تخيروا لأبي حمزة أفضل صوره، كان ليرضيه ذلك.
هم الذين يعرفون مسالك الحياة الطيبة، ويحبونها، أعلم الناس بسبل تقديمها رخيصة هينة ابتغاء وجه ربهم والحياة الباقية.
هم الذين يعرفون مسالك الحياة الطيبة، ويحبونها، أعلم الناس بسبل تقديمها رخيصة هينة ابتغاء وجه ربهم والحياة الباقية.
الأمر لله، امتحننا وابتلانا بما يستخرج منا العبودية، وهي مجال مطلق الاتساع، بعددِ أنفاس الخلائق وطرائقِهم لبلوغ الافتقار والذل للعظيم الجبار، والأعمال لا تُقاس بالضرورة بمعيار الفعالية بل بالعبودية، والعبودية هي التي تعطي الأسباب معنى، ودونها لا يكون لها أي معنى..
ولذلك حتى لو وُجد عبد في طرف الدنيا أو عمق أدغالها أو في بواطن صحاريها، وحيدا، خاليا من أي سبب ظاهر فهو مطالب بالدعاء للأمة والمسلمين والاستغفار لهم والتوبة والتضرع والإحسان لما حوله من المخلوقات وإحسان ما يشغله من مساحة في خلق الله بنيّة التعبّد ورفع الكربة عنهم ولا يُحاكَم لما يسمى بالفعالية بل حسبُه عبوديته وبذل الوسع الموافق لأسبابه..
وكذلك لو وُجد عبد في وسط المعمعة وظهر منه اجتهاد في السبب و"فعالية" فلا يعني ذلك بالضرورة حصول العبودية منه واستحضاره لمعانيها وحصوله على ثوابها، كما تثبت أدلة وأمثلة كثيرة كالفاعلين العاملين الذين تسعّر بهم النار يوم القيامة..
فلا نتألى على الله، ولا نعمم الأحكام على العباد، ولا نرسم أطرا ضيقة لما يكون عليه السعي الفعال والضروري، ولا نستهين بما يحقق معاني العبودية الواسعة من الأفعال والأقوال والاعتقادات القلبية ولا نزهّد الناس فيها، ولا نصنّم الأسباب؛ بل نكون وسطا، ونبشر ولا ننفر، ونيسّر ولا نعسر، ونسأل الله الهداية والتوفيق والقبول، ونستغفر الله من التقصير، وندلّ الناس على معنى العبودية فمن هدي له هُدي للأسباب والإحسان.
ولذلك حتى لو وُجد عبد في طرف الدنيا أو عمق أدغالها أو في بواطن صحاريها، وحيدا، خاليا من أي سبب ظاهر فهو مطالب بالدعاء للأمة والمسلمين والاستغفار لهم والتوبة والتضرع والإحسان لما حوله من المخلوقات وإحسان ما يشغله من مساحة في خلق الله بنيّة التعبّد ورفع الكربة عنهم ولا يُحاكَم لما يسمى بالفعالية بل حسبُه عبوديته وبذل الوسع الموافق لأسبابه..
وكذلك لو وُجد عبد في وسط المعمعة وظهر منه اجتهاد في السبب و"فعالية" فلا يعني ذلك بالضرورة حصول العبودية منه واستحضاره لمعانيها وحصوله على ثوابها، كما تثبت أدلة وأمثلة كثيرة كالفاعلين العاملين الذين تسعّر بهم النار يوم القيامة..
فلا نتألى على الله، ولا نعمم الأحكام على العباد، ولا نرسم أطرا ضيقة لما يكون عليه السعي الفعال والضروري، ولا نستهين بما يحقق معاني العبودية الواسعة من الأفعال والأقوال والاعتقادات القلبية ولا نزهّد الناس فيها، ولا نصنّم الأسباب؛ بل نكون وسطا، ونبشر ولا ننفر، ونيسّر ولا نعسر، ونسأل الله الهداية والتوفيق والقبول، ونستغفر الله من التقصير، وندلّ الناس على معنى العبودية فمن هدي له هُدي للأسباب والإحسان.
غياب الجماهير يعالج بمسارين، خاص وعام، عاجل وطويل الأمد، أما الخاص فشأن الجماعات والأحزاب والمؤسسات القادرة على التعبئة والتوجيه والحماية القانونية..
وأما الخاص فشأنان: شأن الحركيين الأفراد، ذوي المجموعات الصغيرة والحلق والمجالس والأسَر والأثر المتعدي المحدود، وظيفتهم التوعية والتربية وتصحيح المفاهيم وغرس معاني البذل والسعي وسد الثغور والتعبّد بالأمر والنهي وإعلان البراءة وتحريك المؤسسات وإحراجها ما وُجدت وسائل ووسائط لذلك..
ثم شأن الفرد الواحد الملتفت لشأنه المشتغل بتحصيل معاشه أو طلب العلم أو غير ذلك؛ فهذا حيلته الدعاء والاستغفار والإنفاق والحض عليه والذّب عن أعراض الرجال وتحديث النفس بالعمل الأعلى لو أتيح سببه؛ فإن كان ذلك ارتفع للنفع المتعدي، فإن أتيح أكثر ارتفع للانتماء التنظيمي المؤسسي الضاغط أو المنتج للبدائل..
وكل هؤلاء عباد، عليهم بالإخلاص والافتقار والاستعانة ولزوم الدعاء، والله أعلم.
وأما الخاص فشأنان: شأن الحركيين الأفراد، ذوي المجموعات الصغيرة والحلق والمجالس والأسَر والأثر المتعدي المحدود، وظيفتهم التوعية والتربية وتصحيح المفاهيم وغرس معاني البذل والسعي وسد الثغور والتعبّد بالأمر والنهي وإعلان البراءة وتحريك المؤسسات وإحراجها ما وُجدت وسائل ووسائط لذلك..
ثم شأن الفرد الواحد الملتفت لشأنه المشتغل بتحصيل معاشه أو طلب العلم أو غير ذلك؛ فهذا حيلته الدعاء والاستغفار والإنفاق والحض عليه والذّب عن أعراض الرجال وتحديث النفس بالعمل الأعلى لو أتيح سببه؛ فإن كان ذلك ارتفع للنفع المتعدي، فإن أتيح أكثر ارتفع للانتماء التنظيمي المؤسسي الضاغط أو المنتج للبدائل..
وكل هؤلاء عباد، عليهم بالإخلاص والافتقار والاستعانة ولزوم الدعاء، والله أعلم.
لا تفتروا عن الدعاء فذلك واجب عبودي لربّكم الذي يحب تضرعكم، وفيه حق لإخوانكم يثبت ولاءكم ومحبّتكم، وقد يكون فيكم الذي لو أقسم على الله لأبرّه غير أنه محجوب عن نفسه، واطلبوا الدعاء ممن كُشِف لكم حاله وظهر صلاحه، واسألوا الدعاء من الكبير والصغير، والزموا الدعاء بعد الطاعات والصدقات ومواطن خشوع القلب وحضوره، أي حول لنا وأي قوة دون ربّنا، ليس لها من دون الله كاشفة، والزموا وصيّة حبيبكم صلى الله عليه وسلّم لكشف الكربات: الله الله ربي لا أُشرِك به شيئا، الله الله ربي لا أُشرك به شيئا.
أنعم الله علينا في الجزائر بنعمة عظيمة لا نقدرها قدرها، ولو أحطنا بقيمتها لفتحت علينا مساحات تربوية وإصلاحية عظيمة، من أعظمها تسهيل تثبيت جملة من أعظم المفاهيم والمعاني الشرعية التي تتعرض للغارة اليوم.
وأقصد بتلك النعمة، تراث الجهاد الجزائري وتجدده وارتباط المجتمع به بكامل فئاته ويُسر توظيفه وبناء الإصلاح التربوي والاجتماعي على أسسه ووفق مفاهميه الحيّة المتداوَلة القريبة من الوعي العام كمفهومي الجهاد والاستشهاد..
من أمثلة ذلك -إضافة لاعتماد أسماء الشهداء والمجاهدين مصدرا أساسيا لتسمية المرافق والمؤسسات التي تشكل فضاء التفاعل الاجتماعي الذي ننشأ فيه، من مدارس وجامعات ومستشفيات ومحطات مسافرين ومطارات ..الخ-، تجدّد هذا المعنى واتصال أسباب تلك العلاقة بوسائل شتى..
كهذه الصورة، لبنت أحد شهداء الثورة التحريرية، تلقي سلاما على والدها قبيل دفنه، بعد ستين عاما من ارتقائه وغيابه، بعد أن وُجد في إحدى المغارات مع بعض آثاره ومذكراته..
كم نحن مقصرون في اغتنام ذلك، وكم نحن مقصرون في حقهم وحق أمانتهم..
م: اخترت عدم وضع صورة له إجلالا لقدره.
وأقصد بتلك النعمة، تراث الجهاد الجزائري وتجدده وارتباط المجتمع به بكامل فئاته ويُسر توظيفه وبناء الإصلاح التربوي والاجتماعي على أسسه ووفق مفاهميه الحيّة المتداوَلة القريبة من الوعي العام كمفهومي الجهاد والاستشهاد..
من أمثلة ذلك -إضافة لاعتماد أسماء الشهداء والمجاهدين مصدرا أساسيا لتسمية المرافق والمؤسسات التي تشكل فضاء التفاعل الاجتماعي الذي ننشأ فيه، من مدارس وجامعات ومستشفيات ومحطات مسافرين ومطارات ..الخ-، تجدّد هذا المعنى واتصال أسباب تلك العلاقة بوسائل شتى..
كهذه الصورة، لبنت أحد شهداء الثورة التحريرية، تلقي سلاما على والدها قبيل دفنه، بعد ستين عاما من ارتقائه وغيابه، بعد أن وُجد في إحدى المغارات مع بعض آثاره ومذكراته..
كم نحن مقصرون في اغتنام ذلك، وكم نحن مقصرون في حقهم وحق أمانتهم..
م: اخترت عدم وضع صورة له إجلالا لقدره.
أقبلت الليالي الفاضلة، وحلّت النفحات، ونُشرت الخيرات؛ فالحمد لله الذي بلغنا هذه الفرصة ونسأل الله اغتنامها، أوصيكم ونفسي بإحياء الليل، ذكرا وتسبيحا ودعاءً وصلاةً وإنصاتا للقرآن والمواعظ وتلاوةً للذكر الحكيم وتدبُّرا وتأمُّلا، والزموا مصلياتكم وسجاداتكم قدر الاستطاعة بنيّة المكوث والاستغراق في الذكر بألوانه وتنويع العبادات بين الصلاة والصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مُصلاه"، وأكثروا من الاستغفار والصلاة على رسول الله، والعُمدة في الدعاء "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا".
هذه الأيام تمتلئ ملاعب العرب بجماهير تصفيات كأس العالم، وتمتلئ سماؤها بالفائزين بتصفيات أخرى، كلّها تصفيات وكلٌ ميسَّرٌ لما خُلِق له
موعظة:
"وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون"
سورة القلم.
"وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون"
سورة القلم.
إخوانكم تحت ضغط جديد، ولم يجدوا من يخفف عنهم بعضه، ويتم لي ذراعهم بالتلويح بعملية بريّة جديدة، والواقع المر الذي يجب أن نُقرّ به، هو أننا أسلمناهم لمصيرهم، والمآل المر المُحتمَل الذي قد تمضي إليه الأمور، أن نتودّع من غزة التي نعرف، ولا ملامة عليهم في ذلك إن كان فقد أوجَبوا واستفرغوا الوسع، ولا شرف لنا إن فُرجت فقد خَذَلنا.
هذه ليلة عظيمة مُباركة، تجمع بين معنى الهديّة للعباد لإكرامهم، واستنهاضهم للمباهاة بهم، وامتحانهم لرفع درجاتهم، فاقبل الهديّة بالفرح والإقبال، واستجِب للنداء والاستنهاض برفع الهمّة والعزم على الاجتهاد واستحضار شُهود الملائكة، وعامل الليلة على أنها نجاتُك، وأنها الليلة التي ستفرح بها إذا لقيتَ ربّك أو تندم على تضييعها؛ ثم انظُر كم تزِن عندك آخرتك.
ما بقي من رمضان:
- ليلةٌ وترية مرجوَّة
- هدايا الخواتيم.
- أدلّة صدق المُحبِّين (لا يستعجلون الانصراف قبل طيِّ البِساط)
- فرصة الاستدراك للمقصرين (كل تسبيحة رمضانية سيُندَم عليها، وكذلك الركعة والآية وباقي الأذكار والصالحات)
- ما من موسم فاضل إلا وآخره خيرٌ من أوَّله
- إحسان توديع رمضان على وعد أن نلقاه يوم الميزان، مقبولا وشافعا.
- ميدان إظهار الافتقار، ولزوم الاستغفار، واليأس من البضاعة والعمل، والطمع في الكرم، ولا ينصرفُ عن الاجتهاد قبل آخر دقيقةٍ في الموسم إلا من طمع في عمله واعتمد عليه واكتفى به، ما أخفَّ عقله!!
- ليلةٌ وترية مرجوَّة
- هدايا الخواتيم.
- أدلّة صدق المُحبِّين (لا يستعجلون الانصراف قبل طيِّ البِساط)
- فرصة الاستدراك للمقصرين (كل تسبيحة رمضانية سيُندَم عليها، وكذلك الركعة والآية وباقي الأذكار والصالحات)
- ما من موسم فاضل إلا وآخره خيرٌ من أوَّله
- إحسان توديع رمضان على وعد أن نلقاه يوم الميزان، مقبولا وشافعا.
- ميدان إظهار الافتقار، ولزوم الاستغفار، واليأس من البضاعة والعمل، والطمع في الكرم، ولا ينصرفُ عن الاجتهاد قبل آخر دقيقةٍ في الموسم إلا من طمع في عمله واعتمد عليه واكتفى به، ما أخفَّ عقله!!
إن تعجَب فعجبٌ حالُ ضيفِنا رمضان، نحزَن لخفّته وسرعة مغادرته، ثم نسحبُ الفراش من تحته قبلَ وقوفه، ونلتفت عنه قبل انصرافه، وننشغل بغيره قبل تشييعه وإحسان توديعه!!، هكذا نحن، نجفو ما لم يُغادر، ونحتفي بما لم يأت بعد، نأخذ من وقتِ ذاك لهذا، والحق أنه وقتُنا نحن الذي كان لأجلِنا وعتقنا ونَوالنا، غير أننا لا نُريد ما يُريدنا، خيبة.