منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 149 ـــــــــــــــــــــــــــــ الجانب المعنوي كان المراد الجهالة أو الذنوب أو النفس الأمّارة أو غير ذلك. والكلام في (إذا) سبق وقلنا: إنَّه ملحوظٌ في المرتبة السابقة على القسم، لا إنَّه قيدٌ للقسم، كما عليه المشهور.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً.
فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً.
قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.
ثانياً: إنَّ استعمال المضارع فيها مفسدٌ للسياق والنسق، فيتعيّن الماضي، فقد قّدم الأهّم مع التزاحم.
مع إمكان بيان أُطروحةٍ أُخرى، وهي وجود قراءةٍ ب- (غشاها)، ولا يفسد بها السياق أو النسق، بل تكون أقرب من هذه الناحية، والصورة المتحرّكة تقلّ ولا تنعدم حينئذٍ.
والضمير في (يغشاها) يعود إلى الأرض كما في (جلّاها).
قال الطباطبائي (قدس سره): وقيل: للشمس، وهو بعيدٌ؛ فالليل لا يغطّي الشمس، وإنَّما يغطّي الأرض وما عليها.
ولكن الأمر ليس ببعيدٍ، مع ضرورة إرجاع الضمير إلى لفظٍ موجودٍ في العبارة، في حين لم تذكر الأرض في الكلام. والبعد عنه لا يجري مع انحفاظ السياق.
كما أنَّ التسبيب العرفي موجودٌ؛ لأنَّ الليل يغشى الشمس، أي: يغطّيها ويحجبها، إلّا أنَّنا قلنا: إنَّه يمكن إرجاع الضمير إلى غير المذكور إذا كان واضحاً عرفاً، وهو إمّا الأرض أو الدنيا أو الأحوال ونحو ذلك.
والضمير الفاعل كما يمكن عوده إلى الليل، كما عليه المشهور، يمكن عوده إلى الله سبحانه، فهو الذي يغشى الأرض بظلام الليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً.
فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً.
قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.
ثانياً: إنَّ استعمال المضارع فيها مفسدٌ للسياق والنسق، فيتعيّن الماضي، فقد قّدم الأهّم مع التزاحم.
مع إمكان بيان أُطروحةٍ أُخرى، وهي وجود قراءةٍ ب- (غشاها)، ولا يفسد بها السياق أو النسق، بل تكون أقرب من هذه الناحية، والصورة المتحرّكة تقلّ ولا تنعدم حينئذٍ.
والضمير في (يغشاها) يعود إلى الأرض كما في (جلّاها).
قال الطباطبائي (قدس سره): وقيل: للشمس، وهو بعيدٌ؛ فالليل لا يغطّي الشمس، وإنَّما يغطّي الأرض وما عليها.
ولكن الأمر ليس ببعيدٍ، مع ضرورة إرجاع الضمير إلى لفظٍ موجودٍ في العبارة، في حين لم تذكر الأرض في الكلام. والبعد عنه لا يجري مع انحفاظ السياق.
كما أنَّ التسبيب العرفي موجودٌ؛ لأنَّ الليل يغشى الشمس، أي: يغطّيها ويحجبها، إلّا أنَّنا قلنا: إنَّه يمكن إرجاع الضمير إلى غير المذكور إذا كان واضحاً عرفاً، وهو إمّا الأرض أو الدنيا أو الأحوال ونحو ذلك.
والضمير الفاعل كما يمكن عوده إلى الليل، كما عليه المشهور، يمكن عوده إلى الله سبحانه، فهو الذي يغشى الأرض بظلام الليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 150 ـــــــــــــــــــــــــــــ يعطي صورةً ثابتةً، في حين يعطي المضارع صورةً متحّركةً. فإن قيل: فإنَّه في الباقي استعمل الماضي، وهو يعطي صورةً ثابتةً لا متحرّكةً. قلنا: أوّلًا: إنَّه أضعف في إعطاء الصورة المتحرّكة.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 151
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال العكبري: (إذا) معمولٌ للقسم وجواب القسم (قد أفلح) وحذف اللام لطول الكلام. أمّا كونه معمولًا له فباعتبار أنَّهم يتصوّرونه مفعولًا به؛ لأنَّه مقسومٌ عليه أو منفعلٌ بالقسم.
وهو حسنٌ، إلّا أنَّ هنا أُطروحةً أُخرى، وهي أن تكون جملة (يخشاها) مبتدأ متأخّر والقسم من جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، كقولنا: في الدار زيدٌ.
إلّا أنَّه لا يتمّ؛ لأنَّ المبتدأ لا يكون جملةً ومدخول القسم لا يكون مفرداً؛ لأنَّه لا يكون إلّا على نسبةٍ تامّةٍ، كما في قولنا: زيدٌ جاء أو زيدٌ عالمٌ.
إلّا أنَّ كون المفعول به جملةً أيضاً محلّ نظرٍ بغضّ النظر عن سبكه بمصدرٍ أحياناً، ولا يمكن اعتباره مبتدأ ثانياً.
وأمّا كونه مقسوماً عليه فهو باطلٌ؛ لأنَّ معناه القسم على (جلّاها) و (يغشاها)، وهو ضعيفٌ، وإنَّما هي أقسامٌ متعدّدةٌ لنتيجةٍ واحدةٍ، وهي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا مضافاً إلى توقّف الأمر على أن تكون إذا زائدةً، كما لو كان قال: (والنهار قد جلّاها). إلّا أنَّ ذلك خلاف الظاهر؛ لدخولها في المعنى قطعاً.
****
قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا:
يمكن أن تكون الواو للعطف، كما هو المشهور، ويمكن أن تكون الأُوّلى للقسم والثانية للعطف، ويمكن أن يكونا معاً للقسم، كما قرّبناه في غيره، إلّا أنَّ كون الثانية للعطف أظهر. إلّا أنَّها تتضّمن القسم بالأردأ والعطف عليه بدون قسمٍ.
اللّهمّ إلّا أنَّ يُقال: إنَّ مدخول القسم هو المعطوف والمعطوف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال العكبري: (إذا) معمولٌ للقسم وجواب القسم (قد أفلح) وحذف اللام لطول الكلام. أمّا كونه معمولًا له فباعتبار أنَّهم يتصوّرونه مفعولًا به؛ لأنَّه مقسومٌ عليه أو منفعلٌ بالقسم.
وهو حسنٌ، إلّا أنَّ هنا أُطروحةً أُخرى، وهي أن تكون جملة (يخشاها) مبتدأ متأخّر والقسم من جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، كقولنا: في الدار زيدٌ.
إلّا أنَّه لا يتمّ؛ لأنَّ المبتدأ لا يكون جملةً ومدخول القسم لا يكون مفرداً؛ لأنَّه لا يكون إلّا على نسبةٍ تامّةٍ، كما في قولنا: زيدٌ جاء أو زيدٌ عالمٌ.
إلّا أنَّ كون المفعول به جملةً أيضاً محلّ نظرٍ بغضّ النظر عن سبكه بمصدرٍ أحياناً، ولا يمكن اعتباره مبتدأ ثانياً.
وأمّا كونه مقسوماً عليه فهو باطلٌ؛ لأنَّ معناه القسم على (جلّاها) و (يغشاها)، وهو ضعيفٌ، وإنَّما هي أقسامٌ متعدّدةٌ لنتيجةٍ واحدةٍ، وهي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا مضافاً إلى توقّف الأمر على أن تكون إذا زائدةً، كما لو كان قال: (والنهار قد جلّاها). إلّا أنَّ ذلك خلاف الظاهر؛ لدخولها في المعنى قطعاً.
****
قوله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا:
يمكن أن تكون الواو للعطف، كما هو المشهور، ويمكن أن تكون الأُوّلى للقسم والثانية للعطف، ويمكن أن يكونا معاً للقسم، كما قرّبناه في غيره، إلّا أنَّ كون الثانية للعطف أظهر. إلّا أنَّها تتضّمن القسم بالأردأ والعطف عليه بدون قسمٍ.
اللّهمّ إلّا أنَّ يُقال: إنَّ مدخول القسم هو المعطوف والمعطوف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عليه معاً، لا المعطوف عليه وحده، كما عليه فهم المشهور. وعلى أيّ حالٍ تكون الثانية للقسم بأحد وجوهٍ:
الأوّل: أن تكون واوه واو قسمٍ.
الثاني: أن تكون عاطفةً بتقدير تكرار العامل.
الثالث: أن يكون القسم بالمتعاطفين معاً.
فإن قلت: هذا على تقدير كون الواو الأُولى للقسم، وقد اعتبرها المشهور.
قلت: نعم، إلّا أنَّه يصدق أيضاً في الآية الأُولى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وقد اعترف المشهور أنَّ الأُولى للقسم. غاية الفرق أنَّ الإشكال الآخر لا يأتي؛ لأنَّ الكلمة الثانية لا يراد بها الله سبحانه بخلاف قوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وما بعدها.
قال في (الميزان): و (ما) في (وما بناها) و (ما طحاها) موصولةٌ، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى. والتعبير ب- (ما) دون (من) لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب.
وقد سبق الكلام في ذلك في قوله: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى في سورة الليل، لكن يختصّ هنا بمسائل أُخرى:
منها: أن يكون المراد بها أحد العلل الأربعة غير الفاعليّة، كالصوريّة والمادّيّة والغائيّة، بل حتّى الفاعليّة لو أُريد بها العلل الكونيّة العليا غير الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 153
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عليه معاً، لا المعطوف عليه وحده، كما عليه فهم المشهور. وعلى أيّ حالٍ تكون الثانية للقسم بأحد وجوهٍ:
الأوّل: أن تكون واوه واو قسمٍ.
الثاني: أن تكون عاطفةً بتقدير تكرار العامل.
الثالث: أن يكون القسم بالمتعاطفين معاً.
فإن قلت: هذا على تقدير كون الواو الأُولى للقسم، وقد اعتبرها المشهور.
قلت: نعم، إلّا أنَّه يصدق أيضاً في الآية الأُولى: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وقد اعترف المشهور أنَّ الأُولى للقسم. غاية الفرق أنَّ الإشكال الآخر لا يأتي؛ لأنَّ الكلمة الثانية لا يراد بها الله سبحانه بخلاف قوله: وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا وما بعدها.
قال في (الميزان): و (ما) في (وما بناها) و (ما طحاها) موصولةٌ، والذي بناها وطحاها هو الله تعالى. والتعبير ب- (ما) دون (من) لإيثار الإبهام المفيد للتفخيم والتعجيب.
وقد سبق الكلام في ذلك في قوله: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى في سورة الليل، لكن يختصّ هنا بمسائل أُخرى:
منها: أن يكون المراد بها أحد العلل الأربعة غير الفاعليّة، كالصوريّة والمادّيّة والغائيّة، بل حتّى الفاعليّة لو أُريد بها العلل الكونيّة العليا غير الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 153
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 152 ـــــــــــــــــــــــــــــ عليه معاً، لا المعطوف عليه وحده، كما عليه فهم المشهور. وعلى أيّ حالٍ تكون الثانية للقسم بأحد وجوهٍ: الأوّل: أن تكون واوه واو قسمٍ. الثاني: أن تكون عاطفةً بتقدير تكرار العامل. الثالث:…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 153
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانه. كما يمكن قصد المجموع ويكون إرجاع (ما) للتغليب؛ لأنَّ وجود ثلاث عللٍ من أربعة ممّا لا يعقل. وهذا معنى شاملٌ ل- (ما) في الآيات الثلاث.
يعني: أن لا يكون معناها متّحداً بل متعدّداً، ويكون المقصود بكلّ واحدةٍ منها غير المقصود بالأُخرى.
وهذا لا يأتي في قوله تعالى: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى؛ لأنَّ الخالق هو الله سبحانه، لا العلل الأُخرى، إلّا أن يُراد خلق به، وهو خلاف الظاهر.
ثُمَّ قال: وقيل: ما مصدريّة والمعنى: وأُقسم بالسماء وبنائها والأرض وطحواها والسياق- وفيه قوله: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا الخ- لا يساعده.
أقول: لا مانع من هذه الناحية؛ لأنَّ (سوى) و (ألهم) فيها مصادر أيضاً، بل حتّى لو بقيت على الماضي؛ لأنَّها مصدرٌ مقدّرٌ غير ملفوظٍ، فتبقى أُطروحةً ممكنةً.
مضافاً إلى احتمال أن تكون ما ظرفيّةً زمانيّةً إشارةً إلى الوقت الذي حصل مدخولها، وهو وقتٌ عظيمٌ بعظم الفعل الذي وقع فيه.
إن قلت: إنَّ (سوّاها) بمعنى: فعلها، والفاعل للنفس هو الله سبحانه، فتتعيّن (ما) لذلك، فيتعيّن الباقي له بوحدة السياق.
قلنا: (سوّى) ليس بمعنى: فعل وإن كنّا نقولها في اللغة الدارجة، بل بمعنى التماثل والتعادل.
ولذا قال عنها في (الميزان): ورتّب خلقها ونظّم أعضاءها وعدّل بين قواها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 154
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سبحانه. كما يمكن قصد المجموع ويكون إرجاع (ما) للتغليب؛ لأنَّ وجود ثلاث عللٍ من أربعة ممّا لا يعقل. وهذا معنى شاملٌ ل- (ما) في الآيات الثلاث.
يعني: أن لا يكون معناها متّحداً بل متعدّداً، ويكون المقصود بكلّ واحدةٍ منها غير المقصود بالأُخرى.
وهذا لا يأتي في قوله تعالى: وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى؛ لأنَّ الخالق هو الله سبحانه، لا العلل الأُخرى، إلّا أن يُراد خلق به، وهو خلاف الظاهر.
ثُمَّ قال: وقيل: ما مصدريّة والمعنى: وأُقسم بالسماء وبنائها والأرض وطحواها والسياق- وفيه قوله: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا الخ- لا يساعده.
أقول: لا مانع من هذه الناحية؛ لأنَّ (سوى) و (ألهم) فيها مصادر أيضاً، بل حتّى لو بقيت على الماضي؛ لأنَّها مصدرٌ مقدّرٌ غير ملفوظٍ، فتبقى أُطروحةً ممكنةً.
مضافاً إلى احتمال أن تكون ما ظرفيّةً زمانيّةً إشارةً إلى الوقت الذي حصل مدخولها، وهو وقتٌ عظيمٌ بعظم الفعل الذي وقع فيه.
إن قلت: إنَّ (سوّاها) بمعنى: فعلها، والفاعل للنفس هو الله سبحانه، فتتعيّن (ما) لذلك، فيتعيّن الباقي له بوحدة السياق.
قلنا: (سوّى) ليس بمعنى: فعل وإن كنّا نقولها في اللغة الدارجة، بل بمعنى التماثل والتعادل.
ولذا قال عنها في (الميزان): ورتّب خلقها ونظّم أعضاءها وعدّل بين قواها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 154
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤2
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 154
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفهمه فرع أن يراد من النفس هذا المجموع الدنيوي، وهو فهمٌ موافقٌ مع ذوق المشهور، وإذا كان هكذا فلابدّ أن نخصّ بها الإنسان، أو الذكر فقط، أو الأُنثى فقط، مع أنَّ الأمر ليس كذلك.
وأوضح جوابٍ عنه وصفها بقوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا مع أنَّ الجسد ليس كذلك قطعاً، بل تكون هذه الآية قرينةً متّصلةً على فهم الأُطروحات الآتية من النفس:
فمنها: الجسم أو المبدع.
ومنها: النفس الأمّارة بالسوء.
ومنها: العقل.
ومنها: الضمير.
ومنها: النفس البرزخيّة.
وكلّها لا يوافق إلهامها إلّا بالتسبيب.
ومنها: الروح العليا. فيراد بها الإشارة إلى القدرة العجيبة التي جمعت بين المتضادّات في النفس وألَّفت بينها بالرغم من تضادّها؛ لأنَّها ليست أضداداً حقيقيّة، ولكنها عللٌ ناقصةٌ تحتاج إلى شرطٍ وعدم مانعٍ. فالمقتضي- وهو الأساس- موجودٌ في المنشئ لها.
ومعنى تسويتها كون كلّ واحدٍ منها قابلًا للسيطرة على الفرد أو على الآخر.
****
قوله تعالى: والأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا:
الدحو والطحو البسط، ويوم دحو الأرض يوم بسطها وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 155
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وفهمه فرع أن يراد من النفس هذا المجموع الدنيوي، وهو فهمٌ موافقٌ مع ذوق المشهور، وإذا كان هكذا فلابدّ أن نخصّ بها الإنسان، أو الذكر فقط، أو الأُنثى فقط، مع أنَّ الأمر ليس كذلك.
وأوضح جوابٍ عنه وصفها بقوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا مع أنَّ الجسد ليس كذلك قطعاً، بل تكون هذه الآية قرينةً متّصلةً على فهم الأُطروحات الآتية من النفس:
فمنها: الجسم أو المبدع.
ومنها: النفس الأمّارة بالسوء.
ومنها: العقل.
ومنها: الضمير.
ومنها: النفس البرزخيّة.
وكلّها لا يوافق إلهامها إلّا بالتسبيب.
ومنها: الروح العليا. فيراد بها الإشارة إلى القدرة العجيبة التي جمعت بين المتضادّات في النفس وألَّفت بينها بالرغم من تضادّها؛ لأنَّها ليست أضداداً حقيقيّة، ولكنها عللٌ ناقصةٌ تحتاج إلى شرطٍ وعدم مانعٍ. فالمقتضي- وهو الأساس- موجودٌ في المنشئ لها.
ومعنى تسويتها كون كلّ واحدٍ منها قابلًا للسيطرة على الفرد أو على الآخر.
****
قوله تعالى: والأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا:
الدحو والطحو البسط، ويوم دحو الأرض يوم بسطها وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 155
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 155
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويراد به الخلقة أو الانبساط فعلًا من تحت الكعبة، كما في بعض الأخبار، فأصل الأرض هي الكعبة، واتّسعت الأرض من تحتها.
إذن فيها عدّة أُطروحاتٍ:
منها: فلقها.
ومنها: توسيعها.
ومنها: تهيئتها للسكن بالحيوان والنبات والهواء وغيرها.
ومنها: مباشرة السكنى فيها.
ومنها: أن يراد من الأرض ما هو أوسع من الأرض المادّيّة والمعنويّة، كأرض العقل وأرض النفس وأراضي السماوات والأرضين السبع وغير ذلك.
****
قوله تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا:
قال في (الميزان): وتنكير النفس- أي لماذا لم يقل: والنفس- قيل: للتنكير، وقيل: للتفخيم.
ولا يبعد أن يكون التنكير للإشارة إلى أنَّ لها وصفاً وأنَّ لها نبأً.
ويقال زيادةً على ذلك:
أوّلا: إنَّ المراد كلّ فردٍ من أفراد النفس، وهي تختلف باختلاف الأشخاص، كما أنَّ الظاهر يختلف، وإن كان المراد أعمّ من الظاهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 156
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ويراد به الخلقة أو الانبساط فعلًا من تحت الكعبة، كما في بعض الأخبار، فأصل الأرض هي الكعبة، واتّسعت الأرض من تحتها.
إذن فيها عدّة أُطروحاتٍ:
منها: فلقها.
ومنها: توسيعها.
ومنها: تهيئتها للسكن بالحيوان والنبات والهواء وغيرها.
ومنها: مباشرة السكنى فيها.
ومنها: أن يراد من الأرض ما هو أوسع من الأرض المادّيّة والمعنويّة، كأرض العقل وأرض النفس وأراضي السماوات والأرضين السبع وغير ذلك.
****
قوله تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا:
قال في (الميزان): وتنكير النفس- أي لماذا لم يقل: والنفس- قيل: للتنكير، وقيل: للتفخيم.
ولا يبعد أن يكون التنكير للإشارة إلى أنَّ لها وصفاً وأنَّ لها نبأً.
ويقال زيادةً على ذلك:
أوّلا: إنَّ المراد كلّ فردٍ من أفراد النفس، وهي تختلف باختلاف الأشخاص، كما أنَّ الظاهر يختلف، وإن كان المراد أعمّ من الظاهر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 156
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 155 ـــــــــــــــــــــــــــــ ويراد به الخلقة أو الانبساط فعلًا من تحت الكعبة، كما في بعض الأخبار، فأصل الأرض هي الكعبة، واتّسعت الأرض من تحتها. إذن فيها عدّة أُطروحاتٍ: منها: فلقها. ومنها: توسيعها. ومنها: تهيئتها…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 156
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً: إنَّ المراد الكلّي بما هو، ولذا لم تدخل اللام، ولو دخلت كانت محتملة العهديّة.
ثالثاً: إنَّها إشارةٌ إلى نفسٍ معينّةٍ ذات أهمّيّةٍ، كنفس محمّدٍ أو عليٍّ أو آدم.
ولا ينافيه الجواب بقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا؛ لأنَّ غايته لزوم الاستخدام بإعادة الضمير، وهو جائزٌ وإن كان غير متعيّنٍ.
رابعاً: إنَّ أهمّيّتها ناشئةٌ من العصمة، فالمراد بها النفس المعصومة، مع ورود الإشكال المتقدّم وجوابه.
خامساً: إنَّ المراد النفس العليا، وهي واحدةٌ في الشكل الهرمي للخلقة. ولذا فلو دخلت الألف واللام عليه لكانت للعهد.
فتنكيره دليل وحدتها وعدم حاجتها إلى التعريف؛ لأنَّها معروفةٌ بذاتها.
ولا ينافيها قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا؛ لأنَّه يكون نحواً آخر من الاستخدام؛ لأنَّ هذا شغل المراتب الأدنى من النفس أو الخيبة الاقتضائيّة، فيكون الضمير راجعاً إلى بعض مرجعه (والنفس في وحدتها كلّ القوى).
****
قوله تعالى: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا:
وهذه الآية تدلّ على أنَّ المراد هو ما تقدّم؛ لأنَّ تلك الروح مخزونٌ فيها كلّ شيء، كما قيل: وفيك انطوى العالم الأكبر بما في ذلك من أُمورٍ حسنةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 157
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً: إنَّ المراد الكلّي بما هو، ولذا لم تدخل اللام، ولو دخلت كانت محتملة العهديّة.
ثالثاً: إنَّها إشارةٌ إلى نفسٍ معينّةٍ ذات أهمّيّةٍ، كنفس محمّدٍ أو عليٍّ أو آدم.
ولا ينافيه الجواب بقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا؛ لأنَّ غايته لزوم الاستخدام بإعادة الضمير، وهو جائزٌ وإن كان غير متعيّنٍ.
رابعاً: إنَّ أهمّيّتها ناشئةٌ من العصمة، فالمراد بها النفس المعصومة، مع ورود الإشكال المتقدّم وجوابه.
خامساً: إنَّ المراد النفس العليا، وهي واحدةٌ في الشكل الهرمي للخلقة. ولذا فلو دخلت الألف واللام عليه لكانت للعهد.
فتنكيره دليل وحدتها وعدم حاجتها إلى التعريف؛ لأنَّها معروفةٌ بذاتها.
ولا ينافيها قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا؛ لأنَّه يكون نحواً آخر من الاستخدام؛ لأنَّ هذا شغل المراتب الأدنى من النفس أو الخيبة الاقتضائيّة، فيكون الضمير راجعاً إلى بعض مرجعه (والنفس في وحدتها كلّ القوى).
****
قوله تعالى: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا:
وهذه الآية تدلّ على أنَّ المراد هو ما تقدّم؛ لأنَّ تلك الروح مخزونٌ فيها كلّ شيء، كما قيل: وفيك انطوى العالم الأكبر بما في ذلك من أُمورٍ حسنةٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 157
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 157
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأُمورٍ فاسدةٍ، فيكون ذلك إلهاماً بالخلقة، وليس إلهاماً فعليّاً، إلّا أنَّ يراد إلفات النفس إلى ما أُركز فيها.
فتكون من هذه الجهة شبيهة بنظريّة المثل المنسوبة إلى افلاطون.
وبغضّ النظر عن ذلك يبقى في قوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما ذكرناه من الروح العليا المركوز فيها كلّ شيء، والإلهام هنا بمعنى التلقّي.
الثانية: ما ذكرناه من الالتفات إلى ذلك المركوز بحسب النظام الكوني.
الثالثة: العقل العملي، كما ذكره في (الميزان)، الذي يعرف به الصالح من الطالح والذي يأمر وينهى بما ينبغي أو لا ينبغي فعله، وهذا العقل مركوزٌ في النفس بإقرار الفلاسفة والمناطقة، فيراد إلهام ذلك.
الرابعة: الضمير الذي يؤنّب على الذنب ويمدح على الخيرات.
الخامسة: الشريعة الظاهريّة، ويراد بالإلهام التعليم أو إلهام الاختيار.
السادسة: الشريعة من حيث كونها نازلةً على الأنبياء وواصلةً إلى الأئمّة (عليهم السلام)، مع الحفاظ على معنى الإلهام، وهو خاصٌّ بهم، ويشمل التكاليف الخاصّة بهم أو يكون أمراً آخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 158
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأُمورٍ فاسدةٍ، فيكون ذلك إلهاماً بالخلقة، وليس إلهاماً فعليّاً، إلّا أنَّ يراد إلفات النفس إلى ما أُركز فيها.
فتكون من هذه الجهة شبيهة بنظريّة المثل المنسوبة إلى افلاطون.
وبغضّ النظر عن ذلك يبقى في قوله: فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما ذكرناه من الروح العليا المركوز فيها كلّ شيء، والإلهام هنا بمعنى التلقّي.
الثانية: ما ذكرناه من الالتفات إلى ذلك المركوز بحسب النظام الكوني.
الثالثة: العقل العملي، كما ذكره في (الميزان)، الذي يعرف به الصالح من الطالح والذي يأمر وينهى بما ينبغي أو لا ينبغي فعله، وهذا العقل مركوزٌ في النفس بإقرار الفلاسفة والمناطقة، فيراد إلهام ذلك.
الرابعة: الضمير الذي يؤنّب على الذنب ويمدح على الخيرات.
الخامسة: الشريعة الظاهريّة، ويراد بالإلهام التعليم أو إلهام الاختيار.
السادسة: الشريعة من حيث كونها نازلةً على الأنبياء وواصلةً إلى الأئمّة (عليهم السلام)، مع الحفاظ على معنى الإلهام، وهو خاصٌّ بهم، ويشمل التكاليف الخاصّة بهم أو يكون أمراً آخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 158
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 158
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السابعة: العقل النظري أي: التعرّف على المصالح والمفاسد، وهو مركوزٌ أيضاً.
وفي (الميزان) خلط بين العقل العملي والنظري. قال: وتعليق الإلهام ...
للدلالة على أنَّ المراد تعريفه تعالى للإنسان صفة فعله من تقوى أو فجورٍ (وهذا يكون بالعقل النظري)، وتفريع الإلهام على التسوية ...
للإشارة إلى أنَّ إلهام الفجور والتقوى وهو العقل العملي من تكميل تسوية النفس.
أمّا ما يتحصّل من هذه العبارة في (الميزان) فالغرض منها معرفة قيمة الفعل بعد إنجازه بغضّ النظر عن الضمير.
وأمّا الأُطروحة السابقة فالغرض منها الإشارة إلى معرفة قيمته قبل إنجازه.
الثامنة: الإدراك على المستوى العقلي، إمّا مستقلًا عن العقل العملي أو به.
وإطلاق الإلهام تسامحٌ؛ لأنَّ السبب يكون في الدنيا من المجتمع، إلّا أنَّه تعالى مسبّب الأسباب.
التاسعة: كلّ هذه الأمور مجتمعةٌ لا يفعلها إلَّا الله سبحانه، فألهم الفجور والتقوى على مختلف المستويات.
العاشرة: التمكّن والقدرة على فعل الخير والشّر.
ثُمَّ إنَّ الإلهام هو الصوت الذي يجده الفرد في نفسه والهاجس أو الوسواس، ولعلّ الإلهام كأُطروحة هو الإطعام، ولذا تقول: لهمت ولهوم كما يلهم الطعام تشبيهاً للطعام العقلي بالمادّي، أي: ابتلعه بسرعة، وكذلك التهمه.
ومنه يتّضح: أنَّ المراد من الإلهام ليس الأمر والنهي، ليكون احتمال
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 159
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السابعة: العقل النظري أي: التعرّف على المصالح والمفاسد، وهو مركوزٌ أيضاً.
وفي (الميزان) خلط بين العقل العملي والنظري. قال: وتعليق الإلهام ...
للدلالة على أنَّ المراد تعريفه تعالى للإنسان صفة فعله من تقوى أو فجورٍ (وهذا يكون بالعقل النظري)، وتفريع الإلهام على التسوية ...
للإشارة إلى أنَّ إلهام الفجور والتقوى وهو العقل العملي من تكميل تسوية النفس.
أمّا ما يتحصّل من هذه العبارة في (الميزان) فالغرض منها معرفة قيمة الفعل بعد إنجازه بغضّ النظر عن الضمير.
وأمّا الأُطروحة السابقة فالغرض منها الإشارة إلى معرفة قيمته قبل إنجازه.
الثامنة: الإدراك على المستوى العقلي، إمّا مستقلًا عن العقل العملي أو به.
وإطلاق الإلهام تسامحٌ؛ لأنَّ السبب يكون في الدنيا من المجتمع، إلّا أنَّه تعالى مسبّب الأسباب.
التاسعة: كلّ هذه الأمور مجتمعةٌ لا يفعلها إلَّا الله سبحانه، فألهم الفجور والتقوى على مختلف المستويات.
العاشرة: التمكّن والقدرة على فعل الخير والشّر.
ثُمَّ إنَّ الإلهام هو الصوت الذي يجده الفرد في نفسه والهاجس أو الوسواس، ولعلّ الإلهام كأُطروحة هو الإطعام، ولذا تقول: لهمت ولهوم كما يلهم الطعام تشبيهاً للطعام العقلي بالمادّي، أي: ابتلعه بسرعة، وكذلك التهمه.
ومنه يتّضح: أنَّ المراد من الإلهام ليس الأمر والنهي، ليكون احتمال
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 159
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 159
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأمر بالفجور أو بهما معاً أو الأمر بالتقوى والنهي عن الفجور منطبقاً على عنوانه، إلّا على بعض الأُطروحات.
بل المراد من الإلهام هو الدلالة بالمقدار والأُسلوب المناسب.
كما ليس المراد تطبيق ذلك على الأفراد بنحو العلّيّة، كما هو مذهب القاضي عبد الجبّار؛ فإنَّه يلزم منه الجبر والإكراه المنفي، وإنَّما هو بنحو الاقتضاء، وشرطه الإرادة، ومانعه العجز.
ثُمَّ قال في (الميزان): وتفريع الإلهام على التسوية للإشارة إلى أنَّ إلهام الفجور والتقوى ... من تكميل تسوية النفس، فهو من نعوت خلقتها، كما قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
أقول: المراد: أنَّه خلقها ثُمَّ ألهمها، وهو مبني على أنَّ (سوّاها) بمعنى خلقها و (ألهمها) بمعنى: علّمها، كقوله: خَلَقَ الإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ.
هذا بناءً على بعض الأُطروحات، والأرجح أنَّ التسوية والتعديل يكون بين الفجور والتقوى المركوز أو بين أدوات المصالح والمفاسد، أو بين أوامر الشريعة ونواهيها.
وممّا تجدر الإشارة إليه هنا أنَّ الإلهام أصيلٌ لا طارئاً.
وليست التسوية هي الخلقة، بل الخلقة مفروضةٌ في قوله: (ونفس)، وإنَّما المراد وصف نحو ذلك. فيكون المحصّل: أنَّه خلقها ثُمَّ سوّاها بمعنى دبّرها ثُمَّ ألهمها، على أنَّ الترتيب غير ضروري.
والإلهام للنفس لا لغيرها، ولذا رجع الضمير إليها، وهو يشمل كلّ ذي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 160
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأمر بالفجور أو بهما معاً أو الأمر بالتقوى والنهي عن الفجور منطبقاً على عنوانه، إلّا على بعض الأُطروحات.
بل المراد من الإلهام هو الدلالة بالمقدار والأُسلوب المناسب.
كما ليس المراد تطبيق ذلك على الأفراد بنحو العلّيّة، كما هو مذهب القاضي عبد الجبّار؛ فإنَّه يلزم منه الجبر والإكراه المنفي، وإنَّما هو بنحو الاقتضاء، وشرطه الإرادة، ومانعه العجز.
ثُمَّ قال في (الميزان): وتفريع الإلهام على التسوية للإشارة إلى أنَّ إلهام الفجور والتقوى ... من تكميل تسوية النفس، فهو من نعوت خلقتها، كما قال تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا.
أقول: المراد: أنَّه خلقها ثُمَّ ألهمها، وهو مبني على أنَّ (سوّاها) بمعنى خلقها و (ألهمها) بمعنى: علّمها، كقوله: خَلَقَ الإِنسَانَ* عَلَّمَهُ الْبَيَانَ.
هذا بناءً على بعض الأُطروحات، والأرجح أنَّ التسوية والتعديل يكون بين الفجور والتقوى المركوز أو بين أدوات المصالح والمفاسد، أو بين أوامر الشريعة ونواهيها.
وممّا تجدر الإشارة إليه هنا أنَّ الإلهام أصيلٌ لا طارئاً.
وليست التسوية هي الخلقة، بل الخلقة مفروضةٌ في قوله: (ونفس)، وإنَّما المراد وصف نحو ذلك. فيكون المحصّل: أنَّه خلقها ثُمَّ سوّاها بمعنى دبّرها ثُمَّ ألهمها، على أنَّ الترتيب غير ضروري.
والإلهام للنفس لا لغيرها، ولذا رجع الضمير إليها، وهو يشمل كلّ ذي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 160
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤1
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 160
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نفس كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ كالجنّ والملائكة والحيوانات والبشر، كلّ واحد على المقدار الذي له. ولذا قال: فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي: المناسب لها.
فإن قيل: الفجور شرّ، والشرّ لا وجود له؛ لأنَّه عدمٌ، والعدم لا يمكن إركازه في النفس.
قلنا: أوّلًا: إنَّ كون الشرّ أمرٌ عدمي مختلفٌ فيه بين الفلاسفة، فإذا قلنا بكونه وجوديّاً انسدّ السؤال.
ثانياً: إنَّ الشرّ وإن كان عدماً عقلًا، إلّا أنَّه وجودٌ عرفاً، والكلام بحسب العرف، وهو كافٍ في الغرض.
ثالثاً: إنَّ في الآية لا يوجد عنوان الشرّ، بل الفجور وفي الآية الأُخرى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ وكلاهما وجودي، ولا حاجة إلى تفسيره بالشرّ بنحو الترادف.
رابعاً: إن تنزّلنا عن كلّ ما سبق لابدّ من التفسير بالشرط والتنزّل عن المقتضي، فشرط الشرّ موجودٌ.
خامساً: إنَّ الملحوظ هنا حبّ الشرّ والفجور أو الخير والتقوى.
سادساً: إنَّ الموجود هو القدرة على الشرّ والخير بغضّ النظر عن فعليتهما. والقدرة على العدم بالقدرة على الحدود الوجوديّة له.
فإن قلت: لماذا قدّم الفجور على التقوى؟
قلنا: أوّلًا: لأنَّه أغلب خارجاً.
ثانياً: لأنَّه أوضح في النفس؛ لأنَّ الفرد أوّل ما يشعر بشهواته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 161
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نفس كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ كالجنّ والملائكة والحيوانات والبشر، كلّ واحد على المقدار الذي له. ولذا قال: فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي: المناسب لها.
فإن قيل: الفجور شرّ، والشرّ لا وجود له؛ لأنَّه عدمٌ، والعدم لا يمكن إركازه في النفس.
قلنا: أوّلًا: إنَّ كون الشرّ أمرٌ عدمي مختلفٌ فيه بين الفلاسفة، فإذا قلنا بكونه وجوديّاً انسدّ السؤال.
ثانياً: إنَّ الشرّ وإن كان عدماً عقلًا، إلّا أنَّه وجودٌ عرفاً، والكلام بحسب العرف، وهو كافٍ في الغرض.
ثالثاً: إنَّ في الآية لا يوجد عنوان الشرّ، بل الفجور وفي الآية الأُخرى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ وكلاهما وجودي، ولا حاجة إلى تفسيره بالشرّ بنحو الترادف.
رابعاً: إن تنزّلنا عن كلّ ما سبق لابدّ من التفسير بالشرط والتنزّل عن المقتضي، فشرط الشرّ موجودٌ.
خامساً: إنَّ الملحوظ هنا حبّ الشرّ والفجور أو الخير والتقوى.
سادساً: إنَّ الموجود هو القدرة على الشرّ والخير بغضّ النظر عن فعليتهما. والقدرة على العدم بالقدرة على الحدود الوجوديّة له.
فإن قلت: لماذا قدّم الفجور على التقوى؟
قلنا: أوّلًا: لأنَّه أغلب خارجاً.
ثانياً: لأنَّه أوضح في النفس؛ لأنَّ الفرد أوّل ما يشعر بشهواته.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 161
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤1
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 161
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً: ما ورد في القرآن من تأخير الفرد الأفضل من قبيل الجنّ والإنس وإن كان هذا غير مطّردٍ، كما في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رِجَالًا وَنِسَاءً، فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا.
رابعاً: أنَّ الهدم قبل البناء، فذكر الفجور ليترك، ثُمَّ التقوى ليُطاع.
خامساً: لمراعاة السياق اللفظي والنسق أيضاً.
ثُمَّ إنَّه إذا ألهمها الفجور والتقوى فقد ألهمها ما بينهما من المباحات وغيرها أيضاً، فيكون الفرد مميّزاً لكلّ المستويات، ويكون أعلم بحال نفسه، كما قال تعالى: بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ؛ لأنَّه هو الأكثر اطّلاعاً على إخلاص نيّته وإن خدع الغير أو خدع نفسه ظاهراً.
****
قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا:
هو جواب القسم بعد إعطاء بعض التفاصيل من خلال القسم نفسه.
هذا في جانب المعلول، وهو إشارةٌ إلى الاختيار للطرفين.
والفلاح حسن النتيجة أو العاقبة، وقد تكون في المقام قرينةً، ولا يتعيّن بعدها.
والزكاة من الزيادة أو الطهارة، والدسّ إدخال ما لا يناسب.
وفي (الميزان): إدخال شيء في شيء بضربٍ من الإخفاء.
لكن أفهم منها قيد عدم المناسبة والسوء أيضاً، وعليه قرينةٌ عرفيّةٌ ولفظيّةٌ، كالدسّ والنميمة بين المحبيّن حيث لا يناسب وجود البغضاء. ولذا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 162
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً: ما ورد في القرآن من تأخير الفرد الأفضل من قبيل الجنّ والإنس وإن كان هذا غير مطّردٍ، كما في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رِجَالًا وَنِسَاءً، فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا.
رابعاً: أنَّ الهدم قبل البناء، فذكر الفجور ليترك، ثُمَّ التقوى ليُطاع.
خامساً: لمراعاة السياق اللفظي والنسق أيضاً.
ثُمَّ إنَّه إذا ألهمها الفجور والتقوى فقد ألهمها ما بينهما من المباحات وغيرها أيضاً، فيكون الفرد مميّزاً لكلّ المستويات، ويكون أعلم بحال نفسه، كما قال تعالى: بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ* وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ؛ لأنَّه هو الأكثر اطّلاعاً على إخلاص نيّته وإن خدع الغير أو خدع نفسه ظاهراً.
****
قوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا:
هو جواب القسم بعد إعطاء بعض التفاصيل من خلال القسم نفسه.
هذا في جانب المعلول، وهو إشارةٌ إلى الاختيار للطرفين.
والفلاح حسن النتيجة أو العاقبة، وقد تكون في المقام قرينةً، ولا يتعيّن بعدها.
والزكاة من الزيادة أو الطهارة، والدسّ إدخال ما لا يناسب.
وفي (الميزان): إدخال شيء في شيء بضربٍ من الإخفاء.
لكن أفهم منها قيد عدم المناسبة والسوء أيضاً، وعليه قرينةٌ عرفيّةٌ ولفظيّةٌ، كالدسّ والنميمة بين المحبيّن حيث لا يناسب وجود البغضاء. ولذا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 162
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤1
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 161 ـــــــــــــــــــــــــــــ ثالثاً: ما ورد في القرآن من تأخير الفرد الأفضل من قبيل الجنّ والإنس وإن كان هذا غير مطّردٍ، كما في السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، رِجَالًا وَنِسَاءً، فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 162
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ولا يحتاج هذا إلى قرينةٍ، كما قال في (الميزان): والمراد به (أي: الدسّ) بقرينة مقابلة التزكية الإنماء على غير ما يقتضيه طبعها وركبت عليه نفسها، ولو بقرينة الخيبة المطلقة، لكن يمكن حملها على مطلق الخيبة.
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّه يصدق بمجرّد الفعل، ولا يؤخذ فيه جهة الإنماء.
وثانياً: أنَّ الفجور أيضاً مركّبٌ في طبعها، وهنا يكون الهدى استثناءً، وهو غير صحيحٍ.
أمّا المقابلة في التزكية فالتزكية ليس فيها إنماءٌ، وإنَّما هي الزيادة في الجملة لا الزيادة المطلقة؛ لأنَّ الضلال وإن كان مركّباً في الفرد، إلّا أنَّ نسبته ليست كنسبة الهدى؛ لأنَّه أقّل وأضعف تكويناً في كلّ من الآيات الآفاقيّة والأنفسيّة معاً، ولأنَّه منهي عنه بكلّ الألسنة العقليّة والنقليّة، والهدى مأمورٌ به بكلّ الألسنة كذلك، مع أنَّ الله وإن ركز الفجور- من أجل الامتحان فقط- إلّا أنَّه خَلَقنا للجنّة ولم يخلقنا للنار، وخلقنا للتقوى لا للفجور. فهي الهدف من خلقنا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ أي: لكم لا لنفسه.
ولماذا عبّر بصيغة الماضي: (زكّاها ودسّاها)؟ والجواب عنه- مضافاً إلى الاختيار للمتكلّم- بوجوهٍ عدّةٍ:
الأوّل: أن يكون النظر إلى ما حصل منه فعلًا؛ لاتّخاذ العبرة عنه:
1. فإنَّ حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحدٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 163
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ولا يحتاج هذا إلى قرينةٍ، كما قال في (الميزان): والمراد به (أي: الدسّ) بقرينة مقابلة التزكية الإنماء على غير ما يقتضيه طبعها وركبت عليه نفسها، ولو بقرينة الخيبة المطلقة، لكن يمكن حملها على مطلق الخيبة.
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّه يصدق بمجرّد الفعل، ولا يؤخذ فيه جهة الإنماء.
وثانياً: أنَّ الفجور أيضاً مركّبٌ في طبعها، وهنا يكون الهدى استثناءً، وهو غير صحيحٍ.
أمّا المقابلة في التزكية فالتزكية ليس فيها إنماءٌ، وإنَّما هي الزيادة في الجملة لا الزيادة المطلقة؛ لأنَّ الضلال وإن كان مركّباً في الفرد، إلّا أنَّ نسبته ليست كنسبة الهدى؛ لأنَّه أقّل وأضعف تكويناً في كلّ من الآيات الآفاقيّة والأنفسيّة معاً، ولأنَّه منهي عنه بكلّ الألسنة العقليّة والنقليّة، والهدى مأمورٌ به بكلّ الألسنة كذلك، مع أنَّ الله وإن ركز الفجور- من أجل الامتحان فقط- إلّا أنَّه خَلَقنا للجنّة ولم يخلقنا للنار، وخلقنا للتقوى لا للفجور. فهي الهدف من خلقنا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ أي: لكم لا لنفسه.
ولماذا عبّر بصيغة الماضي: (زكّاها ودسّاها)؟ والجواب عنه- مضافاً إلى الاختيار للمتكلّم- بوجوهٍ عدّةٍ:
الأوّل: أن يكون النظر إلى ما حصل منه فعلًا؛ لاتّخاذ العبرة عنه:
1. فإنَّ حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحدٌ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 163
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 162 ـــــــــــــــــــــــــــــ قال: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ولا يحتاج هذا إلى قرينةٍ، كما قال في (الميزان): والمراد به (أي: الدسّ) بقرينة مقابلة التزكية الإنماء على غير ما يقتضيه طبعها وركبت عليه نفسها، ولو بقرينة…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 163
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2. أو إنَّه خاب لأجل اقتضاء النظام ذلك، فلا يختصّ الحكم به.
3. أو إنَّ الإخبار عنه بالماضي من أجل التنبيه على المستقبل.
الثاني: أنَّه من أجل السياق، فلو كان بالمضارع لفسد السياق اللفظي.
الثالث: أنَّ المخاطب منكرٌ، فيحتاج إلى تأكيدٍ، وإذا دخلت (قد) على الماضي أفادت التأكيد بخلاف المضارع.
ومعه فيتعيّن الماضي. وأبعد منه استعمال الماضي بمعنى المضارع مجازاً، والمراد أنَّه نظر إلى ما بعد الدنيا، فوقت الإخبار هو ذاك، فيصبح كلّه من الماضي.
ثُمَّ إنَّه ذكر في (الميزان) عن الدسّ: (بضربٍ من الإخفاء) وقال في (المفردات): (بضرب من الإكراه).
ولا أعتقد أنَّ الإكراه صحيحٌ عرفاً ولغة، كما لا يصحّ معه معنى الآية؛ لأنَّه يلزم الجبر، على أنَّه خلاف الوجدان، وإنَّما الإخفاء صحيحٌ؛ لأنَّ الإنسان يخفي معايبه عن غيره، بل عن نفسه أيضاً، ولا يخفى على الله سبحانه شيءٌ.
وأمّا وجود الألف (دسّاها) على وزن (أعطاها) مع أنَّ المسموع بدونها (دسّها) فالظاهر عرفاً هو اختلاف المادّتين، فالدسّ للمدسوس ودسّا للمدسوس فيه، وهو المطلوب؛ لوجوهٍ:
الأوّل: أنَّه يدسّ في نفسه السوء.
الثاني: أنَّه دسّ فيها، فتبقى الألف للدلالة على المحذوف ويكون المراد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 164
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2. أو إنَّه خاب لأجل اقتضاء النظام ذلك، فلا يختصّ الحكم به.
3. أو إنَّ الإخبار عنه بالماضي من أجل التنبيه على المستقبل.
الثاني: أنَّه من أجل السياق، فلو كان بالمضارع لفسد السياق اللفظي.
الثالث: أنَّ المخاطب منكرٌ، فيحتاج إلى تأكيدٍ، وإذا دخلت (قد) على الماضي أفادت التأكيد بخلاف المضارع.
ومعه فيتعيّن الماضي. وأبعد منه استعمال الماضي بمعنى المضارع مجازاً، والمراد أنَّه نظر إلى ما بعد الدنيا، فوقت الإخبار هو ذاك، فيصبح كلّه من الماضي.
ثُمَّ إنَّه ذكر في (الميزان) عن الدسّ: (بضربٍ من الإخفاء) وقال في (المفردات): (بضرب من الإكراه).
ولا أعتقد أنَّ الإكراه صحيحٌ عرفاً ولغة، كما لا يصحّ معه معنى الآية؛ لأنَّه يلزم الجبر، على أنَّه خلاف الوجدان، وإنَّما الإخفاء صحيحٌ؛ لأنَّ الإنسان يخفي معايبه عن غيره، بل عن نفسه أيضاً، ولا يخفى على الله سبحانه شيءٌ.
وأمّا وجود الألف (دسّاها) على وزن (أعطاها) مع أنَّ المسموع بدونها (دسّها) فالظاهر عرفاً هو اختلاف المادّتين، فالدسّ للمدسوس ودسّا للمدسوس فيه، وهو المطلوب؛ لوجوهٍ:
الأوّل: أنَّه يدسّ في نفسه السوء.
الثاني: أنَّه دسّ فيها، فتبقى الألف للدلالة على المحذوف ويكون المراد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 164
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 163 ـــــــــــــــــــــــــــــ 2. أو إنَّه خاب لأجل اقتضاء النظام ذلك، فلا يختصّ الحكم به. 3. أو إنَّ الإخبار عنه بالماضي من أجل التنبيه على المستقبل. الثاني: أنَّه من أجل السياق، فلو كان بالمضارع لفسد السياق اللفظي.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 164
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نفسه.
الثالث: أنَّه أتى بالألف واللام للحفاظ على النسق مع (زكّاها).
الرابع: أنَّه تفخيمٌ للفتحة ويكون عند الوقوف، مثل (ألها).
الخامس: أنَّه مثل مكنسة ومكناسة ومزلج ومزلاج.
وبهذا اتّضح أنَّه لماذا قال: دَسَّاهَا ولم يقل: (دسّ فيها)؛ لأنَّ (دسَّاها) دالّةٌ على ذلك بالمطابقة.
****
قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا:
ثُمَّ تبدأ السورة بذكر قصّة تعتبر تطبيقاً واضحاً على القاعدة المعطاة في السورة، وأنَّه كيف يخيب من دسّاها وأنَّه يستحقّ عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وثمود قبيلة أو شعب لا اسم علمٍ، وإن كان الأصل في جيلهم أو حكمهم كذلك، وكان يسمّى (طوطم) ولكن يراد به القبيلة ولذا نقول: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا يعني: أكثر أفرادها شقاوةً، ولو كان علماً لما صحّ ذلك.
وذكر في (الميزان) أنَّ (كذّبت) يعني: بدعوة نبيّهم ولذا قال: فكذّبوه.
وظاهره التكذيب المطلق وإن كان يصدق على مطلق التكذيب، ولذا استحقّوا عقوبة الدنيا قبل عقوبة الآخرة. والمفعول لكذّبت محذوفٌ يدلّ عليه السياق، وهو ثمود نبيّهم، ومن ثُمَّ أمر الله سبحانه، أو يراد أُصول الدين وفروعه.
قال في (الميزان): الطغوى مصدر كالطغيان، والباء للسببيّة. ومثاله في القرآن قوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وقوله تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 165
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نفسه.
الثالث: أنَّه أتى بالألف واللام للحفاظ على النسق مع (زكّاها).
الرابع: أنَّه تفخيمٌ للفتحة ويكون عند الوقوف، مثل (ألها).
الخامس: أنَّه مثل مكنسة ومكناسة ومزلج ومزلاج.
وبهذا اتّضح أنَّه لماذا قال: دَسَّاهَا ولم يقل: (دسّ فيها)؛ لأنَّ (دسَّاها) دالّةٌ على ذلك بالمطابقة.
****
قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا:
ثُمَّ تبدأ السورة بذكر قصّة تعتبر تطبيقاً واضحاً على القاعدة المعطاة في السورة، وأنَّه كيف يخيب من دسّاها وأنَّه يستحقّ عذاب الدنيا قبل عذاب الآخرة.
وثمود قبيلة أو شعب لا اسم علمٍ، وإن كان الأصل في جيلهم أو حكمهم كذلك، وكان يسمّى (طوطم) ولكن يراد به القبيلة ولذا نقول: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا يعني: أكثر أفرادها شقاوةً، ولو كان علماً لما صحّ ذلك.
وذكر في (الميزان) أنَّ (كذّبت) يعني: بدعوة نبيّهم ولذا قال: فكذّبوه.
وظاهره التكذيب المطلق وإن كان يصدق على مطلق التكذيب، ولذا استحقّوا عقوبة الدنيا قبل عقوبة الآخرة. والمفعول لكذّبت محذوفٌ يدلّ عليه السياق، وهو ثمود نبيّهم، ومن ثُمَّ أمر الله سبحانه، أو يراد أُصول الدين وفروعه.
قال في (الميزان): الطغوى مصدر كالطغيان، والباء للسببيّة. ومثاله في القرآن قوله تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وقوله تعالى: مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 165
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 165
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. فالطغيان هو العلّة أو السبب، والتكذيب هو المعلول.
غير أنَّ المراد كان الطغيان الداخلي، فهو سببٌ، ولا يقال: إنَّه عين التكذيب وإن كان عرفاً كذلك.
إلّا أنَّ بينهما اختلافاً في الرتبة عقلًا، وهذا يكفي.
والمراد به سوء الباطن أو تمرّد النفس الأمّارة.
وإن أُريد بالطغيان ما هو ظاهره فالمراد أنَّه غفل بسببه عن الحّق أو أنَّه فضّل مصلحته الدنيويّة على الأُخرويّة.
إلّا أنَّه مع ذلك لابدّ أن يعود على الباطن؛ لأنَّ التكذيب باطني بالأصل، وسبب الباطني باطني.
والوجه فيه: أنَّه لو قلنا: إنَّ التكذيب باطني لم يكف الاستكبار الظاهري، بل لم يوجد أصلًا.
وأفاد الراغب: أنَّ الطغيان تجاوز الحدّ في المعصية. قال تعالى: إِنَّهُ طَغَى، إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى وقال: قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى، وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وقال تعالى: فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا. وقال الراغب: والطغوى الاسم منه.
والمراد: أنَّه اسم المصدر مع أنَّه تقدّم عن (الميزان) أنَّه مصدرٌ، والراغب في ذلك حجّة، والفرق بينهما دقّي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 166
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ. فالطغيان هو العلّة أو السبب، والتكذيب هو المعلول.
غير أنَّ المراد كان الطغيان الداخلي، فهو سببٌ، ولا يقال: إنَّه عين التكذيب وإن كان عرفاً كذلك.
إلّا أنَّ بينهما اختلافاً في الرتبة عقلًا، وهذا يكفي.
والمراد به سوء الباطن أو تمرّد النفس الأمّارة.
وإن أُريد بالطغيان ما هو ظاهره فالمراد أنَّه غفل بسببه عن الحّق أو أنَّه فضّل مصلحته الدنيويّة على الأُخرويّة.
إلّا أنَّه مع ذلك لابدّ أن يعود على الباطن؛ لأنَّ التكذيب باطني بالأصل، وسبب الباطني باطني.
والوجه فيه: أنَّه لو قلنا: إنَّ التكذيب باطني لم يكف الاستكبار الظاهري، بل لم يوجد أصلًا.
وأفاد الراغب: أنَّ الطغيان تجاوز الحدّ في المعصية. قال تعالى: إِنَّهُ طَغَى، إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى وقال: قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى، وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وقال تعالى: فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا. وقال الراغب: والطغوى الاسم منه.
والمراد: أنَّه اسم المصدر مع أنَّه تقدّم عن (الميزان) أنَّه مصدرٌ، والراغب في ذلك حجّة، والفرق بينهما دقّي.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 166
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻

