اعتنوا بالقرآن كثيرًا في شبابكم، فإنك وإن كَثُرَ المحبون من حولك، سيأتي يومٌ تُترَك فيه، وهذه سُنّةُ الحياة.
ولا شيء أعزّ ولا أوفى من صُحبةِ القرآن؛ فهو رفيقك وأنيسك، وشفيعك يوم تلقى ربّك.

ستأتي يومَ القيامةِ آمنًا، وحين تُسأل: فيما أفنيتَ شبابك؟
ستكون إجابتك المشرّفة: يا ربِّ، أفنيتُه في القرآن.

قيل: «الخسارةُ خُسْرَانُ الجَنّة، أمّا الناسُ فذَهابٌ وإياب.»
صدقوا، فليستِ الخسارةُ في وُدٍّ تلاشى، ولا في يدٍ أفلتت، فالناسُ عابرون كالسحاب، يُلقون ظلالهم ثم يمضون.

أمّا الخسارةُ الحقيقية، فهي أن تمضي بك الأيامُ بعيدًا عن الله.

في الإسلام، لا يمكن للرجل أن يرى من شعر المرأة شعرةً واحدةً، إلّا بعد أن يُعطى ميثاقًا غليظًا، ويدفع مهرًا، ويُنفق، ويَرعى، ويَحرس.
دون ذلك، لا يُمكَّن من رؤية شيءٍ منها.

وبعد هذا العزّ كلّه، الذي أكرمها الله به، تأتي بعض النساء -وللأسف- ليُوفّرن على الرجال ذلك العناء كلّه، بكشف أجسادهنّ وشعورهنّ مجانًا!

فلماذا تهينين نفسك، وقد رفعك الله!

يقول الشيخ ابن عُثيمِين - رحمه اللّٰه -:

"كلّمَا كانت المرأة أَديَنُ وأكمَلُ خُلُقًا كَانَت أحبّ إِلىٰ النّفسِ، وأسلم عَاقِبة."

كتاب الزواج ( ١٩ ).

كلُّ النساءِ جميلةٌ، ما دامَ يحرسُها الحياءُ.

‏الوزغَةُ النّسوية، عندما تَرىٰ مقطعًا فِيهِ طِفلة تُمسك بليّ المعسل، لا تأبَه به، ولا يحرّك فيها أيّ شُعور!

لكن عندما تَرىٰ صورة طِفلة ترتدي النِّقاب، ولو من باب اللعب وتقليد أمّها، تنتَفض، وتضطرب، وتستغيث، وتنعِت أهلها بالتشدّد وعدم الرّحمة!

اِستَفيقُوا، رحمَكُم الله!

"رسالةٌ إلى الرِّجال الذين يمنعون نساءهم من النِّقاب!
-خصوصًا رجالَ الدّاخل المحتلَّ-
شارِكوا هذه الرِّسالة ما استطعتم بارك الله فيكم، لا بدَّ أن تصلَ هذه الكلمات المتواضعة إلى من يخصُّهم الأمر، لعلَّها توقظ قلبًا ساهيًا، أو تثيرُ نخوة منطفئة."

كتبها: المعتصم ابن إدريس، بارك الله فيه، ونفع به الأمة.

📚| T.ME/PDF90 | مَڪتبَة

‏العلمُ وسيلةٌ إلى العمل، يزداد به الإنسان معرفةً ليزداد تقرُّبًا؛ فبئس العلمُ الذي لا يزيد صاحبَه من الله إلّا بعدًا، ولا يزيده في دينه إلّا شكًّا وحيرةً وضلالًا.

ولأن يلقى الإنسانُ ربَّه موحِّدًا مخلصًا له الدين محافظًا علىٰ الفرائض، خيرٌ له من ذلك وأسلم.

كلُّ الذنوب محرَّمة، وأعظمها حرمةً المجاهرةُ بها.
فالموسيقا -مثلًا- إن سمِعتَها وحدك أثِمتَ، لكن إن أسمعتَها غيرك، أو نشرتها في مواقع التواصل، أو دللتَ الناس عليها؛ أصبحتَ آثمًا، مجاهرًا، حامِلًا وِزرَ كلِّ من سمعها بسببك.
وقِس على ذلك سائرَ المعاصي.

‏﴿وَاَجْعَلنِي مُبارَكًا أَينَ ما كُنْتُ﴾

هل سمعت أكثر من مرة عندما تأتي لشخص، أو تقول كلمة، أو تُحضر أمرًا لوالديك أو غيرهم، أنهم يقولون لك: "جيت بوقتك"؟

هذه إحدى علامات التوفيق، وأن الله جعلك مباركًا.

قال الشيخ السَّعديّ -رحمه الله تعالىٰ-:

"مَن تغافلَ عنْ عيوبِ النَّاسِ، وأمسكَ لسانه عن تتبُّعِ أحوَالِهِمُ الَّتي لا يحبُّون إظْهارهَا:

١. سَلِمَ دينُهُ وعرضُهُ.
٢. وألقى الله محبَّتَهُ في قلوبِ العبادِ.
٣. وسترَ الله عورتَهُ.

فإنَّ الجزاءَ من جنسِ العَمَلَ، وما ربُّك بظلَّامٍ لِلْعبِيدِ."

ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ (١١٢ / ١) .

ويَردَعُنا عن كُلِّ قُبحٍ يَقينُنا
بأنّا غدًا صائرونَ إلى القَبْرِ ..

‏إذا أردتَ شيئًا تُحبّه، فلا تعصِ اللهَ في طريق الوصول إليه، لئلّا يكون عصيانك سببًا في حرمانك منه؛ فإنّ ما عندَ الله لا يُنالُ بمعصيته.

‏وقد يتولّدُ الحياءُ من الله من مُطالعة النعم، فيستحي العبدُ من الله أن يستعين بنعمته على معاصيه.

فتح الباري لابن رجب (١ / ٥١).

‏الفصاحة في الإيجاز!

كَلّمَ العَتّابيُّ يحيى بنَ خالد البرمكي في حاجةٍ له بكلمات قليلة، فقال له يحيى: لقد نَدَر كلامُك اليومَ وقَلّ.
فقال له: وكيف لا يَقِلّ وقد تَكَنّفَنِي ذُلُّ المسألة، وحَيْرة الطّلَب، وخَوف الرّد.

فقال يحيى: واللهِ لَئن قَلَّ كلامُك، لقد كَثُرت فوائدُه.. وقضَى حاجتَه.

نوادر ظرفاء العرب.

نعمَ النَّصيحة:

قال الخطاب بن المعلى المخزومي القرشي وهو يعظ ابنه:

"يا بني، إنَّ زوجة الرجل سكنه ولا عيش له مع خلافها، فإذا هَممت بنكاح امرأة فسل عَن أهلها، فإنَّ العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة."

روضة العقلاء ( ١٩٨).