Telegram Web Link

{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه‍}
{العدد ٢٩ }
{تفسير سورة البقرة}
{٣٨ـ ٣٩}{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}

كرر الإهباط ، ليرتب عليه ما ذكر وهو قوله : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى } أي : أيَّ وقت وزمان جاءكم مني -يا معشر الثقلين- هدى ، أي : رسول وكتاب يهديكم لما يقربكم مني ، ويدنيكم مني ، ويدنيكم من رضائي ، { فمن تبع هداي } منكم ، بأن آمن برسلي وكتبي ، واهتدى بهم ، وذلك بتصديق جميع أخبار الرسل والكتب ، والامتثال للأمر والاجتناب للنهي ، { فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
وفي الآية الأخرى : { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }
فرتب على اتباع هداه أربعة أشياء :
نفي الخوف والحزن ، والفرق بينهما أن المكروه إن كان قد مضى ، أحدث الحزن ، وإن كان منتظرا ، أحدث الخوف ، فنفاهما عمن الهدى وإذا انتفيا ، ثبت ضدهما ، وهو الهدى والسعادة ، وهو الهدى والسعادة ، فمن اتبع هداه ، حصل له الأمن والسعادة الدنيوية والأخروية والهدى ، وانتفى عنه كل مكروه ، من الخوف ، والحزن ، والضلال ، والشقاء ، فحصل له المرغوب ، واندفع عنه المرهوب ، وهذا عكس من لم يتبع هداه ، فكفر به ، وكذب آياته .
{ أولئك أصحاب النار } أي : الملازمون لها ، ملازمة الصاحب لصاحبه ، والغريم لغريمه ، { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لا يخرجون منها ، ولا يفتر عنهم العذاب ولا هم ينصرون .
وفي هذه الآيات وما أشبهها ، انقسام الخلق من الجن والإنس ، إلى أهل السعادة ، وأهل الشقاوة ، وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك ، وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب ، كما أنهم مثلهم ، في الأمر والنهي .
ثم شرع تعالى يذكر بني إسرائيل نعمه عليهم وإحسانه، فقال:
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى «ص: ٤٣»
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👍1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🥰1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🥰1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
👍1🥰1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM

{سلسلة تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ العلامة السعدي رحمه الله ١٣٧٦ه‍}
{العدد ٣٠ }
{تفسير سورة البقرة}
{٤٠ـ ٤٣}{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ *}
{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } المراد بإسرائيل : يعقوب عليه السلام ، والخطاب مع فرق بني إسرائيل ، الذين بالمدينة وما حولها ، ويدخل فيهم من أتى من بعدهم ، فأمرهم بأمر عام ، فقال : { اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } وهو يشمل سائر النعم التي سيذكر في هذه السورة بعضها ، والمراد بذكرها بالقلب اعترافا ، وباللسان ثناء ، وبالجوارح باستعمالها فيما يحبه ويرضيه .
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي } وهو ما عهده إليهم من الإيمان به ، وبرسله وإقامة شرعه .
{ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } وهو المجازاة على ذلك .
والمراد بذلك : ما ذكره الله في قوله : { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ [ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ] } إلى قوله : { فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ }
ثم أمرهم بالسبب الحامل لهم على الوفاء بعهده ، وهو الرهبة منه تعالى ، وخشيته وحده ، فإن مَنْ خشِيَه أوجبت له خشيته امتثال أمره واجتناب نهيه .
ثم أمرهم بالأمر الخاص، الذي لا يتم إيمانهم، ولا يصح إلا به، فقال {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ} وهو القرآن الذي أنزله على عبده ورسوله محمد ﷺ، فأمرهم بالأيمان به واتباعه، ويستلزم ذلك، الإيمان بمن أنزل عليه. وذكر الداعي لإيمانهم، فقال:{ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ}
أي: موافقا له لا مخالفاولا مناقضا، فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب، غير مخالف لها، فلا مانع لكم من الإيمان به، لأنه جاء بما جاء به المرسلون، فأنتم أولى من آمن به وصدق به،لكونكم أهل الكتب والعلم وأيضافإن في قوله{ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} إشارة إلى أنكم إن لم تؤمنوا به، عاد ذلك عليكم بتكذيب ما معكم، لأن ما جاء به هو الذي جاء به موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، فتكذيبكم له تكذيب لما معكم.
وأيضا، فإن في الكتب التي بأيديكم صفة هذا النبي الذي جاء بهذا القرآن والبشارة به، فإن لم تؤمنوا به، كذبتم ببعض ما أنزل إليكم، ومن كذب ببعض ما أنزل إليه، فقد كذب بجميعه، كما أن من كفر برسوله، فقد كذب الرسل جميعهم.
فلما أمرهم بالإيمان به، نهاهم وحذرهم عن ضده وهو الكفربه، فقال:{وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}، أي: بالرسول والقرآن.{ص: ٤٣ـ ٤٤}
نكتفي بهذا القدرونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى}

https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٣ }
الشرط الثاني: أن يكون المسح عليهما في الحدث الأصغر ولهذا قال صفوان بن عسال: إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم» فإذا صار على الإنسان جنابة فإنه لا يجزئ أن يمسح على الجوربين أو الخفين بل لا بد من نزعهما وغسل القدمين وذلك لأن الطهارة الكبرى ليس فيها مسح إلا للضرورة في الجبيرة ولهذا لا يمسح فيها الرأس.
الشرط الثالث: أن يكون المسح في المدة التي حددها النبي ﷺ وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
كما صح ذلك أيضاً من حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه في صحيح مسلم قال:«جعل النبي ﷺ للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليها» أي: في المسح على الخفين. فإذا انتهت المدة فلا مسح، لا بد أن يخلع الجوربين أو الخفين ثم يغسل القدمين ولكن إذا انتهت المدة وأنت على طهارة فاستمر على طهارتك، لا تنتقض الطهارة، ولكن إذا أردت أن تتوضأ بعد انتهاء المدة فلا بد من غسل القدمين.
ثم إن زر بن حبيش سأل صفوان بن عسال: هل سمع من النبي ﷺ يقول في الهوى شيئا
الهوى:المحبة والميل، فقال: نعم ثم ذكر قصة الأعرابي الذي كان جهوري الصوت فجاء ينادي يامحمد بصوت مرتفع.
فقيل: ويحك تنادي رسول الله بصوت مرتفع والله عز وجل يقول:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ»[الحجرات: ٢]. ولكن الأعراب لا يعرفون الآداب كثيراً لأنهم بعيدون عن المدن وبعيدون عن العلم. فأجابه النبي ﷺ بصوت مرتفع كما سأل الأعرابي، لأن رسول الله ﷺ أكمل الناس هديا يعطي كل إنسان بقدر ما يتحمله عقله.
فخاطبه بمثل ما خاطب به النبي ﷺ، قال له الأعرابي: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم.
يعني يحب القوم ولكن عمله دون عملهم لا يساويهم في العمل، مع من يكون أيكون معهم أو لا؟
فقال النبي ﷺ:«المرء مع من أحب يوم القيامة» الحمدلله! نعمة عظيمة وقد روى أنس بن مالك هذه القطعة من الحديث في أن الرسول ﷺ قال لرجل يحب الله ورسوله:«إنك مع من أحببت» قال أنس: فأنا أحب رسول الله ﷺ وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم».
وهكذا أيضاً نحن نشهد الله عز وجل على محبة رسول الله ﷺ وخلفائه الراشدين وأصحابه وأئمة الهدى من بعدهم ونسأل الله أن يجعلنا معهم.
هذه بشرى للإنسان أنه إذا أحب قوما صار معهم وإن قصر به عمله يكون معهم في الجنة ويجمعه الله معهم في الحشر ويشربون من حوض الرسول ﷺ جميعا. وواجب المسلم أن يكره الكفار وأن يعلم أنها أعداء له مهما أبدو من الصداقة والمودة والمحبة فإنهم لن يتقربوا إليك إلا لمصلحة أنفسهم ومضرتك، أما أن يتقربوا إليك لمصلحتك فهذا شيء بعيد، إن كان يمكن أن نجمع بين الماء والنار فيمكن أن نجمع بين محبة الكفار لنا وعداوتهم لنا. لأن الله تعالى سماهم أعداء قال:«
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ»[الممتحنة: ١]. وقال عز وجل:«مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ»[البقرة: ٩٨].
كل كافر فإن الله عدو له وكل كافر عدو لنا وكل كافر فإنه لا يضمر لنا إلا الشر.
ولهذا يجب عليك أن تكره من قلبك كل كافر مهما كان جنسه ومهما كان تقربه إليك فاعلم أنه عدوك. قال تعالى:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ»[الممتحنة: ١]. إذا نأخذ من هذه قاعدة أصلها النبي عليه الصلاة والسلام ألا وهي:«المرء مع من أحب» فعليك يا أخي أن تشد قلبك على محبة الله ورسوله وخلفائه الراشدين وأصحابه الكرام وأئمة الهدى من بعدهم لتكون معهم.
نسأل الله أن يحقق لنا ذلك بمنه وكرمه والله الموفق.[ص: ٦٤/٦٣]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى.

https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*[   سلسلة فتاوى أحكام*
         *صيام الست من شوال  ]*
               *العدد*
             *[   ١٠   ]*
____

*[ صِـيَـامُ السِّـتِّ سُـنَّــةٌ وَلَيْـسَ بِـوَاجِـبٍ، وَمَـنْ لَـمْ يَـسْـتَـطِــعْ إِكْـمَـالَـهَا لِــعُـــذْرٍ شَـرعِـيٍّ، يُرجَىٰ لَـهُ أَجْـرُهَـا ]*

*● السؤال ●*
الأختُ التي رَمَزَت لاسمها بـ:
ص. ك. ل. من عَمَّان في الأردن تقولُ في سُؤَالِهَا: بَدَأْتُ في صيامِ السِّتِّ من شَوَّال ولكني لم أستطع إكمالها بِسَبَبِ بعضِ الظُّرُوفِ والأعمالِ، حيثُ بَقِيَ عليَّ منها يومانِ، فماذا أعمل يا سَمَاحَةَ الشَّيْخِ، هل أقْضِيها؟ وهل عَلَيَّ إِثْمٌ في ذلك؟.
*● الجواب ●*
صِيَامُ الأَيَّامِ السِّتَّةِ من شَوَّال؛ عِبَادَةٌ مُسْتَحَبَّةٌ غَيْرُ وَاجِبَةٍ، فَلَكَ أَجْـر مَا صُمْتَ منها، ويُرجَىٰ لَكَ أَجْرُهَا كَامِلَـةً، إذا كَانَ المَانِعُ لَكَ مِنْ إِكْمَالِهَا عُـذْرًا شَرعِيًّا، لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ:«إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ قَضَاءٌ لِمَا تَرَكْتَ منها، وَاللهُ المُوَفِّقُ.
-------------------------------------
[ المصدر: المجموع للإمام ابن باز
رحمه الله: ج ١٥ / ص / ٣٩٥ ]

    *[ حُــكْـــمُ مَـنْ صَـــامَ أَيَّـامًـا مِـنَ الـسِّـتِّ مِـنْ شَــوَّال وَلَـمْ يُـكْـمِــلْ ]*

*● السؤال ●*
إذا أراد المسلمُ صِيَامَ السِّتِّ من شوال، ولكن لِعَوَارِض حَلَّت لَمْ يَصُمْ سِوَى خَمْسَةَ أيَّامٍ، فماذا يفعل؟.
*● الجواب ●*
*لَـهُ أَجْرُهَا وَالحَمْدُ لِلهِ، إِذَا ذَهَبَ شَـوَّال، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ، لَا تُقْضَىٰ.*
----------------------------------------
[ المصدر: فتاوى نور على الدرب
للإمام/ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
ج: ١٦ / ص / ٤٤٦ - ٤٤٧ ]
‏-----------------------------
الإشتراك في قناة السنةالنبوية
🍃قناةالتليجرام👇🍂
https://www.tg-me.com/AlSONa3

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

https://www.tg-me.com/mohamed8888888
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سلسلة شرح رياض الصالحين:
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٤٤ }
[٢٠]{وعنْ أبي سعِيدٍ سَعْد بْنِ مالك بْنِ سِنانٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَن نَبِيَّ الله ﷺ قَال : « كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملاكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » متفقٌ عليه.

وفي روايةٍ في الصحيح : « فكَان إِلَى الْقرْيَةِ الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ ، فجُعِل مِنْ أَهْلِها » وفي رِواية في الصحيح : « فأَوْحَى اللَّهُ تعالَى إِلَى هَذِهِ أَن تَبَاعَدِى، وإِلى هَذِهِ أَن تَقرَّبِي وقَال : قِيسُوا مَا بيْنهمَا ، فَوَجدُوه إِلَى هَذِهِ أَقَرَبَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ » . وفي روايةٍ : « فنأَى بِصَدْرِهِ نَحْوهَا » .[صحيح: أخرجه البخاري (٣٤٧٠/٦)ومسلم(٢٧٦٦)🍃🍃🍃🍃🍃🍃 [الشرح]
نقل المؤلف ـ رحمه الله- عن أبي سعيد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال:« كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً» ثم إنه ندم وسأل عن أعلم أهل الأرض يسأله هل له من توبة فدل على رجل، فإذا هو راهب يعني عابدا ولكن لا علم عنده، فلما سأله قال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة؟
فاستعظم الراهب هذا الذنب وقال: ليس لك توبة! فغضب الرجل وانزعج وقتل الراهب فأتم به مائة نفس، ثم إنه سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال له إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ قال: نعم! ومن الذي يحول بينه وبين التوبة. باب التوبة مفتوح، ولكن اذهب إلى القرية الفلانية فإن فيها قوما يعبدون الله، والأرض التي كان فيها كأنها والله أعلم دار كفر فأمره هذا العالم أن يهاجر بدينه إلى هذه القرية التي يعبد فيها الله عز وجل. فخرج تائبا نادما مهاجرا بدينه إلى الأرض التي فيها القوم الذين يعبدون الله عز وجل، وفي منتصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب لأن الكافر والعياذ بالله تقبض روحه ملائكة العذاب والمؤمن تقبض روحه ملائكة الرحمة فاختصموا! ملائكة العذاب تقول إنه لم يعمل خيراً قط أي بعد توبته ما عمل خيراً، وملائكة الرحمة تقول إنه تاب وجاء نادما تائبا فحصل بينهما خصومة فبعث الله إليهم ملكا ليحكم بينهم. فقالوا: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أقرب فهو له، أي فهو من أهلها. إن كانت أرض الكفر أقرب إليه فملائكة العذاب تقبض روحه وإن كان إلى بلد الإيمان أقرب فملائكة الرحمة تقبض روحه.
فقاسوا ما بينهما فإذا البلد اتجه إليها وهي بلد الإيمان أقرب من البلد التي هاجر منها بنحو شبر-مسافة قريبة-فقبضته ملائكة الرحمة. ففي هذا دليل على فوائد كثيرة: منها أن القاتل له توبة ودليل ذلك في كتاب الله، قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨]. يعني ما دون الشرك فإن الله يغفره إذا شاء. وهذا الذي عليه جمهور أهل العلم. وذكر عن عبدالله بن عباس-رضي الله عنهما- أن القاتل ليس له توبة لأن الله يقول:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: ٩٣].
ولكن ما ذهب إليه الجمهور هو الحق وما روى عن ابن عباس فإنه يمكن أن يحمل على أنه ليس له توبة بالنسبة للمقتول وذلك لأن القاتل إذا قتل تعلق فيه ثلاثة حقوق.
الحق الأول: لله، والثاني: للمقتول، والثالث: لأولياء المقتول. أما حق الله فلا شك أن الله يغفره بالتوبة لقول الله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[الزمر: ٥٣].
2025/07/12 04:21:39
Back to Top
HTML Embed Code: