لفت نظري حساب هذا الأخ على تويتر، حمزة مصطفى أبو توهة. وسنضع لكم تعليقه هو على صورة القراءات العشرة.

انظر إلى هذه الهمة وإلى هذا العيش مع القرآن وعلوم اللغة!!
أيها الآباء، أيها المعلمون، فلنتعلم من هذه الهمة ولندرسها لأبنائنا.
فرج الله عنك أخي حمزة وأعاننا على نصرتكم.

يقول الأخ حمزة:
"هذا بيتي، خيمة تكاد تكون فرنًا ملتهبًا، أحاول جاهدًا أن أتنفس أو أتحرك بشكل صحيح، لا يكاد بحر العرَق يفارقني، لا يخفف عني فيها إلا ذلك الطالب النشيط الذي أعلِّمه القراءات العشر، ولا يُذهب عن نفسي ضنك العيش إلا تلك التوجيهات النحوية والصرفية والبلاغية واللغوية لكل وجه من وجوه هؤلاء القرّاء، ساعةٌ كأنني معها في جنة أو كأنني في عالم غير هذا العالَم، أشتاق إلى الحياة وأشتاق إلى ما يليق بكل إنسان!"
قال الله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)
وقال نبينا ﷺ: (نَحْنُ الْآخِرُونَ الأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
هذه الأمة لا ينقطع فيها الخير وستبقى خير الأمم إلى يوم القيامة. والشواهد على ذلك مستمرة تُفرح المؤمنين وتغيظ الأبعدين، ويسعون إلى طمسها وإخفاء معالمها.
فلا تطلقوا عبارات اليأس من الأمة ففيها واللهِ خير كثير كثير.
عبر السنوات الماضية بدأت أفغانستان تتعافى بعد 20 عاماً من التدمير..
تنشطت فيها الصناعة والزراعة، وبنيت فيها الجسور، وتم القضاء على الإدمان وزراعة المخدرات..
رغم الحصار الخانق الذي تعيشه، ورغم استيلاء الولايات المتحدة في عهد بايدن على 7 مليارات دولار من الأموال الأفغانية.
الآن: الرئيس الأمريكي يقول: أريد استعادة قاعدة باغرام الجوية (في أفغانستان). لقد كانت لحطة خروجنا منها أكثر لحظة مهينة في تاريخ هذا البلد (أمريكا). إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة باغرام إلينا فستحدث أمور سيئة.
وكما يقول أحد الإخوة:
"وهنا تأتي العبرة لكل مَن يستهزئ بواقع الأمة ويُحمّل المسلمين وحدهم وزر التخلف: انظروا من يحتكر أسباب القوة ويمنع الآخرين من النهوض!
إن تخلف بعض بلادنا لم يكن وليد ضعف فطري أو قصور ذاتي، بل نتيجة سلاسل طويلة من الاستعمار والهيمنة، حيث تُستنزف الخيرات وتُكسر الإرادات ويتدخل الغرب لعرقلة أي حكم مستقل ينهض بالبلاد."

نسأل الله أن يسلم أفغانستان من كل سوء وأن يفرج عن المسلمين أجمعين.
من يريد معرفة ما كانت عليه أفغانستان قبل انسحاب القوات الأجنبية منها فليتابع كلمتنا: "ماذا خسر الأفغان بخروج الاحتلال؟" وهو عنوان "هزلي".
Forwarded from MedOne Academy
🔹من قلب غزة المحاصرة .. بحث علمي تحت إشراف MedOne Academy عن صمود النقاط الطبية .. يُنشَر في مجلة:
PLOS Global Public Health
💠

...

العام الماضي طلب زميلان من غزة التعاون مع MedOne Academy في العمل على بحث علمي، وهما د. علي الشواف، والذي لا زال مقيما حتى اللحظة في غزة، و د. عمر النجار، والذي كان قد عمل في غزة كطبيب ثم غادرها.
تفاجأت الأكاديمية بهذه الهمة العالية على الرغم من الظروف الصعبة، وأحبت أن تلبي هذا الطلب لزملائنا 🟢

وبالفعل بدأ العمل بإشراف كل من د. إياد قنيبي بروفيسور علم الأدوية في MedOne Academy و د. إياد سلطان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الحيوية في مركز الحسين للسرطان

وتم اختيار موضوع:
Resilience Amid Chaos: the Role of Gaza Medical Points
"الصمود وسط الفوضى: دور النقاط الطبية في غزة"

وتم قبول البحث ونشره في مجلة Plos Global Public Health، ليكون باكورة الأبحاث التي تُنشر ضمن برنامج الإشراف البحثي للأكاديمية
(ورابط البحث مرفق بالأسفل 👇🏻)

يتناول البحث فكرة النقاط الطبية، وهي وحدات يشغلها العاملون في المجال الطبي في غزة لتقديم الخدمات لأهل القطاع وسط انهيار النظام الصحي واستهداف المستشفيات. ويشرح النقص الذي تعانيه في البنى التحتية والخدمات والأجهزة والأدوات والأدوية، كما يتناول بعض المقترحات لمساعدة هذه النقاط عن بعد من قِبل أصحاب التخصصات الطبية.
الوضع الآن أصعب مما كان عليه وقت ملء بيانات البحث. ونسأل الله لإخواننا في غزة فرجا قريباً.

🔺رابط البحث:

https://journals.plos.org/globalpublichealth/article?id=10.1371/journal.pgph.0005073

..
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
👆 تشرفت بالإشراف على هذا البحث وبأن كنت الcorresponnding author له، والذي تم بهمة عالية من الزملاء من غزة فرج الله عنها وأعاننا على نصرتها.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
كلمة قائد الجيش الأفغاني "فصيح الدين فطرت" رداً على تهديدات ترمب بشأن قاعدة باغرام الجوية.

رد شبيه بردهم على بوش قبل واحد وعشرين سنة، حاول حلف الناتو خلالها القضاء على حركة طالبان، تركيعها، شق صفها، هزيمتها، جَعْلَها تستسلم..
لكنه باء بالفشل وخرج من أفغانستان يجر أذيال الخيبة والهزيمة.
اختبار آخر يتعرض له أهلنا في غزة:
يعرض الاحتلال على بعض العوائل: ابقوا في منازلكم، لن نقصفها ولن نتعرض لكم. تمتعوا بالأمان. كل المطلوب منكم أن تشكلوا ميليشيا متعاونة معنا.
وإذا لم تفعلوا، فالقصف والتدمير والقتل والتشريد.
أنتم أصحاب القرار: إما أن تبيتوا في بيوتكم آمنين، أو الإبادة.
قامت عوائل (بكر) اليوم باختيار الخيار الثاني: أن تحافظ على دينها وأمانتها وكرامتها مهما كلف من ثمن.
فانهالت الصواريخ على المربع السكني الذي تقطنه هذه العوائل، وارتقى عدد منهم رحمهم الله وتقبلهم.
اختبار من نوعٍ جديد..يُخَيَّر فيه الغزي أن يحافظ على حياته، ويتمتع ببعض "الميزات" والدعم..ويوضع فيه الإيمان على المحك. ولا ينجو من الانزلاق إلا من ينجيه الله.
اللهم ارحم إخواننا وأعنا على نصرتهم وانتقم من كل من شارك فيما يحصل لهم.
اليوم، نشرت الـ CNN "بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة"، وكان مما جاء فيها:

9. ستُحكم غزة بموجب حكم انتقالي مؤقت للجنة فلسطينية ... وستتكون هذه اللجنة من فلسطينيين مؤهلين وخبراء دوليين، تحت إشراف هيئة انتقالية دولية جديدة، وهي "مجلس السلام"، والتي سيرأسها الرئيس دونالد ترامب، مع أعضاء آخرين ورؤساء دول سيتم الإعلان عنهم، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق توني بلير،

18. سيتم إطلاق عملية حوار بين الأديان، قائمة على قيم التسامح والتعايش السلمي، سعياً لتغيير عقليات وتصورات الفلسطينيين والإسرائيليين، من خلال التأكيد على منافع السلام.

ما قرأتَه أعلاه حقيقي، لا أمزح..وأنت صاحي، مش نايم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
"ماسكة المصحف بإيدَيّ وسناني"

أرسل لي صديق بمنشورين: الأول عن الترويج في أحد أغنى بلاد المسلمين للتفاهة والفسوق والعصيان، وبمال المسلمين!
والمنشور الثاني عن هذه الخالة، أم حاتم..
ولك أن تتصور أن ثروات المسلمين ينفقها أكابر مجرميها على الفسوق في الوقت الذي تعاني فيه هذه الشريفة العفيفة الصابرة المحتسبة فيما نحسبها.
وأحسب أن الحذاء القديم الملقى بجاني الخالة أم حاتم في المقطع أنفع وأهم من المنافقين والمتآمرين وأعداء الدين.
لكن هذه هي الدنيا، دار بلاء لا دار جزاء، وكما ذكَّرتْ الخالة نفسها بحديث (لو كانت الدنيا تزِن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة ماء).
وننقل لكم تعليق قناة متراس على تلغرام، والتي نقلنا منها هذا المقطع:
في قحل الإبادة وصحراء الدمار والخراب كان القرآن حقًّا "ربيع قلب" أم حاتم، تسودّ الدنيا في عينيها من شظف العيش وقسوته ثم ينشرح صدرها بتلاوة القرآن غيباً يجري على لسانها كما الماء، بيديها المرتجفتين تحتضن مصحفاً أبلته الحرب والنزوح كأنه حبل نجاتها وتقرأ القرآن بصوتٍ متهدج تهتز له الجوارح.. درسٌ عن القرآن والأنس به من أمنا الفاضلة..

مقابلة: عمر زين الدين
تصوير: عيسى رضوان
في مثل هذا اليوم، ساءت وجوهٌ، وثَبَتَ أن ما ظنه الناس مستحيلاً ليس بمستحيل، وإنما هي عوائق تحتاج عملاً دؤوباً لإزالتها عن طريق العزة.
ثم عبر عامين، عمل مَن ساءت وجوههم على طمس ذكرى العزة وغَسْلها من الذاكرة بشلالات دماء العُزَّل، وأرادوا حرق هذه الصفحة من التاريخ بمشاهد التحريق والتمزيق..وهذا شأن الجبناء!
وجنباً إلى جنب، عملت معهم أبواق النفاق على حَرف الحقد والنقمة عن المجرمين ليتوجه إلى الصف الداخلي بيننا نحن المسلمين، ليلعن الناس كل طالب عزة، وتُقتل فكرة مدافعة الباطل في نفوس الأجيال.
عامان كاملان..730 يوماً!!
رغم ما فيها من أسىً وألمٍ وقهرٍ، إلا أن رب العزة أقامها شاهدةً على أن قوى الأرض كلها مقهورةٌ تحت سلطانه، مربوبةٌ لا تخرج عن إرادته، وليست آلهة تفعل ما تشاء. فها هي تقف عاجزة -لسبعمائة وثلاثين يوماً !!- عن أن تستخرج من تريد استخراجهم من بقعة صغيرة كحي من أحياء مدينة..
تقف عاجزة عن أن تكسر إرادة ثلة قليلة مستضعفة لا حيلة لها ولا مدد ولا معونة من أهل الأرض..
(وهو القاهر فوق عباده)..
فلا تدَعوا خطط أعدائكم تَنْفُذُ فيكم..لا تدَعوهم يغسلون الدروس والعبر من ذاكرتكم..لا تدَعوهم يكسرون نفوسكم لتضعوا أيديكم في قيودهم طائعين منقادين لهم من جديد.. ولا تنشغلوا بالجدل والتلاوُم فيما بينكم..ولا تدَعوا إخوانكم وحدهم منسيين مخذولين..
فإنما هو اختبار لأهل الأرض أجمعين..وقد جعله الله اختباراً طويلاً، يسقط فيه من يسقط، ويهلك فيه من يهلك، وينجو فيه من عمل بقدر وسعه وطاقته..
وغداً يرجع الجميع إلى الله..(ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون)
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
—————————————————-
ملاحظة: نُذَكر بأن الأصل في المسلمين أن يعملوا بالتاريخ الهجري (القمري)، وعليه يكون قد مر على الذكرى عامان واثنان وعشرون يوماً تقريباً.
لا نأمَنُ من الغدر، لكن يجب ألا يمنعنا هذا التوجس من أن نتفكر في الأحداث ونأخذ منها العبر:

عبر عامين، صمدَت ثلة قليلة العدد بِدائية العُدة مُتآمر عليها مع أن ما صُب عليها يكفي لتفتيت جبال..(وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).

عبر عامين، كانت هناك محاولات لتجنيد ميليشيا عميلة لتطعن إخواننا في ظهورهم ولينقلب أهل غزة على أبنائهم..وعرضت إغرءات كبيرة عمن يبلغ عنهم..وفشلت عامة هذه المحاولات ورُد كيدهم في نحرهم.

وظهرت قوى العالم ذليلة حقيرة عاجزة عن نيل مرادها وتركيع هذه البقعة الصغيرة.. بحجم حي من أحياء مدينة! في حدث تاريخي أقرب إلى الخيال!

ظهرت قوى العالم على حقيقتها مفضوحة الكذب ساقطة القيم ممتهنة للإنسان..
وإذا نالت شيئا في المستقبل فلا يتوقع أن تناله إلا بالغدر والتحايل!

فليهنأ كل من دعم غزة بما يستطيع، فهو شريك في هذا الصمود المعز للمسلمين، المذل لأعداء الدين.

وسلام عليكم يا كل من صبر واحتسب من أهل غزة، من رجالها ونسائها وشيوخها وعجائزها وأطفالها.

وفرج الله عنكم إخواننا الأسرى، وجبر الله كسركم وخفف عنكم وأعظم أجركم أيها الجرحى والمصابين والأرامل واليتامى والثكالى والنازحين.

ولعنة الله على كل من تآمر وخان وغدر ومن أراد بكم سوءا.

وأعاننا الله على نصرتكم نصرة يرضى بها عنا ويقينا بها سخطه ويرفع عنا بها إثم الخذلان.
#لا_بد_من_تنفيس
#غزة
تنويه مهم بخصوص ما أكتبه حول الشريعة:

كثيرا ما يواجَه ما أكتبه حول الشريعة والدولة بمقولة واحدة لا تكاد تتغير: "فلان من الحكام لا يستطيع الآن تطبيق الشريعة فالتحديات كبيرة والضغوط الدولية حاضرة والمجتمع مرهق والاقتصاد هشّ.. إلخ".

ولا يكاد ردّ فعل بعض القرّاء يخرج عن هذا.. وكأنّهم في حالة تحفّز ضدّ أي استعداء لمن يحبّون ويوالون.. والقضية أوسع من هذا، فلم تكن دعوتي يومًا مرتبطة بمناكفة شخص أو فصيل أو حكومة، بل هي من باب البيان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أتعبّد لله بأدائه.

إنّ حديثي عن قضية الشريعة هو من باب تصحيح المفاهيم حولها، فنحن لدينا مأزق كبير في فهم الشريعة وتطبيقاتها في الواقع والدولة، وفي فهم نطاقها ومجالاتها، وفي فهم حقيقة ارتباطها بالتوحيد.. وهذا المأزق في الفهم هو أحد أبرز العوائق دونها. ولهذا أتناولها في كل مرة من جوانب مختلفة، تفاعلًا مع الأحداث والوقائع والتصريحات لبثّ الوعي بخصوصها.

فإذا كنا ننطلق من فكرة أننا غير قادرين اليوم على إقامة الشريعة بشكل شامل بسبب عجزنا وضعفنا، وبسبب عدم وضوح قضية الشريعة لدى المجتمع، فإنّ الواجب البديهي الطبيعي أن نقوم بواجب البيان ونعرّف الناس بقضية الشريعة ونبثّ مفاهيمها بينهم ونربّي الأجيال عليها لتصير رأيًا عامّا لديهم، وغاية يسعون إليها.. أمّا أن يكون كل حديثنا عن الشريعة هو ترديد مقولة الضعف والعجز فحسب ثم نغلق الكتاب، بلا دعوة ولا بيان ولا رؤية ولا مشروع.. فهذا من الخذلان والله المستعان!

بل إنّ بعض تلك الاعتراضات التي أراها كلما كتبت شيئا عن الشريعة تؤكّد لي أننا وصلنا إلى مدى مؤسف من الجهل بخصوص فهم قضيتها. فهناك الكثير من الفهم السطحي لها ولمظاهر إقامتها في المجال العام، بل هناك عدد لا بأس به من النخب الشرعية والمثقّفة ثقافة إسلامية، وبعضها يمارس الدعوة ويكتب عن الإسلام، تحمل تصوّرات غائمة أو مغلوطة عن الشريعة، فبعضهم يرى أنّ الشريعة مطبّقة في بلادنا، وبعضهم ينظر إلى أمور فردية وشعائرية هي الدليل عنده على تطبيق الشريعة وعدم التقصير فيها!

من أجل ذلك كله أرى وجوب الحديث عن الشريعة وتوضيح مفاهيمها في كل محفل، وإحيائها في عقول المسلمين وقلوبهم، وتناول الماجَريات بمعيارها لتعويد المسلمين الذين غابوا عن آفاق الشريعة طويلا على قياس الأمور بمعيارها والعودة إلى مرجعيّتها دومًا، مع العمل على تطوير رؤى شرعية تواكب تحدّيات الواقع واحتياجاته.

وكل ذلك للاقتراب من إقامة دين الله في الأرض في جميع المجالات، فلا يوجد واجب أولى من العمل على هذا، فهو رسالة الإسلام وصلب دعوته، وهو من إخلاص العبودية لله؛ حقيقة هذا الدين والغاية التي من أجلها خلق الله الخلق وأرسل الرسل. ولا يوجد واجب أو مهمة أو عمل دنيوي مقدَّم عليه، بل كل عمل دنيوي من الأعمال العامة ينبغي أن يصبّ في صالحه ويؤول إليه، والغافل عن هذا يحتاج أن ينبَّه والله الموفق.
اللهم تقبل عبدك صالحا الجعفراوي
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد
اللهم انتقم من قاتليه وممن استعملوهم واشف صدورنا منهم
هذه الصورة تاريخية بكل معنى الكلمة!
الأصدقاء الأربعة أعضاء الوحدة ١٠١، يلتقون أحرار بعد ٣٣ عاما، بعد قصة حافلة بالتفاصيل المذهلة.
كانوا محكومين بمؤبدات، ولم يكن في الأفق أي أمل للإفراج عن أي منهم، فضلا عن الإفراج عنهم جميعا والتقائهم معاً!
في المقابل، هناك أسرى إسرائيليون سعت قوى العالم لاستخراجهم أحياء ولم تتمكن..
في هذه المفارقة العجيبة يتجلى قول الله تعالى (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2))
وقول النبي ﷺ:
(وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)
لا يكون في هذا الكون إلا ما أراده رب الكون.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21))
طاقم مؤلف من فِرَق بحث أمريكية بالإضافة إلى ثلاثة بلدان "مسلمة" يقومون الآن بمهمة في غزة، ألا وهي:
البحث عن بقايا الأسرى الإسرائيليين تحت الركام، وإحدى هذه البلدان قدمت ما يلزم من معدات هندسية لذلك.
هل تعلم ما معنى هذا الكلام؟ يعني ليس ما يعنيهم هو عشرة آلاف مسلم مفقودون تحت الركام، وإنما بقايا بضعة إسرائيليين.
ولك أن تتصور إذا مرَّ أحد هؤلاء بجثمان امرأة محجبة (إذاً فهي مسلمة)، أو رجل ملتحٍ بلا طاقية (إذاً مسلم)، فلن يكون هذا هو الكنز الذي يبحثون عنه..ولك أن تتصور كيف سيتعاملون حينها مع أجساد إخواننا التي ربما سيتم التخلص منها بأي طريقة حتى لا يتعطلوا عن هدفهم!
هذا الخبر نقلَته The Times of Israel عن القناة الثالثة عشرة.

والله نحمد الله أن هناك آخرة تُنصب فيها الموازين القسط ويعطى كلٌّ فيها وزنه الحقيقي، ويحشر فيها المتكبرون أمثال الذر (أي النمل الصغير) يغشاهم الذل من كل مكان.
ونحمد الله أن هذه الدنيا ليست نهاية القصة لإخواننا وأخواتنا الذين ارتقوا ولا تعبأ بهم دول العالم.
اللهم نصرة لإخواننا ترضى بها عنا وترفع عنا بها إثم الخذلان.
اطلعت على مقابلة مع الأسير المحرر ناجي الجعفراوي شقيق صالح الجعفراوي رحمه الله وأحسن إليه وتقبله في الشهداء. المقابلة مؤثرة جداً وحافلة بالمعاني العظيمة التي تعيشها هذه العائلة الحافظة لكتاب الله، وتُهَيج ذكرى الشاب الطيب المحبوب صالح، وتعرض جانباً من رحمته وحنانه على بنات أخيه ناجي حين كان مغيباً في سجون الاحتلال.
ثم يتكلم ناجي عن حياته وإخوانه في السجن مع القرآن بكلام عجيب..ويحلف أنه لم يعش مع القرآن ولم يعرف لذة القرب من الله إلا في السجن! مع أنه يحفظ القرآن ويؤم في المساجد قبلها لسنوات طويلة.
يتكلم ناجي عن نماذج من أسرى كان أحدهم لا يعرف الصلاة ولا يحفظ ولا حتى سورة الفاتحة، ثم هذا الأسير هو هو ذاته بعد شهور يقوم الليل بخمسة أجزاء يقرؤها في ركعتين!
ويتكلم عن إخوان له في الأسر ما عرفوا الله إلا في السجن فأصبح كل همهم ليس أن يخرجوا من الأسر بل: "يا رب اغفر لنا تقصيرنا فيما مضى"!
يتكلم ناجي عن لذة العشر الأواخر من رمضان في السجن إلى درجة ان بعض الأسرى كان يقول: "إذا خرجنا فليتنا نعود إلى الزنازين في العشر الأواخر من كل رمضان ثم نخرج"!!
يتكلم عن دورات تعليم القرآن والفقه في السجن وعن فرحته الغامرة يوم يعطي لأخ أسير معه في السجن السند المتصل بالقرآن إلى النبي ﷺ.
وعن الكثير غيره من معايشة القرآن ولذة الأرواح به.
هذا كله على الرغم من أنهم كانوا يتعرضون أحياناً لصنوف من التعذيب والتنكيل.
هنا يتجلى شكل من أشكال رحمة الله تعالى الذي إذا شاء أن يوصل رحمته لأحد من عباده أوصلها، ولم تمنعها جدران السجون وقضبانها، ولا القيود في الأيدي والأرجل، ولا صنوف العذاب التي تصب على من أراد الله به رحمة:
(ما يفتحِ الله للناس من رحمة فلا ممسك لها).
هنا تفهم يا من تتشكك في رحمة الله عندما ترى معاناة إخوانك..تفهم أنك لست أرحم من الله تعالى ولا أرأف بهم.
هنا تفهم معنى أن الله قد يبتليك بأوغاد يظلمونك، فإذا أحسنت اللجوء إلى الله جعل هؤلاء الأوغاد جسراً تعبر عليه إلى الجنة بإذن الله ثم هم يهوون في جهنم!
اللهم ارحم إخواننا في الأسر وثبتهم على دينك وأخرجهم منه سالمين في دينهم ودنياهم وأعنا على نصرتهم.
بعدما أخذوا أسراهم غدروا، ولم يكد أهل غزة يضمدون الجراح ويبدؤون بإزاحة الركام حتى فوجئوا بغارات من شمال القطاع إلى جنوبه يرتقي على إثرها العشرات، نسأل الله أن يتقبلهم ويلعن القتلة ومن أعانهم..
أين الاتفاقيات؟ وأين الوسطاء؟ وأين الضمانات؟ وأين المجتمع الدولي؟
عالم لا يعرف إلا لغة القوة، ولا عهود ولا مواثيق..
2025/10/21 06:59:55
Back to Top
HTML Embed Code: