ابتلاني اللهُ بذنبٍ لم يفضحني فيه أبدًا.. وكنت كلما وقعت فيه وسُتِرتُ.. أسرعتُ للتوبةِ بركعتين في الخفاء.. فيراني من يراني من أهل بيتي.. فأجدُني أتحرّى الخفاء في الذنبِ والتوبة.. فيسترني في الأولى.. ويُظهر عنّي الثانيةَ.. فيطيبُ ذِكري بين الناس،
فأقول: سبحانه!.. يُقيمُ عليَّ الحُجّةَ برحمتِه.. ويدعوني إليه بسِترِه.. فما زلت في ذلك حتى عزمت الصلاحَ وعاهدته على التوبةِ أبدًا.. ولم أجدهُ إلا مُعينًا كريمًا.. فيهديني إلى الندمِ عن جحودي.. وإلى الدمعِ عن زلّتي.. ولا أظنُّه إلا توفيقًا منه ليغفر لي.. أو هكذا أرجو.

النوم نعمة تستحق الشكر مش أمر بسيط زي ما انت متصور لأن النوم ده نعمة محروم منها البعض وقد يحتاج إلى المهدِّئات لينام!!.

الذرية نعمة كبيرة مش أمر بسيط لأن الكثير محروم منها وقد يقول هأجل الطفل الثالث مثلاً للسنة الجاية او هأجل لكم سنة أدام ثم يجد نفسه بعد انتهاء المدة المحددة محروم من الذرية ؛ وقد قال الله عنها : يهب لمن يشاء ولم يقل يرزق من يشاء ؛ فهي محض هبة وتفضل من الله.

دخولك للحمام لوحدك وتخرج لوحدك مستور بدون ما حد يدخلك أو يساعدك ده نعمة من الله. ( اللهم اشف مرضانا يا شافي).

نومك في بيتك في وسط اولادك مطمئن نعمة محروم منها الكثير فقد قال ﷻ معرفًا نِعمهُ على قريش فقال: الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف.

نعمة تذكرك للحلال والحرام والخوف من الله نعمة وتحقيق الإيمان بالله نعمة حتى لو كنت بتغلط وبترجع لأن الله قال: وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين.

وفي النهاية ابحث عن الأشياء التي تراها سهلة وتافهة ستعلم أنها لولا تذليل الله ﷻ لها لكانت أصعب من ولوج الجمل في سم الخياط.

قال ﷻ : وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ.

الشكوى الوحيده التي بثها الرسول صلي الله عليه وسلم لله سبحانه وتعالى ؟!

* اندهش الناس..

كيف لرجل مثل أبى لؤلؤة المجوسي بعد أن نجاه المسلمون من الأسر لدي الرومان وأكرموا ضيافته في المدينة أن يقوم بقتل عمر بن الخطاب وهو يصلي الفجر في المسجد النبوي ..

ثم اندهش الناس ..
كيف أقنع المنافق ابن سبأ بعض المسلمين بجور وطغيان الخليفة عثمان بن عفان ذى النورين حتي ثاروا عليه وقتلوه وهو يقرأ القرآن ..

ثم اندهش الناس..
كيف بشخص ملتزم صالح كعبد الرحمن بن ملجم الذي يبدو للناس صاحب صلاة ودين وصاحب قرآن أن يقتنع ويبرر فكرة قتل الإمام علي بن أبي طالب وهو يصلي ..

واندهش الناس..
كيف بخادم الحسن بن علي الذي لم يجد منه إلا خيرا .. وكيف قام بخيانته ووضع السم له في الطعام. .

واندهش الناس..
كيف استطاع جيش يزيد أن يقتلوا بلا تردد الحسين بن علي حفيد رسول الله صل الله عليه وسلم ويمثلوا بجثته ويقطعوا رأسه بكل حماسة وبرود.. مقتنعين ان ذلك هو الحق المبين ..

الأمثلة كثيرة واساليب الإقناع عديدة ..

تارة بإسم الدين وتارة باسم الوطن وتارة باسم كرسي الحكم نفاقاً لمن عليه ..

لكن الحقيقة الأكيدة ..
أن هؤلاء الذين اقتنعوا بمثل هذه الموبقات وامتثلوا لأمر الظالمين هم فسدة فجرة ..

لن تنجيهم قناعاتهم وحججهم أمام الله لأنها قناعات لفِطرة منكوسة لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما وافق أهوائها ..

وسيظل عمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وأمثالهم أسياداً في الدنيا والاخرة ..
وستظل اللعنة تلاحق قاتليهم وظالميهم ومن افتروا عليهم في الدنيا والاخرة ..

ميزان الله عدل لا يظلم مثقال ذرة ؟! (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا ..)

ولن ينفع المفتونين ما زينت لهم عقولهم و شياطينهم ..

والخلق العدول شهود الله في الأرض .. وإن قلوا ..

والغالبية دائماً غوغاء يتبعون كل ناعق .

وعندما يسألهم الله يوم القيامة ماسلككم في سقر سيقولون
وكنا نخوض مع الخائضين...

دكتور مصطفى محمود

"‏وكَم مِن مَفتونٍ بثناءِ النّاس عليه، ومَغرورٍ بستر اللّٰه عليه، ومُستدرَجٍ بنِعم اللّٰه عليه، وكلّ هذه عُقوبات وإهَانة، ويظُن الجَاهل أنّها كرامة."

- ابن القيّم.

"أفكلما خلوت عصيت!"

في ناس بتعتقد إن المبالغة في ذنوب الخلوات نتيجته رفع الستر عنه، مع إن دي أبسط عقوبة عن الموضوع أصلًا.

مش شرط عشان بتعصي الله في السر إنه يرفع عنك الستر، لكن أكيد إنك مش هتكون سعيد في حياتك أبدًا، كل حاجة في حياتك هتتوقف بلا سبب.

كل حاجة قلبك هيتعلق بها مش هتكون من نصيبك، كل حاجة بتسعالها مش هتحصل عليها، كل مرة ترتيباتك هتكون ماشية بشكل سليم ومرة واحدة كل حاجة هتعطل بدون سابق إنذار.

من لم يتقِ الله في سريرته؛ أطلق الله عليه نفسه في العلن...

قبل ما تعمل الذنب ، افتكر إنك عندك حاجات كتير بتطلبها من ربك..

قال ﷺ:" إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنبِ يُذنبه".
فشوف بقى هل الذنب ده يستاهل تحرم نفسك من رزق كان مكتوب ليك!

وَيحَ الفتىٰ كادت تُجاب دعوتهُ ، عَصى ربَّهُ الذى سألَهُ، فـحـرَمَهُ! .

الا الوالدين!!

أخطر مكايد الشيطان؟

إنه يبدأ يجمّل الحرام، يغيّر اسمه، يخفّف وقعه في قلبك علشان يطمنك وإنت ماشي في طريق الهلاك:

يسمّي الخمر "مشروب روحي"،
ويسمّي الربا "فوايد"،
والزنا "حب"،
والغيبة "فضفضة"،
والتبرج "حرية شخصية"…

لكن ربنا سبحانه وتعالى قال بوضوح:
﴿ولا تتبعوا خطوات الشيطان﴾
لأنه مش بيوقعك فجأة…
بيبدأ بخطوة صغيرة،
وبعدين خطوة كمان… لحد ما تلاقي نفسك غرقان.

فخلي بالك…
مش كل حاجة شكلها "عصري" تبقى حلال،
ومش كل حاجة اسمها "لطيف" تبقى بريئة.

ارجع لشرع ربنا، وسمّي الأمور بأسمائها،
علشان تقدر تميّز الصح من الغلط،
وتقدر توقف وتقول: "ده حرام… ومش هقربله."