Telegram Web Link
هذه-روايتنا--لماذا-طوفان-الأقصى.pdf
11.9 MB
هذه-روايتنا--لماذا-طوفان-الأقصى.pdf
#موقف_عز_وافتخار .
في سنة ٥٤٣ هجرية/ ١١٤٩م - وبعد فشل الحملة الصليبية الثانية وعودة فلولها إلى أوربا تجر أذيال الهزيمة والخسران - وجد الصليبيون في بلاد الشام حليفاً يقف معهم ويشد من أزرهم وهم الباطنية الإسماعيلية " الذين عُرِفُوا بإسم الحشاشين " ، فتحالف أمير أنطاكية الصليبي ريموند بواتييه مع زعيم الباطنية في بلاد الشام علي بن وفا الكردي ، وقرَّر القائدان مهاجمة حلب - عاصمة مملكة نور الدين - فتصدى لهما نور الدين والتقى بهما في معركة إنب في غربي حلب ، وأنزل بهما هزيمة ساحقة وأباد قواتهما وقتل ريموند بواتييه وعلي بن وفا ، وأرسل رأس ريموند وذراع علي بن وفا في صندوق من الفضة إلى الخليفة العباسي في بغداد يبشرة بهذا النصر المؤزر. سيما وان الباطنية قد قتلوا - منذعهد قريب - اثنين من خلفاء بني العباس هما الراشد والمسترشد ، وأعقب نور الدين هذا النصر الباهر بتقليص إمارة أنطاكية الصليبية ، وأنتزع منها الكثير من القرى والقلاع والحصون الخاضعة لها.
وفي أجواء هذا النصر المؤزر والفاخر قال الشاعر ابن القيسراني :
هذه العزايم لا ما تدعي القصب
وذي المكارم لا ما قالت الكتب
وهذه الهمم اللاتي متى خطبت
تعثرت خلفها الأشعار والخطب
أغرت سيوفك بالأفرنج راجفة
قواد رومية الكبرى لها تجب.
فانهض إلى المسجد الأقصى بذي لجب
يوليك أقصى المنى فالقدس مرتقب
#قصة_الوزير_ابن_هبيرة
#من_أروع_قصص_التاريخ_الإسلامي .
رجل من البادية نزل بغداد للعلم والتجارة، وٱستأجر غرفة ليسكن فيها...
بعد صلاة الفجر يخرج للعمل، وبعد صلاة الظهر يذهب إلى دروس العلم والمعرفة.
كان هذا الشاب يقسم أجر عمله إلى ثلاثة أقسام:
ثلث لأبيه ، وثلث لصاحب الغرفة ، وثلث لنفقته ....
مرت عليه ثلاثة أشهر لا يستطيع أن يدفع إيجار سكنه ، فقال له صاحب الغرفة:
أمامك ثلاثة أيام لدفع الإيجار وإلّا سجنتك لأني ما بنيت هذا البيت وقفاً للفقراء ...
خرج يبحث عن عمل في اليوم الأول فلم يجد ،
ذهب إلى ديوان الخراج يسألهم عن عمل فلم يجد، إلى أن جاء اليوم الثالث يوم سجنه ، فخرج من بيته حاملاً الدنيا فوق رأسه، يقول: أخذت في المشي إلى أن وجدت نفسي في أطراف بغداد، فوجدت بيتاً متهالكاً فقلت: أستريح، ووضعت يدي على الباب فإذا الباب مفتوح،
وإذ بشيخ مسن مضطجع على سرير ، فنادى عليَّ وقال لي: ٱسمع يا بُنَيَّ: ووالله ما ساقك إليَّ إلّا الله ، وأنا الساعة أموت ، وأشتهي عنباً،
فقلت له: أبشر، ووالله لتأكلنَّ اليوم عنبا ...
فٱنطلقت إلى السوق وذهبت إلى بائع يبيع العنب وسألته: بكم هذا العنب؟ فقال: بدرهم، فقلت له: خذ ثوبي هذا رهناً عندك إلى أن آتيك بالمال ، وأخذت العنب وأنا أجري به حتى ألحق الرجل قبل موته، وقدَّمتُ إليه العنب، مع أنِّي في حاجةٍ إليه أكثر منه ،
وبعد أن أكل العنب قال لي: ٱسمع يا بُنَيَّ: هذا الركن في هذه الغرفة ٱحفر تحته وستجد شيئاً،
أخذت في الحفر إلى أن وجدت جرة مليئة بالمال والذهب ، وقدَّمتها له ، فسكبها في ملابسي ثم قال لي : هي لك ،
لكن لهذا المال قصة يا بُنَي ، كنت أنا وأخي تاجرين كبيرين نذهب للهند والسند ، ونتاجر في الحرير والصوف، وكنا نخاف من اللصوص وقُطَّاع الطرق، وفي يوم من الأيام نزلنا منزلاً فقلت لأخي : هذا المنزل يرتاده قطاع الطرق، وأنا أخشى على مالي ومالك، أعطني مالك كي أخفيه مع مالي في مكان آمن، ثم أرجع إليك، فإن أصبحنا وسلمنا أخذنا مالنا ومشينا.
يقول: وما كِدت أدخل في النوم مع أخي إلّا وجاء اللصوص وقتلوٱ من قتلوٱ، ونهبوٱ ما نهبوٱ، وما أفقت إلّا من حر الشمس في اليوم التالي ، وأخذت أبحث عن أخي فلم أجده لا بين الأحياء ولا بين الأموات، فدخلت بغداد وبنيتُ هذا البيت، وأخفيت هذا المال الذي هو مال أخي منذ عشرين عاما،
فإن متُّ فهو حلال لك، ثم نطق الرجل بالشهادتين ومات.
يقول: فأخفيت المال وخرجت على من يعينني على دفن هذا الشيخ، وبعد دفنه عدتُ لآخذ جرة المال، فبعد أن كنت فقيراً مُعدَماً أصبحت من أثرياء بغداد.
يقول: أخذت المال وذهبت إلى بائع الخضار وأعطيته ثمن العنب وأعطاني ثيابي ، ثم أردت أن أركب مركباً لأنتقل إلى الناحية الثانية من نهر دجلة ، فوجدت مراكب كثيرة، لكنني وجدت مركباً صاحبه يبدو عليه الفقر والعوز ، فركبت معه وقد أحزنني حاله، وقد هممت أن أعطيه من هذا المال الذي معي ، فبكى، ثم قال: والله ما كنت فقيراً في يومٍ من الأيام، فقد كنت تاجراً أذهب إلى الهند والسند ، وأتاجر في الحرير والصوف، وكان لي أخ لا بارك الله فيه قد ٱتفق مع اللصوص كي يقتلونني ويأخذوٱ مالي ، لكن الله نجَّاني ، إلى أن آل بي المآل إلى بغداد ...
يقول فٱسودَّت الدنيا في عيني مرة ثانية، لقد أصبحت الجرَّة من نصيب صاحبها، ولا بُدَّ للمالِ أن يعود إلى صاحبه ، تدخَّل الشيطان وقال لي: أعطه بعضه أو نصفه، إلى أن توقفت وقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقلت له: هذا المال مالك، فلم يُصدِّق الرجل، وحكيت له ما حدث بيني وبين أخيه، وأنني قد دفنته من ساعة فقط، فأخذ الرجل يبكي ويستغفر ربه لسوء ظنه بأخيه، ثم أراد أن يعطيني شيئاً من هذا المال فأبيت، لكنني طلبت منه أن يعذرني فى درهم العنب ..
يقول: فرجعتُ إلى بغداد مرة ثانية، فقيراً مُعدَماً كما خرجت منها من قبل،
وبينما أنا أسير إذ بالعسكر الذين يعملون في ديوان الخراج ينادون عليَّ ويقولون لي: نبحث عنك، فقلت: سيسجنوننى لعدم دفعي إيجار الغرفة،ثم قالوا لي: لقد مات بالأمس أحد الكُتَّاب بالديوان ونبحث عنك كي تعمل بدلاً منه، فأدخلوني عندهم وأعطوني مُرتَّب شهر، فذهبت إلى صاحب الدار وأعطيته حقه في الإيجار إلى أن أصبحتُ وزيرا ...
إنه العالم الفقيه الوزير (ابن هُبَيْرة). المولود سنة 449 هجرية ، المتوفى 560هجرية.
قال عنه ابن الجوزي رحمه الله : خرج في جنازته ما لم يُرَ في جنازة غيره في عصره ...
" ومن يتقٍّ الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكَّل على الله فهو حسبه " ...
سبحان مغيرالأحوال اللهم بدّل أحوالنا إلى أحسن حال.
#صلاح_الدين_وتحرير
#القدس_والأقصى .
قرَّر صلاح الدين تحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى ، وذلك بعد معركة حطين الحاسمة في ٢٣ ربيع الآخر ٥٨٣ هجرية / ١١٨٧م التي سحق فيها صلاح الدين جيش مملكة بيت المقدس الصليبية ، وتمكن صلاح الدين خلال ثلاثة أشهر - بعد حطين - أن يسترد أكثر من ثمانين مدينة وقرية وحصن وما يتبعها من مساحات تزيد بكثير عن مساحة فلسطين المغتصبة التي يحتلها الصهاينة الآن . وقد سيطر صلاح الدين على كل مدن الساحل الفلسطيني ليحول دون وصول أية مساعدة للصليبيين إذا حاصر بيت المقدس.
وكانت بيت المقدس الصليبية في حالة سيئة جداً ، لأن جيشها دُمِّرَ بكامله في معركة حطين ولم يبق في بيت المقدس من الصليبيين إلا القليل من الجنود وأعداد كثيرة جداً من النساء والأطفال والشيوخ والرهبان.
وكان أمير صيدا الصليبي باليان دي أبلين قد سلَّم صيدا لصلاح الدين عندما حاصرها ، واستأذن صلاح الدين في ان يسمح له بالذهاب الى بيت المقدس ليأخذ زوجته وأطفاله ثم يغادر إلى أوروبا. فسمح له صلاح الدين بعد أن أقسم له على الأنجيل الا يمكث في بيت المقدس إلا ليلة واحدة ثم يغادرها. ولما وصل باليان دي إبلين الى بيت المقدس اجتمع حوله النساء والأطفال والشيوخ ، واخذوا يبكون ويتوسلون إليه أن يتولى أمرهم ويدافع عن بيت المقدس أمام هجوم صلاح الدين ، فحنث باليان بقسمه لصلاح الدين وتولىَّ أمر بيت المقدس وقام بتجنيد الشيوخ ، حتى من الذين تجاوزا سن الستين من العمر ، والفتيان الصغار من سن الرابعة عشرة وما فوقها للدفاع عن بيت المقدس.
ثم أرسل الصليبيون في بيت المقدس وفداُ من وجهائهم إلى صلاح الدين وهو يحاصر عسقلان يطلبون منه الصلح ، فعرض عليهم صلاح الدين أن تستسلم بيت المقدس بنفس الشروط التي استسلمت بها المدن الصليبية الأخرى ، وأن يؤمنهم على أرواحهم ونسائهم واولادهم وأموالهم ، ويسمح لمن يشاء منهم بالخروج من بيت المقدس سالماً ، ولكن الصليبيين رفضوا العرض ورأوا ( أن الموت أيسر عليهم من ان يملك المسلمون البيت المقدس ) كما قال ابن واصل. فأصرَّ صلاح الدين على ان تستسلم بيت المقدس بدون قيد أو شرط ، وأقسم أن يأخذها بحد السيف - إذا لم تستسلم - كما اخذها الصليبيون قبل إحدى وتسعين سنة.
ولما سمع المسلمون بعزم صلاح الدين على استرداد بيت المقدس من الصليبيين ، توافد إليه الكثير من العلماء والمتطوعين وطلاب العلم من دمشق وحلب ومصر والعراق ، ومنهم العماد الكاتب الاصفهاني الذي كان مريضاً في دمشق ، فلما علم بعزم صلاح الدين شُفِيَ من مرضه وارتحل نحو بيت المقدس للمشاركة في ذلك الشرف العظيم.
وسار صلاح الدين بجيشه نحو بيت المقدس ، ودار حولها خمسة أيام ليهاجمها من أضعف نقطة في أسوارها ، ثم عسكر بجيشه في الجهة الغربية منها ، ووجد أن بتلك الجهة أودية يصعب مهاجمة بيت المقدس منها ، ثم دار بجيشه واستقر بجيشه في الجهة الشماليه من المدينة من ناحية باب العمود ، وهي اقرب إلى الأسوار ، فضلاً عن الابتعاد عن تأثير الشمس في الجهتين الغربية والشرقية. ثم امر بإحضار المنجنيقات ، وألآت الحصار والنقابين المتخصصين في نقب الأسوار. وبدأ الحصار والضغط على اسوار بيت المقدس في العشرين من رجب سنة ٥٨٣ هجرية ، وخلال اسبوع واحد ، تمكن النقابون من نقب ثلاثة وأربعين نقباً في أسوار بيت المقدس ، وجمعوا الحطب وأدخلوه في تلك النقوب لإشعال النار فيه كي يمكن هدم الأسوار.
وارسل باليان دي إبلين وفداً إلى صلاح الدين يعرض استسلام بيت المقدس بشروط ، ولكن صلاح الدين رفض فعاد الوفد خائباً ، فخرج باليان دي إبلين بنفسه وطلب الأمان من صلاح الدين ، ولما مثل بين يديه ، عرض ان تستسلم بيت المقدس مقابل حقن دماء أهلها من الصليبيين والخروج بأموالهم ، كما فعل صلاح الدين مع المدن الأخرى. فرفض صلاح الدين وأصرّ على انه سيفتحها عنوة كما استولى عليها الصليبيون من قبل. عندئذ خاطب باليان دي بلين صلاح الدين بطريقة فيها استرحام واستعطاف. فقال له :
" اعلم أيها الملك إنَّا خلق كثير في هذه المدينة ، وإذا رأينا الموت لابد منه فو الله لنقتل أبنائنا ونسائنا ونحرق ما نملكه من أموالنا وأمتعتنا ولا نترككم تنعمون منا ديناراً ولا درهماً ولا تأسرون رجلاً ولا إمراة. فإذا فرغنا من ذلك أخربنا الصخرة والمسجد الأقصى وغيرها من المواضع الشريفة ، ثم نقتل من عندنا من أسرى المسلمين وهم خمسة آلاف أسير ، ولا نترك لنا دابة ولا حيوان إلا قتلناه ، ثم خرجنا إليكم وقاتلنا قتال من يريد ان يحمي دمه ونفسه ، وحينئذ لا يُقتل الرجل حتى يقتل أمثاله " النص من ابي شامة في كتابه الروضتين.
واستشار صلاح الدين أصحابه فأشاروا عليه أن تستسلم بيت المقدس مثل ما أقسم وكأنها وقعت عنوة ( لأن أحكام البلدان التي يدخلها المسلمون عنوة غير التي يدخلونها صلحاً ) فيصبح الصليبيون وكأنهم رقيق ويشترون أنفسهم من المسلمين بأن يدفع الرجل عشرة دنانير مقابل تحرير نفسه والمرأة خمسة دنانير مقابل ذلك والطفل دينار واحد ، ومن مر عليه أربعون يوماً ولم يستطع الدفع يصبح عبداً يُباع في أسواق الرقيق.
فوافق صلاح الدين على هذا الاقتراح ووافق عليه أيضاً باليان دي إبلين وتعهد أن يدفع مبلغ ثلاثين الف دينار عن سبعة آلاف من فقراء ومعدمي الصليبيين .
   وفي يوم الجمعة ٢٧ رجب سنة ٥٨٣ هجرية الموافق ٢ أكتوبر ١١٨٧م دخل المسلمون بقيادة صلاح الدين بيت المقدس ، في ذكرى ليلة إلاسراء والمعراج ، التي رجحت بعض الروايات أنها كانت في السابع والعشرين من رجب.
وابدى صلاح الدين كرماً جماً تسامحاً فريداً في معاملة الصليبيين ، فرفض اقتراح بعض ألمسلمين بهدم كنيسة القيامة ،  واطلق سراح  الفقراء من اليتامى والارامل والشيوخ بدون فداء ، بل وتصدق عليهم من ماله الخاص ، وقد أهدى لاخيه العادل وبقية أخوته واصحابه آلاف الأسرى ، فاعتقوهم لوجه الله تعالى ، وقد اسهبت المصادر الصليبية والإسلامية في الحديث عن تسامح صلاح الدين وكرمه. حتى أن ستيفن رنسيمان علَّق على ذلك التسامح والكرم بقوله : " لقد لقًّن صلاح الدين الفرنج درساً في التسامح وأظهر لهم كيف يحتفل الرجل الشريف بانتصاره ".
ثم شرع صلاح الدين في إزالة ما اقامه الصليبيون من صور ونقوش داخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة ومحراب الأقصى. وبعد إزالة تلك الصور ، أمر صلاح الدين بغسل المسجد الأقصى وقبة الصخرة بماء الورد.
وأُقيمت أول خطبة جمعة ، في المسجد الأقصى بعد تحريره من براثن الصليبيين في الرابع من شعبان سنة ٥٨٣ هجرية وقد أمر صلاح الدين القاضي محي الدين بن زكي الدين بإلقاء تلك الخطبة وحضرها بنفسه مع جيشه ، وهي خطبة مؤثرة ، كلما أقرأها لا أتمالك نفسي من البكاء ، وتجدونها في محاضراتي هذه بعد الصفحة ١٠٦ نقلاً عن كتاب مفرج الكروب لإبن واصل :
https://alghamdiprof.com/ali/%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%b6%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%b2%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84/

كتبها . أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#تحفة_الأريب_في_الرد
#على_أهل_الصليب .
هذا اسم كتاب لرجل أسباني ، كان عالما نصرانيا واعتنق الاسلام وصنف كتابه هذا ، ودحض النصرانية دحضا مقنعاً .
كان اسم هذا الرجل قبل اسلامه انسلم تورميدا ولما اسلم تسمى بـ عبدالله الترجمان لأنه عمل مترجما عند ملك الحفصيين في تونس في القرن الثامن الهجري
قصة اسلام انسلم تورميدا عجيبة تدل على قوة وصدق وعظمة دين الإسلام وصدق مقولة ( الإسلام دين بلا رجال ، والنصرانية رجال بلا دين ).
جاء به والده من اسبانيا الى جزيرة ميورقة – اكبر جزائر البليار – ليدرس النصرانية على يد اشهر علمائها في عصره وهو نقلاد مرتيل وظل يدرس 10 سنين .
وكان انسلم انجب تلاميذ مرتيل واتقن على يديه خلال تلك المدة الطويلة كل علوم اللاهوت النصراني وكل تفاسير الاناجيل الاربعة التي يؤمن بها النصارى .
وفي احد الايام مرض مرتيل وقعد التلاميذ يتدارسون الانجيل فمر بهم اسم النبي الفارقليط الذي يبعثه الله اخر الزمان، ولم يعرفوا من هو ذلك النبي .
والفارقليط او فارقليتوس كلمة يونانية قديمة معناها اللغوي الذي له حمد كثير او احمد او محمود . هكذا قال المتخصصون في اللغة اليونانية القديمة .
وفي المساء زار انسلم استاذه مرتيل واخبره بما جرى في الحلقة .عندئذ افصح مرتيل لتلميذه بأن النبي المبشر به هو نبي المسلمين وامته هي الناجية .
وأخبر مرتيل تلميذه انه لم يصل الى هذه الحقيقة الا بعد ان بلغ سن التسعين , ولايستطيع الذهاب الى بلاد المسلمين ويخشى ان يقتله النصارى لو اسلم .
ونصح مرتيل تلميذه الشاب باعتناق الاسلام والذهاب الى بلاد المسلمين , فركب سفينة الى جنوة ومنها ركب سفينة اخرى الى تونس واسلم على يد ملكها الحفصي.
وتعلم انسلم تورميدا العربية في تونس ثم اشتغل مترجما عند ملك الحفصيين حيث كان ياتي الى تونس كثير من التجار الاوربيين مثل البنادقة والجنوية .
وصنف كتابه تحفة الأريب في الرد على اهل الصليب والذي يعتبر من اجمل الردود على النصارى وفي مقدمته ذكر قصة اسلامه التي اختصرتها لكم فيما سبق .
وقد فند انسلم عقيدة النصارى تفنيدا بديعا وبين تناقضها وان اخرها ينقض اولها وعلق على عقيدتهم بأن الحيوانات لو ميزتها لانكرتها على النصارى .
وقال انسلم تورميدا ( عبدالله الترجمان ) في اخر تعليقه على عقيدة النصارى الشركية والمتناقضة . الحمد لله الذي عافاني من ما ابتلاهم به.
وشرح في بقية فصول الكتاب دور بولس اليهودي في تحريف النصرانية . كما أورد البشارات الموجودة في الاناجيل التي تبشر ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم
وختم عبدالله الترجمان كتابه بدحض وتفنيد كل المعايب التي يعيبها النصارى على المسلمين مثل تعدد الزوجات وغيرها وبين بطلان حججهم في هذا كله.
كتبه. أ د ./ علي بن محمد عودة الغامدي.
#حملة_الأطفال_الصليبية.
#حملة_غريبة_عجيبة.
حدثت حملة ألأطفال الصليبية سنة 609 هجرية وهي تبين الى أي مدى كانت الروح الصليبية منتشرة في الغرب في تلك الحقبة فقد تسلطت الشياطين على المجتمع الغربي الصليبي فأصبحت تؤزهم أزاً.

فقد زعمت المصادر الغربية أن المسيح ( بزعمهم ) ظهر لهم ثلاث مرات مصلوبا في السماء في مقاطعة كولونيا في المانيا وأنهم شاهدوا مئات الصلبان تسبح في السماء وكل تلك الرؤى الشيطانية ليزدادوا ضلالا على ضلالهم.

ومن ضمن تلك الخرافات والرؤى الشيطانية أن فتى فرنسي يسمى ستيفن كان راعيا للغنم ادعى ان المسيح ظهر له وكلفه برسالة وهي أن يدعو الى حملة صليبية جديدة فاقتحم ستيفن فجأة مجلس الملك الفرنسي فيليب أغسطس الذي سبق وان اشترك في الحملة الصليبية الثالثة ضد صلاح الدين وابلغ الملك انه مرسل من قبل المسيح ولكن الملك الفرنسي استخف به وطلب منه ان يترك هذا الامر للملك وامرائه ، وامره ان يعود الى بيته ولكن ستيفن أعلن انه سيقود حملة من الاطفال لاسترداد البلاد المقدسة في بلاد الشام من المسلمين وانتزاع بيت المقدس من أيديهم واعلن ستيفن ان المسيح أخبره بأنه ستحدث معجزة

وهي ان البحر سينفلق له ولجيشه من الاطفال مثلما انفلق لموسى وقومه وسوف يمشون في قاع أرض البحر حتى يصلون الى الشام وكان ستيفن خطيباً مفوهاً فتأثر به الاف الاطفال وأنظم الى حملته نحو خمسين ألف طفل تتراوح أعمارهم مابين الثانية عشرة والخامسة عشرة من السنين من جمبع أنحاء فرنسا ، وصنع له بعض اتباعه عربة مسقوفة تقودها الخيول لتقيه من حرارة الشمس باعتباره في نظرهم رسول نبي مرسل من قبل ربهم المسيح وسارت الحملة من وسط فرنسا متجهة جنوباً صوب ميناء مرسيليا وكان الناس في كل مكان يمرون به يبدون اعجابهم بهؤلاء الاطفال الذين سوف يستردون القدس من المسلمين كما تبعهم الاف من الناس الى مرسيليا ليروا المعجزة التي ستحدث بانفلاق البحر لهم ووصلت الحملة الى مرسيليا واجتمع الناس ليروا المعجزة التي ستحدث!!! ومر يوم ويومان وثلاثة ولم تحدث المعجزة ولم ينشق البحر لدرجة أن بعض الاطفال اتهم ستيفن بالكذب وبعضهم رماه بالحجارة ولكنه ظل مصرا على أن المعجزة ستقع وبعد عدة أيام جاء الى ستيفن تاجران فرنسيان احدهما اسمه هيو الحديدي والثاني اسمه وليام الخنزير وعرضا على ستيفن ان ينقلاه مع اتباعه بالسفن الى الشام فوافق على ذلك واستقل ستيفن سبع سفن مع اتباعه وابحروا في البحر المتوسط ولم تعرف فرنسا شيئا عنهم الا بعد مضي 18 سنة .

لما سمع أطفال المانيا بنبأ حملة الاطفال الفرنسية ظهر بينهم فتى يسمى نيقولا ادعى النبوة هو الاخر وانه سيقود اطفال المانيا وانه سيتغلب على المسلمين ليس بالحرب ولكن بالتبشير حيث يدخلهم في النصرانية ويبدو انه تأثر بحركة الرهبان الفرنسيسكان والدومنيكان التي ظهرت في ذلك الوقت في أوائل القرن السابع واتجهت للعمل على تنصير المسلمين. واعلن نيقولا ان المسلمين سيعتنقون النصرانية ويصبحون رعايا للكنيسة الكاثوليكية واحتشد مع نيقولا عدد كبير من الاطفال وانقسموا الى دفعتين كل دفعة تقارب عشرين الف طفل وسارت الدفعتان صوب ايطاليا وكانت المسافة بعيدة ويلزم ان يعبروا ممرات جبال الالب حتى يصلوا الى ايطاليا ومات عدد كبير منهم بسبب طول المسافة ووعورة الطريق اما الباقون فقد وصلوا الى جنوة وقابل البابا انوسنت الثالث عدداً منهم ونصحهم بالعودة الى بلادهم ولكن نيقولا أصرّ على ان البحر سينفلق لهم ولما لم ينفلق تأثر معظم الباقين واصبحوا تائهين فتبنتهم بعض الاسر الايطالية ولم يرتحل الا القليل منهم مع تجار جنوة الذين كانت مصالحهم التجارية فوق كل اعتبار فباعوهم في اسواق الرقيق.

اما خبر حملة الاطفال الفرنسية فقد عاد احد الاساقفة بعد 18 سنة الى فرنسا واخبر انه كان ضمن الاطفال الذين ركبوا السفن السبع مع هيو الحديدي ووليام الخنزير وانهم اتجهوا جنوبا فتحطمت سفينتان عند جزيرة كورسيكا وغرقت بمن فيها من الاطفال اما باقي السفن فسارت جنوبا وفجأة طوقها اسطول اسلامي وتسلم رجال الاسطول كل الاطفال ونقلوهم الى ميناء بجاية في الجزائر وباعوهم في اسواق الرقيق وتوزعوا بين البلاد فوصل بعضهم الى مصر واخرون وصلوا الى بغداد وذكر الاسقف العائد انه كان ضمن 700 طفل اشتراهم والي الاسكندرية وشغلهم في مزارعه وبساتينة . وتمكن ذلك الاسقف من العودة ليخبر بمصير تلك الحملة.

والملاحظ ان الروح الصليبية كانت قوية في تلك السنة التي قامت فيها الحملة سنة 609 ففيها حدثت معركة العقاب التي حشد فيها البابا انوسنت الثالث كل القوى الغربية فقصمت المعركة ظهر الوجود الاسلامي في الاندلس وقررت مصيرها ومن الادلة على الروح الصليبية الجارفة في تلك الحقبة ان الكثير من البرصي والعميان والمعاقين بل وكثير من النساء العاهرات قد اتخذوا شعار الصليب لقتال المسلمين لكن البابا انوسنت الثالث امر رجال الدين ان لا يقبلوا الا من كان قادرا على القتال وان يحلوا أولئك العجزة من قسمهم.
كتبها . أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#معركة_حطين_الثانية
كما يسميها بعض المؤرخين
وهي :
#معركة_غزة_سنة٦٤٢هجري
بعد أقل من نصف قرن من وفاة صلاح الدين الأيوبي حدثت منازعات ومشاحنات وحروب بين ملوك بني أيوب في بلاد الشام ومصر أدت الى ركون بعضهم الى الصليبيين فجرت عليهم هذه السنة التي لاترد ولاتتحول . انفرد الصالح ايوب( ابن الكامل محمد بن العادل شقيق صلاح الدين) بحكم مصر في اواخر سنة 637 هجرية. وقرر استعادة دمشق من عمه الصالح اسماعيل الملقب بأبي الخيش الذي انتزعهامن الصالح ايوب غدرا . وهنا لم يجد أبو الخيش اسماعيل غضاضة في الاتصال بالصليبيين وطلب التحالف معهم ضد ابن أخيه صاحب مصر . ومن الطبيعي ان يرفض الصليبيون تقديم مساعدتهم لأبي الخيش اسماعيل بدون مقابل ، ولذلك أعطاهم أبو الخيش صفد وقلعة الشقيف، وهونين، وتبنين، كما تنازل عن حقوق المسلمين في مناصفات صيدا وطبرية وبعض بلاد الساحل وذلك سنة 638 هجرية .
ولم يجد أبو الخيش حرجا حينما منح الصليبين هذه البلاد في الوقت الذي تنصل فيه بعض أتباعه من ذلك الجرم مثل نائبه على قلعة الشقيف ويدعى الحاج موسى الذي رفض أمر أبي الخيش بتسليمه للصليبين فرفض قائلا” والله لا جعلته في صحيفتي” فقبض أبو الخيش عليه وضربه ضربا مبرحا حتى قتله وصادر كل أمواله وممتلكاته غير أن حامية القلعة بزعامة رجل يدعى أحمد الشقيفي عصوا أمر أبي الخيش إسماعيل ، وعندما اتضح لأبي الخيش حميتهم للمسلمين وانتصارهم للدين ، خرج من دمشق بعسكره وحاصر الشقيف حتى أخذه منهم بعد أن طلبوا منه الأمان على أنفسهم قائلين ” أنت أمرتنا أن نسلمه للفرنج أما نحن فما يحل لنا أن نسلمه لهم ونسلمه إليك تفعل فيه ماتختار” فسلمه أبو الخيش للصليبين وظل بأيديهم أكثر من عقدين من الزمان حتى استرده الظاهر بيبيرس. وتسلم الصليبيون من أبي الخيش صفد التي كانت خرابا منذ زمن الحملة الصليبية الخامسة فقرروا بنائها وجمعوا ألف أسير مسلم كانوا في سجونهم وسخروهم للعمل في بناء صفد وكان يحرسهم 200 رجل من الصليبين فاتفق الأسرى فيما بينهم على مهاجمة حراسهم وتجريدهم من أسلحتهم والاستيلاء على صفد.
ولضمان نجاح خطتهم أرسلوا إلى والي عجلون ليبعث اليهم من يتسلم صفد إذا تخلصوا من حراسهم فأرسل والي عجلون برسالة الأسرى إلى سيده الناصر داود صاحب الكرك الذي أرسلها بدوره إلى عمه أبي الخيش اسماعيل الذي أرسل رسالة الأسرى إلى الصليبين فجاء الصليبيون إلى صفد وقبضوا على الأسرى ودخلوا بهم عكا ” فذبحوهم عن آخرهم” ثم واصل الصليبيون بناء صفد بمساعدة أبي الخيش اسماعيل الذي ارتكب بعمله هذا جرما شنيعا يتنافى وكل القيم الخلقية، ناهيك عن خيانة الدين والوطن والشرف.
وسمح أبو الخيش اسماعيل للصلييين بالدخول إلى دمشق لشراء السلاح، فتحرج تجار السلاح من بيع الأسلحة للفرنج واستفتوا الشيخ عبدالعزيز بن عبد السلام فأفتى بتحريم بيعهم السلاح قائلا” انهم يشترونه ليقاتلوا به آخوانكم المسلمين”
ولقد أثارت أفعال أبي الخيش اسماعيل الرأي العالم الإسلامي في بلاد الشام؛ وقطع الشيخ عبدالعزيز بن عبد السلام خطيب جامع دمشق الدعاء لأبي الخيش اسماعيل وندد به وأكثر من التشنيع عليه واستبدله بذلك الدعاء الذي يقوله الخطباء إلى اليوم” اللهم ابرم لهذه الأمة إبرام رشد تعز فيه أوليائك وتذل فيه اعدائك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك” والناس يبتهلون ورائه بالدعاء . فاعتقل أبو الخيش الشيخ عبدالعزيز وأخذه إلى قرب القدس حيث اجتمع مع زعماء الصليبين وظل الشيخ معتقلا بجوار الخيمة يقرأ القرآن فقال أبو الخيش لزعماء الصليبين أتسمعون هذا الذي يقرأ القرآن؟ قالوا نعم، قال : هذا أكبر قسوس المسلمين وقد حبسته لإنكاره علي تسليمي لكم حصون المسلمين فقال زعماء الصليبين “لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها” …
ووصلت اثناء ذلك حملة صليبية من فرنسا نجدة للصليبيين في بلاد الشام فأرسل الصالح اسماعيل جيشا للإنضمام للصليبيين والزحف على مصر . ولما علم الصالح ايوب صاحب مصر أرسل جيشه للتصدي لذلك الحلف ولما التقى الجمعان انضم عسكر الشام إلى قوات الصالح أيوب ومالوا على الصليبين وهزموهم وأسروا عددا كبيرا منهم .
ولم يتعظ أبو الخيش من تلك الهزيمة فجند قوات جديدة وجدد التحالف مع الصليبين واستمال إليه المنصور صاحب حمص والناصر داود صاحب الكرك . ولما علم الصالح أيوب بذلك أرسل إلى الخوارزمية ” وهم بقايا جيش الدولة الخوارزمية التي انهارت أمام المغول ” وكانوا زهاء 10000فارس. وقرر أبو الخيش اسماعيل بالاتفاق مع ابن أخيه الناصر داود تسليم بيت المقدس بكامله إلى الصليبين وكذلك المسجد الأقصى وقبة الصخرة كما أعطاهم قلعة كوكب، ودخل الصليبيون بيت المقدس ولم يكتف أبو الخيش بذلك بل وعد الصليبين بجزء من ديار مصر إذا فتحوها . وأخذ الصليبيون في حشد قواتهم لتنفيذ اتفاقهم مع أبي الخيش اسماعيل والناصر داود وقد حكى المؤرخ المعاصر ابن واصل كيف انتهك الصليبيون حرمة المقدسات الإسلامية في القدس حين مر بها في آواخر سنة 641هجرية وهو في طريقه إلى مصر فقال ” ودخلت البيت المقدس ورأيت الرهبان والقسوس على الصخرة المقدسة وعليها قناني الخمر برسم القربان ودخلت الجامع الأقصى وفيه جرس معلق وأبطل بالمسجد الآذان والإقامة وأعلن فيه بالكفر.
ولما وصلت دعوة الصالح أيوب إلى حلفائه الخوارزمية بالجزيرة الفراتية التي يدعوهم فيها لمناصرته عبروا الفرات إلى بلاد الشام وساروا حتى وصلوا البيت المقدس واقتحموه على الصليبين فقتلوا كل من وجدوه بها منهم ثم دخلوا كنيسة القيامة ونهبوها وهدموا المقبرة التي يعتقد النصارى أنها مقبرة المسيح وطهروا المسجد الأقصى من براثن الصليبين وطاردوا الفارين من الصليبين إلى قرب يافا ولم ينج منهم سوى 300 شخص فقط. وباسترداد الخوارزمية لبيت المقدس أصبح في أيدي المسلمين ولم يقدر لجيش نصراني الوصول إليه حتى الحرب العالمية الأولى . وتوجه الخوارزمية إلى غزة وراسلو الصالح أيوب يخبرونه بقدومهم لنصرته وطلبوا منه إرسال عسكر مصر إليهم لقتال أعدائه جميعا فجهز الصالح أيوب جيش مصر بقيادة مملوكه ركن الدين بيبرس فوصل إلى غزة وانضم إلى الخوارزمية .
أما أبو الخيش اسماعيل فقد استدعى المنصور صاحب حمص وجعله قائدا عاما على عساكره ولما اجتمع المنصور مع أبي الخيش في دمشق اتفقا على تسليم كل البلاد التي تقع غرب نهر الأردن للصليبين إذا نجحوا في الإستيلاء على مصر بشرط أن يمضي الصليبيون بكل جيوشهم معهما إلى مصر .
وقاد المنصور العساكر من دمشق ومر بعكا ووضع معهم الإتفاق على غزو مصر بكل قواتهم وأن يكون لهم جزء من الديار المصرية واتحد المنصور بقواته مع قوات الصليبين وكان الصليبيون يكونون ميمنة الجيش بينما المنصور بعساكره وعساكر دمشق وكتيبة من حلب في القلب أما الميسرة فكانت من نصيب عساكر الناصر داود صاحب الكرك. وكانت أعلام الصليبين ترفرف فوق رؤوس المنصور وأصحابه وفي أعلى سواري الأعلام شارات الصليب ،ومعهم الرهبان والقسيسين يدورون على كتائب العساكر الشامية يصلبون عليهم ويباركونهم وبأيديهم كاسات الخمر يسقونهم .
والتقى الجمعان شمال شرق غزة يوم الآثنين 12جمادى الأولى642هجرية ودارت معركة حامية الوطيس وثبت الخوارزمية في ميدان القتال وأنزلو الهزيمة الساحقة بالقوات الشامية وانهزم المنصور صاحب حمص وعندئذ أحاطت الخوارزمية بالصليبين وحصدوهم بسيوفهم وأسروهم ولم ينج منهم إلا القليل وكان عدد القتلى من الصليبين وحلفائهم من الشاميين كما ذكر المؤرخ المعاصر سبط بن الجوزي الذي شاهدهم بنفسه فقال” ولقد أصبحت ثاني يوم الكسرة إلى غزة فوجدت الناس يعدون القتلى بالقصب فقالوا “هم زيادة على ثلاثين ألفا” وقد أيده في هذا التقدير كثير من المؤرخين . وغنم الخوارزمية وعسكر مصر أثقال الشاميين وأسلحتهم وأموال وخزائن المنصور صاحب حمص الذي طلب بعد فراره شاشا يتعمم به فلم يجده . وهناعاد له وعيه فتذكر هذه السنة التي وضعها الله جل وعلا لهذه الأمة وعبر عن مضمونها بقوله ” قد علمت أن لما سرنا تحت صلبان الفرنج أنى لا نفلح” لقد أدرك هذه السنة بعد فوات الآوان وحاول التكفير عنها بالإنضمام إلى الصالح أيوب وساعده في استرداد معظم بلاد الشام التي كانت بإيدي أولئك الحكام.
أما الصالح اسماعيل فلم يؤثر عنه أنه ندم على فعلته وقد أسره مماليك الصالح أيوب في سنة 648هجرية وأعدموه في القاهرة .
وقد جرت هذه السنة الربانية في بلاد الشام مرات عديدة وقد وضحنا في هذا المقال و احدة منها لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
كتبه أ.د. علي بن محمد عودة الغامدي.
#عناية_الله_هي_التي_نصرت
#المسلمين_في_عين_جالوت.
فهولاكو اجتاح حلب بجيشه الضخم الذي يزيد عن مئة ألف مقاتل مغولي بالإضافة إلى اتباعهم وحلفائهم
واخذ هولاكو يتاهب للزحف إلى مصر ، وقد أرسل رسالة الإنذار المشهورة إلى قطز وقادة المماليك. ولم يكن بمقدور دولة المماليك الناشئة - التي لا يزال وضعها قلقاً في ذلك الحين - مواجهة هذا الجيش الجبار في معركة مواجهة حاسمة.
والله سبحانه وتعالى وعد نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يسلط على أمته عدو يستأصل شأفتها بالكلية. والمغول اجتاحوا المشرق الإسلامي بأكمله ، ولن يتركهم الله جل وعلا يجتاحون الغرب الإسلامي برمته.
وفجأة جاء الخبر من منغوليا إلى هولاكو بأن الله أهلك أخاه الخان الأكبر منقوقآأن.
وهنا انقلبت خطط هولاكو رأساً على عقب.
فقرر العودة بجيشه إلى منغوليا للمشاركة في اختيار الخان الجديد وترتيب الأمور الخاصة ببيت جنكيزخان ، حتى لا تنفرط وحدة البيت المغولي الحاكم.
وهنا توسل ملك الأرمن النصراني هيثوم لهولاكو أن يُبقي فرقة لمساعدة النصارى على استرداد القدس من المسلمين.
فأبقي هولاكو عشرة الآف فقط بقيادة كتبغا النصراني. ومعه زوجة هولاكو النصرانية دوقوز خاتون
وكان هذا الجيش الصغير هو الذي انتصر عليه المسلمون بقيادة قطز الذي ناهز جيشه اربعين ألف مقاتل.
فعناية الله هي التي حمت المسلمين بهلاك خان المغول وعودة هولاكو بمعظم جيشه إلى منغوليا.
ومن عناية الله الأخرى بالمسلمين أن بركة خان سلطان مغول روسيا ، وابن عم هولاكو ، اعتنق الإسلام وأخذ يضغط على مملكة هولاكو من الشمال ، ويسعى للانتقام منه لقتله الخليفة العباسي في بغداد ، وقد مات هولاكو دون أن يتمكن من الانتقام من المماليك.
وجرت بعد ذلك معارك كبيرة - أكبر من عين جالوت - بين سلالة هولاكو والمماليك وكان النصر في أغلبها للمماليك وذلك في عهود الظاهر بيبرس ، وقلاوون وأبناء قلاوون.
الظاهر_بيبرس_وفتح_أنطاكية
احتل الصليبيون أنطاكية سنة ٤٩١ هجرية وظلت بأيديهم حتى الرابع من رمضان سنة 666 هجرية حين افتتحها الظاهر بيبرس عنوة من أيدي الصليبيين.
وإمارة انطاكية الصليبية وما يتبعها من بلاد تزيد مساحتها عن فلسطين التي يحتلها الصهاينة ، وهي من اغنى الإمارات الصليبية التي أقامها الصليبيون في بلاد الشام والجزيرة الفراتية.

ومدينة انطاكية اكثر مدن الشام تحصينا تحيط بها المرتفعات من الجنوب والشرق ويكتنفها نهر العاصي من الغرب وتكثر بها الغابات والمستنقعات من جهة الشمال ويحرسها سور مرتفع بالغ التحصين طوله 12 ميلاً وبه 360 برجا وتقع قلعة انطاكية على قمة الجبل داخل اسوار المدينة وقد زاد الصليبيون في تحصينها كثيرا.

ولم ينجح الصليبيون في احتلالها قبل 175 سنة الا بعد حصار طويل ومعارك دامية استمرت اكثر من ثمانية اشهر مع أهل السنة من الاتراك والعرب والاكراد.

وتعتبر انطاكية من المدن المقدسة في عالم النصرانية ولذلك اتجهت اليها جيوش الصليبيين قبل القدس , وكانت انطاكية من أغنى وأبهى الامارات الصليبية .

وقد انساق امير انطاكية الصليبي بوهمند السادس وراء حميه هيثوم ملك الارمن في التحالف مع المغول بقيادة هولاكو ضد المسلمين وشاركت قواته معهم في احتلال بغداد سنة 656 وحلب سنة 658 هجرية كما كان بنفسه مع كتبغا وحميه هيثوم في احتلال دمشق سنة 658 وشاركت قواته في التنكيل بالمسلمن مثل المغول.

وقد انتقم الظاهر بيبرس من ملك الارمن هيثوم سنة 664 هجرية فأرسل الجيش الى بلاده في جنوب جبال طوروس ودمرها وعاد ومعه 40 ألف اسير وغنائم لاتحصى.

وقد ارتقى السلطان الظاهر بيبرس بتدريب الجيش المسلم ورفع قدرته القتالية حتى بلغ درجة لم يبلغها من قبل لا في عهد نور الدين ولا في عهد صلاح الدين .

خرج الظاهر بيبرس بجيشه من مصر في 3 جمادى الاخرة 666 هجرية دون ان يفصح لاحد من قادته عن هدفه ووصل الى يافا فتسلمها من الصليبيين بدون قتال.

ثم سار شمالا وحاصر قلعة الشقيف واستولى عليها ثم تسلم بيروت سلما من الصليبيين الذين وقع الرعب في قلوبهم فطلبوا منه الامان فاجابهم الى طلبهم.

وتوجه بيبرس بجيشه الى طرابلس الصليبية وقتل الصليبيين خارجها ودمر قراها وقطع اشجارها وغور مياهها وانهارها بهدف اضعافها حتى يسهل فيما بعد فتحها وتسلم بيبرس من فرسان الاسبتارية الصليبيين حصن الاكراد وانطرطوس وصافينا بالامان بعد ان وقع الرعب في قلوبهم ثم ارتحل بيبرس من عند طرابلس في 24 شعبان دون ان يعرف احد هدفه الحقيقي فوصل الى حمص ومنها الى حماة وقسم جيشه الى ثلاثة اقسام للاطباق على انطاكية .

قسم : أمره ان يستولي على ميناء السويدية وهو ميناء انطاكية ليمنع وصول أي نجدة او حملة قادمة من الغرب لنجدة انطاكية او من دولة قبرص الصليبية.
وقسم : يطوق انطاكية من الشمال ليمنع اي مساعدة من جانب الارمن في جنوب جبال طوروس.
وقسم قاده بيبرس بنفسه للهجوم على انطاكية وانتزاعها من الصليبيين.
وفي يوم الاربعاء أول رمضان 666 أصبح بيبرس بجيشه امام أسوار انطاكية فخرج قائد الصليبيين سيمون بفرقة لمواجهة جيش بيبرس فانزلوا به الهزيمة واسروه واحضروه امام بيبرس فطلب منه ان يعود الى المدينة ليطلب من أهلها تسليمها بالامان حقنا لدمائهم فعاد سيمون الى انطاكية وترك ابنه رهينة لدى بيبرس.

ولم ينجح سيمون ومن معه من رجال الدين باقناع الصليبيين بالتسليم بالامان.

وفي الساعة الرابعة من يوم السبت 4 رمضان 666 أمر بيبرس جنوده بالهجوم وتسلق الجنود اسوار انطاكية بطريقة اسطورية غير مسبوقة وكأنهم الفهود والنمور مما يدل على التدريب الشاق المسبق والعالي لهذه العملية الفريدة .

وبسرعة البرق فتحوا الابواب وتدفقت قوات البطل الظاهر بيبرس الى داخل انطاكية وشرعت في حصد الصليبيين بلا هوادة ولم يبقوا من الصليبيين احدا.

اما نساء وابناء الصليبيين فقد اصبحوا رقيقا للمسلمين وبلغوا من الكثرة ان سعر الغلام انخفض الى 12دينار والجارية الى 6 دنانير والجاموسة درهمين .

اما الاموال من الذهب والفضة والحلي فبلغت من الكثرة حدا انها وزعت على الجنود بالطاسات وليس بالعدد لان انطاكية كانت اغنى الامارات الصليبية.

واستسلمت للظاهر بيبرس سائر القرى والحصون التابعة لانطاكية وحصل منها على غنائم اخرى وفيرة.

اما امير انطاكية بوهمند الذي كان في طرابلس فلم يعلم بسقوط امارتة الا من الرسالة التي ارسلها اليه الظاهر بيبرس يشرح له تفاصيل هذا الفتح الذي تم كما قال في رسالته في التاريخ المشار اليه
رسالة بيبرس إلى الامير بوهمند السادس

« قد علم القومص الجليل [ المبجل المعزز الهمام ، الأسد الضرغام ، بيمند فخر الأمة المسيحية ، رئيس الطائفة الصليبية كبير الأمة العيسوية بيمند المنتقلة مخاطبته بأخذ أنطاكية [ منه ] من البرنسية إلى القومصية ، ألهمه اللَّه رشده ، وقرن بالخير قصده ، وجعل النصيحة محفوظة عنده .

ما كان من قصدنا طرابلس وغزونا له في عقر الدار ، وما شاهده بعد رحيلنا من إخراب العمائر ، وهدم الأعمار ، وكيف كنست تلك الكنائس من بساط الأرض ، ودارت الدوائر على كل دار ، وكيف جعلت تلك الجزائر من الأجساد على ساحل البحر كالجزائر ، وكيف قتلت الرجال ، واستخدمت الأولاد ، وتملكت الحرائر ، وكيف قطعت الأشجار ، ولم يترك إلا ما يصلح لأعواد المجانيق [ إن شاء اللَّه ] والستائر ، وكيف نهبت لك ولرعيتك الأموال والحريم والأولاد والمواشي ، وكيف استغنى الفقير وتأهل العازب واستخدم الخديم وركب الماشي » .

« هذا وأنت تنظر نظر المغشى عليه من الموت ، وإذا سمعت صوتا قلت فزعا :
على هذا الصوت ، وكيف رحلنا عنك رحيل من يعود ، وأخرناك وما كان تأخيرك إلا لأجل معدود . وكيف فارقنا بلادك ، وما بقيت ماشية إلا وهى لدينا ماشية ، ولا جارية إلا وهى في ملكنا جارية ، ولا سارية إلا وهى في أيدي المعاول سارية ، ولا زرع إلا وهو محصود ، ولا موجود لك إلا وهو منك مفقود ، ولا منعت تلك المغاير التي هي في رؤس الجبال الشاهقة ، ولا تلك الأودية التي هي في التخوم مخترفة وللعقول خارقة . وكيف سقنا عنك ولم يسبقنا إلى مدينتك أنطاكية خبر .
وكيف وصلنا إليها وأنت لا تصدق أننا نبعد عنك ، وأن بعدنا فسنعود على الأثر . وها نحن نبلغك بماتم ، ونفهمك بالبلاء الذي عم »

« كان رحيلنا عنك عن طرابلس يوم الأربعاء رابع عشرين شعبان ، ونزولنا أنطاكية في مستهل شهر رمضان . وفى حالة النزول خرجت عساكرك المبارزة فكسروا ، وتناصروا فما نصروا ، وأسر من بينهم كندا اسطبل ، فسأل مراجعة أصحابك . فدخل إلى المدينة ، فخرج هو وجماعة من رهبانك وأعيان أعوانك فتحدثوا معنا ، فرأيناهم على رأيك في إتلاف النفوس بالغرض الفاسد ، وأن رأيهم في الخير مختلف ، وقولهم في الشر واحد ، فلما رأيناهم قد فات فيهم الفوت ، وأنهم قد قدر اللَّه عليهم الموت رددناهم وقلنا : « نحن الساعة لكم نحاصر ، وهذا هو الأول في الإنذار والآخر » فرجعوا متشبهين بفعلك ومعتقدين أنك تدركهم بخيلك ورجلك ، ففي بعض ساعة مر شأن المرشان ، وداخل الرهب الرهبان ، ولان للبلاء القسطلان ، وجاءهم الموت من كل مكان » .
« وفتحناها بالسيف في الساعة الرابعة من يوم السبت رابع شهر رمضان ، وقتلنا كل من أخترته لحفظها والمحاماة عنها ، وما كان أحد منهم إلا وعنده شئ من الدنيا ، فما بقي أحد منا إلا وعنده شئ منهم ومنها . فلو رأيت خيّالتك وهم صرعى تحت أرجل الخيول ، وديارك والنهاية فيها تصول ، والكسّابة فيها تجول ، وأموالك وهى توزن بالقنطار ، وداماتك وكل أربع منهن تباع ، فتشترى من مالك بدينار ، ولو رأيت كنائسك وصلبانها قد كسرت ونشرت ، وصحفها من الأناجيل المزورة قد نثرت ، وقبور البطارقة قد بعثرت. ولو رأيت عدوك المسلم وقد داس مكان القداس والمدبح ، وقد ذبح فيه الراهب والقسيس والشماس ، والبطارقة وقد دهموا بطارقة ، وأبناء الملوك وقد دخلوا في المملكة . ولو شاهدت النيران وهى في قصورك تخترق ، والقتلى بنار الدنيا قبل الآخرة تحترق ، وقصورك وأحوالها قد حالت ، وكنيسة بولص وكنيسة القسيان قد زلَّت كل منها وزالت ، لكنت تقول : « يا ليتني كنت ترابا ، ويا ليتني لم أوت بهذا الخبر كتابا » ، ولكانت نفسك تذهب من حسرتك ، ولكنت تطفى تلك النيران بماء عبرتك . ولو رأيت مغانيك وقد أقفرت من معانيك ، ومراكبك وقد أخذت في السويدية بمراكبك ، فصارت سوانيك من من شوانيك ، لتيقنت أن الإله الذي أنطاك أنطاكية منك استرجعها ، والرب الذي أعطاك قلعتها منك قلعها ، ومن الأرض أقتلعها . ولتعلم أنا قد أخذنا بحمد اللَّه منك ما كنت أخذته من حصون الإسلام وهو : دير كوش ، وشقيف تلميس ، وشقيف كفردنين ، وجميع ما كان من بلاد أنطاكية ، واستنزلنا أصحابك من الصياصي وأخذناهم بالنواصي ، وفرقناهم في الداني والقاصى ، ولم يبق شئ يطلق عليه اسم العصيان إلا النهر ، فلو استطاع لما سمى بالعاصي ، وقد أجرى دموعه ندما ، وكان يذرفها عبرة صافية ، فهو أجراها بما سفكناه فيه دما ».
‏« وكتابنا هذا يتضمن البشرى لك بما وهبك اللَّه من السلامة وطول العمر ، بكونك لم تكن لك في أنطاكية في هذه المدة إقامة ، وكونك ما كنت بها فتكون إما قتيلا ، وإما أسيرا ، وإما جريحا ، وإما كسيرا . وسلامة النفس هي التي يفرح بها الحي ، إذا شاهد الأموات ، ولعل اللَّه ما أخرك إلا لأن تستدرك من الطاعة والخدمة ما فات . ولما لم يسلم أحد يخبرك بما جرى خبّرناك ، ولما لم يقدر أحد يباشرك بالبشرى بسلامة نفسك وهلاك ما سواها باشرناك بهذه المفاوضة وبشّرناك ، لتتحقق الأمر على ما جرى . وبعد هذه المكاتبة لا ينبغي لك أن تكذب لنا خبرا ، كما أن بعد هذه المخاطبة يجب أن لا تسأل غيرها مخبرا »

هذه الرسالة ليس فيها مبالغة فقد اجمعت عليها المصادر.
التسامح الكبير مع الصليبيين جرى زمن عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين.
فلما جاء سلاطين المماليك وعلى رأسهم بيبرس وجدوا أن تلك السياسة لا تنفع مع الصليبيين الذين كانوا لايتركون مسلما حيا في حالة انتصارهم بل قتلوا حتى الحيوانات العائدة للمسلمين بما فيها القطط والكلاب مثلما حدث في القدس.
عندئذ عاملهم بيبرس بنفس سياستهم. والبادئ اظلم.

والظاهر بيبرس كان أمامه خيار قرأني هو قول الله تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ) النحل : اية ١٢٦ .
وقد اختار الظاهر بيبرس الخيار الأول في الآية الكريمة بهدف أن يردع الغرب الصليبي عن تنظيم حملة صليبية كبيرة وإرسالها الى الشام. وقد نجح في تحقيق هذا الهدف فلم يجرؤ الغرب على تنظيم وإرسال حملة صليبية جديدة طوال العصر المملوكي كله رغم مناشدات وخطط المئات من البابوات والدعاة النصارى ورجال الدين المهووسين بالحروب الصليبية للسلطات الحاكمة في الغرب لتنظيم هذه الحملة
#بيبرس_والباطنية_الإسماعيلية
قال عز الدين بن شداد من مآثر بيبرس: ( مافعله بالإسماعيلية، فإنه قهرهم وقسرهم واستعبدهم ، حتى صار يبعثهم لقتل من عاداه وناوأه، ممن بعُد وقرُب) ومن أمثلة ذلك تنفيذ أمره لهم بقتل أمير صور الصليبي فيليب دي مونتفرات سنة ٦٦٧ هجرية.
عزالدين بن شداد ، تاريخ الملك الظاهر/ص ٣١٣
#أبرز_منعطفات_العدوان_الفكري#والعسكري_الغربي_على_أمة#الإسلام_عبر_العصور
لا يوجد في تاريخ الخلائق كلها منذ أن خلقها الله تعالى على هذه الارض أمة بغت على أمة وظلمتها وأذتها مثل ظلم الغرب وبغيه على أمة الاسلام.
وهذه أبرز الأمثلة على طغيان وبغي الغرب على أمة الإسلام.
#صفرونيوس أسقف القدس الذي سلمها لعمر رضي الله عنه سلماً دون قتال سنة 17 هجرية وكتب له عمر العهدة العمرية المشهورة التي اصبحت مضرب المثل في التسامح.
تجول صفرونيوس مع عمر ودخل معه كنيسة القيامة ولما أراد عمر ان يصلي طلب منه يصلي داخل الكنيسة فرفض وقال لو فعلت لاخذها المسلمون وقالوا : (هاهنا صلى عمر) وخرج عمر وصلى امام باب الكنيسة وشاهد صفرونيوس بأم عينيه أسمى وأعظم توحيد في صلاة عمر التى تلقاها من سيد البشر صلى الله عليه وسلم .
وبعد ذلك يلقي صفرونيوس عدة مواعظ في اتباعه ويصف المسلمين بالوثنيين أي ظلم وأي بغي اقترفه صفرونيوس وورّثه لاجيال النصارى من بعده!!!
ويصف صفرونيوس الفتح الاسلامي للقدس الذي لم ترق فيه قطرة دم واحدة برجسة الخراب التي تنبأ بها النبي دانيال وهكذا نزل النبؤة على فتح المسلمين وتناسى صفرونيوس الاحتلال الفارسي للقدس قبل 20سنة من ذلك التاريخ عندما قتل الفرس من النصاري 90 ألفا ودمروا القدس دماراً مابعده دمار. كل ذلك نسيه. وتناسى صفرونيوس مافعله الاباطرة الرومان نيرون وهادريان وتيتوس الذين دمروها بالكامل ونزل نبؤة دانيال على الفتح الاسلامي الذي كان سلمياً.
وقد تبنى المؤرخ الانجليزي الحديث ستيفن رنسيمان نفس رؤية صفرونيوس وافتتح بها الفصل الاول من كتابه(تاريخ الحروب الصليبية) واشهر الكتب عنها كتاب رنسيمان المترجم الى العربية في 3 مجلدات وتجد عنوان الفصل الاول من المجلد الأول(رجسة الخراب) فنزل نبؤة دانيال على الفتح الاسلامي بغى وطغى.
وتظهر في القرن الاول نبؤة ‎#ميثوديوس وتبدو وكأنها كُتبت قبل ظهور الاسلام وهي تصور المسلمين وكأنهم الردة التي تسبق المسيح الدجال التي جاءت في الاناجيل.
وتتوارث أجيال النصارى في بلاد الروم والغرب عقيدة باغية بان المسلمين وثنيين وان دينهم وثني وأنهم الردة الكبرى التي تسبق ظهور المسيح الدجال .
فمن صفاته صلى الله عليه وسلم” الشجاعة والصدق والامانة والوفاء والطهارة والعفاف والزهد...الخ فكل صفاته الفريدة عكسوها وقدموها لجماهيرهم ، ولا اقول هذا تجنيا فقد اعترف بهذا المؤخ الامريكي نورمال دانيال في كتابه الاسلام والغرب فقال(ان سيرة النبي جاءت معكوسة في كتاباتهم بشكل غريب) ومن الذين عكسوا صفاته صلى الله عله وسلم:يوحنا الدمشقي وثيوفانس ونيقتاس هم روم والسيرة التي كتبت في دير بنبلونة في شمال الأندلس.
وغذى الرهبان بتلك الكتابات جماهيرهم لدرجة انه ظهرت في قرطبة حركة بدأت سنة 236 يقوم افرادها بسب النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الصفات المعكوسة.
وتسمي المصادر الغربية تلك الحركة”حركة شهداء قرطبة” وسار على نهجها بعض الدارسين العرب والإسم اللأئق بها "حركة المسعورين المقتولين في قرطبة " فياتي بعض الرهبان الى الشارع أو المسجد أو الى دار القضاء فيسب النبي صلى الله عليه وسلم بكلمات تقشعر منها الابدان من عبارات تلك السيرة السيئة فيستتاب الشاتم من جانب القاضي ولكنه يرفض التوبة فيحكم عليه بالقتل وقد اعدم من اولئك زهاء 50 شخصا وقد اعتبر النصارى اولئك المقتولين قديسين.
ومن المحرضين على تلك الحركة الاسقف أولوخيو وصديقه الفارو  وقدكتبا قصة الحركة وسير المقتولين وفلسفا ونظرا لتلك الافعال في كتب ورسائل عديدة ولكنهما أعدما في نهاية الحركة فهرب اخوة أولوخيو الى سكسونيا في المانيا ونشرا كتبه ورسائله والسيرة المكتوبة في بنبلونة في سائر ارجاء أوربا وترجم امين مكتبة البلاط البابوي انستاسيوس الى اللغة اللاتينية ماكتبه الكتاب الروم من كتابات سيئة عن الاسلام وعن النبي صلى الله عليه وسلم وانتشرت تلك الكتابات الشنيعة عن الاسلام ونبيه في سائر انحاء اوربا واصبحت كما يقول نورمان دانيال بئراً من الكراهية ضد الاسلام يجدد باستمرار .
وبلغت الكراهية للمسلمين ونبيهم حدا مفرطا حتى ان المترجمين الغربيين لما قاموا بترجمة علوم المسلمين اخذوا يقدمونها بوصفها عربية وليست اسلامية نظرا لان كلمة عربي تشير الى عنصر عرقي بينما كلمة اسلام تثير الرعب والكره والفزع والحقد في قلوب الجمهور الغربي بعد تلك الكتابات التي نشروها .
ويتراكم الكره والحقد في قلوب الغرب على الاسلام الى ان يصل حدا لا تحتمله تلك القلوب فينفجر بركانا في اواخر القرن الخامس هو الحروب الصليبية.
لقد كانت الحروب الصليبية حرباً عالمية كبرى بكل المقاييس المادية شنتها اوربا ضد المسلمين في الشرق والغرب واستمرت قرونا تحت شعار الصليب المقدس ولايظن احد ان تلك الحرب مجرد 8 حملات متباعدة كما هي في الكتب فهذا زور وكذب وتدليس على السذج فهي في
2024/05/20 20:09:05
Back to Top
HTML Embed Code: