Telegram Web Link
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

الحَوْقَلَةُ - ((60))

▪️ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، قُلْ : (( لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ))

أَوْ قَالَ : (( أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ))

📚 متفق عليه : (6384-2704)
------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

الِاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ - ((61))

1 - عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2702)

2 - وعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2702)

3 -عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ؛ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ )) .

ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ } . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

👈🏽 صححه الألباني في
📚 صحيح أبي داود - رقم : (1521)

▫️الغين : الغيم، وقيل: الغين: شجر ملتف، أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر؛ لأن قلبه أبدًا كان مشغولا بالله تعالى، فإن عرض له ما يشغله من أمور الأمة والملة ومصالحهما عدَّ ذلك ذنبا وتقصيرا فيفزع إلى الاستغفار .
------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

مِنْ نَزَلَ مَنْزِلاً - ((62))

▪️ عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةِ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2708)
------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 139 - سلسلة الفوائد على
مختصر صحيح الإمام البخاري

كتاب : الأذان
باب : استواء الظهر في الركوع

▪️عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُجُودُهُ وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، مَا خَلَا الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.

📚 صحيح البخاري - رقم : (792)

باب : أمر النبي ﷺ الذي لا يتم ركوعه بالإعادة

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ : (( ارْجِعْ فَصَلِّ ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ )) .

فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( ارْجِعْ فَصَلِّ ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ )) ثَلَاثًا . فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ فَمَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي،

قَالَ : (( إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا،

ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (793)

باب : الدعاء في الركوع

▪️عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ : (( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (794)

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : لَأُقَرِّبَنَّ صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقْنُتُ فِي رَكْعَةِ الْأُخْرَى مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ (( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ )) . فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (797)

▪️عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كَانَ الْقُنُوتُ فِي الْمَغْرِبِ وَالْفَجْرِ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (798)

▪️عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ : (( سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ )) .

قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ : رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : (( مَنِ الْمُتَكَلِّمُ ؟ . قَالَ : أَنَا، قَالَ : رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (799)

باب : الطمأنينة حين يرفع رأسه من الركوع

▪️عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ لَنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُصَلِّي، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ، حَتَّى نَقُولَ : قَدْ نَسِيَ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (800)
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*( سِـلْـسِـلَـةُ تَـفْـسِـيـرِ الــقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ )*
*تَــفْـسِـيـرُ سُـــورَةِ:[البقرة] - مِـنْ تَفْسِيرِ الـعَـلَّامَـةِ: عبد الـرَّحـمـٰن السِّـعـدِيّ - رَحِـمَـهُ اللهُ تَـعَـالَـىٰ [ الــعَــدَد: ٤٢ ]
*وَهِــيَ مَـــدنية*
مِــنْ آيَـــةِ:[ ٨٠-٨٢ ]
{ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ۝ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ۝ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
ذكر أفعالهم القبيحة ، ثم ذكر مع هذا أنهم يزكون أنفسهم ، ويشهدون لها بالنجاة من عذاب الله ، والفوز بثوابه ، وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة ، أي : قليلة تعد بالأصابع ، فجمعوا بين الإساءة والأمن .
ولما كان هذا مجرد دعوى ، رد الله تعالى عليهم فقال : { قُلْ } لهم يا أيها الرسول { أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا } أي بالإيمان به وبرسله وبطاعته ، فهذا الوعد الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا يتبدل . { أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ؟ فأخبر تعالى أن صدق دعواهم متوقف على أحد هذين الأمرين اللذين لا ثالث لهما : إما أن يكونوا قد اتخذوا عند الله عهدا ، فتكون دعواهم صحيحة . وإما أن يكونوا متقولين عليه فتكون كاذبة ، فيكون أبلغ لخزيهم وعذابهم ، وقد علم من حالهم أنهم لم يتخذوا عند الله عهدا ، لتكذيبهم كثيرا من الأنبياء ، حتى وصلت بهم الحال إلى أن قتلوا طائفة منهم ، ولنكولهم عن طاعة الله ونقضهم المواثيق ، فتعين بذلك أنهم متقولون مختلقون ، قائلون عليه ما لا يعلمون ، والقول عليه بلا علم ، من أعظم المحرمات ، وأشنع القبيحات .
ثم ذكر تعالى حكما عاما لكل أحد ، يدخل به بنو إسرائيل وغيرهم ، وهو الحكم الذي لا حكم غيره ، لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين ، فقال : { بَلَى } أي : ليس الأمر كما ذكرتم ، فإنه قول لا حقيقة له ، ولكن { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً } وهو نكرة في سياق الشرط ، فيعم الشرك فما دونه ، والمراد به هنا الشرك ، بدليل قوله : { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } أي : أحاطت بعاملها ، فلم تدع له منفذا ، وهذا لا يكون إلا الشرك ، فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته .
{ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية ، وهي حجة عليهم كما ترى ، فإنها ظاهرة في الشرك ، وهكذا كل مبطل يحتج بآية ، أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه .
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا } بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين : أن تكون خالصة لوجه الله ، متبعا بها سنة رسوله .
فحاصل هاتين الآيتين ، أن أهل النجاة والفوز ، هم أهل الإيمان والعمل الصالح ، والهالكون أهل النار هم المشركون بالله ، الكافرون به .
{ ٨٣} وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ }
وهذه الشرائع من أصول الدين ، التي أمر الله بها في كل شريعة ، لاشتمالها على المصالح العامة ، في كل زمان ومكان ، فلا يدخلها نسخ ، كأصل الدين ، ولهذا أمرنا بها في قوله : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } إلى آخر الآية .
فقوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } هذا من قسوتهم أن كل أمر أمروا به ، استعصوا ، فلا يقبلونه إلا بالأيمان الغليظة ، والعهود الموثقة { لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ } هذا أمر بعبادة الله وحده ، ونهى عن الشرك به ، وهذا أصل الدين ، فلا تقبل الأعمال كلها إن لم يكن هذا أساسها ، فهذا حق الله تعالى على عباده ، ثم قال : { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } أي : أحسنوا بالوالدين إحسانا ، وهذا يعم كل إحسان قولي وفعلي مما هو إحسان إليهم ، وفيه النهي عن الإساءة إلى الوالدين ، أو عدم الإحسان والإساءة ، لأن الواجب الإحسان ، والأمر بالشيء نهي عن ضده .وللإحسان ضدان : الإساءة ، وهي أعظم جرما ، وترك الإحسان بدون إساءة ، وهذا محرم ، لكن لا يجب أن يلحق بالأول ، وكذا يقال في صلة الأقارب واليتامى ، والمساكين ، وتفاصيل الإحسان لا تنحصر بالعد ، بل تكون بالحد ، كما تقدم .
ثم أمر بالإحسان إلى الناس عموما فقال : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر ، وتعليمهم العلم ، وبذل السلام ، والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب .
ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله ، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق ، وهو الإحسان بالقول ، فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار ، ولهذا قال تعالى : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده ، أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله ، غير فاحش ولا بذيء ، ولا شاتم ، ولا مخاصم ، بل يكون حسن الخلق ، واسع الحلم ، مجاملا لكل أحد ، صبورا على ما يناله من أذى الخلق ، امتثالا لأمر الله ، ورجاء لثوابه .
ثم أمرهم بإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، لما تقدم أن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود ، والزكاة متضمنة للإحسان إلى العبيد .
{ ثُمَّ } بعد هذا الأمر لكم بهذه الأوامر الحسنة التي إذا نظر إليها البصير العاقل ، عرف أن من إحسان الله على عباده أن أمرهم بها ، ، وتفضل بها عليهم وأخذ المواثيق عليهم { تَوَلَّيْتُمْ } على وجه الإعراض ، لأن المتولي قد يتولى ، وله نية رجوع إلى ما تولى عنه ، وهؤلاء ليس لهم رغبة ولا رجوع في هذه الأوامر ، فنعوذ بالله من الخذلان .
وقوله : { إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ } هذا استثناء ، لئلا يوهم أنهم تولوا كلهم ، فأخبر أن قليلا منهم ، عصمهم الله وثبتهم .
[ ص: ٥١:٥٠]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
~~~~

https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٥٤ }
[٢٦]وَعَنْ أبي سَعيدٍ بْن مَالِك بْن سِنَانٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاساً مِنَ الأنصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ الله ﷺ فأَعْطاهُم ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ، حَتَّى نَفِد مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنَفَقَ كُلَّ شَيْءٍ بِيَدِهِ : « مَا يَكُنْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ ، وَمَنْ يسْتعْفِفْ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ . وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ[صحيح: أخرجه البخاري (١٤٦٩/٣)ومسلم (١٠٥٣).
ـــــــــــــــــــــــــــ
[الشرح]
«قوله «إن نَاساً مِنَ الأنصَارِ...» إلى قوله«حَتَّى نَفِد مَا عِنْدَهُ» كان من خلقه الكريم أنه لا يسأل شيئا يجده إلا أعطاه وما عهد عنه أنه ﷺمنع سائلا بل كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر ويعيش في بيته عيش الفقراء وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع فهو عليه الصلاة والسلام أكرم الناس وأشجع الناس. فلما نفد ما في يده أخبرهم أنه « مَا يَكُنْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ»أي: لا يمكن أن يدخر خيراً عنهم فيمنعهم ولكن ليس عنده شيء. ثم حث الرسول عليه الصلاة والسلام على الاستعفاف والاستغناء والصبر فقال:«وَمَنْ يسْتعْفِفْ يُعِفَّهُ الله وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ»هذه ثلاثة أمور:
أولاً:«مَنْ يسْتعْفِفْ يُعِفَّهُ الله» فمن يستعفف عما حرم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل. والإنسان الذي يتبع نفسه هواها فيما يتعلق بالعفة فإنه يهلك والعياذ بالله لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبع النساء فإنه يهلك. تزني العين وتزني الأذن وتزني اليد وتزني الرجل ثم يزني الفرج وهو الفاحشة والعياذ بالله. فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم أعفه الله عز وجل وحماه وحمى أهله أيضاً. ثانيا «مَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»أي: من يَسْتَغْنِ بما عند الله عما في أيدي الناس يغنه الله عز وجل. وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم فإنه سيبقى قلبه فقيرا والعياذ بالله ولا يستغني. والغنى غنى القلب، فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس وجعله عزيز النفس بعيدا عن السؤال. ثالثا:«مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ»أي يعطه الله الصبر. فإذا حبست نفسك عما حرم الله عليك وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر ولم تلح على الناس بالسؤال فإن الله تعالى يصبرك ويعينك على الصبر، وهذا هو الشاهد من الحديث لأنه في باب الصبر. ثم قال الرسول ﷺ:«وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»أي ما من الله على أحد بعطاء من رزق أو غيره خيراً وأوسع من الصبر لأن الإنسان إذا كان صبورا تحمل كل شيء، إن أصابته الضراء صبر وإن عرض له الشيطان بفعل المحرم صبر، وإن خذله الشيطان عما أمر الله صبر. فإذا كان الإنسان قد من الله عليه بالصبر فهذا خير ما يعطاه الإنسان وأوسع ما يعطاه ولذلك تجد الإنسان الصبور لو أوذي من قبل الناس لو سمع منهم ما يكره لو حصل منهم اعتداء عليه تجده هادئ البال، لا يتصلب ولا يغضب لأنه صابر على ما ابتلاه الله به فلذلك تجد قلبه دائماً مطمئنا ونفسه مستريحة.
ولهذا قال الرسول ﷺ:«مَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْراً وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» والله الموفق.[ص: ٨٧:٨٦]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.
~
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٢ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ فَإِذَا وَصَلَ إِلَىٰ مِنًى (وَهِيَ: ما بَيْنَ وَادِي مُحَسِّرٍ إلىٰ جَمْرَةِ العَقَبَةِ) ذَهَبَ إلىٰ جَمْرَةِ العَقَبَةِ (وَهِيَ: آخِرُ الجَمَرَاتِ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ) وَتُسَمَّى الجَمْرَةَ الكُبْرَىٰ، فَيَرمِيهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَاحِدَةً بَعْدَ وَاحِدَةٍ، بَعدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَيَمْتَدُّ زَمَنُ الرَّمْيِ إلى الغُرُوبِ.
■ وَلَا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ في حَوْضِ الجَمْرَةِ، سَـوَاءً استقَرَّت فِيهِ أو سَقَطَت بَعدَ ذلكَ، *فَيَجِبُ على الحَاجِّ أَنْ يُصَوِّبَ الحَصَا إلىٰ حَوْضِ الجَمْرَةِ، لا إلى العَمُودِ الشَّاخِصِ؛ فَإِنَّ هذا العَمُودَ مَا بُنِيَ لِأَجْلِ أَنْ يُرْمَىٰ، وَلَيْسَ هو مَوْضِعَ الرَّمي، وَإِنَّمَا بُنِيَ لِيَكُونَ عَلَامَةً على الجَمْرَةِ، وَمَحلُّ الرَّمْيِ هُوَ الحَوْضُ، فَلَوْ ضَرَبَتِ الحَصَاةُ في العَمُودِ، وَطَارَت، وَلَمْ تَمُرَّ على الحَوْضِ؛ لَمْ تُجْزِئْهُ.*

*■ وَالضَّعَفَةُ وَمَنْ فِي حُكْمِهِمْ يَرْمُونَهَا بَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، وَإِنْ رَمَىٰ غَيْرُ الضَّعَفَةِ بَعْدَ مُنتَصَفِ اللَّيلِ؛ أَجْزَأَهُمْ ذَلِكَ، وَهُوَ خِلَافُ الأَفْضَلِ فِي حَقِّهِمْ.*

■ وَيُسَنُّ أَنْ لَا يَبَدَأَ بِشَيْءٍ حِينَ وُصُولِهِ إلىٰ مِنًى قبلَ رَمْيِ جَمْرَةِ العقبةِ؛ لِأَنَّهُ تَحِيَّةُ مِنًى.
■وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُكَبِّرَ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَيَقُولُ:(اللَّهُمَّ اجْعَلهُ حَجًّا مَبْرُورًا وَذَنْبًا مَغْفُورًا) *وَلَا يَرمِي فِي يَومِ النَّحْرِ غَيْرَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، وهَذَا مِمَّا اخْتصَّت بِهِ عَنْ بَقِيَّةِ الجَمَرَاتِ.*
■ ثُمَّ بَعْدَ رَمِي جَمْرَةِ العَقَبَةِ الأَفْضَلُ أَنْ يَنْحَرَ هَدْيَهُ إِنْ كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِ هَدْيُ تَمَتُّعٍ أَوْ قِرَانٍ، فَيَشْتَريه وَيَذْبَحهُ، وَيُوَزِّع لَحْمَهُ، وَيَأْخُذ مِنْهُ قِسْمًا لِيَأْكُلَ مِنْهُ.

■ ثُمَّ يَحْلِقُ رَأْسَهُ أو يُقَصِّرُهُ، والحَلْقُ أفضلُ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ وَلِحَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ:(أنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ حَلَقَ رَأْسَهُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَدَعَا ﷺ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً واحِدَةً.
*■ فَإِنْ قَصَّرَ، وَجَبَ أَنْ يَعُمَّ جَمِيعَ رَأْسِهِ، وَلَا يُجْزِئُ الِاقْتِصَارُ علىٰ بَعْضِهِ أَوْ جَانِبٍ مِنْهُ فَقَطْ؛* لقولهِ تعالىٰ:﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ﴾ فَأَضَافَ الحَلْقَ والتَّقْصِيرَ إلىٰ جَمِيعِ الـرَّأْسِ.

■ وَالمَرأَةُ يَتَعَيَّنُ في حَقِّهَا التَّقْصِيرُ، بِأَنْ تَقُصَّ مِنْ كُلِّ ضَفِيرَةٍ قَدْرَ أَنْمُلَةٍ؛ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا:«لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ الحَلْقُ؛ إِنَّمَا عَلَى النِّسَاءِ التَّقْصِيرُ» رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ وَالطَّبَرَانِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَلِأَنَّ الحَلْقَ في حَقِّ النِّسَاءِ مُثْلَةٌ، *وَإِنْ كَانَ رأسُ المَرأَةِ غَيرَ مَضْفُورٍ؛ جَمَعَتْهُ، وَقَصَّتْ مِنْ أَطْرَافِهِ قَدْرَ أَنْمُلَةٍ.*

■ وَيُسَنُّ لِمَنْ حَلَقَ أَوْ قَصَّرَ: أَخْذُ أظْفَارِهِ وَشَارِبِهِ وَعَانَتِهِ وَإِبطِهِ، *ولا يَجُوزُ لَـهُ أَنْ يَحْلِقَ لِحْيَتَهُ أَوْ يَقُصَّ شَيْئًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَـرَ بِتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ، وَنَهَىٰ عَنْ حَلْقِهَا وَعَنْ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْهَا.*
*والمُسْلِمُ يَمْتَثِلُ مَا أَمَـرَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ، وَيَجْتَنِبُ مَا نَهَىٰ عَنْهُ، وَالحَاجُّ أَوْلَىٰ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ فِي عِبَادَةٍ.*

■ وَمَنْ كَانَ رَأْسُهُ لَيْسَ فِيهِ شَعرٌ كَالحَلِيقِ، أَوِ الَّـذِي لَمْ يَنْبُتْ لَـهُ شَعرٌ أَصْلًا وَهُوَ الأَصْلَعُ؛ فَإِنَّهُ يُـمِـرُّ المُوسى عَلَىٰ رَأْسِهِ؛ لِقَوْلِهِ ﷺ:«إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ».

*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٤١ - ٣٤٣ ].
_
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*( سِـلْـسِـلَـةُ تَـفْـسِـيـرِ الــقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ )*
*تَــفْـسِـيـرُ سُـــورَةِ:[البقرة] - مِـنْ تَفْسِيرِ الـعَـلَّامَـةِ: عبد الـرَّحـمـٰن السِّـعـدِيّ - رَحِـمَـهُ اللهُ تَـعَـالَـىٰ [ الــعَــدَد: ٤٣ ]
*وَهِــيَ مَـــدنية*
مِــنْ آيَـــةِ:[٨٤-٨٦ ]{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ۝ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ۝أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ}
وهذا الفعل المذكور في هذه الآية ، فعل للذين كانوا في زمن الوحي بالمدينة ، وذلك أن الأوس والخزرج - وهم الأنصار - كانوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم مشركين ، وكانوا يقتتلون على عادة الجاهلية ، فنزلت عليهم الفرق الثلاث من فرق اليهود ، بنو قريظة ، وبنو النضير ، وبنو قينقاع ، فكل فرقة منهم حالفت فرقة من أهل المدينة .
فكانوا إذا اقتتلوا أعان اليهودي حليفه على مقاتليه الذين تعينهم الفرقة الأخرى من اليهود ، فيقتل اليهودي اليهودي ، ويخرجه من دياره إذا حصل جلاء ونهب ، ثم إذا وضعت الحرب أوزارها ، وكان قد حصل أسارى بين الطائفتين فدى بعضهم بعضا .
والأمور الثلاثة كلها قد فرضت عليهم ، ففرض عليهم أن لا يسفك بعضهم دم بعض ، ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ، وإذا وجدوا أسيرا منهم ، وجب عليهم فداؤه ، فعملوا بالأخير وتركوا الأولين ، فأنكر الله عليهم ذلك فقال : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ } وهو فداء الأسير { وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ } وهو القتل والإخراج .
وفيها أكبر دليل على أن الإيمان يقتضي فعل الأوامر واجتناب النواهي ، وأن المأمورات من الإيمان ، قال تعالى : { فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } وقد وقع ذلك فأخزاهم الله ، وسلط رسوله عليهم ، فقتل من قتل ، وسبى من سبى منهم ، وأجلى من أجلى .
{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ } أي : أعظمه { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
ثم أخبر تعالى عن السبب الذي أوجب لهم الكفر ببعض الكتاب ، والإيمان ببعضه فقال : { أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ } توهموا أنهم إن لم يعينوا حلفاءهم حصل لهم عار ، فاختاروا النار على العار ، فلهذا قال : { فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ } بل هو باق على شدته ، ولا يحصل لهم راحة بوقت من الأوقات ، { وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } أي : يدفع عنهم مكروه .
[٨٧]{ وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ وَقَفَّيۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ بِٱلرُّسُلِۖ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ}
يمتن تعالى على بني إسرائيل أن أرسل لهم كليمه موسى ، وآتاه التوراة ، ثم تابع من بعده بالرسل الذين يحكمون بالتوراة ، إلى أن ختم أنبياءهم بعيسى ابن مريم عليه السلام ، وآتاه من الآيات البينات ما يؤمن على مثله البشر ، { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } أي : قواه الله بروح القدس .
قال أكثر المفسرين : إنه جبريل عليه السلام ، وقيل : إنه الإيمان الذي يؤيد الله به عباده .
ثم مع هذه النعم التي لا يقدر قدرها ، لما أتوكم { بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ } عن الإيمان بهم ، { فَفَرِيقًا } منهم { كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ } فقدمتم الهوى على الهدى ، وآثرتم الدنيا على الآخرة ، وفيها من التوبيخ والتشديد ما لا يخفى .
[ص: ٥١]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
~~~~
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٥٥ }
[٢٧]وَعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله ﷺ : «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن : إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ » رواه مسلم[صحيح: أخرجه مسلم (٢٩٩٩).
ــــــــــــــــــــــــــ
[الشرح]
«صهيب» هو الرومي. وقوله «عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ» أي: أن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان لأمْرِ الْمُؤْمِنِ أي: لشأنه، فإن شأنه كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمرالخير فقال:« إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ»هذه حال المؤمن، وكل إنسان فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين:إما سراء، وإما ضراء،والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين: مؤمن وغير مؤمن،فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله وانتظر الفرج من الله واحتسب الأجر على الله فكان خيراً له فنال بهذا أجر الصابرين.وإن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل شكر الله وذلك بالقيام بطاعة الله. لأن الشكر ليس مجرد قول الإنسان:أشكر الله،بل هو القيام بطاعة الله عز وجل•فيشكر الله فيكون خيراً له ويكون عليه نعمتان: نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة الدنيا بالسراء، ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن. وأما الكافرفهو على شر والعياذ بالله.إن أصابته الضراء لم يصبربل يضجر ودعا بالويل والثبور وسب الدهر وسب الزمن بل وسب الله عز وجل.وإن أصابته سراء لم يشكر الله فكانت هذه السراء عقابا عليه في الآخرة لأن الكافر لا يأكل أكلة ولا يشرب شربة إلا كان عليه فيها إثم، وإن كان ليس فيها إثم بالنسبة للمؤمن لكن على الكافر إثم كما قال الله تعالى { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الأعراف: ٣٢]هي للذين آمنوا خاصة وهي خالصة لهم يوم القيامة أما الذين لا يؤمنون فليست لهم، ويأكلونها حراما عليهم ويعاقبون عليها يوم القيامة فالكافر شر، سواء أصابته الضراء أم السراء بخلاف المؤمن فإنه على خير•وفي هذا الحديث: الحث على الإيمان وأن المؤمن دائماً في خير ونعمة•وفيه الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين•فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابرا محتسبا تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان،وإن رأيت بالعكس فلم نفسك وعدل مسيرك وتب إلى الله•وفي هذا الحديث:الحث على الشكر عند السراء لإنه إذا شكر الإنسان ربه على نعمه فهذا من توفيق الله له وهو من أسباب زيادة النعم كما قال الله:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم: ٧]وإذا وفق الله العبد لشكره فهذه نعمة تحتاج إلى شكرها مرة تانية،فإذا وفق فهي نعمة تحتاج إلى شكرها مرة ثالثة وهكذا لأن الشكر قل من يقوم به فإذا من الله عليك وأعانك عليه فهذه نعمة ولهذا قال بعضهم: إذا كان شكري نعمة الله نعمةـ على له في مثلها يجب الشكرـ فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ـ وإن طالت الأيام واتصل العمر.
وصدق ـ رحمه الله ـ فإن الله إذا وفقك للشكر فهذه نعمة تحتاج إلى شكرجديد فإن شكرت فهي نعمة تحتاج إلى شكر ثان وهلم جرا. ولكننا في الحقيقة في غفلة من هذا نسأل الله أن يوقظ قلوبنا وقلوبكم ويصلح أعمالنا وأعمالكم إنه جواد كريم.
[ص: ٨٩:٨٨]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

مَنْ قَالَ : أُحِبُّكَ فِي اللهِ - ((63))

▪️ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ،إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا الرَّجُلَ ،

قَالَ ﷺ : (( هَلْ أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ ؟ )) قَالَ : لَا .
فَقَالَ ﷺ : (( قُمْ ، فَأَعْلِمْهُ )) قَالَ : فَقَامَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا هَذَا، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي اللَّهِ . قَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ .

👈🏽 حسنه الوادعي في
📚 الصحيح المسند - رقم : (52)
--------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

إِذَا رَأَى نِعْمَةً عَلَى غَيْرِهِ - ((64))

▪️️ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ))

📚 سنن ابن ماجه - رقم : (3509)
👈🏽 وصححه الألباني : (2844)

▪️قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله:

فإذا خشي العائن أن يضر المنظور ؛ فإنه يقول ، اللهم بارك عليه ، وكذلك يُستحب له أن يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

📚 المنتقى : (1) سؤال رقم : (87)
-------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٣ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ ثُمَّ بَعْدَ رَمْيِ جَمْرَةِ العَقَبَةِ وَحَلْقِ رَأْسِهِ (أوْ تَقْصِيرِهِ) يَكُونُ قَدْ حَـلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَـرُمَ عَلَيْهِ بِالإِحْـرَامِ مِنَ الطِّيبِ وَاللِّبَاسِ وغَيرِ ذَلِكَ، إِلَّا النِّسَاءَ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُا:«إِذَا رَمَيْتُمْ وَحَلَقْتُمْ؛ فَقَدْ حَلَّ لَكُمُ الطِّيبُ وَالثِّيَابُ وَكُلُّ شَيْءٍ؛ إِلَّا النِّسَاءَ» رَوَاهُ سَعِيدٌ.
وَعَنْهَا:(كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَبْلَ أَنْ يُحْرِمَ، وَيَوْمَ النَّحْرِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالبَيْتِ، بِطِيبٍ فِيهِ مِسْكٌ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

■ وَهَذَا هُوَ التَّحَلُّل الأَوَّل، وَيَحْصُلُ بِاثْنَيْنِ مِنْ ثَلَاثَةٍ: رَمْيُ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، وَحَلْقٌ (أَوْ تَقْصِيرٌ)، وَطَوافُ الإِفَاضَةِ مَعَ السَّعيِ بَعْدَهُ لِمَنْ عَلَيْهِ السَّعيُ.
■ وَيَحْصُلُ التَّحَلُّل الثَّانِي (وَهُوَ التَّحَلُّلُ الكَامِلُ) بِفِعْلِ هذه الثَّلَاثَةِ كُلِّهَا، فَإِذَا فَعَلَهَا، حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَرُمَ عَليهِ بِالإِحْـرَامِ، حَتَّى النِّسَاء.

■ ثُمَّ بعدَ رميِ جمرةِ العقبةِ ونَحْرِ هَدْيِهِ وحَلْقِهِ (أَوْ تَقْصِيرِهِ) يفِيضُ إلىٰ مكَّـةَ، فَيَطُوفُ طَوَافَ الإِفَاضَةِ، ويَسْعَىٰ بعدهُ بينَ الصَّفَا والمَروَة إنْ كَانَ مُتَمَتِّعًا أوْ قَارِنًا أوْ مُفْرِدًا، وَلَمْ يَكُنْ سَعَىٰ بَعْدَ طَوَافِ القُدُومِ، أَمَّا إنْ كانَ القَارِنُ أو المُفْرِدُ سَعَىٰ بعدَ طوافِ القدومِ، فإنَّهُ يَكْفِيه ذلك السَّعيُ المُقَدَّمُ، فَيَقْتَصِرُ عَلَىٰ طَوَافِ الإِفَاضَةِ.

*■ وَتَرتِيبُ هَـذِهِ الأُمُور الأربعة علىٰ هذا النَّمَطِ: رَمْيُ جَمْرَةِ العَقَبَةِ، ثُمَّ نَحْرُ الهَدْيِ، ثُمَّ الحَلْقُ (أَوِ التَّقْصِيرُ)، ثُمَّ الطَّوَافُ وَالسَّعْيُ، وَهَـذَا التَّرتِيبُ سُنَّـةٌ،* وَلَوْ خَالَفَهُ فَقَدَّمَ بعضَ هذه الأمور علىٰ بعضٍ؛ فَـلَا حَـرَجَ عَليهِ؛ لِأَنَّهُ ﷺ مَا سُئِلَ فِي هَذَا اليَوْمِ عَنْ شَيْءٍ قُـدِّمَ وَلَا أُخِّـرَ؛ إِلَّا قَالَ:«افْعَلْ وَلَا حَـرَجَ» لكن تَرتِيبَهَا أَفْضَلُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَتَّبَهَا كَذَلِك.

*■ وَصِفَةُ الطَّوَافِ بِالبَيْتِ:* أَنَّهُ يَبْتَدِئُ مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ، فَيُحَاذِيه، وَيَسْتَلِمُهُ بِيَدِهِ؛ بِأَنْ يَمْسَحَهُ بِيَدِهِ اليُمْنَىٰ، وَيُقَبِّلُهُ إِنْ أَمْكَنَ، فإنْ لَمْ يُمكِنهُ الوُصُولُ إلى الحَجَرِ لِشِدَّةِ الزَّحْمَةِ؛ فَإِنَّهُ يَكتَفِي بِالإِشَارَةِ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، ولا يُزَاحِمُ لِاسْتِلَامِ الحَجَرِ أوْ تَقْبِيلِهِ، وَيَجْعَـلُ البَيْتَ عَلَىٰ يَسَارِهِ، ثُمَّ يَبْـدَأُ الشَّوْطَ الأَوَّل، وَيَشْتَغِلُ بِالـذِّكْـرِ والـدُّعَـاءِ أوْ تِـلَاوَةِ الـقُـرآنِ، فَـإِذَا وَصَلَ إلى الـرُّكْنِ اليَمَانِيِّ؛ اسْتَلَمَهُ إِنْ أَمْكَن، وَلَا يُقَبِّلُهُ، وَيَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنِِ اليَمَانِيِّ وَالحَجَرِ الأَسْوَدِ:﴿رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ۝﴾ فإِذَا وصَلَ إلى الحَجَرِ الأَسْوَدِ؛ فَقَدْ تَمَّ الشَّوْطُ الأَوَّل، فَيَسْتَلِمُ الحَجَرَ، أَوْ يُشِيرُ إِلَيْهِ، وَيَبْـدَأُ الشَّوْطَ الثَّانِي... وهَكَـذَا حَتَّىٰ يُكْمِلَ سَبْعَـةَ أَشْوَاطٍ.

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٤٣ - ٣٤٥ ].
____
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٤ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَيُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ الطَّوَافِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ شَرْطًا؛* هِيَ: الإِسْلَامُ، وَالعَقْلُ، وَالنِّيَّةُ، وَسَتْرُ العَوْرَةِ، وَالطَّهَارَةُ، وَتَكْمِيلُ السَّبْعَةِ، وَجَعْلُ البَيْتِ عَنْ يَسَارِهِ، وَالطَّوَافُ بِجَميعِ البَيْتِ؛ بِأَنْ لَا يَدْخُلَ مَعَ الحِجْرِ أَوْ يَطُوفَ عَلَىٰ جِدَارِهِ، وَأَنْ يَطُوفَ مَاشِيًا مَعَ القُدْرَةِ، وَالمُوَالَاةُ بَيْنَ الأَشْوَاطِ؛ إِلَّا إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ أَوْ حَضَرَتْ جِنَازَةٌ؛ فَإِنَّهُ يُصَلِّي، ثُمَّ يَبنِي عَلَىٰ مَا مَضَىٰ مِنْ طَوَافِهِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَأْنِفَ الشَّوْطَ الَّـذِي صَلَّىٰ فِي أَثْنَائِهِ، وَأَنْ يَطُوفَ دَاخِلَ المَسْجِدِ، وَأَنْ يَبْتَدِئَ مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ وَيَخْتِمَ بِهِ.

■ ثُمَّ بَعْدَ تَمَامِ الطَّوَافِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَالأَفْضَلُ كَوْنُهُمَا خَلْفَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَيَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَهُمَا فِي أَيِّ مَكَانٍ فِي المَسْجِدِ أوْ فِي غَيْرِهِ مِنَ الحَرَمِ، وَهُمَا سُنَّـةٌ مُؤَكَّـدَةٌ، يَقْرَأُ فِي الأُولَىٰ بَعْدَ الفَاتِحَةِ:﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ۝﴾ وَفِي الثَّانِيَةِ:﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ۝﴾.

■ ثُمَّ يَخْرُجُ إلى الصَّفَا لِيَسْعَىٰ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَروَةِ، فَيَرْقَىٰ عَلَى الصَّفَا، وَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ:(لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ثُمَّ يَنْزِلُ مِنَ الصَّفَا مُتَّجِهًا إِلَى المَروَةِ، وَيَكُونُ بِذَلِكَ قَدْ بَدَأَ الشَّوطَ الأَوَّل، ويَسْعَىٰ بَيْنَ المِيلَيْنِ الأخْضَرَينِ سَعيًا شَدِيدًا، وفي خَارِجِ المِيلَينِ يَمشِي مَشْيًا مُعتَادًا، حتَّىٰ يَصِلَ المَروَةَ، فَيَرقَىٰ عَلَيْهَا، ويَقُولُ مَا قَالَهُ عَلَى الصَّفَا، ويَكُونُ بِذَلِكَ قَدْ أَنْهَى الشَّوْطَ الأَوَّل، فَيَنْزِلُ مِنَ المَروَةِ مُتَّجِهًا إلى الصَّفَا، ويَكُونُ بِذَلِكَ قَدْ بَدَأَ الشَّوْطَ الثَّانِي؛ يَمْشِي فِي مَوْضِعِ مَشْيِهِ، وَيَسعَىٰ فِي مَوْضِعِ سَعْيِهِ... وهَكَذَا حتَّىٰ يُكْمِلَ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ؛ يَبْدَؤُهَا مِنَ الصَّفَا، ويَخْتِمُهَا بِالمَرْوةِ، ذَهَابُهُ مِنَ الصَّفَا إلى المَرْوَةِ سَعْيَةٌ، وَرُجُوعُهَ مِنَ المَروَةِ إِلَى الصَّفَا سَعْيَةٌ.

■ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْتَغِلَ أَثْنَاءَ السَّعْيِ: بِالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِِ أَوْ تِلَاوَةِ القُرآنِ، *وَلَيْسَ لِلطَّوَافِ وَالسَّعْيِ دُعَـاءٌ مَخْصُوصٌ، بَلْ يَدْعُو بِمَا تَيَسَّرَ لَهُ مِنَ الأَدْعِيَةِ.*

*■ وَشُرُوطُ صِحَّةِ السَّعْيِ: النِّيَّةُ، وَاسْتِكْمَالُ مَا بَيْنَ الصَّفَا وَالمَروَةِ، وَتَقَدُّمُ الطَّوَافِ عَلَيْهِ.*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٤٥ - ٣٤٦ ].
___
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٦ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا بُـدَّ مِـنْ تَـرْتِـيـبِ الـجَـمَـرَاتِ عَـلَـى الـنَّـحْـوِ الـتَّـالِـي:* يَبْدَأُ بِالجَمْرَةِ الأُولَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي مِنًى قُرْبَ مَسْجِدِ الخَيْفِ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الوُسْطَىٰ، وَهِيَ الَّتِي تَلِي الأُولَىٰ، ثُمَّ الجَمْرَةِ الكُبْرَىٰ، وَتُسَمَّىٰ: جَمْرَةَ العَقَبَةِ، وَهِيَ الأَخِيرَةُ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ، *يَرْمِي كُلَّ جَمْرَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ مُتَوَالِيَةٍ، يَرْفَعُ - مَعَ كُلِّ حَصْوَةٍ - يَدَهُ، وَيُكَبِّرُ، وَلَا بُدَّ أَنْ تَقَعَ كُلُّ حَصَاةٍ فِي الحَوْضِ، سَوَاءً اسْتَقَرَّتْ فِيهِ أَوْ سَقَطَتْ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَـإِنْ لَمْ تَقَعْ فِي الحَوْضِ، لَـمْ تَـجْـزِئْ.*

■ وَيَجُوزُ لِلْمَرِيضِ وَكَبِيرِ السِّنِّ وَالمَرْأَةِ الحَامِلِ أَوِ الَّتِي يُخَافُ عَلَيْهَا مِنْ شِدَّةِ الزَّحْمَةِ فِي الطَّرِيقِ أَوْ عِنْدَ الرَّمْيِ - يَجُوزُ لِهَؤُلَاءِ - أَنْ يُوَكِّلُوا مَنْ يَرْمِي عَنْهُمْ.

■ وَيَرْمِي النَّائِبُ كُلَّ جَمْرَةٍ عَنْ مُسْتَنِيبِهِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلَا يَلْزَمُهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ رَمْيَ الجَمَرَاتِ عَلَىٰ نَفْسِهِ، ثُمَّ يَبْدَأُ بِرَمْيِهَا عَنْ مُسْتَنِيبِهِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ المَشَقَّةِ وَالحَرَجِ فِي أَيَّـامِ الـزِّحَـامِ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَإِنْ كَانَ النَّائِبُ يُؤَدِّي فَرْضَ حَجِّهِ؛ فَلَا بُدَّ أَنْ يَرْمِيَ عَنْ نَفْسِهِ كُلَّ جَمْرَةٍ أَوَّلًا، ثُمَّ يَرْمِيهَا عَنْ مُوَكِّلِهِ.

■ ثُمَّ بَعْدَ رَمْيِ الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ فِي اليَوْمِ الثَّانِيَ عَشَرَ إِنْ شَاءَ تَعَجَّلَ وَخَرَجَ مِنْ مِنًى قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَإِنْ شَاءَ تَأَخَّرَ وَبَـاتَ وَرَمَى الجَمَرَاتِ الثَّلَاثِ بَعْدَ الزَّوَالِ فِي اليَوْمِ الثَّالِث عَشَرَ، وَهُوَ أَفْضَل؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ﴾.

*■ وَإِنْ غَرَبَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ مِنْ مِنًى، لَزِمَهُ التَّأَخُّرُ وَالمَبِيتُ وَالرَّمْيُ فِي اليَوْمِ الثَّالِث عَشَرَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَىٰ يَقُولُ:﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ﴾ وَاليَوْمُ اسْمٌ لِلنَّهَارِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ؛ فَمَا تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ.*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٤٨ - ٣٤٩ ].
__
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٧ )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

■ وَالمَرْأَةُ إِذَا حَاضَتْ أَوْ نُفِسَتْ قَبْلَ الإِحْرَامِ ثُمَّ أَحْرَمَتْ، أَوْ أَحْرَمَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ ثُمَّ أَصَابَهَا الحَيْضُ أَوِ النِّفَاسُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ، فَإِنَّهَا تَبْقَىٰ فِي إِحْرَامِهَا، وَتَعْمَلُ مَا يَعْمَلُهُ الحَاجُّ مِنَ الوُقُوفِ بِعَرَفَةَ وَالمَبِيتِ بِمُزْدَلِفَةَ وَرَمْيِ الجِمَارِ وَالمَبِيتِ بِمِنًى، إِلَّا أَنَّهَا لَا تَطُوفُ بِالبَيْتِ وَلَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ حَتَّىٰ تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا أَوْ نِفَاسِهَا.

■ لَكِنْ لَوْ قُدِّرَ أَنَّهَا طَافَتْ وَهِيَ طَاهِرَةٌ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهَا الحَيْضُ بَعْدَ الطَّوَافِ؛ فَإِنَّهَا تَسْعَىٰ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَلَا يَمْنَعُهَا الحَيْضُ مِنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ السَّعْيَ لَا تُشْتَرَطُ لَهَا الطَّهَارَةُ.

*■ فَإِذَا أَرَادَ الحَاجُّ السَّفَرَ مِنْ مَكَّةَ وَالرُّجُوعَ إِلَىٰ بَلَدِهِ أَوْ غَيْرِهِ؛ لَمْ يَخْرُجْ حَتَّىٰ يَطُوفَ لِلْوَدَاعِ بِالبَيْتِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ إذَا فَرَغَ مِنْ كُلِّ أُمُورِهِ وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الرُّكُوبُ لِلسَّفَرِ؛ لِيَكُونَ آخِرَ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ، إِلَّا المَرْأَةَ الحَائِضَ، فَإِنَّهَا لَا وَدَاعَ عَلَيْهَا، فَتُسَافِرُ بِدُونِ وَدَاعٍ؛* كَمَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَـالَ:(أُمِـرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِـرُ عَهْدِهِمْ بِالبَيْتِ، إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنِ المَرْأَةِ الحَائِضِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ، قَـالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ حَتَّىٰ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَه.

*وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:(أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَخَّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ بِالبَيْتِ إِذَا كَانَتْ قَدْ طَافَتْ فِي الإِفَاضَةِ) رَوَاهُ أَحْمَدُ.*

وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: حَاضَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ بَعْدَمَا أَفَاضَتْ، قَالَتْ فَذَكَرْتُ حَيْضَتَهَا لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ:«أَحَابِسَتُنَا هِيَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا قَدْ أَفَاضَتْ وَطَافَتْ بِالْبَيْتِ ثُمَّ حَاضَتْ بَعْدَ الْإِفَاضَةِ، قَالَ:«فَلْتَنْفِرْ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٤٩ - ٣٥٠ ].
____
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٨ )*
________
قَالَ شَيْخُنَا عَفَا اللهُ عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ:

*بَــــابٌ*
*فِي أَحْـكَـامِ الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ*

*■ الـهَـدْيُ: مَا يُهْدَىٰ لِلْحَرَمِ وَيُذْبَحُ فِيهِ مِنْ نَعَمٍ وَغَيْرِهَا؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يُهْدَىٰ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ.*
*■ وَالأُضْحِيَةُ (بِضَمِّ الهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا): مَا يُذْبَحُ يَوْمَ العِيدِ وَأَيَّام التَّشْرِيقِ، تَقَرُّبًا إِلَى اللهِ.*
*■ وَأَجْمَعَ المُسْلِمُونَ عَلَىٰ مَشْرُوعِيَّتِهِمَا.*

قَالَ العَلَّامَةُ ابْنُ القَيِّمِ:(وَأَمَّا الضَّحَايَا وَالهَدَايَا فَقُرْبَانٌ إِلَى الخَالِقِ سُبْحَانَهُ تَقُومُ مَقَامَ الفِدْيَةِ عَنِ النَّفْسِ المُسْتَحِقَّةِ لِلتَّلَفِ) انْتَهَىٰ.
وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ﴾ فَلَمْ يَـزَلْ ذَبْـحُ المَنَاسِكِ وَإِرَاقَةُ الدِّمَاءِ عَلَى اسْمِ اللهِ مَشْرُوعًا فِي جَمِيعِ المِلَلِ.

*■ وَأَفْضَلُ الـهَـدْيِ: الإِبِـلُ، ثُـمَّ الـبَـقَــرُ، إِنْ أُخْـرِجَ كَامِلًا؛ لِكَثْرَةِ الثَّمَنِ، وَنَفْعِ الفُقَرَاءِ، ثُـمَّ الـغَـنَـمُ.*
*■ وَأَفْضَلُ كُلِّ جِنْسٍ: أَسْمَنُهُ، ثُمَّ أَغْلَاهُ ثَمَنًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ۝﴾.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ إِلَّا جَذَعُ الضَّأْنِ، وَهُوَ: مَا تَمَّ لَهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، وَالثَّنِيُّ مِمَّا سِوَاهُ (مِنْ إِبِـلٍ وَبَـقَـرٍ وَمَـعْـزٍ)، وَالثَّنِيُّ مِنَ الإِبِـلِ: مَا تَمَّ لَهُ خَمْسُ سِنِينَ، وَمِنَ الـبَـقَـرِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَتَانِ، وَمِنَ الـمَـعْـزِ: مَا تَمَّ لَهُ سَنَةٌ.*

■ وَتُجْزِئُ الشَّاةُ فِي الـهَـدْيِ عَنْ وَاحِدٍ، وَفِي الأُضْحِيَةِ تُجْزِئُ عَنِ الوَاحِدِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَتُجْزِئُ البَدَنَةُ وَالبَقَرَةُ فِي الهَدْيِ وَالأُضْحِيَةِ عَنْ سَبْعَةٍ؛ لِقَوْلِ جَـابِـرٍ:(أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الإِبِلِ وَالبَقَرِ كُلَّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:(كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ) رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

*■ وَالشَّاةُ أَفْضَلُ مِنْ سُبُعِ البَدَنَةِ أَوِ البَقَرَةِ.*

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ...*

*- نَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَنُكْمِلُ فِي الْعَدَدِ الْقَادِمِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -*
________
[ جــ: ١ صَــ: ٣٥١ - ٣٥٢ ].
_
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
■ سِـلْـسِلَـةُ الْـمُـلَـخَّص الْـفِـقْـهِـي ■ لِمَعَالِي شَيْخِنَا العَلَّامَة الدُّكْـتُور/ صَالِح بن فَوْزَان الفَوْزَان حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ وأَمَدَّهُ بِالعَافِيَةِ
*- كِـتَـابُ الــــحَــــجِّ - الــعَــدَد:( ٢٩ والأخير )*
________
وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ اللهُ:

*■ وَلَا يُجْزِئُ فِي الـهَـدْيِ وَالأُضْحِيَةِ إِلَّا السَّلِيمُ مِنَ المَرَضِ وَنَقْصِ الأَعْضَاءِ وَمِنَ الهُزَالِ،*
فَلَا تُجْزِئُ: العَوْرَاءُ بَيِّنَةُ العَوَرِ، وَلَا العَمْيَاءُ، وَلَا العَجْفَاءُ، وَهِيَ: الهَزِيلَةُ الَّتِي لَا مُخَّ فِيهَا، وَلَا العَرْجَاءُ: الَّتِي لَا تُطِيقُ المَشْيَ مَعَ الصَّحِيحَةِ، وَلَا الهَتْمَاءُ: الَّتِي ذَهَبَتْ ثَنَايَاهَا مِنْ أَصْلِهَا، وَلَا الجَدَّاءُ: الَّتِي نَشِفَ ضَرْعُهَا مِنَ اللَّبَنِ بِسَبَبِ كِبَرِ سِنِّهَا، وَلَا المَرِيضَةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا؛ *لِحَدِيثِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ ﷺ ، فَقَالَ:«أَرْبَـعُ لَا تَجُوزُ فِي الأَضَاحِي: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا، وَالعَجْفَاءُ الَّتِي لَا تُنْقِي» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.*

*■ وَوَقْتُ ذَبْحِ هَـدْيِ التَّمَتُّعِ وَالأَضَاحِي: بَـعْـدَ صَلَاةِ العِيدِ إِلَىٰ آخِـرِ أَيَّـامِ التَّشْرِيقِ عَلَى الصَّحِيحِ.*

*■ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ هَدْيِهِ - إِذَا كَانَ هَدْيَ تَمَتُّعٍ أَوْ قِرَانٍ - وَمِنْ أُضْحِيَتِهِ وَيُهْدِي وَيَتَصَدَّقُ أَثْـلَاثًـا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا﴾.*

*■ وَأَمَّا هَدْيُ الجُبْرَانِ، وَهُوَ: مَا كَانَ عَنْ فِعْلِ مَحْظُورٍ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْـرَامِ أَوْ عَنْ تَـرْكِ وَاجِبٍ، فَلَا يَأْكُلُ مِنْهُ شَيْئًا.*

■ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ، فَإِنَّهُ إِذَا دَخَلَتْ عَشْرُ ذِي الحِجَّةِ؛ لَا يَأْخُذُ مِنْ شَعرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا إِلَىٰ ذَبْحِ الأُضْحِيَةِ؛ لِـقَـوْلِـهِ ﷺ:«إِذَا دَخَلَ العَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَأْخُذْ مِنْ شَعَرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا، حَتَّىٰ يُضَحِّيَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ، *فَـإِنْ فَـعَـلَ شَـيْـئًـا مِـنْ ذَلِـكَ، اسْـتَـغْـفَــرَ اللهَ، وَلَا فِـدْيَـةَ عَـلَـيْـهِ.*
*--------------------------------------*
[ جــ: ١ صَــ: ٣٥٢ - ٣٥٣ ].
*--------------------------------------*
*تَمَّتْ هَــذِهِ السِّلْسِلَـةُ بِفَضْلِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ، وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ١ ]*
*-----------------------------------*
بِـسْـمِ اللهِ الـرَّحْـمَـٰنِ الـرَّحِـيـمِ

الحَمْدُ للهِ الَّـذِي جَعَلَ بَيْتَهُ الحَرَامَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وأَمْنًا، يَتَّجِهُونَ إلىٰ شَطْرِهِ أيْنَمَا كَانُوا فِي صَلَواتِهِمْ، ويَسْتَقبِلُونَهُ في عِبَادَاتِهِمْ، وتَهْوِي إليهِ أَفْئِدَتُهُمْ، ويَلْتَقُونَ حَوْلَهُ مِنْ جَمِيعِ أَقْطَارِ الأَرضِ؛ لِتَتَّحِدَ كَلِمَتُهُمْ، وَتَعْتَزَّ أُمَّتُهُمْ وَتَقُومَ دَوْلَتُهُمْ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ عَبْدِهِ ورَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ؛ بَعَثَهُ اللهُ مِنْ أَرضِ الحَرَمِ إلى الأُمَمِ كَافَّة، وأَمَرَهُ بِتَطْهِيرِ هَذا البَيْتِ مِنْ كُلِّ نَجَسٍ وَرِجْسٍ، فَدَخَلَهُ عَـامَ الفَـتـحِ وفَوْقَهُ ثلاثمائِةٍ وسِتُّونَ صَنَمًا، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِالقَضِيبِ ويَقُولُ:﴿جَاۤءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَـٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَـٰطِلَ كَانَ زَهُوقࣰا۝﴾ فَجَعَلَت هَـذِهِ الأَصْنَامُ تَتَهَاوَىٰ علىٰ وُجُوهِهَا خَاسِئَةً ذَلِيلَةً، ثُمَّ أمَرَ بِهَا ﷺ فَأُخْرِجَت مِنَ المسجدِ وَأُحْرِقَت وَطَهَّرَ مِنْهَا بَيْتَ اللهِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤْمِنُونَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَبَــعْــدُ: سَنَشْرَحُ فِي هَـذَا المَوْضِعِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - مَوضُوعَ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرࣱ مَّعۡلُومَـٰتࣱۚ فَمَن فَرَضَ فِیهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّۗ﴾.

*فَالحَجُّ لُغَةً: القَصْدُ إلى الشَّيْءِ. وَشَرعًا: قَصْدُ المَسْجِدِ الحَرَامِ لِأَدَاءِ الحَجِّ أوِ العُمْرَةِ.*
وكَانَ الحَجُّ مِنْ مِلَّةِ إبراهيمَ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، حَيْثُ أَمَـرَهُ اللهُ بِبِنَاءِ البَيْتِ والأذَانِ فِي النَّاسِ بِالحَجِّ إِلَيْهِ.

*فَالحَجُّ عِبَادَةٌ عَـظِيمَةٌ وَفِيهِ مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ، مِنْهَا: غُفْرَانُ الذُّنُوبِ، كَمَا قَالَ ﷺ:«مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»* [ رواه البخاري: ٢\٢٠٩، ومسلم: ١٣٥٠ ].

*وَمِنْهَا: شُهُودُ المَنَافِعِ العَـظِيمةِ الَّتِي قَالَ اللهُ عَنْهَا:﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾* مَنَافِعَ دِينِيَّةٍ وَمَنَافِعَ دُنْيَوِيَّةٍ لا تَدْخُلُ تَحتَ حَـصْـرٍ؛ وَلِـهَـذَا أَجْمَلَهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَلَمْ يُحَدِّدْهَا.

*وَمِنْهَا: ذِكْـرُ اللهِ فِي الأيَّامِ المَعْلُومَاتِ وَالأَيَّامِ المَعْدُودَاتِ بِالتَّكبِيرِ والتَّلْبِيَةِ، والوُقُوفِ بِعَرَفَةَ والمُزْدَلِفَة، وذَبْحِ القَرَابِينِ ورَميِ الجِمَارِ، والطَّوَافِ والسَّعيِ والمَبِيتِ بِمَنًى، والأَكْلِ والشُّربِ مِنْ ضِيَافَةِ اللهِ فِي أيَّامِ التَّشْرِيق.*

*وَمِنْ مَنَافِعِ الحَجِّ الـعَـظِيمَـةِ:...*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢٠٩ - ٢١٠ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*الثلاثاء ٢٢/ ذُوالقَعْدَةِ /١٤٤٦ هـــ .*
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ٢ ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَمِنْ مَنَافِعِ الحَجِّ الـعَـظِيمَـةِ:* تَعَارُفُ المسلمينَ حِينَ يلْتقُونَ في تلك البِقَاعِ الطَّاهِرَةِ والمشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ في المسجدِ الحرامِ وفي صَعِيدِ عَرَفَاتٍ ومُزْدَلِفَةَ ومِنًى يَلْتقونَ في زَمَنٍ واحِدٍ وفي مَكَانٍ واحِدٍ لأداءِ عِبَادَةٍ واحِدَةٍ لِـرَبٍّ وَاحِدٍ:﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ۝﴾.

اسْتَمَـرَّ الحَجُّ بعدَ إبراهيمَ وابنِهِ إسماعيلَ عليهِمَا الصَّلَاةُ والسَّلَامُ، ولكِنْ مَـعَ تَطَاوُلِ الزَّمنِ دَخَلَهُ بعضُ التَّغيِيرِ في عَهْدِ الجَاهِلِيَّةِ، فكانُوا يُضَمِّنُونَ تَلْبِيَتَهُمُ الشِّرك بِاللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، حيثُ يقولونَ: لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَكَ تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَك، فجَعَلُوا للهِ شَرِيكًا مِنْ عَبِيدِهِ، فَـرَدَّ اللهُ عليهِمْ بِقَوْلِهِ:﴿ضَرَبَ لَكُم مَّثَلࣰا مِّنۡ أَنفُسِكُمۡۖ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُم مِّن شُرَكَاۤءَ فِی مَا رَزَقۡنَـٰكُمۡ فَأَنتُمۡ فِیهِ سَوَاۤءࣱ تَخَافُونَهُمۡ كَخِیفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ﴾.

وكانُوا يَطُوفُونَ بالبيتِ عُــرَاةً، ويَـرَوْنَ أنَّ ذلكَ طَاعَةً أَمَـرَ اللهُ بِهَا، فَـرَدَّ اللهُ عليهِمْ بقولِهِ:﴿وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ۝﴾

وَأَمَـرَ سُبْحَانَهُ بِاللِّبَاسِ وَسَترِ العَوْرَةِ فِي الصَّلَاةِ والطَّوَافِ وَغَيْرِهِمَا:﴿یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِینَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدࣲ﴾.

وكانَ سُكَّـان الحَرَمِ لا يَقِفُونَ مع النَّاسِ في عَرَفَةَ، وإنَّمَا يَقِفُونَ في المزدلفة؛ لأنَّهُم بِزَعْمِهِمْ مِنْ أَهْـلِ الحَرَمِ، ولا يَجُوزُ لَهُمُ الخُرُوجُ منْهُ، فَـرَدَّ اللهُ عليهِم ذلكَ وأَمَـرَ بالوُقوفِ بعرفةَ لِجَمِيعِ الحُجَّاجِ، فقال سُبْحَانَهُ:﴿ثُمَّ أَفِیضُوا۟ مِنۡ حَیۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ﴾ *فَأَعَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ الحَجَّ كما كانَ علىٰ مِلَّةِ إبراهيمَ، علىٰ يَـدِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ على التَّوْحِيدِ الخَالِصِ...*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ: ١ / صــــ: ٢١٠ - ٢١١ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ٣ ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

فَأَعَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ الحَجَّ كما كانَ علىٰ مِلَّةِ إبراهيمَ، علىٰ يَدِ مُحمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيينَ على التوحيدِ الخَالِصِ وبِاللِّبَاسِ السَّاتِرِ والوُقُوفِ بالمَشَاعِرِ، وأعْلَنَ لِلنَّاسِ قبلَ أنْ يَحُجَّ بِقَوْلِهِ ﷺ:«أَلَا لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» [ رواه البخاري: ٤\٦٨، ومسلم: ١٣٤٧ ].

عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا یَقۡرَبُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَـٰذَاۚ﴾ وبقوله تعالىٰ:﴿وَطَهِّرۡ بَیۡتِیَ لِلطَّاۤىِٕفِینَ وَٱلۡقَاۤىِٕمِینَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ۝﴾.

وهَكَـذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ البَيْتُ وَالحَرَمُ دَائِمًا وَأَبَدًا طَاهِـرًا مُطَهَّـرًا مِنَ الشِّركِ والبِدَعِ، مَبَاءَةً لِلتَّوْحِيـدِ، وَمَصْدَرًا لِلْـعَـقِيـدَةِ الصَّحِيحَةِ السَّلِيمَـةِ إلىٰ سَـائِـرِ بِـقَـاعِ الأَرضِ.

لَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ الحجَّ على النَّاسِ كَافَّةً، وحَكَمَ بِالكُفْرِ علىٰ مَنِ امْتَنَعَ مِنْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلِلهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ۝﴾.

لَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ أحَدَ أركانِ الإِسْلَامِ وأَحَدَ مَبَانِيهِ العِظَامِ، كما قال النَّبِيُّ ﷺ:«الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» [ رواه البخاري: ٦\٢٠ ومسلم: ١٦ ].
وقال ﷺ«بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول الله، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» [رواه البخاري: ١\٨ ومسلم: ٨ ، واللَّفْظُ لَهُ ]

وَبَيَّنَ أنَّ هَـذِهِ الفَرَضِيَّةِ تَتَمَثَّلُ بأداءِ الحَجِّ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي العُمُرِ، وما زَادَ عَنْهَا فَهُوَ تَطَوُّعٌ، وَذَلِكَ أنَّهُ ﷺ أَمَـرَ بالحَجِّ، فقالَ بعضُ أصْحَابِهِ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فقَالَ:«بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» [رواه أبو داود: ١٧٢١ ].

فَالحَجُّ منَ العِبَادَاتِ العَـظِيمَةِ...

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١١ - ٢١٢ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*( سِـلْـسِـلَـةُ تَـفْـسِـيـرِ الــقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ )*
*تَــفْـسِـيـرُ سُـــورَةِ:[البقرة] - مِـنْ تَفْسِيرِ الـعَـلَّامَـةِ: عبد الـرَّحـمـٰن السِّـعـدِيّ - رَحِـمَـهُ اللهُ تَـعَـالَـىٰ [ الــعَــدَد: ٤٤ ]
*وَهِــيَ مَـــدنية*
آيَـــةِ:[ ٨٨ ]
{ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ }
أي : اعتذروا عن الإيمان لما دعوتهم إليه ، يا أيها الرسول ، بأن قلوبهم غلف ، أي : عليها غلاف وأغطية ، فلا تفقه ما تقول ، يعني فيكون لهم - بزعمهم - عذر لعدم العلم ، وهذا كذب منهم ، فلهذا قال تعالى : { بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ } أي : أنهم مطرودون ملعونون ، بسبب كفرهم ، فقليلا المؤمن منهم ، أو قليلا إيمانهم ، وكفرهم هو الكثير .
{٨٩-٩٠}{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ۝بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}
أي : ولما جاءهم من عند الله على يد أفضل الخلق، وخاتم الأنبياء ، الكتاب المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة ، وقد علموا به ، وتيقنوه على أنهم إذاكان وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب ، استنصروا بهذا النبي ، وتوعدوهم بخروجه ، وأنهم يقاتلون المشركين معه ، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا ، كفروا به ، بغيا وحسدا ، أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده ، فلعنهم الله ، وغضب عليهم غضبا بعد غضب ، لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم .
{ وللكافرين عذاب مهين } أي : مؤلم موجع ، وهو صلي الجحيم ، وفوت النعيم المقيم ، فبئس الحال حالهم ، وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله ، الكفر به ، وبكتبه ، وبرسله ، مع علمهم وتيقنهم ، فيكون أعظم لعذابهم .
{٩١-٩٣}
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ۝ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
أي : وإذا أمر اليهود بالإيمان بما أنزل الله على رسوله ، وهو القرآن استكبروا وعتوا ، و { قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ } أي : بما سواه من الكتب ، مع أن الواجب أن يؤمن بما أنزل الله مطلقا ، سواء أنزل عليهم ، أو على غيرهم ، وهذا هو الإيمان النافع ، الإيمان بما أنزل الله على جميع رسله
وأما التفريق بين الرسل والكتب ، وزعم الإيمان ببعضها دون بعض ، بل هو الكفر بعينه ، ولهذا قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا }
ولهذا رد عليهم تبارك وتعالى هنا ردا شافيا ، وألزمهم إلزاما لا محيد لهم عنه ، فرد عليهم بكفرهم بالقرآن بأمرين فقال : { وَهُوَ الْحَقُّ } فإذا كان هو الحق في جميع ما اشتمل عليه من الإخبارات ، والأوامر والنواهي ، وهو من عند ربهم ، فالكفر به بعد ذلك كفر بالله ، وكفر بالحق الذي أنزله .
ثم قال : { مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ } أي : موافقا له في كل ما دل عليه من الحق ومهيمنا عليه .
فلم تؤمنون بما أنزل عليكم ، وتكفرون بنظيره ؟ هل هذا إلا تعصب واتباع للهوى لا للهدى ؟
وأيضا ، فإن كون القرآن مصدقا لما معهم ، يقتضي أنه حجة لهم على صدق ما في أيديهم من الكتب ، فلا سبيل لهم إلى إثباتها إلا به ، فإذا كفروا به وجحدوه ، صاروا بمنزلة من ادعى دعوى بحجة وبينة ليس له غيرها ، ولا تتم دعواه إلا بسلامة بينته ، ثم يأتي هو لبينته وحجته ، فيقدح فيها ويكذب بها ، أليس هذا من الحماقة والجنون ؟ فكان كفرهم بالقرآن ، كفرا بما في أيديهم ونقضا له .ثم نقض عليهم تعالى دعواهم الإيمان بما أنزل
إليهم بقوله : { قُلْ } لهم : { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝
{ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ } أي : بالأدلة الواضحات المبينة للحق ، { ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ } أي : بعد مجيئه { وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ } في ذلك ليس لكم عذر .
{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا } أي : سماع قبول وطاعة واستجابة ، { قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } أي : صارت هذه حالتهم { وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ }أي:صبغ حب العجل،وحب عبادته،في قلوبهم،وشربها  بسبب كفرهم .
{ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } أي : أنتم تدعون الإيمان وتتمدحون بالدين الحق ، وأنتم قتلتم أنبياء الله ، واتخذتم العجل إلها من دون الله ، لما غاب عنكم موسى ، نبي الله ، ولم تقبلوا أوامره ونواهيه إلا بعد التهديد ورفع الطور فوقكم ، فالتزمتم بالقول ، ونقضتم بالفعل ، فما هذا الإيمان الذي ادعيتم ، وما هذا الدين ؟ .
فإن كان هذا إيمانا على زعمكم ، فبئس الإيمان الداعي صاحبه إلى الطغيان ، والكفر برسل الله ، وكثرة العصيان ، وقد عهد أن الإيمان الصحيح ، يأمر صاحبه بكل خير ، وينهاه عن كل شر ، فوضح بهذا كذبهم ، وتبين تناقضهم .
[ ص ٥٢]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
~~~~
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
2025/07/08 11:41:03
Back to Top
HTML Embed Code: