Telegram Web Link
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*.
🖋 د. بندر الخضر.
اليوم الثاني: يوم الجمعة 16/ ذو القعدة / 1445هـ.
الدرس الثاني: *تعريف الأضحية وبيان حكمها*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: تعريف الأضحية لغة واصطلاحاً: لغة: اسم لما يضحى به، أي: يذبح أيام عيد الأضحى.

اصطلاحاً: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام من الإبل أو البقر أو الغنم في يوم النحر وأيام التشريق تقرباًّ إلى الله تعالى بنية الأضحية.

وسميت بهذا الاسم نسبة لوقت الضحى؛ لأنه الوقت المشروع لبداية الأضحية.

*ثانياً*: حكم الأضحية: مشروعة بعموم الكتاب وصريح السنة والإجماع. قال تعالى: *{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}* [الكوثر: 2]، وقال تعالى: *{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
ولا خلاف في كون الأضحية من شرائع الدين.

وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة، وبَّوب الإمام البخاري في صحيحه: "باب سنة الأضحية" ثم قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: هي سنة ومعروف.

وبعض العلماء أوجبها فلا ينبغي لقادر تركها والرغبة عما ورد فيها من أجر وفضل.

*ثالثاً*: الحكمة من الأضحية.
في مشروعية الأضحية حكم كثيرة منها: التقرب إلى الله تعالى بها، وإحياء سنة نبي الله إبراهيم عليه السلام، والتوسعة على العيال يوم العيد وأيام التشريق، وإدخال الفرحة على الفقراء والمساكين، وشكر الله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.

*رابعاً*: تعظيم أمر الأضحية. ينبغي العناية بها فهي من شعائر الإسلام وقد قرنها الله في كتابه بالصلاة.

وإن العناية باختيارها من تعظيم شعائر الله قال تعالى: *{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}* [الحج: 32]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: تعظيمها: استسمانها واستحسانها. فيختار الأفضل والأسمن، وأخرج البخاري معلقاً ووصله أبو نعيم في مستخرجه عن أبي أمامة بن سهل رضي الله عنه قال: *"كنا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمّنون"*. وعند ابن ماجه وأحمد بسند صحيح ما جاء في وصف الكبشين من قول عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما: *"سمينين"*.

ومن تعظيمها: إظهارها؛ ولذلك فذبحها أفضل من الصدقة بثمنها، فالإنسان يحرص على تعظيم شعائر الله.

يتبع ....

سائلاً الله أن يتقبل من الجميع.

___
رابط قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
رابط قناة التليجرام.
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*(دروس فقه العشر)*
الدرس الثالث:
*"شروط الأضحية"* وفيه :
بيان ممّ تكون؟
وسنها المعتبر شرعاً،
وبيان العيوب المانعة من الإجزاء،
وبيان وقت الذبح ابتداءً وانتهاءً.
وفق الله الجميع.
___
رابط الدرس: https://youtu.be/DnqXS4wB5ak
*《برنامج فقه الحج》*
*للدكتور بندر الخضر*

فقه الحج في دروس قصيرة بأسلوب مبسط يجمع ببن المسائل والدلائل ويجيب عن كثير من الإشكالات التي تقع للحجاج ويكثر السؤال عنها..

◀️ الدرس الأول: *مسائل في حكم الحج:*
https://youtu.be/qn1T_TuJIBk

◀️ الدرس الثاني: *فضائل الحج:*
https://youtu.be/SLAGQ9GdtEg

◀️الدرس الثالث:*شروط الحج:*
https://youtu.be/sNBmTsDccuQ

◀️ الدرس الرابع: *تنبيهات مهمة لقاصد الحج:*
https://youtu.be/ZcVukr4duNs

◀️ الدرس الخامس: *أحكام الميقات:*
https://youtu.be/V_mjBmVqJC0

◀️ الدرس السادس: *أحكام الإحرام:*
https://youtu.be/OfbEvy1sEnA


◀️ الدرس السابع: *محظورات الإحرام:*
https://youtu.be/SmZkNac6pa8

◀️ الدرس الثامن: *أعمال أول أيام الحج (يوم التروية)*
https://youtu.be/p4Dnva9mEN8

◀️ الدرس التاسع: *أعمال يوم عرفة وليلة العيد*
https://youtu.be/qAsMwRR5jO4

◀️ الدرس العاشر: *أعمال يوم النحر (يوم العيد)*
https://youtu.be/ZG4PbjHmUMQ

◀️ الدرس الحادي عشر: *أعمال أيام التشريق وختام الحج:*
https://youtu.be/6CTptT0gPKc

أعمال زيارة المدينة النبوية.
https://youtu.be/-AapTkKcDis
*《دروس فقه العشر》*
الدرس الرابع:
*"بيان أحكام في ذبح الأضحية وتوزيعها"*

ببيان حكم امتناع المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر بعد دخول شهر ذي الحجة وهل يترتب على ذلك شيء
وبيان عدد من تجزئ عنهم البدنة والبقرة والشاة
وبيان ما يُشرَع عند ذبح الأضحية
والأفضل في الذبح
وآلة الذبح
وحكم بيع شيء منها أو إعطاء الجزار
وماذا يستحب في توزيعها؟.

وفق الله الجميع.
_____________
رابط الدرس:
https://youtu.be/ROjuv0ur7cw
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 11445هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الرابع: يوم الأحد 18/ ذو القعدة /
الدرس الرابع: *بيان أحكام في ذبح الأضحية وتوزيعها*، هنالك بعض المسائل المتعلقة بذبح الأضحية وتوزيعها التي يحسن بيانها وهي كالتالي:

*أولاً*: يُشرع للمضحي الامتناع عن الأخذ من الشعر والظفر بعد دخول شهر ذي الحجة حتى يذبح الأضحية ففي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِذَا رَأَيْتُمْ هِلاَلَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ»*، وفي صحيح مسلم عن أُمَّ سَلَمَة رضي الله عنها زَوْج النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلاَلُ ذِى الْحِجَّةِ، فَلاَ يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلاَ مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّىَ»*. وقد أجمع العلماء على أنه لا فدية على المضحي إذا أخذ من شعره أو أظفاره في عشر ذي الحجة، سواء فعل ذلك عمداً أم نسياناً، ولكن الذين أوجبوا الامتناع جعلوه آثماً وعليه التوبة والاستغفار.

*ثانياً*: تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة ففي صحيح مسلم عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.

*ثالثاً*: تجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثر عددهم: فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ.

*رابعاً*: تُشرَع التسمية عند ذبح الأضحية: فيضع رجله على صفحة عنقها ويقول: بسم الله، الله أكبر، اللهم هذا منك ولك سائلاً الله القبول. قال الله تعالى: *{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}* [الأنعام: 121]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}* [الأنعام: 118]، وفي المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَحَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.

*خامساً*: يستحب أن يذبحها بنفسه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكونه عبادة. وله أن ينيب غيره مع استحباب حضوره الذبح ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه *أن النبي صلى الله عليه وسلم نَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا غَبَرَ*. أي: ما بقي.

*سادساً*: يُشرع كون الذبح بآلة حادة وهو من إحسان الذبح الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح مسلم عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ ...، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»*.

*سابعاً*: يحرم بيع شيء منها حتى الجزار لا يعطيه الأجرة منها ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ عَلِىٍّ رضي الله عنه قَالَ: *أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لاَ أُعْطِىَ الْجَزَّارَ مِنْهَا، قَالَ: *«نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا»*. أَجِلَّتِهَا: جمع "جُلٍّ"، وهو ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه. وروى الحاكم والبيهقي بسند حسن عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ بَاعَ جِلْدَ أُضْحِيَّتِهِ فَلاَ أُضْحِيَّةَ لَهُ»*.

*ثامناً*: يستحب أن يأكل من أضحيته ويهدي ويتصدق. قال الله تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}* [الحج: 28]، وقال تعالى: *{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}* [الحج: 36]، وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَاحْبِسُوا أَوِ ادَّخِرُوا»*، وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«لِيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ»*.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
(دروس فقه العشر)
الدرس الخامس:
*في بيان فضائل العشر*، وفيه:

ذكر عشر فضائل مع ما يدل على ذلك من القرآن والسنة
وبيان أفضلية العمل فيها
وبيان الذي جعل لها هذه الأفضلية.

وفق الله الجميع.
_________________
رابط الدرس:
https://youtu.be/EQoU8YhFB80
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم الخامس: يوم الاثنين 19/ ذو القعدة.

الدرس الخامس: *بيان فضائل العشر ومكانتها*.
يمكن إجمال ما ورد في بيان فضلها فيما يلي:

*الفضيلة الأولى*: هي فاتحة أحد الأشهر الحرم التي خصها الله بالذِّكر وأكَّد على حرمة الظلم فيها فقال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}* [التوبة: 36]. وفي المتفق عليه عَنْ أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: *«إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ»*، وإنما سميت بالحُرُم لزيادة حرمتها، ولقد جعل الله فاتحة هذا الشهر عشرة أيام هي أفضل أيام العام.

*الفضيلة الثانية*: قسم الله بها: هذه العشر عظمها الله فأقسم بها في كتابه، وهو من أعظم ما يكون في بيان أهميتها وإيضاح مكانتها قال تعالى: *{وَلَيَالٍ عَشْرٍ}* [الفجر: 2]، وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الثالثة*: مدحه للذاكرين له فيها: هذه العشر هي الأيام المعلومات التي مدح الله الذاكرين له فيها فقال تعالى: *{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]. وهي عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين.

*الفضيلة الرابعة*: هذه العشر هي ختام أشهر الحج التي نص الله عليها في كتابه بقوله سبحانه: *{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}* [البقرة: 197]، قال الجمهور: ختامها هي عشر ذي الحجة.

*الفضيلة الخامسة*: هي العشر التي أتمها الله لموسى عليه السلام في قول كثيرين قال تعالى: *{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}* [الأعراف: 142]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "فالأكثرون على أن الثلاثين هي ذو القعدة، والعشر عشر ذي الحجة".

*الفضيلة السادسة*: هذه العشر هي أفضل أيام الدنيا فقد أخرج البزار بسند صحيح عَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ*، يَعْنِي: عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ». وجدير بكل حريص على الخير أن يعرف قدرها ويعطيها حقها من الاجتهاد في طاعة الله والإقبال عليه والتزود من أنواع البر.

*الفضيلة السابعة*: العمل الصالح فيها أفضل من العمل في سائر أيام العام: ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*، فيحرص الشخص على الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد، والحرص على الصيام.

*الفضيلة الثامنة*: اشتمالها على يوم عرفة الذي صيامه يكفر ذنوب سنتين ففي صحيح مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*.

*الفضيلة التاسعة*: اشتمالها على يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر وهو يوم الأضحى والنحر ففي سنن أبي داود بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ،»*.

*الفضيلة العاشرة*: ابتداء مناسك الحج الركن الخامس من أركان الإسلام في هذه العشر: حيث يتم الإحرام بالحج لدى غالبية الحجاج في اليوم الثامن من العشر الذي هو يوم التروية. ومعلوم مكانة الحج والعمرة في دين الإسلام وأن التقرب إلى الله بهما من أفضل الأعمال.
وبالجملة فقد امتازت عشر ذي الحجة بما لا يوجد في غيرها من الأيام باجتماع أمهات العبادة فيها من الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها، وإن المقصود من بيان فضل العشر هو الدعوة إلى الاجتهاد فيها بطاعة الله والتقرب إليه بأنواع العبادات من القيام بالواجبات، والتحلل من المظالم، وأداء الحقوق، والحرص على النوافل والمستحبات.

وفق الله الجميع.
___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*تيسير الزواج*

إن تيسير الزواج من نعم الله على بلدتنا وأبنائنا وبناتنا على مدى زمن طويل؛ مما يوجب الحفاظ على ذلك؛ بحفظ سنة التيسير والتسهيل في كل خطوات النكاح والبعد عن المباهاة والتكلف والمفاخرة وأفعال الشهرة في مراسيم الزواج وأعماله؛ فإن ذلك لا يجلب إلا الشر والبلاء لشبابنا وأجيالنا ويضع العوائق الكثيرة في طريق تيسير النكاح، وقد قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}* [الأنفال: 53]،

وإن من يسعى في تعسير الزواج، واختراع أشياء فيها إثقال على كاهل الزوج أو أولياء الزوجة، إنما يسعى في الإثم والوزر، ويسن السنن السيئة التي عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده.

ولقد جاءت النصوص الشرعية الكثيرة ترغّب في تيسير أمر النكاح وعدم المغالاة ففي المتفق عليه عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما أراد منه أن يدفع مهراً عند الزواج: *«التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»*، وروى أبو داود بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ»*، وفي رواية الحاكم والبيهقي بسند صحيح: *«خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ»*، وروى أحمد بسند صحيح عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا، ..»*، ثم من وسّع الله عليه إذا جاءت عنده وسّع عليها كما يريد قال تعالى: *{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ}* [الطلاق: 7]، دون أن يصبح ذلك من مراسيم الزواج التي يُذَم من خالفها، والتي لا نجني منها إلا وضع البذور الشائكة في طريق الأبناء والبنات في مستقبل أمرهم.

فعلى الجميع الاستمساك بسنة التيسير، وعلى كل واحد أن يفكر فيما تجلبه المغالاة على المجتمع من تعطيل للزواج وقلة الإقبال عليه، وما يجر إليه ذلك من فساد الأخلاق والوقوع في الحرام، وتفكك الأسر وخواء البيوت وعنوسة الفتيات، وغير ذلك من المفاسد والويلات والمصائب.

سائلاً الله أن يحفظ بلدتنا وسائر البلاد من كل شر وسوء وبلاء ومكروه.

🖋️ د. بندر الخضر.
*فاشقق عليه*

دعاء نبوي عظيم يدعو كل صاحب منصب ومسؤولية أن يستشعر هذه الأمانة، وأن يقوم بحقها ويسعى بكل جهد فيما يخدم البلاد وينفع العباد، والعمل على رفع المعاناة والتدهور، ودفع المشقة والضرر ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
(دروس فقه العشر)
الدرس السادس: *"العشر والقرآن"*، وفيه:
بيان كرامة الله لنا بالقرآن،
ومكانة التلاوة في سائر الأيام عموماً والأيام المفضلة خصوصاً
وذِكر ما ورد من الترغيب في تلاوة القرآن
وبيان ثمرة ذلك في الدنيا والآخرة
وبيان أجر التلاوة
وما ورد من الترغيب في التنافس في التلاوة
وشرط التلاوة المثمرة
________
رابط الدرس: https://youtu.be/qrCYj3dPdrA
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.

اليوم السادس: يوم الثلاثاء 20/ ذو القعدة.
الدرس السادس: *العشر والقرآن*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: أعظم كرامة أكرمنا الله بها هي القرآن الكريم، وينبغي أن نكرم أنفسنا بالإقبال على القرآن والقيام بحقه في مختلف الأوقات والأزمان، ونزداد إقبالاً عليه في مواسم الخير، وفي مقدمتها هذه العشر، فلتكن لنا أوقاتاً في هذه الأيام الفاضلة لتلاوة كتاب الله فهو من أعظم العبادات وأجلّ الطاعات.

*ثانياً*: إذا كان يستحب للإنسان الإكثار من الذكر فمن باب أولى القرآن الكريم الذي هو خير الكلام وهو يتضمن جميع الأذكار الفاضلة من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح؛ مما يستلزم الحرص على تلاوة القرآن عموماً، وفي مواسم الخير خصوصاً ومنها هذه العشر.

*ثالثاً*: جاء الترغيب الكثير في تلاوة القرآن فقال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}* [فاطر: 29، 30]، وقال تعالى: *{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}* [العنكبوت: 45]، وقال تعالى: *{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}* [الكهف: 27]، وقال تعالى: *{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ}* [النمل: 91، 92]. وفي صحيح ابن حبان بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: *«أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ»* قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زِدْنِي، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ نُورٌ لَكَ فِي الْأَرْضِ، وَذُخْرٌ لَكَ فِي السَّمَاءِ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: *«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»*، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: *«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»*.

*رابعاً*: إن تلاوة القرآن من أعظم أبواب كسب الحسنات؛ فإن في تلاوة كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها فقد روى الترمذي بسند صحيح عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لاَ أقول: ألم حَرفٌ، وَلكِنْ: ألِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»* إنها أرباح عظيمة، ورفعة عند الله تعالى ففي صحيح مسلم عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»*، وأخرج أبو داود والنسائي بسند حسن صحيح عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: *«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»*.

*خامساً*: ينبغي التنافس في تلاوة القرآن ففي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ»*.
فاجعل لك ورداً من كتاب الله في كل يوم من أيام العشر، وتكون هذه التلاوة بتدبر وحضور قلب حتى تحدث الأثر والثمرة وقد قال تعالى: *{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29].

وفق الله الجميع.
(دروس فقه العشر)
الدرس السابع:
*"أحكام التكبير في العشر"*،
وفيه:
بيان استحباب الإكثار من التكبير وأدلة ذلك
وبيان التكبير المطلق والمقيد، ووقت ابتداء وانتهاء كل منهما
وبيان صيغ التكبير
وبيان عظمة كلمة التكبير.

وفق الله الجميع.
________
https://youtu.be/XS-GePFcFkU
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (1)*، إن مما شُرِع للمسلم في هذه الأيام المباركة الإكثار من التكبير، وأحب بيان ما يتعلق بذلك فيما يلي:

*أولاً*: التكبير مشروع في أيام العشر بالنص وفعل الصحابة رضي الله عنهم والإجماع.

*ثانياً*: التكبير في هذه الأيام داخل في عموم الذكر المأمور به في قول الله تعالى: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*. والتهليل: هو قول: لا إله إلا الله. والتكبير: الله أكبر. والتحميد: الحمد لله.

*ثالثاً*: التكبير في العشر داخل في عموم العمل الصالح المرغّب فيه في هذه الأيام ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام»* يعني: أيام العشر. قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟ قَالَ: *«وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ»*.

*رابعاً*: كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على التكبير في العشر فقد قال البخاري في صحيحه بصيغة التعليق مجزوماً به ووصله غيره: *«كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وَكَانَ عُمَرُ رضي الله عنه يُكَبِّرُ فِي قُبَّتِهِ بِمِنًى فَيَسْمَعُهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ فَيُكَبِّرُونَ وَيُكَبِّرُ أَهْلُ الْأَسْوَاقِ حَتَّى تَرْتَجَّ مِنًى تَكْبِيرًا وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُكَبِّرُ بِمِنًى تِلْكَ الْأَيَّامَ وَخَلْفَ الصَّلَوَاتِ وَعَلَى فِرَاشِهِ وَفِي فُسْطَاطِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمَمْشَاهُ تِلْكَ الْأَيَّامَ جَمِيعًا، وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ تُكَبِّرُ يَوْمَ النَّحْرِ وَكُنَّ النِّسَاءُ يُكَبِّرْنَ خَلْفَ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيَالِيَ التَّشْرِيقِ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِد"*، وفي المتفق عليه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَهُمَا غَادِيَانِ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَةَ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: *كَانَ يُلَبِّي الْمُلبِّي لاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَيُكَبِّرُ الْمُكَبِّرُ فَلاَ يُنْكَرُ عَلَيْهِ*. وفي صحيح البخاري عن أم عطية رضي الله عنها قالت: *«كنا نُؤمَرُ أن نخرُجَ يوم العيد، حتى نُخْرِجَ البِكْرَ من خِدْرِهَا، حتى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيكبِّرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم، يرجون بركةَ ذلك اليوم وطُهْرَتَهُ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ: *كُنَّا نُؤْمَرُ بِالْخُرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْمُخَبَّأَةُ وَالْبِكْرُ، قَالَتِ: الْحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ*.

*خامساً*: وقت التكبير. إن التكبير في هذه الأيام على نوعين مطلق ومقيد، كما أن الناس فيها على صنفين حجاج وغير حجاج.

*سادساً*: التكبير المطلق لغير الحجاج يبدأ من أول شهر ذي الحجة إلى نهاية اليوم الثالث عشر، ودليله ما سبق من أدلة في الترغيب فيه ومطلق التكبير داخل في عموم العمل الصالح المرغب فيه في هذه الأيام.

*سابعاً*: التكبير المقيد لغير الحاج من صبح يوم عرفة وحتى آخر أيام التشريق ودليل ذلك فعل الصحابة رضي الله عنهم فقد ثبت من فعل عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم.

*ثامناً*: بالنسبة للحاج تكبيره المطلق كغيره حتى يحرم فيشتغل بالتلبية حتى يقطعها يوم العيد عند رمي جمرة العقبة ثم يكون كغيره مشتغلاً بالتكبير إلى آخر أيام التشريق. وتكبيره المقيد يكون بعد قطعه التلبية فتكون أول صلاة هي صلاة الظهر يوم النحر وآخرها صلاة العصر من آخر أيام التشريق. يتبع ...

وفق الله الجميع.
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام

https://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم السابع: يوم الأربعاء 21/ ذو القعدة.
الدرس السابع: *التكبير في أيام العشر (2)*.

*تاسعاً*: صيغة التكبير. لم ترد صيغة معينة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التكبير، وإنما وردت بعض الصيغ عن بعض الصحابة والأئمة والعلماء رحمهم الله جميعاً.

*عاشراً*: من صيغ التكبير أن يكبر مرتين: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد". أو أن يكبر ثلاث مرات: "اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إله إلا الله، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ولله الحمد".
ومنها: "اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا". ومنها: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر وأجل الله أكبر على ما هدانا". ومنها: "الله أكبر كبيراً الله أكبر كبيراً الله أكبر وأجل الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد". ومنها: "الله أكبر إله أكبر الله أكبر كبيراً".

*الحادي عشر*: تعدد الصيغ يدل على التوسعة في الأمر قال الإمام الشافعي رحمه الله: "وَالتَّكْبِيرُ كما كَبَّرَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الصَّلَاةِ: اللَّهُ أَكْبَرُ فَيَبْدَأُ الْإِمَامُ، فيقول: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ حتى يَقُولَهَا ثَلَاثًا، وَإِنْ زَادَ تَكْبِيرًا فَحَسَنٌ، وَإِنْ زَادَ فقال: اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا نَعْبُدُ إلَّا اللَّهَ مُخْلِصِينَ له الدَّيْنَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ صَدَقَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ فَحَسَنٌ، وما زَادَ مع هذا من ذِكْرِ اللَّهِ أَحْبَبْتُهُ غير أَنِّي أُحِبُّ أَنْ يَبْدَأَ بِثَلَاثِ تَكْبِيرَاتٍ نَسْقًا، وَإِنْ اقْتَصَرَ على وَاحِدَةٍ أَجْزَأَتْهُ". الأم للشافعي (1/241).

*الثاني عشر*: السنة رفع الصوت بالتكبير للرجال: فهو الثابت من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وفيه إظهار لشعائر الإسلام وتذكير للآخرين، وهو مجمع عليه، قال الإمام النووي رحمه الله: "يستحب رفع الصوت بالتكبير بلا خلاف". المجموع شرح المهذب، للنووي (5/39).

*الثالث عشر*: التكبير كلمة عظيمة في لفظها ومدلولها هي لفظة الدخول في الصلاة وشعار الانتقال بين أركانها، وبها ترتفع أصوات المؤذنين للإعلام بدخول وقت الصلاة، ويجب أن يستشعر الإنسان معناها العظيم فتضفي على روح صاحبها استشعار كبرياء الله وعظمته والخضوع له والتذلل قال تعالى: *{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}* [الحج: 62]، فاجعلوا الله هو الأكبر في كل أحوالكم، أقسموا به إذا حلفتم، واستشفوا بكتابه إذا اعتللتم، واستسقوه إذا أجدبتم، واحتكموا إلى شرعه إذا اختلفتم كما قال تعالى: *{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}* [الشورى: 10]، وقال تعالى: *{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}* [النساء: 65].

وفق الله الجميع.

___
قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
(دروس فقه العشر)
الدرس الثامن:
*"العشر والذِّكر والدعاء"* وفيه:

بيان ما ورد الحث عليه من الأذكار في العشر،
وما هو أفضل الذكر؟
والأجر المترتب على الأذكار، وثمرة ذلك
والتذكير بمكانة الدعاء، وعدم الغفلة عنه في هذه الأيام،
وذِكر شيء مما ورد في الترغيب فيه
وبيان شيء من ثمرته وأثره
ومزية الدعاء في يوم عرفة
ومزية الدعاء للصائم.
وفق الله الجميع.
______
https://youtu.be/cJLnyYxO69Q
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ.*
د. بندر الخضر.
اليوم الثامن: يوم الخميس 22/ ذو القعدة / 1444هـ.
الدرس الثامن: *العشر والذّكر والدعاء*. ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: ينبغي الإكثار فيها من التكبير والتحميد والتهليل فقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ؛ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ»*.

*ثانياً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: لا إله إلا الله، وهي خير القول وأفضل الذكر وأعظم كلمة في الوجود؛ فيكثر الإنسان منها ففي سنن الترمذي وابن ماجه بسند حسن عن جَابِر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ»*، وفي مسند أبي يعلى بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَكْثِرُوا مِنْ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا»*.

*ثالثاً*: ينبغي الإكثار في العشر من قول: الحمد لله، وفضلها عظيم ومكانتها كبيرة وأجرها جليل ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...»*.

*رابعاً*: ينبغي الإكثار في العشر من سائر الذِّكر فإن الله قد قال: *{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}* [الحج: 28]، وفي سنن الترمذي بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: *«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ»*، وفي الذكر مغفرة الذنوب وتحصيل الأجور وكسب الفلاح قال تعالى: *{وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [الأنفال: 45].

*خامساً*: من أعظم العبادات التي يحسن التذكير بها في هذه الأيام الفاضلة عبادة الدعاء، فالدعاء من أجَلّ العبادات وأعظم الطاعات، وقد سماه الله ديناً فقال تعالى: *{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}* [غافر: 65]، وأخرج الترمذي وابن ماجه بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ الدُّعَاءِ»*، وأخرج أحمد والترمذي بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ بِمِثْلِهَا»*، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *«اللَّهُ أَكْثَرُ»*.

*سادساً*: احرص أخي المسلم على الدعاء لنفسك ووالديك وإخوانك المسلمين بخيري الدنيا والآخرة؛ فإنه من أعظم العجز أن تتكاسل عن الدعاء مع يسر القيام به وعظيم أثره وثمرته فقد أخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ، وَأَبْخَلُ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ»*.

فلنكثر من الدعاء في هذه الأيام وبخاصة يوم عرفة ففي سنن الترمذي بسند حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ»*.

*سابعاً*: من كان صائماً في أيام العشر فإنه يجمع مع فضيلة الدعاء في العشر فضيلة الدعاء حال الصيام ووقت الإفطار، فدعوة الصائم مستجابة كما وردت بذلك الأحاديث وخاصة عند الإفطار.

وفق الله الجميع.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*(دروس فقه العشر)*
الدرس التاسع:
"صوم أيام العشر" وفيه:
بيان فضل التطوع بالصوم عموماً وفي العشر خصوصاً،
وبيان هل صامها النبي صلى الله عليه وسلم؟
وبيان بعض فضائل الصوم، وبيان تأكيد صوم يوم عرفة، والاجتهاد في أنواع من العبادات.

وفق الله الجميع.
__
https://youtu.be/7JlNH-pNjz4
*الدورة العلمية لأحكام العشر والعيد لعام 1445هـ*
د. بندر الخضر.
اليوم التاسع: يوم الجمعة 23/ ذو القعدة.
الدرس التاسع: *صوم أيام العشر والاجتهاد في العبادة*، ويشتمل على ما يلي:

*أولاً*: إن مما ينبغي في هذه العشر الحرص على النوافل والتي منها الصوم فصيام تسع ذي الحجة مستحب استحباباً شديداً؛ فصيام النبي صلى الله عليه وسلم لتسع ذي الحجة ثابت فقد روى أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عَنْ هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: *«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*، وهذا الإثبات لصيامه لها مقدّم على النفي الوارد في بعض الأحاديث.

*ثانياً*: جاء الترغيب في هذه الأيام في العمل الصالح وأنه أحب ما يكون إلى الله، والصيام من أفضل الأعمال الصالحة؛ فيكون مستحباً في هذه الأيام ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ،..»*.

*ثالثاً*: الصيام له فضائل كثيرة فهو حصن من الشهوات وخصه الله بباب من أبواب الجنة، والصيام وقاية من النار ففي المتفق عليه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وأخرج النسائي بسند صحيح عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ»*، الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة حين يكون الإنسان في أشد الحاجة إلى الشفاعة؛ فيحرص الشخص على جعل الصيام من عبادات هذه العشر.

*رابعاً*: إذا ظهر استحباب صيام الأيام التسعة عموماً فإنه يتأكد صوم يوم عرفة ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة؟ قال: *«يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ»*. فاغتنم يا عبدالله هذا اليوم وتعرَّض لنفحات رحمة الله، وأكثر من دعائه والتضرع إليه.

*خامساً*: ينبغي الحرص مع دخول العشر على تحصيل أنواع الأجور بالاجتهاد في أنواع العبادات؛ فهي أيام وتمضي وهذا هو حال السلف عليهم رحمة الله ففي سنن الدارمي بسند صحيح أن سَعِيدَ بْن جُبَيْرٍ رحمه الله (وهو راوي حديث العشر عن ابن عباس رضي الله عنهما) كان إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، فلا نقصّر في فريضة أو نتهاون في واجب، ولنحرص على النوافل والمستحبات من السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، والجلوس في المسجد للشروق وغير ذلك من أنواع العبادات.

*سادساً*: هذه العشر هي أيام معدودات فينبغي أن نجتهد فيها حق الاجتهاد، والواحد منا لا يعلم هل تعود عليه هذه الأيام وهو من أهل الوجود أو من أهل اللحود وقد قال تعالى: وقال تعالى: *{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}* [البقرة: 148]، وقال تعالى: *{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}* [الحديد: 21].

وفق الله الجميع.

___
قناة الواتس

https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
⬅️ *س/ بعضهم يقول: نحن نرى أن البلاد التي تقل فيها مهور النساء تكون نسبة الطلاق مرتفعة؛ لأنه يقول سيأتي ببدلها بسهولة ويسر. أليس الأفضل هو رفع المهر أو على الأقل وضع دفع مؤخّر في حالة أنه يطلق بدون سبب شرعي؟*

ج/ أخي الكريم اعلم رعاك الله أن قلة المهور ليست هي السبب في الطلاق، بل إن تيسير المهر وعدم المغالاة فيه من أسباب الوفاق والمحبة بين الزوجين واستجلاب البركة في الزواج؛ ولذلك رغّب الإسلام في تيسيره وعدم المغالاة ففي المتفق عليه عنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة لما أراد منه أن يدفع مهراً عند الزواج: *«التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»*، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا؟»* قَالَ: عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هذا الجبل"*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *"خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ".*

فالمهر ليس ثمناً للمرأة وإنما هو رمز احترام وتكريم لها، والمغالاة في المهور تجعل الزواج محفوفاً بالهمّ والعناء والضائقة المالية على الزوج من بداية زواجه وتحمّل الديون بل وتؤدي لتعطيل الزواج وقلة الإقبال عليه مما يجر إلى فساد الأخلاق والوقوع في الحرام وتفكك الأسر وخواء البيوت وعنوسة الفتيات وغير ذلك من المصائب.

وإن الاعتقاد بأن غلاء المهر أو اشتراط ضمانات مالية يحمي المرأة من الطلاق اعتقاد غير صحيح فالضمانات المالية لا تحقق السعادة الزوجية، ولكن حسن الاختيار وحصول الرغبة التامة بمن يريد الزواج بها؛ ولذلك أباح له الإسلام رؤية وجهها وكفيها في حضور محرم لها، أما كثرة المهر فلن تجلب الرغبة ولن تمنع غير الراغب في المرأة من طلاقها بل ربما آذاها وضارها وظلمها واضطهدها واتهمها بما ليس فيها حتى تفتدي منه وتطلب الخلع وتدفع المهر الذي سلَّمه كما يحصل في كثير من الأماكن، وربما أبقاها في عصمة نكاحه تفكيراً فيما دفع ولكن يبقيها لا متزوجة ولا مطلقة، فالمحبة والرغبة هي التي تستدعي القيام بالحقوق لا المهر الكثير، والمشروع هو تزويج مرضي الدين والخلق إن أحبَّ المرأة أمسكها بمعروف وإن أبغضها سرَّحها بإحسان.

ويحسن في هذا المقام توجيه نصيحة للأشخاص الذين يستهينون بأمر الطلاق بأن يتقوا الله في أنفسهم ويعلموا أن النكاح ميثاق غليظ وأن يستوصوا بالنساء خيراً؛ فإنهم أخذوهن بأمان الله واستحلوا فروجهن بكلمة الله وقد قال تعالى: *{وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}* [النساء: 19]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *« لاَ يَفْرَكْ* أي: يبغض *مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ»* . أَوْ قَالَ: *«غَيْرَهُ»*.

وإن التلاعب بالطلاق والاستهانة بأمره تلاعب بكتاب الله وهو يُعرّض لغضب الله ويستجلب سخطه ففي سنن النسائي بسند حسن عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا، فَقَامَ غَضْبَانًا ثُمَّ قَالَ: *«أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟»*.

فالحذر من مخالفة الشرع في أي أمر ومن ذلك النكاح والطلاق.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر
_______
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
2024/06/01 07:19:21
Back to Top
HTML Embed Code: