منة المنان/ السيد محمد الصدر pinned «منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 181 ـــــــــــــــــــــــــــــ #بسم_الله_الرحمن_الرحيم لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ* لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ* أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ…»
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 183
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#سورة_البلد
ليس للسورة المباركة أسماء كثيرة، وإن ورد فيها لفظ الإنسان، إلّا أنَّه يلزم منه تكثّر الأسماء للسور. نعم، قد يُطلق عليها أيضاً (العقبة) و (النجدين) و (المسغبة) و (المقربة) و (العبد) و (الميمنة) وغير ذلك، إلّا أنَّه لابدّ من وجود التعارف على تسميتها، وهو في المقام غير متحقّقٍ، وإن كان ذلك ممكناً نظريّاً، مضافاً إلى طريقة الشريف الرضي، ورقهما في المصحف، وهو: 90.
****
قوله تعالى: لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ:
يُلاحظ: أنَّ عدّة سورٍ أُخرى تبدأ بالقسم: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا و وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا و وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى.
فهل المراد في هذه الصورة إثبات القسم أم نفيه؟ وهذا ما لم يتعرّض له صاحب (الميزان) بل أخذ القسم مسلّماً.
وقال العكبري: هذا مثل لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 184
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#سورة_البلد
ليس للسورة المباركة أسماء كثيرة، وإن ورد فيها لفظ الإنسان، إلّا أنَّه يلزم منه تكثّر الأسماء للسور. نعم، قد يُطلق عليها أيضاً (العقبة) و (النجدين) و (المسغبة) و (المقربة) و (العبد) و (الميمنة) وغير ذلك، إلّا أنَّه لابدّ من وجود التعارف على تسميتها، وهو في المقام غير متحقّقٍ، وإن كان ذلك ممكناً نظريّاً، مضافاً إلى طريقة الشريف الرضي، ورقهما في المصحف، وهو: 90.
****
قوله تعالى: لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ:
يُلاحظ: أنَّ عدّة سورٍ أُخرى تبدأ بالقسم: وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا و وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا و وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى.
فهل المراد في هذه الصورة إثبات القسم أم نفيه؟ وهذا ما لم يتعرّض له صاحب (الميزان) بل أخذ القسم مسلّماً.
وقال العكبري: هذا مثل لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 184
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤1
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 184
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقول: وفي (لا) الواردة في الآية عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما ذكره العكبري في سورة القيامة من: أنَّها زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: لَئلَّا يَعْلَمُ.
الثانية: أنَّها ليست زائدة، وإنَّما هي نفي للقسم بها، كما نفى القسم بالنفس اللّوامة.
الثالثة: أنَّ (لا) ردٌّ لكلامٍ مقدّرٍ؛ لأنَّهم قالوا: إنَّنا نغترّ على الله في قولك: (بعثت) فقال: لا. ثُمَّ ابتدأه فقال: (أقسم).
قيل: وهذا كثيرٌ في الشعر؛ فإنَّ واو العطف تأتي في مبادئ القصائد، فيقدّر هناك كلامٌ يعطف عليه.
الرابعة: ما ذكره العكبري أيضاً من أنه قرئ: لأقسم، على أن تكون هي لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع، كقوله تعالى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ وليست لام القسم.
الخامسة: أنَّ اللام لام القسم (لأقسم) ولم تصحبها النون (لأقسمن)؛ اعتماداً على المعنى ولأنَّ خبر الله صدقٌ، فجاز أن يأتي من غير توكيدٍ.
السادسة: أنَّ المراد: لأقسم، شبّهت الجملة الفعليّة بالاسميّة (يعني: في ترك النون) كقوله تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 185
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أقول: وفي (لا) الواردة في الآية عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما ذكره العكبري في سورة القيامة من: أنَّها زائدة، كما زيدت في قوله تعالى: لَئلَّا يَعْلَمُ.
الثانية: أنَّها ليست زائدة، وإنَّما هي نفي للقسم بها، كما نفى القسم بالنفس اللّوامة.
الثالثة: أنَّ (لا) ردٌّ لكلامٍ مقدّرٍ؛ لأنَّهم قالوا: إنَّنا نغترّ على الله في قولك: (بعثت) فقال: لا. ثُمَّ ابتدأه فقال: (أقسم).
قيل: وهذا كثيرٌ في الشعر؛ فإنَّ واو العطف تأتي في مبادئ القصائد، فيقدّر هناك كلامٌ يعطف عليه.
الرابعة: ما ذكره العكبري أيضاً من أنه قرئ: لأقسم، على أن تكون هي لام التوكيد دخلت على الفعل المضارع، كقوله تعالى: وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ وليست لام القسم.
الخامسة: أنَّ اللام لام القسم (لأقسم) ولم تصحبها النون (لأقسمن)؛ اعتماداً على المعنى ولأنَّ خبر الله صدقٌ، فجاز أن يأتي من غير توكيدٍ.
السادسة: أنَّ المراد: لأقسم، شبّهت الجملة الفعليّة بالاسميّة (يعني: في ترك النون) كقوله تعالى: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 185
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤3
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 185
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والحاصل: أنَّ (لا) إمّا موجودةٌ أو غير موجودةٍ.
فإذا كانت موجودةً فإمّا أن تكون نافيةً أو ناهيةً أو زائدةً.
والزيادة يعني أنَّها ملحقةٌ بالغير، ولا معنى لها، وهو بعيدٌ عن سياق القرآن وحكمته.
أو هي الناهية عن الكفر في أُصول الدين أو في فروع الدين.
وأمّا النافية فهي ردّ لأقوالهم ومزاعمهم، إمّا في أُصول الدين أو في فروعه.
وذكر العكبري من معاني النافية أنَّني لا أُقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ بهذا البلد، بل أقسم بك.
ونفي القسم أو عدمه لعدم الحاجة إليه، إمّا لتدنّي المسألة وبساطتها وإمّا لوضوحها وإمّا لأهمّيّتها وإمّا لتعقيدها بحيث تحتاج في كلّ فرعٍ إلى قسمٍ، فيكون هناك عدّة أقسامٍ، وفيه تكلّف، فترك القسم أولى.
وإن كان المراد لام التأكيد على قراءة (لأقسم): فإمّا هذه اللام لام التأكيد أو لام القسم.
وعلى الثاني فلماذا لم تصحبها النون، كما هو القياس؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
الأوّل: أنَّ هذا غالبي لا دائمٌ.
الثاني: ما أفاده العكبري من أنَّه كان اعتماداً على المعنى.
الثالث: أنَّ خبر الله صدقه لا يحتاج إلى تأكيد.
الرابع: أنَّها مقدّرةٌ معنىً.
الخامس: أنَّها مشبّهةٌ بالجملة الاسميّة في ترك النون كقوله: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 186
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والحاصل: أنَّ (لا) إمّا موجودةٌ أو غير موجودةٍ.
فإذا كانت موجودةً فإمّا أن تكون نافيةً أو ناهيةً أو زائدةً.
والزيادة يعني أنَّها ملحقةٌ بالغير، ولا معنى لها، وهو بعيدٌ عن سياق القرآن وحكمته.
أو هي الناهية عن الكفر في أُصول الدين أو في فروع الدين.
وأمّا النافية فهي ردّ لأقوالهم ومزاعمهم، إمّا في أُصول الدين أو في فروعه.
وذكر العكبري من معاني النافية أنَّني لا أُقسم بهذا البلد وأنت حلٌّ بهذا البلد، بل أقسم بك.
ونفي القسم أو عدمه لعدم الحاجة إليه، إمّا لتدنّي المسألة وبساطتها وإمّا لوضوحها وإمّا لأهمّيّتها وإمّا لتعقيدها بحيث تحتاج في كلّ فرعٍ إلى قسمٍ، فيكون هناك عدّة أقسامٍ، وفيه تكلّف، فترك القسم أولى.
وإن كان المراد لام التأكيد على قراءة (لأقسم): فإمّا هذه اللام لام التأكيد أو لام القسم.
وعلى الثاني فلماذا لم تصحبها النون، كما هو القياس؟
ويمكن الجواب عنه بوجوهٍ:
الأوّل: أنَّ هذا غالبي لا دائمٌ.
الثاني: ما أفاده العكبري من أنَّه كان اعتماداً على المعنى.
الثالث: أنَّ خبر الله صدقه لا يحتاج إلى تأكيد.
الرابع: أنَّها مقدّرةٌ معنىً.
الخامس: أنَّها مشبّهةٌ بالجملة الاسميّة في ترك النون كقوله: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 186
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤3🙏2
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 186
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والبلد: إمّا أن يُراد به مكّة أو الحرم المكّي، وله أهمّيّةٌ، إلّا أنَّه يتوقّف على أن تكون السورة مكّيّة، أو يُراد به المدينة على تقدير كونها مدنيّةً.
فإن قلت: إنَّ المراد مكّة وإن كانت مدنيّةً.
قلنا: هذا منافٍ لقوله تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ إلّا إذا أُريد به بلدٌ آخر وأنَّ المشار إليه غيره، وهو خلاف السياق قطعاً.
فإن قلت: فإنَّه ليس للمدينة أهمّيّةٌ كمكّة، وخاصّة قبل دفن النبي (ص) فيها.
قلنا: أوّلًا: إنَّ لها أهمّيّة، وخاصّة مع وجود النبي (ص) فيها، كما أشارت الآية.
ثانياً: أنَّه لا ضرورة ولا أهمّيّة كامنة في اختيار القسم، على أنَّ لهجتها مكّيّة، فيكون المراد مكّة.
وقد يكون المراد بالبلد نفس رسول الله (ص)، وهي لا تشعر بالأنانيّة، ولكنّها هكذا في الظاهر، فلذا يقول: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ.
وقد يُقال: إنَّ المراد نفس أيّ مؤمنٍ، ورسول الله حالٌّ فيها، وهو أحد تفاسير قولهم (عليهم السلام):) أنفسكم في النفوس).
****
قوله تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ:
قال الراغب: أصل الحلّ حلّ العقدة، ومنه قوله عزّ وجلّ: وَاحْلُلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 187
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والبلد: إمّا أن يُراد به مكّة أو الحرم المكّي، وله أهمّيّةٌ، إلّا أنَّه يتوقّف على أن تكون السورة مكّيّة، أو يُراد به المدينة على تقدير كونها مدنيّةً.
فإن قلت: إنَّ المراد مكّة وإن كانت مدنيّةً.
قلنا: هذا منافٍ لقوله تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ إلّا إذا أُريد به بلدٌ آخر وأنَّ المشار إليه غيره، وهو خلاف السياق قطعاً.
فإن قلت: فإنَّه ليس للمدينة أهمّيّةٌ كمكّة، وخاصّة قبل دفن النبي (ص) فيها.
قلنا: أوّلًا: إنَّ لها أهمّيّة، وخاصّة مع وجود النبي (ص) فيها، كما أشارت الآية.
ثانياً: أنَّه لا ضرورة ولا أهمّيّة كامنة في اختيار القسم، على أنَّ لهجتها مكّيّة، فيكون المراد مكّة.
وقد يكون المراد بالبلد نفس رسول الله (ص)، وهي لا تشعر بالأنانيّة، ولكنّها هكذا في الظاهر، فلذا يقول: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ.
وقد يُقال: إنَّ المراد نفس أيّ مؤمنٍ، ورسول الله حالٌّ فيها، وهو أحد تفاسير قولهم (عليهم السلام):) أنفسكم في النفوس).
****
قوله تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ:
قال الراغب: أصل الحلّ حلّ العقدة، ومنه قوله عزّ وجلّ: وَاحْلُلْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 187
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤5
Forwarded from ختمات ال الصدر
عن #أمير_المؤمنين (عليه السلام):
(كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد)
#كل_عام_وانتم_بخير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مستدرك الوسائل ج٦ ص١٥٤
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
.
(كل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد)
#كل_عام_وانتم_بخير
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مستدرك الوسائل ج٦ ص١٥٤
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
.
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 186 ـــــــــــــــــــــــــــــ والبلد: إمّا أن يُراد به مكّة أو الحرم المكّي، وله أهمّيّةٌ، إلّا أنَّه يتوقّف على أن تكون السورة مكّيّة، أو يُراد به المدينة على تقدير كونها مدنيّةً. فإن قلت: إنَّ المراد مكّة وإن…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 187
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي حللت نزلت أصله من حلّ الأحمال عند النزول. ثُمَّ مردّ استعماله للنزول فقيل: حلّ حلولًا وأحلّه غيره.
قال عزّ وجلّ: أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ. ويقال حلّ الدين: وجب أداؤه.
والحِلّة القوم النازلون وحيّ حِلال مثله (أي: مسكون) والمحلّة مكان النزول ... ورجل حلال ومحلّ إذا خرج من الإحرام أو خرج من الحرم.
قال عزّ وجلّ: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا. وقال تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ أي: حلال.
ومعه فيمكن أن نفهم من الحلّ عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما قاله في (الميزان) من أّنه من حلّ إذا نزل على أنَّه اسم فاعلٍ أو بمعناه (حالّ).
الثانية: ما ذكره الراغب آنفاً أنَّه من التحلّل من الإحرام يعني: غير محرمٍ، وهو عجيبٌ.
الثالثة: أنَّه مصدر حلّ إذا نزل. ووصف به الذات مجازاً، كما قيل: زيدٌ عدلٌ.
الرابعة: أصله من الحلّة، أي: القوم النازلون، وهذا بمنزلة الجمع،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 188
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي حللت نزلت أصله من حلّ الأحمال عند النزول. ثُمَّ مردّ استعماله للنزول فقيل: حلّ حلولًا وأحلّه غيره.
قال عزّ وجلّ: أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ. ويقال حلّ الدين: وجب أداؤه.
والحِلّة القوم النازلون وحيّ حِلال مثله (أي: مسكون) والمحلّة مكان النزول ... ورجل حلال ومحلّ إذا خرج من الإحرام أو خرج من الحرم.
قال عزّ وجلّ: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا. وقال تعالى: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ أي: حلال.
ومعه فيمكن أن نفهم من الحلّ عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: ما قاله في (الميزان) من أّنه من حلّ إذا نزل على أنَّه اسم فاعلٍ أو بمعناه (حالّ).
الثانية: ما ذكره الراغب آنفاً أنَّه من التحلّل من الإحرام يعني: غير محرمٍ، وهو عجيبٌ.
الثالثة: أنَّه مصدر حلّ إذا نزل. ووصف به الذات مجازاً، كما قيل: زيدٌ عدلٌ.
الرابعة: أصله من الحلّة، أي: القوم النازلون، وهذا بمنزلة الجمع،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 188
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 188
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومفرده حلّ.
الخامسة: ما نقله في (الميزان): من أنَّ المستحلّ الذي لا حرمة له يعني: يستحلّ حرمة النبي فيه.
والواو حاليّة في قوله: (وأنت) يعني: لا أُقسم بالبلد بمجرّده ولا مع ساكنه ولا مع الكعبة المشرّفة التي فيه، بل من أجل وجودك فيه أو مع وجودك فيه.
****
قوله تعالى: وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ:
الواو عاطفة على الحال، أو عاطفة على القسم، أو هي للقسم.
والأُطروحات في الآية عديدةٌ:
الأُولى: ما اختاره في (الميزان) من أنَّه إبراهيم وابنه؛ لأنَّ ذكرهما هو المناسب مع ذكر البلد الحرام؛ فإنَّهما هما اللذان بنيا الكعبة والظاهر عدم تعيّنه في مقابل الأُطروحات الأُخرى.
وقيل: المراد إبراهيم وأولاده العرب.
وجوابه: أن العبريّين أيضاً أولاده، فكان ينبغي القول: إسماعيل وأولاده العرب.
الثانية: أنَّ المراد النبي ووالده، وهو المناسب لقوله: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ، إلّا أنَّه لا يتعيّن في مقابل الاحتمال التالي.
الثالثة: أنَّ الوالد هو النبي والولد هو الزهراء أو المعصومون، أو هو الحجّة لكلّ العباد، أو هو مطلق العلويّين، أو هو الحجّة القائم (ع).
الرابعة: أنَّ المراد مطلق الوالد والولد من البشريّة، في اشارة إلى الوجه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 189
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومفرده حلّ.
الخامسة: ما نقله في (الميزان): من أنَّ المستحلّ الذي لا حرمة له يعني: يستحلّ حرمة النبي فيه.
والواو حاليّة في قوله: (وأنت) يعني: لا أُقسم بالبلد بمجرّده ولا مع ساكنه ولا مع الكعبة المشرّفة التي فيه، بل من أجل وجودك فيه أو مع وجودك فيه.
****
قوله تعالى: وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ:
الواو عاطفة على الحال، أو عاطفة على القسم، أو هي للقسم.
والأُطروحات في الآية عديدةٌ:
الأُولى: ما اختاره في (الميزان) من أنَّه إبراهيم وابنه؛ لأنَّ ذكرهما هو المناسب مع ذكر البلد الحرام؛ فإنَّهما هما اللذان بنيا الكعبة والظاهر عدم تعيّنه في مقابل الأُطروحات الأُخرى.
وقيل: المراد إبراهيم وأولاده العرب.
وجوابه: أن العبريّين أيضاً أولاده، فكان ينبغي القول: إسماعيل وأولاده العرب.
الثانية: أنَّ المراد النبي ووالده، وهو المناسب لقوله: وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ، إلّا أنَّه لا يتعيّن في مقابل الاحتمال التالي.
الثالثة: أنَّ الوالد هو النبي والولد هو الزهراء أو المعصومون، أو هو الحجّة لكلّ العباد، أو هو مطلق العلويّين، أو هو الحجّة القائم (ع).
الرابعة: أنَّ المراد مطلق الوالد والولد من البشريّة، في اشارة إلى الوجه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 189
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤2
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 189
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاعجازي في ذلك.
وهو المشار إليه في (الميزان): وقيل: المراد آدم وذرّيّته جميعاً بتقريب أنَّ المقسم عليه هو خلق الإنسان في كبد.
وأشكل عليه بعدم المناسبة بين البلد والوالد والمولود على هذا التفسير.
وقيل: آدم والصالحون من ذرّيّته. وفيه تنزيه الله من أن يقسم بأعدائه الكفّار والمفسدين.
أقول: والإشكال غير واردٍ؛ لأنَّ القسم بالعنوان دون التفاصيل.
وقيل: كلّ والدٍ وكلّ ولد. وقيل: من يلد ومن لا يلد منهم، بأخذ (ما) في (ما ولد) نافيةً لا موصولةً.
ويؤيّده كونها لغير العاقل في حين يناسب وجود (من).
أقول: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّ المولود أوّل ولادته غير عاقلٍ عرفاً.
وثانياً: أنَّها شاملةٌ لغير العاقل، والمجموع غير عاقلٍ.
وقال في (الميزان): تكرار هذا البلد للتعظيم.
أقول: أو للتعجّب أو للنسق.
وقال: تنكير الوالد للتعظيم أو لبيان العموم أو لبيان الفرد الأهمّ، أو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الاعجازي في ذلك.
وهو المشار إليه في (الميزان): وقيل: المراد آدم وذرّيّته جميعاً بتقريب أنَّ المقسم عليه هو خلق الإنسان في كبد.
وأشكل عليه بعدم المناسبة بين البلد والوالد والمولود على هذا التفسير.
وقيل: آدم والصالحون من ذرّيّته. وفيه تنزيه الله من أن يقسم بأعدائه الكفّار والمفسدين.
أقول: والإشكال غير واردٍ؛ لأنَّ القسم بالعنوان دون التفاصيل.
وقيل: كلّ والدٍ وكلّ ولد. وقيل: من يلد ومن لا يلد منهم، بأخذ (ما) في (ما ولد) نافيةً لا موصولةً.
ويؤيّده كونها لغير العاقل في حين يناسب وجود (من).
أقول: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّ المولود أوّل ولادته غير عاقلٍ عرفاً.
وثانياً: أنَّها شاملةٌ لغير العاقل، والمجموع غير عاقلٍ.
وقال في (الميزان): تكرار هذا البلد للتعظيم.
أقول: أو للتعجّب أو للنسق.
وقال: تنكير الوالد للتعظيم أو لبيان العموم أو لبيان الفرد الأهمّ، أو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمّ.
وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له.
قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص).
أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف مستمرٌّ في الإعراب لغةً ونحواً، فلا يصدق عليها أنَّها جملةٌ معترضةٌ.
وإنَّما المعترضة ما تكون مقطوعةً إعرابيّاً عمّا قبلها، وهي هنا ليست كذلك.
****
قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ:
جواب القسم، واللام واقع في الجواب.
أقول: هذا على تقدير وجود القسم في أوّل السورة.
وأمّا على تقدير عدمه كما على بعض الوجوه- لا سيّما أنَّ المراد به نفي القسم- فنفيه جواباً، فتكون الجملة مستأنفةً، وتكون اللام للتأكيد لا أكثر.
وإن كانت قد تسمّى لام القسم لأنَّنا قلنا: إنَّ اللام المذكورة إذا دخلت على الاسم سمّيت لام الابتداء، وإن دخلت على الفعل سمّيت لام القسم.
وهي هنا داخلةٌ على الفعل سياقاً وإن كانت داخلةً على الحرف لفظاً.
ولم يذكر (كبد) في (المفردات) ولم ينقله عنه في (الميزان)، بل فسّره بالكدّ والتعب، وهذا أُطروحةٌ شاذّةٌ، وهي زيادة الباء في الكدّ لتصبح كبد، وهو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأعمّ.
وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له.
قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص).
أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف مستمرٌّ في الإعراب لغةً ونحواً، فلا يصدق عليها أنَّها جملةٌ معترضةٌ.
وإنَّما المعترضة ما تكون مقطوعةً إعرابيّاً عمّا قبلها، وهي هنا ليست كذلك.
****
قوله تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ:
جواب القسم، واللام واقع في الجواب.
أقول: هذا على تقدير وجود القسم في أوّل السورة.
وأمّا على تقدير عدمه كما على بعض الوجوه- لا سيّما أنَّ المراد به نفي القسم- فنفيه جواباً، فتكون الجملة مستأنفةً، وتكون اللام للتأكيد لا أكثر.
وإن كانت قد تسمّى لام القسم لأنَّنا قلنا: إنَّ اللام المذكورة إذا دخلت على الاسم سمّيت لام الابتداء، وإن دخلت على الفعل سمّيت لام القسم.
وهي هنا داخلةٌ على الفعل سياقاً وإن كانت داخلةً على الحرف لفظاً.
ولم يذكر (كبد) في (المفردات) ولم ينقله عنه في (الميزان)، بل فسّره بالكدّ والتعب، وهذا أُطروحةٌ شاذّةٌ، وهي زيادة الباء في الكدّ لتصبح كبد، وهو
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
Forwarded from ختمات ال الصدر
( #بسم_الله_الرحمن_الرحيم )
۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞ …
( #صدق_الله_العلي_العظيم)
ـــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
۞ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۞ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ۞ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۞ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ۞ …
( #صدق_الله_العلي_العظيم)
ـــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
Forwarded from ختمات ال الصدر
تم حجز #الختمة_عدد(٢١٣)
#أهداء الختمة إلى #الامام_محمد_الجواد
(عليه السلام)
لقضاء الحوائج وشفاء المرضى
ولنصرة المظلومين على اعداء الأسلام
ــــــــــــــــــــــــــــ
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج_والعافية_والنصر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
#أهداء الختمة إلى #الامام_محمد_الجواد
(عليه السلام)
لقضاء الحوائج وشفاء المرضى
ولنصرة المظلومين على اعداء الأسلام
ــــــــــــــــــــــــــــ
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج_والعافية_والنصر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
Forwarded from ختمات ال الصدر
نهنئكم بعيد الغدير الأغر وعطلته في عراقنا الحبيب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخوكم #مقتدى_الصدر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أخوكم #مقتدى_الصدر
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 190 ـــــــــــــــــــــــــــــ الأعمّ. وقال: وقيل: الجملة معترضةٌ بين القسم والمقسم به، والمراد بالحلّ المستحلّ الذي لا حرمة له. قال في) الكشّاف): يعني: يستحلّون حرمة النبي (ص). أقول: بل هي جملةٌ معطوفةٌ، والعطف…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 191
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما لا يقبله المشهور.
وإنَّما نطرح هنا أُطروحةٌ لغويّةٌ فنقول: إنَّ الكبد أصله العضو في الإنسان كالقلب والرئتين. وقد يحلّ محلّ القلب نفسه للخلط بينهما عرفاً، فيقال: أنت قلبي، كما يقال: أنت كبدي. وهذا العضو العرفي هو موطن العواطف من الحبّ والبغض والكره والراحة والتعب.
وحيث إنَّ الأعمّ الأغلب في الدنيا هي تعبٌ، والتعب ينتج سرعة وفاة القلب، إذن يتصوّر العرف أنَّ القلب هو الذي يتعب أو يتجلّى التعب فيه قبل غيره. فإذا خلط العرف بين القلب والكبد قال: إنَّ الكبد هو الذي يتعب، فصفته الغالبة من الدنيا هي التعب. ومن هنا قيل: يكابد أي: يتحمّل صعوبةً شديدةً من بلاء دنيوي: كالمرض أو الفقر أو سوء أخلاق بعض أسرته أو غير ذلك. وقد أصبح مشتقّاً، كابد يكابد مكابدة، مع أنَّ الكبد اسمٌ جامدٌ. فنقول: إنَّ المعنى: لقد خلقنا الإنسان في مكابدةٍ ناتجةٍ من البلاء. ولكن لماذا استعمل كبد بدل المكابدة؟
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّ كلّا منهما مصدرٌ.
وثانياً: أنَّه وإن كان اسم ذاتٍ، إلّا أنَّه أولى بالذكر؛ لأنَّه الأصل في إدراك المكابدة والإحساس بها، والمكابدة قد تحصل وقد لا تحصل، مع أنَّ الكبد مستمرٌّ دائماً.
إلّا أنَّ هذا الوجه وإن كان مشهوراً بالنتيجة، إلّا أنَّه يجعل الظرفيّة (في) مجازاً، كما هو ظاهرٌ، وفيه تكثيرٌ لظاهرة المكابدة والتعب، وهذا حسنٌ، إلّا أنَّ المجاز خلاف الأصل وخلاف الظاهر، كما أنَّ حمل الكبد على معناه الأصلي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما لا يقبله المشهور.
وإنَّما نطرح هنا أُطروحةٌ لغويّةٌ فنقول: إنَّ الكبد أصله العضو في الإنسان كالقلب والرئتين. وقد يحلّ محلّ القلب نفسه للخلط بينهما عرفاً، فيقال: أنت قلبي، كما يقال: أنت كبدي. وهذا العضو العرفي هو موطن العواطف من الحبّ والبغض والكره والراحة والتعب.
وحيث إنَّ الأعمّ الأغلب في الدنيا هي تعبٌ، والتعب ينتج سرعة وفاة القلب، إذن يتصوّر العرف أنَّ القلب هو الذي يتعب أو يتجلّى التعب فيه قبل غيره. فإذا خلط العرف بين القلب والكبد قال: إنَّ الكبد هو الذي يتعب، فصفته الغالبة من الدنيا هي التعب. ومن هنا قيل: يكابد أي: يتحمّل صعوبةً شديدةً من بلاء دنيوي: كالمرض أو الفقر أو سوء أخلاق بعض أسرته أو غير ذلك. وقد أصبح مشتقّاً، كابد يكابد مكابدة، مع أنَّ الكبد اسمٌ جامدٌ. فنقول: إنَّ المعنى: لقد خلقنا الإنسان في مكابدةٍ ناتجةٍ من البلاء. ولكن لماذا استعمل كبد بدل المكابدة؟
ويمكن الجواب عنه:
أوّلًا: أنَّ كلّا منهما مصدرٌ.
وثانياً: أنَّه وإن كان اسم ذاتٍ، إلّا أنَّه أولى بالذكر؛ لأنَّه الأصل في إدراك المكابدة والإحساس بها، والمكابدة قد تحصل وقد لا تحصل، مع أنَّ الكبد مستمرٌّ دائماً.
إلّا أنَّ هذا الوجه وإن كان مشهوراً بالنتيجة، إلّا أنَّه يجعل الظرفيّة (في) مجازاً، كما هو ظاهرٌ، وفيه تكثيرٌ لظاهرة المكابدة والتعب، وهذا حسنٌ، إلّا أنَّ المجاز خلاف الأصل وخلاف الظاهر، كما أنَّ حمل الكبد على معناه الأصلي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً.
فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.
وجوابه أحد أمرين:
الأوّل: أنَّه من الظرفيّة المقلوبة، كقولنا: أدخلت الخاتم في إصبعي، وهي جائزةٌ في اللغة.
الثاني: إعطاء أهمّيّةٍ للكبد وآثارة الطيّبة والعاطفيّة والاجتماعيّة، فكأنَّ الإنسان يعيش فيه لا العكس، وخاصّة إذا التفتنا أنَّه يلزم من عدمه عدمه، أي: من عدم الكبد عدم الإنسان، ولا يصدق أنَّه يلزم من عدم الإنسان عدم الكبد؛ لكونه سالبةً بانتفاء الموضوع.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
أيحسب، أي: الإنسان.
أمّا قوله: أحد، فالمراد به الجزئي لا الكلّي، وهو الله، وهو أحد الأسماء الحسنى؛ لأنَّ فرض الكلّيّة يواجه إشكالًا هنا، وهو: أنَّه لا يوجد شخص يحسب ذلك. نعم، الملحد أو الغافل يحسب أن لا يقدر عليه الله.
إذن فالمراد هو الله على أُطروحة الجزئيّة والكليّة في أحد.
وعلى تقدير فهم (الكلّي) يمكن تقديرها: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ حتّى الله أو إطلاقاً)، وإلّا فالنظر إلى الأسباب موجودٌ مرهوبٌ من قبل أهل الدنيا مهما كانت أهمّيّتهم.
فإن قلت: لعلّ النظر إلى أُولئك الأقوياء المتمكّنين في الملك جدّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً.
فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.
وجوابه أحد أمرين:
الأوّل: أنَّه من الظرفيّة المقلوبة، كقولنا: أدخلت الخاتم في إصبعي، وهي جائزةٌ في اللغة.
الثاني: إعطاء أهمّيّةٍ للكبد وآثارة الطيّبة والعاطفيّة والاجتماعيّة، فكأنَّ الإنسان يعيش فيه لا العكس، وخاصّة إذا التفتنا أنَّه يلزم من عدمه عدمه، أي: من عدم الكبد عدم الإنسان، ولا يصدق أنَّه يلزم من عدم الإنسان عدم الكبد؛ لكونه سالبةً بانتفاء الموضوع.
****
قوله تعالى: أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ:
أيحسب، أي: الإنسان.
أمّا قوله: أحد، فالمراد به الجزئي لا الكلّي، وهو الله، وهو أحد الأسماء الحسنى؛ لأنَّ فرض الكلّيّة يواجه إشكالًا هنا، وهو: أنَّه لا يوجد شخص يحسب ذلك. نعم، الملحد أو الغافل يحسب أن لا يقدر عليه الله.
إذن فالمراد هو الله على أُطروحة الجزئيّة والكليّة في أحد.
وعلى تقدير فهم (الكلّي) يمكن تقديرها: (أيحسب أن لن يقدر عليه أحدٌ حتّى الله أو إطلاقاً)، وإلّا فالنظر إلى الأسباب موجودٌ مرهوبٌ من قبل أهل الدنيا مهما كانت أهمّيّتهم.
فإن قلت: لعلّ النظر إلى أُولئك الأقوياء المتمكّنين في الملك جدّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
❤2
Forwarded from ختمات ال الصدر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اكو بنت طالبه سادس علمي تخربطت صحته
ببركه #الصلاه_على_محمد_وال_محمد
وبركه #ال_الصدر_الكرام
ادعولها بالشفاء العاجل
النجاح والتوفيق والسداد للجميع الطلاب
#منقول من احد المتابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
اكو بنت طالبه سادس علمي تخربطت صحته
ببركه #الصلاه_على_محمد_وال_محمد
وبركه #ال_الصدر_الكرام
ادعولها بالشفاء العاجل
النجاح والتوفيق والسداد للجميع الطلاب
#منقول من احد المتابعين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 192 ـــــــــــــــــــــــــــــ أولى وأنَّ التعب أصله مجازي أيضاً، وإن قلنا: إنَّه أصبح حقيقيّاً، إلّا أنَّه ليس أصليّاً. فإن حملنا الكبد على معناه الأصلي طرأ إشكال حاصله: أنَّ الكبد في الإنسان لا الإنسان في الكبد.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 193
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: هذا نادرٌ جدّاً، ولعلّه واحد بالمليار من مجموع البشر، مع أنَّ الضمير يعود إلى الإنسان عموماً.
فإن قلت: فإنَّه يعود إلى الغافلين عن بلاء الدنيا وعن الموت.
قلنا: هذا راجع إلى الغفلة عن الله. وأمّا الغفلة عن الأسباب فلا تحصل، بل كلّما كان أذكى كان أشدّ حذراً.
فإن قلت: لعلّ المراد به الإنسان المطلق لا مطلق الإنسان.
قلنا: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّه ليس في كبدٍ ولا تعبٍ؛ لأنَّ لديه تسليماً
وثانياً: أنَّه يراقب الله سبحانه ولا يحسب ما في الآية الكريمة.
والسياق في الآية له عدّة معانٍ بلحاظ الماضي والمستقبل.
قال الراغب: القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسمٌ لهيئةٍ له بها يتمكّن من فعل شيءٍ مّا ...
والقدْر والتقدير تبيين كمّيّة الشيء يُقال: قدرّته وقدرته.
أقول: وهو التحديد إمّا إثباتاً وإمّا ثبوتاً بنحو الاشتراك اللفظي.
وهو في الآية محتملٌ، إلّا أنَّه يريد صعوبته، لا أنَّه يناسب حاله، إلّا أن يُراد من الكبد ما لا ينافي المال والسيطرة؛ فإنَّها أيضاً سببٌ للتكبّد أو بمعنى: أنَّه يقلّل مكابدته.
إن قلت: إنَّ (لن) للاستقبال.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ مَن يقدر عليه في المستقبل يقدر في الماضي.
نعم، أُطروحة المستقبل فقط مدفوعةٌ ب- (لن)، لكن العموم يستفاد بالتجريد عن الخصوصيّة.
والقدرة (من مادّة يقدّر) هنا كلّيّة حسب ما يأتي به القادر نفسه. فإن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: هذا نادرٌ جدّاً، ولعلّه واحد بالمليار من مجموع البشر، مع أنَّ الضمير يعود إلى الإنسان عموماً.
فإن قلت: فإنَّه يعود إلى الغافلين عن بلاء الدنيا وعن الموت.
قلنا: هذا راجع إلى الغفلة عن الله. وأمّا الغفلة عن الأسباب فلا تحصل، بل كلّما كان أذكى كان أشدّ حذراً.
فإن قلت: لعلّ المراد به الإنسان المطلق لا مطلق الإنسان.
قلنا: يُلاحظ عليه:
أوّلًا: أنَّه ليس في كبدٍ ولا تعبٍ؛ لأنَّ لديه تسليماً
وثانياً: أنَّه يراقب الله سبحانه ولا يحسب ما في الآية الكريمة.
والسياق في الآية له عدّة معانٍ بلحاظ الماضي والمستقبل.
قال الراغب: القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسمٌ لهيئةٍ له بها يتمكّن من فعل شيءٍ مّا ...
والقدْر والتقدير تبيين كمّيّة الشيء يُقال: قدرّته وقدرته.
أقول: وهو التحديد إمّا إثباتاً وإمّا ثبوتاً بنحو الاشتراك اللفظي.
وهو في الآية محتملٌ، إلّا أنَّه يريد صعوبته، لا أنَّه يناسب حاله، إلّا أن يُراد من الكبد ما لا ينافي المال والسيطرة؛ فإنَّها أيضاً سببٌ للتكبّد أو بمعنى: أنَّه يقلّل مكابدته.
إن قلت: إنَّ (لن) للاستقبال.
قلنا: نعم، إلّا أنَّ مَن يقدر عليه في المستقبل يقدر في الماضي.
نعم، أُطروحة المستقبل فقط مدفوعةٌ ب- (لن)، لكن العموم يستفاد بالتجريد عن الخصوصيّة.
والقدرة (من مادّة يقدّر) هنا كلّيّة حسب ما يأتي به القادر نفسه. فإن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 194
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان نظرنا إلى الأسباب كانت شرور الدنيا عديدةً، وإن نظرنا إلى المسبّب كانت عديدةً أيضاً، دنيويّة وأُخرويّة.
والمهمّ أنَّ الأمر ليس خاصّاً بما ذكره في (الميزان) من أنَّه لا ينال شيئاً ممّا يريد إلّا دون ما يريد أو غير ما يريد، فهو محاطٌ في خلقه مغلوبٌ في إرادته.
أقول: هذا وإن كان صحيحاً، إلّا أنَّ الأهمّ- حسب فهمي في الآية- هو التهديد بالهلاك، أو استعجال العقوبة ونحو ذلك.
ولعلّه إليه الإشارة بقوله (ع) في الدعاء:) ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته).
وقد تكون القدرة له وقد تكون عليه.
فإن قلت: إنَّها عليه.
قلنا: أوّلًا: هو إشارةٌ إلى الاستعمال.
ثانياً: إنَّ الضمير يعود إلى الكبد.
****
قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً:
التلبّد التجمّع والكثرة. يقال: تلبّدت السماء بالغيوم وتلبّد المتاع وتلبّدت المتاعب ونحو ذلك. ولُبد صفةٌ مشبّهةٌ يعني: تلبّد.
وهذا من باب إعطاء صفةٍ متدنيّةٍ من باب الذم لمتعلّقها، وهو المال.
ولذا لم يقل كثيراً أو جليلًا مع أنَّه يعطي نفس المعنى؛ لأنَّ المال ليس بجليل المنزلة عند الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كان نظرنا إلى الأسباب كانت شرور الدنيا عديدةً، وإن نظرنا إلى المسبّب كانت عديدةً أيضاً، دنيويّة وأُخرويّة.
والمهمّ أنَّ الأمر ليس خاصّاً بما ذكره في (الميزان) من أنَّه لا ينال شيئاً ممّا يريد إلّا دون ما يريد أو غير ما يريد، فهو محاطٌ في خلقه مغلوبٌ في إرادته.
أقول: هذا وإن كان صحيحاً، إلّا أنَّ الأهمّ- حسب فهمي في الآية- هو التهديد بالهلاك، أو استعجال العقوبة ونحو ذلك.
ولعلّه إليه الإشارة بقوله (ع) في الدعاء:) ولو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته).
وقد تكون القدرة له وقد تكون عليه.
فإن قلت: إنَّها عليه.
قلنا: أوّلًا: هو إشارةٌ إلى الاستعمال.
ثانياً: إنَّ الضمير يعود إلى الكبد.
****
قوله تعالى: يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَداً:
التلبّد التجمّع والكثرة. يقال: تلبّدت السماء بالغيوم وتلبّد المتاع وتلبّدت المتاعب ونحو ذلك. ولُبد صفةٌ مشبّهةٌ يعني: تلبّد.
وهذا من باب إعطاء صفةٍ متدنيّةٍ من باب الذم لمتعلّقها، وهو المال.
ولذا لم يقل كثيراً أو جليلًا مع أنَّه يعطي نفس المعنى؛ لأنَّ المال ليس بجليل المنزلة عند الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 195
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: إنَّ فاعل (يقول) هو الإنسان، وهو يعتقد أنَّ ماله جليلٌ.
قلنا: نعم، والجواب عنه في ضوء عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: أنَّه يقول ذلك في وقت الندم كيوم القيامة أو حال الاحتضار.
الثانية: أنَّ ذلك حين لا يكون مقتنعاً بالعطاء والإنفاق.
الثالثة: أنَّه نقلٌ بالمعنى مع زيادة كقوله: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون.
(والمال) عند العرب ليس هو النقد بل الحيوانات، كما لم تكن عندهم زراعةٌ، ولذا ورد (أهلكت) أي: قتلت وذبحت مالًا وحيواناتٍ كثيرةً، إمّا يأكلها أو يبيعها ونحو ذلك، وكلّه يؤول إلى هلاكها.
أقول: ولكن هذا لا ينافي فهم العموم من القرآن، كما في سياق كلام صاحب (الميزان) بأن نفهم النقد أو الأعمّ من النقد والعين أو الأعمّ من النقد والعين والحيوان والأراضي والرياش وغيرها، أو كلّ ما هو مالٌ عرفاً وعقلائيّاً، كما يقال فقهيّاً: ممّا يتموّل، ويكون (أهلكت) بمعنى: صرفت وبذّرت ونحوهما. وعلى أيّ حالٍ فهي أيضاً في سياق الذمّ كقوله: (لبداً).
فإن قلت: الحيوانات لا تتلبّد.
قلنا: التلبّد هو مجرد التجمّع.
وأمّا أن تكون الأجزاء بعضها فوق بعضٍ فهذا من مصاديقه، وليس من أصل مفهومه.
ويحتمل أن يكون (لبدا) حالًا من الحاجات المصروف عليها المال والمعروفة بلفظ المال، وكان المال سبباً إليها، يعني: حاجاتٍ كثيرةً جدّاً، ومسؤوليّتها متجمّعةٌ أو هي كذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن قلت: إنَّ فاعل (يقول) هو الإنسان، وهو يعتقد أنَّ ماله جليلٌ.
قلنا: نعم، والجواب عنه في ضوء عدّة أُطروحاتٍ:
الأُولى: أنَّه يقول ذلك في وقت الندم كيوم القيامة أو حال الاحتضار.
الثانية: أنَّ ذلك حين لا يكون مقتنعاً بالعطاء والإنفاق.
الثالثة: أنَّه نقلٌ بالمعنى مع زيادة كقوله: إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون.
(والمال) عند العرب ليس هو النقد بل الحيوانات، كما لم تكن عندهم زراعةٌ، ولذا ورد (أهلكت) أي: قتلت وذبحت مالًا وحيواناتٍ كثيرةً، إمّا يأكلها أو يبيعها ونحو ذلك، وكلّه يؤول إلى هلاكها.
أقول: ولكن هذا لا ينافي فهم العموم من القرآن، كما في سياق كلام صاحب (الميزان) بأن نفهم النقد أو الأعمّ من النقد والعين أو الأعمّ من النقد والعين والحيوان والأراضي والرياش وغيرها، أو كلّ ما هو مالٌ عرفاً وعقلائيّاً، كما يقال فقهيّاً: ممّا يتموّل، ويكون (أهلكت) بمعنى: صرفت وبذّرت ونحوهما. وعلى أيّ حالٍ فهي أيضاً في سياق الذمّ كقوله: (لبداً).
فإن قلت: الحيوانات لا تتلبّد.
قلنا: التلبّد هو مجرد التجمّع.
وأمّا أن تكون الأجزاء بعضها فوق بعضٍ فهذا من مصاديقه، وليس من أصل مفهومه.
ويحتمل أن يكون (لبدا) حالًا من الحاجات المصروف عليها المال والمعروفة بلفظ المال، وكان المال سبباً إليها، يعني: حاجاتٍ كثيرةً جدّاً، ومسؤوليّتها متجمّعةٌ أو هي كذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج2، ص: 196
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻