قالوا: أصدق بيتٍ قالته العرب، قول القائل:

وما حملتْ مِن ناقةٍ فوق ظهرها
أبرَّ وأوفى ذِمَّــةً مِن مُــحــمَّــــدِ


بهجة المَجالس، ص: 587.
في كتاب (الديباج) لأبي عبيدة معمر بن المثنى فصل سماه:
‌‌المدركو الأوتار في الجاهلية ثلاثة

وذكر خبر سيف بن ذي يزن كيف أدرك ثأره من الحبشة ثم ختمه بقصيدة أمية بن أبي صلت فيه، قال:


«ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن
لجج في البحر للأعداء أحوالا

أتى هرقل وقد شالت نعامته
فلم يجد عنده القول الذي قالا

ثم انتحى نحو كسرى بعد تاسعة
من السنين لقد أبعدت إيغالا

حتى أتى ببني الأحرار يحملهم
حملا لعمري لقد أسرعت إرقالا

ومثل كسرى وباذان الجنود له
ومثل وهرز يوم الجيش إضلالا

لله درهم من عصبة خرجوا
ما إن رأينا لهم في الناس أمثالا

غلباً جحاجحة بيضاً مرازبة
أسداً ترقص في الغيضات أشبالا

يرمون عن شدف كأنها غبط
في زمخر يعجل المرمي إعجالا

أرسلت أسداً على سود الكلاب فقد
أمسى شريدهم في الأرض ضلالا

فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفقاً
في رأس غمدان داراً منك محلالا

قصر بناه أبوك القيل ذو يزن
ما إن رأينا له في الأرض أشكالا

منطعاً بالرخام المستزاد له
في كل ركن رأينا منه تمثالا

تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
»
قال أبو الحسن علي بن أحمد الفالي:
تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ كُلُّ مُهَوَّسٍ … بَلِيدٍ تَسَمَّى بِالْفَقِيهِ الْمُدَرِّسِ
فَحَقٌّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا … بِبَيْتٍ قَدِيمٍ شَاعَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ
لَقَدْ هُزِلَتْ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا … كُلَاهَا وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ.
- تاريخ الإسلام للذهبي (٩/ ٧١١).
من شعر الدردير المالكي:

قال الجبرتي في ترجمة الشيخ المذكور في "تاريخه" (2/ 174):

«ممّا سمعتُ مِنْ إنشاده:

‌مَنْ ‌عاشرَ الأنامَ فليلتزمْ
سماحةَ النفسِ وتركَ ‌اللجاجْ

ولْيحفظ المعوجَّ مِن خُلْقهم
أي طريقٍ ليس فيها اعوجاجْ؟!».
#فائدة

الاستفهام إذا دخل على النفي ردّه إلى التقرير. كقوله تعالى: (أليس في جهنم مثوى للكافرين) أي إن فيها مثوى لهم. وكقول جرير: (ألستم خير من ركب المطايا) أي أنتم كذلك.

#شرح_ديوان_المتنبي للواحدي (ت٤٦٨)
عزة النفس والاستغناء عن الخلق!

قال ياقوت: «صديقنا الشهاب محمد بن فضلون ابن أبي بكر بن الحسين بن محمد العدوي العقري النحوي اللغوي الفقيه المتكلم الحكيم جامع أشتات الفضل، سمع الحديث والأدب على جماعة من أهل العلم.

وكنت مرة أعارض معه إعراب شيخنا أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري لقصيدة الشنفرى اللامية إلى أن بلغنا إلى قوله:
وأستفّ ترب الأرض كي لا يرى له ... عليَّ من الطول امرؤ متطوّل.

فأنشدني في معناه لنفسه يقول:
مما يؤجّج كربي أنني رجل ... سبقت فضلا ولم أحصل على السَّبَق
يموت بي حسدا مما خصصت به ... من لا يموت بداء الجهل والحمق
إذا سغبت استففت التُّرب في سغبي ... ولم أقل للئيم سدّ لي رمقي
وإن صديت وكان الصفو ممتنعا ... فالموت أنفع لي من مشرب رنق
وكم رغائب مال دونها رمق ... زهدت فيها ولم أقدر على الملق
وقد ألين وأجفو في محلهما ... فالسهل والحزن مخلوقان من خلقي.

فقلت له: قول الشنفرى أبلغ؛ لأنه نزه نفسه عن ذي الطول، وأنت نزهتها عن اللئيم!
فقال: صدقت؛ لأن الشنفرى كان يرى متطولا؛ فينزه نفسه عنه، وأنا لا أرى إلا اللئيم؛ فكيف أكذب؟!
فخرج من اعتراضي إلى أحسن مخرج
!».

«معجم البلدان» ١٣٦/٤.
سوءة الشعر!

قال الأصمعي: «جاء مروان بن أبي حفصة الشاعر إلى حلقة يونس، فسلم ثم قال: أيكم يونس؟
فأومأنا إليه،
فقال له: أصلحك الله، إني أرى قوما يقولون الشعر؛ لأن يكشف أحدهم سوءته ثم يمشي كذلك في الطريق أحسن له من أن يظهر مثل ذلك الشعر!
وقد قلت شعرا أعرضه عليك، فإن كان جيدا أظهرتُه، وإن كان رديئا سترته،

فأنشده قوله:
طرقتك زائرة فحي خيالها..

فقال له يونس: يا هذا اذهب فأظهر هذا الشعر، فأنت -والله- فيه أشعر من الأعشى في قوله:
رحلت سمية غدوة أجمالها.

فقال له مروان: سررتني وسؤتني!
سررتني بارتضائك شعري، وساءني تقديمك إياي على الأعشى، وأنت تعرف محله!
فقال له يونس: إنما قدمتك عليه في تلك القصيدة لا في شعره كله؛ لأنه قال فيها:
فأصاب حبة قلبها وطحالها
والطحال لا يدخل في شيء إلا أفسده، وقصيدتك سليمة من هذا وشبهه».

«معجم الأدباء» ٢٨٥١/٦.
أَحْزَنُ بيتٍ قالته العَرَب:

وراحوا بحُزنٍ ليسَ فيهم نبيّهم
وقد وَهَنَتْ منهم ظهورٌ وأعضُدُ

إضافتهم إليه ﷺ (نبيُّهم) فيه الحزن كلُّه.
كم من قوي قوي في تصرفه مهذب الرأي عنه الرزق ينحرف

وكم ضعيف ضعيف في تقلبه كأنه من خليج البحر يغترف

هذا دليل على أن الإله له في الخلق سر خفي ليس ينكشف
خمسةٌ لا يُستحيا من خدمتهم:

السلطان، والوالد، والعالم، والضيف، والدابَّة.

بهجة المَجالس، 128/2.
‏شَكوتُ وما الشَّكوى لِمثليَ عادة
ولكن تفيضُ النفسُ عندَ امتلائِهَا
.
#أبو_تمام
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا
وَعادَكَ ما عادَ السَليمَ المُسَهَّدا

وَما ذاكَ مِن عِشقِ النِساءِ وَإِنَّما
تَناسَيتَ قَبلَ اليَومَ خُلَّةَ مَهدَدا

وَلَكِن أَرى الدَهرَ الَّذي هُوَ خاتِرٌ
إِذا أَصلَحَت كَفّايَ عادَ فَأَفسَدا

شَبابٌ وَشَيبٌ وَاِفتِقارٌ وَثَروَةٌ
فَلِلَّهِ هَذا الدَهرُ كَيفَ تَرَدَّدا

وَما زِلتُ أَبغي المالَ مُذ أَنا يافِعٌ
وَليداً وَكَهلاً حينَ شِبتُ وَأَمرَدا

وَأَبتَذِلُ العيسَ المَراقيلَ تَغتَلي
مَسافَةَ ما بَينَ النَجيرِ فَصَرخَدا

فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ
حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا

أَلا أَيُّهَذا السائِلي أَينَ يَمَّمَت
فَإِنَّ لَها في أَهلِ يَثرِبَ مَوعِدا

فَأَمّا إِذا ما أَدلَجَت فَتَرى لَها
رَقيبَينِ جَدياً لا يَغيبُ وَفَرقَدا

وَفيها إِذا ما هَجَّرَت عَجرَفِيَّةٌ
إِذا خِلتَ حِرباءَ الظَهيرَةِ أَصيَدا

أَجَدَّت بِرِجلَيها نَجاءً وَراجَعَت
يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيرَ أَحرَدا

فَآلَيتُ لا أَرثي لَها مِن كَلالَةٍ
وَلا مِن حَفىً حَتّى تَزورَ مُحَمَّدا

مَتى ما تُناخي عِندَ بابِ اِبنِ هاشِمٍ
تُريحي وَتَلقَي مِن فَواضِلِهِ يَدا

نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ
أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا

لَهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ وَنائِلٌ
وَلَيسَ عَطاءُ اليَومِ مانِعَهُ غَدا

أَجِدَّكَ لَم تَسمَع وَصاةَ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الإِلَهِ حينَ أَوصى وَأَشهَدا

إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى
وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا

نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ
وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا

فَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَأكُلَنَّها
وَلا تَأخُذَن سَهماً حَديداً لِتَفصِدا

وَذا النُصُبِ المَنصوبَ لا تَنسُكَنَّهُ
وَلا تَعبُدِ الأَوثانَ وَاللهَ فَاِعبُدا

وَصَلَّ عَلى حينِ العَشِيّاتِ وَالضُحى
وَلا تَحمَدِ الشَيطانَ وَاللَهَ فَاِحمَدا

وَلا السائِلَ المَحرومَ لا تَترُكَنَّهُ
لِعاقِبَةٍ وَلا الأَسيرَ المُقَيَّدا

وَلا تَسخَرَن مِن بائِسٍ ذي ضَرارَةٍ
وَلا تَحسَبَنَّ المَرءَ يَوماً مُخَلَّدا

وَلا تَقرَبَنَّ جارَةً إِنَّ سِرِّها
عَلَيكَ حَرامٌ فَاِنكِحَن أَو تَأَبَّدا

#الأعشى
عجبت لصبري بعده وهو ميت
‏ وقد كنت أبكيه دمًا وهو غائب
‏على أنها الأيام قد صرن كلها
‏ عجائب حتى ليس فيها عجائبُ!

#أبو_تمام
‏أستَعيذ كمَا استَعاذ المُتنبّي:

«أَعُوذُ -باللهِ- من أنْ أَكُونَ مُحِبًّا غَير مَحبوب».
قال الشاعر اليمني موسى بن يحي بهران ( 912-965هـ):

بدا كالبدر تُوِّج بالثريا

غزال في الحمى باهي المحيَّا

رماني باللحاظ فصرت ميتا

وحيّا بالسلام فعدت حيّا

وبالكف الخضيب أشار نحوي

وأدناني وقرّبني نجيّا

فقلت له ونحن بخير حال

أتفقدمن جنان الخلد شيّا

فقال وقد تعجب من مقالي

جنان الخلد قد جمعت لديّا

فقلت صدقت يا بصري وسمعي

فمن حاز الجمال اليوسفيّا؟

فقال حويته بالأرث منه

وقد ظهرت دلائله عليّا

فقلت سحر بابل أين أضحى

فقال أما تراه بمقلتيّا

فقلت الورد أين يكون قل لي

فقال أما تراه بوجنتيّا

فقلت الشهد أين فقال هذي

شفاهي قد حوت شهدا جنيّا

فقلت فأين برقٌ قد بدا لي

فقال رأيت مبسميَ الوضيّا

فقلت فما السجنجل يا حبيبي

وما جيد الغزال وما الثريّا

فأبدى صدره الباهي وجيدا

تقلّد فيه عقدا جوهريّا

فقلت فما قضيب البان صف لي

فهز لي القوام السمهريّا

فقلت وهل يُرى لك قطّ شبه

فقال انظر وكن فطنا ذكيّا

فقلت البدر قال ظلمت حسني

بذا التشبيه فاهجرني مليّا

متى كان الجماد وأنت أدرى

يشابه حسنه بشرا سويّا

تأمّل هل ترى للبدر عينا

مكحّلة وثغرا لؤلؤيّا

وهل تلقى له مثلي لسانا

تساقط لفظها رطبا جنيّا

أليس البدر ذا كلف ووجهي

كما أبصرته طلقا رضيّا

وكم قد رام تشبيهي أناس

فلما استيأسوا خلصوا نجيا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
💎 📂 قائمة "دُعَاةُ الإِسْلام"

يَسُرُّها أنْ تُقدِم لكم بَعضَ القَنَوات السَّلفية الموثوقة الهادفة لنشر الكتاب والسنة ومايتعلق بهما على نهج السلف الصالح .. 📓

تُنشر : ٦ص تُحذف : ١٠م يوميا |🇾🇪

-🔻 اضغط المجلد الشفاف الذي في الأسفل 👇
ثم حدد قنواتك ، ثم اضغط انضمام 💯

--------- ---------
2025/10/28 02:22:31
Back to Top
HTML Embed Code: