كلام له فيه وصف فتنة مقبلة]
١٠٢ - ومن كلام له يجري مجرى الخطبة
وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين لنقاش الحساب (١)
وجزاء الأعمال، خضوعا قياما قد ألجمهم العرق، ورجفت بهم الأرض.
فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا ولنفسه متسعا (منه) فتن
كقطع الليل المظلم. لا تقوم لها قائمة (٢)، ولا ترد لها راية،
تأتيكم مزمومة مرحولة، يحفزها قائدها ويجهدها راكبها. أهلها
قوم شديد كلبهم، قليل سلبهم (٣). يجاهدهم في سبيل الله قوم أذلة
عند المتكبرين. في الأرض مجهولون، وفي السماء معروفون. فويل
لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس (٤).
_
(١) نقاش الحساب الاستقصاء فيه (٢) لا تثب لمعارضتها قائمة خيل، وقوائم الفرس
رجلاه أو أنه لا يتمكن أحد من القيام لها وصدها. وقوله مزمومة مرحولة قادها وزمها
وركبها برحلها أقوام زحفوا بها عليكم، يحفزونها أي يحثونها ليقروا بها في دياركم
وفيكم يحطون الرحال (٣) السلب محركة ما يأخذه القاتل من ثياب المقتول وسلاحه
في الحرب، أي ليسوا من أهل الثروة (٤) الرهج بسكون الهاء، ويحرك: الغبار، والحس
بفتح الحاء الجلبة والأصوات المختلطة. قالوا يشير إلى فتنة صاحب الزنج وهو علي بن محمد
ابن عبد الرحيم من بني عبد القيس ادعى أنه علوي من أبناء محمد بن أحمد بن عيسى
ابن زيد بن علي بن الحسين، وجمع الزنوج الذين كانوا يسكنون السباخ في نواحي
البصرة وخرج بهم على المهتدي العباسي في سنة خمس وخمسين ومائتين، واستفحل
أمره وانتشرت أصحابه في أطراف البلاد للسلب والنهب، وملك إبلة عنوة وفتك بأهلها،

-----------------------------

شارك وكسب اجر ابنى لك قصور فى الجنة مثل حبك لدنيا اقوال وحكم الامام علي عليه السلام 👇👇👇
https://www.tg-me.com/AliAbnAbiThalb1
قال أميـر المؤمنيـن الإمـام ﴿ علي ﴾ "ع"

﴿ الْمَطَلُ عَذابُ النَّفْسِ. ﴾
﴿ الْيَـأْسُ يُريـحُ النَّفْسَ. ﴾
قال أميـر المؤمنيـن الإمـام ﴿ علي ﴾ "ع"

﴿ المَوْتُ أهْوَنُ مِنْ ذُلِّ السُّؤال. ﴾
وقال ﴿ الإِمام ﴾ عليه السلام من [بحر المتقارب]:

إذا النائباتُ بلغْنَ المَدى
وكادتْ تذوبُ لهنَّ المَهَجْ

وحلَّ البلاءُ وبانَ العزاءُ
فعند التناهِي يكونُ الفرَجْ
شعر الصحابي حسان بن ثابت في يوم الغدير:

يناديهم يوم الغدير نبيهم
بخم وأسمع بالرسول مناديا

فقال: فمن مولاكم ونبيكم؟
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

: إلهك مولانا وأنت نبينا
ولم تلق منا في الولاية عاصيا

فقال له: قم يا علي؟ فإنني
رضيتك من بعدي إماما وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه
فكونوا له أتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم؟ وال وليه
وكن للذي عادا عليا معاديا

#يوم_الغدير
#يوم_الولاية

https://www.tg-me.com/AliAbnAbiThalb1
هل تريدون قصه مقتل الإمام الحسين عليه السلام
Anonymous Poll
95%
نعم
5%
لا
تل الإمام الحسين عليه السلام
فلما تتابع أصحاب الحسين واحداً تلو الآخر يتسابقون إلى الموت، ويحتسبون أنفسهم عند الله تعالى، مقدمين أنفسهم فداء للحسين وآل الحسين، ثم تتابع أهل البيت فكان علي بن الحسين الأكبر أولهم قتلاً في سبيل الله، وتتابع آل عقيل وآل جعفر وإخوة الحسين وأولاد أخيه الحسن حتى قتلوا عن آخرهم، وبقي الحسين وحيداً في أرض المعركة يلتفت يميناً وشمالاً فلا يرى مغيثاً ولا ناصراً، وهو يرى جثث أصحابه وأهل بيته عن يمينه ويساره ومن أمامه وخلفه، قد مزقتهم السيوف والرماح، وينظر إلى النساء ليس معهن من يحميهن أو يدفع عنهن، ويعلم مصيرهن بعده، وفي تلك الأثناء العطش يكاد يفتت كبده، ويضعف جهده، وينهك جسده، وجيش العدو قد ارتفعت معنوياتهم، واستبشروا بخسرانهم.
وجاء دور الأسد فقد قتل الأشبال، وحان وقت الوفاء لأولئك الأبطال.
فتقدم الحسين عارفاً بمصيره، محتسباً لنفسه، ناسياً كل تلك الأمور التي كل واحد منها كاف في ضعفه ووهنه وفشل موقفه، فلم يخضع ولم يتضعضع.
ثم إن الحسين عليه السلام دعا إلى البراز، فلم يزل يقتل كل من خرج إليه من عيون الرجال، حتى قتل منهم مقتلة عظيمة.
وصار يقاتل قتال اللَّيث عن عرينه، مَن عن شماله وعن يمينه، يغتنم الفرصة، ويطيل الحملة، ويقصر الحركة، فيكافؤهم تارة، ويزحزحوه أخرى، حتى عجب الناس من أمره، وهو يصول عليهم ويجول فيهم، حتى فرقهم وطردهم كما يطرد الأسد قطيع الفريسة، وهم يفرون منه كما تفر الغنم من الذئب.
ثم تقدم شمر بن ذي الجوشن لعنه الله في قبيلة عظيمة فقاتلهم الحسين بأجمعهم وقاتلوه حتى حالوا بينه وبين رحله، فصاح بهم الحسين عليه السلام عة آل سفيان، إن لم يكن بكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعواناً كما تزعمون.
فناداه شمر لعنه الله: ماذا تقول يا حسين؟
فقال الحسين عليه السلام: أقول أنا الذي أقاتلكم وتقاتلوني، والنساء ليس لكم عليهن جناح، فامنعوا عتاتكم وطغاتكم وجهالكم عن التعرض لحرمي ما دمت حياً.
فقال الشمر: لك ذلك يا ابن فاطمة.
ثم صاح الشمر بأصحابه: إليكم عن حريم الرجل، واقصدوه في نفسه، فلعمري إنه لكفو كريم.
فأقبل نحوه شمر في الرَّجالة، فجعل الحسين يشد عليهم، فينكشفون عنه، وعليه قميص خز، وكان عبد الله بن عمار بن عبد يغوث يقول: والله ما رأيت مثكولاً قط قُتلَ ولدُه وأهلُ بيته وأصحابُه أربط جأشاً منه، ولا أمضى جناناً، ما رأيت قبله ولا بعده مثله، إن كانت الرجال تنكشف عن يمينه وعن يساره انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب.
فجعل عليه السلام يحمل عليهم ويحملون عليه، وهو مع ذلك يطلب شربة ماء، فلم يجد إليها سبيلاً، فكل ما حمل إلى جهة الفرات لشرب حملوا عليه وحالوا بينه وبينه.
فقال شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ويلكم حولوا بينه وبين الماء.
فلما دنا ليشرب، فرماه حصين بن تميم -لعنه الله- بسهم فوقع في فمه، فجعل يتلقى الدم، ويرمي به إلى السماء، ويقول: (اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العتاة الطغاة، احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً).
ثم حمل عليهم كالليث المغضب، فجعل لا يلحق منهم أحداً إلا لفحه بسيفه لفحة تلحقه بالأرض، وجعل يقتل فيهم ويجرح، ويطعن ويضرب ولا يبالي، وهم بين راشق ورامي له بالحجارة و السهام، وطاعن له بالرمح، وضارب له بالسيف، من أمامه وخلفه وعن يمينه ويساره، وهو يناجزهم وينتهز فرصة الخلل فيهم، مستعيناً بالله عليهم، متيقناً بما يؤول إليه أمره من الفوز بالشهادة، وعارفاً بعاقبة أمرهم من الخزي والوبال، فصارت الدماء تسيل من كل عرق ومفصل ومنبت شعرة في جسمه فكأنه قربة ماء مخرقة من جميع الجوانب والأنحاء، ولا يكاد يوجد موضع أصبع في جسمه إلا وقد رمي بسهم أو طعن بسيف أو رمح، فأضعفته الجراح، وأنهكته الدماء، والسهام تقصده من كل جانب وناحية، وهو يتلقاها بصدره ونحره وهو يقول: يا أمة السوء بئس ما خلفتم محمداً صلى الله عليه وآله وسلم في عترته، أما إنكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله، بل يهون عليكم عند قتلكم إياه، وأيم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.
فصاح به الحصين: يا ابن فاطمة وبماذا ينتقم لك منا؟.
قال الحسين عليه السلام: يلقي بأسكم بينكم، ويسفك دماءكم، ثم يصب عليكم العذاب صباً.
ولم يزل يحمل عليهم حتّى أثخنته جراحاته، فوقف ليستريح فرمي بحجر فوقع في جبهته فسالت الدماء على وجهه ولحيته، فرفع ثوبه ليمسح الدم عن وجهه، فرماه أبا الجنوب عبد الرحمن الجعفي بسهم فوقع في جبهته، قلبه، فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كالميزاب، فوقف بمكانه لا يستطيع أن يحمل.
فصاح شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد أوثقته السهام؟ احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم، فحملوا عليه من كل جانب.
فحملوا عليه جميعاً فطعنه صالح بن وهب المزني على خاصرته، وضربه آخر بالسيف على كتفه حتى سقط على الأرض فوقع من ظهر فرسه إلى الأرض
فصاح شمر بن ذي الجوشن لعنه الله: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد أوثقته السهام؟ احملوا عليه ثكلتكم أمهاتكم، فحملوا عليه من كل جانب.
فحملوا عليه جميعاً فطعنه صالح بن وهب المزني على خاصرته، وضربه آخر بالسيف على كتفه حتى سقط على الأرض فوقع من ظهر فرسه إلى الأرض
أيمن طريحاً صريعاً، وهو يقول: (بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله)، ثمّ قام فضربه زرعة بن شريك على كتفه اليسرى، وضربه آخر على عاتقه فخرّ على وجهه وجعل ينوء برقبته ويكبو، فطعنه سنان في ترقوته، ثمّ انتزع السنان فطعنه في بواني صدره، ورماه سنان أيضاً بسهم فوقع في نحره، فجلس قاعداً ونزع السهم وقرن كفيه جميعاً حتّى امتلأتا من دمائه فخضّب بهما رأسه ولحيته وهو يقول: هكذا حتى ألقى الله مخضباً بدمي، مغصوباً عليّ حقّي، فيسألكم بأي ذنب استحللتم قتلي.
ومكث طويلاً من النهار وكل يتقي أن يقتله، وهو لا يستطيع حراكاً، ولا يقدر على الدفاع عن نفسه، وقد تغطى جسده بالدماء كأنه قد لبس ثوباً أحمر.
فأقبل عليه عمر بن سعد لعنه الله حتى وقف عليه فقال لأصحابه: انزلوا إليه فاحتزوا رأسه.
فلما أيسوا من دفاعه وتيقنوا أنه عاجز عنهم نزل إليه نصر بن خرشة الضبابي لعنه الله وكان أبرص، فضربه بجله فألقاه على قفاه، ثم أخذ بلحيته، فقال له الحسين عليه السلام: أنت الأبقع الذي رأيتك في منامي، فقال: أو تشبهني بالكلاب يا ابن فاطمة، فجعل يضرب بسيفه لعنه الله على مذبح الحسين، وهو يقول:
أقتلك اليوم ونفسي تعلم ... علماً يقيناً ليس فيه مزعم ...
ولا محال لا ولا تأثم ... أن أباك خير من تكلم
وأن مأوانا إلى جهنم
فتقدم شمر بن ذي الجوشن إليه، فقال لخَولّي بن يزيد بن الأصبحي: حز رأسه، فأراد ذلك، فرمقه الحسين عليه السلام بعينيه، فضعف وارتعد.
فقال له سنان: فتّ الله عضدك، وأبان يدك، فنزل إليه سنان فذبحه، ورفع رأسه إلى خولي.
ثم تسابق الظالمون في سلبه ونزع لباسه حتى عروه وجردوه عن كل شيء.

قناه اقوال وحكم الإمام علي (ع) تابعونا على التليجرام على الرابط التالي 👇

https://www.tg-me.com/AliAbnAbiThalb1
السلب للحسين عليه السلام
تسابق الطغاة المجرمون، وتسارع اللصوص السلابون، إلى عملية إجرامية عالية المستوى في اللؤم والوقاحة، إلى سلب ما كان على الإمام الحسين من لباس، فمنهم من سلب عمامته، ومنهم من أخذ قميصه، ومن أخذ خاتمه وقطع إصبعه، وقد وصلت بهم الدناءة والحقارة إلى أن منهم من انتزع سراويل الحسين عليه السلام، ومنهم من نهب نعليه، ولكن الله تعالى عاقبهم جميعاً.
فقد أخذ سيفه الأسود بن حنظلة التميمي.
وأخذ قميصه جعفر بن الوبر الحضرمي فلبسه فصار أبرص وسقط شعره.
وأخذ سراويل الحسين عليه السم يحيى بن عمرو الجرمي فلبسها فصار زمناً مقعداً من رجليه.
وأخذ قطيفته قيس بن اشعث بن قيس، وكان يقال له: قيس القطيفة، فكانت يداه تقطران دماً إذا أشتى، وإذا أصاف يبستا، وعادتا كأنهما عود يابس وأخذ برنسه مالك بن بشير الكندي، وكان من خز، فأتى به أهـله، فقالت امرأته بنت عبدالله بن الحارث: أسلب الحسين يدخل بيتي؟ أخرجه عني، فلم يزل محتاجاً حتى مات.
وأخذ عمامته جابر بن يزيد اودي، فاعتم بها فصارمجذوماً.
وأخذ درعه مالك بن بشر الكندي، فلبسه فصار معتوهـاً.
بعض الآيات الكونية بعد قتله
ولما قتل الحسين عليه السلام اسودت السماء وظهرت الكواكب نهاراً حتى رؤيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.
وارتفعت غبرة شديدة سودآء فظن القوم أن العذاب قد أتاهـم، وبقيت ساعة ثم انجلت.
وبقوا زماناً بعد مقتل الحسين والشمس تطلع محمرّة على الحيطان والجدران بالغداة والعشي.
وكانوا لا يرفعون حجراً الاّ وجدوا تحته دماً
وقال الأسود بن قيس: احمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يرى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم محمّد بن سيرين، قال: لم تكن ترى هذه الحمرة في السماء حتى قتل الحسين بن علي.
وعن أم سالم قالت: لما قتل الحسين بن علي مطرنا مطراً كالدم على البيوت والجدر.
قال: وبلغني أنه كان بخراسان والشام والكوفة.
وعن أمّ سلمة قالت: لما قتل الحسين رضي الله تعالى عنه مطرنا دماً.
وعن ابن سعد قال: ما رفع حجرٌ في الدنيا لما قتل الحسين وتحته دم عبيط، ولقد مطرت السماء دماً بقي أثره على الثياب مدة حتى تقطعت.
وعن أم حيان قالت: يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثاً، ولم يَمَسَّ أحد من زعفرانهم شيئاً فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجر ببيت المقدس إلا أ صبح تحته دم عبيط.
وعن أبي حميد الطحان قال: كنت في خزاعة فجاؤوا بشيء من تركة الحسين فقيل لهم ننحر أو نبيع فنقسم قال: انحروا، قال: فجلس على جفنة فلما وضعت فارت ناراً.
وروي أنه لما قتل الحسين عليه السلام انتهب جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم فأكفؤوها.
ثالثا
وطئ الجسد الطاهر بالخيول
انتدب عمر بن سعد عشرة من الفرسان ليقوموا بوطئ جسد الإمام الحسين وأصحابه بحوافر الخيول، فداسوا البطون والظهور حتى كسروا الأضلاع، وأعطاهم على ذلك جائزة يسيرة، وهذه المثلة بأجساد القتلى لم يسبقهم إليها غيرهم من جبابرة التاريخ.
فقد قال عمر بن سعد: هـكذا أمرنا عبيدالله بن زياد أن نصنع به فانظر إلى عظيم ما أتوه، وفحش ما ارتكبوه، فقاتلهم الله أنى يؤفكون، والبهيمة تحرم المثلة بها عند جميع المسلمين، فكيف بسبط النبوءة وثمر الوصية، وسيد شباب أهـل الجنة، سم الله عليه وصلواته ورضوانه.
رابع
ماوجد على قميصه وجسده
وروي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السم: أنه وجد في الحسين بن علي عليهما السم: ثث وثثون طعنة، وأربع وأربعون ضربة، ووجد في جبة خز دكناء كانت على الحسين عليه السم مائة خرق، وبضعة عشر خرقاً ما بين رمية وطعنة وضربة.
وعن الشعبي: وجد في ثوب الحسين عليه السم مائة خرق، وبضعة عشر خرقاً من الضرب والطعن والرماح والسهام.
وروي عن بعضهم أنه قال: لم يضرب أحد في اسم منذ كان أكثر من ضرب الحسين عليه السم، وجد به مائة وعشرون ضربة بسيف ورمية، وخذف بحجر
خامس
النهب النساء والخيام وإحراقها
لم يكتف جلاوزة بني أمية، أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله، بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام بسلبه ورضّ جسده الطاهر بحوافر الخيل، بل جاوزوا ذلك فعدوا على المخيم لنهب ما فيه، فقد هجموا وهم على خيولهم بكل وحشية على خيام الإمام الحسين، حتى سحقوا سبعة من الأطفال تحت حوافر الخيل أثناء الهجوم، ولقد كان ذلك الهجوم على العائلة المفجوعة بعيداً عن الرحمة والإنسانية، وتسابقوا القوم إلى نهب بيوت آل الرسول، وهتك ستر حُرم رسول الله صلى الله عليه واله بسلب ما عليهّن من حلي بصورة مفجعة يندى لها جبين كلِّ غيور حتى لوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، وكانت المرأة تجاذب على إزارها وحجابها حتى تغلب على ذلك، والطغاة يسوقون النساء برماحهم، وينتزعون خروصهن من آذانهن حتى يسيل الدم، وهن يلذن بعضهن ببعض، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة، وهن يصحن «وا جداه! وا أبتاه! وا علياه! وا قلة ناصراه! واحسيناه! أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟».
ولم يكن هذا كافياً فلما فرغ القوم من النهب والسلب، أمر عمر بن سعد بإحراق الخيام، فأضرموا الخيم ناراً، ففررن بنات رسول الله من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء، وهن صائحات باكيات، وبعد ذلك الهجوم والإحراق أخذت السيدة زينب تتفقد النساء والأطفال، وتنادي كل واحدة منهن باسمها، وتعدهم واحداً واحداً، وتبحث عمن لا تجده مع النساء والأطفال، بل إنها قامت بعملية فدائية منقطعة النظير، ومغامرة خطيرة، حيث تقحمت النيران ودخلت الخيمة التي كان يتواجد فيها الإمام زين العابدين، وهو عليل لا يستطيع القيام، فأخذته وأخرجته من بين النيران، يا لها من تضحية كبيرة
: قطع الرؤوس
لم يكتف الطغاة المستأجرون بتلك الأفعال الشنيعة، فقد ارتكبوا جريمة أخرى من الجرائم الفظيعة التي شهدتها كربلاء، وهذه الجريمة كشفت نقاباً آخر عن خبث سريرة النظام الأموي، فبعد انتهاء معركة الطف صدر أمر عمر بن سعد بقطع الروؤس فقطعت وأقتسمتها القبائل للتقرب من ابن زياد ويزيد، الذي سبق وأن أصدر أوامره بقطع رأس الحسين إلى والي المدينة بأخذ البيعة وإلا قطع رأسه، وقد نفذ هذه الأوامر عمر بن سعد على أرض كربلاء، وفرح وهلل له ابن زياد، فكانت القبائل والعشائر تتنافس في قطع تلك الرؤوس الطاهرة وقد سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الإمام الحسين عليه السلام مع خِوَلِّي بن يزيد الأصبحي، إلى عبيد الله بن زياد، ثم أمر برؤوس الشهداء الباقين، ما عدا رأس الحر الرياحي الذي منعت عشيرته من قطع رأسه، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج، فأقبلوا حتى قدِموا على ابن زياد.
رابع: سوق الذرية الطاهرة كالسبايا
ليست هذه نهاية الجرائم، ولم تنته الأحداث بعد، والظلم لا زال في بداياته، فبدلاً من مواساة العائلة المفجوعة، التي قد صرع رجالها، وهم مزملون بدمائهم، وأطفالها مذبحون، والأموال قد نهبت، والأزر والأردية والمقانع قد سلبت، والظهور والمتون قد سودتها السياط وكعاب الرماح ضرباً، العائلة التي ليس لهم طعام حتى يقدموه لأنفسهم ولمن تبقى من الأطفال معهم، وقد جف اللبن في صدور المراضع جوعاً وعطشاً خوفاً وهلعاً.
العائلة الكريمة التي هي أشرف عائلة على وجه الأرض وأطهرها وأتقاها التي باتت وهي لا تملك شيئاً، لا غطاء ولا فراشاً، ولا ضياء، ولا أثاثاً، ولا طعاماً.
فبدلاً من مواساتهم في تلك الحال الموجعة جاءت المواساة من نوع آخر، فقد أمر عمر بن سعد بأن تحمل النساء على أقتاب الإبل بلا وطاء ولا حجاب، فقدمت النياق لترحيل حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لقد كانت هذه المواساة في منتهى القساوة والفظاظة، وكأنها محالة إنتقام منهن أيضاً، إنها وصمة خزي وعار لا تمحى ولا تزول بمرور القرون، لقد وصموا بها جبهة التاريخ الإسلامي بهذا العار.
وتم سوق بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبايا من كربلاء إلى الكوفة، حيث مروا بهن على القتلى، وهم جثث مزملة بالدماء، مطروحة على الثرى، وقد فرق بين رؤوسهم وأجسادهم، والريح تسفي عليهم، فلما نظرت النسوة إلى تلك الجثث صحن وبكين ولطمن خدودهن، وهن يندبن القتلى، ووصلن إلى الكوفة حاسراتٍ، لغباتٍ جائعاتٍ، مفجوعاتٍ مرعوباتٍ، وقد انتحبت حلوقهن، وتقرحت من البكاء عيونهن، وشحبت من التعب وجوههن، والرؤوس في مقدمتهن، وحصل في الكوفة ما حصل.
تابعونا على التليجرام على الرابط التالي قناه اقوال وحكم الإمام علي (ع) 👇👇
https://www.tg-me.com/AliAbnAbiThalb1
قريبا اقوال وحكم عضيمه مفيده
قال أميـر المؤمنيـن الإمـام ﴿ علي ﴾ "ع"

﴿ بِالْفَناءِ تُخْتَـمُ الدُّنْيـا ﴾
قال أميـر المؤمنيـن الإمـام ﴿ علي ﴾ "ع"

﴿ بِعَوارِضِ الْافاتِ تَتَكَدَّرُ النِّعَمُ ﴾
﴿ بِالْإِيثـارِ يُسْتَحَقُّ اسْـمُ الْكَـرَمِ ﴾
قال أميـر المؤمنيـن الإمـام ﴿ علي ﴾ "ع"

﴿ بِـالْمَعْصِـيَـةِ يَـكُـونُ الـشّـقـاء ﴾
2024/05/09 08:14:33
Back to Top
HTML Embed Code: