منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 136
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ إنَّ الجمل بعد المعارف أحوالٌ، فلماذا اختار في (الميزان) كونها- أي: يتزكّى- صفةً؟
اللّهمّ إلّا أن يقال: إنَّه لا يشمل المضاف إلى معرفةٍ، بل المقصود غيرها؛ لأنَّها معرفةٌ بالعرض، لا أنَّها معرفةٌ بالذات كالعلم والضمير، بل هنا أشدّ؛ لأنَّه حرفٌ والضمير اسمٌ.
والجواب عنه: أوّلًا: بالنقض بمدخول (ال)، وثانياً: أنَّهم لا يستثنون ذلك، وثالثاً: لعلّه حالٌ من الضمير المجرور، فيكون معرفة، ورابعاً: أنَّ المراد- على احتمالٍ- أنَّ الصفة هي جملة الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وقد سكت عن يتزكى وحده، وهو الظاهر.
إذن تكون النتيجة أنَّ الإعراب تابعٌ للمعنى في هذه الموارد.
****
قوله تعالى: وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى:
قال في (الميزان): أي: ليس عنده من نعمةٍ تجزي تلك النعمة بما يؤتيه من المال وتكافأ، وإنَّما يؤتيه لوجه الله.
أقول: الواو حاليّة والمراد:
أوّلًا: أنَّه لا يطمح بالثواب من أحدٍ.
ثانياً: أنَّه لا يمّن على أحدٍ بعمله؛ لأنَّ المسألة منفصلةٌ عن الخلق.
ثالثاً: أو أنَّه لا ينظر إلى نعمته التي أعطاها ولا إلى عمله الحسن.
رابعاً: أو أنَّه لا يشعر بفضل أحدٍ إلّا الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 137
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثُمَّ إنَّ الجمل بعد المعارف أحوالٌ، فلماذا اختار في (الميزان) كونها- أي: يتزكّى- صفةً؟
اللّهمّ إلّا أن يقال: إنَّه لا يشمل المضاف إلى معرفةٍ، بل المقصود غيرها؛ لأنَّها معرفةٌ بالعرض، لا أنَّها معرفةٌ بالذات كالعلم والضمير، بل هنا أشدّ؛ لأنَّه حرفٌ والضمير اسمٌ.
والجواب عنه: أوّلًا: بالنقض بمدخول (ال)، وثانياً: أنَّهم لا يستثنون ذلك، وثالثاً: لعلّه حالٌ من الضمير المجرور، فيكون معرفة، ورابعاً: أنَّ المراد- على احتمالٍ- أنَّ الصفة هي جملة الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وقد سكت عن يتزكى وحده، وهو الظاهر.
إذن تكون النتيجة أنَّ الإعراب تابعٌ للمعنى في هذه الموارد.
****
قوله تعالى: وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى:
قال في (الميزان): أي: ليس عنده من نعمةٍ تجزي تلك النعمة بما يؤتيه من المال وتكافأ، وإنَّما يؤتيه لوجه الله.
أقول: الواو حاليّة والمراد:
أوّلًا: أنَّه لا يطمح بالثواب من أحدٍ.
ثانياً: أنَّه لا يمّن على أحدٍ بعمله؛ لأنَّ المسألة منفصلةٌ عن الخلق.
ثالثاً: أو أنَّه لا ينظر إلى نعمته التي أعطاها ولا إلى عمله الحسن.
رابعاً: أو أنَّه لا يشعر بفضل أحدٍ إلّا الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 137
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 137
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خامساً: أو أنَّ نعمته من الأهمّيّة بحيث لا تجزى إلّا ثواب الله سبحانه، وفاعل النعمة غير مشارٍ إليه، فهو محتمل الوجود.
ومعه فلا يراد بها الثواب، وإنَّما يريد بها الأثر الوضعي، وهو ابتغاء وجه ربّه الأعلى، وسيصل إلى ذلك.
****
قوله تعالى: إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى:
ابتغاء يعني: إرادة وطلب شيءٍ، ويكون الاستثناء منقطعاً إذا فهمنا من الجملة السابقة الخلق، وإن فهمنا الأعمّ من الخلق كان الاستثناء متّصلًا.
وفي (الميزان) أشار إلى كونه منقطعاً ولم يذكر احتمالًا آخر.
والأعلى قد يكون صفةً للوجه، وقد يكون صفةً للربّ. إلّا أن يراد بالوجه
الاسم؛ لأنَّه من الدوالّ في الجملة، وليس اسماً مستقلًا هنا، كما هو ظاهر (الميزان).
ولا يتعيّن لأحدهما؛ لأنَّه متعدّدٌ، ولا تظهر عليه الحركات. ولو ظهرت لكان مجروراً على كلا التقديرين، إذن الموصوف مجرورٌ على كلا التقديرين.
غير أنَّ القرب أوّلًا والارتكاز المتشرّعي ثانياً يدلّان على أنَّه صفةٌ للربّ.
وهنا لا نقول: إنَّ الأعلى للتفضيل، بل يراد به علوٌّ واحدٌ هو العلوّ المطلق على كلّ الخلق، وعندئذٍ لا يفرّق معنويّاً بين الاحتمالين السابقين؛ لأنَّ المراد به العلوّ ذاتاً على كلّ حالٍ.
فإن أُريد التفضيل كان معنى ذلك- وإلَّا كان التفضيل لاغياً- وجود وجهٍ أدنى ووجهٍ أعلى أو ربٍّ أدنى وربٍّ أعلى كربّ النوع.
ومن هنا قيل عنه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 138
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خامساً: أو أنَّ نعمته من الأهمّيّة بحيث لا تجزى إلّا ثواب الله سبحانه، وفاعل النعمة غير مشارٍ إليه، فهو محتمل الوجود.
ومعه فلا يراد بها الثواب، وإنَّما يريد بها الأثر الوضعي، وهو ابتغاء وجه ربّه الأعلى، وسيصل إلى ذلك.
****
قوله تعالى: إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى:
ابتغاء يعني: إرادة وطلب شيءٍ، ويكون الاستثناء منقطعاً إذا فهمنا من الجملة السابقة الخلق، وإن فهمنا الأعمّ من الخلق كان الاستثناء متّصلًا.
وفي (الميزان) أشار إلى كونه منقطعاً ولم يذكر احتمالًا آخر.
والأعلى قد يكون صفةً للوجه، وقد يكون صفةً للربّ. إلّا أن يراد بالوجه
الاسم؛ لأنَّه من الدوالّ في الجملة، وليس اسماً مستقلًا هنا، كما هو ظاهر (الميزان).
ولا يتعيّن لأحدهما؛ لأنَّه متعدّدٌ، ولا تظهر عليه الحركات. ولو ظهرت لكان مجروراً على كلا التقديرين، إذن الموصوف مجرورٌ على كلا التقديرين.
غير أنَّ القرب أوّلًا والارتكاز المتشرّعي ثانياً يدلّان على أنَّه صفةٌ للربّ.
وهنا لا نقول: إنَّ الأعلى للتفضيل، بل يراد به علوٌّ واحدٌ هو العلوّ المطلق على كلّ الخلق، وعندئذٍ لا يفرّق معنويّاً بين الاحتمالين السابقين؛ لأنَّ المراد به العلوّ ذاتاً على كلّ حالٍ.
فإن أُريد التفضيل كان معنى ذلك- وإلَّا كان التفضيل لاغياً- وجود وجهٍ أدنى ووجهٍ أعلى أو ربٍّ أدنى وربٍّ أعلى كربّ النوع.
ومن هنا قيل عنه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 138
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 138
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عزّ وجلّ: ربّ الأرباب.
اللّهمّ إلّا أن يراد به صفة الأعلى من كلّ شيءٍ، يعني: التفضيل المطلق، وليس التفضيل في هذه العناوين.
والجواب عنه: أنَّ هذا خلاف أخذ هذه العناوين وكونه صفةً لأحدهما أو لكلاهما.
رضاك رضاك لا جنّات عدن
وهل عدن تطيب بلا رضاكا
فإن قلت: لماذا قال: (وجه ربّه) ولم يقل ربّه؟ قلت: قال الراغب: أصل الوجه الجارحة.
قال: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ. ولمّا كان الوجه أوّل ما يستقبلك وأشرف ما في ظاهر البدن أُستعمل في مستقبل كلّ شيءٍ وفي أشرفه ومبدئه فقيل: وجه كذا ووجه النهار. وربّما عبّر عن الذات بالوجه في قول الله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ قيل: ذاته وقيل: أراد بالوجه هاهنا التوجّه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
وقال: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ.
قيل: إنَّ الوجه في كلّ هذا ذاته، ويُعنى بذلك: كلّ شيء هالكٌ إلّا هو، وكذا في
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 139
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عزّ وجلّ: ربّ الأرباب.
اللّهمّ إلّا أن يراد به صفة الأعلى من كلّ شيءٍ، يعني: التفضيل المطلق، وليس التفضيل في هذه العناوين.
والجواب عنه: أنَّ هذا خلاف أخذ هذه العناوين وكونه صفةً لأحدهما أو لكلاهما.
رضاك رضاك لا جنّات عدن
وهل عدن تطيب بلا رضاكا
فإن قلت: لماذا قال: (وجه ربّه) ولم يقل ربّه؟ قلت: قال الراغب: أصل الوجه الجارحة.
قال: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ. ولمّا كان الوجه أوّل ما يستقبلك وأشرف ما في ظاهر البدن أُستعمل في مستقبل كلّ شيءٍ وفي أشرفه ومبدئه فقيل: وجه كذا ووجه النهار. وربّما عبّر عن الذات بالوجه في قول الله: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ قيل: ذاته وقيل: أراد بالوجه هاهنا التوجّه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
وقال: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ.
قيل: إنَّ الوجه في كلّ هذا ذاته، ويُعنى بذلك: كلّ شيء هالكٌ إلّا هو، وكذا في
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 139
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 139
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخواته. وروي أنَّه قيل ذلك لأبي عبد الله ابن الرضا، فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولًا عظيماً. إنَّما عنى الوجه الذي يؤتى منه.
ومعناه: كلّ شيءٍ من أعمال العباد هالكٌ وباطلٌ إلّا ما أُريد به الله، وعلى هذا الآيات الأُخر.
أقول: إلّا أنَّ هذا لا ينطبق على سائر الآيات إن أُريد به مجرّد الأعمال الصالحة، كقوله تعالى: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وقوله: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ؛ لأنَّ الإطعام هو العمل الصالح، والمفروض أنَّ الوجه هو علّته الغائيّة.
وقد تهرّب الأصفهاني من الشرح.
وعليه فالظاهر: أنَّ الوجه بمعنى الاتّجاه؛ لأنَّ الإنسان يسير باتّجاه وجهه، فأينما اتّجه وجهه اتّجه هو، فسمّي الاتّجاه وجهاً مجازاً أو حقيقةً.
ومنه ما يقال: هذه السيارة أين وجهها؟ يعني: اتّجاهها.
والاتّجاه إلى الله معنوي بالتكامل، وعليه تنطبق كلّ الآيات.
وقد يُراد به نتيجة التكامل، أي: الهدف المنشود منه، كقوله: يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ.
ومن هنا قيل: إنَّ المراد به الذات يعني: بصفتها وجه التكامل والوصول إلى الكمال.
وقال العكبري: (إلّا ابتغاء) هو استثناءٌ من غير الجنس (يعني: منقطع) والتقدير: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 140
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخواته. وروي أنَّه قيل ذلك لأبي عبد الله ابن الرضا، فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولًا عظيماً. إنَّما عنى الوجه الذي يؤتى منه.
ومعناه: كلّ شيءٍ من أعمال العباد هالكٌ وباطلٌ إلّا ما أُريد به الله، وعلى هذا الآيات الأُخر.
أقول: إلّا أنَّ هذا لا ينطبق على سائر الآيات إن أُريد به مجرّد الأعمال الصالحة، كقوله تعالى: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ وقوله: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ؛ لأنَّ الإطعام هو العمل الصالح، والمفروض أنَّ الوجه هو علّته الغائيّة.
وقد تهرّب الأصفهاني من الشرح.
وعليه فالظاهر: أنَّ الوجه بمعنى الاتّجاه؛ لأنَّ الإنسان يسير باتّجاه وجهه، فأينما اتّجه وجهه اتّجه هو، فسمّي الاتّجاه وجهاً مجازاً أو حقيقةً.
ومنه ما يقال: هذه السيارة أين وجهها؟ يعني: اتّجاهها.
والاتّجاه إلى الله معنوي بالتكامل، وعليه تنطبق كلّ الآيات.
وقد يُراد به نتيجة التكامل، أي: الهدف المنشود منه، كقوله: يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ.
ومن هنا قيل: إنَّ المراد به الذات يعني: بصفتها وجه التكامل والوصول إلى الكمال.
وقال العكبري: (إلّا ابتغاء) هو استثناءٌ من غير الجنس (يعني: منقطع) والتقدير: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 140
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
👍1
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 140
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقول: هذا يختلف باختلاف فهم المستثنى منه، وهو النعمة: فإن أُريد منها النعمة المعطاة من الفرد كان كما يقول. وإن كان قد يورد عليه أنَّ الثواب من سنخ النعمة أيضاً.
وإن كان المراد الجزاء كما هو ظاهره- يعني: النعمة من غير الفرد جزاءً له- فهو متّصلٌ، يعني: لا يتوقّع أيّ نعمةٍ إلّا نعمة الله تعالى التي لا تحصل إلّا بابتغاء وجه ربّه.
أو يقال بأنَّ الابتغاء نعمةٌ ومصداقٌ لها بالحمل الشائع، ثُمَّ يأتي قوله: وَلَسَوْفَ يَرْضَى يعني: الوعد بوصول هذه النعمة.
ومن الطريف أنَّ الظاهر أنَّه استثناءٌ من الجملة الأسبق عليه، وهي قوله: يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى؛ لأنَّه فعل الطاعة، وقد قدّر أنَّ فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.
ولو أراد الجملة الأخيرة لما صحّ تقدير الفعل. إلّا أن يفهم من النعمة ما هو صادرٌ من المكلّف بالفعل، فيكون الاستثناء متّصلًا مع تقدير الفعل؛ لأنَّهما معاً على معنى الفعل.
****
قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يَرْضَى:
فاعل (يرضى) قد يرجع إلى الأتقى، وقد يرجع إلى الله، يعني: يرضى الله عنه، كما هو مفاد قوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ.
إلّا أنَّ هذا لا يتمّ؛ لأنَّه يقول: لَسَوْفَ وهو للمستقبل البعيد، مع أنَّ رضا الله قريبٌ؛ لأنَّه سريع الرضا.
فإن قيل: فإنَّ عطاء الله المعنوي قريبٌ أيضاً ويحصل في الدنيا، فلماذا قال: (سوف)؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 141
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقول: هذا يختلف باختلاف فهم المستثنى منه، وهو النعمة: فإن أُريد منها النعمة المعطاة من الفرد كان كما يقول. وإن كان قد يورد عليه أنَّ الثواب من سنخ النعمة أيضاً.
وإن كان المراد الجزاء كما هو ظاهره- يعني: النعمة من غير الفرد جزاءً له- فهو متّصلٌ، يعني: لا يتوقّع أيّ نعمةٍ إلّا نعمة الله تعالى التي لا تحصل إلّا بابتغاء وجه ربّه.
أو يقال بأنَّ الابتغاء نعمةٌ ومصداقٌ لها بالحمل الشائع، ثُمَّ يأتي قوله: وَلَسَوْفَ يَرْضَى يعني: الوعد بوصول هذه النعمة.
ومن الطريف أنَّ الظاهر أنَّه استثناءٌ من الجملة الأسبق عليه، وهي قوله: يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى؛ لأنَّه فعل الطاعة، وقد قدّر أنَّ فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه.
ولو أراد الجملة الأخيرة لما صحّ تقدير الفعل. إلّا أن يفهم من النعمة ما هو صادرٌ من المكلّف بالفعل، فيكون الاستثناء متّصلًا مع تقدير الفعل؛ لأنَّهما معاً على معنى الفعل.
****
قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يَرْضَى:
فاعل (يرضى) قد يرجع إلى الأتقى، وقد يرجع إلى الله، يعني: يرضى الله عنه، كما هو مفاد قوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ.
إلّا أنَّ هذا لا يتمّ؛ لأنَّه يقول: لَسَوْفَ وهو للمستقبل البعيد، مع أنَّ رضا الله قريبٌ؛ لأنَّه سريع الرضا.
فإن قيل: فإنَّ عطاء الله المعنوي قريبٌ أيضاً ويحصل في الدنيا، فلماذا قال: (سوف)؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 141
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 141
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: أوّلًا: لأنَّ الرضا لا ينتج من عملٍ واحدٍ، بل من أعمالٍ متعدّدةٍ ابتغاءً لوجهه الكريم، فالأمر بعيدٌ إلى حدٍّ ما.
ثانياً: أو إنَّ المراد به الإشارة إلى الآخرة.
ثالثاً: أو إنَّ (سوف) مستعملةٌ في الأعمّ من القريب والبعيد ولو مجازاً؛ لصحّة المجاز في الحروف، كما ذكرنا سابقاً.
رابعاً: إنَّ الحكمة تقتضي التأكيد باللام، وهي غير مناسبةٍ مع السين، فتتعيّن سوف.
خامساً: مضافاً إلى قرينيّة السين السابقة في قوله: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى.
وبالجمع بين الجملتين يتّضح أنَّه لن ينجو من النار فقط، بل يدخل الجنّة ويحصل على الرضا.
ثُمَّ إنَّ حصول الرضا من العبد على أشكالٍ:
الأوّل: إملاء الرضا في نفسه.
الثاني: حصوله على استحقاقه واعترافه بذلك.
الثالث: حصوله على كلّ ما يريد.
الرابع: وجود بابٍ مفتوحةٍ للعطاء لديه للمزيد.
وعلى كلّ تقديرٍ فهو كما يمكن أن يحصل في الآخرة يمكن أيضاً أن يحصل في الدنيا، ولا يختصّ بالآخرة، كما عليه مشهور المفسّرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 143
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: أوّلًا: لأنَّ الرضا لا ينتج من عملٍ واحدٍ، بل من أعمالٍ متعدّدةٍ ابتغاءً لوجهه الكريم، فالأمر بعيدٌ إلى حدٍّ ما.
ثانياً: أو إنَّ المراد به الإشارة إلى الآخرة.
ثالثاً: أو إنَّ (سوف) مستعملةٌ في الأعمّ من القريب والبعيد ولو مجازاً؛ لصحّة المجاز في الحروف، كما ذكرنا سابقاً.
رابعاً: إنَّ الحكمة تقتضي التأكيد باللام، وهي غير مناسبةٍ مع السين، فتتعيّن سوف.
خامساً: مضافاً إلى قرينيّة السين السابقة في قوله: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى.
وبالجمع بين الجملتين يتّضح أنَّه لن ينجو من النار فقط، بل يدخل الجنّة ويحصل على الرضا.
ثُمَّ إنَّ حصول الرضا من العبد على أشكالٍ:
الأوّل: إملاء الرضا في نفسه.
الثاني: حصوله على استحقاقه واعترافه بذلك.
الثالث: حصوله على كلّ ما يريد.
الرابع: وجود بابٍ مفتوحةٍ للعطاء لديه للمزيد.
وعلى كلّ تقديرٍ فهو كما يمكن أن يحصل في الآخرة يمكن أيضاً أن يحصل في الدنيا، ولا يختصّ بالآخرة، كما عليه مشهور المفسّرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 143
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 143
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا* وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا* كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا* فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 145
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#بسم_الله_الرحمن_الرحيم
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا* وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا* كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا* فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 145
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر pinned «منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 143 ـــــــــــــــــــــــــــــ #بسم_الله_الرحمن_الرحيم وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالأَرْضِ وَمَا…»
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 145
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#سورة_الشمس
للسورة المباركة عدّة أسماء:
منها: التسمية المشهورة، أي: الشمس.
ومنها: تسميتها باسم الآية الأُولى منها: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا.
ومنها: السورة التي ذُكر فيها الشمس، كما عليه الشريف الرضي (قدس سره).
ومنها: رقمها في المصحف، أي: 91.
ومنها: الالتزام باللفظ القرآني، أعني: وَالشَّمْسِ.
****
قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا:
تقدّم بيان المراد من الشمس والضحى آنفاً، مع أنَّه يمكن حملها- الشمس- أيضاً على الجانب المعنوي، وأشهرها النبي (ص)، وضحاها هدايته ورحمته للناس، إلّا أنَّ هذا يتوقّف على فهم العهد من الألف واللام، مع أنَّها إلى الجنس أقرب.
فيفهم مطلق المعصومين (عليهم السلام) أو مطلق المؤمنين، ويكون الضحى إشارةً إلى الهداية بالمقدار المناسب له.
فإن قلت: فإنَّ الألف واللام هنا ليست كذلك؛ لأنَّ مدخولها جزئي (وهو الشمس)، وليس اسم جنس.
قلنا: مقتضى القاعدة ذلك، يعني: أنَّ دخولها على الجزئي لا يفيد تعريفاً كالشمس والقمر والأرض، ليقال: إنَّ المراد بها واحدٌ. ولا يُراد حتّى لمح
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 146
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#سورة_الشمس
للسورة المباركة عدّة أسماء:
منها: التسمية المشهورة، أي: الشمس.
ومنها: تسميتها باسم الآية الأُولى منها: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا.
ومنها: السورة التي ذُكر فيها الشمس، كما عليه الشريف الرضي (قدس سره).
ومنها: رقمها في المصحف، أي: 91.
ومنها: الالتزام باللفظ القرآني، أعني: وَالشَّمْسِ.
****
قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا:
تقدّم بيان المراد من الشمس والضحى آنفاً، مع أنَّه يمكن حملها- الشمس- أيضاً على الجانب المعنوي، وأشهرها النبي (ص)، وضحاها هدايته ورحمته للناس، إلّا أنَّ هذا يتوقّف على فهم العهد من الألف واللام، مع أنَّها إلى الجنس أقرب.
فيفهم مطلق المعصومين (عليهم السلام) أو مطلق المؤمنين، ويكون الضحى إشارةً إلى الهداية بالمقدار المناسب له.
فإن قلت: فإنَّ الألف واللام هنا ليست كذلك؛ لأنَّ مدخولها جزئي (وهو الشمس)، وليس اسم جنس.
قلنا: مقتضى القاعدة ذلك، يعني: أنَّ دخولها على الجزئي لا يفيد تعريفاً كالشمس والقمر والأرض، ليقال: إنَّ المراد بها واحدٌ. ولا يُراد حتّى لمح
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 146
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤4
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 146
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصفة كالحسن والحسين والمحسن (عليهم السلام).
إلّا أنَّنا إذا فهمنا مدخولها فهماً كلّيّاً تحوّل إلى اسم جنسٍ أو بمنزلته.
وعندئذٍ يمكن التساؤل أنَّ الألف واللام إن كانت للعهد فالمراد شمسنا المعهودة، وإن كانت للجنس أُريد بها كلّ شمسٍ في الكون.
وكذا الكلام في الجانب المعنوي في إشارةٍ إلى النبي (ص) بصفته أوضح الأفراد أو لمكان الانصراف، وقد يُراد بها ما هو الأعمّ منه ومن غيره.
قال العكبري: الواو الأُولى للقسم وما بعدها للعطف.
أقول: فإن أراد (وضحاها) فكذلك. وأمّا ما بعدها فيحتمل فيه الأمران. وقد سبق الكلام عنه في قوله: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وتُحمل على العطف والقسم وتكرار العامل.
****
قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا:
الكلام نفسه في الألف واللام من: أنَّها شخصيّة أو عهديّة أو جنسيّة، والقمر هل يُراد به الجزئي أو الكلّي المادّي أو المعنوي؟ والمشهور أنَّه إشارةٌ إلى أمير المؤمنين (ع)، فإن فهمنا منه القمر مطلقاً شمل المؤمن، فيبقى معنى الشمس والقمر واحداً.
نعم، إلّا أنَّ للقمر مصاديق كثيرة، فالمؤمنون والمعصومون (عليهم السلام) فيهم تابعٌ ومتبوعٌ، كالنبي وعلي (ص) وكلّ إمامٍ مع ولد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص146
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكلّ إمامٍ مع ولده وكلّ شيخٍ مع طالبه وكلّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 147
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصفة كالحسن والحسين والمحسن (عليهم السلام).
إلّا أنَّنا إذا فهمنا مدخولها فهماً كلّيّاً تحوّل إلى اسم جنسٍ أو بمنزلته.
وعندئذٍ يمكن التساؤل أنَّ الألف واللام إن كانت للعهد فالمراد شمسنا المعهودة، وإن كانت للجنس أُريد بها كلّ شمسٍ في الكون.
وكذا الكلام في الجانب المعنوي في إشارةٍ إلى النبي (ص) بصفته أوضح الأفراد أو لمكان الانصراف، وقد يُراد بها ما هو الأعمّ منه ومن غيره.
قال العكبري: الواو الأُولى للقسم وما بعدها للعطف.
أقول: فإن أراد (وضحاها) فكذلك. وأمّا ما بعدها فيحتمل فيه الأمران. وقد سبق الكلام عنه في قوله: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وتُحمل على العطف والقسم وتكرار العامل.
****
قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا:
الكلام نفسه في الألف واللام من: أنَّها شخصيّة أو عهديّة أو جنسيّة، والقمر هل يُراد به الجزئي أو الكلّي المادّي أو المعنوي؟ والمشهور أنَّه إشارةٌ إلى أمير المؤمنين (ع)، فإن فهمنا منه القمر مطلقاً شمل المؤمن، فيبقى معنى الشمس والقمر واحداً.
نعم، إلّا أنَّ للقمر مصاديق كثيرة، فالمؤمنون والمعصومون (عليهم السلام) فيهم تابعٌ ومتبوعٌ، كالنبي وعلي (ص) وكلّ إمامٍ مع ولد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج2 ؛ ص146
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكلّ إمامٍ مع ولده وكلّ شيخٍ مع طالبه وكلّ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 147
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
💔2
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 147
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مُدّرسٍ مع تلميذه. فتكون الشمس تعبيراً عن الأسبق والقمر عن الألحق.
وإن كان يمكن أن يعبّر عنه بالشمس بلحاظٍ آخر كنسبته إلى تلميذه الذي بعده وهكذا.
وهذا بقرينة قوله: تَلَاهَا وهذا هو العلم الذي يعلّمه إيّاه، ولا يكون شاملًا لكلّ علمٍ؛ لأنَّ سائر العلوم ظلامٌ، كما في السحر والمادّيّات.
كما يمكن شموله لكلّ علّةٍ ومعلولٍ، وتلاها من التلو أي: أعقبها وجاء بعدها.
ويمكن في التفسير الباطني أن يكون من التلاوة أي: تلا العلوم التي تلّقاها وعرفها أو عرف حقيقة الشمس، وهو أُستاذه أو حقيقة علمه.
والضمير في وَضُحَاهَا و تَلَاهَا يعود إلى الشمس قطعاً، بخلاف الضمائر الأُخرى التي عليها نسق كلّ الآيات، أي: الألف؛ فإنَّ بعضها يعود إلى غيره بلا كلامٍ، كقوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وبعضها مشكوكٌ، وهو ما نتحدّث عنه الآن، وهو قوله: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا.
****
قوله تعالى: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا:
قال في (الميزان) قيل: ضمير الفاعل في جَلَّاهَا للنهار وضمير المفعول للشمس.
ثُمَّ قال: وقيل: الضمير المؤنّث للدنيا، وقيل: للظلمة، وقيل: ضمير الفاعل لله تعالى وضمير المفعول للشمس.
والمعنى: وأُقسم بالنهار إذا أظهر الله الشمس. وهي وجوهٌ بعيدةٌ.
أقول: والعمدة في ذلك الإشكال بأنَّ النهار لا يجلّي الشمس، فكيف صحّ ذلك؟ فإعادة الضمير إلى الشمس كما هو المشهور والأظهر لفظاً لا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 148
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مُدّرسٍ مع تلميذه. فتكون الشمس تعبيراً عن الأسبق والقمر عن الألحق.
وإن كان يمكن أن يعبّر عنه بالشمس بلحاظٍ آخر كنسبته إلى تلميذه الذي بعده وهكذا.
وهذا بقرينة قوله: تَلَاهَا وهذا هو العلم الذي يعلّمه إيّاه، ولا يكون شاملًا لكلّ علمٍ؛ لأنَّ سائر العلوم ظلامٌ، كما في السحر والمادّيّات.
كما يمكن شموله لكلّ علّةٍ ومعلولٍ، وتلاها من التلو أي: أعقبها وجاء بعدها.
ويمكن في التفسير الباطني أن يكون من التلاوة أي: تلا العلوم التي تلّقاها وعرفها أو عرف حقيقة الشمس، وهو أُستاذه أو حقيقة علمه.
والضمير في وَضُحَاهَا و تَلَاهَا يعود إلى الشمس قطعاً، بخلاف الضمائر الأُخرى التي عليها نسق كلّ الآيات، أي: الألف؛ فإنَّ بعضها يعود إلى غيره بلا كلامٍ، كقوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا، وبعضها مشكوكٌ، وهو ما نتحدّث عنه الآن، وهو قوله: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا.
****
قوله تعالى: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا:
قال في (الميزان) قيل: ضمير الفاعل في جَلَّاهَا للنهار وضمير المفعول للشمس.
ثُمَّ قال: وقيل: الضمير المؤنّث للدنيا، وقيل: للظلمة، وقيل: ضمير الفاعل لله تعالى وضمير المفعول للشمس.
والمعنى: وأُقسم بالنهار إذا أظهر الله الشمس. وهي وجوهٌ بعيدةٌ.
أقول: والعمدة في ذلك الإشكال بأنَّ النهار لا يجلّي الشمس، فكيف صحّ ذلك؟ فإعادة الضمير إلى الشمس كما هو المشهور والأظهر لفظاً لا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 148
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤1
#احد_المتابعين_يلتمس_منكم_الدعاء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اخوكم جريح ومحتاج الدعاء منكم
#اللهم الشفاء العاجل بحق محمد وآل محمد لجميع مرضى المؤمنين والمؤمنات
وعلى الخصوص من أوصانا بالدعاء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اخوكم جريح ومحتاج الدعاء منكم
#اللهم الشفاء العاجل بحق محمد وآل محمد لجميع مرضى المؤمنين والمؤمنات
وعلى الخصوص من أوصانا بالدعاء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
🙏6
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 147 ـــــــــــــــــــــــــــــ مُدّرسٍ مع تلميذه. فتكون الشمس تعبيراً عن الأسبق والقمر عن الألحق. وإن كان يمكن أن يعبّر عنه بالشمس بلحاظٍ آخر كنسبته إلى تلميذه الذي بعده وهكذا. وهذا بقرينة قوله: تَلَاهَا وهذا…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 148
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يصحّ، وإعادته إلى غيره يكون بدون مرجّحٍ مذكورٍ في العبارة، كالظلمة والدنيا والأرض.
ويمكن الجواب عنه من وجوهٍ:
منها: أنَّ هذا من القلب كأدخلت الخاتم في إصبعي، وهو استعمالٌ صحيحٌ في اللغة وإن كان نادراً، أو قلب المعلول علّةً بالاعتبار والتنزيل، أو الإشارة إلى مطلق الملازمة بين العلّة والمعلول. والمراد أنَّ الشمس تجلّي النهار.
ومنها: أنَّ الملازمة صحيحةٌ إذا كان المراد قرص الشمس؛ فإنَّ هناك علّيّةً عرفيّةً للنهار بإظهار قرص الشمس.
نعم، لو أُريد منه ضوء الشمس فهو النهار بعينه، وهو سبب النهار، فلا يكون صادقاً.
ومنها: أنَّ اللفظ الذي يرجع إليه الضمير لا يجب أن يكون مذكوراً في العبارة دائماً، بل قد يكون محذوفاً لوضوحه، كصاحبة تريد بها السماء أو الدنيا، فكذلك الحال هنا.
أقول: إنَّ رجوع ضمير الفاعل إلى الله سبحانه وإن كان واقعيّاً، إلّا أنَّه لا ينسجم لفظاً؛ لأنَّه يستلزم إعادة ضمير المفعول المؤنّث إلى النهار المذكّر، وهو غلطٌ أو خلاف الظاهر.
وأسوأ منه احتمال أنَّ المراد القسم بالنهار، وأجلى الشمس أي: أظهرها.
نعم، الضمير المؤنّث المفعول فيه احتمالاتٌ كثيرةٌ، كالشمس والظلمة والدنيا والسماء والأرض والموجودات- يعني: المادّيّة أو الدنيويّة-. وإذا فهمنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 149
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يصحّ، وإعادته إلى غيره يكون بدون مرجّحٍ مذكورٍ في العبارة، كالظلمة والدنيا والأرض.
ويمكن الجواب عنه من وجوهٍ:
منها: أنَّ هذا من القلب كأدخلت الخاتم في إصبعي، وهو استعمالٌ صحيحٌ في اللغة وإن كان نادراً، أو قلب المعلول علّةً بالاعتبار والتنزيل، أو الإشارة إلى مطلق الملازمة بين العلّة والمعلول. والمراد أنَّ الشمس تجلّي النهار.
ومنها: أنَّ الملازمة صحيحةٌ إذا كان المراد قرص الشمس؛ فإنَّ هناك علّيّةً عرفيّةً للنهار بإظهار قرص الشمس.
نعم، لو أُريد منه ضوء الشمس فهو النهار بعينه، وهو سبب النهار، فلا يكون صادقاً.
ومنها: أنَّ اللفظ الذي يرجع إليه الضمير لا يجب أن يكون مذكوراً في العبارة دائماً، بل قد يكون محذوفاً لوضوحه، كصاحبة تريد بها السماء أو الدنيا، فكذلك الحال هنا.
أقول: إنَّ رجوع ضمير الفاعل إلى الله سبحانه وإن كان واقعيّاً، إلّا أنَّه لا ينسجم لفظاً؛ لأنَّه يستلزم إعادة ضمير المفعول المؤنّث إلى النهار المذكّر، وهو غلطٌ أو خلاف الظاهر.
وأسوأ منه احتمال أنَّ المراد القسم بالنهار، وأجلى الشمس أي: أظهرها.
نعم، الضمير المؤنّث المفعول فيه احتمالاتٌ كثيرةٌ، كالشمس والظلمة والدنيا والسماء والأرض والموجودات- يعني: المادّيّة أو الدنيويّة-. وإذا فهمنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 149
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 148 ـــــــــــــــــــــــــــــ يصحّ، وإعادته إلى غيره يكون بدون مرجّحٍ مذكورٍ في العبارة، كالظلمة والدنيا والأرض. ويمكن الجواب عنه من وجوهٍ: منها: أنَّ هذا من القلب كأدخلت الخاتم في إصبعي، وهو استعمالٌ صحيحٌ في…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 149
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجانب المعنوي كان المراد الجهالة أو الذنوب أو النفس الأمّارة أو غير ذلك.
والكلام في (إذا) سبق وقلنا: إنَّه ملحوظٌ في المرتبة السابقة على القسم، لا إنَّه قيدٌ للقسم، كما عليه المشهور.
بل القسم مطلقٌ والمقسوم به مقيّدٌ. وكأنَّه قال: (والقمر وقد تلاها، والنهار وقد جلّاها، والليل وقد غشّاها) فيعطي لنا صورةً متحّركةً عن هذا الكون الفسيح.
****
قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا:
ويُلاحظ: أنَّه استعمل الفعل الماضي في كلّ السورة نحو قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا و (تلاها) و (جلّاها) و (بناها) و (طحاها) و (سوّاها) و (زكّاها) و (دسّاها) و (انبعث أشقاها) و (كذّبوه فعقروها) و (دمدم) ... الخ، سوى اثنين: (يغشاها) و (لا يخاف عقباها).
أمّا يخاف فيأتي الكلام عنه، وأمّا (يغشاها) فلأُمور أهمّها حفظ النسق والسياق والروي، ولذا لو قلب الباقي إلى المضارع: (يتلوها) و (يجلوها) و (يبنيها) و (يطحوها)، لفسد كلّه وتعيّن الماضي.
وأمّا المضارع فهو باعتبار أنَّ استعمال الماضي (غشاها) أو (غشّاها)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الجانب المعنوي كان المراد الجهالة أو الذنوب أو النفس الأمّارة أو غير ذلك.
والكلام في (إذا) سبق وقلنا: إنَّه ملحوظٌ في المرتبة السابقة على القسم، لا إنَّه قيدٌ للقسم، كما عليه المشهور.
بل القسم مطلقٌ والمقسوم به مقيّدٌ. وكأنَّه قال: (والقمر وقد تلاها، والنهار وقد جلّاها، والليل وقد غشّاها) فيعطي لنا صورةً متحّركةً عن هذا الكون الفسيح.
****
قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا:
ويُلاحظ: أنَّه استعمل الفعل الماضي في كلّ السورة نحو قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا و (تلاها) و (جلّاها) و (بناها) و (طحاها) و (سوّاها) و (زكّاها) و (دسّاها) و (انبعث أشقاها) و (كذّبوه فعقروها) و (دمدم) ... الخ، سوى اثنين: (يغشاها) و (لا يخاف عقباها).
أمّا يخاف فيأتي الكلام عنه، وأمّا (يغشاها) فلأُمور أهمّها حفظ النسق والسياق والروي، ولذا لو قلب الباقي إلى المضارع: (يتلوها) و (يجلوها) و (يبنيها) و (يطحوها)، لفسد كلّه وتعيّن الماضي.
وأمّا المضارع فهو باعتبار أنَّ استعمال الماضي (غشاها) أو (غشّاها)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 149 ـــــــــــــــــــــــــــــ الجانب المعنوي كان المراد الجهالة أو الذنوب أو النفس الأمّارة أو غير ذلك. والكلام في (إذا) سبق وقلنا: إنَّه ملحوظٌ في المرتبة السابقة على القسم، لا إنَّه قيدٌ للقسم، كما عليه المشهور.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً.
فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً.
قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.
ثانياً: إنَّ استعمال المضارع فيها مفسدٌ للسياق والنسق، فيتعيّن الماضي، فقد قّدم الأهّم مع التزاحم.
مع إمكان بيان أُطروحةٍ أُخرى، وهي وجود قراءةٍ ب- (غشاها)، ولا يفسد بها السياق أو النسق، بل تكون أقرب من هذه الناحية، والصورة المتحرّكة تقلّ ولا تنعدم حينئذٍ.
والضمير في (يغشاها) يعود إلى الأرض كما في (جلّاها).
قال الطباطبائي (قدس سره): وقيل: للشمس، وهو بعيدٌ؛ فالليل لا يغطّي الشمس، وإنَّما يغطّي الأرض وما عليها.
ولكن الأمر ليس ببعيدٍ، مع ضرورة إرجاع الضمير إلى لفظٍ موجودٍ في العبارة، في حين لم تذكر الأرض في الكلام. والبعد عنه لا يجري مع انحفاظ السياق.
كما أنَّ التسبيب العرفي موجودٌ؛ لأنَّ الليل يغشى الشمس، أي: يغطّيها ويحجبها، إلّا أنَّنا قلنا: إنَّه يمكن إرجاع الضمير إلى غير المذكور إذا كان واضحاً عرفاً، وهو إمّا الأرض أو الدنيا أو الأحوال ونحو ذلك.
والضمير الفاعل كما يمكن عوده إلى الليل، كما عليه المشهور، يمكن عوده إلى الله سبحانه، فهو الذي يغشى الأرض بظلام الليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً.
فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً.
قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.
ثانياً: إنَّ استعمال المضارع فيها مفسدٌ للسياق والنسق، فيتعيّن الماضي، فقد قّدم الأهّم مع التزاحم.
مع إمكان بيان أُطروحةٍ أُخرى، وهي وجود قراءةٍ ب- (غشاها)، ولا يفسد بها السياق أو النسق، بل تكون أقرب من هذه الناحية، والصورة المتحرّكة تقلّ ولا تنعدم حينئذٍ.
والضمير في (يغشاها) يعود إلى الأرض كما في (جلّاها).
قال الطباطبائي (قدس سره): وقيل: للشمس، وهو بعيدٌ؛ فالليل لا يغطّي الشمس، وإنَّما يغطّي الأرض وما عليها.
ولكن الأمر ليس ببعيدٍ، مع ضرورة إرجاع الضمير إلى لفظٍ موجودٍ في العبارة، في حين لم تذكر الأرض في الكلام. والبعد عنه لا يجري مع انحفاظ السياق.
كما أنَّ التسبيب العرفي موجودٌ؛ لأنَّ الليل يغشى الشمس، أي: يغطّيها ويحجبها، إلّا أنَّنا قلنا: إنَّه يمكن إرجاع الضمير إلى غير المذكور إذا كان واضحاً عرفاً، وهو إمّا الأرض أو الدنيا أو الأحوال ونحو ذلك.
والضمير الفاعل كما يمكن عوده إلى الليل، كما عليه المشهور، يمكن عوده إلى الله سبحانه، فهو الذي يغشى الأرض بظلام الليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150 ـــــــــــــــــــــــــــــ يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً. فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً. قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال العكبري: (إذا) معمولٌ للقسم وجواب القسم (قد أفلح) وحذف اللام لطول الكلام. أمّا كونه معمولًا له فباعتبار أنَّهم يتصوّرونه مفعولًا به؛ لأنَّه مقسومٌ عليه أو منفعلٌ بالقسم.
وهو حسنٌ، إلّا أنَّ هنا أُطروحةً أُخرى، وهي أن تكون جملة (يخشاها) مبتدأ متأخّر والقسم من جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، كقولنا: في الدار زيدٌ.
إلّا أنَّه لا يتمّ؛ لأنَّ المبتدأ لا يكون جملةً ومدخول القسم لا يكون مفرداً؛ لأنَّه لا يكون إلّا على نسبةٍ تامّةٍ، كما في قولنا: زيدٌ جاء أو زيدٌ عالمٌ.
إلّا أنَّ كون المفعول به جملةً أيضاً محلّ نظرٍ بغضّ النظر عن سبكه بمصدرٍ أحياناً، ولا يمكن اعتباره مبتدأ ثانياً.
وأمّا كونه مقسوماً عليه فهو باطلٌ؛ لأنَّ معناه القسم على (جلّاها) و (يغشاها)، وهو ضعيفٌ، وإنَّما هي أقسامٌ متعدّدةٌ لنتيجةٍ واحدةٍ، وهي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا مضافاً إلى توقّف الأمر على أن تكون إذا زائدةً، كما لو كان قال: (والنهار قد جلّاها). إلّا أنَّ ذلك خلاف الظاهر؛ لدخولها في المعنى قطعاً.
****
قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا:
يمكن أن تكون الواو للعطف، كما هو المشهور، ويمكن أن تكون الأُوّلى للقسم والثانية للعطف، ويمكن أن يكونا معاً للقسم، كما قرّبناه في غيره، إلّا أنَّ كون الثانية للعطف أظهر. إلّا أنَّها تتضّمن القسم بالأردأ والعطف عليه بدون قسمٍ.
اللّهمّ إلّا أنَّ يُقال: إنَّ مدخول القسم هو المعطوف والمعطوف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال العكبري: (إذا) معمولٌ للقسم وجواب القسم (قد أفلح) وحذف اللام لطول الكلام. أمّا كونه معمولًا له فباعتبار أنَّهم يتصوّرونه مفعولًا به؛ لأنَّه مقسومٌ عليه أو منفعلٌ بالقسم.
وهو حسنٌ، إلّا أنَّ هنا أُطروحةً أُخرى، وهي أن تكون جملة (يخشاها) مبتدأ متأخّر والقسم من جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، كقولنا: في الدار زيدٌ.
إلّا أنَّه لا يتمّ؛ لأنَّ المبتدأ لا يكون جملةً ومدخول القسم لا يكون مفرداً؛ لأنَّه لا يكون إلّا على نسبةٍ تامّةٍ، كما في قولنا: زيدٌ جاء أو زيدٌ عالمٌ.
إلّا أنَّ كون المفعول به جملةً أيضاً محلّ نظرٍ بغضّ النظر عن سبكه بمصدرٍ أحياناً، ولا يمكن اعتباره مبتدأ ثانياً.
وأمّا كونه مقسوماً عليه فهو باطلٌ؛ لأنَّ معناه القسم على (جلّاها) و (يغشاها)، وهو ضعيفٌ، وإنَّما هي أقسامٌ متعدّدةٌ لنتيجةٍ واحدةٍ، وهي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا مضافاً إلى توقّف الأمر على أن تكون إذا زائدةً، كما لو كان قال: (والنهار قد جلّاها). إلّا أنَّ ذلك خلاف الظاهر؛ لدخولها في المعنى قطعاً.
****
قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا:
يمكن أن تكون الواو للعطف، كما هو المشهور، ويمكن أن تكون الأُوّلى للقسم والثانية للعطف، ويمكن أن يكونا معاً للقسم، كما قرّبناه في غيره، إلّا أنَّ كون الثانية للعطف أظهر. إلّا أنَّها تتضّمن القسم بالأردأ والعطف عليه بدون قسمٍ.
اللّهمّ إلّا أنَّ يُقال: إنَّ مدخول القسم هو المعطوف والمعطوف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عليه معاً، لا المعطوف عليه وحده، كما عليه فهم المشهور. وعلى أيّ حالٍ تكون الثانية للقسم بأحد وجوهٍ:
الأوّل: أن تكون واوه واو قسمٍ.
الثاني: أن تكون عاطفةً بتقدير تكرار العامل.
الثالث: أن يكون القسم بالمتعاطفين معاً.
فإن قلت: هذا على تقدير كون الواو الأُولى للقسم، وقد اعتبرها المشهور.
قلت: نعم، إلّا أنَّه يصدق أيضاً في الآية الأُولى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وقد اعترف المشهور أنَّ الأُولى للقسم. غاية الفرق أنَّ الإشكال الآخر لا يأتي؛ لأنَّ الكلمة الثانية لا يراد بها الله سبحانه بخلاف قوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وما بعدها.
قال في (الميزان): و (ما) في (وما بناها) و (ما طحاها) موصولةٌ، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى. والتعبير ب- (ما) دون (من) لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب.
وقد سبق الكلام في ذلك في قوله: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى في سورة الليل، لكن يختصّ هنا بمسائل أُخرى:
منها: أن يكون المراد بها أحد العلل الأربعة غير الفاعليّة، كالصوريّة والمادّيّة والغائيّة، بل حتّى الفاعليّة لو أُريد بها العلل الكونيّة العليا غير الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 153
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عليه معاً، لا المعطوف عليه وحده، كما عليه فهم المشهور. وعلى أيّ حالٍ تكون الثانية للقسم بأحد وجوهٍ:
الأوّل: أن تكون واوه واو قسمٍ.
الثاني: أن تكون عاطفةً بتقدير تكرار العامل.
الثالث: أن يكون القسم بالمتعاطفين معاً.
فإن قلت: هذا على تقدير كون الواو الأُولى للقسم، وقد اعتبرها المشهور.
قلت: نعم، إلّا أنَّه يصدق أيضاً في الآية الأُولى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وقد اعترف المشهور أنَّ الأُولى للقسم. غاية الفرق أنَّ الإشكال الآخر لا يأتي؛ لأنَّ الكلمة الثانية لا يراد بها الله سبحانه بخلاف قوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وما بعدها.
قال في (الميزان): و (ما) في (وما بناها) و (ما طحاها) موصولةٌ، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى. والتعبير ب- (ما) دون (من) لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب.
وقد سبق الكلام في ذلك في قوله: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى في سورة الليل، لكن يختصّ هنا بمسائل أُخرى:
منها: أن يكون المراد بها أحد العلل الأربعة غير الفاعليّة، كالصوريّة والمادّيّة والغائيّة، بل حتّى الفاعليّة لو أُريد بها العلل الكونيّة العليا غير الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 153
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻