها تنسيك غثاء الحياة ، والمواقف معها ومع أولادي أكثر من أن تحصى وتعد لكن حقيقة يسرى أنها جنة تمشي على الأرض بحبها وبعطاءها وبرحمتها للصغير والكبير ولها في حب الاطفال والتعامل معهم ما يأسر القلوب فقد كانت توليهم عنايتها وعطفها وحلمها ودعاءها أن يرزقها الله الابن العالم الصالح فجاءت البشرى بذلك في أول زواجنا وكم كانت فرحتها عظيمة بذلك وجلست تترقب وتعتني بحملها وكأنه بين يديها وأصبح شغلها الشاغل كيف سيكون هذا الطفل وماذا ستقدم له وماذا سيحيطه من رعاية حتى يكون عالما على مذهب الامام مالك وتيمنا بذلك اسمته مالكاً ليكون كمالك إماما وعالما ومالكي المذهب وأصولياً بارعاً كبراعة والدته!

وبينما الأيام تمضي سريعاً نترقب سويا في كل يوم مولودنا الجميل يشاء الله في يوم الجمعة التاسع عشر من ذي الحجة لأن اذهب بها للمستشفى للمراجعة بعدما رأيت من حالها التعب وذهبنا في رحلة أخيرة ، ودعتني بيديها وكلانا أمل نلتقي في اليوم التالي وجرى بيننا عبر الهاتف أكثر من مكالمة لمتابعة الحالة وفي نهاية كل مكالمة تودعني وتوصيني بالأولاد ثم تهمس لي "أحبك" ولم أكن احسب أنها آخر كلمة سأسمعها ولن يكون بعدُ منها همسا ، إذ تعرضت في صبيحة يوم السبت لمضاعفات حادة أدخلتها لموت دماغي لم يمهلها سوى أيام لتصعد الروح لبارئها في صباح اخر يوم من العام ويكون أول أيام العام الحالي أول أيام عزاءها !!

فكان قدري بيسرى عامٌ مبتداه فرح ومنتهاه وختامه مأتم وعزاء فله ربي الحمد وله الثناء وله منِّي ما يشاء من الرضا بقضائه، والصبر على بلائه.!!

لقد رحلت يسرى .. صاحبة البسمة والبهجة والمشاغبة والملاطفة ، رحلة العالمة بحق زوجها والمتعبدة بخدمته والقائمة بأمره ، رحلت الحنونة الرحيمة من كانت أما لأطفالي وحضنا آمنا لهم ، رحلت سلوة النفس ومنية الروح ومتاع الدنيا الحق، رحلت البارة بوالدتها وبأهلها ، الباذلة حياتها ووقتها لمن حولها ، رحلت ذات الأيادي البيضاء مع الصغير والكبير ، رحلت أم مالك وبقي مالك كما أرادت -إن شاء الله - قرة عين لها لاتنقطع !
⤵️
⤴️
يسرى وما ادراك ما يسرى..نسيم الحياة العابر..وعبق الفؤاد الحنون..احتوتني كطفلٍ يبحث عن يدين تنتشله من وحل دنسه!! ..استكانت لها نفسي.. وخضعت لها قوتي..حتى ما إنْ قاومت بصفحات الماضي ..إذْ بجناح رحمتها يظلني ويهيم بي وأجدني محلقاً معها..أحببت بيتي بوجودها.. وأَلِفتُ محادثتها كل مساء..واستأنست بمجالستها كل حين.. أعادتني لداري بعد وحشة غياب ...برحاب حنانها الذي ملأ أرجاء البيت..

كنت انتظر ذكرى مرور عام على زواجي بها لكن شاء القدر يكون ذكرى زواجنا يوم رحيلها!!

استودعك الله يا يسرى فالفراق موجع
والوداع لم يكن يوما في مخيلتي أن يكون بهذه المفاجأة وبهذه المأساة، لكن عزائي أن ربي اختارك لجواره وأحسن بك إذ قادتك أقداره لتأتي من أقصى الغرب ليكون ثراك ومثواك الطاهر في مكة أحب مدينة عندك! ويصلي عليك الملايين في فجر يوم الجمعة الثالث من محرم فشتان بين جوار الرحمن وجواري!

أتذكر تلك اللحظة المؤلمة وأنا انفضُ يديَّ من تراب قبرك إذ عدت ثقيلا منكسراً لا أملك إلا دمعةً لا أستطيع إبرازها وزفرةً لا أستطيع إطلاقها ، وكأن الله كتب لي في لَوْح مقاديره هذا البلاء في أمرك، فرزقني بك ثم استلبكِ مني و أراد أن يتمم قضاءه بأن أعود لدارٍ ليس فيها ظل خطاك ولا محيا جبينك!!

لن أنسى يا يسرى رؤياكِ على سرير المرض حتى كدت أن أجزع ، وحينما خفت عليكِ الموت ضاقت بي الأرض بما رحبت ، لأول مرة أشعر أن الموت يطرق باب بيتي ولايستأذن في اختياره ، فكانت نظراتي لك في سريرك نظرات وداع أخيرة وأن الأمر ليس تشخيص طبيب ولا انتظار دواء وإنما قدر نافذ..
فحينما خاطبتكِ ولم تجيبي علمت أني ثَكِلتُك فأعود إلى داري وتمنعني وحشة فقدك أن أرمي جسدي المنهك على فراش كنّا نضحك ونتسامر عليه قبلُ بأيام ، لن أنسى تلك الليلة التي قضيتها في مطرحي كجثة هامدة أتذكر بوضوحٍ ذلِك الشعور الذي نهش جوفي ، أتذكرُ مرارته ووطأته على صدري ، ويكابدني من حينها الوجع ما أكابد فأقوم ملتجئاً إلى مولاي ادعوه أن يخفف وطأة ووحشة هذا الوداع المرير !

ما أتعس وجهَ الحياة من بعدك يا سندي! وما أشدَّ ظلمةَ البيت الذي أسكنه بعد فراقك إيَّاه! فلقد كنتِ شمسًا مشرقةً تضيء لي كلَّ شيءٍ فيه ،أما اليوم فلا ترى عيني مما حولي أكثر مما ترى عينُ سائر في ليل بهيم !!

وكما قال الأول "لقد طال عليَّ الليل حتى مللتُه، ولكنني لا اسأل الله أن ينفرج لي سواده عن بياض النهار؛ لأن الفجيعة التي فُجِعْتُها بكِ لم تبق بين جنبيَّ بقيةً أقوى بها على رؤية أثرٍ من آثار حياتك..فيا لله لِقلبٍ قد لاقى فوق ما تُلاقي القلوب، واحتمل فوق ما تحتمل من فوادح الخطوب!"

لقد كان حظي من هذه الدنيا أن لا يتزحزح لي شقاء وغثاء في طريقي ووجهتي ، فما كنت أجد مرارة فقدك لو لم أذق حلاوة قربك ، فقد كان لا بد أن تجري فيَّ سُنَّةَ البلاء التي يجريها الله بين عباده, فلما استوت زهرة حياتي معك على سوقها واستطعمتُ من ثمارها ، انتزعك مني الموت كما تُنتزع الكأس الباردة من يد الظامئ العطشان!

لكن أحسب أنّ الله اصطفاك من عباده الصالحين والله حسيبك، وقد وجدت لكِ وأنا أسلو بمصابي فيكِ أبواباً عديدة طرقتيها ووصلتي بها جنات النعيم وأرجو أنك نلت شرفها وحظيتِ بها ، فرضا زوجك أولها وأنا راضٍ عنك تمام الرضا وقد وعدكِ رسول الله ﷺ بقوله (أيُّما امرأةٍ ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة) ومنها طلبك للعلم وانقطاعك إليه وقد قال ﷺ(( من سَلَكَ طَريقا يَبْتَغي فيه عِلْما سَهَّل الله له طريقا إلى الجنة)) ومنها تقواك وحسن اخلاقك التي يشهد بها من عرفك وقد قال ﷺ(( أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلق ..)) ومنها صلاتك في وقتها وصيامك وعفتك وحياءك وطاعتك لزوجك وقد قال ﷺ (( إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصنت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها: أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت )) وعلم من صاحبك ولازمك نشأتك منذ الصغر في عبادة الله إلى يوم قبضك ورحيلك ولم تكملي سبعاً وعشرين ربيعاً وهذا وعد من رب العالمين في محكم التنزيل بأنك على خير ولاخوف عليك إذ يقول الله عز وجل ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون . أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاءا بما كانوا يعملون ))

وإنّ من جبر المصاب وسلوة الخاطر ما أرجوه وادعو الله به بأن أكون ممن قال الله فيهم ( الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ* ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) فلا لمثلي عملٌ منجي، إلا أني أحتسبك شهيدة في مولودك الأول فتشفعي لمن كنتِ له ملء السمعِ والبصر !

يقيني يا يسرى أن يديّك التي كنت تدفع بها عني وحشة الدنيا ستدخلني إلى جنة الخلد، ولم يبق إلى ذلك إلا انتظار الموت، واحسب أنه أمرّ من الموت لولا شوقٌ إلى الله يهونه عليّ !
فالله اسأل أن يجبرني فيك ويجمعني بك في الفردوس الأعلى من الجنة .والحمدلله أولا وأخيرا.

صباح عاشوراء
10/1/1445
بندر بن عبدالله الثبيتي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وَدِدْتُ لَوْ أُخْبر جَمِيعَ النِّسَاءِ أَنِّي عَادَةً لَا أَطْهُو الطَّعَامَ إِلّا بِالتَّسْبِيحِ وَذِكرِ اللَّهُ عَلَيْهِ، جَرَّبْتُ الْأَمْرَ مَرَّةً وَاثْنَتَيْنِ حَتَّىٰ وَجَدْتُ أَثَرًا عَجِيبًا طَيِّبًا مِنْ طُمَأْنِينَةٍ وَهُدُوءِ أَعْصَابٍ وَعَدَمِ تَضَرُّرٍ مِنْ كَثْرَةِ الْأَشْغَالِ!

الْآنَ فَقَطْ وَكَأَنِّي لِلْمَرَّةِ الْأُولَىٰ أَطَّلِعُ عَلَىٰ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِابْنَتِهِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ حِينَ ذَهَبتْ إِلَيْهِ تَسْأَلُهُ أَنْ يَهَبَهَا خَادِمًا يُعينُهَا، وَيَقْضِي حَوَائِجَهَا، وَيَقُوم مَعَهَا بِالْأَعْمَالِ.

قَالَ: «أَلا أَدُلُّك عَلَىٰ مَا هُوَ خَيْرٌ لَك مِنْ خَادِمٍ؟
تُسَبِّحِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ».

هَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ مِنْ الْفَوَائِدِ مَا فِيهِ..
أَذْكُرُ مِنْهَا أَنَّ مَنْ اعْتَادَ ذِكْرَ اللَّهِ؛ لَمْ يَشُقَّ عَلَيْهِ أَي أَمْرٍ.

وَسُبْحَانَ مَنْ يُلْهمُنَا!

لصاحبته
___
عجبا كيف تغفل النساء عن هذا الفضل العظيم، فتجدهن يستصيغون وينشغلون مثلا بالغناء أو المديح عوض ذكر الله وهن بالمطبخ أو البيت عموما .....؟، ولا شك أن ذكر الله عبادة يسيرة ولكن سبحان الله قل من يوفق اليها.

للذكر منفعة عظيمة حتى في البيوت وبركته تظهر على الأسرة والعلاقة الزوجية ، فالذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوات حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.

- عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: إن أهلَ السماء ليرَون بيوتَ أهلِ الذكر تُضيءُ لهم كما تضيء الكواكبُ لأهلِ الأرض.

= ذكر الله نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.

=(... وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )

#نواة
اللهمَّ أُمّتنا، وجِراحها، وشَبابها، ونسائها، وأسراها، والمُصلحين فيها، والحامِلين همومها.. ☝🏻☝🏻

يقُولُ ابنُ تَيميّة رَحمهُ الله:
قُلوبُ المُسلمِينَ الصَّادِقة، وَأدعِيتُهم الصَّالحَة، هِي العَسكرُ الذِّي لَا يُغلَبْ، وَالجُندُ الَّذِي لَا يُخذَل.

الله الله بالتوبة وكثرةِ الدعاء والهرع لرب الأرض والسّماء. 🤲🏻
اللهم اربط على قلوب المؤمنين والمؤمنات واصرف عنهم شر كل ذي شر
وانصر عبادك على القوم الكافرين .
-يا رب نجّ المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات وفّرج عن المظلومين من المعتقلين، واجمعهم بأهليهم على خير
-صرّف قلوبنا إلى طاعتك، واصرف عنا السوء والفحشاء والمنكر والبغي
-يارب اشدُدْ وطأتك على الظالمين والمُفسدين وأعوانهم وعلى من يُحاربون دينك ويصدون عن سبيلك
وطهّر صفوف المسلمين من الخونة والمنافقين والكذّابين.
اللهم تُبْ علينا توبةً نصوحًا وكفّر بها سيئاتنا وأدخلنا جنات النعيم ولا تُخزنا يوم القيامة
أعنا على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك.
-ربّنا هبْ لنا من أزواجنا وذرياتنا قرةَ أعينٍ واجعلنا للمتقين إماما، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه.
البعض عند ذكر أهمية تعليم المرأة لا يخطر في بالهم إلا ضرورة إكمالها للتعليم النظامي الجامع وكأنه بدون ذلك الصرح العلماني ستصبح جاهلة عالة على المجتمع!!

وهذا ما لا أقصده، وحقيقة لمستها عند الكثير (الجامعة لا تضيف للفتاة إلا الشتات المعرفي وضياع العمر بين جدرانها وسنواتها الطويلة) تنتهي من الدراسة وهي عبارة عن كتلة من العقد النفسية، وتحتاج لبضع سنين أخرى لإعادة تأهيلها نفسيًا خاصة من دخلت تخصصات صعبة، الطب بكافة تخصصاته، والهندسة،... الخ

أنا من مشجعي القرار وبقوة.
ومع التعليم في حال توفرت البيئة المناسبة الخاصة التي تحفظ المرأة بعيدا عن الإختلاط والابتذال، وتدرس ما يناسب فطرتها وليس كل ما هب ودب كم نشاهد، وفساد ومفاسد بالجمله!

صدقيني يكفي أن تكوني امرأة قادرة على الكتابة والقراءة لتتعلمي ما لا يسع جهله من العلوم الشرعية المهمة لك كمسلمة، وأنت داخل دارك  أو عن طريق مركز تحفيظ..
أو عن طريق الدورات العلمية والشرعية المنتشرة في مواقع التواصل.
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}...
"من تمام نعمة الله على المرأة أن يُوفّقها لعبادته بأصغر ما تأتي من الأعمال وأبسطها في نظر الناس، فتصيرُ حركتها في بيتها بحسن نيتِها أجرًا ومثوبة، وتبتغي الحسنات في طبخ الطبخة لأهلها وتمهيد فراشهم ومجلسهم وغسل ثيابهم.

ومن خير ذكاء المرأة ألا تبطل هذا كله أو تُنقص منه بمنةٍ تمنُّها أو ضيق خُلُقٍ أثناء الشغل، وما إمساكها نفسها عن المنة والضيق إلا لأنها تعلم أنها مُتعبَّدةٌ بإصلاح شأن أهلها كتعبُّدها بالصيام والصلاة والقرآن والذكر.

أفلحتْ من كانت حركتها في بيتها عبادة، وأفلحت من وُفقت لاستغلال أوقات شغل البيت في ذكرٍ أو سماع درس، هذا الدين ليست الطاعة فيه حصرًا على المتفرّغ، بل قال من فهموا: «عاداتُ أهل اليقظة عبادات»، فما أثقل الميزان بشغل البيت إذا صلحت النية."
«أشَدُّ مَا تَحْتَاجُهُ الأمَّةُ فِي هَـٰذَا الزَّمَنِ هُوَ:

«ثَبَاتُ النِّسَاءِ» لِأنَّ ثبَاتَ امرَأةٍ وَاحِدةٍ أَشَدُّ عَلىٰ المُنَافِقِينَ مِنْ ثَباتِ ألْفِ رَجُل، وَفَسادُ امْرأَةٍ وَاحِدَةٍ لاَ يَسُدُّ خَلَلَهُ ثَبَاتُ أَلفِ رجُل! فَلَا تَحتَقِرِي نَفسَكِ، وَاعْلَمِي أَنَّكِ قُوَّةٌ وَقُدوَةٌ لَا يُستهَانُ بِهَا.

فهي من تنجبُ و تربِّي و لها الوقت الأكبر مع الأبناء وهي أساس وقدوة الطفل منذ الصِّغر، فلتحذرْ بما تملأ وقتها و على أيِّ حال يشاهدُها أبنائها.

اللهمَّ اجعل نسائنا صالحاتٍ مصلحاتٍ مدافعاتٍ مناصراتٍ لدينِ الله».

#تنوير_المرأة
برنامج التاسيس PDF.pdf
1.1 MB
إعلان للعاملات في مجال التعليم والدعوة:

هذا برنامج خاص بتأسيس النساء وتعليمهنّ
وفيه أهم عناصر التعليم والتأسيس وسيكون إن شاء الله لي بعد رمضان لقاء مع النساء اللاتي لهنّ جهد تعليمي ودعوي وإصلاحي لشرح هذا البرنامج وكيف تُعدِّين المواد الخاصة بكل عنصر منها.
استحضري الأجور الكثيرة واحتسبي في الأعمال المتنوعة اليومية التي تقومين بها خلال رمضان وإن كنتِ لا تستطعين كثير قيامٍ أو جلوساً لتلاوة القرآن أو حتى الصيام لعذر متعلق بالحمل أو الإرضاع أو فترة العذر الشرعي..

أنتِ أيضاً ممن رزقهم الله رمضان هذا العام، أنتِ أيضاً تستطيعين الاستكثار من الخير فيه، فاحتسبي أجر تفطير الصائمين وتقوية أجسادهم بالطعام الصحي وأنت تحضرين الفطور، احتسبي أجر إعانتهم على العبادة حين تعدّين السحور، احتسبي في تفاصيل تعاملاتك اليومية مع أطفال وزوجك وجيرانك ووالديكِ وغيرهم..
احتسبي واجتهدي لتقومي بتلك الأعمال بلا إفراط ولا تفريط، فلا تقضي كل يومك في المطبخ ولا تبالغي في العناية بتفصيلٍ واحدٍ دون غيره..

كذلك احتسبي الأجر حين تصبرين عن الغضب، حين ترسلين طعاماً للجيران، حين تذكرين الله أمام أبنائك، حين تعلّمينهم أدباً، حين تقرئين لهم، حين تلعبين معهم، وحين تتبسّمين في وجوههم ووجه زوجك وتجلسين معهم بعد الصلاة للذكر أو الدعاء أو الكلام الخفيف..


سهلٌ جداً أن تنسي أنك في رمضان وتظني أنكِ مستثناة منه لكثرة انشغالاتك وأدوارك الحالية، لكن رحمة ربنا أوسع مما تظنين، وتجديد النية والقيام بالأعمال اليومية كما يحب الله تعالى ولوجهه الكريم هي بداية الطريق..

ورغم الانشغالات اسرقي وقتاً لنفسك، لركعاتٍ أو تدبّر آياتٍ أو دعاءً في سكون..
واستعيني بالله ولا تعجزي واطلبي منه سبحانه البركة والهداية والقبول..
لو الزوجة الصالحة في زمن الرسول تساوي نصف دين الرجل..
فالزوجة الصالحة في زماننا أكثر بكثير.

في زمن أغلب النساء فيه مفتونات بمفاهيم دخيلة على ديننا وثقافتنا وكارهات لمبادئ الطاعة والخضوع وحسن التبعل..

وأي محاولة للكلام في هذه الناحية ولو بعقلانية، تجدها على الأقل تعارض بفكرة " طيب حتى يكون هو رجل أولا ثم نرى إذا يستحق"

أن تجد زوجة هينة لينة طيّعة صابرة سوية غير مشوهة نفسيا ولا معقدة من كونها أنثى، ومسلّمة للقوامة بأركانها الكاملة.. نعمة عظيمة تغلق عليك ثلاثة أرباع أبواب شياطين خراب البيوت.. ويبقي الربع بين يديك تدفعه بالصبر على ما كرهت منها والرفق إذا زلّت والكرم إذا تمنّت والرضا بما بين يديك.
- محمود سامح
انشغالكِ بمهمتكِ ودوركِ الفطري هو من أسباب سعادتكِ وسواءكِ النفسي..

كيف ذلك؟!
أرأيتِ وجودكِ في البيت هو مصدر طمأنيتكِ وراحتكِ.!

أرأيت عندما للحظة تذهبين فتتزينين بقليل من الزينة في وجهكِ وتصففين شعركِ وتلبسين لباسا أنيقا في بيتك كيف يتحسن مزاجكِ بسرعة ولو كنت بمزاج سيء.!

أرأيت عندما تجربين طبخة فتُعجب أهل بيتك كيف تُصبح الإبتسامة لا تفارقكِ تلك السويعات.!

أو عندما تهتمين بشؤون المنزل من تنظيف وتعزيل كيف بعد الإنتهاء من كل هذا يزول كل تعبك لمجرد أنك عملتِ عملا لا يمكن لأحد أن يتقنه غيرك ..

أو عندما تلعبين مع أولاد أختك الصغار وتهتمين بهم كيف تصبح لديكِ مباشرة احساس بالأمومة والطفولة ..

اطمئنانك الداخلي لا يمكن أن تحوزيه إلا إذا كنتِ في مكانك وأثناء مهامك ودوركِ الفطري.
_منقول.
2024/05/14 08:33:50
Back to Top
HTML Embed Code: