‏لا أعرفُ علمًا أسهلَ من العروض، ولا أصعبَ منه.

.
الأنثى على سجيّتها أرقُّ مخلوق، ولقد أجادَ الشّاعرُ حين قال:

​ســلَّــمَ اللهُ الـتـي لـو شَــكَّــهــا
عـودُ ريـحـانٍ عـلى سَهـوٍ بَكَـتْ :)
.

.
‏لا يُعجبُني أنْ أرى الشّابَّ ناعمَ المظهر، رَخوَ الحركات، غضَّ الإهاب. مثلُ هذا بشعٌ في الرّجال، بل هو خارمٌ في الرّجولة، غريبٌ عنها؛ لأنهُ يناقضُ الفطرةَ والطّبعَ من شدّةِ النّفسِ والرّصانةَ في الهيئة. الرّقّة واللّيونة تليقُ بالنّساءِ فقط؛ لأنّها جِبِلّةٌ فيهنّ، مُستملَحَة منهُنّ، بل يقبُح بالفتاةِ أن تخلوَ من ذلك.
.

.
ليس من المروءةِ -ومن غيرِ المحبّب- الرّدُّ على من بعثَ إليك برسالةٍ مطوّلةٍ أرادك لها، وكلمةٍ مسهبةٍ خصّك بها؛ بردٍّ قصيرٍ مبتورٍ فاتر، أو رمز تعبيريٍّ بارد، خاوٍ من المعنى، خالٍ من المشاعر؛ فإن في ذلك كسرًا للنفوس، وحطْمًا للخواطر، وهو مجلبةٌ لسيّئ الظنون، ومدعاةٌ إلى الإعراضِ عنك، والزّهد بك. ليس عُذرًا مقنعًا الزّعمُ بأن وقتك ضيّق، أو أنّك لست فصيحًا فيتعذّر عليكَ مكافأة من محَضَكَ ودّه في كلماتِه، إذ يسعك الرّدُّ بالرّدِّ الموجزِ بلا إخلال، الصّادقِ المفعمِ بالامتنان، فالكلمات الحيّة التي تنبع من القلبِ تعرف سبيلَها إلى القلب، وإن صدرتْ من أعيى النّاسِ لسانًا.
.

.
‏"فوتُ الحاجةِ خيرٌ من طلبِها من غيرِ أهلِها".

أبو عليّ القاليّ.
.

.
النّصيحةُ بقصدِ التّعيير أو الانتقام أو التّشهير خصلةُ سوءٍ، لا تليقُ بمؤمنٍ سليمِ القلب.

قال أبو نـواس:
لو كـان لومُكَ نُـصحًا كـنتُ أقبَلُه
لكنَّ لـومَك مـحمولٌ على الحَسَدِ

وقال الأخطل الصّغير:
أدهَى النّصيحةِ ما يأتيكَ مُرتديًا
ثَـوبَ الصّـداقةِ تـضليلًا وتـمويهَا
.

.
"الصّديقُ لا يراد ليؤخذَ منه شيءٌ، أو ليُعطى شيئًا، ولكن ليُسكنَ إليه، ويُعتمدَ عليه، ويُستأنس به، ويُستشار في المُلِمّ، وينهضَ في المُهِمّ".

أبو سُلَيمان المنطِقيّ.
.

التّغابي أداةٌ مِن أدواتِ الذّكاء.

.
خُذْ -يا إلهي- بمجامعِ قلبي حتى لا أحزن، وانثرْ في جنباتي اليقينَ حتى أطمئِن، واعصِمني من داء نفسي، وشرّ الشّّيطان، ومنقلب السّوءِ، يا إلهي!

الصّالحونَ بالرّضوان راحوا، والتّائبونَ إلى حِلمك ارتاحوا، وأنا مركبي عاقر، وسبيلي عاثر، وقدمي زلَّى، ولا حول ولا قوّة لي إلّا بك.
.

.
‏يا ربّ:
"أعِنّي على نفسي، فنفسي عصيّةٌ
وصَـبري عـليـهـا واهـنٌ مُـتراخـي!".
.

.
إيّاكَ أن تمكّن أحدًا من رسمِ صورِ الآخرينَ في نفسك؛ فإنَّ الصّورَ المستعارة تأتي ملائمةً لنفوسِ أصحابها، مصبوغةً بأهوائهم، ممزوجةً برغباتهم ونزعاتهم في فهمِ الحياة. كُن حُرًّا، وفي علاقاتك مُستقلًّا، ترى النّاسَ بعينك، وتحكُم عليهم بعقلِك، وتُعاملُهم بمبادئِك، وتنزلهُم منازلَهُم بنفسِك!
.

تطبيق فصلِ الموسيقا عنِ الصّوت، وبالعكس.
وهاته تجربةٌ له، وقد أعجبني!

.
أتعبُ النّاسِ معاشرةً، مَن يجعلُك في دفاعٍ دائمٍ عن أفكارِكَ وآرائك، ويُجهدك في تبريرِ مقاصدِك ورغباتك، لا يعرفُ مُعجمُ أخلاقِه شيئًا اسمه الحلم والتّغافُل، ولا يجيدُ في تعامُلِه غيرَ التّدقيقِ والتربُّص، فمَن بلغتْ علاقتُك معه إلى هاته الآفة؛ فعُدَّهُ عطسةً خرجت منك وقُلتَ: الحمدُ لله!
.

.
في المُسلمينَ شِرذِمَةٌ غريبة، يُشعِرُكَ واحدُهُم بأنّه أحد أفراد الجيش الأمريكيّ، ويُداهمُك خيالٌ بأنه لا يأنف أن يكونَ ماسحَ أحذيةٍ أمامَ البيت الأبيض، أو البنتاغون. لديه خللٌ في تركيبتِه الجينيّة؛ يكاد أن يدعوَ لأمريكا بالنّصر في صلواتِه الخمس!

نعوذُ باللهِ من عَمى البصائرِ ونكول العقول!
.

.
كتبَ أحدُهم على غُبار سيّارتي: "أميرُ الحكمة"، ولا أدري مَن هذا الذي كتبها، أهو طالبٌ مُعجَب؟ أم هو عابثٌ من إخوتي؟ وما هاته الحكمةُ التي رآها؟ ولِمَ أمّرني عليها؟ وعلى أنّ صنيعه عجيبٌ طريف، لكن أعان الله هاته الحكمةَ التي كانت ضالّةَ عباد الله يطلبونها فيؤمّر عليها إيهاب بين ليلةٍ وضُحاها :)
.

.
قال مُتمّمُ بن نويرة في الرّجُلِ الذي لا يملكُ من الرّجولةِ إلّا رسمَها، وهم كثيرٌ، وقد امتلأت بهم الدُّنيا:

وبـعضُ الـرّجـالِ نـخلـةٌ لا جـنَى لها
ولا ظِـــلَّ، إلّا أن تُـعَــدَّ مِـنَ الـنّـخـلِ
.