معظمنا يكافح في هذه الحياة ليس حُبّاً فيها.. وإنّما حُبّاً فيمن نُحبُّهُم.
مِن نعيم الدُّنيا الجلوس قبالة مَن تُحبّ، وجهًا لوجه، لأنَّ الوجه مَجمَع الحواس والحُسن، وهذهِ الجلسة اختارها الله تعالى لأهل الجنَّة، وعلَّل ذلك ابن عاشور فقال: وهذا أتمّ للأُنس؛ لأنَّ فيه أُنس الاجتماع، وأُنس نظر بعضهم إلى بعض، فإنَّ رؤية الحبيبِ والصديق تؤنِس النَّفْس.
التلطّف مع النساء، والرفق بهن دليل على اكتمال الرجولة، قال صلى الله عليه وسلم: ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
قَلِّلْ مِنْ الأَصْحَابِ وَانْتَقِ مُخْلِصًا، يدْنُو إِليكَ إذَا الجَمِيعُ تَباعَدُوا.
أيقنتُ أن خوفك على الذين تحبهم قد يفوق أحيانًا خوفك على نفسك، وأن لا شيء يُعادِل لحظة الطمأنينة التي تغمرك عندما تدرك أنهم بخير، إلى كل الذين نحبهم: كونوا بخير لأجلكم أولاً ثم لأجلنا، فإن ما يمسّكم يمسّنا، نعيذكم بالله من نوائب الدهر، وكوارث الزمن، ومن الشرور، والمساوئ، والأخطار.
وَتَدعو أنْ لا يكون طريقك وَعِرًا؛ لتَّنجو، فيكون وَعِرًا، وتَنجو! لتَعلمْ أَنَّ النَّجاةَ مِن الله، لا مِنْ الطَّريق.
الإنسان الذي يملك حياة كريمة لا وقت لديه للمكائد والدسائس، مكتفي بنفسه ومشغول بحياته، ومن لا حياة لديه يُحاول العيش على حياة الآخرين، مرةً بالتطفّل ومرةً بالمُناكفة والمُغايرة، لديه وقت كبير لأن يغيظ ويؤذي فيه غيره،أهل هذا السلوك تجدهم في كل مكان وزمان،تجنبهم لتبقى حياتك كريمة.
من أشكال العتاب الأنيق أن يُصبح التعامل رسميًا ومحدودًا بعدما كان عفوياً وتلقائيًا، وأن يُعاد ترتيب مكانة الشخص في قائمة المعارف، ولا يكون ذلك إلا بعد أن يلتمس الكريم العُذر لأكثر من مرة، وبعد أن يرى ما يكره وما لا يُكافئ ما يبذله من صدق وعطاء ووفاء.
متقلب الود لا يؤتمن، وفاضح السر لا يؤتمن.. ناكر الجميل لا يؤتمن، وكاسر الخواطر لا يؤتمن، ومن يأتيك وقت فراغه لا يؤتمن.. وإن لم تتخذ الحذر مما سبق فأنت على نفسك لا تؤتمن.
نحن نلمع بشكل إستثنائي حول من نحب، وننطفئ لو كنا حول الشخص الخاطئ، أنت لست شخصًا واحدًا، أنت دائمًا نتيجة تفاعل ما.