Telegram Web Link
النفاق وجد في عهد النبي ﷺ، وهذا معلوم..
لكنه لم يوجد في كبار للصحابة ورؤسائهم.

يخطئ بعض المتكلمين حين يريد معالجة بعض الحوادث النازلة، فيلجأ إلى القياس الخاطئ، والمقارنة المجحفة، حين يقرر أن النفاق والمنافقين إن وجدوا بيننا فقد وجدوا في عهد النبوة، وهذا صحيح في أصله، لكن القياس هنا غير مستقيم.
لأن الكبار من أصحاب النبي ﷺ لم يكونوا كذلك، بل زكاهم الله تعالى، فلن تجد منافقا في العشرة المبشرين بالجنة، ولا في أهل بدر، ولا في أهل بيعة الرضوان، هؤلاء الذين رضي الله تعالى عنهم.

على طالب العلم أو المتكلم أن يتحرى قبل إطلاق الأقوال والتنظيرات حتى لا يشتط به القلم، فيقع في المحذور، فهو يبرئ نفسه وطائفته لكنه من حيث لا يعلم يقع في الكرام من أصحاب النبي ﷺ.

المهم أن يعالج الباحث وطالب العلم والمتكلم وجود هذه الظاهرة وأسبابها، فيضع يده على موضع الجراحة، وينظر في أصول هذا الانحراف وبواعثه، ويلقي باللوم -إن أراد أن يلقي- على نفسه أولا وطائفته وجمهورها.. هذا مع أن الأمة شيء واحد تؤاخذ ببعض ما كسبت.

وهذا أمر بينه القرآن مرارا فما من مصيبة وقعت أو نازلت حلت إلا بكسب الأيدي، يفهمه من يفهم سنة الله تعالى، والله عز وجل في القرآن ذكر في مواضع كثيرة كيف أصاب بني إسرائيل بما كسبت أيديهم، وهذا مقصود لتتعلم أمة النبي ﷺ أن السنة هناك هي السنة هنا.
قال تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ)، وقال: (فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعۡضِ ذُنُوبِهِمۡۗ)، (فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ)، (وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ)، (فَبِظُلۡمٖ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا عَلَيۡهِمۡ طَيِّبَٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيرٗا).. وغيرها كثير.

يمكن للمرء أن يأول هذه الآيات ويصرفها عنه، بل يمكنه أن يلقي بالمسؤولية على غيره، بل يمكنه أن يقول إن هذا من مكر الكفار وكيدهم.. لكن هذا كله لن يغير هذه الحقيقة وهي وقوع المصائب بكسب الذنوب، فهي ما تزال تقرع العباد حتى تتقرر في النفوس والقلوب.
العماد
-من مذكرات الملا عبدالحي مطمئن. ونستفيد من هذا، أن الجهاد لا يعصم صاحبه من الضلالة والزيغ، إذا ما تسلطت عليه شهوة نفسه وأغراضها وشياطين الإنس والجن، والتأويلات المنفلتة. الجهاد عمل أخروي في الأصل، ينبغي أن يقصد به المرء رضا الله والنجاة من عذابه، وليس العلو…
قال النبي ﷺ: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه»..

الحرص على المنصب والجاه والكرسي لا يودي بسمعة المرء ويذهب بدنياه وهو يظن أنه يحصلها؛ بل إن يذهب بدينه وكرامته ومروءته، حتى ترى الرجل الذي يشار إليه بالبنان على أنه من كبار المؤمنين؛ يتسول كرامته ومشروعية بقاءه مقابل المصالح المتوهمة..
هذا جنس من الناس لن يعجز عن إيجاد المسوغات "الشرعية" لعمله وموبقاته، ولكن الله تعالى يوقعه بشرور أعماله وسوء نيته وقبح ما انطوت عليه سريرته، مع تضرع المظلومين من بطشه إلى ربهم بهلاكه وإزالة ملكه.

مقابل هذا.. كل من أذهب ملكه لله تعالى، ولأجل مرضاته، ولأجل أن يتقرب إليه مبتغيا ما عنده ولو ذهب ملكه: رفعه الله تعالى في حياته وبعد مماته، وأجرى ذكره في العالمين، وسخر له الصالحين تترادف دعواتهم له بالتوفيق والتسديد وإصابة جزاء الدارين.

هذان مثالان، كثر ورودهما في التاريخ، وأطنب المؤرخون بذكر عواقب الظلم، وثمار العدل، وعشنا حتى رأينا سطور التاريخ ماثلة في الواقع.

فليختر كل امرئ من ذلك ما شاء، ولا تكسب كل نفس إلا عليها.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
وعد الله سبحانه وتعالى بالنصر وعد لا شك فيه ولا ريب، وهذا الوعد ينبغي فهمه وفق مراد الله وسنته في خلقه.
فالله تعالى وعد بالنصر عموم المؤمنين، وهذا الوعد لا يلزم تحققه في حادثة معينة، أو لطائفة معينة، لأنه مع وجود الوعد الرباني، وجد الوعد بالبلاء والتمحيص.

ولهذا كان أفضل الخلق وهم الأنبياء قد امتحنوا وابتلوا، وكانت حياتهم بين النصر والابتلاء، فلم يكن النصر المادي متحققا في جميع مراحل دعواتهم، فإن النبي ﷺ وأصحابه نصروا في بدر، وأصيبوا في أحد، وابتلوا في الخندق.

فعلى هذا ينبغي فهم الوعد بالنصر، لا أنه حاصل بالضرورة لكل عامل، حتى يتكل عليه العمال فيظنوا أنهم أعز على الله تعالى من رسله.

وإذا كان المؤمنون موعودون بالنصر، فهذا الوعد له شروط تحققه، وموانع تحول دونه، ومن المعلوم أن أعظم شروطه طاعة الله تعالى واتباع سبيله، وأن من أكبر موانعه مخالفة أمره وركوب مناهيه، ويندرج تحت هذين من الأعمال والأفعال شيء كثير جدا يعرفه كل عامل.

وقد وجد في سير الصالحين من قادة الفتوح والجهاد ما يدل على طلب أسباب النصر وترك موانعه، وهو كثير جدا في عموم سيرهم، من أراده رجع إليه.

الله سبحانه وتعالى وعد المسلمين بالنصر، وهو ناصر دينه، إلا أن المسلمين أكبر من أن يحصروا في جماعة، ودينه تعالى أكبر من أن يحصر في حادثة.

يبقى التنبيه على أن أعظم نصر هو يقين المرء بصدق دعوته وصواب طريقه، وأنه وإن هلك دون إدراك الفتح بعين اليقين، فقد أدركه بعلم اليقين وحق اليقين، وأن استقرار الإيمان في القلب، وعقد التوحيد لله، مع وجود ما يناقضه من أحوال الدنيا وشرورها؛ هو أعظم نصر يحققه مؤمن.
رضي الله عن عمر.. المسدد الملهم، الذي نزل الوحي بتسديده وتصويب رأيه مرارا.

عمر الذي قال فيه النبي ﷺ: «بينا أنا نائم، شربت يعني اللبن حتى أنظر إلى الري يجري في ظفري، أو في أظفاري، ثم ناولت عمر فقالوا: فما أولته؟ قال: العلم».
وفي رواية قال: «بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس، فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليروحني فنزع دلوين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له.
فجاء ابن الخطاب فأخذ منه، فلم أر نزع رجل قط أقوى منه، حتى تولى الناس، والحوض ملآن يتفجر».

عمر الذي قال فيه النبي ﷺ: «بينا أنا نائم، رأيت الناس عرضوا علي وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر وعليه قميص اجتره قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: الدين».

عمر الذي قال فيه النبي ﷺ: «قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم».

إذا كان تلك بعض مناقبه وآثاره، ومنها ما عنده من حسن رأي وتدبير، وصواب نظره حتى يؤيده الوحي من السماء، فأي شيء يقال فيمن يخطئه من بقايا هذا الزمان الذي من سوء أحواله أن نبتلى بأصناف من المتلونين والمتقلبين، لا ينتهون عند الغلو في أفكارهم، والشطط في آرائهم، حتى يتسورون مقامات الكبار الذي زكاهم الله تعالى، وأثنى عليهم، وأيد رأيهم؛ فيريدون -على ما فيهم من قصر النظر ورداءة التفكير- أن يقولوا وعلى الملأ أيضا "أخطأ عمر" في كذا، وأصبنا نحن!

أوليس ذلك حقا؟ فقد دلت الأحوال والأحداث على صحة رأينا، وصواب تفكيرنا، وكنا دوما أهل الرأي المسدد والمشورة النافذة، فلم نشتط في حكم، ولم نتقلب في موقف!
ولم تحفظ لنا الواقعات إلا خير أثارة، وأقوم هداية، وأحسن تدبير.. فنحن -ولا فخر طبعا- أولى من عمر بالصواب، وأحق منه بتقدير المواقف!!

لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها، وحتى سامها كل مفلسِ!

الصحابة رضي الله عنهم جدار منيع، من اجترأ على تسوره زلت قدمه حتى خاض فيما هو أعظم منه، ومن اعتاد الطعن في الناس، وأدمنت نفسه الغضوبة النيل من المخالفين بلا روية ولا نصفة، قادته إلى المهاوي المهلكة، والشعاب المردية، نسأل الله العافية والسلامة.
العماد
(لم يشك أحد في الملا عمر، حيث كان الجميع على دراية بعاداته؛ إذ لم يسبق له ولم يسمح لأي شخص بإجراء تفاهمات سرية، ولم يكن الملا عمر بحاجة إلى عقد صفقات سرية، حيث يقوم علنا بأي عمل طالما بدا له أنه مشروع..).

#القائد
لمّا حرم الله تعالى على بني إسرائيل بعض الطيبات، ووضع عليهم الآصار والأغلال، قال بعد ذلك: (ذَٰلِكَ جَزَيۡنَٰهُم بِبَغۡيِهِمۡۖ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ).
فالمؤمن يعتبر بذلك لئلا يكون هو عبرة لغيره.
الحق له بركة وعليه نور..
وأولى ما في ذلك ما على العالم وطالب العلم من واجب البيان لمنكرات المظالم وموبقاتها.

أذكر أنه قبل عشر سنوات اتصلت امرأة بالشيخ عبدالعزيز الطريفي فرج الله عنه تناشده قول الحق في مظالم السجون، فكان كلام الشيخ حينها بلسما شفى الصدور وأزال الغموم، وبين الحق لمن يطلبه، وأقام الحجة على الجميع.

https://youtu.be/yCc1EoJgSnM?si=LFQX8aBargFWUBRx
الشهيد أبو بكر.. شاب دون العشرين متوثب العزم، انغمس في أعداء الله فذكّر بسيرته وغزوته أخبار الأوائل الذين سنوا سنة الانغماس من أصحاب النبي ﷺ.

الانغماسي رجل بأمة.. يحيي بروحه الحية الأرواح الموتى، التي طال عليها الطريق فقست وركنت وتعثرت ببنيات الطريق.
الانغماسي.. رجل مبارك يضيء بدمه المسفوك السبيل لإخوانه وأصحابه، على قدر ما يغيظ بشهادته أعداءه الكفار.

الشهادة في سبيل الله.. هي ماء الحياة المسكوب في الأفئدة والأرواح، يضل يجري فيها فتصح بالعمل في سبيل الله.. فلم يكن عجيبا أن يكون الشهيد حيا بموته كما هو حي بحياته.

اللهم تقبل عبدك، وارفع درجته في عليين.
ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يطمس البصائر فقط.. بل يطمس الأديان والأحكام فتتشبه على المرء بغير ما هي عليه وحينئذ تكون الفتنة أعظم!

وهذا الافتتان أمر بينه القرآن في مواضع كثيرة، وحذر منه، كقوله تعالى: (ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا).

ومن تفكر قليلا أدرك أن دعوات الأنبياء في حقيقتها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فهي أمر بأعظم معروف وهو عبادة الله، ونهي عن أعظم منكر وهو اتباع الطاغوت!

فأي فساد سيكون لو لم تكن هذه الدعوات؟

رب ارحمنا.

https://youtu.be/eJNCFy1x0h4?si=z2MSFzcl-7lzihnt
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
خطاب الناطق العسكري باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" في اليوم الرابع والخمسين بعد المائة من معركة #طوفان_الأقصى
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
‏واختر لنفسكَ منزلاً تَعـلُو بـهِ
أو مُت كريماً تحتَ ظِلِّ القسطلِ
يمر المسلمون في غزة بكرب عظيم، وفاجعة مؤلمة.. هي أكبر من وصف كل واصف.. فقد مر على أهلنا خمسة أيام لا يطعمون في سحورهم ولا فطورهم إلا الماء.

وليس لكشف ذلك البلاء إلا رحمة أرحم الراحمين جل في علاه، فحق واجب على كل مسلم أن يخصهم بدعائه دعاء المكروب المتضرع الذي انقطعت أسبابه.. ويخص بذلك أوقات الإجابة آخر الليل وبين الأذان والإقامة وعند الإفطار.
2024/05/15 13:40:49
Back to Top
HTML Embed Code: