Telegram Web Link
{﷽}
{سلسة شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
{العدد ٥٧ }
[٢٩]وعنْ أبي زيْد أُسامَة بن زيد حَارثَةَ موْلَى رسُول الله ﷺ وحبَّهِ وابْنِ حبِّهِ رضيَ الله عنهُمَا ، قالَ : أَرْسلَتْ بنْتُ النَّبِيِّ ﷺ : إنَّ ابْنِي قَدِ احتُضِرَ فاشْهدْنَا ، فأَرسَلَ يقْرِئُ السَّلامَ ويَقُول : « إن للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى ، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى ، فلتصْبِر ولتحْتسبْ » فأرسَلَتْ إِليْهِ تُقْسمُ عَلَيْهِ ليأْتينَّها. فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ، وَمُعَاذُ ابْنُ جَبَلٍ ، وَأُبَيُّ بْنَ كَعْبٍ ، وَزَيْدُ بْنِ ثاَبِتٍ ، وَرِجَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الصبيُّ ، فأقعَدَهُ في حِجْرِهِ ونَفْسُهُ تَقعْقعُ ، فَفَاضتْ عَيْناهُ ، فقالَ سعْدٌ : يَا رسُولَ الله مَا هَذَا ؟ فقالَ: « هَذِهِ رَحْمةٌ جعلَهَا اللَّهُ تعَلَى في قُلُوبِ عِبَادِهِ » وفي روِايةٍ : « في قُلُوبِ منْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ منْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .

وَمَعْنَى « تَقَعْقَعُ » : تَتحَرَّكُ وتَضْطَربُ•[صحيح: أخرجه البخاري (١٢٨٤/٣)ومسلم (٩٢٣)
ـــــــــــــــــــــــــــ
{الشرح}
أسامة بن زيد بن حارثة، وزيد بن حارثة كان مولى لرسول الله ﷺ وكان عبدا فأهدته إليه خديجة-رضي الله عنها-فأعتقه فصار مولى له وكان يلقب بحب رسول الله ﷺ أي حبيبه وابنه حب فأسامة حبه وابن حبه-رضي الله عنهما-ذكر أن إحدى بنات الرسول ﷺ أرسلت إليه رسولا تقول له: إن ابنها قد احتضر أي حضره الموت، وأنها تطلب من الرسول ﷺ أن يحضر، فبلغ الرسول رسول الله ﷺ فقال له:«مرها فلتصبر ولتحتسب فإن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى» أمر الرسول الرسول بهذا!! قوله:«فلتصبر» أي: فلتحبس نفسها عن السخط وتتحمل المصيبة•وقوله:«ولتحتسب»أي: تحتسب الأجر على الله بصبرها لأن من الناس من يصبر ولا يحتسب•يصبر على المصيبة ولا يتضجر، لكنه ما يؤمل أجرها على الله فيفوته بذلك خير كثير لكن إذا صبر واحتسب الأجر على الله فهذا هو الاحتساب•قوله:«فإن للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى»هذه الجملة عظيمة! إذا كان الشيء كله لله إن أخذ منك شيئا فهو ملكه وإن أعطاك شيئا فهو ملكه فكيف تسخط إذا أخذ منك ما يملكه هو؟ عليك إذا أخذ الله منك شيئا محبوبا لك أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما شاء وله أن يعطي ما شاء•ولهذا يسن للإنسان إذا أصيب بمصيبة أن يقول:« إنا لله وإنا إليه راجعون»يعني نحن ملك لله يفعل بنا ما يشاء، كذلك ما نحبه إذا أخذه من بين أيدينا فهو له عز وجل، حتى الذي يعطيك أنت لا تملكه هو لله ولهذا لا يمكن أن تتصرف فيما أعطاك الله إلا على الوجه الذي أذن لك فيه، وهذا دليل على أن ملكنا لما يعطينا الله ملك قاصر ما نتصرف فيه تصرفا مطلقا•لو أراد الإنسان أن يتصرف في ماله تصرفا مطلقا على وجه لم يأذن به الشرع قلنا له أمسك لا يمكن لأن المال مال الله كما قال سبحانه:« وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ»[النور: ٣٣]فلا تتصرف فيه إلا على الوجه الذي أذن لك فيه•ولهذا قال:«للَّه مَا أَخَذَ ، ولهُ مَا أعْطَى»فإذا كان لله ما أخذ فكيف نجزع وكيف نتسخط أن يأخذ المالك ما ملك هذا خلاف المعقول والمنقول!قال:{وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسمَّى}فكل شيء عنده بمقدار كما قال الله في القرآن الكريم:{ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}[الرعد: ٨]•بمقدار في زمانه ومكانه وذاته وصفاته وكل ما يتعلق به فهو عند الله مقدر• وأجل مسمى أي: معين، فإذا أيقنت بهذا اقتنعت وهذه الجملة الأخيرة تعني:أن الإنسان لايمكن أن يغير المكتوب المؤجل لا بتقديم ولا بتأخير كما قال الله:{ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}[يونس: ٤٩]فإذا كان الشيء مقدرا لا يتم ولا يتأخرفلا فائدة من الجزع والتسخط لأنه وإن جزعت أو تسخطت لن تغير شيئا من المقدور•ثم إن الرسول أبلغ البنت ما أمره أن يبلغه إياها ولكنها أرسلت إليه تطلب أن يحضر فقام عليه الصلاة والسلام هو وجماعة من أصحابه، فوصل إليها فرفع إليه الصبي ونفسه تتقعقع أي: تضطرب تصعد وتنزل فبكى الرسول عليه الصلاة والسلام ودمعت عيناه فقال سعد بن عبادة-وكان معه وهو سيد الخزرج-ماهذا؟ ظن أن الرسول ﷺ بكى جزعا فقال الرسول عليه الصلاة والسلام«هذه رحمة» أي بكيت رحمة بالصبي لا جزعا بالمقدور•ثم قال عليه الصلاة والسلام:«إِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ منْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»ففي هذا دليل على جواز البكاء رحمة بالمصاب •إذا رأيت مصابا في عقله أو في بدنه فبكيت رحمة به فهذا دليل على أن الله جعل في قلبك رحمة وإذا جعل الله في قلب الإنسان رحمة كان من الرحماء الذين يرحمهم الله عز وجل•نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته•ففي هذا الحديث دليل على وجوب
الصبر لأن الرسول ﷺقال:«مرها فلتصبر ولتحتسب» وفيه دليل على أن هذه الصيغة من العزاء أفضل صيغة•أفضل من قول بعض الناس:«أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك» هذه صيغة اختارها بعض العلماء لكن الصيغة التي اختارها الرسول عليه الصلاة والسلام أفضل، لأن المصاب إذا سمعها اقتنع أكثر•والتعزية في الحقيقة ليست تهنئة كما ظنها بعض العوام!يحتفل بها ويوضع لها الكراسي وتوضع لها الشموع ويحضر لها القراء والأطعمة!! لا•التعزية تسلية وتقوية للمصاب أن يصبر•ولهذا لو أن أحداً لم يصب بالمصيبة كما لو مات له ابن عم ولم يهتم به فإنه لا يعزى•ولهذا قال العلماء:«تسن تعزية المصاب»ولم يقولوا تسن تعزية القريب، لأن القريب ربما لا يصاب بموت قريبه والبعيد يصاب لقوة صداقة بينهما مثلا•أما الآن مع الأسف انقلبت الموازين وصارت التعزية للقريب حتى وإن فرح وضرب الطبول لموت قريبه فإنه يعزى•ربما يكون بعض الناس فقيرا وبينه وبين ابن عمه مشاكل كثيرة ومات ابن عمه وله ملايين الدراهم هل يفرح إذا مات ابن عمه في هذه الحال أو يصاب؟ غالبا يفرح، ويقول الحمدلله الذي فكني من مشاكله وورثني ماله! هذا لا يعزى هذا يهنأ لو أردنا أن نقول شيئا•والله الموفق•
[ص: ٩٤:٩٣:٩٢:٩١]
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*( سِـلْـسِـلَـةُ تَـفْـسِـيـرِ الــقُــرْآنِ الـكَـرِيـمِ )*
*تَــفْـسِـيـرُ سُـــورَةِ:[البقرة] - مِـنْ تَفْسِيرِ الـعَـلَّامَـةِ: عبد الـرَّحـمـٰن السِّـعـدِيّ - رَحِـمَـهُ اللهُ تَـعَـالَـىٰ [ الــعَــدَد: ٤٥ ]
*وَهِــيَ مَـــدنية*
مِــنْ آيَـــةِ:[ ٩٤-٩٦ ]
{ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ۝ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ }
أي : { قُلْ } لهم على وجه تصحيح دعواهم : { إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ } يعني الجنة { خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ } كما زعمتم ، أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ، وأن النار لن تمسكم إلا أياما معدودة ، فإن كنتم صادقين في هذه الدعوى { فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ } وهذا نوع مباهلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليس بعد هذا الإلجاء والمضايقة لهم بعد العناد منهم ، إلا أحد أمرين : إما أن يؤمنوا بالله ورسوله ، وإما أن يباهلوا على ما هم عليه بأمر يسير عليهم ، وهو تمني الموت الذي يوصلهم إلى الدار التي هي خالصة لهم ، فامتنعوا من ذلك .
فعلم كل أحد أنهم في غاية المعاندة والمحادة لله ولرسوله ، مع علمهم بذلك ، ولهذا قال تعالى { وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } من الكفر والمعاصي ، لأنهم يعلمون أنه طريق لهم إلى المجازاة بأعمالهم الخبيثة ، فالموت أكره شيء إليهم ، وهم أحرص على الحياة من كل أحد من الناس ، حتى من المشركين الذين لا يؤمنون بأحد من الرسل والكتب .
ثم ذكر شدة محبتهم للدنيا فقال : { يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ } وهذا أبلغ ما يكون من الحرص ، تمنوا حالة هي من المحالات ، والحال أنهم لو عمروا العمر المذكور ، لم يغن عنهم شيئا ولا دفع عنهم من العذاب شيئا .
{ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } تهديد لهم على المجازاة بأعمالهم .
{٩٧-٩٨}
{ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ }
أي : قل لهؤلاء اليهود ، الذين زعموا أن الذي منعهم من الإيمان بك ، أن وليك جبريل عليه السلام ، ولو كان غيره من ملائكة الله ، لآمنوا بك وصدقوا ، إن هذا الزعم منكم تناقض وتهافت ، وتكبر على الله ، فإن جبريل عليه السلام هو الذي نزل القرآن من عند الله على قلبك ، وهو الذي ينزل على الأنبياء قبلك ، والله هو الذي أمره ، وأرسله بذلك ، فهو رسول محض .
مع أن هذا الكتاب الذي نزل به جبريل مصدقا لما تقدمه من الكتب غير مخالف لها ولا مناقض ، وفيه الهداية التامة من أنواع الضلالات ، والبشارة بالخير الدنيوي والأخروي ، لمن آمن به ، فالعداوة لجبريل الموصوف بذلك ، كفر بالله وآياته ، وعداوة لله ولرسله وملائكته ، فإن عداوتهم لجبريل ، لا لذاته بل لما ينزل به من عند الله من الحق على رسل الله .
فيتضمن الكفر والعداوة للذي أنزله وأرسله ، والذي أرسل به ، والذي أرسل إليه ، فهذا وجه ذلك .{٩٩}
{ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ }
يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : { وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } تحصل بها الهداية لمن استهدى ، وإقامة الحجة على من عاند ، وهي في الوضوح والدلالة على الحق ، قد بلغت مبلغا عظيما ووصلت إلى حالة لا يمتنع من قبولها إلا من فسق عن أمر الله ، وخرج عن طاعة الله ، واستكبر غاية التكبر . وهذا فيه التعجب من كثرة معاهداتهم، وعدم صبرهم على الوفاء بها•ف{كلما} تفيد التكرار، فكلما وجد العهد ترتيب عليه النقض•ما السبب في ذلك؟ السبب أن أكثرهم لا يؤمنون، فعدم إيمانهم هو الذي أوجب لهم نقض العهود، ولو صدق إيمانهم، لكانوا مثل من قال الله فيهم:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}[ص: ٥٢-٥٣]
~~~~
نكتفي بهذا القدر ونكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى•
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

آدَابُ قَضَاءِ الحَاجَةِ - ((87))

1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ )) . قَالُوا : وَمَا اللَّعَّانَانِ
يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : (( الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (269)

اللَّعَّانَينِ : أي الأمرينِ الجَالِبين لُلَّعْنِ .
يَتَخَلَّى : أي يَتَغَوَّطُ .

2 - عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ، وَإِذَا أَتَى الْخَلَاءَ فَلَا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلَا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ ))

📚 متفق عليه : (153-267)

3 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَرَّ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَقَالَ : (( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ : أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ))

📚 متفق عليه : (1361-292)

وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ : أَيْ لَيْسَتْ إزَالَتُهُ وَالتَّحرُّزُ مِنْهُ بِأمْرٍ كَبِيرٍ ، بَلْ سَهْلٌ يَسِيرٌ وَأمَّا إثُمُهُ فَهُوَ كبيرٌ . لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ : أَيْ لَا يَتَوَقَّى وُقُوعَ البَوْلِ عَلَيْهِ .
---------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

خِصَال الفِطْرَةِ - ((88))

1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( الْفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ : الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ))

📚 متفق عليه : (5889-257)

▫️ الاستِحْدادُ : أي حَلقُ شَعْرِ العَانَةِ .

2 - قَالَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وُقِّتَ لَنَا فِي : قَصِّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفِ الْإِبِطِ، وَحَلْقِ الْعَانَةِ، أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً .

📚 صحيح مسلم - رقم : (258)
----------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 143 - سلسلة الفوائد على
مختصر صحيح الإمام البخاري

باب : التسليم

▪️ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ وَمَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ .

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ مُكْثَهُ لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنِ انْصَرَفَ مِنَ الْقَوْمِ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (837)

باب : يسلم حين يسلم الإمام

▪️عَنْ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (838)

باب : الذكر بعد الصلاة

▪️عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ .

📚 صحيح البخاري - رقم : (841)

باب : الذكر بعد الصلاة

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الْأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ ؛ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بِهَا وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ .

قَالَ : (( أَلَا أُحَدِّثُكُمْ إِنْ أَخَذْتُمْ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ إِلَّا مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ : تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ )) .

فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا : نُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : (( تَقُولُ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (843)
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 بشارة لمن كبر وهلل
(( في العشر من ذي الحجة ))

▪️عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إلَّا بُشِّرَ، ولا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إلَّا بُشِّرَ، قيل: يا رسولَ اللهِ، بالجَنَّةِ؟ قال: نَعَمْ ))

👈🏽 حسن الألباني إسناده في
📚 السلسلة الصحيحة - رقم : (1621)

▪️وَعَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( ما أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ ، ولا كبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ ، إلَّا بُشِّرَ بالجنَّةِ ))

👈🏽 حسنه الألباني في
📚 صحيح الجامع - رقم : (5569)

▪️قال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير
الصنعاني رحمه الله :

ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط : يحتمل في الحج ويحتمل مطلقاً .

إلا بشر بالجنة : أي بشرته الملائكة يوم القيامة بأن له الجنة بإهلاله أو بتكبيره ، وبشره الرسول صلى الله عليه وسلم ، بهذا الخبر أي إلا كان مبشراً بهذا الخبر .

📚التنوير شرح الجامع الصغير : (364/9)

▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

هذه العشرُ المهضُومةِ الَّتِي أَغْفَلَهَا كثيرٌ مِنَ الناس، تَمُرُّ بِهِ وكأنَّها أيامٌ عابرةٌ كأيامِ بَقِيَّةِ العام، مَعَ أَنَّهُ لا يوجدُ أيامٌ العَمَلُ الصَّالِحُ فيها أَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ العَمَلِ في هذه الأيامِ العَشْرِ مِنْ قِرَاءَةِ القُرآنِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالصِّيَامِ، وغيرِ ذلك مِنَ الأعمالِ الصَّالِحَة .

📚 اللِّقَاءَاتُ الشَّهْرِيَّة : (374/2)
------------------
(( بَابٌ مَا جَاءَ فِي الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ ))

▪️عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (( مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ . قَالُوا : وَلَا الْجِهَادُ ؟ . قَالَ : وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (969)

▪️عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعَرِهِ، وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا، حَتَّى يُضَحِّيَ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (1977)

▪️عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ امْرَأَتِهِ ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ؛ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ .

👈🏽 صححه الألباني في
📚 صحيح أبي داود - رقم : (2437)
-------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 حكم قص
الشعر والأظافر في عشر ذي الحجة

▪️سئل فضيلة الشيخ العلامة /
محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-:

هل من السنة ترك قص الشعر و الأظافر في عشر ذي الحجة ؟ وهل يشمل أسرة المضحي ؟

▫️فأجاب بقوله : ثبت عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه قال : (( إذا دخل العشر- يعني عشر ذي الحجة- وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره، ولا من ظفره شيئًا )) ، وفي رواية: (( ولا من بشرته شيئا )) ، وهذا نهي، والأصل في النهي التحريم حتى يقوم دليل على أنه لغير التحريم .

وعلى هذا فلا يجوز للإنسان الذي يريد أن يضحي إذا دخل شهر ذي الحجة أن يأخذ شيئًا من شعره، أو بشرته، أو ظفره حتى يضحي، والمخاطب بذلك المضحي دون المضحى عنه، وعلى هذا فالعائلة لا يحرم عليهم ذلك، لأن العائلة مضحى عنهم وليسوا مضحين .

▫️فإن قال قائل : ما الحكمة من ترك الأخذ في العشر ؟

قلنا الجواب على ذلك من وجهين :

▫️الوجه الأول : أن الحكمة هو نهي الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الشيء لحكمة وأن أمره بالشيء لحكمة، وهذا كاف لكل مؤمن، لقوله تعالى : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .

وفي الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، أن امرأة سألتها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ؟

فقالت : (( كان يصيبنا ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة )) ، وهذا الوجه هو الوجه الأسد، وهو الوجه الحازم الذي لا يمكن الاعتراض عليه، وهو أن يقال في الأحكام الشرعية الحكمة فيها : أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أمر بها .

▫️أما الوجه الثاني : في النهي عن أخذ الشعر أو الظفر أو البشرة في هذه الأيام العشر، فلعله والله أعلم من أجل أن يكون للناس في الأمصار نوع من المشاركة مع المحرمين بالحج والعمرة في هذه الأيام، لأن المحرم بحج أو عمرة يشرع له تجنب الأخذ من الشعر والظفر، والله أعلم .

📚 المصدر : مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (25/139)
------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 النهي عن أخذ
الشعر والأظافر والبشرة للمضحي

▪️عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعَرِهِ، وَأَظْفَارِهِ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (1977)

▪️وعَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ، فَإِذَا أَهَلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ ))

📚 صحيح أبي داود - رقم : (2791)
👈🏽 الحديث : حسن صحيح

👈🏽 (( فوائد من أقوال العلماء ))

▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

من نعمة الله سبحانه على عباده، أنه لما فات أهل المدن والقرى الحج والتعبد لله سبحانه بترك الترفه، شرع لمن في الأمصار هذا الأمر ليشاركوا الحجاج في بعض ما يتعبدون لله تعالى بتركه .

▫️أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله بذبح القربان، شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر والظفر .

📚 مجموع الفتاوى : (139/25)

▪️قال الشوكاني رحمه الله :

والحكمة في النهي : أن يبقى كامل الأجزاء للعتق من النار ، وقيل : للتشبه بالمحرم ، حكى هذين الوجهين النووي ، وحكي عن أصحاب الشافعي أن الوجه الثاني غلط ; لأنه لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم .

📚 نيـل الأوطار : (5 /133)

▪️وقال ابن قدامة رحمه الله :

إذا ثبت هذا، فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظفار، فإن فعل استغفر الله تعالى، ولا فدية فيه إجماعا، سواء فعله عمداً أو نسياناً .

📚 المغني : (9 / 346)
-------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

السِّوَاكُ - ((89))

1 - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ ))

📚 مسند أحمد - رقم : (1/25)
👈🏽 وصححه الألباني في
📚 صحيح النسائي - رقم : (5)

2 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ ))

📚 متفق عليه : (887-252)
-------------
👈🏽 (( الأَذْكَـارَ وَالآدَابَ الـنَّـبَـويَّـة ))

العُطَاسُ وَالتَّثَاؤُبُ - ((90))

1 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( كَانَ إِذَا عَطَسَ غَطَّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ، أَوْ بِثَوْبِهِ، وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ ))

👈🏽 صححه الألباني في
📚 صحيح الترمذي - رقم : (2745)

▫️ وَغَضَّ بِهَا صَوْتَهُ : أَيْ خَفَضَ صَوْتَهُ .

2 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ ))

▫️وفِي روايةٍ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ ))

📚 صحيح مسلم - رقم : (2995)

فَلْيَكْظِمْ : أي ليحبسه قدر استطاعته .

3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ : هَا. ضَحِكَ الشَّيْطَانُ ))

📚 صحيح البخاري - رقم : (3289)
-------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
👈🏽 (( أفضلُ أيامِ الدُّنيا العشرُ ))

▪️عَنْ جَابِرٍ بْنَ عَبْدِ اللَّه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(( أفضلُ أيامِ الدُّنيا العشرُ – يعني : عشرَ ذي الحِجَّةِ - . قيل : ولا مثلهنَّ في سبيلِ اللهِ ؟ قال : ولا مثلهنَّ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ عفَّر وجهَه بالتُّرابِ ))

👈🏽 صححه الألباني لغيره في
📚 صحيح الترغيب - رقم : (1150)

▪️قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وَاسْتِيعَابُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ بِالْعِبَادَةِ لَيْلًا وَنَهَارًا أَفْضَلُ مِنْ جِهَادٍ لَمْ يَذْهَبْ فِيهِ نَفْسُهُ وَمَالُهُ، وَالْعِبَادَةُ فِي غَيْرِهِ تَعْدِلُ الْجِهَادَ لِلْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ الْمَشْهُورَةِ .

📚 الفتاوى الكبرى : (343/5)

▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

إذا قام الإنسان بالعملِ الصالحِ في هذا الأيام العشرة إِحيَاءً لِمَا أَرشَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الأعمالِ الصالحةِ فَإِنَّهُ على خيرٍ عظيم .

📚 مجموع الفتاوى : (38/21)
---------------
👈🏽 سلسلة : ((1))
(( أحكام مختصرة في الأضحية ))

1 - حكم الأضحية مع الاستطاعة ؟

▪️قال ابن باز رحمه الله :

سنة مؤكدة تشرع للرجل والمرأة وتجزئ عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها .

📚مجموع الفتاوى : (38/18)

▪️قال ابن عثيمين رحمه الله :

الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، فيضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته .

📚 مجموع الفتاوى : (25/10)

2 - ما حكم ذبح الخصي في الأضحية ؟

▪️قال ابن عثيمين رحمه الله :

يجوز أن يذبح الخصي في الأضحية حتى إن بعض أهل العلم قد فضَّله على الفحل لأن لحمه يكون أطيب .

📚 مجموع الفتاوى : (25 /49-50)

3 - هل تصح الأضحية بالأغنام الموسومة في أذنيها ؟

▪️قال ابن عثيمين رحمه الله :

الصحيح أن ذلك لا يضر وأن مقطوعة الأذن ومقطوعة القرن والذيل كلها تجزئ لكن لا ينبغي أن يضحي بها لنقصها .

📚 مجموع الفتاوى : (54/25)

4 - كيف يقسم المضحي لحم الأضحية ؟

▪️قال ابن باز رحمه الله :

السنة للمضحي أن يأكل منها ويهدي لأقاربه وجيرانه منها ويتصدق منها .

📚 مجموع الفتاوى : (38/18)
---------------
👈🏽 (( فضلُ عشر ذي الحجة ))

▪️عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ ))

فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ))

👈🏽 صححه الألباني في
📚 صحيح الترمذي - رقم : (757)

▪️قال الإمام ابن حجر رحمه الله :

وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّ السَّبَب في امْتِيَازِ عَشْرِ ذي الحِجَّة لِمَكَانِ اجتماعِ أُمَّهَاتِ العبادةِ فيه، وهي الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالحَجّ، ولا يَتَأَتَّى ذلك في غَيرِه .

📚 فتح الباري : (644/2)

▪️قال العلامة ابن باز رحمه الله :

هذا يَدُلُّ على فضلِ هذه الأيام، هُنَّ أيام عظيمة، يُشْرَعُ فيها لِلْمُؤْمِنِ الإكثارُ مِنْ أعمالِ الخير .

📚 شرح رياض الصالحين : (589/3)

▪️قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :

فينبغي للإنسان أَنْ يَغْتَنِمَ عمره بصالحِ الأعمال، لِأََنَّهُ سوف يندم إذا جَاءَهُ الموت .

📚 شرح رياض الصالحين : (153/5)
-------------
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
•━━❃ *الخطبة الأولى* ❃━━•
الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيمُ الخبير.

وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، خَلَقَ الموتَ والحياةَ ليبلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً، وهو العزيزُ الغفور.

وأشهَدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله، البشيرُ النذير، والسراجُ المنير، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور، وسلَّم تسليماً كثيراً.



أمَّا بعدُ:



أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-: (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [البقرة:223].



عبادَ الله: إنَّ الإِنسانَ خُلِقَ في هذه الحياة ليعمَلَ، ثم يُبْعَثُ يوم القيامة ليُجْزَى على عمله، فهو لم يُخْلَقْ عَبَثاً، ولن يُتركَ سُدًى، والسعيدُ مَنْ قَدَّمَ لنفسه خيراً، يجدُه عند الله ذُخراً، والشقيُّ مَنْ قَدَّمَ لنفسه شرّاً تكون عاقبته خُسْراً.



فانظروا في أعمالكم، وحاسبوا أنفسكم قبل انقضاء أعماركم، فإنَّ الموتَ نهايةُ العمل وبداية الجزاء، والموتَ قريبٌ لا تدرون متى نزولُه، والحسابَ دقيقٌ لا تدرون متى حلولُه، والشيبَ نذيرٌ الموت فاستعدُّوا له، وموتَ الأقرانِ علامةٌ على قُربِ موت أقرانهم، فتذَّكروا الموتَ، واعلموا لِما بعده مما أنتم قادمون عليه، ومقيمونَ فيه، ولا تنشغلوا عنه بما أنتُم راحلون عنه وتاركوه، ولا تَغُرَّنَّكُم الآمال الطوال، وتَنْسَوْا حلولَ الآجال، فكَمْ من مؤمِّلٍ أملاً لا يدركُه، وكم من مصبحٍ في يوم لا يدركُ غروبَه، ومُمْسٍ في ليل لا يدركُ صباحَه، وكم مَنْ يتمنَّى عند الموت أن يُتْرَكَ قليلاً لِيُصْلِحَ ما أفسد، ويستدركَ ما ضيَّع، فيُقالُ له: هيهات، إنَّ ما تتمنَّى قد فاتَ، وقد حذرناك قبل ذلك، وأنذرناك، بأنْ لا رجوعَ هناك، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون:9-11].



عبادَ الله: إنَّ كل إنسانٍ ينتهي عملُه عند حلولِ أجله، وهناك أعمالٌ خيرية يستمرُّ نفعُها وأجرها لصاحبها بعد وفاته، وهي أعمالٌ عَمِلَها في حياته، واستمرَّ نفعُها بعد مماته، فما دامَ نفعُها مستمرّاً، فإنَّ أجرَها يجري لصاحبِها مهما طالَت مدتُها، وهي كلُّ مشروع خيري ينتفع به الناس والبهائم؛ كالأوقافِ الخيرية، والأشجارِ النافعة والمثمرة، وسقاياتِ المياه، وبناءِ المساجد، والمدارسِ، والذريةِ الصالحة، وتعليمِ العلم النافع، وإخراجِ الكتب المفيدة.



ففي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا ماتَ ابنُ آدم انقطع عملُه إلاَّ من ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفعُ به، أو ولدٍ صالح يدعو له".



فهذا الحديث يدُلُّ على انقطاعِ عمل الإِنسان بموته، وأنَّ محلَّ العمل هو مدةُ حياته في العمل الصالح، وأن يحذَرَ من الغفلة والإِضاعة، وأن يُبادرَ بفعل الطاعاتِ قبلَ الموت، ولا يؤخِّرَ ذلك إلى وقتٍ قد لا يُدركُه، والنصوص التي وردت بالحثِّ على استباق الخيرات، والمسارعةِ إلى الطاعات، والمبادرةِ بالأعمال نصوصٌ كثيرة، مما يدُلُّ على أنها إذا لم يبادَرْ إليها فاتَتْ.



كما يدُلُّ الحديثُ على استثناءِ الأعمال الخيرية التي يستمرُّ نفعُها بعد موت صاحبِها، وأنها لا تنقطعُ بموتِه، بل يستمرُّ أجرُها ما دامَ ينتفع بشيءٍ منها، ولو طالَ بقاؤُها، وأنَّها يتجدَّدُ ثوابُها بتجدُّدِ نفعها، وهذه الأشياء، هي:



أولاً: الصدقةُ الجارية: وقد فسَّرها العلماء بالوقفِ الخيري، كوقف العقاراتِ، والمساجد، والمدارس، وبيوت السُّكنى، والنخيلِ، والمصاحفِ، والكُتُبِ المفيدة، ووقفِ سقايات المياه من آبارٍ وبِرَكٍ وبرَّادات، وغيرها.



وفي هذا دليلٌ على مشروعيةِ الوقف النافع، والحثِّ عليه، وأنَّهُ من أفضلِ الأعمال التي يُقدمها الإِنسانُ لنفسه في الآخرة، وهذا بإمكان العلماء والعوامِّ.



ثانياً: العلمُ النافع: وذلك بأنْ يقومَ الإِنسان في حياته بتعليم الناس أمورَ دينهم، وهذا خاصٌّ بالعلماء الذين قاموا بنشرِ العلم والتعليم، وتأليفِ الكتب ونسخِها.



وبإمكان العامي أيضاً أن يُشارِكَ في ذلك بطبعِ الكتب أو شرائِها وتوزيعِها أو وقفِها، وشراءِ المصاحف وتوزيعها على المحتاجين، أو جعلِها في المساجد.



وهذا فيه حثٌّ على تعلُّمِ العلم وتعليمِه، ونشرِه ونشر كتبه، لينتفعَ بذلك الناسُ في حياته وبعدَ موتِهِ.
والعلمُ يبقى نفعُه ما دامَ في الأرض مسلمٌ وَصَلَ إليه هذا العلم، فكم من عالمٍ ماتَ من مئاتِ السنين وعِلْمُه باقٍ ينتفعُ به بوساطة كتبِه التي ألَّفَها وتداوَلَها الأجيالُ تِلْوَ الأجيال من بعده، وبواسطة طلابِهِ وطُلاَّب طلاَّبه، وكلما ذكره المسلمون دَعَوْا له، وترحَّموا عليه، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء.



وكم أنقذَ الله بعالم مُصلحٍ أجيالاً من الناس من الضلالةِ، ونالَهُ مثلُ أجورِ مَنْ تَبِعَه إلى يوم القيامة.



ثالثا: الولدُ الصالح من ذَكَرٍ وأنثى، وولد الصلب، وولد الولد يجري نفعُهم لآبائهم بدعواتِهم الصالحة المستجابة لآبائهم، وبصدقاتِهم عنهم، وحجِّهم لهم، وحتى دعاء من أحسنَ إليهم هؤلاء الأولاد من الناس: فكثيراً ما يقول الناس للمحسنين: رَحِمَ الله آباءَكُم، وَغَفَرَ لهم، وفي هذا حثٌّ على التزوُّجِ لطلب الأولاد الصالحين، ونهى عن كراهية كثرةِ الأولاد، فإنَّ بعضَ الناس قد تأثَّرَ بالدعايات المُضلِّلة، فصار يكره كثرة الأولاد ويحاوِلُ تحديدَ النَّسْلِ، أو يدعو إليه، وهذا من جهلِهم بأمورِ دينهم، ومن جهلِهم بالعواقب، ومن ضَعْفِ إيمانهم.



وفي هذا الحديث أيضاً: الحثُّ على تربيةِ الأولاد على الصلاح، وتنشئِتهم على الدينِ والصلاح، ليكونوا خَلَفاً صالحاً لآبائِهم يدعون لهم بعدَ موتِهم، ويستمرُّ نفعُهم بعد انقطاع أعمالِهم، وكثيرٌ من الناس اليومَ قد أهملَ هذا الجانب، فلم يهتمَّ بتربيةِ أولاده، وإنما يهتمُّ بشأن دنياه، ويهتَمُّ بجمع الدراهم التي لا تبقى له ولا يبقى لها، يرى أولادَه على الفساد، ولا يحاولُ إصلاحَهم، يراهم يفعَلُون المحرمات، ويتركون الواجباتِ، ويُضيَيِّعون الصلاة، فلا يأمرُهم ولا ينهاهم، يراهم يَهيمونَ في الشوارع، ويجلسون معَ الأشرار، وربَّما يذهبون إلى أمكنةِ الفساد، ولا يُهِمُّه ذلك، ولا يُلقي له بالاً، بينما لو أتلفوا شيئاً من مالهِ، أو نقَصُوا شيئاً من دنياه لكانَ منه الرجلَ الحازم، والمؤدب الشجاعَ، والبطلَ المغوار، يَغارُ لدنياه، ولا يغَارُ على دينِه، يهتَمُّ بإصلاحِ ماله، ولا يهتَمُّ بصلاحِ أولاده؛ إنه بسببِ ذلك شاعَ العقوقُ، وكَثُرَتِ القطيعةُ بين كثير من الآباءِ وأولادهم في حياتهم، فكيفَ بعدَ مماتِهم؟



فاتقوا الله -أيُّها الآباءُ- في أولادكم ليكونوا ذُخراً لكم، ولا يكونوا خسارةً عليكم.



واعلَمُوا: أنَّ صلاح الأولاد لا يأتي عفواً بدون بذلِ أسبابٍ وصبرٍ واحتسابٍ



ويدلُّ هذا الحديث أيضاً على مشروعيةِ دُعاء الأولاد لآبائِهم، مع دعائِهم لأنفسهم في الصلوات وخارجَها، وهذا من البِرِّ الذي يبقى بعدَ وفاةِ الآباء.



وهذه الأمورُ المذكورةِ في هذا الحديث هي مضمونُ قولهِ تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ) [يس:12].



فما قَدَّموا، هو ما باشروا فعلَه في حياتهم من الأعمال الحسنة والسيئة.



وآثارُهم، ما تَرَتَّبَ على أعمالِهم بعدَ موتهم من خيرٍ أو شرٍّ.



وما يصل إلى العبدِ، من آثارِ عملِه بعد موته ثلاثةُ أشياء:



الأولُ: أمورٌ عَمِلَها غيرهُ بعد موته بسببه وبدعايتِه وتوجيهه إليها قبلَ موته.



الثاني: أمورٌ انتفع بها الغيرُ من مشاريع نافعة أقامَها الميتُ قبل موته، أو أوقافٌ أوقفَها في حياته.



الثالث: أمورٌ عَمِلَها الحيُّ وأهداها إلى الميت من دعاء وصدقة وغير ذلك من أعمال البِرِّ.



ورَوَى ابنُ ماجة: "إنما يلحَقُ المؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته: علمٌ نَشَرَه، أو ولدٌ صالح تَرَكَه أو مصحفٌ وَرَّثَه، أو مسجدٌ بناه، أو بيتٌ لابنِ السبيل بناه. أو نَهرٌ أَجراهُ، أو صدقةٌ أخرجَها من ماله في صحتهِ وحياته تلحَقُه بعد موته".



فاحرِصوا -رَحِمَكم الله- على بذلِ الأسباب النافعة، وتقديم الأعمال النافعة التي يستمرُّ نفعُها، ويجري عليكم أجرُها بعدَ وفاتكم.



أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) [الكهف:46].



بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم.





الخطبة الثانية:



الحمد لله الذي جَعَلَ الدنيا مزرعة للآخرة، وحثَّ على اغتنام أوقاتِها قبلَ فواتها وقبلَ الوقوع في الصفقة الخاسرة.

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، أنعمَ علينا بنِعَمِه الباطنة والظاهرة، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله المؤيَّدُ بالمعجزات الباهرة، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حقَّ جهاده حتى أصبحت ملةُ نبيِّهم هي الملةَ الظاهرة، وسلَّم تسليماً كثيراً.



أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واعلَمُوا أنه كما تَبْقَى آثارُ الأعمال الصالحة، ويجري نفعُها للعامل بعدَ موتِهِ، فكذلك الأعمالُ السيئة يبقى شرُّها، ويجري ضَرَرُها على عاملها بعد وفاته، كما جاء في الحديث: "ومَنْ دعا إلى ضلالة كان عليه وزرُها ووزرُ مَنْ عَمِلَ بها من غير أن يَنْقُص ذلك من أوزارِهم شيئاً".



قال الله -تعالى-: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل:25].



فالذي يُورِثُ للناسِ العلومَ الفاسدة، والعقائد الباطلة، ينالُه من شَرِّها وعقوبتها بقدرِ ما يحصُلُ بسببها من ضلالٍ.



والذي يؤلِّفُ الكتبَ المنحرفة، أو ينشرُها بينَ الناس ينالُه من إثمها ،ويَجْري عليه شَرُّها ما بَقِيَتْ هذه الكتب تُتَدَاوَلُ بأيدي الناس، ومِثْلُه الذي يُسَجِّلُ الأغاني الماجنة، والأفلامَ الخليعة، والذي يوجِدُ المشاريعَ الضارةَ كدُورِ اللهو، والسينما، ومحلات التصوير، أو المؤسساتِ الصحيفة التي تُصْدِرُ الصُّحُفَ والمجلات الخليعة التي تنشُرُ الصورَ العارية، والأفكارَ المسمومة، والمقالاتِ المضلِّلةَ، ينالُه من شَرِّها وإثمها ما بقيت هذه المؤسسات تنشر شرَّها وتَبُثُّ سُمُومَها، طالَ زمنُها أو قَصُرَ.



والذي يربِّي أولادَه تربيةً سيئة ينالُه من إثمهم ما عاشُوا على الضلال والانحراف وما مارسوا الإِثَم والفسوق والعصيان؛ لأنَّهُ هو الذي عوَّدَهم على ذلك، ونَشَّأَهُم عليه، أو أهملَهم صغاراً حتى ضاعوا كِباراً، ولذلك ترون كثيراً من الأولاد المنحرفين إذا آذَوْا أحداً دعا عليهم وعلى آبائِهم الذين رَبَّوْهم على ذلك.



فاتقوا الله -عبادَ الله-، وكُونوا قدوةً في الخير، ولا تكونُوا قدوةً في الشرِّ.



والذي يؤسِّسُ البنوك والمؤسسات الربوية، لتكونَ مصادرَ أوبئةٍ اقتصادية تمتَصُّ دماءَ الشعوب، وتُدَمِّرُ المجتمعات، وتحاربُ الله ورسوله، لا شَكَّ أنه ينالُ مُؤَسِّسَها الأولَ أوفرُ نصيبٍ من إثمها، كما أنَّ ابنَ آدم الأول الذي قتل أخاه ظُلماً وعدواناً ينالُه نصيبٌ من إثم كلِّ نفس قُتلت بعده ظلماً وعُدواناً؛ لأنَّه أولُ من سنَّ القتلَ.



نسأل الله أن يجْعَلَنا قادةً وقدوةً في الخير، ولا يجعلَنا قادةً وقدوة في الشر.



فاللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد: أن تعيذنا وذرياتنا من الفتن، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن.



اللهم أصلحْ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها، معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر.



اللهم ولّ على المسلمين خيارهم، واكفهم شرارهم يا رب العالمين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم ارحم المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصر المستضعفين من المؤمنين في كل مكان.



اللهم اكفنا شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم من أرادنا وأراد ديننا وديارنا وأمننا وأمتنا واجتماع كلمتنا بسوءٍ اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين، اللهم إنا ندرؤك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.



رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ،
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*[ فَـتْـوَى اللَّـجْـنَــةِ الـدَّائِـمَـةِ: حَـوْلَ حَـدِيثِ - اليَوْم الَّـذِي غَفَرَ اللهُ فِيهِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوَّل يَوْمٍ مِنْ ذِي الحِجَّةِ...؛ لَا أَصْـلَ لَــهُ ]*

*<< السؤال >>*
هذه الورقة وَفِيهَا حَدِيثٌ عَنْ فَضْلِ الأَيَّامِ العَشْرِ، وَنَصُّهُ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أنَّهُ قال:«اليوم الذي غفر اللهُ فيهِ لِآدَمَ عليه السلام، أول يوم من ذي الحجة، من صام ذلك اليوم، غفر اللهُ له كل ذنب، واليوم الثاني استجاب اللهُ فيه دعاء يونس عليه السلام، فأخرجه من بطن الحوت، من صام ذلك اليوم كَمَنْ عَبَدَ اللهَ تعالى سَنَةً لم يَعصِ اللهَ في عبادته طَرْفَةَ عَيْنٍ، واليوم الثالث اليوم الذي استجاب اللهُ فيه دعاء زكريا عليه السلام، من صام ذلك اليوم، استجاب اللهُ دعاءه، واليوم الرابع اليوم الذي وُلِـدَ فيه عيسى عليه السلام، من صام ذلك اليوم نفى اللهُ عنه البَأْسَ والفَقْرَ، فكان يوم القيامة مع السَّفَرَةِ البَرَرَةِ الكِرَامِ، واليوم الخامس اليوم الذي وُلِـدَ فيه موسى عليه السلام، من صام ذلك اليوم بَـرِئَ من النِّفَاق، وأمن من عذاب القبر، واليوم السادس اليوم الذي فتح اللهُ تعالى لنبيه فيه الخير، من صامه ينظر اللهُ إليه برحمته فلا يُعَـذَّب بعدَهُ أبدًا، واليوم السابع اليوم الذي تُغلق فيه أبوابُ جهنم ولا تفتح حتى تمْضِي أَيَّام العشر، من صام فيه أغلق اللهُ عليه ثلاثين بابًا من العُسْرِ، وفتح له ثلاثين بابًا من اليُسْرِ، واليوم الثامن اليوم الذي يسمى يوم التروية، من صامه أُعطي من الأجر ما لا يعلمه إلَّا اللهُ تعالى، واليوم التاسع اليوم الذي هو يوم عرفة، من صامه كان كفارةً لسنة ماضية وسنة مستقبلة، وهو اليوم الذي أُنزِلَ فيه:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ واليوم العاشر هو اليوم الأضحى، من قرَّبَ قربانًا فيه فبأول قطرة قطرت من دمه، غفر اللهُ له ذُنُوبَهُ وذنوب عياله، ومن أطعم فيه مؤمنًا أو تَصَدَّقَ فيه بصدقةٍ، بعثه اللهُ تعالى يوم القيامة آمِنًا، ويكون ميزانه أثقل من جَبَلِ أُحُـدٍ».

*<< الجواب >>*
*هَـذَا الـحَـدِيثُ لَا نَـعْـلَـمُ لَـــهُ أَصْـلًا،*
*وَفَـضْـلُ الـعَـمَـلِ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّـةِ، ثَـابِـتٌ فِي الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، مِثْل: حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي: أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:«وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُـلٌ خَـرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ المَجْدُ فِي المُنْتَقَىٰ:(رَوَاهُ الجَمَاعَةُ إِلَّا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ).*

وَبِاللهِ التَّوْفِيق. وَصَلَّى اللهُ علىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدِ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

*اللَّـجْـنَـةُ الـدَّائِمَةُ لِلْبُحُوثِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْإِفْـتَـاءِ*
*عضو/ بكر أبو زيد - رحمه الله -*
*عضو/ عبد الله بن غديان - رحمه الله -*
*عضو/ صالح الفوزان - حفظه الله -*
*الرئيس/ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله -*
----------------------------------------
[ المصدر: فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الثانية: جـــ: ٣ صـــ: ٢٥٠ - ٢٥٢ ]
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
‏صَـحح أخـطاءك الإمـلائـيَّة 🤍🌷ُ:

اللهم صلي اللهم صلِّ
مشاء ﷲ ما شاء ﷲ
إنشاء ﷲ إن شاء ﷲ
ﷲ و أكبر ﷲ أكبر
الحمد ﷲ الحمدُ للّٰه
ﷲ و أعلم ﷲُ أعلم
واللهي واللّٰهِ
بله باللّٰه
إن للّٰه وإن إنَّا للّٰه وإنَّا
‌‏

{تلِك حدود الله فلا تعتدوها} !📚
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ٧ ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*ثُمَّ لَمَّا نَهَى اللهُ عَنْ هَذِهِ الأَشيَاءِ أَمَـرَ بِالِاشْتِغَـالِ بِالطَّاعَةِ فَقَالَ:﴿وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ یَعۡلَمۡهُ ٱللهُۗ﴾ فَحَثَّهُمْ علىٰ حُسْنِ الكَلَامِ مَكَـانَ الفُحْشِ، وعلى البِرِّ والتَّقوىٰ فى الأخلاقِ مكانَ الفُسُوقِ والجِدَالِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتِمُّ فِعْلُ الأَوَامِرِ إِلَّا بِتَركِ المَنْهِيَّاتِ.*

ولَمَّا كانَ الحَجُّ يَحتَاجُ إلى سَفَرٍ وتَنَقُّلَاتٍ، وذلكَ يحتاجُ إلىٰ نَفقَةٍ ومَئُونةٍ، أَمَـرَ سُبْحَانَهُ بِالاسْتِعدَادِ لذلكَ بِأَخْذِ الـزَّادِ والنَّفَقَةِ الَّتِي تَمُونُ تِلكَ الِاحْتِياجَاتِ حتَّىٰ لا يَحتاجُ الإِنسَانُ إلىٰ مَا بِيَدِ غَيْرِهِ، فقال سُبْحَانَهُ:﴿وَتَزَوَّدُوا۟﴾ وقد كانَ ناسٌ يَحُجُّونَ بلا زَادٍ ويقولونَ: نَحنُ المُتَوَكِّلُونَ، فَيُصْبِحُونَ عَـالَـةً على النَّاسِ.

*ولمَّا أمَرَ سُبْحَانَهُ بِاتِّخَاذِ الـزَّادِ الحِسِيِّ لِسَفَرِ الدُّنْيَا أمَرَ بِاتِّخَاذِ الزَّادِ المَعنَوِيِّ لِسَفَرِ الآخِرَةِ، فَقَالَ:﴿فَإِنَّ خَیۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ ومَنْ تَـرَكَ هَـذَا الـزَّادَ انْقَطَعَ عَنِ الوُصُولِ إلى الجَنَّةِ.*

*وَخَتَمَ سُبْحَانَهُ الآيةَ بِقَوْلِهِ:﴿وَٱتَّقُونِ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ۝﴾ وَهَـذَا نِـدَاءٌ عَـامٌّ لِأَصْحَابِ العُقُولِ أَنْ يَتَّقُوا اللهَ فِي الحَجِّ وَغَيْرِهِ.*

وَقَدْ أَمَـرَ اللهُ بِأَدَاءِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ خَالِصَيْنَ لَهُ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:﴿وَأَتِمُّوا۟ ٱلۡحَجَّ وَٱلۡعُمۡرَةَ لِلهِۚ﴾ مِمَّا يَدُلُّ علىٰ أنَّ كُلَّ حَجٍّ وعُمْرَةٍ لَا يَتَوَفَّرُ فِيهِمَا التَّوحِيدُ فَليْسَا مَقْبُولَيْنِ عِنْدَ اللهِ، وَقَدْ جَعَلَ اللهُ مَنَاسِكَ الحَجِّ مَظَاهِرَ لِتَوْحِيدِهِ.

*فَمِنْ مَظَاهِرِ التَّوْحِيدِ فِي الحَجِّ: رَفْـع الأَصْوَاتِ بَـعْـدَ الإِحْـرَامِ بِالتَّلْبِيَةِ للهِ ونَفيِ الشَّرِيكِ عَنْـهُ، وإِعْـلَانِ انْفِـرَادِهِ بِالحَمْدِ وَالنِّعْمَةِ وَالمُلْكِ:(لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْك، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْك) يُـرَدِّدُهَا الحُجَّاجُ بَيْنَ كُلِّ فَترَةٍ وَأُخْـرَىٰ حَتَّىٰ يَشْرَعُوا فِي أَدَاءِ المَنَاسِك.*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:...*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١٦ - ٢١٧ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ٨ ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ: أَنَّ أَعْظَمَ الـذِّكْـرِ الَّـذِي يُقَالُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ:(لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»* [ رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ: ٣٥٨٥ ]

*فَهَذَا إِعْـلَانٌ فِي هَذَا المَجْمَعِ العَـظِيمِ وفي هذا اليَومِ المُبَارَكِ لِتَوْحِيدِ العِبَادَةِ، مِنْ خِلَالِ النُّطْقِ بِهَذِهِ الكَلِمَةِ وَتكْـرَارِهَا لِأَجْلِ أَنْ يَسْتَشْعِـرَ الحَاجُّ مَدْلُولَهَا، ويَعْمَلَ بِمُقْتَضَاهَا، فَيُؤَدِّي أَعْمَالَ حَجِّهِ خَالِصَةً للهِ عَـزَّ وَجَـلَّ مِنْ جَمِيعِ شَوَائِبِ الشِّرك.*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:* أَنَّ اللهَ أَمَـرَ بِالطَّوَافِ بِبَيْتِهِ، فَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَلۡیَطَّوَّفُوا۟ بِٱلۡبَیۡتِ ٱلۡعَتِیقِ۝﴾ مِمَّا يَدُلُّ علىٰ أنَّ الطَّوَافَ خَاصٌّ بِهَذَا البَيْتِ، فَلَا يَجُوزُ الطَّوَافُ بِبَيْتِ غيرِهِ عَلَىٰ وَجْهِ الأرضِ، لَا بِالأَضْرِحَةِ ولا بِالأَشْجَارِ والأَحْجَارِ.

*وَمِنْ هُنَا يَعْلَمُ الحَاجُّ: أنَّ كُلَّ طَوَافٍ بغيرِ البيتِ العَتِيقِ فَهُوَ بَاطِلٌ وليسَ عِبَادَة للهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، وَإِنَّمَا هُوَ عِبَادَةٌ لِمَنْ شَرَعَهُ وَأَمَرَ بِهِ مِنْ شَيَاطِينِ الإنْسِ والجِنِّ.*

*وَمِنَ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الطَّوَافِ بِالبيتِ العَتِيقِ:* أَنَّ الطَّائِفَ حِينَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ اليَمَانِيّ وَالحَجَرَ الأَسْوَد يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يَسْتَلِمُهُمَا؛ لِأَنَّهُمَا مِنْ شَعَائِرِ اللهِ، فَهُوَ يَسْتَلِمُهُمَا طَاعَةً لِلهِ، وَاقْتِدَاءً بِرَسُولِهِ ﷺ، وَلِهَذَا قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَمَا اسْتَلَمَ الحَجَرَ وَقَبَّلَهُ:(وَاللهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).

*وَمِنْ هُنَا يَعْلَمُ المُسْلِمُ: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ التَّمَسُّحُ بِشَيْءٍ مِنَ الأَبْنِيَةِ وَالأَحْجَارِ إِلَّا بِالرُّكْنِ اليَمَانِيِّ وَالحَجَرِ الأَسْوَدِ، فَلَا يَتَمَسَّحُ بِالأَضْرِحَةِ وَلَا بِغَيْرِهَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ مُخَالِفٌ لِشَرعِ اللهِ، وَلِأَنَّهَا لَيْسَت مِنْ شَـعَـائِــرِ اللهِ.*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:..*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١٧ - ٢١٨ ].*
*-----------------------------------*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ٩ ]*
*-----------------------------------*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:* أَنَّ الحَاجَّ حِينَمَا يَفْرُغُ مِنَ الطَّوَافِ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَإِنَّهُ يَقْـرَأُ فِي الأُولَىٰ بَعْدَ الفَاتِحَةِ سُـورَةَ:﴿قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡكَـٰفِرُونَ۝﴾ وفِي الثَّانِيَةِ يَقْرَأُ سُورَةَ الإِخْلَاصِ؛ لِمَا تَشْتَمِلُ عَلَيهِ هَاتَانِ السُّورَتَانِ مِنْ تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَتوْحِيدِ الأُلُوهِيَّةِ، *فَفِي السُّورَةِ الأُولَىٰ: البَرَاءَةُ مِنْ دِينِ المُشْرِكِينَ وَإِفْرَادُ اللهُ بِالعِبَادَةِ، وفِي السُّورَةِ الثَّانِيَةِ: إِفْرَادُ اللهِ بِصِفَاتِ الكَمَالِ وَتَنْزِيهُهُ عَنْ صِفَاتِ النَّقْصِ، وَبِذَلِكَ يَعْرِفُ العَبْدُ رَبَّهُ، وَيُخْلِصُ لَهُ العِبَادَةَ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْ عِبَادَةِ مَا سِوَاهُ، مِنْ خِلَالِ هَـذَا الـدَّرس العَمَلِيّ العَـظِيم.*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي السَّعيِ بَيْنَ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ:* أَنَّ العَبْدَ يَسْعَىٰ بَيْنَهُمَا؛ امْتِثَالًا لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ:﴿۞ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَاۤئِرِ ٱللهِۖ فَمَنۡ حَجَّ ٱلۡبَیۡتَ أَوِ ٱعۡتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَیۡهِ أَن یَطَّوَّفَ بِهِمَاۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ۝﴾.

*وَمِنْ ذَلِكَ يَتَعَلَّمُ المُسْلِمُ: أنَّهُ لا يَجُوزُ السَّعيُ فِي أيِّ مَكَانٍ مِنَ الأرضِ إِلَّا بَيْنَ الصَّفَا وَالمَروَةَ؛ لِأَنَّهُمَا مِنْ شَعَائِرِ اللهِ، وأنَّ السَّعيَ بَيْنَهُمَا إِنَّما هُوَ بِأَمْرِ اللهِ، فَكُلُّ سَعْيٍ في غَيْرِهِمَا فَلَيْسَ عِبَادَة للهِ؛ لِأَنَّهُ سَعيٌ بِغَيْرِ أَمْـرِهِ وَبِغَيْرِ شَعَائِرِهِ.*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:...*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١٨ - ٢١٩ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ١٠ ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:* مَا شَرَعَهُ اللهُ فِي يَوْمِ العِيدِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ مِنْ ذِكْــرِهِ وَحْـدَهُ، قَالَ تَعَالَىٰ:﴿۞ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللهَ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ﴾

وَذِكْـرُ اللهِ فِي هَـذِهِ الأَيَّـامِ يَتَجَلَّىٰ فِي الأَعْمَـالِ العَـظِيمَةِ الَّتِي تُـؤَدَّىٰ فِي أَيَّـامِ مِنًى، مِنْ رَميِ الجِمَارِ، وَذَبْـحِ الـهَـدْيِ، وَأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الخَمِْس فِي هَذَا الشَّهْرِ المُبَارَكِ وَالأَيَّامِ المُبَارَكَةِ، كُـلُّ هَـذِهِ الأَعْـمَــالِ ذِكْـــرٌ لِلهِ عَـزَّ وَجَـلَّ.

فَـرَميُ الجِمَارِ ذِكْـرٌ للهِ؛ وَلِهَذَا يَقُولُ المُسْلِمُ عِنْدَ رَميِ كُـلِّ حَصَاةٍ:(اللهُ أَكْـبَـرُ)، وَذَبْـحُ الـهَـديِ ذِكْــرٌ للهِ عَـزَّ وَجَـلَّ، كَمَا قَالَ تَعَالَىٰ:﴿لِیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِیمَةِ ٱلۡأَنۡعَـٰمِۖ﴾ وَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَـٰهَا لَكُم مِّن شَعَـٰۤئِـرِ ٱللهِ لَكُمۡ فِیهَا خَیۡرࣱۖ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللهِ عَلَیۡهَا صَوَاۤفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُوا۟ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُوا۟ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرۡنَـٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ۝ لَن یَنَالَ ٱللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاۤؤُهَا وَلَـٰكِن یَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُوا۟ ٱللهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِینَ۝﴾

وَمِنْ هُنَا يَتَعَلَّمُ المُسْلِمُ: أَنَّ الذَّبْحَ عِبَادَة لَا يَجُوزُ صَرفُهَا لِغَيْرِ اللهِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَذْبَحَ لِقَبْرٍ وَلَا لِوَلِيٍّ وَلَا لِجِنِّيٍّ أَوْ أيّ مَخْلُوقٍ؛ لِأَنَّ الذَّبْحَ عِبَادَة، وَصَرفُ العِبَادَةِ لِغَيْرِ اللهِ شِــركٌ.

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:...*

*- نَكْـتَفِـي بـهَِـذَا الـقَـدْرِ وَنُـكْـمِـلُ فِي الـعَـدَدِ الـقَـادِمِ إِنْ شَـاءَ اللهُ تَـبَـارَكَ وَتَـعَـالَـىٰ -*
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١٩ ].*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*□ سِـلْسِلَــةُ تَفْسِيرِ قَوْلِـهِ تَعَالَىٰ:﴿فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِی ٱلۡحَجِّ﴾ □ لِـمَـعَـالِـي شَيْـخِـنَـا الـعَـلَّامَـةِ: صَالِحِ بنِ فَوْزَانَ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ - آمِين - الـعَـدَدُ:[ ١١ وَالأَخِير ]*
*-----------------------------------*
*وَصَلْنَا إِلَىٰ قَوْلِ شَيْخِنَا حَفِظَهُ الـرَّحْمَـٰنُ:*

*وَمِنْ مَظَاهِرِ تَوْحِيدِ العِبَادَةِ فِي الحَجِّ:* أَنَّ اللهَ أَمَـرَ بِـذِكْـرِهِ أَثْنَاءَ أَدَاءِ مَنَاسِكِهِ وَبَعْدَ الفَرَاغِ مِنْهُ، وَنَهَىٰ عَنْ ذِكْـرِ غَيْرِهِ مِنَ الرُّؤَسَاءِ وَالعُظَمَاءِ الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، وَعَنِ المُفَاخَرَةِ بِالأَحْسَابِ وَالأَنْسَابِ، فَقَالَ تَعَالَىٰ:﴿فَإِذَاۤ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَـٰتࣲ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ وَٱذۡكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمۡ وَإِن كُنتُم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلضَّاۤلِّینَ۝ ثُمَّ أَفِیضُوا۟ مِنۡ حَیۡثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ ٱللهَۚ إِنَّ ٱللهَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ۝ فَإِذَا قَضَیۡتُم مَّنَـٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُوا۟ ٱللهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَاۤءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرࣰاۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا وَمَا لَهُۥ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ مِنۡ خَلَـٰقࣲ۝ وَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَةࣰ وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَةࣰ وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ۝ أُو۟لَـٰۤئِـكَ لَهُمۡ نَصِیبࣱ مِّمَّا كَسَبُوا۟ۚ وَٱللهُ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ۝ ۞ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللهَ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ﴾.

إِنَّ الحَجَّ ليسَ مُجَرَّد رِحلَةٍ اسْتِطْلَاعِيَّة أو مُتعَة تَرفِيهِيَّة، أو مُجَرَّد مَظَاهِر وَشِعَارَات، وَلَكِنَّهُ دُرُوسٌ وَعِبَرٌ وَتَعْلِيمٌ عَمَلِيٌّ لِلْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَنَبْذٍ لِلْعَقَائِدِ الجَاهِلِيَّة، فَاحْرِصُوا عِبَادَ اللهِ فِي أَدَاءِ حَجِّكُمْ وَسَائِرِ عِبَادَاتِكُمْ عَلَىٰ أَنْ تَكُونَ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ، وَصَوَابًا عَلَىٰ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَتَّىٰ يَكُونَ حَجّكُمْ مَبْرُورًا، فَإِنَّ الحَجَّ المَبْرُورَ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الجَنَّة.

جَعَلَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ المَقْبُولِينَ الفَائِزِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
*-----------------------------------*
*[ الـمَـصْــدَرُ: مُـحَـاضَـرَاتٌ فِـي الـعَــقِـيـدَةِ وَالــدَّعْــوَةِ: جـــــ ١ / صــــ: ٢١٩ - ٢٢٠ ].*
*-----------------------------------*
*تَمَّتْ هَــذِهِ السِّلْسِلَـةُ بِفَضْلِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ، وَالحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِـهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.*
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
*الأحد ٥\ذُو الحِجَّة\١٤٤٦ هـــ .*
*[[ كَـيْـفَ يَـكُـونُ الحَـجُّ الـمَـبْـرُورُ ]]*
*لِلْـعَـلَّامَةِ الفَقِيهِ: محمد بن صالح العثيمين*
*- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ -*

*يَقُولُ السَّائِلُ:*
كَـيْـفَ يَـكُـونُ الـحَـجُّ الـمَـبْـرُورُ؟.
*الـــــــجَـــــــــوَابُ :*
*الحَجُّ المَبْرُورُ هُـوَ: مَا جَمَعَ الإِخْلَاصَ، وَالمُتَابَعَةَ لِرِسُولِ اللهِ ﷺ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَأَنْ يَتَجَنَّبَ فِيهِ الرَّفَثَ، وَالفُسُوقَ، وَالجِدَالَ، وأَنْ يَحْرِصَ غَايَةَ الحِرْصِ؛ على العِلْمِ بِصِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِـهِ وَسَلَّمَ؛ لِـيُـطَـبِّـقــهَـا.*
---------------------------------------------
*يَقُولُ السَّائِلُ :*
وَمَا مَعْنَىٰ قَوْلِهِ ﷺ:«مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»؟.
*الـــــــجَـــــــوَابُ:*
*مَعْنَاهُ: أنَّ الإنسانَ إِذَا حَجَّ، وَاجْتَنَبَ مَا حَرَّمَ اللهُ عليهِ مِنَ الرَّفَثِ، وإتْيَانِ النِّسَاءِ، وَالفُسُوقِ، وَهُوَ: مُخَالَفَةُ الطَّاعَةِ؛ بأنْ يَتْرُكَ ما أوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ، أو يَفْعَلَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ.*

*فَإِذَا حَجَّ الإِنْسَانُ ولم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ؛ فإنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ذَلِكَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ، كَمَا يَخْرُجُ الإِنْسَانُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، فَإِنَّهُ لَا ذَنْبَ عَلَيْهِ، فَكَذَلِكَ هَـذَا الرَّجُلُ ِإذَا حَجَّ بِـهَـذَا الشَّرْطِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ نَقِيًّا مِنْ ذُنُوبِهِ.*
--------------------------------------------
[ المصدر : فتاوى نور على الدرب:
جــــــ ٨ / صــــــ / ٢٧ - ٢٨ ]
https://www.tg-me.com/AlSONa3
ــــــــــــــــــــــــ
https://www.tg-me.com/mohamed8888888
تنشر أحاديث الصحيحين وغيرهما
2025/07/06 08:45:11
Back to Top
HTML Embed Code: