Telegram Web Link
#انتي_لي ؛🔪.
#جن_عاشق
#البارت_الوحيد
-
احببت الروايات الرومانسية كثيرا وانا فى سن الـ17 كنت اقفل باب غرفتى وابقى بالساعات اقرأ هذه الروايات و اتخيل نفسى فتاة فى القرن الثامن عشر لها حبيب يشبه ابطال الروايات و الافلام الرومانسية حتى اصبحت احلم به شاب كنت استعجل النوم كى اراه قال لي ان اسمه جيمس وانه جاء من بلد بعيد من اجلي كان له شعر ذهبى طويل يرتدى ملابس بيضاء قديمة كالتى يرتديها الرجال فى الافلام الاجنبية التاريخية القديمة و حذاء ركوب الخيل انه بالضبط فارس احلامى كما تخيلته , كنت اقضى معظم ساعات اليوم وانا نائمة اذهب الى السرير الساعة 07:00 مساء و انام حتى صباح اليوم التالى كل هذا من اجل ان ارى "جيمس" , كان يأتى الى ويبقى معى طوال الليل نرقص سويا ونتحدث , فى البداية كنت اراه مرة او مرتين فى الاسبوع لكنه اصبح ياتى كل يوم , حاول التقرب منى اكثر لكننى رفضت رغم علمى بان الامر كله مجرد حلم بعد رفضى له تغير جيمس كثيرا واصبح يعاملنى بقسوة ويمسك بى بقوة كما حاول ايضا الاعتداء على اكثر من مرة لكننى كنت استيقظ فى الوقت المناسب وانا اتصبب عرق , بما انه حلم ليس اكثر فلا داع لكل هذا الخوف هكذا كنت اهمس لنفسى دائما , لكن فى احدى الليالى استيقظت من النوم وانا اصرخ خوفا من جيمس و هو يمسك بى ويقول "انت لى وحدى" اذا بى اراه امامى واقفا عند حافة سريرى و يبدو عليه الغضب انه الان فى غرفتى وانا مستيقظة كيف تحول الكابوس الى حقيقة لا اعرف ام انه لم يكن حلما من البداية , هربت بسرعة الى خارج الغرفة وانا غير مصدقة اتجهت مباشرة الى غرفة امى و اخبرت امتها بما حدث فأمرت شقيقتى بان تنام معى فى الغرفة حتى يذهب خوفى , كان هذا حل مؤقت لكنه فعال فلم ار جيمس بعدها ولا حتى فى احلامى لكنه لم يرحل ولم يدعنى وشأنى كما اعتقدت كان دائما بقربى شعرت به اكثر من مرة حاول ترويعى واخافتى بكل طريقة ممكنة , فارى ظلال مظلمة تتحرك من حولى اسمع انا واسرتى صوت موسيقى قادم من غرفتى يعلو فجأة ثم يتوقف , و ذات مرة كنت فى غرفة المعيشة مع مجموعة من صديقاتى جلسنا نشاهد فيلم ما وفجأة سمعنا صوت رجل يتحدث فى الحمام , كنا انا وصديقاتى فقط فى البيت ذهبت عائلتى لزيارة عمتى ولن يعودوا حتى المساء ولهذا دعوت صديقاتى للبقاء معى حتى عودة اسرتى , استمر الصوت يعلو اكثر فأكثر وكان مألوف بالنسبة الى قامت صديقتى بكتم صوت التلفاز حتى نتأكد مما نسمعه بالفعل لم يكن هناك ادنى شك انه هو صحت بصوت عال قائلة "انه جيمس" بعدها توقف الصوت , حل المساء ولم تعد عائلتى بعد واوشكت اخر صديقة بقيت معى على الرحيل لان والدها رفض ان تبيت خارج البيت , بالفعل غادرت وتركتنى كانت الساعة الـ10 مساء فشعرت بالنعاس لم اعد انام باكرا منذ ان اصبحت اخاف جيمس لكن فى النهاية استسلمت للنوم فذهبت الى غرفتى و نمت عندها رأيته "جيمس" مرة اخرى وجدتنى ارقص معه رغم عنى وهو يمسك بى بقوة و يهمس فى اذنى بصوت مخيف "انت لى ولن تكونى لاحد غيرى" , حمدا لله عادة اسرتى وايقظونى من النوم , توسلت لشقيقتى كى تنتقل للنوم معى فى غرفتى او ان تسمح لى بالنوم فى غرفتها حتى لو على الارض لكنها رفضت وقالت انها قبلت بالنوم فى غرفتى لفترة مؤقتة لكنها لا تحب مشاركة الغرفة مع احد لذلك اقترحت على ان نتبادل الغرف فانتقل انا لغرفتها وتنتقل هى لغرفتى بالطبع واقفت حتى وان كانت غرفتها اصغر , كل ما اريده هو الا ارى "جيمس" هذا مرة اخرى , مرت سنة تقريبا منذ انتقالى الى غرفتى الجديدة دون ان اراه ادركت انه رحل الى الابد ... لكن قبل ايام قرر والدى اخذ غرفتى السابقة وتحويلها الى مكتب له بما انها فى الطابق الاول واعطاء شقيقتى غرفة اخرى فى الطابق الثالث الذى بنى حديثا واثناء مساعدتى لشقيقتى فى نقل اغراضها من الغرفة ضحكت فجأة بصوت عال ثم قالت محدثة نفسها "جيمس لن يعجبه هذا" , لم اشعر بمثل هذا الخوف من قبل صدمت حقا مما سمعته "ماذا قلت للتو" سألتها ؟ ابتسمت واشاحت بنظرها بعيدا ثم حملت احد الصناديق وهمت بالمغادرة لكننى استوقفتها قائلة "من هو جيمس" عندها قالت لى "لا تهتمي انه شاب انجليزي اراه فى احلامى يطلب منى ان ارقص معه , فى البداية كنت احسب انه ودود لكننى اكتشفت مؤخرا انه شخص مخيف".

#انتهى ..
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الأول ؛

بيتنا الذى اصبح مهجور تقريبا بعد وفاة جدتى على الرغم من ان عمتى كانت تعيش فيه حتى وفاتها الا ان الجميع اتفقوا على ان هذا البيت اصبح مخيف و موحش و لا احد يطيق البقاء فيه ولو ليوم واحد , اما انا فكنت ارى فيه مكان هادىء اهرب اليه من حين الى اخر فلا احد هناك سوى عمتى و قطتها التى تخاف الفئران كم كنت اكرهها لذلك جعلتها فى النهاية تنال ما تستحق , لكن بعد وفاة عمتى تغير كل شىء و لا اعرف لماذا ما عدت اذهب الى هناك هل هو الخوف من الاشباح التى كانت تراها عمتى هناك و تروى لى عن معاناتها بسببهم ام ان هناك سبب اخر و هذا ما اردت معرفته لذلك قررت السفر الى هنا لقضاء عدة ايام داخل المنزل الذى احببته فى الماضى , لكن ما قضيته هناك كان ليلة واحدة اجل انها ليلة واحدة وكانت كافية كى احمل اغراضى و اغادر ذلك المنزل , فكيف يمكننى البقاء فيه بعد ما رأيت لقد عانيت الامرين خلف جدران ذلك المنزل
- انا اسفة يا ابى على اتصالى بك فى هذا الوقت المتاخر , اردت فقط اخبارك باننى الان استقل سيارة اجرة و فى طريقى الى محطة القطار ....
- انت مجنونة ام ماذا اتعرفين كم الساعة الان , ما الذى دفعك لمغادرة المنزل فى مثل هذا الوقت المتاخر , بالتاكيد انه الخوف , لو انك استمعت الى من البداية ولم تسافرى الى هناك .....
- ارجوك يا ابى هذا ليس الوقت المناسب
- عودى الى البيت
- لا يا ابى لن اعود الى هناك مرة اخرى فلا تحاول معى , اعرف ان الوقت متاخر لكن لو انك رايت ما رأيت و حدث معك ما حدث معى هناك لما ترددت ابدا فى مغادرة المكان انه مرعب جدا .....
- تعقلى قليلا يا ابنتى و عودى الى المنزل ان الوقت متاخر جدا ربما تواجهين فى الخارج ما هو اسوأ !
- قلت من قبل لن اعود , كما انه ليس هناك ما هو اسوا مما حدث معى فى منزلنا المسكون هذا انتظر سوف اخبرك بكل شيء كى تعرف صعوبة ما مررت به اقسم انك لو كنت مكانى لتركت المنزل من الدقيقة الاولى ...
- حسنا , لكن كيف وجدتى سيارة تقلك الى المحطة فى هذا الوقت المتاخر و فى بلدة ينام اهلها بمجرد ان تغيب الشمس ؟
- لحسن حظى لقد وجدت هذه السيارة تقف على مسافة قريبة من المنزل ........
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الثاني ؛

- لحسن حظى لقد وجدت هذه السيارة تقف على مسافة قريبة من المنزل ........
و الان دعنى اقص عليك ما حدث معى فى البداية عندما وصلت وقفت امام باب بيتنا لدقائق ابحث عن مفتاحه داخل حقيبتى اثناء ذلك راتنى تلك الفتاة المتطفلة التى تسكن فى المنزل المجاور اظنك تعرفها جيدا لانها كانت تزور عمتى كثيرا فامسكت بيدى وقالت لى ...
- سوف تدخلين الى هناك بمفردك !
- اجل و هل هناك ما يمنعنى من فعل ذلك ؟
- بالطبع هناك ما يمنع , سكان المنزل ....
- من ؟ سكان المنزل ! استمعى الى يا صغيرة انا متعبة ولا وقت لدى لاستمع الى قصص الاشباح التى ترويها لك جدتك فى الليل لكى تصابى بالخوف فتانمى او تموتى فدعك من امرى و عودى الى بيتك ....
- لكن استمعى الى و لو لدقيقة واحد , كما ان جدتى لم تروى لى اى قصص عن هذا المنزل بل رايتهم بعينى.
- حسنا اروى لى القصة ولكن لا تطيلى , هذا بالاضافة الى كونك سوف تساعدينى فى تنظيف المنزل اثناء ذلك , اموافقة ؟
.........."- هذا غريب فانت لا تحبين الاطفال كيف وافقت على الاستماع لها !
ـ انت محق انه لامر غريب على لكن كنت متشوقة لسماع قصصها عن الاشباح فانت تعرف يا ابى انى مغرمة بهذه القصص والان دعنى اكمل قصتى " ..........
- اجل موافقة بل سعيدة بذلك , سوف انظف المنزل كله وارتاحى انت من تعب السفر
- قلت لا تكثرى من الكلام , و إلا حبستك داخل هذا المنزل المسكون كما تدعين , لكن اخبرينى لما لم ترفضى الدخول الى المنزل الا تخافين الاشباح ام انك كاذبة و لم ترى اى شىء هنا ؟
- لا اقسم لك لست بكاذبة كمان اننى لن ادخل المنزل بمفردى فانت معى !
- اه اقنعتنى , تفضلى بالدخول و انتظرى كى ابدل ملابسى و بعدها قصى على ما رايت ؟ انتظرينى فى هذه الغرفة و لا تتحركى .
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الثالث ؛

- لن اتحرك اعدك , هل انت ذاهبة لتبديل ملابسك فى الغرفة الصغيرة التى كانت تنام فيها عمتك ؟
- اجل , لماذا تسالين ؟
- لا شىء , لكن حاولى الا تظهرى خوفك مهما حدث , فقط اغمضى عينيك و سيختفى سبب خوفك .
- اه واضح انك تشاهدين الكثير من افلام الرعب , اراك بعد قليل يا صغيرة !
...... " - لم تسأليها لما قالت هذا , ان كلماتها مخيفة فى حد ذاتها
- لا لم اسألها يا ابى , لاننى اعتقدت انها متاثرة بما تراه فى افلام الرعب ليس اكثر " ..........
... بعد دقائق ...
- لقد انتهيت , و الان انا مستعدة لسماع قصصك عن اشباح منزلنا فتفضلى .
- حسنا , لكن قبل ان ابدأ بما رايته انا من اشباح تسكن هذا المنزل , هل اخبرتك عمتك عما راته هى عندما كانت تسكن هنا بمفردها بعد وفاة جدتك ؟
- اجل بالطبع , لكن لم اصدق اى منها ؟
- لماذا ؟
- ببساطة لاننى لم ارى اى شىء , كما ان الخوف قد يدفع الناس الى تخيل اشياء لا وجود لها ....
- لكن قيل لى ان عمتك لا تخاف من شىء
- انتهيت من الحديث عن عمتى , الان اريد ان تخبرينى بما رايته انت و بسرعة لاننى متعبة من السفر واريد ان ارتاح .
- حسنا , لا تغضبى منى , المرة الاولى التى رأيت فيها احد سكان المنزل كانت بعد وفاة عمتك بفترة قصيرة فالمنزل اصبح مسكون بعد موتها مباشرة و هناك من يقول بان المنزل مسكون بالاشباح حتى قبل وفاتها و انها راتهم عدة مرات لكن هذا غير مهم الان سوف اكمل لك , وقتها كنت عائدة الى منزلنا و امام باب بيتكم رايت امراة واقفة دون حراك كانت ترتدى عباءة سوداء اقتربت منها معتقدة انها احدى معارف عمتك او ربما قريبة او شىء من هذا القبيل تعجبت من امرهها كثيرا كيف لا تعرف بان من كانت تسكن هذا المنزل قد ماتت , سالتها عن سبب وقوفها هنا , و كانها لم تسمعنى لم اتلقى منها اى اجابة لا صوت ولا حركة و لو حتى طرف من جسدها اقسم لك كانت كالتمثال , فكرت انها ربما تعانى من شكلة فى السمع لذلك اقتربت منها اكثر و يبدو اننى اقتربت وقتها اكثر من اللازم لذلك اختفت ...
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الرابع ؛

- اختفت !
- اجل اختفت , كانها تبخرت , كانت هذه هى المرة الاولى التى ارى فيها شبح ,
- المرة الاولى ! تقصدين ان هناك مرات اخرى و انك رايت الاشباح هنا اكثرة من مرة !!
- اجل , اما عن المرة الثانية , فقد كانت بعدها بايام قليلة , لكن هذه المرة كانت مختلفة لاننى كنت منتبه للامر و مدركة لما يحدث .
- انت شجاعة اذا , بدات استمتع بحديثك هذا اكملى هيا انا متشوقة لمعرفة ماحدث معك فى المرة الثانية التى ترين فيها شبح ؟
- حسنا سوف اكمل , لكن ما رايته فى تلك المرة لم يكن شبح واحد انما عائلة كاملة من الاشباح , فى ذلك اليوم وقبل ان انام وقفت انظر من نافذة غرفتى اراقب منزلكم و هذا ما اعتدت فعله بعد ان رايت المراة الشبح , انتظرت طويلا و لم يظهر اى شيء فأصابنى الملل , لاننى كل يوم اقف لساعات منتظرة رؤية ولو شبح واحد فقط لكن لم ارى او اسمع اى شىء , كنت على وشك اغلاق النافذة و الذهاب الى السرير عندما سمعت اصوات اطفال يضحكون لكن لم ارى اى منهم , الشارع خال تماما و بعد دقائق ظهروا من العدم خرجوا الواحد تلو الاخر من باب بيتكم و هو مغلق , اخذوا يلعبون هنا وهناك احدهم يسبح فى الهواء و الاخر يتسلق الجدران كانوا قصيروا القامة تقريبا بطول طفل رضيع لا يزيد عمره عن السنه ولا يملكون ارجل مثلنا اما عن ملامحهم فلم ارها بسبب الظلام و بعد المسافة...
- و هل اختفوا كتلك السيدة التى رايتها اول مرة ؟
- لا لم يختفوا , عادوا الى هنا ..
- الى اين ؟ تقصدين بيتى هذا لكن كيف ؟
- اجل , كيف هذا ما اضحكنى وقتها على الرغم من اننى كدت اموت من الخوف وانا اراقبهم الا ان ما فعلوه كان مضحكا بالفعل , بعد ان لعبوا لحوالى 5 دقائق فقط , اطل رجل من نافذة المنزل المقابل لكم تعرفينه اليس كذلك ؟
- المنزل اجل , لكنه مهجور على حد علمى ؟
- بالفعل انه مهجور , الم اخبرك بان ذلك الرجل الذى اطل براسه الكبير من النافذة لم يفتحها , لا بل اخرج راسه منها و هى مغلقة كما هى , ثم صاح بالاطفال طالبا منهم العودة الى بيتهم عندها خرجت من منزلكم المراة التى اخبرتك عنها قبل قليل يبدوا انها امهم , فاعادتهم الى البيت مرة اخرى و بنفس الطريقة التى خرجوا بها من خلال الباب المغلق , انهم حقا غريبوا الاطوار لما يتعبون انفسهم بالدخول من الباب اذا كانوا قادرين على اختراق الجدارن ..
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الخامس ؛

- ليسوا قادرين على اختراق شىء , سمعت انهم لا يدخلون المنازل الا عندما تفتح ابوابها , لكن انتظرى هنا كيف كان صوت الرجل ذو الراس الكبير و باى لغة تحدث ؟ يقال ان الاشباح لهم لغة مختلفة لا نفهمها نحن البشر , فكيف عرفتى انه يطلب من الاطفال العودة الى منزلهم ؟
- و من قال اننى فهت لغته , انا فقط فهمت ما الذى يريده منهم من اشاراته و تلويحه بيده و خروج والدتهم او اى كانت كل هذا بالنسبة الى يفسر لغة الرجل الشبح صاحب الرأس الكبير ...
- اذا هل هذا يعنى انى محاطة بالاشباح الان فمنزلنا هذا مهجور تقريبا منذ وفاة عمتى و المنزل المجاور لنا مهجور ايضا و منذ سنوات ....
- لا تتعبى نفسك بالبحث عن منازل يسكنها البشر من حولك فلا يوجد الا منزلنا فقط ’ الجميع يرحلون ولا اعرف لماذا ؟
- تمهلى بدأ الامر يخيفنى ولا امزح , يا للسخرية طفلة لا يتعدى عمرها الـ12 لكنها شجاعة ولا تخشى الاشباح و شابة فى 25 على وشك ان تموت من الخوف , اخبرينى الان عدد المنازل المهجورة التى تقع على مقربة من منزلى هذا ..!
- حسنا , انتبهى جيدا لما ساقول اولا يحيط بمنزلك هذا اربعة منازل اخرى مهجورة اولا المنزل الاسود بالطبع اخذ لقبه هذا بعد ان اندلع فيه حريق قتل ثلاثة من سكانه و تحول بفعل الحريق اللى اللون الاسود و يفصل بينك وبين ذلك المنزل جدار فقط , المنزل الثان اعتقد انه مهجور منذ 40 سنة تقريبا و لو انك نظرتى من نافذة غرفتك هذه لرأيته من الداخل لان جدرانه متهدمة تقريبا كما ان ما يفصل بين غرفتك و بينه مسافة لا تزيد عن متر و نصف المتر تقريبا , المنزل الثالث و هو الذى يقع خلف منزلك و اظن انه كان ملك لجدك الاكبر , و اخيرا المنزل المقابل بالتاكيد تعرفينه جيدا و الذى اطل منه صاحب الرأس الكبير كما اخبرتك .
- هذا يكفى , اظن اننى اكتفيت من قصص الاشباح ...
- لا انتظرى هناك شبح اخير لم اره انا لكن الجيران جميعهم يتحدثون عنه انه الاكثر ظهور من بين كل الاشباح التى سكنت المنازل المهجورة فى هذه البلدة .
- لا اخبرتك اننى اكتفيت , عودى الان الى بيتك و اذا احتجت مساعدة سوف اطلب منك فمنزلكم ليس ببعيد .
- حسنا , الى اللقاء
- اللى القاء
........ " - لم اكن اعرف انك جبانة الى هذا الحد يا بنيتى اخافتك قصص اشباح ترويها طفلة صغيرة ؟
- لأسف هذا ما حدث يا ابى , لكن بالطبع ليس هذا ما جعلنى اترك المنزل , ما حدث معى بعد مغادرتها هو ما دفعنى للهرب ؟
فبعد ان غادرت جارتنا الصغيرة المتطفلة المنزل حاولت جاهدة يا ابى ان انسى ما قالته لكن لم استطع , حتى اثناء انشغالى فى تنظيف المنزل و توضيب اغراضى كانت قصصها تدور فى راسى دون توقف ....
- لكن الافكار المخيفة ليستسببا كافيا يدفعك الى مغادرة المنزل فى هذ الساعة متاخرة !
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_السادس ؛

- انتظر يا ابى فانا لم اكمل حديثى بعد , فى حوالى الساعة العاشرة مساء جلست اشاهد التلفاز و يبدو اننى غفوت امامه و لم استيقظ الا على صوت يشبه صوت عمتى , للوهلة الاولى نسيت انها ميتة و ربما اعتقدت اننى احلم لا اعرف ابى لكن لم ادرك الامر من البداية , عندما فتحت عينى رأيتها امامى انها حقا عمتى لكنها قالت لى كلام اعاد الى صوابى و جعلنى اتذكر انها ماتت و ما انا فيه الان اما انه كابوس مرعب او واقع اكثر رعب , قالت و هى تقترب محاولة الامساك بى : اين كنت يا صغيرتى عندما ادركنى الموت وانا وحيدة فى هذا المنزل , اتذكرين عندما اخبرتنى بانك تفضلين الموت معى على ان اتركك تبقين لدقيقة واحدة فى هذه الحياة بعد وفاة , ها انا هنا لاخذك معى قالتها و اخذت تقترب منى اكثر و اكثر و هى تمد يدها لتمسك بى عندها صرخت فاختفت هى كانها لم تكن .....
- ربما كنت تحلمين يا صغيرتى !
- لا ابى لم يكن حلما على الاطلاق , كنت مستيقظة , حتى اننى بعدها اسرعت الى الغرفة الاخرى لاعيد اغراضى الى الحقائب و ارتديت ملابسى و اثناء ذلك سمعت صوتا غريبا ياتى من داخل خزانة ملابس عمتى بدا لى ان هناك من يخدش خشب الخزانة , و عندما فتحتها وجدت داخلها قطة اذكرها جيدا و من غير المعقول ان اراها هنا مرة اخرى ؟
- لماذا و كيف دخلت القطة الى هناك ؟
- هذه هى الحادثة الثانية لى فى هذه الليلة , تلك القطة هى نفسها قطة عمتى التى قتلتها انا قبل سنوات دون قصد !
- لا تبالغى , ربما هى مجرد قطة عادية فالقطط متشابهة يا صغيرتى !
- و هذا ما ظننته لكن قطتك العادية هذه تتكلم كالبشر العاديين , و قالت لى " لماذا قتلتنى" و بعدها اختفت او اذا اردت تحرى الدقة فهى لم تختفى انما مرت عبر الحائط و كان هناك باب لا اراه ! ان رؤيتى لشبح قطة ليس بالامر المخيف لكن بعدها تحولت الغرفة الى ملجأ للقطط السوداء و التى لا اعرف كيف دخلت الى هناك اصلا فباب البيت مغلق و كذلك باب الغرفة التى كنت فيها حتى اننى عندما حاولت الهرب منها لم استطع فتحه الا بعد معاناة و كأن هناك من كان يمسك به من الخارج و تركه فجأة , و بمجرد ان فتح و هممت بالخروج و جدت امامى رجلا عاديا فاعتقدت انه احد الجيران سمع صوت صراخى فأتى لنجدتى لكنى ادركت حقيقته عندما رايته يتحرك كان يطير فى الهواء يا ابى اتصدق هذا و قبل ان يختفى نظر الى و كانت عيناه غريبتان و مخيفتان و كذلك بقية ملامح وجهه ان صورته لا تغيب عن بالى كما ان هذا الشبح اختفى بطريقة اخرى ليس عبر الجدران و لم يتبخر فجأة فهذه المرة ابتلعته الارض , اخذت بتلعه شيئا فشيئأ و انا اراقب المشهد دون ان اتحرك كنت عاجزة تماما عن فعل اى شىء من شدة الخوف .....
- حسنا ابنتى يبدو ان يومك كان حافلا هل هناك حوادث اخرى وقعت لك بعد حادثة القطة ؟
#يتبع
#احداث _ليلة_واحدة ؛ 🚷
#البارت_الأخير ؛

- اجل انها الحادثة الاخيرة لكنها الاكثر رعب , انه لامر غريب حقا يا ابى , بعد ان ارتديت ملابسى نظرت فى الساعة فوجدت ان الوقت قد تأخر و فكرت قليلا اذا غادرت المنزل فى هذا الوقت ربما و جدت فى الخارج ما هو اسوأ من الاشباح عندها تذكرت جارتنا الشجاعة فذهبت بسرعة الى منزلهم الذى لا يبعد عنا سوى بضع خطوات و هناك فتح لى الباب والدها و امها كانت تقف على مقربة منه فسألتهما اذا كان من الممكن ان يسمحا لابنتهما بان تبيت معى هذه الليلة لانى خائفة جدا ولا اعرف الى اين و لمن اذهب , ولا اعرف ما الذى حدث بعد ان طلبت منهما هذا الطلب .....
- بالطبع رفضا ؟
- لا بل ليتهم فعلوا , لكن فجأة اجهشت امها بالبكاء , و صاح والدها بوجهى قائلا ان مزاحى سخيف و انى قاسية القلب .!
- تعجبت لامره و غادرت دون ان اساله عن السبب الذى دفعه الى توجيه الاهانات لى و لا حتى عن سبب بكاء زوجته , و بمجرد ان ادرت ظهرى له و ههممت بالمغادرة استوقفتنى زوجته , و اعتذرت منى ثم سألتنى قائلة " انت رأيتها اليس كذلك " ........
- من تقصدين ؟
- اقصد ابنتى ؟
- اجل بالطبع رايتها , هذا الصباح , لماذا تسألين , الم تعد الى المنزل حتى الان , هل حدث لها مكروه ؟
- اجل
- يا الهى متى , قبل ساعات كانت معى و بصحة جيدة تضحك و تمزح و تروى لى قصص عن الاشباح , شبح السيدة فى الملابس السوداء و اشباح الاطفال و صاحب الرأس الكبير حتى انها ارادت اخبارى عن الشبح الاخير و الذى يعرفه الجميع هنا , لكنى قاطعت حديثها و طلبت منها العودة الى المنزل , هل انا السبب فيما اصابها ام ماذا , كما اننى لم اعرف ما حل بها ؟
- لا انت لست السبب فى اى شىء , حتى انك لم تكونى هنا وقت ان وقع لها المكروه
- عذرا سيدتى لكن حقا لا افهم كلامك !
- لقد ماتت ابنتى قبل ثلاثة اشهر سقطت من نافذة غرفتها اثناء مراقبتها لاشباح منزلكم ؟

- ماذا , انت مجنونة ام ماذا اتريدين القول باننى قضيت النهار اتحدث الى شبح , و ربما ابنتك كانت تتحدث عن نفسها عندما ارادت اخبارى بقصة الشبح الاكثر ظهور فى المنطقة , ارجوك سيدتى لست فى مزاج يسمح لى بتقبل هذا المزاح الثقيل فيومى كان مخيف بما فيه الكفاية ؟
- لست امزح , اقسم لك ان ابنتى ميتة , واعتقد انها كانت حقا تقصد نفسها بالشبح الاخير فسكان البلدة كلهم قالوا انهم رأوا شبحها يتنقل بين المنازل المهجورة فى المنطقة , اخبرينى عندما رأيتها كانت ترتدى جلباب نوم قصير اليس كذلك ؟
- اجل , حتى اننى تعجبت من امر ما ترتديه ملابس نوم قصيرة و صيفية تتجول بها فى الشوارع و فى مثل هذا الجو البارد ...
- انها هى , بالملابس نفسها التى كانت ترتديها وقت وفاتها , يا انسة لا تعودى الى ذلك المنزل مرة اخرى , روت لى ابنتى قبل وفاتها عن الاشباح التى راتها هناك وانا اصدقها فالكذب ليس من صفاتها , تعالى و اقضى الليلة فى منزلنا ...
- لا شكرا لك , لكن لن ابقى فى هذه البلدة دقيقة واحدة بعد الان , الوداع سيدتى و اسفة لخسارتك و اسفة مرة اخرى على ازعاجك .
- لا يهمك , وداعا .
... " بعدها حملت حقائبى و غادرت المنزل و ها انا الان فى طريقى الى محطة القطار , انتظر يا ابى , هناك شىء غريب يحدث معى الان !
- ابنتى ماذا هناك لا تغلقى الهاتف "

- انت , ايها السائق لما لم نصل الى المحطة حتى الان فالمسافة ليست بطويلة لهذه الدرجة ؟
"التفت السائق اليها و قال مبتسما ...."
- يبدو انك لم تتعرفى على بعد !
- لا , من انت ؟
- انا صاحب الرأس الكبير ...
#انتهى

في تلك الليلة الموحشة , حاول القمر بنوره المتواضع ان يُخفّف بعضاً من ظلمتها الكئيبة , رغم كثافة الضباب الذي خيّم حول السيارة المتوقفة هناك , بسبب نفاذ وقودها .. ليجدوا الأصدقاء الثلاثة : مالك ، أحمد , و يزن .. انفسهم بعدما انقطعت فيهم السبل , عالقين في وسط غابة يكاد لا يكون فيها شكل من أشكال الحياة , غير اشجارٍ عملاقة مُخيفة المنظر , مُتناغماً مع صوت حفيفها المرعب ! 

مالك مُحدِّثاً أصدقاءه : 
-يا أصدقاء !! يبدو أننا علقنا ! .. و لا أظن أننا سنجد أحداً هنا , خاصة بهذه الساعة المتأخرة !.. فلنبيت الليلة في السيارة منتظرين حلول الصباح , و حينها نحاول ان نطلب العون من ..

يزن بعصبية :
-سنطلب العون ممّن , يا مالك ؟!! الم اطلب منك : أن نبقى على الطريق العام ؟ لما اصريّت على سلوك هذا الطريق .. 
احمد مقاطعاً : اهدأ يا يزن !! هو اراد ان نسلك طريقاً مختصراً 
-يزن بغضب : و ياله من طريق !! .. انظرا الى تلك الغابة الموحشة .. لو امعنّتما النظر اليها , لاستشعرتم مثلي بوجود من يراقبنا من بين تلك الأشجار , التي تبثّ الرعب في النفس !

-أحمد ضاحكاً : على مهلك يا يزن ! لا تقل لي أنك تصدّق ما تراه في أفلام الرعب , فهي مجرد أساطير لا أكثر .
-يزن بعصبية : الأساطير لا تأتي من عبث , يا صديقي !!

-مالك : كفى يا أصدقاء ! هذا ليس وقتاً للجدال !! 
-احمد : مالك معه حق .. و لنحمد الله , على انه مازال معنا عدّة التخييم .. 

-يزن مقاطعاً بعصبية : اتريد ان تخييّم هنا ايضاً !! على الأقل المنطقة التي خيّمنا بها منذ ايام , كانت فيها تغطية للجوّال .. لكن هنا لا يوجد ايّ شيء .. انظر و تأكّد بنفسك من جوّالك !! 

-مالك : من الأفضل ان نطفىء الجوّالات , لنحافظ على شحنه ... احمد !! اعطنا كشّافات النور , في حال احتجناها لقضاء حاجتنا .. و غداً بإذن الله نجد حلاً لمصيبتنا هذه 
-يزن بقلق : اتمنى ان امسك نفسي حتى الصباح , فأنا لا اريد الخروج اصلاً من السيارة ! 

و بعد دقائق .. حلّ الصمت في السيارة .. بعدما تمكّن الأصدقاء من تجاهل قلقهم , و الخلود الى النوم ..

*

القمر البدر في منتصف السماء , كان يضيء جزءاً من ظلمة المكان المحيط بهم .. و بحلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل , كان أحمد الوحيد بينهم الذي جافاه النوم ...فظلّ يتأمّل بعيونه الناعسة اشجار الغابة , و طريقة تحرّكها المهيب مع الرياح ..

و فجأة !! اصطدم حجرٌ صغير بزجاج السيارة (من جهته) .. فتفاجئ أحمد ! لأن الحجر لا يمكنه أن يطير لوحده هكذا ! فنظر إلى أصدقائه , و وجدهم يغطّون في نومٍ عميق zZz !!!
تجاهل أحمد ما حدث , و أغمض عينه في محاولة أخرى منه للنوم ..و إذّ بحجرٍ صغيرٍ آخر يُقذف نحو نافذته من جديد ! 

و هنا !! قرّر ان يخرج من السيارة ليتفقّد المكان في الخارج .. و صار يمشي و يمشي حاملاً كشّاف النور , دون ان ينتبه على انه ابتعد كثيراً عن السيارة .. 
ثم احسّ بشيءٍ غريب , جعله يرتبك ! .. فنادى بصوتٍ معتدل :
-هل من أحدٍ هنا ؟!!
لكن ما من مجيب ! 

فصار يحدّث نفسه : ما هذا الشعور المخيف ؟! .. لما أشعر بوجود من يراقبني ؟! ... يا إلهي ! هل كان شعور يزن صائباً ؟! 
و إذّ بصوتٍ اجشّ يجيبه : 
-ربما .. شعور يزن صائباً !! 

أحمد يكّلم نفسه : يا ويلي ! من هذا ؟! ..و كيف سمع ما قلته لنفسي ؟! 
ثم صرخ قائلاً : 
-من أنت ؟!! هيّا أظهر نفسك !!

و فجأة !! يتحرّك شيءٌ ما , من بين الأشجار بسرعة غير طبيعية ! و الظلام المخيّم في المكان , زاد من رهبة الموقف ! 

فصار أحمد يتلفّت من حوله بفزع !.. و اذّ به يلمح عيوناً كثيرة تطلّ نحوه من خلف الأشجار ! 
فيرتبك و يتراجع للخلف بسرعة , ليتعثّر بحجر ..و يسقط على رأسه مغشياً عليه .

*

مالك و يزن الذين كانا يغطّان في نومٍ عميق , استيقظا على صوتٍ قادم من عُمق الغابة .. 
صوتٌ بدأ يرتفع تدريجياً , و كان أشبه بالصياح ! 

هنا !! انتفض مالك قائلاً : 
- ما الذي يحدث ؟!
-يزن : لا أدري ....... و أين أحمد ؟!

فصار مالك ينظر من زجاج السيارة في جميع الإتجاهات :
-تباً ..انا لا اراه ! هيّا يا يزن , علينا ان نخرج و نبحث عنه ..هناك شعوراً سيئاً يراودني !

ثم نزلا من السيارة و معهم كشافيّ النور , و صارا يناديان عليه بصوتٍ عالي : 
-أحمد !! اين انت ؟!!!
لكن ما من مجيب ! 

فقال مالك : 
-اسمع !! سأبحث انا من هذا الإتجاه .. و انت خذّ ذلك ..
يزن مقاطعاً و بقلق : 
-لا !! من الأفضل ان لا نفترق .. بصراحة يا مالك , انا خائفٌ جداً ! 
-يزن !! هذا ليس وقتاً للخوف .. قد يكون صديقنا في خطر ... 

و بعد ان اقنعه , افترقا للبحث عن صديقهم أحمد .

#البـارت الاول التككملة يتبـع ....

في هذه الأثناء .. استيقظ أحمد ليجد نفسه واقعاً على الأرض , و قد شجّ رأسه .. و كان مُحاطاً بعددٍ مهول من العظام و البقايا البشريّة الغارقة في بركة دماء , و مستنقعٍ من الأشلاء النتنة !

فصار يكلّم نفسه , و هو يرتجفّ من الخوف : يا الهي ! ما هذا المكان المرعب ؟! ..أين أنا ؟! و لمن تعود كل تلك الجثث المتعفّنة ؟! 
...(ثم صار يسعل) ..اكاد اختنق من هذه الرائحة المُقرفة !!

فردّ عليه صوت من العدم : 
-مرحباً بك في العالم الآخر !!! 
ثم تبِعَ جملته , ضحكاتٌ هستيرية ! 

-أحمد خائفاً : من أنت ؟! ... أظهر نفسك !! 

و لم يكد ينهي كلامه .. حتى تراءى له من بعيد ..عيوناً كثيرة حمراء اللون , واسعة و مستديرة الحدقات , مع ابتساماتٍ مخيفة جداً ! 
ثم علا صوت التصفيق و التصفير من كل مكان ! 

فصرخ أحمد بفزع : 
-من انتم ؟!! و ماذا تريدون مني ؟! .. انا لم افعل شيء ! ..رجاءً أخرجوني من هنا !! و دعوني اعود إلى بيتي .. أتوسّل اليكم !!
فأجابه الصوت : 
-و هل من الحكمة أن نُخرج فأراً من المصيدة ؟ 

ثم تعالت أصوات الضحكات الهستيرية .. و أحمد مُتجمّدٌ في مكانه من شدّة الخوف !

*

في مكانٍ آخر من الغابة .. و بعد ان افترقا مالك و يزن كلاً في طريقه , للبحث عن احمد الضائع 

كان يزن يمشي بموازاة الغابة , فهو لا يريد التوغّل فيها بهذا الظلام الحالك .. و رغم انه مازال يمشي على الإسفلت , الاّ ان الضباب كان يعيق رؤية نهاية هذا الطريق الطويل .. 

و فجأة !! سمع صراخاً قادماً من بين الضباب : 
-أنقذوووووني !!!! .. أنقذووووني !!!! 

فركض يزن مُسرعاً نحو الصوت , ظنّاً منه : أنه صديقه أحمد ! 
فواصل الركض , الى ان بدأ الصوت يتضح تدريجياً .. ثم اختفى فجأة ! 

دقائقٌ مرّت و يزن مازال يتلفّت يُمنةً و يسرى , و هو ينادي هنا و هناك بقلق :
-احمد رجاءً !! قلّ ايّ شيء لأعرف مكانك !! 

و اذّ به يلمحه من بعيد ! 
كان احمد يمشي باتجاهه ببطء , خافضاً بصره نحو الأرض ! 
..فركض يزن اليه بفرح : 
-أحمد !! الحمد لله على السلامة .. أين كنت يا رجل ؟! ظننّا بأن مكروهاً أصابك ! 

فرفع احمد بصره اليه .. و لاحظ يزن على الفور : بأن عين احمد غَارَتِ في حَدَقتِها , و كانت شديدة الإحمرار ! و قد شحب وجهه تماماً .. 
ثم قال احمد بصوتٍ خشنٍ مبحوح : 
-من هو أحمد ؟! 

عندما رأى يزن ما حلّ بصديقه ! أطلق رجليه للريح و فرّ هارباً , في محاولة لإيجاد مالك و تحذريه من الخطر المحدّق بهما .

*

في مكانٍ آخر .. 
مالك الذي لم يثمر بحثه عن احمد بشيء , قرّر العودة إلى السيارة لينتظر صديقاه بداخلها .. و في طريق عودته , سمع صوتاً من بعيد يقول له : 
-اقترب !! .. اقترب أكثر . 

و مالك كان اشجع اصدقائه .. لهذا الصوت لم يفزعه , بل على العكس !! صار يتتبّع مصدره بخطواتٍ ثابتة ... الى ان اختفى الصوت فجأة !

*

يزن الذي ركض مسافةً طويلة , توقف قليلاً ليلتقط أنفاسه و هو مازال يفكّر : ما الذي حدث ؟! ماذا أصاب أحمد ؟! لم تغيرت ملامحه هكذا ؟!
و إذّ بصوتٍ يقطع تسلّسل أفكاره : 
-أحمد لم يعد لكم !!

فيصرخ يزن بفزع و غضب : 
-من هناك ؟!! .. مالك !! اذا كان هذا انت , فلا وقت ابداً للمزاح .. فأحمد اصيب بشيء .. 

ثم توقف عن الكلام , و صار يحدّث نفسه : لحظة ! ..كيف لمالك أن يقرأ أفكاري ؟! ... اوووفّ ! ما هذه الرائحة النتنة ؟! و كأني أقف في مكبٍّ للنفايات ! 

ثم انتبه يزن الى اقتراب مجموعة من المخلوقات الغريبة نحوه , كانت اشبه بإشلاءٍ بشرية مُتحرّكة ! و كان من بينهم احمد .. و جميعهم ينظرون إليه , كأنه وجبة شهيّة على طبقٍ من ذهب !

يصيح يزن بفزعٍ شديد : 
-من أنتم ؟!! و ماذا تريدون مني ؟ انا لم اؤذيكم بشيء ! رجاءً لا تقتربوا مني !! ... احمد !! اهرب منهم بسرعة , و دعنا نبتعد عن هذا المكان !!... احمد رجاءً !!!

*

بعد ان اضاع مالك ذلك الصوت , وجد نفسه في وسط الغابة المُلتفّة الأغصان .. و علم انه أضاع الطريق ! 
فصار يحدّث نفسه بقلق : يالا غبائي ! كيف سأخرج الآن من هذه الورطة ؟! 

و في هذه اللحظة ! يتناهى الى سمعه سعال شخصٍ ما !

فيقترب مالك من مصدر الصوت , ليرى عجوزاً يسير بخطواتٍ مُتثاقلة !

فيدنو منه بتردّد , و يقول له : 
- يا عمّ !! .. يا عمّ , هل تسمعني ؟! ... مرحباً !!

- مالذي اتى بك الى هنا , في مثل هذا الوقت المتأخّر ؟!
- بصراحة , كنت سأسألك السؤال ذاته ؟ .. ثم كيف تمشي يا عمّ , دون كشّاف نور ؟!
- نور القمر يكفيني 

فاستغرب مالك من كلام العجوز ..فنور القمر بالكاد يستطيع ان يتخلّل بين كل هذه الأغصان المُتشابكة داخل هذه الغابة .. لكنه تجاهل الأمر , و حاول الإستفسار اكثر .. 
-و هل انت من سكّان ..
العجوز مقاطعاً و بجديةّ : 
-ماذا تريد مني بالضبط , ايها الشاب ؟!! 

#البـارت الثاني التككملة يتبـع ....

-كنت انا و صاحبيّ قد سلكنا هذا الطريق , بعد ان انهينا تخيّيمنا بالمنطقة المجاورة ...لكن لسوء حظنا ! نفذ الوقود , فتوقفت السيارة امام هذه الغابة .. و بعد ساعات , ضاع صديقي الأول ! .. (ثم صار يتلفّت حوله) ..و اظنّني الآن اضعت الآخر ! و احتاج مساعدتك لإيجادهم .. فهل تستطيع ان تدلّني على .. 

مقاطعاً :
- ما رأيك أن تأتي لكوخي ؟ فهو قريبٌ من هنا 
-ماذا ! ..ألم أقل لك يا عم , أنني أبحث عن صديقايّ .. فكيف تريدني ان انعم بمكانٍ دافئ ! و هما في مكانٍ ما , يواجه ان برد و وحشة الغابة ؟!

-بنيّ !! اسمع الكلام , و لا تتعبني معك .. فلم يبقَ على بزوغ الفجر سوى ساعتان .. و حينها نبحث عنهما سويّاً .. 
- و هل لديك هاتفاً في كوخك ؟ 
-بالتأكيد !! و يمكنك الإتصال بالشرطة ليساعدوك 

ففكّر مالك قليلاً , ثم قال :
-تمام ..تبدو فكرة جيدة .. هيا اذا !! لنذهب يا عمّ

***

بعد ان توغلا اكثر في الغابة , وصل العجوز مع مالك إلى كوخٍ خشبي قديم .. و بعد ان دخلا .. صار مالك يدير الكشّاف في ارجاء المنزل المظلم , باحثاً عن شيء .. 
ثم قال :
-أين تضع الهاتف , يا عم ؟!

لكن الرجل لم يجيب ! بل كان مشغولاً بإنارة قنديل الغاز , الموضوع فوق الطاولة في آخر الصالة ..

فيعيد مالك عليه السؤال , بعد ان رفع صوته ليسمعه : 
-يا عم !! أين الهاتف ؟! عليّ أن اكلّم الشرطة حالاً , حتى يصلوا في الوقت المناسب .

ثم التفت الرجل المسنّ إلى مالك .. و هو يرفع القنديل امام وجهه , لتظهر ابتسامته المخيفة : 
-عن أي هاتف تتحدّث ؟

فصعق مالك من هول المنظر !

و صار يكلّم نفسه : ما هذا ؟! هل تغيرت ملامحه فجأة ؟! ام انني لم انتبه جيداً على وجهه القبيح !

و كان العجوز يقترب منه بخطواتٍ بطيئة .. فحاول مالك الهرب , لكن قدميه تجمّدتا من الخوف .. فحدّث نفسه بقلق : يا إلهي ! مالذي يحصل معي ؟! هيا تحرّكي , أيتها اللعينة !!!

لكن لا فائدة , فقدميه التصقتا بالأرض ! فلم يجد نفسه الا و قد اخرج مفتاح السيارة و غرزها بقوة في قدمه .. و اذّ بجسمه ينتفض , بعد ان شعر بالألم .. فتحرّرت قدماه , لينطلق مسرعاً نحو الباب .. لكنه يجده مقفولاً !

و صار العجوز يقترب منه ببطء , مُصدراً صوتاً يشبه الزمجرة ! 

فما كان من مالك الاّ ان رمى بكرسي (وجده امامه) على النافذة .. فكسرها .. ثم اسرع بالقفز منها , و الهرب من ذلك الكوخ الملعون !

و ظلّ مالك يركض في الغابة بكل ما اوتيّ من قوة .. الا انه انتبه بعد دقائق , بأنه اضاع الطريق .. فصار يبحث هنا و هناك بقلق و بشكلٍ عشوائي , الى ان وصل إلى طريقٍ كان قد مشى فيه من قبل .. فسار فيه , حتى وصل اخيراً للسيارة .. 

و من بعيد , لاحظ جلوس يزن في المقعد الخلفي .. فأسرع اليه !! و دخل (مالك) الى السيارة كالمجنون , و إقفل بابها بسرعة !! 

و قال ليزن بصوتٍ مُرتجف : 
-علينا ان نهرب من هنا بسرعة !! فالمكان أصبح خطيراً !

لكن يزن لم يجيب ! ..فالتفت مالك الى الخلف بغضب , ليرى يزن مُخفضاً رأسه ! 
-يزن !! ما بك ؟! أهذا وقت النوم ؟!!

-يزن بصوتٍ خشن : من هو يزن ؟

#ونتهـت ......♥️🍁
يله ختارو عسريع اريد فرد 20 تصويت
2024/05/28 22:48:23
Back to Top
HTML Embed Code: