إعلانات الدورات والدروس 86304

715 views11:45

﴿وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾
قالها ربك لنبيك، وهو من هو في العلم، فكيف بنا نحن؟
العلمُ ليس ترفًا، بل طريق إلى الله، وسُلَّمٌ إلى الجنة، ومنارُ هداية في ليل الفتن.

كلُّ مَن سارَ على الدرب وصل.
وليس العبرة بطول المسير، بل بثبات الخطى، واستقامة القصد، وصحبة النية.

في زمانٍ كثر فيه الكلام، وقلّ فيه الفقه، وتزاحمت الأصوات وضاع صوت الدليل،
يكون الفقيه الرباني أنقى من الذهب، وأشد نفعًا من المطر.

هل تظن أن الإمام أحمد بلغ ما بلغ صدفة؟
ذاك الذي حُمل بالسلاسل من بغداد إلى المأمون، ومع ذلك، كان يقول:
"مع المحبرة إلى المقبرة".

وكان ابن الجوزي يقرأ في الطريق، ويكتب في فوانيس الليل، ويأكل العلم كما يأكل الجائع رغيفًا يابسًا.
يقول: "إني أُطالع مائة تفسير للآية الواحدة".

ويا من تريدون أن تسلكوا الدرب،
اعلموا أن بداية الطريق مشقة، ولكن عاقبته نورٌ وسَكينةٌ في القلب لا تُشترى.

ليس المطلوب أن تحفظ كل شيء، بل أن تثبت على شيء.
فثبات النملة على الصخرة، أشد أثرًا من انطلاقة الفراشة في الهواء.

جاء أحدهم إلى الإمام الشافعي، وقال: إلى متى أحفظ؟
قال: "حتى تموت، فإن توقفت، نَسيت".

يا طالب العلم، لا تلتفت لمن يثبطك،
ولا تُكثر الالتفات، فالذي ينظر للخلف لا يُدرك القمة.

اجعل لك وردًا من الفقه، كما لك ورد من القرآن،
فكلاهما حياة، وكلاهما عبادة، وكلاهما لا غنى عنه.

إنّ العلم يحفظك أكثر مما تحفظه،
وإن جلست يومًا تُفتي، أو ترشد، أو تُنقذ نفسًا بكلمة، علمت أن كل لحظة في الحفظ والمذاكرة لم تذهب هدرًا.

وابشر، فإن الله لا يضيع سعي المحسنين،
ومن قصد بباب العلم وجه الله، بلّغه الله منه ما لا يبلغه بكثرة الذكاء وحده.

اجعل نيتك أن تُرضي الله، وتخدم الدين، وتستنقذ قلبك من الجهل،
فالنية تصنع من الحبة جبلاً، ومن الدرس فتحًا.

واصبر، فإنما الفتح بعد الصبر، والنور بعد الليل، والتمكين بعد التعب،
وتذكّر أن الإمام مالك مكث أربعين سنة على موطأه، ثم قال: "عرضته على سبعين فقيهًا من أهل المدينة".

وها نحن اليوم نخطو الخطوة الأولى،
فلا تنظر أمامك كثيرًا، فقط ركز على الخطوة القادمة، وسيتكفل الله بالباقي.

فيا أحبابي، ابدؤوا، وتوكلوا، وأبشروا،
فأنتم على درب العلماء، وعلى أثر الأتقياء، والسائر في طريق العلم لا يُخذل أبدًا.

#استراحة

790 views12:05