لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم في هذه الساعة المباركة في هذاالشهر الحرام اغفر لنا واعف عنّا وعن والدينا ووالديهم واحابنا وحجاج بيتك الحرام واكتبنا من الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم طهّر قلوبنا من كل ضيق ويسّر لنا أمورنا في كل طريق رب اغفر لنا وتُب عليَّنا إنك أنت التواب الرحيم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنا عذاب النار اللهم أتم علينا نعمتك وأنزل في قلوبنا سكينتك وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعلنا من الذين تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم اللهم اجعلنا من الشاكرين الذاكرين ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تُشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين اللهم ارزقنا مجاورة حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك اللهم اشرح صدورنا ويسر أمورنا واكتب لنا الخير حيث كان اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم أعنّا فنحن ضعفاء إليك وخُذ بأيدينا إذا تعثرنا وسامحنا يا مولانا على ما كان منّا اللهم افتح لنا أبواب الفرح ويسر لنا أسباب الرزق وارزقنا الفرج والتيسير اللهم افتح لنا فتحا مبيناً واهدنا صراطاً مستقيماً وانصرنا نصراً عزيزاً اللهم اكتبنا عندك من الشاكرين اللهم إنا نسألك أن تنظر إلينا نظرة رضا نتوب بها إليك وقد أحببناك واستغنينا بك عمّن سواك يا كريم اللهم أنت ربنا لا إله إلا أنت خلقتنا ونحن عبادك وعلى عهدك ووعدك ما استطعنا نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا ونبوء بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم انفعنا بما علَّمتنا وعلِّمنا ما ينفعنا وزدنا علماً اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر اللهم إنا نسألك الجنة ونستجير بك من النار اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شيءٍ أن تغفر لنا اللهم إنا نسألك حبَّكَ وحبَّ مَن يُحبك اللهم إنا نسألك علما نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلا اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت فتنة بقوم فتوفنا غير مفتونين اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم إنا نعوذ بك من البخل والجبن وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ونعوذ بك من عذاب القبر اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها اللهم إنا نعوذ بك من الفقر والقلة والذلة اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدَّين وقهر الرجال اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحوُّل عافيتك وفجاءةِ نقمتك وجميع سخطك اللهم إنا نعوذ بك من شر ما عملنا ومن شر ما لم نعمل اللهم إنا نعوذ بك من علمٍ لا ينفع ومن قلبٍ لا يخشع ومن نفسٍ لا تشبع ومن دعاءٍ لا يسمع اللهم إنا نعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والادواء يا سميع الدعاء اللهم إنا نعوذ بك من وسوسة الصدر وشتات الأمر اللهم إنا ظلمنا انفسنا ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إنا عبيدك بنو عبادك بنو إمائك نواصينا بيدك ماضٍ فِينا حكمك عدل فِينا قضاؤك نسألك اللهم بكل إسم هو لك سمَّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو إستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء حزننا وذهاب همِّنا وغمنا اللهم تجلَّى علينا بعفوك ورحماتك واجعلنا ممن تعرضوا لوافر عطائك وعظيم نفحاتك اللهم جدد الإيمان في قلوبنا اللهم رحمتك نرجو يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت اللهم اجعلنا ممن طاب عيشهم وأخلصت سريرتهم وأحسنت سيرتهم وجمعت شملهم ونفست كربهم وشرحت صدرهم وقضيت دينهم وفرجت همهم وأجبت سؤلهم ورفعت قدرهم وأعليت منزلتهم ورفعت درجتهم وألنت قلوبهم ويمنت كتبهم وطهرت نفوسهم ياحي ياقيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم ردنا إليك ردًا جميلًا اللهم إغفر لوالدينا واحبابنا ومن كانوا معنا فيما مضى وارحمهم واسكنهم فسيح جناتك
واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة اللهم اشفِ مرضانا وعافِ مبتلانا وارحم موتانا وبلغنا فيما يرضيك أمنياتنا وأكرمنا ولا تُهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا اللهم إنا دعوناك كما أمرتنا فأستجب لنا كما وعدتنا وصَلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
#أبُو_رَافِعٍ_مَولَى_رسولِ_الله_ﷺ
#مَنْ_هو_أبو_رَافِعٍ؟؟؟
هو رجل من قِبْطِ مصر، قيل اسمه إبراهيم، وقيل اسمه أسْلَم، وقع في الرِّقّ فكان مملوكًا للعبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمِّ النبيّ ﷺ، ثم وَهَبَه العباس للنبيِّ ﷺ بعد إسلامه، فأعتقه رسولُ الله ﷺ. المستدرك (٦٥٣٦) والسير (١٦/٢).
- قِصَةُ إسْلامِهِ:
لقد سمعْنا في القصص والروايات عن الحُبِّ من أوِّل نظرة، فكنتُ أتعجب من ذلك حتى دخلتُ بوجداني بستان الصحابة، فرأيتُ في بعض صوره الخلَّابة أنَّ الكثير منهم قد وقع حُبُّ رسول الله ﷺ في قلوبهم من أوَّل نظرة، فهذا على سبيل المثال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان حبرًا يهوديًّا يقول: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ -أي ذهبوا إليه مسرعين- النَّاسُ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ). الترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجة (١٣٣٤) والسلسلة الصحيحة (٥٦٩).
وهذا حسان بن ثابت -رضي الله عنه- تقع عينه على النبيِّ ﷺ فيقول له:
وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأكرمُ منكَ لم تَلِدِ النِّساءُ
خُلقتَ مُبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ
كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ.
ديوان حسان بن ثابت ص (١٠).
وأمَّا بطل قصَّتنا أبو رافع -رضي الله عنه- فقد ساقه القَدَرُ نحو السعادة حين أرسلته قريش برسالة إلى النبيِّ ﷺ قبل غزوة بدر، فما أنْ دخل المدينة ووقعت عينُه على رسول الله ﷺ حتى ألقى الله محبته في قلبه، ولْنترك لأبي رافع المجال ليحدِّثنا بنفسه عن هذا اللِّقاء فيقول -رضي الله عنه-: (بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي وَالله لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ -أي لا أنقض العهد- وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ -جمع بريد وهو الرسول- وَلَكِن ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ»، قَالَ أبو رافع: فَذَهَبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمْتُ). أحمد (٢٣٩٠٨) وأبو داود (٢٧٥٨) والسلسلة الصحيحة (٢٤٦٣).
وهكذا وجد أبو رافع -رضي الله عنه- في قلبه عند أوَّل لقاء له برسول الله ﷺ ما وجد ابنُ سلَّام وحسَّانُ وغيرهما، ثم تأثَّر بخُلُق رسول الله ﷺ الرفيع، فشرح الله صدره للإسلام، وأشرق قلبه بنور الإيمان.
ثم رجع أبو رافع إلى بيت سيِّده العباس في مكة، وكان العباس قد أسلم قبل بدر مستخفيًا وكذلك زوجته أمُّ الفضل، فبقي معهم في مكة يخفي إسلامه -رضي الله عنهم-.
- فَرْحَةُ النصْرِ تَكشفُ سِرَّ أبي رَافِعٍ:
وجاءت غزوة بدر الكبرى، فنصر الله فيها المسلمين، وهزم المشـركين شرَّ هزيمة، وقُتل صناديدهم، وأُسِرَ سبعون من أشرافهم، فنزل الخبر في مكة كالصاعقة المدوِّية على قلوب المشـركين، وفرحًا وسرورًا في نفوس المسلمين المستضعَفين، ولكنَّ شدة الفرح فضحت إسلامَ أبي رافعٍ الخفي، وهيا بنا نستمع إليه وهو يُحدِّثنا عن هذا فيقول -رضي الله عنه-: (كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْل، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةً قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَالله إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً وَقَدْ سَرَّنا مَا جَاءَنَا إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، فَوَالله إِنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ الله مَا لُمْتُ النَّاسَ، قَالَ: وَلِمَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ لَا وَالله مَا تَلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أبو رَافع: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَالله تِلْكَ الْمَلَ
#مَنْ_هو_أبو_رَافِعٍ؟؟؟
هو رجل من قِبْطِ مصر، قيل اسمه إبراهيم، وقيل اسمه أسْلَم، وقع في الرِّقّ فكان مملوكًا للعبَّاس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عمِّ النبيّ ﷺ، ثم وَهَبَه العباس للنبيِّ ﷺ بعد إسلامه، فأعتقه رسولُ الله ﷺ. المستدرك (٦٥٣٦) والسير (١٦/٢).
- قِصَةُ إسْلامِهِ:
لقد سمعْنا في القصص والروايات عن الحُبِّ من أوِّل نظرة، فكنتُ أتعجب من ذلك حتى دخلتُ بوجداني بستان الصحابة، فرأيتُ في بعض صوره الخلَّابة أنَّ الكثير منهم قد وقع حُبُّ رسول الله ﷺ في قلوبهم من أوَّل نظرة، فهذا على سبيل المثال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- الذي كان حبرًا يهوديًّا يقول: (لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ الله ﷺ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ -أي ذهبوا إليه مسرعين- النَّاسُ إِلَيْهِ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ الله ﷺ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ). الترمذي (٢٤٨٥) وابن ماجة (١٣٣٤) والسلسلة الصحيحة (٥٦٩).
وهذا حسان بن ثابت -رضي الله عنه- تقع عينه على النبيِّ ﷺ فيقول له:
وأجملُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني
وأكرمُ منكَ لم تَلِدِ النِّساءُ
خُلقتَ مُبَرَّءًا من كلِّ عيبٍ
كأنَّك قد خُلقتَ كما تشاءُ.
ديوان حسان بن ثابت ص (١٠).
وأمَّا بطل قصَّتنا أبو رافع -رضي الله عنه- فقد ساقه القَدَرُ نحو السعادة حين أرسلته قريش برسالة إلى النبيِّ ﷺ قبل غزوة بدر، فما أنْ دخل المدينة ووقعت عينُه على رسول الله ﷺ حتى ألقى الله محبته في قلبه، ولْنترك لأبي رافع المجال ليحدِّثنا بنفسه عن هذا اللِّقاء فيقول -رضي الله عنه-: (بَعَثَتْنِي قُرَيْشٌ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ الله ﷺ أُلْقِيَ فِي قَلْبِي الْإِسْلَامُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إنِّي وَالله لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا، فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنِّي لَا أَخِيسُ بِالْعَهْدِ -أي لا أنقض العهد- وَلَا أَحْبِسُ الْبُرُدَ -جمع بريد وهو الرسول- وَلَكِن ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ الَّذِي فِي نَفْسِكَ الْآنَ فَارْجِعْ»، قَالَ أبو رافع: فَذَهَبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَأَسْلَمْتُ). أحمد (٢٣٩٠٨) وأبو داود (٢٧٥٨) والسلسلة الصحيحة (٢٤٦٣).
وهكذا وجد أبو رافع -رضي الله عنه- في قلبه عند أوَّل لقاء له برسول الله ﷺ ما وجد ابنُ سلَّام وحسَّانُ وغيرهما، ثم تأثَّر بخُلُق رسول الله ﷺ الرفيع، فشرح الله صدره للإسلام، وأشرق قلبه بنور الإيمان.
ثم رجع أبو رافع إلى بيت سيِّده العباس في مكة، وكان العباس قد أسلم قبل بدر مستخفيًا وكذلك زوجته أمُّ الفضل، فبقي معهم في مكة يخفي إسلامه -رضي الله عنهم-.
- فَرْحَةُ النصْرِ تَكشفُ سِرَّ أبي رَافِعٍ:
وجاءت غزوة بدر الكبرى، فنصر الله فيها المسلمين، وهزم المشـركين شرَّ هزيمة، وقُتل صناديدهم، وأُسِرَ سبعون من أشرافهم، فنزل الخبر في مكة كالصاعقة المدوِّية على قلوب المشـركين، وفرحًا وسرورًا في نفوس المسلمين المستضعَفين، ولكنَّ شدة الفرح فضحت إسلامَ أبي رافعٍ الخفي، وهيا بنا نستمع إليه وهو يُحدِّثنا عن هذا فيقول -رضي الله عنه-: (كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْل، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلَامَهُ مَخَافَةً قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَالَ لَهُ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ، وَأَتْرُكُ لَكَ مَا عَلَيْكَ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ، وَكَبَتَ اللهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا أَنْحِتُ الْأَقْدَاحَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، فَوَالله إِنِّي لَجَالِسٌ فِيهَا أَنْحِتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ جَالِسَةً وَقَدْ سَرَّنا مَا جَاءَنَا إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى طُنُبِ الْحُجْرَةِ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَجَاءَ النَّاسُ، فَقَامُوا عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمَرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: لَا شَيْءَ، فَوَالله إِنْ لَقِينَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْتَافَنَا يَقْتُلُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَيَأْسِرُونَنَا كَيْفَ شَاءُوا، وَايْمُ الله مَا لُمْتُ النَّاسَ، قَالَ: وَلِمَ؟، قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ لَا وَالله مَا تَلِيقُ شَيْئًا، وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ، قَالَ أبو رَافع: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ، فَقُلْتُ: وَالله تِلْكَ الْمَلَ
ائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ، فَضَـرَبَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ، فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِي الْأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَى صَدْرِي، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ، أنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ عَنِّي مُوَلِّيًا ذَلِيلًا). مستدرك الحاكم (٥٤٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- اللهُ يَنْتَقِمُ لأَوليَائِه:
قال اللهُ -عز وجل- في الحديث القدسي: (مَنْ عادَى لي وليًّا فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ). رواه البخاري (٦٥٠٢).
فهيا بنا نستمع لأبي رافع وهو يحدثنا كيف انتقم له اللهُ -عز وجل- من أبي لهب: (قَالَ أَبُو رَافِعٍ -رضي الله عنه-: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ وَقُلْتُ: تِلْكَ وَالله الْمَلَائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَـرَبَ بِهَا وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَثَاوَرَتْهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَـرَبَ بِي الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فوَالله مَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسةِ -العدسة: داء يظهر في الإنسان كالقرحة، انظر الطب النبوي لأبي نعيم (٤٩٢)-. فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ بَنَوْهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنُوهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ أبو رافع: فَوَالله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ). مستدرك الحاكم (٤٥٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- هِجْرَتُهُ لله وَرَسُولِه:
وبعد غزوة بدر الكبرى وَهَبَ العباسُ أبا رافعٍ لرسول الله ﷺ، فهاجر مسْرعًا إلى المدينة، وأقام بها مع النبيِّ ﷺ، فأعتقه النبيُّ ﷺ، وزَوَّجَهُ مِن مَولاته سَلمَى، فولدت له عُبيد الله الذي أصبح كاتبًا لعلي بن أبي طالب في خلافته -رضي الله عنهم-. أسد الغابة (٣١٥/١) والإصابة (١١٣/٧).
ما الذي أبكى أبا رافع؟
وها هو ذا أبو رافع -رضي الله عنه- يُعْتِقُه النبيُّ ﷺ من الرّقِّ، ويَمْنَحُهُ الحرية التي يَحُلُم بها كلُّ العبيد في تلك العصور، ولكنَّ العجيب أنَّ أبا رافع لمَّا جاءه خبر عتقه أجهش بالبكاء، فيا تُرى ما الذي أبكاه؟!
يخبرنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، فيقول: (إنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ»، فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ - يَا أبَا رَافع -؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا). رواه أحمد (٨٥٣٧) وأبو يعلى (٦٤٢٧) وصححه الأرناؤوط.
وهكذا كان حال هذا الجيل الرائع ومَن سلَكَ نهجهم يحزن الواحد منهم لدرجة البكاء على الحسنة تفوته، والأمثلة في ذلك لا تُعدُّ ولا تحصى.
وهكذا أصبح من آل بَيت النبيّ ﷺ:
وبعدما أعتق النبيُّ ﷺ أبا رافع أصبح يُقال له "أبو رافع مولى رسول الله ﷺ" -المولى لفظ له عدَّة معان، منها: العبد إذا أعتق-.
وبعد بكائه على ذهاب أحد الأجرين عنه يَلقى النبيَّ ﷺ فيبشـره ببشارة هي خير له من الدنيا وما فيها.
فعن أبي رافع -رضي الله عنه-، قال: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رافع: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيب مِنْهَا، فقال له: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ الله ﷺ فَأَسْأَلَهُ، قال أبو رافع: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». أحمد (٢٣٨٦٣) والترمذي (٦٥٧) والسلسلة الصحيحة (١٦١٣).
أي: إنَّك يا أبا رافع أصبحتَ من آل محمد ﷺ، وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد وآله، عليهم صلوات الله وسلامه.
فكأنَّ هذه الكلمات هي اليد الحانية التي مسحت دموع أبي رافع، فهنيئًا له.
- خَيْرُ الناسِ أبو رَافِع:
جلس أصحاب الرسول ﷺ معه يومًا فسألوه عن خير الناس فقالوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ ﷺ: «ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِ
- اللهُ يَنْتَقِمُ لأَوليَائِه:
قال اللهُ -عز وجل- في الحديث القدسي: (مَنْ عادَى لي وليًّا فقدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ). رواه البخاري (٦٥٠٢).
فهيا بنا نستمع لأبي رافع وهو يحدثنا كيف انتقم له اللهُ -عز وجل- من أبي لهب: (قَالَ أَبُو رَافِعٍ -رضي الله عنه-: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ وَقُلْتُ: تِلْكَ وَالله الْمَلَائِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَـرَبَ بِهَا وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً، وَثَاوَرَتْهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَـرَبَ بِي الْأَرْضَ، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ، وَرَفَعَتْ عَمُودًا مِنْ عُمَدِ الْحُجْرَةِ فَضَـرَبَتْهُ بِهِ، فَعَلَّقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: يَا عَدُوَّ الله، اسْتَضْعَفْتَهُ إِنْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِبًا عَنْهُ، فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا، فوَالله مَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ حَتَّى رَمَاهُ اللهُ بِالْعَدَسةِ -العدسة: داء يظهر في الإنسان كالقرحة، انظر الطب النبوي لأبي نعيم (٤٩٢)-. فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ بَنَوْهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً مَا يَدْفِنُوهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي الْعَدَسَةَ كَمَا يَتَّقِي النَّاسُ الطَّاعُونَ حَتَّى قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِابْنَيْهِ: أَلَا تَسْتَحِيَانِ، إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ؟ فَقَالَا: إِنَّا نَخْشَى هَذِهِ الْقُرْحَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ أبو رافع: فَوَالله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوهُ فَقَذَفُوهُ فِي أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ، وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ). مستدرك الحاكم (٤٥٠٣) ومسند البزار (٣٨٦٦).
- هِجْرَتُهُ لله وَرَسُولِه:
وبعد غزوة بدر الكبرى وَهَبَ العباسُ أبا رافعٍ لرسول الله ﷺ، فهاجر مسْرعًا إلى المدينة، وأقام بها مع النبيِّ ﷺ، فأعتقه النبيُّ ﷺ، وزَوَّجَهُ مِن مَولاته سَلمَى، فولدت له عُبيد الله الذي أصبح كاتبًا لعلي بن أبي طالب في خلافته -رضي الله عنهم-. أسد الغابة (٣١٥/١) والإصابة (١١٣/٧).
ما الذي أبكى أبا رافع؟
وها هو ذا أبو رافع -رضي الله عنه- يُعْتِقُه النبيُّ ﷺ من الرّقِّ، ويَمْنَحُهُ الحرية التي يَحُلُم بها كلُّ العبيد في تلك العصور، ولكنَّ العجيب أنَّ أبا رافع لمَّا جاءه خبر عتقه أجهش بالبكاء، فيا تُرى ما الذي أبكاه؟!
يخبرنا أبو هريرة -رضي الله عنه-، فيقول: (إنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ»، فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ - يَا أبَا رَافع -؟ قَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا). رواه أحمد (٨٥٣٧) وأبو يعلى (٦٤٢٧) وصححه الأرناؤوط.
وهكذا كان حال هذا الجيل الرائع ومَن سلَكَ نهجهم يحزن الواحد منهم لدرجة البكاء على الحسنة تفوته، والأمثلة في ذلك لا تُعدُّ ولا تحصى.
وهكذا أصبح من آل بَيت النبيّ ﷺ:
وبعدما أعتق النبيُّ ﷺ أبا رافع أصبح يُقال له "أبو رافع مولى رسول الله ﷺ" -المولى لفظ له عدَّة معان، منها: العبد إذا أعتق-.
وبعد بكائه على ذهاب أحد الأجرين عنه يَلقى النبيَّ ﷺ فيبشـره ببشارة هي خير له من الدنيا وما فيها.
فعن أبي رافع -رضي الله عنه-، قال: أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ بَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رافع: اصْحَبْنِي كَيْمَا تُصِيب مِنْهَا، فقال له: لَا، حَتَّى آتِيَ رَسُولَ الله ﷺ فَأَسْأَلَهُ، قال أبو رافع: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا رَافِعٍ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ». أحمد (٢٣٨٦٣) والترمذي (٦٥٧) والسلسلة الصحيحة (١٦١٣).
أي: إنَّك يا أبا رافع أصبحتَ من آل محمد ﷺ، وإنَّ الصدقة لا تحلُّ لمحمد وآله، عليهم صلوات الله وسلامه.
فكأنَّ هذه الكلمات هي اليد الحانية التي مسحت دموع أبي رافع، فهنيئًا له.
- خَيْرُ الناسِ أبو رَافِع:
جلس أصحاب الرسول ﷺ معه يومًا فسألوه عن خير الناس فقالوا: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ ﷺ: «ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ، وَاللِّسَانِ الصَّادِ
قِ»، فقالوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟، قَالَ ﷺ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، الذي لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ، فقَالُوا: فَمَنْ يَلِيهِ يَا رَسُولَ الله؟، قَالَ ﷺ: «الَّذِينَ يَشْنَأُ -أي: يبغض- الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ»، فقَالُوا: مَا نَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا أَبَا رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ الله ﷺ. ابن ماجه (٤٢١٦) والسلسلة الصحيحة (٩٤٨).
فهذه الشهادة من أصحاب رسول الله ﷺ وفي حضوره وسَامُ شَرَفٍ على صدر أبي رافع -رضي الله عنه- من أُناس قال لهم النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْــهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّـــارُ، أَنْتُمْ شُهَـدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ». رواه البخاري (٣٦٥١) ومسلم (٢٥٣٥).
- مِنْ مَواقفه الطريفة مع النبيِّ ﷺ:
يَروي أبو رافع -رضي الله عنه- أنَّ شاةً أُهدِيَتْ له أيام حصار المشـركين للمسلمين في معركة الخندق، فجعلها في القِدْرِ، فدخل عليه النبيُّ ﷺ فقال له: «ما هذا يا أبا رافع؟، فقال: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ الله، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فقال ﷺ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ» -وكان ﷺ يعجبه الذراع-، قال أبو رافعٍ: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فقلت يا رسول الله: وكم للشاة من ذراع؟! إنَّما للشاة ذراعان، فقال ﷺ: «والذي نفسي بيده لو سَكَتَّ لأعطيتني أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ». ابن حبان (٦٤٨٤) والدارمي (٤٥) والمعجم الكبير (٨٤٢).
جهاده في سبيل الله:
كانت أُحُد هي أولى غزواته مع رسول الله ﷺ، ثم شهد معه المشاهد كلها، وكان ممن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة؛ ليفوز بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: ١٨]، ثم شهد فتح خيبر مع النبيِّ ﷺ، وها هو يُحدِّثنا عن شيء من بطولات الصحابة في ذلك الفتح فيقول -رضي الله عنه-: (خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بن أبي طالب حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ الله ﷺ بِرَايَتِهِ -يعني: إلى حصون خيبر-، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ). أخرجه أحمد في المسند (٢٣٨٥٨).
وبعد وفاة الرسول ﷺ استكمل أبو رافع رحلة الجهاد في سبيل الله، فقد خرج في خلافة أبي بكر الصديق مع جيوش المسلمين لفتح الشام، ثم خرج في خلافة عمر بن الخطاب في جيش عمرو بن العاص لفتح القدس، ثم يأتيه الخبر أن عمرو بن العاص يراود أمير المؤمنين عن فتح مصـر، فتتوق نفسه لموطنه الأصلي، حيث ملاعب الصبا والذكريات الجميلة، ويَحْلُم بنفسه يَحمل مصباح الهدى لأهله وقومه، وبالفعل خرج -رضي الله عنه- في جيش الفتح الإسلامي لمصر، فجزاهم الله عنا خيرًا. معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٠٧/١).
- وحان وقت الرحيل:
وبعد حياة طويلة عاشها أبو رافع في سبيل الله -تعالى-، يقف به قطار العمر على أعتاب منازل الآخرة، فينام على فراش الموت بالكوفة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتخرج روحه إلى بارئها سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل سنة أربعين، وكان -رضي الله عنه- قد أوصى أميرَ المؤمنين عليًّا -رضي الله عنه- ببنيه من بعده، فكان عَليٌّ -رضي الله عنه- يتعهدهم ويرعاهم، ويُزَكِّي أَمْوَالَهم وَهُمْ أَيْتَامٌ. الوافي بالوفيات (٣٣/٩) وأسد الغابة (١٥٦/١) وسير أعلام النبلاء (١٦/٢).
فهذه الشهادة من أصحاب رسول الله ﷺ وفي حضوره وسَامُ شَرَفٍ على صدر أبي رافع -رضي الله عنه- من أُناس قال لهم النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْــهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّـــارُ، أَنْتُمْ شُهَـدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ الله فِي الْأَرْضِ». رواه البخاري (٣٦٥١) ومسلم (٢٥٣٥).
- مِنْ مَواقفه الطريفة مع النبيِّ ﷺ:
يَروي أبو رافع -رضي الله عنه- أنَّ شاةً أُهدِيَتْ له أيام حصار المشـركين للمسلمين في معركة الخندق، فجعلها في القِدْرِ، فدخل عليه النبيُّ ﷺ فقال له: «ما هذا يا أبا رافع؟، فقال: شَاةٌ أُهْدِيَتْ لَنَا يَا رَسُولَ الله، فَطَبَخْتُهَا فِي الْقِدْرِ، فقال ﷺ: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ» -وكان ﷺ يعجبه الذراع-، قال أبو رافعٍ: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فناولته، ثم قال: «نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ يَا أَبَا رَافِعٍ»، قال: فقلت يا رسول الله: وكم للشاة من ذراع؟! إنَّما للشاة ذراعان، فقال ﷺ: «والذي نفسي بيده لو سَكَتَّ لأعطيتني أَذْرُعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ». ابن حبان (٦٤٨٤) والدارمي (٤٥) والمعجم الكبير (٨٤٢).
جهاده في سبيل الله:
كانت أُحُد هي أولى غزواته مع رسول الله ﷺ، ثم شهد معه المشاهد كلها، وكان ممن شهد الحديبية وبايع تحت الشجرة؛ ليفوز بقول الله -تعالى-: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [سورة الفتح: ١٨]، ثم شهد فتح خيبر مع النبيِّ ﷺ، وها هو يُحدِّثنا عن شيء من بطولات الصحابة في ذلك الفتح فيقول -رضي الله عنه-: (خَرَجْنَا مَعَ عَلِيِّ بن أبي طالب حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ الله ﷺ بِرَايَتِهِ -يعني: إلى حصون خيبر-، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنِ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَرَّسَ بِهِ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ، حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ حِينَ فَرَغَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي نَفَرٍ مَعِي سَبْعَةٌ أَنَا ثَامِنُهُمْ نَجْهَدُ عَلَى أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا نَقْلِبُهُ). أخرجه أحمد في المسند (٢٣٨٥٨).
وبعد وفاة الرسول ﷺ استكمل أبو رافع رحلة الجهاد في سبيل الله، فقد خرج في خلافة أبي بكر الصديق مع جيوش المسلمين لفتح الشام، ثم خرج في خلافة عمر بن الخطاب في جيش عمرو بن العاص لفتح القدس، ثم يأتيه الخبر أن عمرو بن العاص يراود أمير المؤمنين عن فتح مصـر، فتتوق نفسه لموطنه الأصلي، حيث ملاعب الصبا والذكريات الجميلة، ويَحْلُم بنفسه يَحمل مصباح الهدى لأهله وقومه، وبالفعل خرج -رضي الله عنه- في جيش الفتح الإسلامي لمصر، فجزاهم الله عنا خيرًا. معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٠٧/١).
- وحان وقت الرحيل:
وبعد حياة طويلة عاشها أبو رافع في سبيل الله -تعالى-، يقف به قطار العمر على أعتاب منازل الآخرة، فينام على فراش الموت بالكوفة في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وتخرج روحه إلى بارئها سنة ست وثلاثين من الهجرة، وقيل سنة أربعين، وكان -رضي الله عنه- قد أوصى أميرَ المؤمنين عليًّا -رضي الله عنه- ببنيه من بعده، فكان عَليٌّ -رضي الله عنه- يتعهدهم ويرعاهم، ويُزَكِّي أَمْوَالَهم وَهُمْ أَيْتَامٌ. الوافي بالوفيات (٣٣/٩) وأسد الغابة (١٥٦/١) وسير أعلام النبلاء (١٦/٢).
#أشهر_الانتصارات_التي_أحرزها
#المسلمون_على_الصليبيين
منذ الحملة الصليبية الاولى سنة 490 هجرية وحتى استرداد عكا سنة 690 هجرية.
اولا- حملة الشعوب التي سبقت الحملة الاولى وصلت الى عند نيقية فقابلها المسلمون السلاجقة وابادوها عن اخرها ولم يبق منها الاكومة من العظام لِتُشْهِد من تلاها من الصليبيين على مصير حملة الشعوب.
وترتب على نجاح الحملة الاولى ان جردت اوربا حملة جديدة من 300 ألف سنة 493 فتصدى لها كمشتكين بن دانشمند وقضى عليها ولم ينج منها الابضع مئات .
وفي سنة497 أراد الصليبيون الاستيلاء على حران وتهديد الموصل وبغداد فتصدى لهم اميري الموصل و ماردين وأنزلوا بهم هزيمة ساحقة واسروا قائدين منهم .
وفي سنة513 طوق اميرماردين ايلغازي جيش روجر امير انطاكية وقتله مع كل جيشه حتى ان الصليبيين اطلقوا على المعركة معركة ساحة الدم بسبب ماخسروه.
وفي سنة 522 توغل نائب زنكي على حلب في البلاد التي بأيدي الصليبيين وقتل الاف منهم واسر 6000 وعاد الى حلب بغنائم بلغت 100ألف رأس من الماشية.
واسترد عماد الدين زنكي الرها سنة539 هـ وأسقط أول امارة صليبية اقاموها وقتل كل من وجده داخل الرها ولم يبق منهم احدا ولم يقتل النصارى الشرقيين , وكانت ردة الفعل الاوربية قوية فتشكلت حملة صليبية كبيرة لاسترداد الرها والقضاء على عماد الدين وعلى راسها ملك المانيا كونراد الثالث في 90 ألف.
ولكن السلطان مسعود سلطان السلاجقة في الاناضول نصب بجيشه كمينا محكما للامبراطور كونراد الثالث في نفس المكان الذي هزم فيه الصليبيون والده قبل خمسين سنة زمن الحملة الاولى.وتمكن مسعود بخطتة المحكمة من إبادة تسعة أعشار الجيش الالماني المكون من تسعين الف وهرب الامبراطور الالماني كونراد الثالث بعد أن أُصيب بجروح بالغة الى القسطنطينية ولم يستطع ملك فرنسا لويس السابع الذي وصل الى الشام تحقيق أي نصر للصليبيين.
وفي سنة 543 هجرية أباد نور الدين جيش انطاكية الصليبي وقتل أميرها ريموند بواتييه في معركة غربي حلب مع حليفه الباطني علي بن وفا الذي قتله نور الدين في المعركة.وارسل نور الدين راس ريموند بواتييه وذراع الباطني علي بن وفا الى الخليفة العباسي في بغداد في صندوق من الفضة بشارة بالنصر.
وفي منتصف رمضان سنة 559هجرية ألتقى نور الدين بالصليبيين وحلفائهم من الروم والارمن وهزمهم هزيمة نكراء وقتل منهم اكثر من 10ألاف وأسر جميع قادتهم.
وفي معركة حطين 583 هجرية طوق صلاح الدين الجيش الصليبي بأكمله وكانوا 50 ألفا ولم ينج منه أحد فوقعوا بين قتيل واسير وكان عدد القتلى اكثر من ثلثي الجيش , ونهضت اوربا باكملها في حملات كبرى ضد صلاح الدين حتى ان الوثائق والمصادر الاوربية تؤكد ان عدد من اتخذ شعار الصليب ضد صلاح الدين نحو مليون محارب.
وشق صلاح الدين الجبهه النصرانية وتحالف مع ملك الروم اسحاق انجيلوس ضد الغرب الصليبي وأرسل له هدايا قيمة واتفق مع على صد ملك المانيا بربروسا , ولما اخذ الجيش الجيش الألماني يمر على جسر فوق نهر الساف اجرى احصاء له فكان عددة يفوق 50 الف فارس و100 ألف راجل لو وصل لحسم الأمر لصالح الغرب .
وهنا يأتي العمل الإستخباراتي البديع فقد بنى صلاح الدين الأيوبي جهاز استخبارات لامثيل له في التاريخ الى اليوم ولو كتبت عنه لغطى مجلد كاملا , فقد كان ضمن الهدايا التي ارسلها صلاح الدين لملك الروم جرة مصنوعة من الفضة مليئة بخمر مسموم وكميات كبيرة من الدقيق والحبوب السامة , انها المخابرات…
فقد استطاع رجال مخابرات صلاح الدين دس تلك السموم في الطعام والخمر الذي باعه الروم للجيش الالماني. واخذت تفتك بهم طوال الطريق فمات معظمهم ولم يصل من ذلك الجيش الجبار الى عكا سوى ثلاثة الاف فقط بعد ان كان يقول المسلمون لو وصل ملك الالمان لاصبحنا نقول كانت بلاد الشام ومصر لنا .
خبر هذه الهدايا واثرها على الالمان لم ترد في مصادرنا وانما في المصادر الرومية والالمانية وهكذا حققت استخبارات صلاح الدين هذا النجاح الرائع.
ووصل ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد وملك فرنسا فيليب اغسطس وبقية الحملات الاوربية وبلغ عدد الصليبيين اكثر من 600 ألف حسب المصادر الانجليزية .
ودارت ملاحم طاحنة حول عكا وفي فلسطين بين جيش صلاح الدين والصليبيين واستمرت المعارك اكثر من ثلاث سنوات تكبد الصليبيون عشرات الالوف من القتلى .
ويشبه المؤرخ المعاصر هارولد لامب المعارك حول عكا بمعارك واترلو في العصر الحديث ، مما يؤكد ان صلاح الدين جاهد وكافح وصبر فوق طاقته .
ولم يفرط في القدس او يتنازل عنها وتم عقد هدنة مع ريتشارد قلب الاسد لمدة ثلاث سنوات وثلاثة اشهر فقط ليسترد انفاسه لانه اصبح تحت خط الفقر .
#المسلمون_على_الصليبيين
منذ الحملة الصليبية الاولى سنة 490 هجرية وحتى استرداد عكا سنة 690 هجرية.
اولا- حملة الشعوب التي سبقت الحملة الاولى وصلت الى عند نيقية فقابلها المسلمون السلاجقة وابادوها عن اخرها ولم يبق منها الاكومة من العظام لِتُشْهِد من تلاها من الصليبيين على مصير حملة الشعوب.
وترتب على نجاح الحملة الاولى ان جردت اوربا حملة جديدة من 300 ألف سنة 493 فتصدى لها كمشتكين بن دانشمند وقضى عليها ولم ينج منها الابضع مئات .
وفي سنة497 أراد الصليبيون الاستيلاء على حران وتهديد الموصل وبغداد فتصدى لهم اميري الموصل و ماردين وأنزلوا بهم هزيمة ساحقة واسروا قائدين منهم .
وفي سنة513 طوق اميرماردين ايلغازي جيش روجر امير انطاكية وقتله مع كل جيشه حتى ان الصليبيين اطلقوا على المعركة معركة ساحة الدم بسبب ماخسروه.
وفي سنة 522 توغل نائب زنكي على حلب في البلاد التي بأيدي الصليبيين وقتل الاف منهم واسر 6000 وعاد الى حلب بغنائم بلغت 100ألف رأس من الماشية.
واسترد عماد الدين زنكي الرها سنة539 هـ وأسقط أول امارة صليبية اقاموها وقتل كل من وجده داخل الرها ولم يبق منهم احدا ولم يقتل النصارى الشرقيين , وكانت ردة الفعل الاوربية قوية فتشكلت حملة صليبية كبيرة لاسترداد الرها والقضاء على عماد الدين وعلى راسها ملك المانيا كونراد الثالث في 90 ألف.
ولكن السلطان مسعود سلطان السلاجقة في الاناضول نصب بجيشه كمينا محكما للامبراطور كونراد الثالث في نفس المكان الذي هزم فيه الصليبيون والده قبل خمسين سنة زمن الحملة الاولى.وتمكن مسعود بخطتة المحكمة من إبادة تسعة أعشار الجيش الالماني المكون من تسعين الف وهرب الامبراطور الالماني كونراد الثالث بعد أن أُصيب بجروح بالغة الى القسطنطينية ولم يستطع ملك فرنسا لويس السابع الذي وصل الى الشام تحقيق أي نصر للصليبيين.
وفي سنة 543 هجرية أباد نور الدين جيش انطاكية الصليبي وقتل أميرها ريموند بواتييه في معركة غربي حلب مع حليفه الباطني علي بن وفا الذي قتله نور الدين في المعركة.وارسل نور الدين راس ريموند بواتييه وذراع الباطني علي بن وفا الى الخليفة العباسي في بغداد في صندوق من الفضة بشارة بالنصر.
وفي منتصف رمضان سنة 559هجرية ألتقى نور الدين بالصليبيين وحلفائهم من الروم والارمن وهزمهم هزيمة نكراء وقتل منهم اكثر من 10ألاف وأسر جميع قادتهم.
وفي معركة حطين 583 هجرية طوق صلاح الدين الجيش الصليبي بأكمله وكانوا 50 ألفا ولم ينج منه أحد فوقعوا بين قتيل واسير وكان عدد القتلى اكثر من ثلثي الجيش , ونهضت اوربا باكملها في حملات كبرى ضد صلاح الدين حتى ان الوثائق والمصادر الاوربية تؤكد ان عدد من اتخذ شعار الصليب ضد صلاح الدين نحو مليون محارب.
وشق صلاح الدين الجبهه النصرانية وتحالف مع ملك الروم اسحاق انجيلوس ضد الغرب الصليبي وأرسل له هدايا قيمة واتفق مع على صد ملك المانيا بربروسا , ولما اخذ الجيش الجيش الألماني يمر على جسر فوق نهر الساف اجرى احصاء له فكان عددة يفوق 50 الف فارس و100 ألف راجل لو وصل لحسم الأمر لصالح الغرب .
وهنا يأتي العمل الإستخباراتي البديع فقد بنى صلاح الدين الأيوبي جهاز استخبارات لامثيل له في التاريخ الى اليوم ولو كتبت عنه لغطى مجلد كاملا , فقد كان ضمن الهدايا التي ارسلها صلاح الدين لملك الروم جرة مصنوعة من الفضة مليئة بخمر مسموم وكميات كبيرة من الدقيق والحبوب السامة , انها المخابرات…
فقد استطاع رجال مخابرات صلاح الدين دس تلك السموم في الطعام والخمر الذي باعه الروم للجيش الالماني. واخذت تفتك بهم طوال الطريق فمات معظمهم ولم يصل من ذلك الجيش الجبار الى عكا سوى ثلاثة الاف فقط بعد ان كان يقول المسلمون لو وصل ملك الالمان لاصبحنا نقول كانت بلاد الشام ومصر لنا .
خبر هذه الهدايا واثرها على الالمان لم ترد في مصادرنا وانما في المصادر الرومية والالمانية وهكذا حققت استخبارات صلاح الدين هذا النجاح الرائع.
ووصل ملك انجلترا ريتشارد قلب الاسد وملك فرنسا فيليب اغسطس وبقية الحملات الاوربية وبلغ عدد الصليبيين اكثر من 600 ألف حسب المصادر الانجليزية .
ودارت ملاحم طاحنة حول عكا وفي فلسطين بين جيش صلاح الدين والصليبيين واستمرت المعارك اكثر من ثلاث سنوات تكبد الصليبيون عشرات الالوف من القتلى .
ويشبه المؤرخ المعاصر هارولد لامب المعارك حول عكا بمعارك واترلو في العصر الحديث ، مما يؤكد ان صلاح الدين جاهد وكافح وصبر فوق طاقته .
ولم يفرط في القدس او يتنازل عنها وتم عقد هدنة مع ريتشارد قلب الاسد لمدة ثلاث سنوات وثلاثة اشهر فقط ليسترد انفاسه لانه اصبح تحت خط الفقر .
ولم يعد يملك درهما واحدا ولم يستطع ان يحج سنة 588 ومات في اخر صفر سنة 589 وفتحوا خزانته الخاصة فلم يجدوا فيها شيئا واقترضوا قيمة الكفن له.
وعندما حانت ساعة دفن جثمان صلاح الدين أشار وزيره القاضي الفاضل بأن يدفن معه سيفه لعله يتوكأ عليه الى الجنة والمتوكئون فيها قليل .
وفي سنة 614 جاءت الحملة الخامسة وارسل زعماؤها الى ملك الحبشة النصراني يطلبون ان يساعدهم بارسال جيشه الى الحجاز لهدم الكعبة وهم يحتلون مصر .
وبعد معارك طويلة مع تلك الحملة تمكن المسلمون من هزيمتها بعد اربع سنوات من مجيئها و ذلك سنة 618 هجرية وعادت الحملة تجر اذيال الخيبة والندامة .
وفي سنة 642 هجرية انزل المسلمون هزيمة ساحقة بالصليبيين في معركة غزة وقتلوا منهم قرابة 30 الفا حتى ان بعض المؤرخين سماها حطين الثانية .
وفي سنة 647 جاء ملك فرنسا لويس التاسع بحملته واستطاع المسلمون تدمير جيشه بالكامل وقتلوا اكثرمن 30 ألف واسروا الباقين ومنهم لويس واخوته .
وفي رمضان سنة 666 هجرية حاصر المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس انطاكية أكبر واغنى الدول الصليبية واقتحموها عنوة وقتلوا كل من فيها من الصليبيين .
وغنم المسلمون من انطاكية غنائم ضخمة حتى ان النقود قسمت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد واصبح نساء واطفال الصليبيين القتلى عبيدا للمسلمين .
وانخفضت اسعار الرقيق حتى اصبح سعر الجارية 6دنانير والغلام دينارين فقط بينما سعر الجاموسة او البقرة لايتعدى درهمين لكثرة الغنائم في انطاكية.
وفي سنة 688 هجرية اقتحم المسلمون امارة طرابلس الصليبية بقيادة السلطان قلاوون وحدث للصليبيين فيها مثل مثلما حدث لاقرانهم في انطاكية .
وفي سنة 690 استرد المسلمون عكا بقيادة السلطان خليل بن قلاوون وأزالوا اخر المعاقل الصليبية من بلاد الشام ولكن ذلك لايعني نهاية الحروب الصليبية فقد استمرت الحروب الصليبية ضد المسلمين في الاندلس وفي حوض المتوسط طوال القرون التالية وهي مستمرة الى الان والى ان يظهر الاسلام على الدين كله.
كتبه. أ. د / علي بن محمد عودة الغامدي.
وعندما حانت ساعة دفن جثمان صلاح الدين أشار وزيره القاضي الفاضل بأن يدفن معه سيفه لعله يتوكأ عليه الى الجنة والمتوكئون فيها قليل .
وفي سنة 614 جاءت الحملة الخامسة وارسل زعماؤها الى ملك الحبشة النصراني يطلبون ان يساعدهم بارسال جيشه الى الحجاز لهدم الكعبة وهم يحتلون مصر .
وبعد معارك طويلة مع تلك الحملة تمكن المسلمون من هزيمتها بعد اربع سنوات من مجيئها و ذلك سنة 618 هجرية وعادت الحملة تجر اذيال الخيبة والندامة .
وفي سنة 642 هجرية انزل المسلمون هزيمة ساحقة بالصليبيين في معركة غزة وقتلوا منهم قرابة 30 الفا حتى ان بعض المؤرخين سماها حطين الثانية .
وفي سنة 647 جاء ملك فرنسا لويس التاسع بحملته واستطاع المسلمون تدمير جيشه بالكامل وقتلوا اكثرمن 30 ألف واسروا الباقين ومنهم لويس واخوته .
وفي رمضان سنة 666 هجرية حاصر المسلمون بقيادة الظاهر بيبرس انطاكية أكبر واغنى الدول الصليبية واقتحموها عنوة وقتلوا كل من فيها من الصليبيين .
وغنم المسلمون من انطاكية غنائم ضخمة حتى ان النقود قسمت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد واصبح نساء واطفال الصليبيين القتلى عبيدا للمسلمين .
وانخفضت اسعار الرقيق حتى اصبح سعر الجارية 6دنانير والغلام دينارين فقط بينما سعر الجاموسة او البقرة لايتعدى درهمين لكثرة الغنائم في انطاكية.
وفي سنة 688 هجرية اقتحم المسلمون امارة طرابلس الصليبية بقيادة السلطان قلاوون وحدث للصليبيين فيها مثل مثلما حدث لاقرانهم في انطاكية .
وفي سنة 690 استرد المسلمون عكا بقيادة السلطان خليل بن قلاوون وأزالوا اخر المعاقل الصليبية من بلاد الشام ولكن ذلك لايعني نهاية الحروب الصليبية فقد استمرت الحروب الصليبية ضد المسلمين في الاندلس وفي حوض المتوسط طوال القرون التالية وهي مستمرة الى الان والى ان يظهر الاسلام على الدين كله.
كتبه. أ. د / علي بن محمد عودة الغامدي.
هاااااااااااام
القولُ الصحيحُ في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه.
يكتبها: عارف بن أحمد الصبري.
عضو هيئة علماء اليمن.
تنويهٌ لا بدَّ منه:
_إن بيان الحق في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه هو من الواجبات التي لا يجوز تأخيرها؛ بسبب ما تَلبَّس بمقتله من عقائد ضالة، وانحرافاتٍ وخرافاتٍ، وشركياتٍ، وتشويهٍ للإسلام، وفتنٍ واقتتالٍ واستحلالٍ للدماء والأعراض والأموال.
وقياماً بالواجب الشرعي كتبتُ هذا المقالَ معتمداً على نقلِ الثقات العدول من أهل العلم والورع، وقد سألتُ ربي أن يهديني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يكتبَ لهذا العمل القبول، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
_راجياً من الجميع التعاون في نشر هذه الرسالة بقدر الإمكان، براءةً للذمة، وقياماً بالواجب الشرعي، وبياناً للحق، وصيانةً لدين المسلمين وعقيدتهم.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً.
مسألة:
_الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسبط: أي ابن البنت
_أبوهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم.
_أمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
_هما سيدا شباب أهل الجنة.
_صحابيان جليلان من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسألة:
ولد الحسن بن علي في المدينة المنورة في 15 رمضان سنة 3 للهجرة.
ومات في المدينة المنورة سنة إحدى وخمسين للهجرة، ودفن في البقيع.
_ولد الحسين في المدينة المنورة، في 3 شعبان سنة 4 للهجرة.
وقُتِل يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، في كربلاء بالعراق، ودفن جسده فيها واختلف في الموضع الذي دفن فيه رأسه.
مسألة:
قُتِل أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يوم الجمعة، وهو خارجٌ لصلاة الفجر، قتله الخارجي الخبيث عبد الرحمن بن ملجم، سنة أربعين للهجرة.
مسألة:
تولى الحسن بن علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل أبيه، لمدة ستة أشهر.
مسألة:
حصل الصلحُ بين المسلمين عام الجماعة، وعقد هذا الصلح أميرُ المؤمنين الحسن بن علي، وتنازل عن الإمامة طواعيةٍ لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
واعتبر الصحابة هذا الصلح من فضائل أمير المؤمنين الحسنِ رضي الله عنه، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إن ابني هذا سيّد ولعلَ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وفرح المسلمون بذلك وسموا ذلك العام (بعام الجماعة) واجتمعت كلمة المسلمين على معاوية، وحُقِنت الدماءُ وزالت الفتنة.
مسألة:
كان الحسين بن علي من شهود هذا الصلح، ورضي به؛ فبايع بالإمامة لمعاوية كما بايعه المسلمون، واجتمع المسلمون جميعاً على بيعة معاوية بن أبي سفيان.
مسألة:
بعد الصلح خرج الحسن والحسين من الكوفة ورجعا مع أهلهما إلى المدينة المنورة واستقرا فيها.
مسألة:
مكث معاوية بن أبي سفيان عشرين سنةً خليفةً للمسلمين حتى عام ستين للهجرة.
مسألة:
كان معاوية من أمناء الوحي وكُتَّابِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه الذين غزوا معه، وشهدوا غزواته، ومن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الحلماء الكرماء الذين يُضرب بهم المثل، ومن الذين نفع الله بهم هذه الأمة.
مسألة:
قد كان بعض الناس زينوا لمعاوية مبايعة ابنه يزيد، ولكن يزيداً لم يكن على مستوى معاوية ولا قريباً من ذلك، ولم يكن من أهل الحلم والورع والسيادة في المسلمين.
مسألة:
لما بويع ليزيد بعد وفاة أبيه استنكر عددٌ من الصحابة بيعته، ولم يرضوا بها منهم: الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وخلائق من الصحابة.
مسألة:
_امتنع الحسين عن بيعة يزيد، وخرج من المدينة وذهب إلى مكة، ومكث فيها أشهراً.
مسألة:
بعد مبايعة يزيد سارع زعماء الكوفة من أنصار الحسين بالكتابة إليه يدعونه للقدوم عليهم ليبايعوه، فجاءت العدد من الكتب من العراق إلى الحسين أنهم يبايعونه، ويناشدونه أن يأتي إليهم، فلما كَثُرَ عليه ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، فاجتمع أهل الكوفة فبايع لمسلم ثمانية عشر ألفاً ببيعة الحسين، ثم أرسل مسلم إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
مسألة:
كان أمير الكوفة الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، فعلم ببيعة أهل الكوفة للحسين، فقال النعمان إني لا أرفع سيفاً على مسلمٍ حتى يبدأني بالقتال.
مسألة:
علم أنصارُ يزيد بموقف النعمان والي يزيد على الكوفة فوشوا به إلى يزيد، فعزله يزيد وولَّى عليها عبيد الله بن زياد، وكان واليه على البصرة، وطلب منه أن يمنع الحسين من ولاية العراق، فجاء ابن زياد إلى الكوفة فوجد الناس قد بايعوا لمسلم بن عقيل ببيعة الحسين.
مسألة:
كتب مسلم بن عقيل إلى الحسين يستقدمه إلى الكوفة.
القولُ الصحيحُ في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه.
يكتبها: عارف بن أحمد الصبري.
عضو هيئة علماء اليمن.
تنويهٌ لا بدَّ منه:
_إن بيان الحق في مقتل الحسين رضي الله عنه، والموقف الشرعي منه هو من الواجبات التي لا يجوز تأخيرها؛ بسبب ما تَلبَّس بمقتله من عقائد ضالة، وانحرافاتٍ وخرافاتٍ، وشركياتٍ، وتشويهٍ للإسلام، وفتنٍ واقتتالٍ واستحلالٍ للدماء والأعراض والأموال.
وقياماً بالواجب الشرعي كتبتُ هذا المقالَ معتمداً على نقلِ الثقات العدول من أهل العلم والورع، وقد سألتُ ربي أن يهديني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأن يكتبَ لهذا العمل القبول، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين.
_راجياً من الجميع التعاون في نشر هذه الرسالة بقدر الإمكان، براءةً للذمة، وقياماً بالواجب الشرعي، وبياناً للحق، وصيانةً لدين المسلمين وعقيدتهم.
وأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً.
مسألة:
_الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسبط: أي ابن البنت
_أبوهما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين الأربعة رضوان الله عليهم.
_أمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
_هما سيدا شباب أهل الجنة.
_صحابيان جليلان من خيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مسألة:
ولد الحسن بن علي في المدينة المنورة في 15 رمضان سنة 3 للهجرة.
ومات في المدينة المنورة سنة إحدى وخمسين للهجرة، ودفن في البقيع.
_ولد الحسين في المدينة المنورة، في 3 شعبان سنة 4 للهجرة.
وقُتِل يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، في كربلاء بالعراق، ودفن جسده فيها واختلف في الموضع الذي دفن فيه رأسه.
مسألة:
قُتِل أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب يوم الجمعة، وهو خارجٌ لصلاة الفجر، قتله الخارجي الخبيث عبد الرحمن بن ملجم، سنة أربعين للهجرة.
مسألة:
تولى الحسن بن علي بن أبي طالب الخلافة بعد مقتل أبيه، لمدة ستة أشهر.
مسألة:
حصل الصلحُ بين المسلمين عام الجماعة، وعقد هذا الصلح أميرُ المؤمنين الحسن بن علي، وتنازل عن الإمامة طواعيةٍ لأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان.
واعتبر الصحابة هذا الصلح من فضائل أمير المؤمنين الحسنِ رضي الله عنه، وقد بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: (إن ابني هذا سيّد ولعلَ الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، وفرح المسلمون بذلك وسموا ذلك العام (بعام الجماعة) واجتمعت كلمة المسلمين على معاوية، وحُقِنت الدماءُ وزالت الفتنة.
مسألة:
كان الحسين بن علي من شهود هذا الصلح، ورضي به؛ فبايع بالإمامة لمعاوية كما بايعه المسلمون، واجتمع المسلمون جميعاً على بيعة معاوية بن أبي سفيان.
مسألة:
بعد الصلح خرج الحسن والحسين من الكوفة ورجعا مع أهلهما إلى المدينة المنورة واستقرا فيها.
مسألة:
مكث معاوية بن أبي سفيان عشرين سنةً خليفةً للمسلمين حتى عام ستين للهجرة.
مسألة:
كان معاوية من أمناء الوحي وكُتَّابِه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أصحابه الذين غزوا معه، وشهدوا غزواته، ومن الذين دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من الحلماء الكرماء الذين يُضرب بهم المثل، ومن الذين نفع الله بهم هذه الأمة.
مسألة:
قد كان بعض الناس زينوا لمعاوية مبايعة ابنه يزيد، ولكن يزيداً لم يكن على مستوى معاوية ولا قريباً من ذلك، ولم يكن من أهل الحلم والورع والسيادة في المسلمين.
مسألة:
لما بويع ليزيد بعد وفاة أبيه استنكر عددٌ من الصحابة بيعته، ولم يرضوا بها منهم: الحسين بن علي، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، والمسور بن مخرمة، وخلائق من الصحابة.
مسألة:
_امتنع الحسين عن بيعة يزيد، وخرج من المدينة وذهب إلى مكة، ومكث فيها أشهراً.
مسألة:
بعد مبايعة يزيد سارع زعماء الكوفة من أنصار الحسين بالكتابة إليه يدعونه للقدوم عليهم ليبايعوه، فجاءت العدد من الكتب من العراق إلى الحسين أنهم يبايعونه، ويناشدونه أن يأتي إليهم، فلما كَثُرَ عليه ذلك أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة، فاجتمع أهل الكوفة فبايع لمسلم ثمانية عشر ألفاً ببيعة الحسين، ثم أرسل مسلم إلى الحسين يطلب منه القدوم إلى الكوفة.
مسألة:
كان أمير الكوفة الصحابي الجليل النعمان بن بشير بن سعيد الأنصاري رضي الله عنه، فعلم ببيعة أهل الكوفة للحسين، فقال النعمان إني لا أرفع سيفاً على مسلمٍ حتى يبدأني بالقتال.
مسألة:
علم أنصارُ يزيد بموقف النعمان والي يزيد على الكوفة فوشوا به إلى يزيد، فعزله يزيد وولَّى عليها عبيد الله بن زياد، وكان واليه على البصرة، وطلب منه أن يمنع الحسين من ولاية العراق، فجاء ابن زياد إلى الكوفة فوجد الناس قد بايعوا لمسلم بن عقيل ببيعة الحسين.
مسألة:
كتب مسلم بن عقيل إلى الحسين يستقدمه إلى الكوفة.
مسألة:
لما أراد الحسين الذهاب إلى الكوفة اعترضه عبد الله بن عباس، فناشده ألا يذهب، فلم يسمع له الحسين.
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فوافق ابن عباس في الرأي.
ثم دعا عبد الله بن عمر فوافقهما في الرأي، فقال للحسين: (أنشدك الله لا تذهب إليهم فقد خانوا أباك وأخاك، وأنهم أهل غدرٍ، ولا يَصدقون فيما يقولون.
ثم جاء محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وهو أخو الحسين، فناشده ألا يذهب إلى أهل العراق، فلما رأى منه الجدّ وأنه ذاهب لا محالة سأله أن يترك أهل بيته ونساءه عنده في مكة فإنه يخاف عليهم غدرهم.
ثم جاء عبد الله بن الزبير فقال للحسين: (أين تذهب إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك... استودعتك الله من قتيل، فواللهِ إني أرى أهل العراق سيغدرون بك).
فلم يسمع الحسين منهم، فكان ذلك قدراً قدّره الله سبحانه، وكان قدرُ الله مفعولاً.
مسألة:
ذهب عبيد الله بن زياد إلى الكوفة بعد أن وَلَّاهُ يزيد عليها، وكلفه بمنع ولاية الحسين على العراق، وسأل أهل الكوفة أن يأتوه بمسلم بن عقيل حيّاً أو ميتاً، ورصد لمن أتاه به مالاً جزيلاً، وهدد وتوعد الذين بايعوا للحسين.
فنكث أهل الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل فبقي وحده، واختفى في بيت امرأة، حتى حوصر فيه حتى قُتل.
مسألة:
خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق فلما كان في الطريق وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل، ففكر بالرجوع، لكن كثيراً ممن كانوا معه تحمسوا للأخد بثأر مسلم بن عقيل.
وقد لقي الفرزدقُ الشاعر المعروف الحسينَ فقال له: (إن أهل الكوفة لا يؤتمنون، وإن قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
تريث الحسين في مكان فسأل عنه فقالوا: كربلاء، فلم يعجبه هذا الاسم فقال: كربٌ وبلاء.
وهناك في كربلاء وصل جيش الكوفة ومنهم الذين بايعوا للحسين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، فحاصروا الحسين، وأرادوا أخذ الحسين أسيراً ومن معه والذهاب به إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة، فرفض الحسين ذلك.
ثم قال الحسين لعمر بن سعد أمير الجيش خذ مني ثلاث خصال:
إما تتركني أرجع إلى مكة، وإما أن تتركني أذهب إلى يزيد بن معاوية فيرى أمره فيّ، أو تتركني أذهب إلى الثغور أجاهد حتى يأتيني الموت.
لم يقبل أمير الجيش عمر بن سعد من الحسين، وأصرَّ على أخذه أسيراً إلى عبيد الله بن زياد، فحاصروه، وقاتلوه، وقتلوه، وقتلوا عدداً من أهل بيته الذي كانوا معه.
_وقد كان الحسين يقاتل أهل الكوفة ويقول: (هؤلاء زعموا أنهم شيعتنا ولكنهم قد خانونا).
مسألة:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (قد صحّ إسلام يزيد بن معاوية، وما صحّ قَتْله الحسينَ ولا أمر به ولا رَضيه، ولا كان حاضراً حين قُتل، ولا يصحُ ذلك منه، ولا يجوز ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام).
_وقال ابن الصلاح: (لم يصح عندنا أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك).
_ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره... ولم يَسْبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم).
مسألة:
قال ابن تيمية: (يزيد عند علماء المسلمين ملكٌ من الملوك لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله ولا يسبونه).
_ويقول ابن كثير: (وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شيء).
مسألة:
_طَعنُ الرافضة في يزيد غيرُ مستغربٍ؛ فقد سبّوا من أجمعت الأمة على فضلهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم.
مسألة:
كانت هذه الكارثة لها أثرٌ بالغ على نفوس المسلمين
_فأهل السنة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا هذه الواقعة، ولم يكونوا يرضون أن يذهب الحسين إلى العراق، وأسفوا عليه وحزنوا حزناً شديداً.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد مقتل الحسين يقول: (غَلَبَنا الحسينُ بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرةً، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير).
_وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (غَلبني الحسينُ على الخروج، وقد قلت له إتقِ الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك).
_وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كلمتُ حسيناً فقلت له: إتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فواللهِ ما حمدتم ما صنعتم، فعصاني).
_وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسين رضي الله عنه قائلاً له: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك).
لما أراد الحسين الذهاب إلى الكوفة اعترضه عبد الله بن عباس، فناشده ألا يذهب، فلم يسمع له الحسين.
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فوافق ابن عباس في الرأي.
ثم دعا عبد الله بن عمر فوافقهما في الرأي، فقال للحسين: (أنشدك الله لا تذهب إليهم فقد خانوا أباك وأخاك، وأنهم أهل غدرٍ، ولا يَصدقون فيما يقولون.
ثم جاء محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب وهو أخو الحسين، فناشده ألا يذهب إلى أهل العراق، فلما رأى منه الجدّ وأنه ذاهب لا محالة سأله أن يترك أهل بيته ونساءه عنده في مكة فإنه يخاف عليهم غدرهم.
ثم جاء عبد الله بن الزبير فقال للحسين: (أين تذهب إلى قومٍ قتلوا أباك وطعنوا أخاك... استودعتك الله من قتيل، فواللهِ إني أرى أهل العراق سيغدرون بك).
فلم يسمع الحسين منهم، فكان ذلك قدراً قدّره الله سبحانه، وكان قدرُ الله مفعولاً.
مسألة:
ذهب عبيد الله بن زياد إلى الكوفة بعد أن وَلَّاهُ يزيد عليها، وكلفه بمنع ولاية الحسين على العراق، وسأل أهل الكوفة أن يأتوه بمسلم بن عقيل حيّاً أو ميتاً، ورصد لمن أتاه به مالاً جزيلاً، وهدد وتوعد الذين بايعوا للحسين.
فنكث أهل الكوفة وتفرق الناس عن مسلم بن عقيل فبقي وحده، واختفى في بيت امرأة، حتى حوصر فيه حتى قُتل.
مسألة:
خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق فلما كان في الطريق وصل إليه خبر مقتل مسلم بن عقيل، ففكر بالرجوع، لكن كثيراً ممن كانوا معه تحمسوا للأخد بثأر مسلم بن عقيل.
وقد لقي الفرزدقُ الشاعر المعروف الحسينَ فقال له: (إن أهل الكوفة لا يؤتمنون، وإن قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أمية).
تريث الحسين في مكان فسأل عنه فقالوا: كربلاء، فلم يعجبه هذا الاسم فقال: كربٌ وبلاء.
وهناك في كربلاء وصل جيش الكوفة ومنهم الذين بايعوا للحسين بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص، فحاصروا الحسين، وأرادوا أخذ الحسين أسيراً ومن معه والذهاب به إلى عبيد الله بن زياد والي الكوفة، فرفض الحسين ذلك.
ثم قال الحسين لعمر بن سعد أمير الجيش خذ مني ثلاث خصال:
إما تتركني أرجع إلى مكة، وإما أن تتركني أذهب إلى يزيد بن معاوية فيرى أمره فيّ، أو تتركني أذهب إلى الثغور أجاهد حتى يأتيني الموت.
لم يقبل أمير الجيش عمر بن سعد من الحسين، وأصرَّ على أخذه أسيراً إلى عبيد الله بن زياد، فحاصروه، وقاتلوه، وقتلوه، وقتلوا عدداً من أهل بيته الذي كانوا معه.
_وقد كان الحسين يقاتل أهل الكوفة ويقول: (هؤلاء زعموا أنهم شيعتنا ولكنهم قد خانونا).
مسألة:
قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله: (قد صحّ إسلام يزيد بن معاوية، وما صحّ قَتْله الحسينَ ولا أمر به ولا رَضيه، ولا كان حاضراً حين قُتل، ولا يصحُ ذلك منه، ولا يجوز ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام).
_وقال ابن الصلاح: (لم يصح عندنا أن يزيد أمر بقتل الحسين رضي الله عنه، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك).
_ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره... ولم يَسْبِ لهم حريماً، بل أكرم أهل بيته وأجارهم حتى ردهم إلى بلادهم).
مسألة:
قال ابن تيمية: (يزيد عند علماء المسلمين ملكٌ من الملوك لا يحبونه محبة الصالحين وأولياء الله ولا يسبونه).
_ويقول ابن كثير: (وقد أورد ابن عساكر أحاديث في ذم يزيد بن معاوية كلها موضوعة لا يصح منها شيء).
مسألة:
_طَعنُ الرافضة في يزيد غيرُ مستغربٍ؛ فقد سبّوا من أجمعت الأمة على فضلهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضوان الله عليهم.
مسألة:
كانت هذه الكارثة لها أثرٌ بالغ على نفوس المسلمين
_فأهل السنة وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا هذه الواقعة، ولم يكونوا يرضون أن يذهب الحسين إلى العراق، وأسفوا عليه وحزنوا حزناً شديداً.
كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد مقتل الحسين يقول: (غَلَبَنا الحسينُ بن علي بالخروج، ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرةً، ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له ألا يتحرك ما عاش وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس، فإن الجماعة خير).
_وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: (غَلبني الحسينُ على الخروج، وقد قلت له إتقِ الله في نفسك والزم بيتك ولا تخرج على إمامك).
_وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (كلمتُ حسيناً فقلت له: إتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض، فواللهِ ما حمدتم ما صنعتم، فعصاني).
_وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسين رضي الله عنه قائلاً له: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فإني مشفق عليك).
_نقل الذهبي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (لو أن الحسين لم يخرج لكان خيراً له).
_المسور بن مخرمة رضي الله عنه كتب إلى الحسين بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، وَنَصَحه بأن لا يبرح الحرم).
_أما مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة لمّا تفرق عنه أهل الكوفة وخذلوه بعث برسالة إلى الحسين فيها: (ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي).
مسألة:
ما ترتب على موقف الحسين رضي الله عنه من مآسٍ يدل على صواب موقف الصحابة الذين عارضوا ذهاب الحسين إلى العراق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن خروج الحسين: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا، بل تمكَّن أولئك الظلمة الطغاة من سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حَصَلَ لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وَقَتْلِه، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن).
مسألة:
الحسين قتل مظلوماً شهيداً؛ يقول ابن تيمية: (لما بلغ الحسين مقتل مسلم بن عقيل، فأراد الرجوع، فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى، وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن عمه حتى يضع يده في يده، أو يرجع من حيث جاء، أو يلحق ببعض الثغور، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغياً وظلماً وعدواناً).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر: (الحسين لم يُقْتَل حتى أقام الحجةَ على من قتله، وطلب أن يذهب إلى الثغر وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته، فكيف لا يجب إجابة الحسين إلى ذلك وهو يطلب الكفَّ والإمساك..... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناول الحسين، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يُقتل إلا وهو طالبٌ للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر، أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقلُّ الناس لوجب إجابته إلى ذلك، فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك؟ ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين، لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله).
مسألة:
قَتْلُ الحسين من كبائر الذنوب:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحقٌ لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قَتْلَهُ ليس بأعظم من قَتْلِ من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين، ومن قُتِل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان وقتل علي).
مسألة:
بعد كل الذي حصل جاء أهل الكوفة الذين شاركوا في قتل الحسين فقاتلوه وقتلوه يزعمون _زوراً وكذباً_ أن أهل السنة هم الذين قتلوه، وجعلوها مظلمةً مستمرةً إلى الأبد، وجعلوها مناسبةً سنويةً لسبِّ الصحابة، والطعن في المسلمين، والتحريض على قتل أهل السنة بحجة الإنتقام لدم الحسين.
مسألة:
ما يحصل اليوم من الحروب الطائفية والقتل والتنكيل بأهل السنة مما يشيب له الولدان ناتج عمّا يروج له الرافضة الطائفيون الذين خان أسلافهم الحسين وقتلوه، ثم ادّعوا كذباً أنهم أنصار الحسين وشيعته، وما قالوه إنما هو افتراء.
إن دم الحسين إنما هو في أعناق آباء الرافضة وأجدادهم الذين خانوه وقتلوه قاتلهم الله.
قتل الله من قاتل الحسين، ولعن من لعنه، ورضي الله عن الحسين وأرضاه وعن الذين قُتلوا معه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
مسألة:
يمارس الرافضة في ذكرى مقتل الحسين مجموعةً من الطقوس المخالفة للإسلام، بل والمناقضة لدين الله، وهي لا تخرج عن كونها خرافات، وأكاذيب، كالنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسياط والسلاسل، والسكاكين، وتداول الروايات المختلقة المكذوبة وسبِّ الصحابة والتحريض على أهل الإسلام بالقتل بدعوى الانتقام لدم الحسين، وكذلك تأليه الحسين والاستغاثة به ودعائه من دون الله، ونحو ذلك من المنكرات التي لم تعد تخفى على أحد.
وهذه الأفعال التي يفعلها الشيعة في عاشوراء متفقةٌ مع عقيدتهم التي تُكَفِّرُ الصحابة وجميع المسلمين، وتحرض على فتح باب الفتنة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بزعم أنهم قتلة الحسين.
مسألة:
الحسن والحسين كغيرهما من الصحابة بشرٌ غير معصومين، يصيبون ويخطئون، وحسبهم من الفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة كلهم عدول مرضيٌ عنهم، وعدهم الله جميعاً الجنة، ولا يخلف الله وعدَه.
_المسور بن مخرمة رضي الله عنه كتب إلى الحسين بأن لا يغتر بكتب أهل العراق، وَنَصَحه بأن لا يبرح الحرم).
_أما مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إلى أهل الكوفة لمّا تفرق عنه أهل الكوفة وخذلوه بعث برسالة إلى الحسين فيها: (ارجع بأهلك، ولا يغرنك أهل الكوفة، فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي).
مسألة:
ما ترتب على موقف الحسين رضي الله عنه من مآسٍ يدل على صواب موقف الصحابة الذين عارضوا ذهاب الحسين إلى العراق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن خروج الحسين: (ولم يكن في الخروج لا مصلحة دين، ولا مصلحة دنيا، بل تمكَّن أولئك الظلمة الطغاة من سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قتلوه مظلوماً شهيداً، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حَصَلَ لو قعد في بلده، فإن ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء، بل زاد الشر بخروجه وَقَتْلِه، ونقص الخير بذلك، وصار ذلك سبباً لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن، كما كان قتل عثمان مما أوجب الفتن).
مسألة:
الحسين قتل مظلوماً شهيداً؛ يقول ابن تيمية: (لما بلغ الحسين مقتل مسلم بن عقيل، فأراد الرجوع، فوافته سرية عمر بن سعد وطلبوا منه أن يستأسر لهم فأبى، وطلب أن يردوه إلى يزيد ابن عمه حتى يضع يده في يده، أو يرجع من حيث جاء، أو يلحق ببعض الثغور، فامتنعوا من إجابته إلى ذلك بغياً وظلماً وعدواناً).
ويقول ابن تيمية في موضع آخر: (الحسين لم يُقْتَل حتى أقام الحجةَ على من قتله، وطلب أن يذهب إلى الثغر وهذا لو طلبه آحاد الناس لوجب إجابته، فكيف لا يجب إجابة الحسين إلى ذلك وهو يطلب الكفَّ والإمساك..... وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناول الحسين، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يُقتل إلا وهو طالبٌ للرجوع إلى بلده، أو إلى الثغر، أو إلى يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقلُّ الناس لوجب إجابته إلى ذلك، فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك؟ ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين، لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله).
مسألة:
قَتْلُ الحسين من كبائر الذنوب:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (قتل الحسين من أعظم الذنوب، وأن فاعل ذلك والراضي به والمعين عليه مستحقٌ لعقاب الله الذي يستحقه أمثاله، لكن قَتْلَهُ ليس بأعظم من قَتْلِ من هو أفضل منه من النبيين والسابقين الأولين، ومن قُتِل في حرب مسيلمة، وكشهداء أحد، والذين قتلوا ببئر معونة، وكقتل عثمان وقتل علي).
مسألة:
بعد كل الذي حصل جاء أهل الكوفة الذين شاركوا في قتل الحسين فقاتلوه وقتلوه يزعمون _زوراً وكذباً_ أن أهل السنة هم الذين قتلوه، وجعلوها مظلمةً مستمرةً إلى الأبد، وجعلوها مناسبةً سنويةً لسبِّ الصحابة، والطعن في المسلمين، والتحريض على قتل أهل السنة بحجة الإنتقام لدم الحسين.
مسألة:
ما يحصل اليوم من الحروب الطائفية والقتل والتنكيل بأهل السنة مما يشيب له الولدان ناتج عمّا يروج له الرافضة الطائفيون الذين خان أسلافهم الحسين وقتلوه، ثم ادّعوا كذباً أنهم أنصار الحسين وشيعته، وما قالوه إنما هو افتراء.
إن دم الحسين إنما هو في أعناق آباء الرافضة وأجدادهم الذين خانوه وقتلوه قاتلهم الله.
قتل الله من قاتل الحسين، ولعن من لعنه، ورضي الله عن الحسين وأرضاه وعن الذين قُتلوا معه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).
مسألة:
يمارس الرافضة في ذكرى مقتل الحسين مجموعةً من الطقوس المخالفة للإسلام، بل والمناقضة لدين الله، وهي لا تخرج عن كونها خرافات، وأكاذيب، كالنياحة ولطم الخدود وشق الجيوب وضرب أنفسهم بالسياط والسلاسل، والسكاكين، وتداول الروايات المختلقة المكذوبة وسبِّ الصحابة والتحريض على أهل الإسلام بالقتل بدعوى الانتقام لدم الحسين، وكذلك تأليه الحسين والاستغاثة به ودعائه من دون الله، ونحو ذلك من المنكرات التي لم تعد تخفى على أحد.
وهذه الأفعال التي يفعلها الشيعة في عاشوراء متفقةٌ مع عقيدتهم التي تُكَفِّرُ الصحابة وجميع المسلمين، وتحرض على فتح باب الفتنة واستحلال دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، بزعم أنهم قتلة الحسين.
مسألة:
الحسن والحسين كغيرهما من الصحابة بشرٌ غير معصومين، يصيبون ويخطئون، وحسبهم من الفضل صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصحابة كلهم عدول مرضيٌ عنهم، وعدهم الله جميعاً الجنة، ولا يخلف الله وعدَه.
مسألة:
انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام:
١_منها ما هو كذب.
٢_ومنها ما قد زِيْدَ فيه ونُقص، وتم تغييره عن وجهته.
٣_والصحيح منها هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.
قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها).
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: (ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟
قال: ما أقول فيها إلا الحسنى.... وقال: إقرأ قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أَمرَ بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون).
مسألة:
_اعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأثنى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يردُ على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله.
_يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه).
_حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم).
مسألة:
_من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقاتُ حَمَلَةُ الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وسبّ الصحابة أذيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
انعقد إجماع أهل السنة على وجوب السكوت عمّا شجر بين الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن الآثار المروية فيما وقع بين الصحابة على ثلاثة أقسام:
١_منها ما هو كذب.
٢_ومنها ما قد زِيْدَ فيه ونُقص، وتم تغييره عن وجهته.
٣_والصحيح منها هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم في ذلك يدورون بين الأجر والأجرين.
ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم.
قيل لعمر بن عبد العزيز: ما تقول في أهل صفين؟
فقال: (تلك دماء طهّر الله يدي منها فلا أحب أن أخضب لساني بها).
وقيل للإمام أحمد بن حنبل: (ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية؟
قال: ما أقول فيها إلا الحسنى.... وقال: إقرأ قوله تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عمّا كانوا يعملون).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لا تسبوا أصحاب محمدٍ؛ فإن الله أَمرَ بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون).
مسألة:
_اعلموا أن الله تعالى مدح الصحابة وأثنى عليهم ورضي عنهم، ووعدهم جميعاً بأن يدخلهم الجنة، والذي يسبهم يردُ على الله سبحانه، فإننا لا نتصور مسلماً يسب ويبغض قوماً يحبهم الله.
_يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه).
_حق الصحابة على المسلمين الاستغفار لهم والترحم عليهم، امتثالاً لقوله تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم).
مسألة:
_من يسب الصحابة مفترٍ كذاب، قادح في الشريعة؛ لأن الصحابة هم العدول الثقاتُ حَمَلَةُ الشريعة إلينا، بل سب الصحابة أذيةٌ لله تعالى وقدحٌ في حكمته لأنه سبحانه اصطفاهم واختارهم لصحبة نبيه.
وسبّ الصحابة أذيةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
Forwarded from منصة وعي
كانت الدولة الأموية تفتح البلاد بالإسلام في أربع جهات في وقت واحد:
جهة الغرب حيث وصلت إلى الأندلس على يد موسى بن نصير.
بلاد السند والهند على يد محمد بن القاسم الثقفي.
بلاد ما وراء النهر حتى الصين على يد قتيبة بن مسلم الباهلي.
بلاد القوقاز في الشمال على يد مسلمة بن عبدالملك.
#من_التاريخ
جهة الغرب حيث وصلت إلى الأندلس على يد موسى بن نصير.
بلاد السند والهند على يد محمد بن القاسم الثقفي.
بلاد ما وراء النهر حتى الصين على يد قتيبة بن مسلم الباهلي.
بلاد القوقاز في الشمال على يد مسلمة بن عبدالملك.
#من_التاريخ
#روبرت_أوف_كيتون .
أول من ترجم القرآن ترجمة خاطئة مغرضة محرفة.
تعود جذور الحقد ألأنجليزي وألأمريكي على الإسلام الى أول من ترجم القرآن ترجمة خاطئة مغرضة محرفة ، وهو الأنجليزي روبرت أوف كيتون سنة 537 هجرية. وكان الانجليزي روبرت اوف كيتون يشتغل بترجمة علوم المسلمين في الهندسة والفلك والرياضيات في الاندلس الى اللغة اللاتينية ويعرف بلقب المهندس وفي سنة 536 ذهب بطرس رئيس دير كلوني الى شمال الاندلس لزيارة الاديرة الكلونية وعرف الرسالة المنسوبة للكندي التي تشوه صورة الاسلام الى أبعد حد وكان بطرس الكلوني يعتقد - زورا وبهتانا - ان الاسلام هرطقة كبرى تهدد النصرانية فاراد ان يفند الاسلام فقرر ترجمة رسالة الكندي الى اللاتينية .
وقرر بطرس الكلوني ان يترجم معها خمسة كتب. أحدها القرآن الكريم. واستأجر لذلك خمسة مترجمين أحدهم الانجليزي روبرت أوف كيتون الذي شوه بترجمته المغرضة معاني القران. فقد قام روبرت اوف كيتون بترجمة محرفة خاطئة لمعاني القرآن الكريم كان لها تأثير سيء في صياغة العقيدة الغربية الحاقدة تجاه الاسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.
ويتضح تعمد روبرت الانجليزي تشويه معاني القران في المقدمة التي كتبها لترجمته حيث قال فيها : تمهيد عن الخرافة الاسلامية المسماة بالقران ) .
كما وصف روبرت الاسلام بـ ( الهرطقة الكبرى التي ظلت تصعد الى حد مفرط جدا لمدةخمسمائة وسبع وثلاثين سنة ، لانها مهلكة وضارة ) . كذب عدو الله فقد بغى وطغى. كما قال : (ان الزهرة من تلك العقيدة المتعصبة الفاسدة مجرد غطاء فوق عقرب تحول دون ان تلفت الانتباه اليه ، وتحطم بالخداع قانون الدين المسيحي) .
ثم يقول روبرت مخاطبا بطرس الكلوني صاحب مشروع الترجمة (لذلك قمت بالعمل معك لما علمت انك تتوق الى ردم المستنقع غير الخصب للعقيدة الاسلامية) .
وخاطب بطرس ايضا فقال : ( انا احضرت الخشب ومواد العمارة اللازمة لعمارتك الجميلة…انا كشفت الغطاء عن دخان محمد الذي يجب ان يخمد بمنفاخك). ان يقولون الا كذبا. وقام روبرت في ترجمته باعادة ترتيب سور القران والاختصار والتشويه المتعمد والحذف والاضافة وإضفاء الطابع اللاتيني على المعاني واصبحت بشعة جداً.
ومن أمثلة الفساد التي اقترفها في الترجمة : أنه أعطى معنىً غامضاً لعبارة : ( يا اهل الكتاب ) في القرآن الكريم وجعله يبدو وكأنه موجه إلى المسلمين.
كما أضفى على الأيات المتعلقة باحكام الزواج والطلاق معاني جنسية داعرة بحيث تبدو للقارئ الغربي ، لا سيما الرهبان ، مثيرة للا شمئزاز والنفور. مثل : ( فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره ). فجعلها : لا تحل له حتى يطأها رجل غيره.
ومثل ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنىّ شئتم ). فجعل المعنى فأتوهن في ادبارهن!!!
والاية 220 من سورة البقرة المتعلقة باليتامى ( وإن تخالطوهم فأخوانكم ) . جعل المعنى " تمارسون معهم اللواط!!!
وصوّر النساء اللأئي خرج عليهن يوسف وكأنهن وقعن في موجة من الهياج الجنسي!!!!
والأمثلة كثيرة لايتسع المجال هنا للمزيد منها.
وهذه الترجمة التي قام بها روبرت أوف كيتون لحساب بطرس رئيس دير كلوني سنة 537 هجرية / 1143م. هي أول ترجمة عرفتها اوربا في تاريخها ، وأحدثت تأثيراً واسعاً على الفهم الأوربي المشوه للإسلام حتى القرن الثامن عشر الميلادي. ولم نسمع البتة طوال تلك القرون أن أوربياً واحداً قد اعتنق الإسلام بعد قراءة تلك الترجمة المحرفة ، بعكس الترجمات الحديثة التي قام بها مسلمون الى اللغات الأوربية ، فلا يمكن إحصاء عدد من أسلم من الغربيين بعد قراءتها.
وقد قام عالمان سويسريان بطباعة ترجمة كيتون في بازل سنة 953 هجرية / 1543 م. وعن هذه الترجمة اللاتينية قام الإيطالي أريفابيني بترجمتها الى الإيطالية سنة 953 هجرية / 1547م. وعن هذه الترجمة الإيطالية قام سالمون أشفجر بترجمتها إلى الألمانية سنة 1025 هجرية / 1661م . وعن هذه الترجمة الألمانية ترجمت إلى الهولندية سنة 1051 هجرية / 1641م.
ومن هنا يتبين لنا الأثر السيء الذي تركته هذه الترجمة على صورة الإسلام في الغرب ، إذ قامت عليها الكثير من دراسات المستشرقين عن الإسلام.
كتبها . أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
أول من ترجم القرآن ترجمة خاطئة مغرضة محرفة.
تعود جذور الحقد ألأنجليزي وألأمريكي على الإسلام الى أول من ترجم القرآن ترجمة خاطئة مغرضة محرفة ، وهو الأنجليزي روبرت أوف كيتون سنة 537 هجرية. وكان الانجليزي روبرت اوف كيتون يشتغل بترجمة علوم المسلمين في الهندسة والفلك والرياضيات في الاندلس الى اللغة اللاتينية ويعرف بلقب المهندس وفي سنة 536 ذهب بطرس رئيس دير كلوني الى شمال الاندلس لزيارة الاديرة الكلونية وعرف الرسالة المنسوبة للكندي التي تشوه صورة الاسلام الى أبعد حد وكان بطرس الكلوني يعتقد - زورا وبهتانا - ان الاسلام هرطقة كبرى تهدد النصرانية فاراد ان يفند الاسلام فقرر ترجمة رسالة الكندي الى اللاتينية .
وقرر بطرس الكلوني ان يترجم معها خمسة كتب. أحدها القرآن الكريم. واستأجر لذلك خمسة مترجمين أحدهم الانجليزي روبرت أوف كيتون الذي شوه بترجمته المغرضة معاني القران. فقد قام روبرت اوف كيتون بترجمة محرفة خاطئة لمعاني القرآن الكريم كان لها تأثير سيء في صياغة العقيدة الغربية الحاقدة تجاه الاسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام.
ويتضح تعمد روبرت الانجليزي تشويه معاني القران في المقدمة التي كتبها لترجمته حيث قال فيها : تمهيد عن الخرافة الاسلامية المسماة بالقران ) .
كما وصف روبرت الاسلام بـ ( الهرطقة الكبرى التي ظلت تصعد الى حد مفرط جدا لمدةخمسمائة وسبع وثلاثين سنة ، لانها مهلكة وضارة ) . كذب عدو الله فقد بغى وطغى. كما قال : (ان الزهرة من تلك العقيدة المتعصبة الفاسدة مجرد غطاء فوق عقرب تحول دون ان تلفت الانتباه اليه ، وتحطم بالخداع قانون الدين المسيحي) .
ثم يقول روبرت مخاطبا بطرس الكلوني صاحب مشروع الترجمة (لذلك قمت بالعمل معك لما علمت انك تتوق الى ردم المستنقع غير الخصب للعقيدة الاسلامية) .
وخاطب بطرس ايضا فقال : ( انا احضرت الخشب ومواد العمارة اللازمة لعمارتك الجميلة…انا كشفت الغطاء عن دخان محمد الذي يجب ان يخمد بمنفاخك). ان يقولون الا كذبا. وقام روبرت في ترجمته باعادة ترتيب سور القران والاختصار والتشويه المتعمد والحذف والاضافة وإضفاء الطابع اللاتيني على المعاني واصبحت بشعة جداً.
ومن أمثلة الفساد التي اقترفها في الترجمة : أنه أعطى معنىً غامضاً لعبارة : ( يا اهل الكتاب ) في القرآن الكريم وجعله يبدو وكأنه موجه إلى المسلمين.
كما أضفى على الأيات المتعلقة باحكام الزواج والطلاق معاني جنسية داعرة بحيث تبدو للقارئ الغربي ، لا سيما الرهبان ، مثيرة للا شمئزاز والنفور. مثل : ( فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره ). فجعلها : لا تحل له حتى يطأها رجل غيره.
ومثل ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنىّ شئتم ). فجعل المعنى فأتوهن في ادبارهن!!!
والاية 220 من سورة البقرة المتعلقة باليتامى ( وإن تخالطوهم فأخوانكم ) . جعل المعنى " تمارسون معهم اللواط!!!
وصوّر النساء اللأئي خرج عليهن يوسف وكأنهن وقعن في موجة من الهياج الجنسي!!!!
والأمثلة كثيرة لايتسع المجال هنا للمزيد منها.
وهذه الترجمة التي قام بها روبرت أوف كيتون لحساب بطرس رئيس دير كلوني سنة 537 هجرية / 1143م. هي أول ترجمة عرفتها اوربا في تاريخها ، وأحدثت تأثيراً واسعاً على الفهم الأوربي المشوه للإسلام حتى القرن الثامن عشر الميلادي. ولم نسمع البتة طوال تلك القرون أن أوربياً واحداً قد اعتنق الإسلام بعد قراءة تلك الترجمة المحرفة ، بعكس الترجمات الحديثة التي قام بها مسلمون الى اللغات الأوربية ، فلا يمكن إحصاء عدد من أسلم من الغربيين بعد قراءتها.
وقد قام عالمان سويسريان بطباعة ترجمة كيتون في بازل سنة 953 هجرية / 1543 م. وعن هذه الترجمة اللاتينية قام الإيطالي أريفابيني بترجمتها الى الإيطالية سنة 953 هجرية / 1547م. وعن هذه الترجمة الإيطالية قام سالمون أشفجر بترجمتها إلى الألمانية سنة 1025 هجرية / 1661م . وعن هذه الترجمة الألمانية ترجمت إلى الهولندية سنة 1051 هجرية / 1641م.
ومن هنا يتبين لنا الأثر السيء الذي تركته هذه الترجمة على صورة الإسلام في الغرب ، إذ قامت عليها الكثير من دراسات المستشرقين عن الإسلام.
كتبها . أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#إيران_تقتلع_لبنان_من_جذوره .
بقلم الكاتب اللبناني : قاسم يوسف.
في البدايات، كان الظنّ السائد يتمحور حول الأهميّة السياسية للانهيار الكبير، وحول دوره الوازن في قلب الطاولة وفي تغيير المعادلة الداخلية، على اعتبار أنّ الردّ الطبيعي عليه سيتجسّد حتماً في انفجار شعبي عارم بوجه الطبقة الحاكمة، يؤسِّس لتغيير شامل في صناديق الاقتراع، ناهيك طبعاً عن المعضلات الكبرى التي ستواجهها الأحزاب الأساسية في بيئتها وساحاتها، ليس لجهة تعاظم الضغوطات وحسب، بل أيضاً لحتميّة انفجارها في وجوهها، عاجلاً أم آجلاً.
أصحاب هذا الظنّ كانوا يغمزون دائماً من قناة حزب الله، وقد وصلت سرديّتهم إلى حدود التأكيد المطلق أنّ الانهيار الكبير سيرتطم رأساً برأس حزب الله، وسيضرب مشروعيّته الشعبية وخطابه السياسي وأفكاره التدجينيّة، رافعاً حجم الأصوات المكتومة داخل بيئته، وسيعزّز حالة التسرّب الهائل من قبضته، وصولاً إلى إضعافه وإسقاطه على نحو دراماتيكي وغير مسبوق.
بعد سنتين على الأزمة، تبيّن، بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ العكس تماماً هو الصحيح. بل وصار النقاش اليوم مطروحاً على الشكل الآتي: هل ما وصلنا إليه كان النتيجة الطبيعية لممارسات حزب الله على مدى سنوات؟ أم كانت ممارسات حزب الله تهدف أساساً إلى إيصالنا إلى ما وصلنا إليه؟
الأرجح أنّه هو فَعَل ذلك عن سابق تصوّر وتصميم، وشواهد كثيرة تؤكّد هذه النظريّة، لكنّ أهمّها على الإطلاق يتعلّق بحزب الله نفسه، بجوهره وأساساته وفكرته ومشروعه، وهو ليس حزباً مزاجيّاً، أو ارتجاليّاً، أو عبثيّاً وعشوائيّاً. بل هو مرتبط على نحو وثيق بنظام شديد الخبث والحنكة والدهاء، يحسب كلّ صغيرة وكلّ كبيرة، ولا يترك أمراً للصدفة أو المباغتة، فكان يعرف تماماً، وبلا أدنى شكّ، أنّ سياساته المعتمدة ستصل في نهاية المطاف إلى حيث وصلت، وما كان ليستمرّ في سياساته تلك لو لم يكن يريد هذه النتيجة.
ألا يعرف حزب الله مثلاً أنّ دول الخليج هي الرئة الحيويّة للبنان؟ ألا يدرك أنّ تخطّي السقوف الطبيعيّة، وصولاً إلى حدّ الشتم المباشر لملوك وأمراء، سيفتح أبواب الجحيم بوجه لبنان؟ ألم يكن يدرك أنّ السيطرة الكاملة على الدولة والمؤسّسات، من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب والحكومة، ومعها غالبية المؤسسات الأمنيّة والعسكرية، ستؤسّس لعزل لبنان واعتباره ملحقاً وتابعاً لدويلته؟ ألم يكن يعرف أنّ استفزاز العرب والتغوّل في ساحاتهم وحواضرهم، من دمشق إلى صنعاء، ستترتّب عليهما أثمانٌ كبرى، سيدفعها لبنان من اقتصاده ومكانته ودوره ورفاهية شعبه؟
بلى. كان يدرك كلّ هذا. ومن الخفّة الاعتقاد بخلاف ذلك. لكن لماذا؟ لماذا يفعل حزب الله ذلك؟ وماذا يستفيد؟
الحقيقة أنّ التطويع الكامل يقتضي هذا النوع من الجرف. يدرك حزب الله أنّ طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الذي كان قائماً، سيحول دون قدرته على الإمساك بلبنان على نحو كامل، مهما بلغت قوّته وقدرته، والأمور لا تلبث أن تخرج من يده في أيّ لحظة إقليمية أو دولية مؤاتية، لكنّ حالة الجرف العميق لكلّ الهويّة الجماعية، ثمّ إعادة التأسيس وفق نظريّات لا تستوي مع دور لبنان ووظيفته ورسالته، بحيث يتحوّل من دولة مميّزة ومحورية، إلى دولة تافهة بلا أيّ وزن أو قيمة. وهذا ما بدا بوضوح في الخيارات الاستراتيجية التي طرحها الأمين العامّ لحزب الله: الاتّجاه شرقاً على سجيّة فنزويلا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية، بعد مئة عام من الحضارة والانفتاح على الكون، وازرعوا الشرفات بالبندورة والخيار، بعدما كان لبنان يزرع العقول ويصدّرها إلى أربع جهات الأرض.
الأزمة اللبنانية الهائلة التي نشهدها اليوم هي مصلحة خالصة لحزب الله، هدفها الأول عزل لبنان عن محيطه، ثمّ تفريغه من النخب، ثمّ ضرب أساساته العميقة، ولا سيّما قطاعاته التعليمية والاقتصادية والمالية والخدماتية، ثمّ إحكام القبضة عليه، وتحويل شعبه إلى مجموعة من العوام اللاهثين خلف الحدّ الأدنى من المأكل والمشرب والعيش، بعيداً من أيّ أدوار سياسية أو فكرية أو ثورية أو طليعية أو تقدّمية.
هذا تماماً ما فعلته إيران في سوريا، وإن بطريقة مختلفة، حيث إنّها عمدت عبر النظام السوري إلى تفريغ البلاد من النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ناهيك عن تشريد 10 ملايين سنّيّ من أرضهم بالصواريخ والبراميل المتفجّرة، وقد غيّرت بذلك معادلات تاريخية صمدت على مدى آلاف السنين، وغيّرت معها الديموغرافيا السياسية على نحو يتيح تحويل الأكثرية السنّيّة الكاثرة إلى مجرد جاليات لا حول لها ولا قوّة.
بقلم الكاتب اللبناني : قاسم يوسف.
في البدايات، كان الظنّ السائد يتمحور حول الأهميّة السياسية للانهيار الكبير، وحول دوره الوازن في قلب الطاولة وفي تغيير المعادلة الداخلية، على اعتبار أنّ الردّ الطبيعي عليه سيتجسّد حتماً في انفجار شعبي عارم بوجه الطبقة الحاكمة، يؤسِّس لتغيير شامل في صناديق الاقتراع، ناهيك طبعاً عن المعضلات الكبرى التي ستواجهها الأحزاب الأساسية في بيئتها وساحاتها، ليس لجهة تعاظم الضغوطات وحسب، بل أيضاً لحتميّة انفجارها في وجوهها، عاجلاً أم آجلاً.
أصحاب هذا الظنّ كانوا يغمزون دائماً من قناة حزب الله، وقد وصلت سرديّتهم إلى حدود التأكيد المطلق أنّ الانهيار الكبير سيرتطم رأساً برأس حزب الله، وسيضرب مشروعيّته الشعبية وخطابه السياسي وأفكاره التدجينيّة، رافعاً حجم الأصوات المكتومة داخل بيئته، وسيعزّز حالة التسرّب الهائل من قبضته، وصولاً إلى إضعافه وإسقاطه على نحو دراماتيكي وغير مسبوق.
بعد سنتين على الأزمة، تبيّن، بما لا يدع مجالاً للشكّ، أنّ العكس تماماً هو الصحيح. بل وصار النقاش اليوم مطروحاً على الشكل الآتي: هل ما وصلنا إليه كان النتيجة الطبيعية لممارسات حزب الله على مدى سنوات؟ أم كانت ممارسات حزب الله تهدف أساساً إلى إيصالنا إلى ما وصلنا إليه؟
الأرجح أنّه هو فَعَل ذلك عن سابق تصوّر وتصميم، وشواهد كثيرة تؤكّد هذه النظريّة، لكنّ أهمّها على الإطلاق يتعلّق بحزب الله نفسه، بجوهره وأساساته وفكرته ومشروعه، وهو ليس حزباً مزاجيّاً، أو ارتجاليّاً، أو عبثيّاً وعشوائيّاً. بل هو مرتبط على نحو وثيق بنظام شديد الخبث والحنكة والدهاء، يحسب كلّ صغيرة وكلّ كبيرة، ولا يترك أمراً للصدفة أو المباغتة، فكان يعرف تماماً، وبلا أدنى شكّ، أنّ سياساته المعتمدة ستصل في نهاية المطاف إلى حيث وصلت، وما كان ليستمرّ في سياساته تلك لو لم يكن يريد هذه النتيجة.
ألا يعرف حزب الله مثلاً أنّ دول الخليج هي الرئة الحيويّة للبنان؟ ألا يدرك أنّ تخطّي السقوف الطبيعيّة، وصولاً إلى حدّ الشتم المباشر لملوك وأمراء، سيفتح أبواب الجحيم بوجه لبنان؟ ألم يكن يدرك أنّ السيطرة الكاملة على الدولة والمؤسّسات، من رئاسة الجمهورية إلى مجلس النواب والحكومة، ومعها غالبية المؤسسات الأمنيّة والعسكرية، ستؤسّس لعزل لبنان واعتباره ملحقاً وتابعاً لدويلته؟ ألم يكن يعرف أنّ استفزاز العرب والتغوّل في ساحاتهم وحواضرهم، من دمشق إلى صنعاء، ستترتّب عليهما أثمانٌ كبرى، سيدفعها لبنان من اقتصاده ومكانته ودوره ورفاهية شعبه؟
بلى. كان يدرك كلّ هذا. ومن الخفّة الاعتقاد بخلاف ذلك. لكن لماذا؟ لماذا يفعل حزب الله ذلك؟ وماذا يستفيد؟
الحقيقة أنّ التطويع الكامل يقتضي هذا النوع من الجرف. يدرك حزب الله أنّ طبيعة النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الذي كان قائماً، سيحول دون قدرته على الإمساك بلبنان على نحو كامل، مهما بلغت قوّته وقدرته، والأمور لا تلبث أن تخرج من يده في أيّ لحظة إقليمية أو دولية مؤاتية، لكنّ حالة الجرف العميق لكلّ الهويّة الجماعية، ثمّ إعادة التأسيس وفق نظريّات لا تستوي مع دور لبنان ووظيفته ورسالته، بحيث يتحوّل من دولة مميّزة ومحورية، إلى دولة تافهة بلا أيّ وزن أو قيمة. وهذا ما بدا بوضوح في الخيارات الاستراتيجية التي طرحها الأمين العامّ لحزب الله: الاتّجاه شرقاً على سجيّة فنزويلا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية، بعد مئة عام من الحضارة والانفتاح على الكون، وازرعوا الشرفات بالبندورة والخيار، بعدما كان لبنان يزرع العقول ويصدّرها إلى أربع جهات الأرض.
الأزمة اللبنانية الهائلة التي نشهدها اليوم هي مصلحة خالصة لحزب الله، هدفها الأول عزل لبنان عن محيطه، ثمّ تفريغه من النخب، ثمّ ضرب أساساته العميقة، ولا سيّما قطاعاته التعليمية والاقتصادية والمالية والخدماتية، ثمّ إحكام القبضة عليه، وتحويل شعبه إلى مجموعة من العوام اللاهثين خلف الحدّ الأدنى من المأكل والمشرب والعيش، بعيداً من أيّ أدوار سياسية أو فكرية أو ثورية أو طليعية أو تقدّمية.
هذا تماماً ما فعلته إيران في سوريا، وإن بطريقة مختلفة، حيث إنّها عمدت عبر النظام السوري إلى تفريغ البلاد من النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ناهيك عن تشريد 10 ملايين سنّيّ من أرضهم بالصواريخ والبراميل المتفجّرة، وقد غيّرت بذلك معادلات تاريخية صمدت على مدى آلاف السنين، وغيّرت معها الديموغرافيا السياسية على نحو يتيح تحويل الأكثرية السنّيّة الكاثرة إلى مجرد جاليات لا حول لها ولا قوّة.
وفي نظرة سريعة، نكتشف أنّ ما يفعله حزب الله في لبنان مشابه لِما فعلته إيران في سوريا، حيث إنّ الحرب الاقتصادية الشرسة ستكون أشدّ فتكاً وقدرة على التطويع، من دون الحاجة إلى البارود والنار والبراميل المتفجّرة، فيما سيؤسّس إسقاط هويّة لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية لقيام هويّة جديدة تختلف عن تلك التي عرفها لبنان على مدى مئة عام.
يكون عنوانها تفريغ المجتمع بكامله من النخب، وتفريغ البلد من مقوّمات صموده وجاذبيّته، من النظام التعليمي الآخذ في الانسحاق، بعدما سجّل أرقاماً قياسية على مستوى العالم برمّته، إلى النظام الاقتصادي والمالي الذي انسحق تماماً وصار خارج أيّ قدرة على المنافسة بعدما تصدّر المنطقة لعقود طويلة.
يكفي هنا، لتأكيد هذه القراءة، أن نلقي نظرة سريعة على الأدوار المركزية التي يمارسها حزب الله بهدف الوصول إلى الانهيار الكبير. وقد نبدأ من أبسط الأمور وأوضحها، وتحديداً من دوره العملي والمعنوي في عمليات التهريب المنظّم من لبنان، ولا سيّما المحروقات المدعومة، وقد عبّر أحد المقرّبين إليه بكل وضوح عن قدسيّة هذا التهريب لإنعاش النظام السوري الذي يتعرّض لحرب كونية على حدّ تعبيره، مروراً برفضه الضمني والعلني لأيّ تعاون مع صندوق النقد الدولي، وهو الجهة الوحيدة القادرة على انتشال لبنان قبل الارتطام الكبير، وصولاً إلى دوره الذكي والماكر في الاختباء خلف التناقضات السياسية الداخلية لمنع قيام أيّ حكومة تُنفِّذ بنود المبادرة الفرنسية، التي كانت كفيلة بإعادة مجمل الأمور إلى نصابها.
حزب الله يجلس الآن وينظر إلينا من بعيد. يرانا نتخبّط ونتصارع ونتذابح على عبوة حليب وعلبة دواء وليترات معدودة من البنزين. يرانا نودّع كلّ يوم كبار أساتذتنا ومهندسينا وأطبائنا وفلذات أكبادنا، ونحن مشغولون بالحصول على أبسط مقوّمات العيش الكريم، بعدما ساوت رواتبنا الأرض، وأخذتنا الأزمة نحو الذعر والقلق المستدام على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، وبعدما صارت حياتنا وجهاً من أبشع وجوه الجحيم.
ينظر إلى هذا كلّه بارتياح، بعدما تبدّلت الأولويّات، وتحوّل النقاش العامّ من بناء دولة كاملة الأوصاف، لديها حصرية السلاح والحرب والسلم، إلى توفير الطعام والشراب والكهرباء والإنترنت وبنزين السيارات.
الآتي بلا شكّ أمرّ وأقسى وأعظم، في ظلّ غياب عربي شديد الوقع والمرارة، ولامبالاة دولية فاقعة، وانشغال سياسي داخلي بصغائر الأمور وتفاصيلها، من مقعد نيابي إضافي، إلى معزوفة الصلاحيّات والمواقع، فيما تذهب إيران نحو تفريغ البلد وجرفه واقتلاعه من جذوره، تمهيداً لإعادة تأسيسه على النحو الذي تريده وتشتهيه.
يكون عنوانها تفريغ المجتمع بكامله من النخب، وتفريغ البلد من مقوّمات صموده وجاذبيّته، من النظام التعليمي الآخذ في الانسحاق، بعدما سجّل أرقاماً قياسية على مستوى العالم برمّته، إلى النظام الاقتصادي والمالي الذي انسحق تماماً وصار خارج أيّ قدرة على المنافسة بعدما تصدّر المنطقة لعقود طويلة.
يكفي هنا، لتأكيد هذه القراءة، أن نلقي نظرة سريعة على الأدوار المركزية التي يمارسها حزب الله بهدف الوصول إلى الانهيار الكبير. وقد نبدأ من أبسط الأمور وأوضحها، وتحديداً من دوره العملي والمعنوي في عمليات التهريب المنظّم من لبنان، ولا سيّما المحروقات المدعومة، وقد عبّر أحد المقرّبين إليه بكل وضوح عن قدسيّة هذا التهريب لإنعاش النظام السوري الذي يتعرّض لحرب كونية على حدّ تعبيره، مروراً برفضه الضمني والعلني لأيّ تعاون مع صندوق النقد الدولي، وهو الجهة الوحيدة القادرة على انتشال لبنان قبل الارتطام الكبير، وصولاً إلى دوره الذكي والماكر في الاختباء خلف التناقضات السياسية الداخلية لمنع قيام أيّ حكومة تُنفِّذ بنود المبادرة الفرنسية، التي كانت كفيلة بإعادة مجمل الأمور إلى نصابها.
حزب الله يجلس الآن وينظر إلينا من بعيد. يرانا نتخبّط ونتصارع ونتذابح على عبوة حليب وعلبة دواء وليترات معدودة من البنزين. يرانا نودّع كلّ يوم كبار أساتذتنا ومهندسينا وأطبائنا وفلذات أكبادنا، ونحن مشغولون بالحصول على أبسط مقوّمات العيش الكريم، بعدما ساوت رواتبنا الأرض، وأخذتنا الأزمة نحو الذعر والقلق المستدام على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، وبعدما صارت حياتنا وجهاً من أبشع وجوه الجحيم.
ينظر إلى هذا كلّه بارتياح، بعدما تبدّلت الأولويّات، وتحوّل النقاش العامّ من بناء دولة كاملة الأوصاف، لديها حصرية السلاح والحرب والسلم، إلى توفير الطعام والشراب والكهرباء والإنترنت وبنزين السيارات.
الآتي بلا شكّ أمرّ وأقسى وأعظم، في ظلّ غياب عربي شديد الوقع والمرارة، ولامبالاة دولية فاقعة، وانشغال سياسي داخلي بصغائر الأمور وتفاصيلها، من مقعد نيابي إضافي، إلى معزوفة الصلاحيّات والمواقع، فيما تذهب إيران نحو تفريغ البلد وجرفه واقتلاعه من جذوره، تمهيداً لإعادة تأسيسه على النحو الذي تريده وتشتهيه.
*من اجمل ما قرأت.
#قبل زمن انهيت قراءة رواية انا يوسف للكاتب الكبير أيمن العتوم ، مهما كتبت فلن أوفيها حقها أبداً.....
رواية متميزة فيها تفاصيل دقيقة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تفاصيل لم أكن اعرفها كلها على الرغم من قراءتي المتعددة لسورة يوسف . لا يسعني القول الا ان هذا الكاتب لديه أسلوب إبداعي
ساحر ! غني عن التعريف لمن يقرأ رواياته.
عنوانه "
*شكرا لسيدنا يوسف" هذا نصه*👇
1- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴّﺐ ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻬﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !
2- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ !
3- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻗﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍ ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ، ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
4- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ "ﻫﻞ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﺪ" ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ " ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ " "ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ !"
5- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : "ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ !"
6- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻭﻓﻲ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﺎﺭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ فقد قال ﺃﺑﺎﻙ : "ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ .
7- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗُﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼﻚ، ﻓﺄﻱ ﺫﺋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ !
8- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ ! ﻓﻘﻤﻴﺼﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺬﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﺀً !
9- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭ ﺗُﺒﺎﻉ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !
10- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻨﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ " ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ "ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !
11- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ يغدر، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻ ﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ: "ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ !"
13- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﺴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻪ.
14- كما ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ! ﻛﺎﻧﺖْ امرأة العزيز ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ !
15- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺮﻩ.
16- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈلومون ﻛُﺜﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
17- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﺿﻴﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .
18- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺴَّﻊ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
19- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻻ ﺗُﻐﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ " ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ " ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ !
20- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘﻴﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .
21- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
22- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻﺗﻬﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ امرأة العزيز ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ .
23- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃُﺧﻄﻂ ﻭﺃﺩﺑﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ.
24- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳُﺨﺮﺟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍلملك ﺣُﻠُﻤًﺎ !
#قبل زمن انهيت قراءة رواية انا يوسف للكاتب الكبير أيمن العتوم ، مهما كتبت فلن أوفيها حقها أبداً.....
رواية متميزة فيها تفاصيل دقيقة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تفاصيل لم أكن اعرفها كلها على الرغم من قراءتي المتعددة لسورة يوسف . لا يسعني القول الا ان هذا الكاتب لديه أسلوب إبداعي
ساحر ! غني عن التعريف لمن يقرأ رواياته.
عنوانه "
*شكرا لسيدنا يوسف" هذا نصه*👇
1- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ﻟﻤﺰﺍﻳﺎﻧﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻌﻴﻮﺑﻨﺎ، ﻓﻘﺪ ﻛﺮﻫﻮﻙ ﻷﻧﻚ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﻃﻴّﺐ ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻬﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻻﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻫﻢ ﺑﻨﻘﺼﻬﻢ !
2- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻧﺤﺘﺴﺐ، ﻭﺃﻧﻚَ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﺖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ !
3- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﻗﺼﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﻞَّ ﺧﻴﺮٍ ﻭﻫﺒﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻳﺎﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻴﻮﻧﻬﻢ ﺿﻴﻘﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺃﺿﻴﻖ، ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ .
4- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧًﺎ ﺛﻴﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺇﺑﻠﻴﺲُ ﻷﺑﻴﻚَ ﺁﺩﻡ "ﻫﻞ ﺃﺩﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻠﺪ" ، ﻭﻗﺎﻝ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻷﺑﻴﻚَ ﻳﻌﻘﻮﺏ " ﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﻨﺎﺻﺤﻮﻥ " "ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻪ ﻟﺤﺎﻓﻈﻮﻥ !"
5- وﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﻬﻢ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﺮﻫﻢ، ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺎﻙ ﺃﻗﻞ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺷﺮًﺍ ﺇﺫ ﻗﺎﻝ : "ﻻ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ !"
6- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﻤﺨﺎﻭﻓﻲ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺤﺎﺭﺑﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ فقد قال ﺃﺑﺎﻙ : "ﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ وﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺇﻥّ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻗﺪ ﺃﻛﻠﻚ .
7- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺗُﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﺴﻲ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﻗﻮﺍ ﻗﻤﻴﺼﻚ، ﻓﺄﻱ ﺫﺋﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺘﺮﺱ ﺻﺒﻴًﺎ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺳﺎﻟﻤًﺎ !
8- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻨﺎ ﻟﻬﺎ ! ﻓﻘﻤﻴﺼﻚَ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺃﺩﺍﺓ ﻛﺬﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓً ﺩﻟﻴﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺩﻭﺍﺀً !
9- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﺑﺌﺲ ﺩﺍﺭ ﺗُﺒﺎﻉ ﻭﺗُﺸﺘﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺖَ ﺑﺪﺭﺍﻫﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ !
10- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﺃﺳﺒﺎﺑًﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻖّ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ " ﻟﻨﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ " ﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﺣﻜﻤًﺎ ﻭﻋﻠﻤًﺎ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻬﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ "ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻠﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳﻮﻣًﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻗﻠﻮﺏ !
11- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻻ يغدر، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮ ﻻ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻻ ﻳﺒﺼﻖ ﻓﻲ ﺑﺌﺮ ﺷﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻧﺖَ ﺗﻘﻮﻝ: "ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﺭﺑﻲ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺜﻮﺍﻱ !"
13- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﺼﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺸﻬﻮﺍﺗﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻳﺴﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺷﺪّﺗﻪ.
14- كما ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ
ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ، ﻓﺘﻮﻗﻔﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻞ ﺑﺎﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ! ﻛﺎﻧﺖْ امرأة العزيز ﺳﻴﺪﺗﻚ، ﺃﻏﻠﻘﺖْ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ، ﺭﺍﻭﺩﺗﻚ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﻗﺎﻭﻣﺖ ﻷﻧﻚَ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ !
15- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻣﺮًﺍ ، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺳﺘﺮﻩ.
16- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﻈلومون ﻛُﺜﺮ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﻘﺎﺑًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺬﻧﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
17- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺗﻐﻠﺐ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺃﻥ ﺣﻼﻭﺓ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺃﻧﺴﺘﻚَ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ، ﻭﺃﻧﻚ ﻟﻮ ﺧﻨﺖَ - ﻭﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ - ﻟﺼﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺴﺎﻋﻪ ﺿﻴﻘًﺎ ﻋﻠﻴﻚ .
18- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺘﺴَّﻊ ﻟﻠﺪﻋﻮﺓ، ﻣﻤﻠﻮﻛًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﺳﺠﻴﻨًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻋﺰﻳﺰًﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
19- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻥ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻻ ﺗُﻐﻴﺮﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ، ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻚ " ﺇﻧﺎ ﻧﺮﺍﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ " ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ !
20- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﻭﻣﺎ ﺭﻓﺾ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺫﻧﺐ ﻋُﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻗﺎﺑﻴﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ، ﻭﻣﺎ ﺃُﻟﻘﻴﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺐ ﺇﻻ ﺣﺴﺪًﺍ .
21- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥّ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻻ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ، ﻭﺃﻧﻚ ﺣﻴﻦ ﻧﺠﻮﺕَ ﺑﺄﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻟﻢ ﺗﺄﺕِ ﻟﻬﻢ ﺑﻤﻮﺍﺭﺩ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﻘﻠﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ .
22- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺮﺏ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻻﺗﻬﺪﺃ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ، ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻘﻂ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮﻭﻥ، ﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ امرأة العزيز ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ، ﻭﺻﺮﺍﻋﻚ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﻫﻮ ﺻﺮﺍﻉ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺒﻐﺾ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﺼﺮ .
23- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃُﺧﻄﻂ ﻭﺃﺩﺑﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ
ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ، ﺍﻟﻘﺤﻂ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﺃﺧﻴﻚ ﻋﻨﺪﻙ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺧﻄﺔ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮ.
24- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻭﻣًﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﺳﻼﺣًﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻛﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻝ ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﺃﻥ ﻳُﺮﺳﻞ ﻣﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺤﻄﻢ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳُﺨﺮﺟﻚ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍلملك ﺣُﻠُﻤًﺎ !
25- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺗﻜﻠﻴﻒ
ﻻ ﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ !
26- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪَ ﺃﺑﻮﻙ ﺭﻳﺤﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻪ ﻗﻤﻴﺼﻚَ !
27- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻄﻠﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻳﻮﻏﺮﻭﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪّﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻀّﻠﻚ ﺃﺑﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ، ﻟﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺬﺭ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻟﺪًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ، ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ .
28- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺐ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺒﻐﺾ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺐ ﺳﻴﺤﺰﻥ ﻷﺟﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﺾ ﺳﻴﺸﻤﺖ ﺑﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺣﺰﻧﻲ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؟!
29- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮﻑ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
منقول.
ﻻ ﺗﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖَ ﺧﺰﺍﺋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺘﻤﻠﻜﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﺘﻮﺯﻋﻬﺎ، ﻭﻟﻮ ﻋﻠﻤﺖَ ﺃﻗﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ !
26- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﺐ ﺭﺍﺋﺤﺔ
ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﻥ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺪَ ﺃﺑﻮﻙ ﺭﻳﺤﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻪ ﻗﻤﻴﺼﻚَ !
27- وﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻣﻄﻠﺐ، ﻭﺃﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻳﻮﻏﺮﻭﻥ ﺻﺪﻭﺭ ﺃﻭﻻﺩﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮﻭﺍ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪّﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻀّﻠﻚ ﺃﺑﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﻮﺗﻚ، ﻟﻴﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺬﺭ ﺣﻴﻦ ﻧﺤﺐ ﻭﻟﺪًﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ، ﺃﻥ ﻧﺒﻘﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺤﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻮﻙ .
28- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﻭﺣﺰﻧﻲ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺇﻣﺎ ﻣﺤﺐ ﻭﺇﻣﺎ ﻣﺒﻐﺾ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺐ ﺳﻴﺤﺰﻥ ﻷﺟﻠﻲ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻐﺾ ﺳﻴﺸﻤﺖ ﺑﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺣﺰﻧﻲ ﺷﻴﺌًﺎ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺷﻜﻮ ﺑﺜﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﻠﻪ؟!
29- ﺷُﻜﺮًﺍ لسيدنا ﻳﻮﺳﻒ، ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﺗﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻫﻞ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻭﺩ، ﻭﺃﻥ ﺃﺗﺼﺮﻑ ﻛﺄﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻹﺑﻘﺎﺀ ﻋﻼﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺳﺮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚَ ﻭﻛﻨﺖَ ﻗﺎﺩﺭًﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﻐﺎﺑﻲ.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى.
منقول.
#الصحابي_الجليل
#عبدالله_بن_عمرو_بن_العاص .
شرف نسب عبد الله بن عمرو:
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، وكنيته أبو عبد الرحمن، وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. يقال: كان اسمه العاص، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم.
عُمر عبد الله بن عمرو عند الإسلام:
أسلم قبل أبيه ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة. استأذن النبي في كتابة ما يسمع منه ، فأذن له رسول الله. قال عبد الله بن عمرو : "قد حفظت عن رسول الله ألف مثل".
من أهم ملامح شخصية عبد الله بن عمرو:
حب عبد الله بن عمرو الجهاد في سبيل الله:
عن عبد الله بن عمرو قال: شهدنا أَجْنَادين ونحن يومئذ عشرون ألفًا وعلينا عمرو بن العاص فهزمهم الله ففاءت فئة إلى فِحْل في خلافة عمر فسار إليهم عمرو في الجيش فنفاهم عن فِحْل.
وفي عام سبعة وعشرين من الهجرة عزل عثمانُ عن مصر عَمْرًا وولّى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير ، فالتقى هو وجرجير قائد الروم بسُبَيْطلة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا ونصر الله المسلمين.
البكاء من خشية الله:
عن عبد الله بن عمرو قال: لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره، ونتن ريحه. ثم بكى عبد الله بكاءً شديدًا.
بعض مواقف عبد الله بن عمرو مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلّفَ عَنّا النّبِيُّ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنْ النّارِ"، مَرّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ وَقَفَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فَقَالَ: "اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ". فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: "ارْمِ وَلاَ حَرَجَ". فَمَا سُئِلَ النّبِيُّ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلاّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ.
وعن عبد اللهُ بن عمرو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: "يَا عَبْدَ اللّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللّيْلِ".
وعن عبد اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: "يَا عَبْدَ اللّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنّكَ تَصُومُ النّهَارَ وَتَقُومُ اللّيْلَ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ. قَالَ: "فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ، فَإِنّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنّ ذَلِكَ صِيَامُ الدّهْرِ كُلِّهِ". فَشَدّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوّةً. قَالَ: "فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم، وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ". قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم. قَالَ: "نِصْفَ الدّهْرِ". فَكَانَ عَبْدُ اللّهِ يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ.
بعض مواقف عبد الله بن عمرو مع الصحابة:
موقفه مع معاذ بن جبل:
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيّ حَدّثَهُ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَحَدّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ، وَيَسْكُتُ عَمّا سَمِعُوا، فَبَلَغَ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو مَا يَتَحَدّثُ بِهِ، فَقَالَ: وَاللّهِ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ هَذَا ، وَأَوْشَكَ مُعَاذٌ أَنْ يَفْتِنَكُمْ فِي الْخَلاَءِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَقِيَهُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنّ التّكْذِيبَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ نِفَاقٌ، وَإِنّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: " اتقُوا الْمَلاَعِنَ الثّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَالظِّلِّ، وَقَارِعَةِ الطّرِيقِ".
#عبدالله_بن_عمرو_بن_العاص .
شرف نسب عبد الله بن عمرو:
هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، وكنيته أبو عبد الرحمن، وأمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. يقال: كان اسمه العاص، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم.
عُمر عبد الله بن عمرو عند الإسلام:
أسلم قبل أبيه ولم يكن بين مولدهما إلا اثنتا عشرة سنة. استأذن النبي في كتابة ما يسمع منه ، فأذن له رسول الله. قال عبد الله بن عمرو : "قد حفظت عن رسول الله ألف مثل".
من أهم ملامح شخصية عبد الله بن عمرو:
حب عبد الله بن عمرو الجهاد في سبيل الله:
عن عبد الله بن عمرو قال: شهدنا أَجْنَادين ونحن يومئذ عشرون ألفًا وعلينا عمرو بن العاص فهزمهم الله ففاءت فئة إلى فِحْل في خلافة عمر فسار إليهم عمرو في الجيش فنفاهم عن فِحْل.
وفي عام سبعة وعشرين من الهجرة عزل عثمانُ عن مصر عَمْرًا وولّى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير ، فالتقى هو وجرجير قائد الروم بسُبَيْطلة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا ونصر الله المسلمين.
البكاء من خشية الله:
عن عبد الله بن عمرو قال: لو أن رجلاً من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره، ونتن ريحه. ثم بكى عبد الله بكاءً شديدًا.
بعض مواقف عبد الله بن عمرو مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلّفَ عَنّا النّبِيُّ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: "وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنْ النّارِ"، مَرّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا.
وعَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ وَقَفَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى لِلنّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. فَقَالَ: "اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ". فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: "ارْمِ وَلاَ حَرَجَ". فَمَا سُئِلَ النّبِيُّ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلاَ أُخِّرَ إِلاّ قَالَ: افْعَلْ وَلاَ حَرَجَ.
وعن عبد اللهُ بن عمرو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: "يَا عَبْدَ اللّهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللّيْلِ".
وعن عبد اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ: "يَا عَبْدَ اللّهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنّكَ تَصُومُ النّهَارَ وَتَقُومُ اللّيْلَ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللّهِ. قَالَ: "فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيّامٍ، فَإِنّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنّ ذَلِكَ صِيَامُ الدّهْرِ كُلِّهِ". فَشَدّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوّةً. قَالَ: "فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم، وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ". قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السّلاَم. قَالَ: "نِصْفَ الدّهْرِ". فَكَانَ عَبْدُ اللّهِ يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ.
بعض مواقف عبد الله بن عمرو مع الصحابة:
موقفه مع معاذ بن جبل:
عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، أَنّ أَبَا سَعِيدٍ الْحِمْيَرِيّ حَدّثَهُ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَتَحَدّثُ بِمَا لَمْ يَسْمَعْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ، وَيَسْكُتُ عَمّا سَمِعُوا، فَبَلَغَ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو مَا يَتَحَدّثُ بِهِ، فَقَالَ: وَاللّهِ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ هَذَا ، وَأَوْشَكَ مُعَاذٌ أَنْ يَفْتِنَكُمْ فِي الْخَلاَءِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا فَلَقِيَهُ، فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرٍو، إِنّ التّكْذِيبَ بِحَدِيثٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ نِفَاقٌ، وَإِنّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: " اتقُوا الْمَلاَعِنَ الثّلاَثَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَالظِّلِّ، وَقَارِعَةِ الطّرِيقِ".
موقفه من مقتل عمار بن ياسر:
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لِعَمّارٍ: "وَيْحَكَ يَابْنَ سُمَيّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ". قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلاَ تَسمعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لاَ تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟؟!! إِنّمَا قَتَلَهُ الّذِينَ جَاءُوا بِهِ.
موقفه مع أبيه عند وفاته:
جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا ، فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ؟! وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: أَيْ بُنَيّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي وَاللّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللّهُم أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاّ مَغْفِرَتُكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ هجيرَاهُ دَأْبه وشأنه حَتَّى مَاتَ.
أثر عبد الله بن عمرو في الآخرين:
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللّهِ فِي التّوْرَاةِ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَاللّهِ إِنّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلأُميينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَميْتُكَ المتَوَكلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّاب فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسيئَةِ السيئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللّهُ حَتّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا.
عن مسروقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَة إِلَى الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحشًا". وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "إِنّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا".
وعَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كُنّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ".
علم عبد الله بن عمرو بالقرآن وتفسيره:
قال الثوري: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الله بن عمرو قال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] هو أمية بن أبي الصلت.
وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: من تاب قبل موته بعام تيب عليه، حتى ذكر شهرًا، حتى ذكر ساعة، حتى ذكر فواقًا. قال: فقال رجل: كيف يكون هذا والله تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]؟! فقال عبد الله: أنا أحدثك ما سمعت من رسول الله.
وعن عبد الله بن عمرو في قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]، قال: أخذهم كما يأخذ المشط من الرأس.
بعض ما روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبي قال: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللّهُ عَنْهُ".
وعن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ رجلاً سأل النّبيّ: أَي الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطّعَامَ، وَتَقْرَأُ السّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".
عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ لِعَمّارٍ: "وَيْحَكَ يَابْنَ سُمَيّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ". قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلاَ تَسمعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟! فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لاَ تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟؟!! إِنّمَا قَتَلَهُ الّذِينَ جَاءُوا بِهِ.
موقفه مع أبيه عند وفاته:
جَزِعَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا ، فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللّهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ؟! وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ. قَالَ: أَيْ بُنَيّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي وَاللّهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ كَانَ أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلاَلِ مِنْ ذَقْنِهِ، وَقَالَ: اللّهُم أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلاَ يَسَعُنَا إِلاّ مَغْفِرَتُكَ. وَكَانَتْ تِلْكَ هجيرَاهُ دَأْبه وشأنه حَتَّى مَاتَ.
أثر عبد الله بن عمرو في الآخرين:
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللّهِ فِي التّوْرَاةِ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَاللّهِ إِنّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ يَا أَيهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشّرًا وَنَذِيرًا وَحِرْزًا لِلأُميينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَميْتُكَ المتَوَكلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّاب فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسيئَةِ السيئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللّهُ حَتّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاّ اللّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا.
عن مسروقٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مَعَ مُعَاوِيَة إِلَى الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللّهِ فَقَالَ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلاَ مُتَفَحشًا". وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "إِنّ مِنْ أَخْيَرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا".
وعَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كُنّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو إِذْ جَاءَهُ قَهْرَمَانٌ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: أَعْطَيْتَ الرّقِيقَ قُوتَهُمْ؟ قَالَ: لاَ. قَالَ: فَانْطَلِقْ فَأَعْطِهِمْ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ".
علم عبد الله بن عمرو بالقرآن وتفسيره:
قال الثوري: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الله بن عمرو قال في قوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الأعراف: 175] هو أمية بن أبي الصلت.
وعن عبد الله بن عمرو أنه قال: من تاب قبل موته بعام تيب عليه، حتى ذكر شهرًا، حتى ذكر ساعة، حتى ذكر فواقًا. قال: فقال رجل: كيف يكون هذا والله تعالى يقول: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ} [النساء: 18]؟! فقال عبد الله: أنا أحدثك ما سمعت من رسول الله.
وعن عبد الله بن عمرو في قوله: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172]، قال: أخذهم كما يأخذ المشط من الرأس.
بعض ما روى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد اللّه بن عمرٍو، عن النّبي قال: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللّهُ عَنْهُ".
وعن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ رجلاً سأل النّبيّ: أَي الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطّعَامَ، وَتَقْرَأُ السّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ".