بعض اللحظات أو الأشياء التي تفعلها في حياتك أو تفعل في الحياة بشكل عام؛ قد تبدو أثارها المباشرة محدودة، ولكنّها كما أثبتت التجربة وجرى في التاريخ؛ كلّ التغييرات الضخمة والجذرية على الأفراد والجماعات تبدأ بمثل تلك التراكمات الصغيرة….

وإن عظمت الذنوب وكثرت؛ فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله.

ابن تيمية رحمه الله.

قربت ان شاء الله
هانت

الحمد لله رب العالميين

اللهم صّلِ وسَلّمْ عَلىٰ نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ

لملموا حالكم يا شوية طلاب

-الكلّ يغني على ليلاه!
=لا مشكلة يا صاحبي
وأنت أيضًا؛
غنّي على ليلاك
ولا تبالي إلا في اثنتين
حقّ الله وحقّ النّاس..

المشكلة في استحضارك للشيء، ليست فيه وحسب وإنّما بما يجلبه معه، في الغالب الأشياء تستدعي بعضها، الحزن يأتي بمثله والفرح كذلك، الذنب يسهّل الذنب والحسنة تمهّد لغيرها، وهكذا جُلّ الأشياء، والحريص على الأيّام؛ حريص في الأصل على يومه، ولكنّه الإنسان يضني بعضه بعضًا..

‏"ليس أمراََ عاديّاََ أن نعرف ما نريد،
إنه إنجاز نفسي نادر وصعب"

أحيانًا تكون أقسى العقوبات أن يضيّع الإنسان ما يريد ويتقلّب في حيرته،،
يتمنى الإنسان دائمًا أن تتنزّل عليه الهداية والرشاد من السماء، وإن كان لا يستحقّها وإن كان يستحقّ غيرها…

الآن أنا على سريري في البيت، عجيبة هذه الدنيا في سرعتها وتقلّبها، متى كانت هذه العودة بعد السنة الأولى في الجامعة من مصر، الآن هذه العودة خلال السنة الأولى في التخصص من الأردن، سريعة وعجيبة، متعبة حدّ النوم، ممتعة في بعض لقطاتها بلا ريب…

بطبعي لا أحب الأعراس، وأشعر بثقل حقيقي في مثل هذه الأشياء،؛ لدرجة أمازح أصحابي أحيانًا بالقول أنني قد لا أحضر عرسي، ولكن اليوم مفارقة استثنائية استحقّت سفري وتعبي في المناوبات لتعويض إجازة هذا الأسبوع، ابنة أختي تتزوّج، وهذه الطفلة الكبيرة لظروف ما جزء لا يتجزأ من تجربة حياتنا، أتذكرها وهي في أيامها الأولى منذ عشرين عامًا وأنا في السادسة من عمري، تتزيّن اليوم الأميرة لتزفّ قريبًا إلى بيت زوجها، ربنا يهدي بالهم يارب ويحفظهم..

اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ؛ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

صباحات البيت مختلفة❤️

هناك فرق بين أن تُيسّر الأمور وبين أن تُيسَّر أنت لها، وقد أشار الدكتور أحمد عبد المنعم لهذا المعنى، فقوله سُبحانه وتعالى "فسنيسره لليسرى" أي سنجعل الأشياء يسيرة على نفسه، ما يستصعبه غيره يجده هو قريب لنفسه ويقوم به دون تكلّف أو مشقّة بالغة، وهذه درجة أعلى من جعل الأشياء نفسها يسيرة، فالحياة مليئة بالمنعطفات الصعبة والإنسان يحتاج إلى نفس يُمكنها التعامل والتجاوز، وهذا التيسير الإيماني المذكور في الآية ذُكِر قبله أحوال يُستجلَب بها: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى.. العطاء والتقوى والتصديق بالعوض والجنّة؛ طُرق موصلة للتيسير.. نسأله سُبحانه أن ييسرنا لليسرى..

أحسب نفسي من الأشخاص الذين مغامراتهم قليلة، وأميل إلى مدرسة أبي بحساب الأشياء جيّدًا قبل دخولها، ولكن أحيانًا أشعر بأنّ بعض الأمور تحتاج إلى توريط نفسك فيها حتى تنجزها، كثرة التفكير فيها يؤخّرك بلا معنى فقط، الحسبة جيّدة وتبقيك بشكل ما آمن، ولكن بعض الحركات الكبيرة تحتاج إلى شيء من توريط النّفس والجرأة..

ومن الأشياء التي كان يُنبّه عليها الدكتور أحمد عبد المنعم بشكل متكرر وهي حسّاسة ومن يعرف من نفسه شيئًا منها يدرك قيمتها:
لا تطلب أن تعرف الخطوات القادمة بشكل تفصيلي، وإذا جلست تنتظر لن تتحرّك ولن تفعل شيئًا، هنا تظهر قيمة شيء مثل صلاة الاستخارة، وهذه مساحة تحتاج أن تتحرك خطوة حتى تظهر الخطوة التالية، أما الوقوف وانتظار شرح الطرق لنفسها لن يجدي نفعًا..

مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

فاطر ٢