Telegram Web Link
وقد أثار هذا اللعن الباغي الطاغي الامبراطور مانويل كومنين Manuel Komnenos ( الذي حكم من سنة ٥٣٤ حتى سنة ٥٧٣ هجرية / ١١٤٣ - ١١٨٠ م ).
والمعروف أن أباطرة الدولة البيزنطية ، يسيطرون على كنيسة بلادهم الأرثوذكسية ويفرضون عليها أراءهم ومقترحاتهم في كثير من الأحيان.
وكان الامبراطور مانويل كومنين على قدر عالٍ من الثقافة والمعرفة والفهم ، واعتبر هذا اللعن موجهاً بشكل مباشر للأب الذي يعبده الروم وغيرهم من النصارى ( لأنهم يعبدون ثلاثة أقانيم هي : الأب والإبن والروح القدس ).
وقال : بأن محمداً - صلى الله عليه وسلم - يعبد الأب الذي نعبده نحن المسيحيون ، فكيف يجوز لنا أن نلعنه؟؟؟!!!!
ويتضح من رسائل الامبراطور مانويل وحججه التي ساقها أنه فهم حقيقة العقيدة الإسلامية أكثر بكثير من رجال الدين المتعصبين داخل امبراطوريته ، لذلك صنّف رسالتين شرح فيهما نظريته ودافع عنها.
ولذلك اعتزم مانويل شطب هذا اللعن المقيت من الكتب الدينية الرومية ، فاستدعى البطريرك الأكبر للقسطنطينة ثيودوسيوس بوراد يوتيس Theodosios Boradiotes وكبار القادة الدينيين بالمدينة ، وعرض عليهم اقتراحه ، فهزوا رؤسهم جميعاً بالرفض ، معارضين حتى أن يستمعوا لتفاصيل اقتراحه. وأصروا على أن المقصود باللعن ليس الأب خالق السموات والارض ، وإنما المقصود الرب الصمد المُخْتَرَع من جانب موعمت Moamet...الذي يصفه بأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وأن الأب الرب الذي يؤمن به المسيحيون هو الوالد الذي انبثق منه المسيح.
وقد ترك الامبراطور مانويل المعارضة لاقتراحه تخمد ، وكتب كتاباً مسهباً يشرح فيه اقتراحه وعزمه على شطب ذلك اللعن المقيت ، وتلقى المساعدة من بعض رجال الدين الذين يعملون في البلاط الامبرطوري ، والذين وصفهم المعترضون بالانتهازيين. وقد أورد مانويل في كتابه نصوصاً إسلامية تؤكد أن الرب الذي يعبده محمد صلى الله عليه وسلم هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء.
وقد تضمن كتاب مانويل إدانة ضمنية للأباطرة السابقين ، ورجال الهيئة الكهنوتية السابقين الذين غضوا الطرف عن هذا اللعن المقيت " وتركوا الرب الصادق - الأب - بأن يوضع تحت اللعنة ".
وهذا يثبت ان هذا الامبراطور عرف حقائق الإسلام الصحيحة. وقد قام الامبراطور مانويل بالترويج لكتابه ، ووزعه على المقر البطريركي البيزنطي وبقية الهيئة الكهنوتية ، كما وزعه على مجلس السناتو ومجلس الشيوخ ، والنبلاء العلماء ، فوافق بعضهم على محتويات الكتاب ، وقبول مقترح الامبراطور. ثم كتب الأمبراطور كتاباً ثانياً يدعم فيه اقتراحه ، ويُفصِّل وجهة نظره.
وكان الامبراطور مانويل يعاني في ذلك الحين من مرض عضال ، فانتقل من قصره إلى مكان هادئ على ضفاف البسفور ، بهدف الراحة ، والتفرغ للعناية الكاملة من جانب ألأطباء.
ومن هناك أصدر مانويل أمراً بقدوم الأساقفة وعلماء اللاهوت إلى ذلك المكان لعقد مجمع ديني لمناقشة اقتراحه الذي فصَّله في كتابه الثاني. وأبحر الأساقفة إلى ذلك المكان الذي يقيم فيه الأمبراطور مانويل ، وعندما نزلوا من المراكب استقبلهم أحد المقربين من الأمبراطور ، وأخبرهم انه لن يكون - في مقدورهم في الوقت الحالي - أن يروا الأمبراطور ، لأنه كان مريضاً وحدث له تدهور في صحته ، وأمرهم ان يقرأوا الوثائق والحجج التي وضعها بين ايديهم في كتابه الثاني.
ويبدو أن الأمبراطور امتنع عن مقابلتهم في ذلك الوقت بهدف الضغط عليهم ، وأن يوافقوا على مقترحه بدون مناقشة.
ولزيادة الضغط عليهم اخبرهم ، على لسان مندوبه ، أنه قد يتشاور مع البابا في روما حول اقتراحه!!!
وكان هذا التهديد كفيل بإثارة الرعب والفزع في نفوسهم ، لأنه من المعروف أن العلاقات بين بابوية روما الكاثوليكية وكنيسة القسطنطينية الأرثوذكسية ظلت تتدهور عبر القرون حتى وصلت إلى مرحلة ما يسمى ب " الانشقاق الديني العظيم " بين الجانبين سنة ٤٤٦ هجرية الموافق ١٠٥٤م. وأصبحت الكنيسة الأرثوذكسية في الدولة البيزنطية لا تقبل ان تتدخل بابوية روما في أمورها الدينية.
وقد أثار هذا التهديد رئيس اساقفة ثيسالونيكي Thessaloiki يوستاثيوس Eustathios فامتلأ صدره بالغضب والسخط ، وعبّر عن حقده الدفين إزاء دين الإسلام بعبارات نابية قل نظيرها في التاريخ ، فوصف رب محمد صلى الله عليه وسلم بأنه لايمت بصلة لرب المسيحيين الذي هو خالق الأرض والسماء وخالق كل شيء ، وبغى وطغى بوصف الله جل وعلا بإنه إله لوطي. وانه أستاذ ومعلم لكل شيء بغيض ، وكان هذا الباغي يصرخ بكلماته لدرجة ان بقية الأساقفة ، صُعِقوا بكلماته وأصيبوا بالخرس ، فلم يعقب أحد منهم بشيء على أقواله.
وقد صُعِقَ قارئ وثيقة الامبراطور من هذا الكلام المقيت وعاد إلى الامبراطور ، وأخبره بما حدث ، وقد تألم مانويل من ذلك الكلام السافل ، ولكنه تذرع بالصبر ، وظل يدافع عن اقتراحه ببراعة ، وأعتبر نفسه من نخبة مستقيمي العقيدة بين جميع المسيحيين ، وأعتبر ما قاله رئيس اساقفة سالونيكي تشويه للإيمان الصحيح ، وانه ينبغي أن
تُفْرَض عليه عقوبة عادلة.
وظل الامبراطور متمسكاً بعقيدته التي قدَّمها في كتابيه : وهي أن الله رب السموات والأرض خالق كل شيء ، هو نفسه ألذي يوصف في الإسلام بأنه الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، وهو نفسه الرب الذي يعبده النصارى ويصفونه بإلأب ، ولذلك يجب شطب ذلك اللعن المقيت المكتوب في الكتب والمخطوطات الدينية البيزنطية ، ومعاقبة كل من يشتم الرب الصمد ، لأن ذلك تجديف وسب للإله الحق.
أما أسقف ثيسالونيكي ومن كان على شاكلته ، فكانوا يعتقدون أن الرب الذي يعبدونه هو الرب الحق ، بينما يعبد المسلمون رباً آخر ليس هو - بزعمهم الباطل - الذي خلق الارض والسماء وخلق كل شيء. ولا يجدون حرجاً في شتمه بأقذر الشتائم.
وقد ذهب بطريرك القسطنطينية لمقابلة الإمبراطور ، وابدى ليونة في مخاطبته ، واعتذر له عما بدر من رئيس اساقفة ثيسالونيكي ، ووافق الامبراطور على اعتذار البطريرك ، وحمَّله رسالة لذلك الباغي ، يأمره فيها بأن يكون مُتَبصِّراً في عواقب الأمور ، وأن ينبذ بذاءة اللسان ، وأن لايعود إلى استخدام عبارات وقحة على نحو متطرف.
واخيراً وبعد ان استمع الاساقفة من البطريرك لنص كتاب الإمبراطور الذي يتضمن شطب ذلك اللعن المقيت وافقوا على مضمون الاقتراح ، فجاء أمر الامبراطور لهم بالانصراف على أن يجتمعوا في مقر البطريركية في القسطنطينية ليكتبوا القرار الذي يرضي الإمبرطور.
وفي اليوم التالي اجتمع الأساقفة في المقر البطريركي للتوقيع على نص الاتفاق ، وقد جاء الموظفون الأمبراطوريون إلى المقر منذ وقت الفجر مما يدل على حرص الامبراطور على توقيع الاتفاق.
وما أن انعقد المجمع وقُرِئ نص القرار الذي صاغه الإمبرطور حتى هز الأساقفة رؤوسهم بالرفض مجادلين أن النص مايزال مشتملاً على الكلمات المستحقة للشجب ، ويجب أن تُسْتَبَدْل بكلمات أخرى لا تُعْطي إساءة للعقيدة المسيحية الصحيحة.
وقد اغتاظ الأمبراطور من هذا الموقف للأساقفة ، وحمل بشدة على تقلُّبهم وتلوّنهم ، واتهمهم بأنهم مجردين من كل عقل.
وبعد تأخير وجدل طويل وافق الاساقفة بالكاد على ان يزيلوا اللعنة لرب Moamet موعمت ( محمد صلى الله عليه وسلم ) من الكتب الخاصة بالتعليم بطريقة السؤال والجواب ، ويكتبونها في لعن موعمت ( محمد صلى الله عليه وسلم ) وجميع تعاليمه. وأكدوا وأعلنوا موافقتهم على هذه العقيدة المقيته. ووصلت تلك الاجتماعات والمجامع الدينية نهايتها.
وهكذا نجح أُولئك الأساقفة المتعصبون في تحقيق هدفهم الحقود في إبقاء ذلك اللعن المقيت في كل كتب التعليم الديني داخل الدولة البيزنطية ، وخدعوا الإمبراطور مانويل كومنين بنقل ذلك اللعن المقيت لرب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى لعنه هو وجميع تعاليمه!!!
ومن أعظم وأسمى تعاليمه التي بُعِثَ بها : أن الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد. وبذلك أبقوا ضمناً ذلك اللعن الباغي الظالم. ولم يفطن الإمبراطور مانويل لهذا الخداع ، خاصة وقد اشتد به المرض وبلغ نهايته المحتومة.
هذا المقال ملخص من كتاب كتبته وموثق بمصادره ويقع في نحو ٢٠٠ صفحة. وعنوانه ( العدوان الفكري الرومي " البيزنطي " على الإسلام ). اسأل الله أن يمكنني من طبعه قريباً.
ملخص العُدوان الفكري الرُّومي.pdf
564 KB
ملخص العُدوان الفكري الرُّومي.pdf
‏صورة من .
‏صورة من .
‏صورة من .
‏صورة من .
‏صورة من .
#طليطلة_مركز_ترجمة_علوم
#المسلمين_إلى_اللاتينية
طليطلة احتلها الأسبان سنة 478 هجرية وأصبحت أكبر مركز لترجمة علوم المسلمين إلى اللغة اللاتينية - التي تفرعت منها اللغات الأوربية الحديثة - وماترك المترجمون كتابا علميا الا وترجموه وأفادوا منه. ومن أشهر رعاة حركة الترجمة ريموندو أسقف طليطلة فانكب المترجمون على ترجمة علوم المسلمين في الرياضيات والهندسة والعلوم الطبيعية والفلك والطب والصيدلة وغيرها .

وكان لحركة الترجمة أبعد الأثر في تأسيس نهضة أوربا التي قامت في القرن الخامس عشر الميلادي وتطورت الى أن وصلت الى هذا التقدم الذي نراه في أوربا اليوم.
والحقيقة أن :
الحضارة الاسلامية انتقلت إلى أوربا عبر
#ثلاثة_معابر_أساسية_مرتبة#حسب_أهميتها :

١-الاندلس وهي المعبر الأهم .

٢-صقلية الاسلامية.

٣-الحروب الصليبية .
والبعض لا يولي الحروب الصليبية أهمية في نقل علوم المسلمين الى الغرب نظراً لأن الصليبيين جاءوا محاربين وليس طلاب علم. ورغم ذلك فإننا نجد لتلك الحروب أثر في نقل علوم المسلمين.
فعلى سبيل المثال :

أديلارد الباثي مترجم انجليزي جاء الى الشام زمن الحروب الصليبية (جاء بعد الحملة الصليبية الأولى ) واستقر في إمارة أنطاكية الصليبية ، وبحث عن جداول الخوارزمي وعاد بها إلى أوروبا وترجمها الى اللاتينية فاصبحت من أسس نهضة الغرب .

وليكن معلوما للقراء الكرام أن قصة اديلارد الباثي هذه يكتب فيها رسالة دكتواره بشرط ان يكون الباحث يجيد اللغة الانجليزية.

كتبه. أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#الصحابة_في_القرآن.
إن من المسلم به عند أهل الاسلام المنزلة العالية للصحابة الكرام ، وإن من المسلم به عند أمة الإسلام قديماً وحديثاً إبتداءً بالصحابة الكرام وإنتهاءً بإخر مسلم أن أفضل هذه الامة وسادتها بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام هم الخلفاء الراشدون الاربعة ، ومعلومٌ كفر وزندقة من قال بغير ذلك  ، وسنبين هنا من كتاب الله تعالى المنزلة العالية لهؤلاء الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة ، وذلك كمايلي :
1 – شهد الله تعالى للصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة بالخيرية {كنتم خيرأمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}آل عمران_110 ، ولا ينكر أحدٌ أن الخلفاء الراشدين هم على رأس هذة الأمة إلا جاحدٌ كاذب .
2_نفى الله عن الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  الكفر او الردة نفياً قاطعاً، واثبت لهم الآيمان ، قال تعالى 🙁 آولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين )الانعام 89 ، وقال تعالى 🙁 واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثيرٍ من الامر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) الحجرات 7
3_نفى الله تعالى عن المهاجرين وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة النفاق  ، حيث إشترط سبحانه على المنافقين الهجرة في سبيله ؛ حتى يتحقق إيمانهم ، ويحق للمؤمنين ان  يتخذوهم أولياء ،  قال تعالى عن المنافقين  :(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيراً) النساء 89 ، ولا يُنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة هم من المهاجرين إلا جاحدٌ كاذب .
4_ شهد الله تعالى بإن للصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  الخيرات وشهد لهم بالفلاح ، حيث يقول سبحانه 🙁 لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بإموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون ) التوبة 88 ، ولا يُنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة جاهدوا في سبيل الله بإموالهم وانفسهم إلا جاحدٌ كاذب .
5_ ارشدنا ربنا لاتباع الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  والسير على منهاجهم ،ورضي الله عنهم وغفر لهم وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار:
قال تعالى ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]. ولا يُنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة هم على رأس السابقين الاولين من المهاجرين والانصار إلا جاحدٌ كاذب .
6_تاب على الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  سبحانه وتعالى؛ لما علم صدق نياتهم وصدق توبتهم. والتوبة عمل قلبي محض كما هو معلوم…قال تعالى :﴿ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ ﴾ [التوبة: 117]. ، ولا يٌنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة هم ممن شملتهم هذة الاية إلا منافقٌ كذاب .
7_وعد الله جل وعلا عباده المؤمنين من الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  بإقامة  دولة خلافة الاسلام الراشدة ، واوفى ربنا لهم بذلك، قال تعالى :{ﻭﻋﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻣﻨﻜﻢ ﻭ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﺼّﺎﻟﺤﺎﺕ ﻟﻴﺴﺘﺨﻠﻔﻨّﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ
ﻛﻤــﺎ ﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟّﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ﴾ ‏(ﺍﻟﻨﻮﺭ:ﺍﻵﻳﺔ 55‏) ، ولا ينُكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة كانوا قادةً لجند الله الذين استخلفهم الله على ارضه ودينه بعد وفاة رسوله إلا منافقٌ دجال .
8_أخبرنا عز وجل بصدق بواطن الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  وصلاح نياتهم فرضي عنهم ،قال تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18]. ولا يُنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة كانوا على رأس أهل بيعة الرضوان إلا منافقٌ جاحد .
9_
9_ زكى الله ظواهر الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  وأثنى الله عليهم وذكر بعض صفاتهم ، واغاظ بهم الكفار، قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29]. ولايُنكر أحدٌ أن الخلفاء الاربعة كانوا أقرب الصحابة مجلساً ومرافقةً للنبي الكريم إلا جاحدٌ كذاب .
10- لا يستطيع احد أن يبلغ درجت الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  عند الله مهما فعل ،قال تعالى ﴿ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَن ْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً ﴾ [الحديد: 10]
11_الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  هم الصادقون حقا بشهادة الله لهم ، قال الله جلَّ وعلا: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر:8].
12_شهد الله للصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  بالايمان وزكى بواطنهم ، قال تعالى :(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) الفتح 4
،وقال تعالى :{والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر: 9].}
13_شهد الله تعالى للصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة  بإنهم أهل التقوى ، وأحق بها من غيرهم ، قال تعالى :(إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا إحق بها وأهلها وكان الله بكل شيءٍ عليماً  ) الفتح 26 ، ولا ينٌنكر أحدٌ أن الخلفاء الراشدين هم ممن شملتهم هذة الآية إلا كاذبٌ أشر .
14_ ارشدنا ربنا الكريم الى الدعاء للصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين الاربعة ، قال الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].
فما كان الصحابة خير امةٍ ، وما نفى الله عنهم الكفر والنفاق ، وما كانوا اصحاب الايمان الحقيقي ، وما ارشدنا ربنا الى اتباعهم ، وما كانوا اهل الصدق ، وشهد الله لهم بالتقوى؛ إلا لإنهم جميعاً عدول غير مجروحين ، قال تعالى :{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }البقرة_143 ، والوسط العدل أي جعلناكم عدولا لتنقلوا الإسلام من بعدكم وهذا ما فعلوه فأوصلوا الإسلام إلى السند والهند وإفريقيا والفرس والروم والشام وأروبا فلو لم يكونوا عدولا لما حمّلوا أنفسهم مشقة الهجرة من بيوتهم وفرشهم إلى أقصى الأرض وغربها ليعرفوا الناس الإسلام.
فالله جل وعلا ارشدنا الى اتباع سبيل هؤلاء المهاجرين والانصار واقتفاء اثرهم ،وهؤلاء المهاجرين والأنصار لم يجدوا افضل من أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ليكونوا قادةً لهم وخلفاء للنبي عليه الصلاة والسلام ،فإن اتبعناهم في ما ارتضوه لانفسهم فقد شملنا قوله تعالى :” والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها اﻷنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ” ، وان رفضنا ذلك وقدحنا وطعنا في هؤلاء الصحابة فقد شملنا الوعد الالهي ،قال تعالى : “ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين كنوله ماتولى ونصله جهنم وسآءت مصيراً “. فاختر يا مؤمن لنفسك ماشئت!!
والحمد لله رب العالمين.
الإمامة_والرد_على_الرافضة_للإمام_أبو_نعيم_الأصبحاني_.pdf
7.7 MB
الإمامة_والرد_على_الرافضة_للإمام_أبو_نعيم_الأصبحاني_.pdf
#الحروب_الصليبية_ليست_ثمان
#حملات
#انها_مثل_أمواج_البحر
من الاخطاء الشائعة في كتب التاريخ وفي مناهج المدارس العربية : أن عدد الحملات الصليبية ثمان حملات فقط.
والحق أن الحروب الصليبية حرب عالمية استمرت ضد أمة الاسلام عدة قرون ولم تتوقف الا في عدة هدن قليلة ومتباعدة ولم يمر عام واحد إلا وجاء محاربون صليبيون لقتال المسلمين وبعضهم يأتي على هيئة حجاج ثم ينضمون للجيوش الصليبية في بلاد الشام وساضرب بعض الامثلة على بعض الحملات التي وقعت بين رقم الحملة الاولى سنة 490 هجرية وبين الحملة الثانية سنة 542 هجرية.

فما أن سمع الغرب الأوربي بنجاح الحملة الصليبية الاولى حتى أخذته الحماسة فجرد ثلاث حملات ضخمة تناهز في العدد الحملة الصليبية الاولى سنة 494 هجرية ويسمونها في الغرب حملات سنة 1101م ولم تأخذ رقما في كتب التاريخ وقد دمرها الاتراك المسلمون بأكملها في اسيا الصغرى بقيادة كمشتكين بن دانشمند ولم يصل منها الابضع مئات .

وجاءت بعدها حملة بحرية أنجليزية وحملة بحرية اخرى أرسلتها البندقية. وفي سنة 502 جاءت حملة سويدية بقيادة ملك السويد سيجورد وساعدت ملك مملكة بيت المقدس الصليبية بلدوين الأول على احتلال صيدا.
وتلك الحملات الصليبية أشبه بموجات البحر ، موجة في اثر موجة ، وقد تكون موجة عالية وأخرى أقل منها....

وهكذا استمرت الحملات الصليبية تتدفق بدون توقف حتى زمن الحملة الثانية التي حازت رقما في كتب التارخ ، ولذا لزم التنبيه على هذا الخطأ الشائع في كتب التاريخ وخصوصا في المناهج الدراسية فهي حرب عالمية شنها الغرب الصليبي على أمة الاسلام ولاتزال قائمة الى اليوم.
ومن الحملات التي لم تأخذ رقماً ضمن الارقام الثمانية : حملة دعا إليها البابا جريجوري التاسع فوجدت قبولاً لدى ثيبوت الرابع ملك نافار وأمير شامبني الذي وصل إلى فلسطين سنة ٦٣٧ هجرية بحملته ووصل معه صديقه القديم بطرس موكليرك دوق بريتاني بجيشه. واستولت هذه الحملة على عسقلان المدمرة تحصيناتها منذ الحملة الصليبية الثالثة. بهدف اتخاذ عسقلان قاعدة لاحتلال دمشق.
ولكن هذه الحملة الصليبية واجهت مصيرها المحتوم حيث كان يرابط في غزة أحد ابطال جيش مصر وهو ركن الدين الهيجاوي ، فتقدم بقواته خارج غزة والتقى بجيش تلك الحملة وأنزل بالصليبيين هزيمة ساحقة في منتصف ربيع الآخر سنة ٦٣٧ هجرية / نوفمبر ١٢٣٩م.وقتل من الصليبيين ألف وثمان مئة رجل ، وأسر منهم ثمانين فارساً ومائتين وخمسين رجلاً ، وفرت فلول أخرى إلى عكا ، وسيق الأسرى يجرون أذيال الخيبة والندامة إلى القاهرة.

ومن البراهين أيضاً على خطأ أن الحروب الصليبية ثمان حملات ماحدث بعد الحملة الثامنة سنة 669 هجرية من حملات كثيرة مثل : الحملة الصليبية على مدينة المهدية في تونس والحملة الصليبية على الاسكندرية والحملة الصليبية على أنطالية والحملة الصليبية على أزمير والحملة الصليبية على الدولة العثمانية( حملة نيقوبوليس ) .

وحملات أخرى كثيرة لاحصر لها قام بها القراصنة القطلان(الذين هوى معظم شبابنا اليوم مع فريقهم برشلونة) والقراصنة القبارصة وقراصنة القديس يوحناوغيرهم.

وعمت تلك الحملات والغارات العدوانية معظم سواحل وموانئ الشام ومصر وشمال افريقيا وتركيا طوال القرون الثامن والتاسع والعاشر الهجرية ومابعدها!!
كتبه. أ . د / علي بن محمد عودة الغامدي.
#شيخ_الإسلام_ابن_تيمية
#رحمه_الله
#ينقذ_دمشق_من_مذبحة
#مغولية_صليبية

كان ملك مغول فارس غازان قد اعتنق الإسلام سنة ٦٩٤ هجرية قبيل وصوله إلى العرش في السنة التالية ، ولكنه ظل يضمر الحقد لدولة المماليك ويعتبر نفسه أحق من المماليك بامتلاك الشام ومصر.
وفي سنة ٦٩٩ هجرية قام غازان بحملة كبيرة لاحتلال الشام وانضم إليه الأرمن والكرج النصارى ، وبلغ جيشه مئة الف وانزل الهزيمة بسلطان المماليك محمد بن قلاوون في معركة الخزندار واحتل دمشق.
ونهب رافضة جبل عامل في لبنان - وهم أجداد حسن زميرة وحزبه - الجنود الهاربين من هزيمة الخازندار ، وقتلوهم ، وأسروهم ، وباعوا ما نهبوه منهم من مملكة قبرص الصليبية.
وبذل ملك الكرج لغازان أموالاً جزيله على أن يُمكِّنهُ من الفتك بالمسلمين من أهل دمشق ، وبدا وكأن غازان سيوافق على طلب ملك الكرج ، ووصل الخبر إلى شيخ الإسلام ابن تيمية ، فقام من فوره وشجع المسلمين على الصبر ورغَّبهم في الشهادة ووعدهم على قيامهم النصر والظفر والأمن وزوال الخوف ، وانتخب منهم رجال من وجوههم وكبرائهم ، وذوي أحلامهم ، فخرجوا معه الى ملك المغول غازان ، فلما رآهم غازان سأل من هؤلاء ، فقيل له هم رؤساء دمشق ، فأذِن لهم فحضروا بين يديه ، فتقدّم شيخ الإسلام ، فلما رآه غازان أوقع الله له في قلبه هيبة عظيمة فأدناه منه وأجلسه وأخذ الشيخ يُكلِّم غازان في عكس ما كان يغريه به ملك الكرج بتمكينه من ذبح أهل دمشق مقابل الأموال الكثيرة ، وضمن لغازان بعض المال ووعظه وذكَّره بحرمة دماء المسلمين ، فأجاب غازان طلب شيخ الإسلام. وحُقِنت بسببه دماء المسلمين وحُميت ذراريهم وصين حريمهم.
وذكر بعض المرافقين للشيخ أنه كان يُحدِّث غازان بقول الله ورسوله في العدل ويرفع صوته عليه حتى جثا على ركبتيه وجعل يقترب منه أثناء حديثه حتى كادت ركبتيه تلاصق ركبتي غازان وهو مُقبل عليه بكليته ، مُصغ لما يقول شاخص إليه لا يعرض عنه.وأجاب غازان شيخ الاسلام في كل طلباته ومنها إطلاق سراح الأسرى الذين في قبضته من المسلمين ومن نصارى الشام من أهل ذمة المسلمين.
وبعد أن عرف غازان من هو شيخ الإسلام قال لخاصته : إني لم أرَ مثله ولا أثبت قلباً منه ولا أوقع في حديثه من قلبي ولا رأيتني أعظم انقياداً مني لأحد منه.
وعرض غازان على شيخ الإسلام أن يُعمِّر له مسقط رأسه " حران " ويوليه عليها لكن شيخ الإسلام أجابه بأنه لايرغب عن مُهاجر ابراهيم ولن يستبدل به غيره.

كتبه أ.د.
علي بن محمد عودة الغامدي.
2025/06/30 07:37:14
Back to Top
HTML Embed Code: