لذلك فإن القبح إذا مررنا من جانبه مرور الكرام بالشّدة، فإننا لا ولن نرضى به في وقت الرخاء، ولسنا شموعًا حتى نذوب.

ماشاء الله احسنتي

مقابل الحرية نرحب بالموت، فتحركوا أيها الرجال، كبرنا وانتهى زمن البكاء على الورق.

- غفران سيف.

كل امرأة عظيمة تستند على رجالها، أنا لست وحدي مطلقًا.

- غفران سيف.

والحق يقال بأنني أحاول أن أتذكر ما الذي سقط من يدي حينها لأكتب هذا النص ولم أتذكر أي خسارة ولا مكسب من وراءه، وبأنني أحيانًا أكتب أشياء أنا نفسي لا أفهمها.

ولطالما أدعوا دائمًا في سجودي لله أن يلهمني ويجعل كل ما أكتب حجة لي لا علي، فأقلامنا لدينا كأعناقنا؛ أمانة.

عندما يتحول الكلام إلى أفعالٍ تُرى؛ هنا يكون الصمت من أماراتِ الغضب.

- غفران.

كم شعرت بالسعادة عندما رأيت أبنة أخي تجهز فقرة من فقرات الإذاعة المدرسية؛ تذكرت أنني عندما كنت في الابتدائية بمثل عمرها كنت أنا أول من طالب  بيوم في كل أسبوع خاص بالبنات على منصة المدرسة لإلقاء الإذاعة، واجهت الكثير من رفض الأخوة الزمالاء كون مدرستنا مختلطة في قرية تعتبر الحلم خطيئة والبنت مجرد ربة منزل، ولكنني تمكنت من ذلك بمساعدة المدرسين والإدارة، وبالرغم من كرم عائلتي العزيزة إلا أنني لم أستغل منصب آخر العنقود بل قمت بواجبي كإبنة فيها وفرد، وسعيت نحو حلمي، ووضعت هذه السنة أثرًا جديدًا عندما عدنا إليها في زيارة قصيرة لأكتب لهم لوحات مدرسية لتعلّق بجانب لواحنا التي كنا نبحث عمن يخطها لنا ولا نجد سوى أستاذ واحد بقرية بعيدة.

أفتخر بإنجازاتي الصغيرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم.

صحيح أني ترعرعت بقرية لكني لم أرعَ الخراف قط، لا ولن أفعلها، وما كانت لي أبدًا أحلامًا وردية، وما تواجدت سوى في ساحة العلم ولم أجاري يومًا سواي ولم أبحث سوى عن نفسي، ولم أتسلح سوى بالعلم ولم أحارب سوى نفسي ولم أغلب سواها، ولا طلبت غير العلم وما كان لي غيره مقصدا، وكل يرى ما يريده، وما تواجدنا يومًا في المراعي.

وعندما رأينا الرجال يخجلون من وجوههم لم أعد أعجب لم خلعت بعض النساء نقابها!

وأخيرًا قلم الإنسان كقلبه لمن يستحقه فقط، فلا تعبث بنفسك.

من يخافك حاضرًا لا يؤتمن بغيابه.

- غفران سيف.

كنت أحدثها عن أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله جاءت بالنهاية تزين لي الباطل بقولها إن وحدتي في الطريق ستزهر لأولى وقعات أقدامي، ولما قلت لها مدي يدك لنعبر سويًا للنور قالت أتمنى وصولكِ أولًا.
ولطالما تساءلت كثيرًا لماذا قال الرسول "الرجلان" في الحديث، أدركت فقط حينها بأن النساء فعلًا حبائل الشيطان إلا من رحم ربي.

فيا كم رأينا في هذا الطريق من مدعيي الإيمان وملازمي المسابح يأكلون لحم غيرهم بلا وجه حق، وكم من عزيز رمى من يعزه بلا دليل سوى أنه كذلك.

حتى وأنت تمشي فيه لا تقصد سوى لقضاء حاجة يسيرة في نفسك سيضعك الله -ولوحدك وعلى عاتقك الجميع؛ القريب والبعيد، من تحب ومن تكره- في نقطة لا خيار لك فيها سوى خيارين؛ إما أن تَضِل فتُضِل أو أن تَهتدي فتُهدي، فلا تحسب إيها الإنسان بأنك سوف تعبر في هذه الحياة بهذه البساطة، فأنت كلما تجاوزت عقبة من عقبات الدنيا ستواجه درجة من درجات الآخرة، وهكذا إلى أن يصل بك الأمر أن تواجه الله وحدك في الدنيا قبل الآخرة، وأنه لا يفصلك عن الشيء سوى أنك ترى الله كما لو أنه في نفس اللحظة يراك، أن يمر عليك الموقف من بين يديك ولا يمنعك من القبض عليه سوى تمسكك بحبل الله، فلا خير في دنيا بلا دين ولا دين سوى الإسلام القويم، ولن تعرف أيُّ قوامة هي إلا عندما تدرك مدى رفاعة صراط الحق المستقيم وتشعر بحدته عندما تمشي عليه، عندما تعي بكل آية قرأتها وكل كلمة في كل كتاب، عندما يُعرَض أمامك كل ما فعلته يداك وكل مكان سارت إليه خُطاك منذ عرفت نفسك حتى آخر لحظة تتواجد فيها في ذلك الآن وأنت جالس في مكانك تشاهد شريط حياتك يمر عليك مرة أخرى بسرعةٍ قصوى بلا حساب أو عقاب؛ عندها فقط يمكن لقلبك أن يتذوق حلاوة الإيمان، ولعينيك أن ترى مدى بشاعة الباطل بعد رؤيتك لها مزينة برؤية الشيطان، ولقلبك أن يرى حق غير موجود بداخل كل الباطل الموجود أمامك،ولعقلك أن يجد من بين السبل سبيل الرشاد، أن تغمض عيناك وقلبك وعقلك مبصران، أن تشعر بمعنى أن الروح التي بين جنبيك من أمر الله،وتعي بأن الله هو بالأساس موجود فيك قبل أي عبادة أو أي كتاب، وأنه أقرب إليك من حبل الوريد، أن تعود حقيقة إلى فطرتك التي خلقك الله فيها أول مرة، عندها فقط يمكنك أن تعي تمامًا قوله تعالى: "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون"

من لا يتقبّل عيوبك لا يستحق مزاياك.

استيقظنا على كابوس أشد وأفزع، على شعب نصف ميت وشبه حي.

‏كَغزَّةَ نَبضي طرِيحُ المآسي
وجفني يَسِيلُ دَماً كحَلَب

وَمَا في فُؤَاديَ شبرٌ وإِلَّا
بِهِ طعنَةٌ مِن هَوانِ العرَب

حذيفةالعرجي