Telegram Web Link
١/ #بسم_الله_الرحمن_الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
٢/الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
٣/الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
٤/مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
٥/إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
٦/اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
٧/صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#صدق_الله_العلي_العظيم

#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف يارب ياكريم
#فريق_محبوا_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
1
السنة الثانية على التوالي نقوم بحملة مليون #صلاة_على_محمد_وآل_محمد
بذكرى أستشهاد( السيد الشهيد ونجليه)
لحفظ وتعجيل فرج #المهدي_المنتظر( ع)
#نيابة عن #السيد_الشهيد_ونجليه
(قدسة ارواحهم الطاهرة)
العدد المنجز / 49,801
للمشاركة ارسال عدد الصلوات (@hs1998 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_

.
1
#اللهم إني أستودعك ما قرأت وما حفظت، وما تعلمت،
فرده عند حاجتي إليه،
إنك على كل شيء قدير،
#حسبنا الله ونعم الوكيل”.
#اللّهم إنا نسألك التوفيق والهداية،
والرشد والإعانة، والرضى والصيانة،
والحب والإنابة، والدعاء والإجابة.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نسألكم الدعاء للطلاب

#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
3
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 253 ـــــــــــــــــــــــــــــ بدلالة قوله: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ‏. ويُستعمل في إيجاد الشي‏ء من الشي‏ء نحو: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ، خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ‏.…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 254
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إذن فهذه المادّة منسوبةٌ إلى الله سبحانه، ونسبتها إلى الله تكون قرينةً على أن (إرم) قبيلةٌ لا مدينةٌ.

قلت: هذا قابلٌ للجواب عنه بأكثر من وجهٍ:
الوجه الأوّل: أن نقول بأنَّ المتشرّعة وإن فهموا من الخلق نسبته إلى الله سبحانه وتعالى، إلّا أنَّ هذه النسبة غالبيّةٌ لا دائميّةٌ؛ لأنَّ القرآن بنفسه نسب الخلق إلى غير الله سبحانه، والقرآن حجّةٌ على المتشرّعة، فانتفت القرينيّة من هذه الناحية، ويمكن أن يكون المراد بإرم المدينة أو القبيلة، ولا يتعيّن الثانية.

الوجه الثاني: أنَّه مع التسليم بأنَّ الخلق في الآية يُراد به خلق الله سبحانه وتعالى، فإنَّه لا يتعيّن أن تكون القبيلة مفهومةً من لفظة (إرم)؛ لأنَّ الله تعالى كما خلق القبيلة كذلك خلق المدينة، وكلّ شي‏ءٍ مخلوقٌ له سبحانه وتعالى، ولا تنافي بين النسبة إلى الأسباب والنسبة إلى الخالق؛ لأنَّ الأسباب فاعلةٌ والخالق فاعلٌ من جهته لو صحّ التعبير، فيمكن أن يكون الملاحظ هو تأثير الله سبحانه وتعالى في خلق المدينة بغضّ النظر عن فعل البنّائين.

فإن قلت: إنَّ الألف واللام في) البلاد) ظاهرة في الجنس لا العهد، أي: التي لم يخلق مثلها في مطلق البلاد، وهو الأظهر، والأصل في الألف واللام أن تكون للجنس لا للعهد، فيتعيّن أن يكون المراد وجه الأرض لا المنطقة أو الإقليم المحدود.

قلت: إنَّ الأصل في الألف واللام وإن كان هو الجنس، لكنّنا نستظهر ذلك فيما إذا لم تقم قرينةٌ على الخلاف.
وفي المقام يمكن القول: إنَّ هناك قرينةً قامت على تضييق دائرة المراد بالألف واللام، وليس هو كلّ البلاد، بل المراد هو منطقةٌ محدودةٌ وهي (إرم)؛ لأنَّ (إرم) تقع في منطقةٍ محدّدةٍ لا محالة،

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 255
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
3
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 255
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وليست على وجه الأرض كلّها، فالناس الموجودون هناك كانوا يشعرون أنَّهم لم يروا مثلها إطلاقاً في أجيالهم الحاضرة والسابقة.

فعندما يُقال: لم يُخلق مثلها في البلاد، يعني: من البلاد والمنطقة التي يراها ويشاهدها الناس، وفي ذلك الزمان كانت وسائط النقل بين البلاد البعيدة شبه معدومةٍ، فالبلاد عندهم هي البلاد المنظورة أو المعهودة، فنفهم من الألف واللام الجنس، لكن بالمقدار الذي يفهمه أهل اليمن والحجاز لا أكثر من ذلك.

ولنتقدّم الآن خطوةً أُخرى في تفسير هذه الآية المباركة، وهي أنَّ هذا السياق هو سياق مدحٍ، وليس سياق قدحٍ أو ذمٍّ، وإن كان المفسّرون لم يلتفتوا إلى هذه النقطة، وهو يفتح لنا باب فهمٍ ذا درجةٍ باطنيةٍ، وذلك بأن نقول: إنَّ قوله: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ بغضّ النظر عن المناقشات الآتية- أي: هذه الآية من حيث هي مستقلّةٌ- لا يدلّ على أنَّ الله فعل خيراً أو شرّاً؛ إذ لا محدّد لذلك من داخل الآية، وربما فعل خيراً بمقتضى أنَّ خيره أسبق من شرّه ورحمته سبقت غضبه، كما مرّ غير مرّةٍ. مضافاً إلى أنَّ (عاد) في الحقيقة من العود، وكلّ من يعود يصدق عليه أنَّه عاد، وكأنَّما هو مصدرٌ صناعي أو اشتقاقي، فمن عاد نسمّيه عاداً، كما في قولنا (أوّاب) أي: كثير الأوب، أو آبَ، أي: يرجع، أي: يذنب فيتوب، ثُمَّ يتوب وهكذا، بمعنى: أنَّه يبتعد عن الله ثُمَّ يقترب، يبتعد ثُمَّ يعود ويقترب لمرّاتٍ كثيرةٍ، يعود إلى الله بالتوبة والاستغفار والتكامل، ليرحمه الله تعالى ويفيض عليه من رحمته الخاصّة والعامّة.

هنا نسأل: مَن هو عاد؟ وما هي صفته؟
بالطبع سيُقال: إنَّه قال في الآية: إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ.

ولا بأس بذلك؛ فإنَّ الشخص الذي يكون متكاملًا يكون فعلًا في‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 256
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 256
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جنّةٍ متكاملةٍ وطيّبةٍ وجامعة للشرائط، بل هو جنّةٌ في الحقيقة لا مثيل لها، أي: لم يُخلق مثلها في البلاد، أي: نادر الوجود، كأمير المؤمنين (ع) فهو جنّةٌ حقيقيّةٌ لا مثيل لها إلّا النبي (ص) الذي هو نفسه وليس غيره، وأمّا سائر الناس فهم ليسوا مثله، فيصدق عليه أنَّه لم يُخلق مثله في البلاد.

ومن جملة مصاديق العود أيضاً ما يسمّى بلغة الفقه بالفي‏ء، أي: الأرض التي تحت حكم الكفّار، فتدخل تحت حكم الإسلام بحربٍ أو بغير حربٍ، فيسمّونها فيئاً، من فاء يفي‏ء، إذا رجع يرجع، فأصلها من الرجوع والعود، وكأنَّ أصل الأرض لله، مع أنَّ الله سبحانه وتعالى لا يسكن فيها ولا يأكل منها جلّ جلاله.

وإنما أصل الأرض للمؤمنين من البشريّة أجمعين، فهم الذين يسكنون فيها ويأكلون منها، فإذا سكنها الكفرة أو حكمها الكفرة فقد ابتعدت عن الله، فإذا جاء المؤمنون وسكنوها أو حكموها مرّةً ثانيةً فقد عادت إلى الله.

والفي‏ء له أحكامٌ في الفقه لا حاجة إلى ذكر تفاصيلها.

والمهمّ أنَّ هذا المعنى أقرب، وفيه روايةٌ والظاهر أنَّها مشهورة الصحّة، وإن كنت لا أعلم بصحّة سندها، وهي:) لمّا خلق الله العقل استنطقه، ثُمَّ قال له: أقبل فأقبل، ثُمَّ قال له: أدبر فأدبرَ.

ثُمَّ قال له: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً هو أحبُّ إليّ منك، ولا أكملتك إلّا فيمَن أحبُ‏).

ثُمَّ أخذ الله تعالى يعدّد صفات العقل قائلًا:) أمّا إيّاك آمُرُ، وإيّاك أنهى، وإيّاك أُعاقب وإيّاك أُثيب‏).
،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 257
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 257
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومحلّ الشاهد: أنَّ الإدبار البعد، والإقبال العود والرجوع، أي: يفي‏ء إلى أمر الله، معنى ذلك أنَّ هذه الأُمور كلّها رجوعٌ إلى الله سبحانه، وإليه يعود الأمر كلّه.

فإن قلت: إنَّ هذا الفرد المتكامل (إرم ذات العماد) الآن لا مثيل له، وليس دائماً لا مثيل له؛ لأنَّ الأفراد المتكاملين وإن كانوا قليلين في البشريّة، لكنّهم ليسوا منعدمين، ففي كلّ جيلٍ يوجد عشرةٌ أو ثلاثون أو مائةٌ، فإذن أيّ واحدٍ منهم له مثيل مثله في الورع، وفي التقوى، فإذن لا يصدق على ذلك أنَّه لم يخلق مثلها في البلاد.

قلت: جواب ذلك من أكثر من وجهٍ:
الوجه الأوّل: أن نحمل هذا التعبير على الأغلب، وليس على المعنى الدقّي، أي: لو نسب إلى ما دونه وهم ملايين الناس، فهو ليس له مثيلٌ، بغضّ النظر عمّا هو غير الغالب، وهم عددٌ قليلٌ من المتكاملين بنفس المستوى، وهذا لا يضرّ بالعبارة؛ لأنَّ الأعمّ الأغلب من البشر هم دون هذا المستوى، فتحمل العبارة على الغالب، ولا تعني السيطرة التامّة والإطلاق الكامل.

الوجه الثاني: أن نحمل العبارة على واحدٍ حقيقةً لا مثيل له من الخلق، وهو أمير المؤمنين (ع)؛ إذ أعطاه من الفضائل ما لم يُعطِ أحداً من العالمين.

الوجه الثالث: أن نقول: إنَّه كلّما صعدت درجات التكامل قلّ الأفراد، كأنَّما كلّ مجموعةٍ تتداخل في شخصٍ واحدٍ، ثُمَّ المرتبة الثانية أيضاً تتداخل في شخصٍ واحدٍ على شكلٍ هرمي إلى أن يلتقون بأمير المؤمنين (ع) الذي هو أعلى الوجودات، وهو وجود محمّدٍ وعلي (ص) سويّةً، فكلّما صعدت درجات التكامل قلّ العدد، وكلّما قلّ التكامل نلاحظ ازدياد العدد. وحينئذٍ نلاحظ

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 258
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
إعلان ...

🕌مقرأة #مركز_سيد_الكونين_الاصلاحي 🕌
للنساء فقط لمن تود الإنضمام والمشاركة في تلاوة القرآن الكريم
👈 في كل الأوقات
يكون تصحيح التلاوة حسب القراءة الشرعية
من { سورة الفاتحة إلى سورة الناس }
رابط المقرأة القرآنية 👇
https://www.tg-me.com/+qnlv5yslLyA2ODZi

#مركز_سيد_الكونين
https://linktr.ee/syidalkunin
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 257 ـــــــــــــــــــــــــــــ ومحلّ الشاهد: أنَّ الإدبار البعد، والإقبال العود والرجوع، أي: يفي‏ء إلى أمر الله، معنى ذلك أنَّ هذه الأُمور كلّها رجوعٌ إلى الله سبحانه، وإليه يعود الأمر كلّه. فإن قلت: إنَّ هذا الفرد…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 258
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تلك النتيجة المتكاملة حقيقةً، والتي لم يُخلق مثلها في البلاد، أي: لا مثيل لها في الخلق، فالقمّة لم يُخلق مثلها ولا مثيل لها إطلاقاً.

فإن قيل: إنَّ الفهم المتقدّم للآية قد يكون منافياً للآيات التي بعدها، ولا يجوز أن نفهم بعض القرآن وندع البعض الآخر، فلو فهمنا قوله: إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ فهماً باطنيّاً كما تقدّم، فماذا نفعل بقوله تعالى بعد ذلك: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ‏؟ وهذه الآيات قرينةٌ على فهم ما قبلها، أي: إنَّ قوم عادٍ أيضاً من السيّئين؛ لأنَّ السياق كلّه سياق قدحٍ وذمٍّ بهذه الأقوام.

قلت: هذا الإشكال يمكن الجواب عليه بأكثر من وجهٍ:
الوجه الأوّل: أنَّ هناك مسلكاً ينفيه علم الظاهر في الفقه والأُصول، لكن عليه بعض العامّة، وهو من الجهة الباطنيّة صحيحٌ في حدود حدسي وقناعتي، وهو فهم القرآن فهماً تجزيئيّاً، يعني: عدم جعل بعضه قرينةً على البعض الآخر، فكلّ شي‏ءٍ نفهمه مستقلًا مثلًا، أو مع قرينته المتقدّمة أو المتأخّرة وهكذا.

والحاصل: أنَّه يمكن فهم القرآن تجزيئيّاً، وهذا في الباطن معقولٌ ومغتفرٌ لو صحّ التعبير.

الوجه الثاني: وهو أوضح من الأوّل، وهو أنَّ السياق في الحقيقة نسب السوء إلى فرعون مصر، وأمّا الاثنان السابقان عليه فلم ينسبه إليهما.

قال: وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ... إلى آخر الآية.

وحسب الفهم المشهور فإنَّ هذه الأُمور تعود إلى فرعون، فهو الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد، ولم يقل عن عادٍ وثمود مثل ذلك، وإنَّما وصفهم بأوصافٍ أُخرى، ولا

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 259
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 259
ـــــــــــــــــــــــــــــ
حاجة إلى حمل كلّ الأوصاف على الكلّ، وإن كان السيّد الطباطبائي (قدس سره) فعل ذلك‏.

لكن نقول: إنَّه وصف فرعون، ولم يصف ما قبله بهذه الأوصاف، بل وصف عاد بأنَّها إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وكذلك ثمود؛ إذ قال عنها: الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ وهذا ليس وصفاً سيّئاً، ولا يحرم أن يحرّك إنسانٌ الصخر في الواد، بل يمكن أن نحمل الصخر على تحمّل البلاء حسب الفهم الباطني أو على حمل المسؤوليّة الدنيويّة أو المعنويّة.

وكذلك خطر لي- وإن كان قابلًا للمناقشة، وله درجةٌ باطنيّةٌ- أن نفهم (ثمود) بمعنى: أنَّ ملكهم أوجدهم، أي: كأنَّه ادّعى الأُلوهيّة، وربما نقول: إنَّ المتكامل يصل إلى درجةٍ معتدٍّ بها ويقرب من الله معنويّاً، فيكون كما ورد في الحديث القدسي:) عبدي أطعني تكن مثلي: تقول للشي‏ء: (كن) فيكون)، وإن كان مع قياسٍ بعيدٍ.

فإذا كان (ثمود) يعني من يكون بدرجةٍ من الكمال العالي بحيث لو ادّعى الربوبيّة لما كان كاذباً بمعنىً من المعاني ولو مجازاً.

يبقى أنَّ هناك فرقاً بين عادٍ وثمود من ناحيةٍ وفرعون من ناحيةٍ أُخرى، مع العلم أنَّ القدر المشترك أنَّهم أسماءٌ لأشخاصٍ أو باصطلاح علم الأُصول عناوين لأشخاص، لكن ليست كلّها أعلاماً.

نعم، عادٌ وثمود علمٌ لشخصٍ‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 260
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 260
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من قبيل: محمّدٍ أو زيدٍ، لكن فرعون ليس علماً لشخص، وإنَّما هو علمٌ لمنصبٍ أو عنوانٍ لمنصبٍ كالقيصر والامبراطور مثلًا؛ إذ ليس واحدٌ من الفراعنة اسمه فرعون، ولفظ فرعون أصبح عنواناً للمنصب.

وهذا هو الفهم العرفي الأكيد، بخلاف قريشٍ وعادٍ وثمود وتميمٍ وخزارةٍ.

فإن قلت: فإنَّ الآيات الآتية تنفي هذا المعنى.

قلنا: أوّلًا: إنَّ هذا مبني على فهم التجزئة من ألفاظ القرآن، وهو في الباطن صحيحٌ.

ثانياً: إنَّنا يمكن أن نفهم الباقي بنفس الأُسلوب وإن كان أضعف، ولكن إذا استضعفنا حضارتهم فكيف‏ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ولماذا؟ ذلك ليس إلّا تحمّل البلاء اختباراً.

وأمّا فرعون فهو أسفلهم، إلّا أنَّه بسوط العذاب سوف ينتبه ويعود، فالثلاثة متسلسلون في الأهمّيّة، يبدأ بالأعلى وينتهي بالأسفل، ويمكن أن يختصّ سوط العذاب بفرعون لا بالجميع.

ويُلاحظ: أنَّ الثلاثة: (عاداً وثمود وفرعون) أسماء أشخاصٍ بأعيانهم، ولكن يُراد به عشائرهم وذويهم، وهذا أمرٌ عرفي؛ إذ يقال: قريشٌ وتميمٌ وكنانةٌ وربيعةٌ، يعني: آل هؤلاء وعشيرتهم.

وبهذا اللحاظ يكون الشخص نفسه مشمولًا للقصد.

وأمّا إذا أُريد إخراجه فيقال: آل فلان (آل فرعون) يعني: دون فرعون نفسه. ولهذا يُلاحظ عود الضمير إليهم في‏ جابوا و أكثروا، ومعه فلا يُراد الشخص في ثلاثتها، مع بعض الفرق، وهو أنَّ فرعون لقب الملك كالقيصر والإمبراطور، مع أنَّ لأسمائهم ألفاظاً أُخر، على حين أنَّ عاداً وثمود أسماء نفس الملوك أو الأجداد.

وقد تسمّى المناطق بأسماء الأشخاص أو العشائر أو الشعوب، ولذلك‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 261
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 261
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عدّة أمثلةٍ منها: الصين والهند واليابان وآذربايجان والترك، وهذه أسماء للشعوب، وأُطلقت على المناطق تغليباً، يعني: بلاد الصين أو بلاد الصينيّين، ومنها تسمية الكاظميّة بالكاظمين، يعني: بلد الكاظمين، ومنها في الإنجليزيّة نيوزيلاند وتايلاند، يعني: أرض الزي وأرض التاي، وهو إشارةٌ إلى الشعب الساكن هناك.
وهذا ليس مثل گرينلاند وآيرلاند؛ فإنَّ معناه الأرض الخضراء وأرض الهواء أو ذات الهواء.
و (لاند) بمعنى أرض.

****

قوله تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ:
يعني: آل ثمود كما قلنا.

قال الراغب: الجوب قطع الجوبة، وهي كالغائط من الأرض، ثُمَّ يُستعمل في قطع كلّ أرضٍ، قال تعالى: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ.

وقال في (الميزان): الجوب القطع، أي: قطعوا صخر الجبال بنحتها بيوتاً، فهو في معنى قوله: وَتَنْحِتُونَ مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا.

وهذا منه غريبٌ؛ لأنَّه ليس من أهل اللغة، مع أنَّه يدلّ بالقطع على معنى الفصل والتقسيم، مع أنَّه يريد به قطع المسافة، وهو واضحٌ في عبارة الراغب، وإلّا لقال: قطع الصخرة، ولم يقل: قطع الجوبة.

والجوبة منطقةٌ في الأرض تقطع بالمشي، يُقال: جاب الأرض أو جاب العراق، يعني: تجوّل فيه‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 262
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
4
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 262
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومشى ورآه، فيكون جاب بمعنى النقل، وحيث إنَّه منسوبٌ إلى الصخر فيكون بمعنى: نقل الصخر في الواد.

والجارّ والمجرور يمكن أن يعود إلى (جابوا) ويمكن أن يكون متعدّياً بمحذوفٍ صفةً للصخر، أي: الصخر الكائن في الوجود، أي: جلبوا الصخر من الواد.

ومنه السعاية (جاب) يعني: جلب؛ لأنَّه لا يجلبه إلّا بالانتقال. ومنه (جاب) يعني: ولد، يعني: أتيت بولدٍ، وهي جلبةٌ ثانيةٌ من المجاز.

لكن تبقى فكرةٌ يحسن الالتفات إليها، وهي أنَّ النقل له مبدأٌ وله وسطٌ وله منتهىً، فمن أين حملوا الصخر وأين مشوا فيه وإلى أين أوصلوه؟ يقول: (بالواد) فعجباً الواد كان مقلع الصخر، أي: أخذوا منه صخراً، ونقلوه إلى منطقتهم، أو إنَّهم كانوا يسكنون بالواد وجاؤوا بالصخر من خارجه، فيكون منتهى، أو إنَّهم أخذوا الصخر من منطقة (أ) ثُمَّ مرّوا بمنطقة (ب) ثُمَّ وصلوا إلى منطقة (ج) حيث سكناهم، فمشى الصخر في الوادي في أوّله إلى آخره.

وكلّ هذا محتملٌ، بل لعلّه في المنطقة الوسطى أوضح؛ لأنَّه قال: جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ، ولم يقل: إنَّهم أخذوا الصخر في الوادي، أو جلبوا الصخر إلى الوادي، وإنَّما مشوا في الوادي، والله العالم.

وهنا سؤال: لماذا قال: وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ولم يقل: ثمود الذين حكموا وملكوا وعدلوا أو ظلموا أو أيّ شي‏ء آخر؟ وتراه أنَّه وصفهم بصفةٍ واحدةٍ، وهي أنَّهم‏ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ؟
أقول: في حدود فهمي أنَّه يشير إلى أعظم أعمالهم وأهمّها والتي تكون سائر أعمالهم بالنسبة إليها غير مهمّةٍ، ولا حاجة إلى ذكرها، وأعظم ما عمله ذلك المجتمع هو أنَّهم‏ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ.
أمّا ماذا استفادوا من الصخر؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج‏2 ؛ ص263
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن ؛ ج‏2 ؛ ص263
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 263
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فهذا بابٌ آخر.

وكأنَّ هذا العمل عندما نضمّه إلى أعمالهم الأُخرى يكون من قبيل ضمّ الحجر إلى الإنسان، فلا قيمة لها في قباله، فهم خلقوا من أجله بمعنىً من المعاني وأسّسوا واهتمّوا به، فلذا كانت صفتهم الوحيدة في الآية.

ويكفي أن نلتفت إلى أنَّ الصخر لا تحمله الحيوانات؛ لأنَّه عبارةٌ عن صخرةٍ ضخمةٍ من الجبال، فأي جملٍ أو بغلٍ أو دابّةٍ تستطيع أن تنقل صخرةً بمئات الأطنان؟! وهناك نماذج موجودةٌ نعاصرها ونراها كالأهرام؛ فهي مبنيّةٌ من الصخر الضخم، والمادّيّون أو الحضارة الغربيّة الحديثة متحيّرةٌ في الطريقة التي بنيت بها الأهرام، وكيف تمّ نقل هذا الصخر بهذه الأحجام الهائلة إلى ذلك الارتفاع العالي؟
ويبدو أنَّه يوجد في لبنان وايطاليا واليونان وفي كثير من مناطق العالم معابد أو قصورٌ قديمةٌ فيها أساطين وفوقها صخرٌ كبيرٌ، فكيف ارتفعت هذه الصخور؟ هل نحتت وبني فوقها؟ الله العالم.

وهذا يعني أنَّ الفكرة الشائعة عن المجتمعات القديمة أنَّهم كانوا متخلّفين أو لا يفهمون، هذه فكرةٌ خاطئةٌ.

وفي الحقيقة هذا له أحد تفسيرين:
أحدهما: أن نفهم ذلك فهماً مادّيّاً، أي: إنَّ هذا الصخر وضُع بطريقةٍ طبيعيّةٍ أو مادّيّةٍ، ولابدّ أن نفترض حينئذٍ أنَّ لهم آلياتٍ وطرقاً ومكائن قادرةً على تنفيذ هذه الأُمور، بعد أن علمنا أنَّ الحيوان لا يفعل، والإنسان بجسمه لا يفعل، حتّى لو كانوا مائة إنسان، فينحصر الأمر بوجود آلاتٍ ضخمةٍ لعلّها لا توجد حتّى في الوقت الحاضر؛ إذ لو افترضنا أنَّ دولةً غربيّةً أرادت أن تبني هرماً من هذا القبيل فكم من الجهد والإمكانات والسنين يحتاج حتّى تستطيع أن تنفّذ نصف هذا الهرم؟! ومعنى ذلك أنَّ الآليّات الموجودة عندهم‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 264
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 264
ـــــــــــــــــــــــــــــ

آنذاك فوق تصوّر الحضارة الحديثة.

ثانيهما: أنَّهم كانوا يفعلون ذلك بطريقةٍ غير طبيعيّةٍ كالسحر أو الطلاسم أو التعويذات أو أيّ شي‏ء ممّا يسمّى بلغة الأُوربيّين بالباراسايكلوجي، أي: يرفعون هذه الصخور الضخمة بطريقةٍ روحيّةٍ، فلا يوجد عندهم حضارةٌ بالمعنى الأُوربّي، لكن عندهم حضارةٌ عقليّةٌ كافيةٌ لبناء الدنيا والسيطرة عليها، حتّى أنَّه يُقال- وأنا ذكرته في يومٍ مّا ولازلت متعجّباً منه-: إنَّ في داخل الهرم في يومين من السنة تظهر بقعة نورٍ كضوء الشمس في الداخل المظلم للهرم، في إشارةٍ إلى يوم ولادة فرعون ويوم تولّيه للعرش، فمن الذي أوجد هذا النور؟ ليس له سببٌ طبيعي! وإن كان المادّيّون قد قالوا: إنَّ عصر المعجزات قد انتهى.

إلّا أنه لم ينته رغماً عليهم، كان ولازال وسيبقى إلى يوم القيامة وقدرة الله تعالى فوق ما يتصوّر من القوانين الطبيعيّة، بل إنَّ قدرة البشر فوق ما نتصوّر من القوانين الطبيعيّة، وهذه ليست مسألة دينٍ.

فالمسلم يستطيع والمسيحي يستطيع واليهودي يستطيع والبوذي يستطيع؛ لأنَّها ليست من القوانين العليا والتكامل المطلق، وإنَّما هي- كما أُسمّيها- من القوانين الوسطى التي هي على مستوى تسخير الجنّ أو خدّام الطلاسم أو نحو ذلك من الأُمور، ولا تدلّ على حقّانيّة الفاعل؛ لأنَّ الذي يدلّ على حقّانيّة الفاعل هو فعل أكثر من ذلك؛ لأنَّ الذي يملك التكامل والقوانين العليا لا يكون همّه أن يبني هرماً أو مقبرةً أو فندقاً!!
وهذا يعني أنَّ الذي يفعل ذلك هو من الطامعين بالدنيا ويسخّرون القوانين الوسطى في سبيل مصالحهم الدنيويّة، وهذا يعني أنَّهم متدنّون من هذه الناحية، والله تعالى يعطيهم؛ ليزدادوا إثماً لا أكثر ولا أقلّ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 265
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 265
ـــــــــــــــــــــــــــــ

قوله تعالى: وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ:
قال في (الميزان): هو فرعون موسى‏ (وهي إضافةٌ مشكلةٌ).

أقول: وهو فهمٌ ضيّقٌ لأمرين:
الأوّل: أنَّ فرعون لقب سلسلةٍ طويلةٍ من الملوك حكموا مصر القديمة (ثلاث عشرة أُسرة) وليس اسم علمٍ لأيّ واحدٍ منهم حسب معهودنا، فلماذا يحصر بواحدٍ وغالبهم كانوا ظلمةً؟
الثاني: أنَّ المراد الآل، وليس شخص فرعون.

ولذا يُقال: الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ الخ.

فإن قلت: فإنَّه يقول: ذِي الأَوْتَادِ وهو مفردٌ، وهذا بلحاظ كلّ فردٍ من أفراد ملوكهم، ويكون فرعون بمنزلة اسم الجنس، كما تقول: الإنسان أو النسيان.

والجمع باعتبار مجموع ملوكهم أو مجموع الملوك مع الشعب الموالي له.

كما إنَّ الطباطبائي (قدس سره) فهم الجمع (طغوا)، وهو صفةٌ للمذكورين من عادٍ وثمود وفرعون.

قلنا: كلّا، بل ظاهره الرجوع إلى فرعون خاصّةً؛ لأنَّه المرتكز والأقرب.

فإن قلت: فإنَّه يتعيّن أن يكون قوله: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ‏ خاصّاً بفرعون.

قلنا: أوّلًا: لا بأس بذلك؛ لعدم الإشارة إلى ذنوب السابقين: كعادٍ وثمود كما سبق.

ثانياً: لا ملازمة بين عود الضمير هنا إلى الخاصّ وهناك إلى العامّ. كلّ ما


ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 266
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
3
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 266
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في الأمر أنَّ الألف واللام واضحةٌ في العهد لا الجنس، ولكن لا يوجد عهدٌ للسامع. نعم، يوجد عهدٌ لهم، يعني: الوادي المعهود لهم. ولعلّه هم الساكنون به أو غيره. ومن أين جلبوا الصخر؟ لا نعلم.

كلّ ما في الأمر أنَّ (بالواد) متعلّقٌ بالصخر، إذن يكون هو مقلع الصخر ومبدأ حركته، وليس منتهاها، كما يبدو للفهم المشهور المتعارف.

وإليك بسط المقال في المقام:
قال في (الميزان): هو فرعون موسى‏.

وأرسل ذلك إرسال المسلّمات، مع العلم أنَّنا قلنا: بأنَّ لفظ (فرعون) أشبه أن يكون اسم جنسٍ لمطلق الفراعنة، وهم عشرات الأفراد؛ لأنَّهم كانوا ثلاث عشرة أُسرةٍ حكمت لمئات أو آلاف السنين، ولفظ فرعون يصدق على كلّ هؤلاء الذين حكموا مصر.

ثُمَّ توجد قرينةٌ سوف نذكرها لاحقاً على أنَّ المقصود هو فرعون موسى، مع كونها قابلةً للمناقشة، فإذا نفيناها لا يتعيّن حينئذٍ أنَّ يكون المراد هو فرعون موسى بالخصوص.

مضافاً إلى مناقشة أُخرى حول كلام السيّد الطباطبائي (قدس سره)، وهي أنَّا عرفنا سابقاً أنَّ المراد ب- (فرعون) هم آل فرعون وليس فرعون نفسه؛ لأنَّ (عاد) عشيرةٌ و (ثمود) عشيرةٌ، وفرعون أيضاً كذلك بهذا المعنى، كما تقول: عاد وثمود وتميم وربيعة ونحو ذلك، وقد أعاد الضمير لهم جمعاً في قوله تعالى: الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ.

فإن قلت: إنَّ الضمير عاد إلى فرعون مفرداً في قوله: ذِي الأَوْتَادِ ولم يقل: ذوي الأوتاد، وهذا يعني أنَّ المراد هو فرعون موسى نفسه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 267
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 267
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا: إنَّ هذا قابلٌ للمناقشة، فنقول: إنَّ الضمير أو اسم الموصول ونحوه تعود إلى مرجعها أو ما يقصد منها، فإن كان ما يقصد منها جزئيّاً أو فرداً كان المراد من الضمير ومن اسم الموصول ومن هذه الأدوات عموماً هو الجزئي أو المفرد، وإن كان المراد منها كلّيّاً فيكون المرجع كلّيّاً.

فإذا فهمنا من فرعون معنىً كلّيّاً قابلًا للانطباق على أيّ فردٍ من أفراد الفراعنة، فيكون المراد من (ذي) معنىً كلياً كذلك، كما نقول: الإنسان ذو ضحك، ف- (ذو) هنا منطبقةٌ على معنىً كلّي قابلٍ للانطباق على كثيرين، وليس على إنسانٍ معيّنٍ.

وحينئذٍ نقول: إنَّ المفرد بلحاظ كلّ فردٍ من أفراد الفراعنة، وهو قوله: (ذو الأوتاد)، والجمع بلحاظ أحد أمرين: إمّا مجموع الفراعنة، أي: كلّهم، وإمّا ضمّ أجيال شعوبهم إليهم كالقبطيّين مثلًا، يعني: ليس كلّ قبطي على الإطلاق، وإنَّما من تعاون مع الفراعنة منهم في كلّ جيلٍ، وهذه المجموعة الكبيرة في كلّ جيلٍ هي الحاكمة للبلاد، وفي الأعمّ الأغلب جدّاً من الفراعنة هم ظلمةٌ، ولا نستطيع أن نقول: إنَّهم عدولٌ، بل هم ظالمون، وباصطلاح درجةٍ من درجات التفكير في الفلسفة الحديثة هم إقطاعيّون، بمعنى: أنَّهم يسخّرون الشعب لأجل زراعتهم وصناعتهم، وأحياناً بلا أُجورٍ، بل لمجرّد أنهم يطعموهم، إلّا القليل القليل منهم ممّن شعر بأهمّيّة العدل كاخناتون مثلًا، فذهب إلى التوحيد.

نعم، ما ذكر قابلٌ للمناقشة؛ لأنَّ اخناتون عبد الشمس بصفتها نوراً من نور الله سبحانه وتعالى، فصار عبد الشمس؛ لأنَّ (آتون) بلغتهم تعني: الشمس، و (اخن) إمّا بمعنى: عبد أو أخ.

والمهمّ أنَّه ليس توحيداً بالمعنى الإسلامي، وإن كان يعود إلى معنى التوحيد، كما لو كان البشر

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 268
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 268
ـــــــــــــــــــــــــــــ

قد عبدوا صنماً واحداً فلا يمكن أن نسمّي ذلك توحيداً، وإن كان ذلك أفضل من عبادة الأصنام المتعدّدة؛ من جهة التوجّه إلى أنَّ علّة الكون واحدةٌ لا متعدّدةٌ.

فإن قلت: إنَّ السيّد الطباطبائي (قدس سره) فهم من (طغوا) أُطروحةً ثانيةً غير ما قلناه سابقاً؛ إذ ذكرنا أنَّ الطاغين إمّا هم ملوك الفراعنة بمجموع أشخاصهم، وأمّا من عاونهم من شعوبهم.

أفاد السيّد الطباطبائي (قدس سره): أنَّ ضمير الجماعة في (طغوا) يعود إلى كلٍّ من عادٍ وثمود وفرعون، والثلاثة جمعٌ، فيعود عليهم الضمير، فهم طغوا في البلاد.

قلنا: هذا الفهم لا بأس به وجزاه الله خيراً عليه، لكنّه قابلٌ للمناقشة من أكثر من وجهٍ:
الوجه الأوّل: أنَّ (عاد) لم نفهم منه معنىً جزئيّاً، وكذلك ثمود وفرعون، بل كلّ واحدٍ جمعٌ برأسه، فثمود قبيلةٌ مع ملوكها، وكذلك عاد وفرعون، كما تقدّم بيانه، فلا حاجة إلى أن نبحث عن ثلاثة أشخاصٍ ونعيد الضمير إليهم جمعاً، ولم يكن مقصود القرآن هكذا.

الوجه الثاني: وهو مطلبٌ وجيهٌ في حدود فهمي؛ لأنَّي لا أقول: إنَّي أُعطي الجزميّات بالنسبة إلى فهم القرآن؛ حتّى لا أكون ممّن فسّر القرآن برأيه، بل هو أُطروحةٌ معتدٌّ بها. وهي أن نقول: إنَّ الآية لم تذكر لعادٍ وثمود مساوئ، وإنَّما قوله: طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ جاء بعد ذكر فرعون، والقدر المتيقّن الذي تتمّ به العبارة هو عوده إلى فرعون، وأمّا عوده‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 269
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
#سماحة_القائد_السيد_مقتدى_الصدر

#بسمه_تعالی
لتفويت الفرصة على الفاسدين ولدرء الفتـ،،ـنة التي يسعى لها الفاس،،دون تمنع كل المظاهر المسلحة حتى على سرايا السلام إلا في أماكن الاحتكاك مـ ع الإرهاب .. وبطريق أولى منعه على أفراد (التيار الوطني الشيعي )
بل ومنع التجمعات والتظاهرات حتى السلمي منها فضلاً عن غيره
إلا بأمر مباشر منا ومن أراد الرد على تخرصات الفاسدين فمن خلال المواقع ( مواقع التواصل الاجتماعي )
وأي اعتداء عليَّ بالكلام فلا داعي للرد عليهم (حالياً)
فقد أوكلت أمري إلى الله ولرسوله وأهل بيته .. وكفاني بهم نصيراً .

وحسبي الله ونعم الوكيل
وأي مخالفة من السرايا أو التيار سيكون ذلك باباً لمعاقبتهم فهو جاهل وأما مندس ..

فأطيعوا ولا تكونوا من العاصين ...
والسلام على أهل السلام.

#مقتدى_الصدر
٨ ربيع الثاني ١٤٤٧
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
2025/10/19 11:55:04
Back to Top
HTML Embed Code: