كلّما رأيتُ الغيمَ ينسجُ من البياضِ وشاحًا للسماء، وكلّما لمحَ بصري نجمًا يتيهُ في أفقٍ موغلٍ في البُعد، وكلّما انثنت أغصانُ الشجرِ على نسمةٍ خفيفة، أو تبسّمت زهراتُ الروضِ في حضنِ الضياء،
تمنيتُك هنا!
وكأنّ الوجودَ لا يكتملُ إلا بحضورك.
وكلّما طلبتُ كوبَ شايٍ في مساءٍ هادئ،
تمنّيتُه كوبين، و كلما أخذت فنجان قهوة آملتُ أن يكونا فنجانين !
أحدُهما لي، والآخرُ لدفءِ صوتك!
لحديثكِ الذي يُنعشُ الروحَ أكثرَ من نكهةِ النعناع!
وكلّما عزمتُ على مشاهدةِ فيلمٍ، أو حضورِ مباراةٍ كما حدثَ بالأمس
هتفَ قلبي: أين التذكرةُ الثانية؟
أينُ المرافقةُ التي تُضحكني في منتصفِ المَشاهِد؟
وتتنهّدُ معي عند كلّ هدفٍ ضائع؟ و تفرحُ عند نصري و تحزنُ لحزني عند هزيمتِي!
أنا لستُ وحيداً لكنّ كلّ مشهدٍ جميلٍ
يصرخُ في داخلي: ليتَكِ هنا!
#عبدالسلام_يس

وما تدري
لعلكَ من صخورِ العُسر
تقطف زهرةَ اليُسرِ.. 🤍🪻

«الدعاء ليس ترفًا ولا تفريغًا سلبيًا للحزن والغضب

الدعاء واجب شرعي وأخلاقي ونصرةٌ حقيقيةٌ نؤدي بها واجبنا تجاه إخواننا في ‎غزة.. الدعاء عوض للعاجز عن القتال.

قال ابن تيمية:
المأثور عن النبي ﷺ القنوت إذا لم يمكنه النصرة بالقتال، وكذلك عمر يقنت لجنوده، عوضا عن مباشرته القتال بنفسه.

اللهم إنا نستودعك أهلنا في غزة، حسبنا أنت ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير»

وامنُن عليَّ براحةٍ تكفيني شرَّ القلق، ودبِّر لي قادِم الأيام و اشرح صدري لها ، إجعلني مطمئنة..
قلبي و ما حوى، بَشَّرْهُ بما تحبه وترضاه..
أخرجني من ضيق التفكير لسعةِ التدبير، و من ظلِ الخوف إلى شروقِ الرجاء
سخّر لي الرزق الواسع، الدعوات المستجابة، الصحبة الطيبة، الأحلام الميسرة، راحةَ البالِ والرضا..
-آمين آمين.💙

"«أعيذك من الشعور بالوحدة أي ما كنت..
سواء كانت تلك التي تخلو من رفيق تكون
معه نفسك ظاهرك كباطنك، لا تخشى أن تكون معه على سجيتك برغم وجود كثير من الناس حولك، أو تلك التي أدت ظروف الحياة لبُعد كل رفيق بجوارك فانشغل كل بحاله».

•
لم يزل مستغرقاً في أحزانه وما فقده ومن رحل عنه، مستغرقاً لسنوات، وكان الاستغراق هو لعبة الشيطان معه وبه!

فضاعت باكورة عمره وقوته وريعان شبابه دون أن يفكر في مآله ولم يحضر إجابة وافية لسؤال: من ربك؟ وما دينك؟ وماذا تقول في الرجل الذي بُعث فيكم؟

أيا من يقرأ هذه الكلمات، أفق بالله عليك من سكرة حزنك وسطوة اكتئابك على شيء فقدته من الدنيا.. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟)، فهل جهزت الإجابة؟

الله عز وجل أخبرنا: (لكي لا تأسوا على ما فاتكم)

ويا ليتك عندك مثل هذا الجَلد والصبر الذي تصرفه في الحزن، في أن تصرفه في الذِكر أو قراءة القرآن..

ويا ليتك تصرف ساعات البكاء والحسرة والشعور بالهم، في أن تقضيها ساجداً بين يدي ربك تدعوه خوفاً وطمعاً...

أفق بالله عليك، استعن بالله عز وجل على حزنك وانفكاكك وخلاصك منه، وركز على ما هو آت..

فوالله والله والله، لم يعد في العمر بقية ولا في الوقت متسع أن يضيع على تكرار نفس الأخطاء والمكوث في نفس الأماكن والتعرض لنفس الملهيات والمضعيات ومصادر الحزن والاكتئاب..

ولا توهم نفسك بعبارة (المشاعر لا تُناقش، ولابد للحزن أن يأخذ مجراه!!!)، لأن الحزن والهم والاكتئاب على الدنيا والفراق قد أذهب عمرك وشبابك وصحتك، فما تبقى لك منها في عبادة؟

أفق.. قبل فوات الأوان.. واستعن بسيدك ومولاك، واعلم أنه لا يصلح مع الحزن إلا الانتفاض عنه بقوة، لابد أن يكون عزمك أشد من تراخيك، وانتفاضتك عن الحزن أشد من سطوته عليك!

انتفض وأفق قبل فوات الأوان..

#حنفاء 🤍🍃

لكنني ما زلت هنا، أتقلب بين الرجاء والخذلان، أخاف من الغد، أخاف من فكرة أن لا أصل أبدًا، أن أكون قد أضعت شبابي في ملاحقة سراب، أن يكون كل هذا الركض بلا معنى، وأن المصير هو مجرد محطة خالية، لا تنتظرني فيها يد، ولا يرحب بي فيها أحد.

غريب هذا الشعور
حين تكتشفين أنكِ كنتِ أمنية أحدهم
أنكِ لم تكوني عابرة في حياة الجميع
بل كنتِ الحياة نفسها في عينه هو!
ربما لم تُلقِ له بالًا يومًا
مرَّ بجوارك ألف مرة ولم تشعري بوجوده
لكنه كان هناك يراكِ
يصون حبه بصمت
ويعدُّ الأيام ليوم فيه اللقاء
ليكتب حكاية كنتِ أنتِ فصلها الأجمل ..

#عائشة_تاج_السر

اللهم إني أسألك رزقًا واسعًا، طيبًا، مباركًا فيه، من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب.

اللهم يا حيّ يا قيّوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا من بيده خزائن السماوات والأرض، أسألك أن ترزقني رزقًا طيبًا حلالًا، واسعًا غزيرًا، لا ينفد ولا ينقطع، ترزقني به راحة القلب، وسَعة النفس، وطمأنينة الروح.

اللهم افتح لي أبواب رزقك، واغلق عني أبواب الفقر، وارزقني من خزائنك التي لا تنفد، ولا تحوجني لأحدٍ من خلقك، واكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمّن سواك.

اللهم ارزقني رزقًا لا تجعل لأحدٍ فيه منّة، ولا في قلبي له حاجة، واجعل غِناك هو غناي، ورضاك هو مُنتهى أمَلي، واكفني يا الله كلّ ما أهمّني وأرهقني.

اللهم ارزقني الرزق الطيب في الدنيا، والعمل الصالح الذي يُقرّبني إليك، وافتح لي أبواب التوفيق في كل سعيٍ أسعاه، والبركة في كل طريقٍ أسلكه، واجعلني ممن يزرعون الخير ويحصدون الرضا.

اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقرّبه، وإن كان عسيرًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي ولا مبلغ علمي.

اللهم ارزقني رزق العافية، ورزق العلم، ورزق الفهم، ورزق القبول، ورزق الحب، ورزق الستر، ورزق الطاعة، ورزق الجنة، وارزقني الرضا بما قسمتَ، والبركة فيما أعطيت، واجعلني من الشاكرين.

اللهم ارزقني رزقًا يرفع عني الحاجة، ويغنيني عن السؤال، ويجعلني معينًا لغيري، لا محتاجًا لأحد. اللهم اجعلني مفتاحًا للرزق، بابًا للخير، ومصدرًا للعطاء، وسبيلًا للنفع.

اللهم وسّع عليّ في رزقي، وأصلح لي شأني كله، وارزقني من حيث لا أحتسب، وثبّت يقيني فيك، وحُسن ظني بك، واغفر لي ما كان من تقصيري، واصرف عني ما أهمّني.

اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، عدد ما تعاقب الليل والنهار، واغفر لنا، وارزقنا، وارحمنا، إنك على كل شيء قدير.

آمين يا رب العالمين.

من أكثر الأشياء التي تثير الدهشة في نفسي في هذا العالم، هي كيف يعجز بعض الناس عن إدراك مقدار المحبة والمعزة التي نحملها لهم في قلوبنا. نحبهم بصدق، نحملهم في دواخلنا كأغلى ما نملك، نراعي مشاعرهم حتى ونحن بعيدون، ندعو لهم في صمت، ونذكرهم بالخير في غيابهم، لكنهم لا يشعرون. لا يدركون. أو ربما يدركون ولا يُعيرون الأمر اهتمامًا.
لهذا، أصبحت لا أرى أي ضرورة أن أُخبر أحدهم كم أعزه، أو كم أكنّ له من مشاعر صافية، ولا أجد فائدة في أن أُبرر لنفسي أو له لماذا لا زلت أذكره بلطف رغم البُعد، أو لماذا لا زلت أحمله في قلبي كشيء جميل لم تُفسده الأيام!
أتذكّر أكثر إنسان حملت له حبًا نقيًا ومعزة صافية طوال عمري، ولم يُقدّر ذلك يومًا. لم ينتبه لحجم الشعور الذي كان يُمنح له دون مقابل، ولم يرَ النور الذي كان يُشع في حضوره. ومع ذلك، رغم كل هذا الجفاء، لازلت أحمل له نفس الشعور، بنفس الطهارة، ونفس الهدوء. لم أطلب منه أن يقدّر، ولم أعاتبه لأنه لم يشعر، ولم أضع الحب في كفّ الانتظار ليرده لي!
ليست فارقة _في قرارة نفسي _ معي في شيء إن كان يعلم أو لا يعلم، إن كان يُحبني أو لا يُحبني، إن كان يعترف بوجودي أو يتجاهله. فأنا في كل الأحوال أحمل هذا الشعور، وهذا الشأن، في قلبي وحدي. هو شعور خاص جدًا، لا يُقاس بالردود ولا بالتفاعلات ولا بالكلمات. هو حالة وجدانية أعيشها وحدي، وأحترم وجودها كما هي.
أنا لا أُحب لأُقدّر، ولا أُعزّ لأُكافأ، ولا أحنّ لأُفهم. أنا فقط أشعر، وهذا يكفيني. يكفيني أن أكون صادقًا مع نفسي، نقيًّا في شعوري، أمينًا على ما يحمله قلبي، حتى لو لم يكن لذلك أي صدى في الطرف الآخر.
وأنا لا أبحث عن مخرج من هذا الإحساس، ولا أحاول دفنه أو نسيانه. لا أجد فيه ضعفًا، بل أجد فيه رقيًا إنسانيًا نادرًا. أن تحمل شعورًا نقيًا دون حاجة لردّ أو اعتراف، هذا سمو.
أن تُحب من قلبك، بصمت، بثبات، رغم التغيّرات والخذلان، هذا شيء لا يُدرّس ولا يُفهم بسهولة.
إن أحبّ هذا الشعور أو لا، إن قبِله مني أو لم يقبله، فإنني باقٍ عليه! ليس عن عناد، بل عن قناعة. لأن مشاعرنا ليست مشروطة بموافقة الآخرين، ولا يُمكن للقلوب الصادقة أن تُطفئ نفسها بناءً على ردود أفعال باردة!
هذا شعور قلبي المسكين، شعور إنساني جدًا، صادق جدًا، بسيط جدًا... وعميق جدًا.
#عبدالسلام_يس

مهما بعدنا وأذنبنا وعملنا كل شي ، نحن في حاجة دائمة لمعية ربنا سبحانه وتعالى، في كل خطوة بنعديها، في كل اختيار ولو كان بسيط ، في كل اختبار وبلاء ، في وقت حوجتنا لأبسط الأشياء "معنوية أو مادية" الما بتتاح لينا بنسألها من رب رزاق كريم..
والله حتى الأيام بما فيها من أحداث و غيره، تبدو بدون أذكار الصباح والمساء والورد القرآني ثقيلة مهلكة منهكة، فسبحان الذي جعل لنا في الابتلاء نعمة وفي المحنة منحة، يعني نحن بنذنب مرة ومرتين ونحس بثقل الذنوب فنرجع ونتوب ، نُبتلى عشن نرتفع درجات، و تحس إنك وحيد عشن ترجع لكلامه سبحانه وتعالى وتستأنس بآيات كتابه الكريم : "فإنك بأعيننا" ، " لا تَحزن إنّ الله معنا"، " مَا وَدَّعك رَبُّكَ وَمَا قلَى"..

نُبتلى يا رفيقُ بضيق الصدر و الحزن العابر والوحدة لنعلم أننا في هذه الدنيا رغم اتساع ما فيها فقراء للطفه ورحمته، ضعفاء دون معيّته، حيارى لا نعلم لنا وجهة إلاه.. فلمَ البُعد !!!

نحن في حاجة دائمة لأنو نتذكر مهما حسينا انو ارتفعت مقاماتنا أو اتحسنت معاملاتنا عبادتنا عاداتنا وأعمالنا وأفعالنا وغيرو، نحن ضعيفين!
وكل ما نحس بالضعف ده ما لينا غيرو!
نسأله وندعوه رغم ثقل الذنوب وقلة الزاد.. " إلى من تكلني"!
إلى من تكِلنا يا رب ونحن كلنا فقراء وأنت الغني، ونحن ضعفاء وأنت القويّ، أنت الربّ ونحن العبيد، اهدنا وتب علينا يا رب..

أنـتَ الـمُـغيـثُ لِـمَـن مـاتَـت عـزائـمُـهُ
أنـتَ الـرَّحِيـمُ بِـمَن قـد هَـدَّهُ الـتَّـعـبُ

...

"يا رَبّ أعِنّي في كلّ خطوةٍ قادمة، وكلّ قرارٍ آت، يا رَبّ افتح عَلَيّ في رسالتي، وفكرتي، ومشروعي، وعَمَلي، عَلِّمني القرآن والأعمال والأفكار والغرس، عَلِّمني إعداد العُدّة، وتنظيم المُدّة

ألهِمني ترتيب القلب، ومسافة القُرب، و ارزُقني من حيث لا أحتسب، حَلالًا لا شُبهةَ فيه، وَوسّع عَلَيّ وأكرِمني برضاك، ألهِمني في كلّ مسار شُكرَك، ولا تُنسِني يومًا ذِكرَك، وافتَح لي من واسع فضلك..

وارضَ عَنّي"..

وإنّ من مذهباتِ الأحزان
كثـرة الصلاة على النبيّ.. ♥️

"اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد" ♥️

عزيزتي مريم،
واسمحي لي أن أناديكِ "عزيزتي"،
إن كان هناك ما يكفي من المساحة..

١
تسألينني: كيف يُصبح المرءُ سعيدًا؟
لو كنتُ أعلم، يا مريم،
ما كتمتُ عنكِ سرًّا.
لكنني أؤمن-مجازًا بالطبع-
أن السعادة تُمنح يدًا بيد،
في لمسة،
وفي عناق.

٢
أعتقد أنني وقعتُ في الحبّ، يا مريم.
رغم أن الحُبّ لا ينجو في المسافات القريبة،
فما بالكِ بالبعيدة؟
وكلّ ما فيّ
ممتلئ بالغربة والرحيل.

٣
إننا نكبر، يا مريم،
هذا أمرٌ لا مفرّ منه.
لكننا لا نتوقف أبدًا
عن التصرّف كأطفالٍ
قربَ من نحبّ.
نعم، لا يمكننا إخفاء العُمر،
لكننا أيضًا
لا نستطيع دفنَ ذلك الطفل.

٤
الخريف يأتي مرةً كل عام، يا مريم،
ويأتي مرّاتٍ كثيرة
في عمر الإنسان.
ولعلّ خريفًا ما
امتدّ في وجهكِ منذ وقتٍ بعيد،
لكن،
كما تتبدّل الفصول،
سيجيء إليكِ يومًا
ربيعٌ آخر.

يافث نوح
رسايل مريم
١٢ يوليو ٢٠٢٥

سأُهديكِ اسمي،
علّه حين يُقال بصوتكِ، يصير أجمل.

سأُهديكِ قلقي،
فلا شيء أصدق من الأشياء التي نخاف أن نُظهرها.

وسأهديكِ ظلّي،
كي لا تمشين وحدكِ يومًا.

سأُهديكِ نفسي،
ولا يهمني إن ضيعتني بعدها.

سأُهديكِ الانتظار،
حتى وإن لم تأتي، سأبقى هنا.

سأُهديكِ كل "لو" مرت بخاطري،
وكل "ربما" اختبأت في صمتي الطويل.

سأهديكِ المسافة،
وأراهن على فقدكِ للأشياء.

سأهديكِ الليل،
بكل ما فيه من حيرة وقلق، وأسئلة تُشبهكِ.

وسأهديكِ الصمت،
عسى أن يُخبركِ بكل ما لم أجرؤ على قوله.

سأُهديكِ حنيني،
أشعار نزار قباني،
النسمة التي تداعب فروع الياسمين،
وصوت القنبلة في سماء بيروت.

سأهديكِ النور والعتمة،
ظلالي وألواني.

سأُهديكِ ضحكتي،
ألوان الغروب في السماء،
رقصة النور في عينيّ،
وخيوط الشمس بين أغصان الزيتون.

سأهديكِ الثورة والهتاف،
وصوت خطاي في شارعٍ خالٍ من الناس.

| يافث نوح.
٢٧ مايو ٢٠٢٥

أحيانًا لا نحتاج سوى نافذة
وشمسٍ تُربت على أكتافنا بلطف ..
جلستُ هذا الصباح قرب نافذتي
عادة صباحية أدمنتها ..
الضوء ساطع والهواء عليل
وفي صدري شيء يشبه التعب
تعب لا يشبه الإرهاق الجسدي
بل ذلك الإرهاق الذي يأتي من الداخل
حين تمنح أكثر مما يجب
وتقابَل بأقل مما توقعت ..
كأنك حين تحضر أكثر مما ينبغي
تصبح قابلًا للتجاهل أكثر مما تستحق ..
تأملت الشمس طويلًا
كانت تتسلل بهدوء
لا تطرق الأبواب
ولا تصدر ضجيجًا من قدومها
تنشر أشعتها وتنير العتمة
ومع ذلك لا أحد يقدِّر مجيئها إلا حين تغيب!
هذا إن ذُكِرت أصلًا!
هل تشعر الشمس مثلي؟
هل يرهقها كثرة حضورها
وأنها تعطي حتى من لا ينتبه؟
تذكرت كم مرة كنتُ فيها حاضرة أكثر من اللازم
كم مرة كنتُ البادئة
والمتسامحة
والمهتمة ..
ثم بدا وكأنني زائدة
كأن وجودي ثقيل!
ما أقساه من شعور
حين تتحول محبتك إلى عبء
وصدقك إلى مبالغة
وعطاؤك إلى شيءٍ لا يُلاحظ إلا إذا قل ..
لا أحد يقول لك صراحة إنك تُرهقهم
لكن تصرفاتهم تهمس بذلك
حين يردون ببرود
أو يتناسون وجودك
أو يتعاملون مع اهتمامك كأنه شيء عادي ليس نابعًا من قلبك ..
تعبت
من أن أكون دائمًا الطرف الذي يُجيد الاحتواء
ولا يُحتوى ..

يا شمس هل لي أن أكون صديقتك؟
فكلانا أرهقنا العطاء
قد كنت أُغدق من حناني طيبةً
لكنهم سئموا السخاء!
كيف احتملتِ اللومَ منهم
قولي لي
أم كيف قابلتِ الجفاء؟
دومًا أراكِ تشرقين لأجلهم
تبعثين الضوء حبًّا في صفاء!
لكنهم ردوا بأنك تحرقين جلودهم
أنتِ التي لو غبتِ كانوا في رخاء!
عجبًا
ورغم جحودهم تتزينين
ترسلين النور يزهو في بهاء!
أما أنا
فالعطف أثقل مهجتي
والقرب أوجعني
وآذاني البقاء ..
يا شمس إني قد تعبت
لن أشبهك
حقًّا أريد الاختباء ..

#رسائل_من_النافذة
#عائشة_تاج_السر

والله لو جلستَ ألفَ عامٍ لإعداد الخطط، وألفًا ثانيةً لتدبير تفاصيل يومك ولحظاتك وما بينها، فإنّك تقف عاجزًا أمام تدبير الله لك.

كم من مرّةٍ أهداكَ الحياة وسط الغرق، و لو كُنتَ على مركبٍ من ورق .. عليكَ الدّهشةُ ومنه الكرم، استعن بالله ولا تيأس. ♥️