Telegram Web Link
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي
#وقفات_مع_الصلاة_النارية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، بعد
فالحمد لله تعالى أكمل دينه، وأتم نعمته على خير رسله محمد صلى الله عليه وسلم، فما مات صلى الله عليه وسلم، إلا وقد تركنا على محجة بيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فما من خير في دين الله تعالى، ولا طريق يوصل إلى الله تعالى إلا وقد دل عليه أمته، صلى الله عليه وسلم، حتى مات على ذلك.
فمن اعتقد غير ذلك فيه صلوات الله وسلامه عليه فقد ضل ضلالا مبينا، وحينئذ نعجب من هؤلاء الذين لا يألون إفسادا وابتداعا في دين الله تعالى بين الحين والآخر، بإدخال ما ليس من الدِّين في الدين، بدعوى أنه جُرِّب ونفع!! ومتى كان هذا طريقا لدين الله تعالى أو للتعبد بين يديه، أن يأتي جمع من المسلمين بعبادة أحدثوها وقدموها بين يدي الله تعالى، لا دليل عليها من كتاب أو سنة، ثم يزعمون أنها جُرِّبت ونفعت! فعجبًا؛ إذ كل مسلم يستطيع أن يزعم ذلك، ولن ينتهي الأمر حتى تتبدل الشريعة تبعا للتجارب النافعة!!
وإنما العبرة بعرض العمل أو العبادة أيا كانت على الكتاب والسنة، فما وافقهما عُمِل به، وما خالفهما تُرك.
وقد انتشر في الآونة الأخيرة صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، تسمى الصلاة النارية، أو التازية، وزعم من يروج لها أنها صلاة مجربة، تنحل بها العقد، وتنفرج به الكرب، وتُقْضى به الحوائج، وتُنال به الرَّغائب وحسن الخواتيم، ويُسْتَسْقى الغمام بوجْهِه الكريم .. إلخ، مع تحديدها بعدة أرقام، إذا قيلت بهذا العدد نفعت، والله المستعان.
وللجواب على ذلك، أقول:
- بداية: مشروعٌ ومرغَّبٌ جدا في الإسلام الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد الأمر بها كتابا وسنة، وجاء في فضلها نصوص كثيرة، فلا جدال في هذا الأمر، وبأي صيغة وردت، فإنه يشرع، وأكملُ صِيَغِها الصلاة الإبراهيمية، والتي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، لا مزيد عليها حيث كانت هديَ وتوجيهَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فمن أراد أن يصلي على النبي صل الله عليه وسلم فليلزم هذه الصيغة، ولا بأس في غيرها، وما ورد في السنة أفضل بكل حال مما قاله الناس، وإن كان في نفسه صوابا، فمن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأي صيغة صحيحة، فلا بأس، ولزوم ما ورد في السنة أفضل.
- ثانيا: فيما يتعلق بتلك الصلاة المسماة بالنارية، فلا بأس من حيث المبدأ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة صحيحة، أما إن اشتملت على كلمات مخالفة للشرع، مُوهِمِة وموقعة للعوام في الخطأ، فترفض، وإن زيد على ذلك أعداد وأوقات بلا دليل شرعي، فهي من قبيل البدع، بهذا الوصف، وهذا تماما ما اشتملت عليه الصلاة النارية!
فقد اشتملت على عبارات لا تليق إلا بجناب الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا تُقضى به الحوائج، ولا تنحل به العقد، ولا تنفرج به الكرب، وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يرتضي هذا المقام، في حياته، فضلا عنه في مماته، وهو سيد الموحِّدين صلوات الله وسلامه عليه، وهو يعلم يقينا صلى الله عليه وسلم أن هذه الحقوق خالصة لله تعالى، لا يشاركه فيها أحد، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]، وتكرر هذا التقرير كثيرا في كتاب الله صيانة لجناب التوحيد الخالص لله تعالى، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم لابنته فاطمة رضي الله عنها: «اعملي ما شئتِ؛ فإنِّي لا أُغْني عنْكِ من الله شيئًا» أخرجه الشيخان، وغيره من النصوص، وهذا في حياته، فكيف يحصل به هذا بعد مماته؟!
أما من زعم أن الباء للسببية في قوله: "تنفرج به الهموم..إلخ"!! فهذا تخييل وتدليس وخداع، إذ هو نفس المعنى، فما معنى أن الكُرَب تنفرج بسبب النبي صلى الله عليه وسلم؟! إلا بذاته؟! لو أنهم قالوا بسبب الاتباع له صلى الله عليه وسلم لربما كان مقبولا، أما بسببه المجرد، فهو نفسه بذاته صلى الله عليه وسلم، فهذا من جملة التدليس والخداع.
مع أنه حتى باتباعه لم يثبت هذا الفضل، فليس في الكتاب ولا السنة أن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم تنفرج به الكرب في الدنيا، أو تنحل به العقد، أو تكشف به الغموم، إنما جزاء هذا في الآخرة، مع حصول السعادة في الدنيا لمن تمسك مطلقا بالكتاب والسنة، ولا شك، أما هذا الفضل الخاص لم يثبت لاتباعه صلى الله عليه وسلم.
فعلى المسلم أن يجرد توحيده ودينه لله تعالى وحده لا شريك له، فلا تنفرج الكرب، ولا تنحل العقد بنبيٍ، ولا وليٍ، ولا ملك مقرب، ولا غيره، إنما بالله تعالى الواحد الأحد، وهذا لا انتقاص فيه لمقام نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، بل ما أرسله الله تعالى إلا تحقيقا وصيانة لمقام التوحيد الخالص، والذي يقرر أن كشف الكرب وحل العقد وزوال الهم والغم بيد الله تعالى وحده لا شريك.
وأن المسلم مطالب باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في هديه وسنته، وليس بالتعلق به، أو الاعتماد عليه في شيء، لا في حياته ولا بعد مماته.
وأما ما زعمه بعضهم من أن النبي صلى الله عليه وسلم انحلت به عقدة الشرك!! فالله المستعان، إنما انحلت بدين الله تعالى الإسلام، وبما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من بيان ما هم عليه من الشرك، ثم نقضه وإبطاله بما أنزله الله تعالى، وليس بذات محمد صلى الله عليه وسلم أو بسببه، ولولا وحي الله له عليه الصلاة والسلام لكان من سائر البشر، لا مزية له على أحد، فانحلال الشرك إنما هو بالتوحيد الخالص الذي أمر الله به في كتابه العزيز، ووحيه إياه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفرق عظيم بين الأمرين، والله المستعان.
ثالثا: ثم أين الصحابة رضي الله عنهم عن هذا الفضل العظيم له صلى الله عليه وسلم، وهو حيٌّ بين أظهرهم، فلِمَ لمْ يدعو بهذا الدعاء -الصلاة النارية- حتى تنفرج به همومهم، وتفرج به كروبهم؟! بل هو صلى الله عليه وسلم كان يصيبه الهم والغم، حتى هزم في بعض الغزوات، وما أشدها من عقدة، ومع ذلك لم يرشد صلى الله عليه وسلم الأمة إلى مثل هذا الدعاء حتى يكون سببا لتفريج الكروب والهموم، وحل العقد، فقد كان نبيا بشرا صلى الله عليه وسلم، يصيبه ما يصيب الناس، ولو كانت هذه الصلاة وما شابهها نافعة له ولأمته لكان هو أولى الناس بالانتفاع بها، ثم تعليم الأمة إياها، ولم يترك الأمر لفطنٍ يأتي بعد مئات السنين ليعلم أمة الإسلام هذا الفضل العظيم الذي خفي عن محمد صلى الله عليه وسلم، حتى عَلِمَهُ ذلك الشيخ الفذ!!!
رابعا: اشتملت هذه الصلاة على أعداد عجيبة، بلغت 4444 مرة!! فماذا لو زاد الشخص إلى 4445 أو نقص إلى 4443 !! فقطعا لن ينفرج الهم والكرب -حسب ما أوحاه الله تعالى إلى هذا الشيخ- لن ينفرج الهم إلا بهذا العدد، وقد ثبت ذلك عندهم بالتجربة!! فلا أدري أي تجربة هذه، التي أكدت لهم هذا مصداقية هذا الرقم؟! فهل أتوا بأصحاب الكروب والهموم وأمروهم بتجربة كل أعداد الدنيا، فانفرجت الكربة بهذا العدد 4444 دون غيره، أم كيف تمت تلك التجربة العظيمة؟!
وقطعا من أجوبتهم: أن الناس جربوا هذا العدد فحصل به كشف الكرب والهم، لكننا نسألهم ابتداء من أوحى إلى الشيخ بهذا الرقم؟! ومن أخبركم أن هذا الهم الكرب انكشف بهذه الصلاة النارية، وليس بصلاة ركعتين مثلا في جوف الليل، أو بدعاء في ساعة إجابة؟!
وإذا كان العبد مطالبا بالتفرغ لقرابة عشر ساعات حتى ينهي هذا الرقم، فكيف تمت له التجربة مع الأعداد الأخرى، حتى سلم لهم هذا الرقم 4444 ؟!
أم هو وحي أنزله الله على هذا الشيخ العظيم، وعلمه ما لم يعلم نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم؟!
فليس للشيخ سبيل آخر لإثبات فضل هذا الرقم إلا بهذين السبيلين:
إما بالتجربة على زعمهم، وهذا باطل؛ إذ يستلزم بطلان أعداد الدنيا كلها، إلا هذا الرقم 4444، وهذا لا يقبله مجنون، فضلا عن عاقل سويٍّ، فضلا عن عالم!
وإما أن يثبت له ذلك بالوحي، وهذا أبطل من السابق!
فيتعين بذلك بطلان هذا الهراء.
وليتهم كانوا أذكياء في اختيار رقم له نظائر في الشرع، فلم يرد في الشرع تكرار الذِّكر أكثر من مائة مرة، وهذا غاية ما شرعه الله تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أما هذا الشيخ الفطن فقد وصل لهذا الرقم البديع بالتجربة! فهو عمى البصيرة نسأل الله السلامة، هو ما أوقعهم في مثل هذه الترهات.
ولتأكيد بطلان هذا العبث، انظر لاختيار الأرقام التعبدية من قبل الشرع، مثلا 33 تسبيحة دبر الصلاة، أو 100 سبحان الله وبحمده في اليوم والليلة، ونحوه، فهذا لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم معرفة فضله بآلاف التجارب، إنما هو الوحي العظيم، فالله تعالى هو العالم بسر هذه الأرقام، بل ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يعلم بذلك، لولا أوحى الله إليه به، وهذا مع كونه نبيًّا، بل وهو سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وخاتمهم.
فكيف لغيره من البشر تحديد أرقام مع كونه غير مدعوم بالوحي، بل ربما كان من أبعد الناس عن هدي وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فإن لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على تحديد أعداد للعبادة إلا بوحيٍ من الله تعالى، فغير النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى.
** وفي الجملة، لطالب العلم أن يقرر هذا، أن دعوى ثبوت هذا الرقم المحدد بالتجربة واضح البطلان؛ لأنهم كلما زعموا رقما ثبت بالتجربة فهذا معناه بطلان كل أرقام الدنيا التي لا تنتهي، فمن أين لهم أن غيره من الأرقام لم ينجح، إلا بعد مروره على كل الأرقام؟! وهذا من أظهر ما يكون في إبطال هذه الدعوى الفاسدة -التجربة- نسأل الله السلامة.
تنبيه: ورد في البخاري قول ابن عمر رضي الله عنهما: ربما ذكرت قول الشاعر - يعني أبا طالب في لاميته المشهورة- وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
وأبيضُ يستسقى الغمامُ بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقد ورد هذا الجزء في الصلاة النارية، فعبارة "يستسقى الغمام بوجهه" صحيحة، فكانوا يخرجون للاستسقاء، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يستسقون به، يرجون إجابة الدعاء بوجود نبي الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وبدعائه، وهو المقصود بقوله "أبيض" أي: وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهو استسقاء بوجود نبي صالح بينهم وبدعائه، فيرجى إجابة الدعاء لذلك، وليس بذاته، إنما بصلاحه وقربه من الله تعالى ودعائه، ولو كان بذاته لاستسقوا به حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم، إنما كان الأمر على خلاف ذلك، فكانوا يخرجون بالعباس رضي الله عنه، وهم يقولون: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا؛ وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا).
فلو كان الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم وذاته لاستسقوا به حيا وميتا، فلما عدلوا عن ذلك إلى الاستسقاء بعم النبي صلى الله عليه وسلم دل على أمرين: أن الميت لا ينتفع به، ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الإجابة متعلقة بدعاء رجل صالح معهم.
والله تعالى الموفق الهادي إلى سبيل الرشاد
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 7/6/1441هـ

www.tg-me.com/DMohammedMosa8
dr-aldaly.com/ar/16056
m.facebook.com/story.php?story_fbid=1530219460474505&id=100004593968896

لمزيد من المعلومات والفتاوى عبر مواقع التواصل لفضيلة الشيخ الدكتور زوروا الموقع والصفحات الرسمية وانشروا تؤجروا
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
#السنة_في_المطر🌧🌨
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي...

يسن في المطر:
- الدعاء مطلقا.
- الدعاء الخاص، مثل: اللهم صيبا نافعا .. إلخ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر، قال: رحمة، ومطرنا بفضل الله ورحمته، وإذا خِيف منه قال: اللهم حوالينا ولا علينا.
- التعرض له، والحسر (الكشف) عن بعض البدن، الساقين أو الذراعين والرقبة، ونحوه.
- الجمع بين الصلاتين، سيما إن اشتد المطر، ولا تعاد الصلاة المجموعة إن انجلت السماء، وتوقف المطر، بل إعادتها من التنطع في الدين، ومخالفة السنة.
أحيوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والله الموفق
د.محمد بن موسى الدالي
في17/7/1441هـ

www.tg-me.com/DMohammedMosa8
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
#الجمع_بين_الصلاتين_بسبب_المطر 🌧🌧
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي...

- الجمع من حيث الرخصة أوسع من القصر، فيشرع كلما وجدت المشقة، بخلاف القصر الذي سببه السفر فقط.
- ومن أعظم أسباب الجمع بين الصلاتين: المطر، فكل مطر يشق معه الذهاب إلى المسجد، فإنه يشرع الجمع له، كالذي يبلل الثياب من غزارته، ويلحق به ما يوجب طينا ونحوه، أو صاحبه رياح شديدة، فكل هذا من الأسباب الموجبة للجمع بين الصلاتين.
- من السنة الأخذ بتلك الرخصة، نشرا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذا بيسر الشريعة، كما هو في الأخذ بعزيمتها.
- فيجمع بين الصلاتين، والتقديم أفضل.
- فإن تم الجمع، فلا تعاد الصلاة الثانية، فيما لو انقطع المطر بعد انتهائمها؛ إذ إن الشارع لم يوجِب العبادة مرتين، وقد وقعت الصلاة المجموعة وفق الشرع.
- لا تلزم نية الجمع عند الصلاة الأولى، فإن دخل في الصلاة الأولى، ولا مطر، ثم انهطلت الأمطار، فله أن يجمع إليها الثانية، فتَقَدُّم نية الجمع ليس شرطا.
- كما لايشترط إخبارالناس بذلك، بل متى وجد موجِب الجمعِ جَمَعَ.
- كما لا يشترط الموالاة، فلو حصل الفاصل بين الصلاتين، وهم بالمسجد، ثم أرادوا الجمع، فلا بأس به.
- لا يسن الجمع من المطر إلا لمن يتضرر به، أما مَن يصلون في بيوتهم، فلا يشرع لهم الجمع، بل الأصل وجوب أداء كل صلاة في وقتها.
- يسن الإتيان بالأذكار الخاصة بالصلاتين، بعد الانتهاء منهما، ولو أتى بذكر الأولى بعدها مباشرة فلا بأس، ثم يجمع، لكن لو أخرهما، فلا بأس، ويأتي بأذكار الصلاة الأخيرة، لكونها ألصق بها، ثم أذكار الصلاة الأولى، وهو كذلك في رواتب الصلاتين.
- لو جمع بين المغرب والعشاء، فله أن يصلي الوتر مباشرة بعد العشاء، فإنه مرتبط بها.
- لا يلزم القصر، مع كل صلاتين مجموعتين.
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 12/7/1441هـ

www.tg-me.com/DMohammedMosa8
من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام أكثر شعبان
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي
#من_هدي_رسول_الله صلى الله عليه وسلم #صيام_أكثر_شعبان

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإنه لمن فضل الله تعالى أن يلزم العبد هديَ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في فعله وتركه، فكما أنه صلى الله عليه وسلم لم يصح البتةَ أنه كان يعتني بصوم رجب ومحرم ونحوهما، فكانت السنة ترك صوم رجب وغيره، مما لم يثبت في فضلِ صومِهِ شيءٌ، فكذلك فعله عليه الصلاة والسلام، فقد صح أنه كان يصوم أكثر شعبان.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "وَلَمْ أَرَهُ -أي: النبي صلى الله عليه وسلم- صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا .
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ" .
ولأبي داود "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنْ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ".
والحديثان الآخران محمولان على صيامِ أكثرِ الشهرِ، لا كله، لوجود النهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين، وأنه سائغ في كلام العرب أن يقال: كله، للأكثر.
ثم تلك النصوص وغيرها صريحة في أنه يجوز صوم شعبان، ولو انتصف إلى آخره، وأن الوارد في النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان صحيح، لكنه محمول على من أراد الصوم بعد انتصاف الشهر، فإنه يكره له ذلك، وأما من صام من أول الشهر لآخره فقد أصاب السنة.
فاحرصوا وفقكم الله تعالى على تلك السنة العظيمة، سيما وقد زامنت الابتلاءَ العظيمَ الذي أصاب المسلمين، فالتصدي له، والتقرب إلى الله تعالى بما شرعه، هو السبيل الصحيح الوحيد لرفع الابتلاءات والمحن.
والله ولي التوفيق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في الأول من شعبان، لعام واحد وأربعين وأربعمائة وألف من الهجرة

https://dr-aldaly.com/ar/16075
@DMohammedMosa8
www.facebook.com/dr.mohammed.mousa.eldaly/
#الدعاء_عصر_الجمعة
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي

عَن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَالَ: فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه، وَأَشَارَ بِيدِهِ يُقَلِّلُهَ. متفقٌ عليه.
وأرجح الأقوال في هذه الساعة أنها بعد العصر
فأكثروا من الدعاء
وفقكم الله
كتبه:د.محمد بن موسى الدالي
#عصر_الجمعة
في:١٤٤٠/١١/٩هـ
www.tg-me.com/DMohammedMosa8
m.facebook.com/story.php?story_fbid=1341059919390461&id=100004593968896
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
#التهنئة_بقدوم_شهر_رمضان 🎉
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فإنه لا شك أن قدوم شهر رمضان الكريم، -أعاده الله تعالى على أمة الإسلام بالخير واليمن والبركات- من أجلِّ نِعَم الله تعالى على العباد، فهو شهر يختلف عن سائر شهور السنة، موسم عظيم للطاعات، من صوم وقيام وقراءة قرآن واعتكاف وصدقة، فقد اجتمعت فيه عبادات عظيمة، لا تجتمع في السَّنة كلها إلا فيه، والمباركة والتهنئة به لا بأس بها، إن لم تكن مندوبة؛ وقد ورد في السنة ما يشعر بأن قدوم رمضان له شأن خاص عند النبي صلى الله عليه وسلم، وعند أصحابه رضي الله عنهم، فعند أحمد والنسائي بإسناد فيه مقال عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "، وله نظير من حديث أنس رضي الله عنه، فهذا الحديث فيه ما يشعر بالتهنئة؛ لذا عدَّه العلماء أصلا في باب التهنئة بدخول رمضان.
تنبيه: لا يشرع لفظ معين للتهنئة بدخول رمضان، ولم يرد فيه هديٌ معين؛ لذلك فكل ما تعارف عليه الناس فهو مسموح، كما يتأكد على من هنَّأه شخص أن يجيبه.
والله الموفق
كتبه: د. محمد بن موسى الدالي
في 30/8/1441هـ

www.tg-me.com/DMohammedMosa8
m.facebook.com/story.php?story_fbid=1606848272811623&id=100004593968896
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي
#أجر_ليلة_القدر

هل أجر قيام ليلة القدر مقسم على العشر الأواخر؟
السلام عليكم شيخنا انتشرت الدعوات الان بتقسيم الثواب للعشر الاواخر من رمضان 1000شهر ÷10 ايام ثم اليوم يكون نصيبه من الثواب كذا وكذلك التقسيم لليوم بالساعات والثوانى حتى لو لم تصب ليله القدر اريد الرائ الشرعى فى هذا الامر ولا اشعر الا نها بدعه ليس لها اى اساس واسنكرها بشده فما هو راى الشرع وكيف نردها؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإن ثواب ليلة القدر خاص بليلة القدر، وهو الثابت في كتاب الله العزيز: (ليلة القدر خير من ألف شهر) ولم يقل العشر الأواخر خير من ألف شهر، ولم يثبت بذلك حرف واحد في كتاب أو سنة، واعتبار هذا الفضل مقسما على عشرة الأيام الأواخر من رمضان مخالفٌ لصريح القرآن، ولم يقل به أحد من أهل العلم البتة، ولا يثبت هذا الأجر كاملا إلا لمن أدرك ليلة القدر، ومهما علم من علامات لليلة القدر، فإن العبد لا يجزم بتحصيل هذا الفضل العظيم إلا بقيام العشر كاملة، والإحسان في ذلك، فيثبت له الفضل في ليلة منها، وآكدها أوتارها، وأكدها ليلة السابع والعشرين، فإن حصل ذلك ثبت له هذا الفضل العظيم لإدراكه ليلة القدر، وليس لأن الأجر مقسم على العشرة، بل هذا باطل من القول، مصادم لنص القرآن الصريح بخصوص هذا الفضل بليلة القدر، والله الموفق
كتبه: د.محمد بن موسى الدالي
في 21/9/1439هـ

dr-aldaly.com/ar/3554
m.facebook.com/story.php?story_fbid=1622665821229868&id=100004593968896
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
#الدكتور_محمد_موسى_الدالي
🌙في #زكاة_الفطر معنى تعبديٌّ واضح يغفل عنه البعض.🌙

الحمد لله رب العالمين كثيرا في هذه الأيام يكون الحديث عن زكاة الفطر، والخلاف المشهور فيها، وهل يجب إخراجها من الطعام، أو يجوز إخراجها من القيمة؟

ورغبة في الخير أدلي بدلوي في هذه المسألة، راجيا الله تعالى التوفيق إلى مرضاته، وأن يكون ما أقول وأكتب خالصا لوجهه الكريم، أقول وبالله التوفيق:

زكاة الفطر يجب أن تكون من الطعام، وهو ما دلت عليها الأدلة، وهو المتواتر من عمل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم أجمعين، والتابعين لهم، كما أنه الموافق لقواعد الشرع في هذا الباب، وبيان ذلك الآتي:

أما الأدلة من قوله وفعله صلى الله عليه وسلم:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: { فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة } متفق عليه.

كما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( كنا نعطيها - يعني صدقة الفطر - في زمان النبي صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من الزبيب ).

وفي رواية للبخاري: ( وكان طعامَنا الشعيرُ والزبيبُ والأقطُ والتمرُ ).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { فرض رسول الله زكاة الفطر؛ طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين } رواه أبو داود والحاكم وغيرهما.

كما أن الأفضل الاقتصار على هذه الأصناف المذكورة في الحديث ما دامت موجودة، لما في البخاري أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يعطي التمر، وفي الموطأ عن نافع: ( كان ابن عمر لا يخرج إلا التمر في زكاة الفطر، إلا مرة واحد فإنه أخرج شعيراً - أعوز أهل المدينة من التمر - يعني: لم يوجد في المدينة - فأعطى شعيراً ).

وأما موافقة هذا الأمر لقواعد الشرع:

فلأن زكاة الفطر فيها معنى تعبديٌّ محضٌ، وهو موافقة تلك العبادة للعبادة التي كان العبد متلبِّسًا بها في رمضان، فقد كان تاركا للطعام بالصوم في نهار رمضان، فناسب أن يشكر اللهَ على إتمام النعمة عليه في آخر الشهر بتمامه، وكانت المناسبة ظاهرة في أن يخرج هذه الزكاة من الطعام الذي كان تاركا له بالصوم، فمعنى التنسُّك واضح فيها، وليس المراد بها النفع فحسب، كما ظن البعض، فإن من يقول بجواز إخراج القيمة غاب عنه المعنى التعبدي المقصود للشارع، وجعل ينظر في مسألة المصلحة، وهذا قصور في النظر.

ونظيره الأضحية، فإن فيها معنى تعبُديًّا محضًا، وهو التقرب إلى الله بإراقة الدم بالسليم الخالي من العيوب من بهيمة الأنعام، ومسألة النفع باللحم ونحوه، ليس هو المقصدَ الأولَ في الأضحية، بدليل أنه لو أراد أن يضحي بشاة من أسمن ما يكون، لكنها عوراء لم تجزئه، بينما لو أتى بشاة سليمة من العيوب، لكنها نحيلة، لأجزأته، مع أن الشاة الأولى أنفع للناس؛ لكثرة لحمها، لكن الشارع راعى أمرًا آخرَ في الأضحية، وهو إراقة الدم بالخالي من العيوب، تقرُّبا إلى الله، وكان هذا أهمَّ وأولى عند الشارع من مسألة نفع الناس باللحم.

فكذلك في زكاة الفطر المراد إظهار نعمة الله تعالى بالأكل والشرب في يوم العيد، الذي حرَّم الله صومه، إتماما لنعمة كمال الصوم، ويشترك في هذه العبادة عموم المسلمين.

ومما يزيد في وضوح معنى التعبد في زكاة الفطر أن الشارع جعلها مؤقَّتة، حتى قال صلى الله عليه وسلم: { فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات } رواه أبو داود وغيره.

ويزيده وضوحا أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم نصَّ على أطعمة معينة، وبيَّن أنها شُرعت طعمةً للمساكين، مما يدل على أن الإطعامَ مقصودٌ للشارع في المرتبة الأولى، فلا يجوز إهمال هذا المقصد.

ولذلك فإن معاوية رضي الله تعالى عنه لما قال لأهل الشام بنصف الصاع من البر عن الصاع من التمر، لجودة البر عندهم أنكر أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ذلك، وقال: أما أنا فلا أزال أخرجها صاعاً كما كنت أخرجها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكيف إذا أخرجها قيمة؟!

ثم أين الصحابة رضي الله عنهم من هذا الفهم، وفيهم قطعا المحتاج إلى النقد، وفيهم المحتاج إلى الملابس، مع توفر النقد وبكثرة، ولم يجتهد أحد منهم هذا الاجتهادَ؟! فالسبب موجود في عهد الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك لم يسعَ أحدٌ منهم إلى ذلك، مما يدل على أن هذا الموضع ليس من مواضع الاجتهاد عندهم، والخير كل الخير في اتباعهم.

ولما كان الواجب على المسلمين في أمور العبادة الوقوف على مورد النصوص، كان لزاما عليهم التزامُ ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في هذا الباب، والاقتصار عليه، وعدم تقديم العقل على النقل، وإخراج زكاة الفطر من الطعام.

وعليه فإن إخراج زكاة الفطر نقداً لا يصح، ولا يجوز؛ بل هو داخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أخرجه مسلم.
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Photo
وليعلم أن المراد بالطعام ما كان قوتا لأهل البلد أو غلب عليه كونه قوتا، فيجوز إخراج ما اعتاده الناس من الأرز أو العدس أو القمح أو المكرونة ونحوه، ولو كان غالب طعامهم اللحم أو السمك فقط أجزأ إخراجها منه، ما مقدارُه صاعٌ من الجميع، وهو يعدل قرابة (2.5كجم) عن كل فردٍ ممن تلزم الشخصَ نفقتُه، والله الموفق.

كتبه: د.محمد بن موسى الدالي

في 15/9/1432هـ

dr-aldaly.com/ar/144
m.facebook.com/story.php?story_fbid=1624673271029123&id=100004593968896
الفقه والفقهاء للدكتور محمد موسى الدالي
Video
🕌التكبير المطلق والتكبير المقيد🕋
🌟#الدكتور_ د.محمد موسى الدالي🌟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين، وبعد..

قال الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }البقرة- 203.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.

قال الإمام البخاري: "وكان عمر رضي الله عنه يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وكانت ميمونة تكبر يوم النحر، وكن النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد". صحيح البخاري.

قال الصنعاني: "فائدة: التكبير في العيدين مشروع عند الجماهير". سبل السلام ( 2 / 492).

واختلف أهل العلم في الوقت الذي يبدأ فيه التكبير في الأضحي، ومتى ينتهي، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكبر من صبح يوم عرفة إلى العصر من أخر أيام التشريق، وهو قول عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود وجابر وعمار.

وقال البعض: إنه يكبر من ظهر يوم النحر إلى صبح آخر أيام التشريق، وهو المشهور من مذهب الشافعية، وقول للمالكية.

وذهب البعض إلى أنه يبدأ بصلاة الظهر من يوم عرفة وينتهي عند عصر يوم النحر، وهو قول عند الحنفية.

والأقرب أنه يبدأ من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق.

قال الحافظ: "ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم حديث، وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول على وابن مسعود أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى. أخرجه بن المنذر وغيره والله أعلم" . فتح الباري (2 /462).

وقال شيخ الإسلام: "أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة ويشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج إلى العيد، وهذا باتفاق الأئمة الأربعة". مجموع الفتاوى (24 /220).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: "والصحيح في هذه المسألة أن التكبير المطلق في عيد الأضحى ينتهي بغروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وعلى هذا فيكون فيه مطلق ومقيد من فجر يوم عرفة إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق". الشرح الممتع (5 / 221).

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل يشترط في التكبير المقيد أن يكون بعد الصلاة التي تقام جماعة، أو يسن ولو صلى منفرداً؟

فأجاب فضيلته بقوله: يكون مشروعاً سواء صلى الإنسان في جماعة، أو صلى منفرداً، هذا هو الأقرب.

وبعض العلماء يرى أنه لا يشرع إلا إذا صلى في جماعة.

وسئل رحمه الله تعالى: ما صفة التكبير المطلق، والتكبير المقيد؟

فأجاب بقوله: صفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، أو يكرر التكبير ثلاث مرات، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

والمطلق هو الذي يسن في كل وقت، والمقيد هو الذي يسن في أدبار الصلوات المكتوبة، وقد ذكر العلماء رحمهم الله أن المقيد إنما يختص بالتكبير في عيد الأضحى فقط من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وأما المطلق فيسن في عيد الفطر، وفي عشر ذي الحجة.

والصحيح أن المطلق يستمر في عيد الأضحى إلى آخر أيام التشريق، وتكون مدته ثلاثة عشر يوماً.

والسنة أن يجهر بذلك الرجال، وأما النساء فيسررن به بدون جهر؛ لأن المرأة مأمورة بخفض صوتها، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال، ولتصفق النساء»، وهي منهية عن الكلام الخاضع الهابط الذي يجر الفتنة إليها.

وسئل رحمه الله: ما الفرق بين التكبير المطلق والتكبير المقيد، ومتى يبدأ وقت كل منهما، ومتى ينتهي؟

فأجاب: التكبير المطلق يكون في موضعين:

الأول: ليلة عيد الفطر، من غروب الشمس، إلى انقضاء صلاة العيد.

الثاني: عشر ذي الحجة من دخول الشهر، إلى فجر يوم عرفة، والصحيح أنه يمتد إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق.

والتكبير المقيد من انتهاء صلاة عيد الأضحى إلى عصر آخر أيام التشريق.

والتكبير الجامع بين المطلق والمقيد من طلوع الفجر يوم عرفة، إلى انتهاء صلاة عيد الأضحى، والصحيح أنه إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق.

والفرق بين التكبير المطلق، والتكبير المقيد، أن المطلق مشروع كل وقت لا في أدبار الصلوات، فمشروعيته مطلقة ولهذا سمي مطلقاً.

وأما المقيد فمشروع أدبار الصلوات فقط، على خلاف بين العلماء في نوع الصلاة التي يشرع بعدها، فمشروعيته مقيدة بالصلاة ولهذا سمي مقيداً، والله أعلم.

ويسن الجهر بالتكبير، قال ا
2025/07/07 01:23:19
Back to Top
HTML Embed Code: