Telegram Web Link
إلهي، بالمهدي، إقطع قلبي عن كل ما سوى المهدي.
بإلمهدي، أفرغ قلبي من كل شيء سوى المهدي.
بالمهدي، أعمي عيني عن كل شيء سوى المهدي.
بالمهدي، إفرغ عقلي عن كل فكر بغير المهدي.
بالمهدي، إقطع أملي عن كل ما سوى المهدي.
بالمهدي، لا تجعلني أميل لغير المهدي.
إلهي بالمهدي، اصطنعني للمهدي، واخترني لخدمته، ولا تستبدل بي غيري.
سيدي، يا ابن الحسن، الى متى قلوبنا تهتف " الى متى الغياب يا ابن الحسن".

سيدي، يا بقية الله، قد طال الأمد ونحن نقول " طال الغياب يا بقية الله".

سيدي، أيها الطالب بدم الحسين، قد طال الأمد ونحن ننادي " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".

سيدي، يا معز المؤمنين ومذل المستكبرين، قد طال طغيان المستكبرين، واستضعاف المؤمنين.

سيدي، يا مدرك ثأر الصالحين، قد تلطخت الأرض بدماء الصالحين.

سيدي، يا فرج المؤمنين، قد أشتد الضيق والكرب بالمؤمنين.
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
سيدي يا بقية الله.

بحجم جروحك نفتقدك.
بقدر آلامك نترقبك.
بمدى البعد عنك ننتظرك.
وبشدة قسوة فراقك نئن إليك!


سيدي، لقد طالت الأيام والسنين، وطال البعد والفراق، وبعد الأمد وقست القلوب، وأمتلئت الصدور حزناً، والعيون شوقاً، وأزدادت غربتنا ألماً ووحدة، ولا زلت عنا بعيد!
ولا زلت عنا غريب!
ولا زلت عنا غائب الى أمد مجهول!
لا ندري، أندركه، أم يدركنا الموت؟
أتتكحل عيوننا برؤيتك؟ أم سيسبقك التراب اليها؟
يا بقية الله.

لو كنا ندرك ونبصر مصيبة غيبتك، وعشنا ألم غيبتك معك.
فان مصيبة لحظة واحدة من غيبتك كافية لتملأ حياتنا حزناً وألماً.
فكيف بألف سنة من الغياب!
إلهي.

بضلع فاطمة، عجل فرج المنتقم لضلع فاطمة.
بطبرة علي، عجل فرج المنتقم لطبرة علي.
بكبد الحسن، عجل فرج المنتقم لكبد الحسن.
بنحر الحسين، عجل فرج المنتقم لنحر الحسين.
بمظلومية أوليائك، عجل فرج المنتقم لمظلومية أوليائك.
بدينك القويم، عجل فرج المظهر لدينك على كل دين.
ترى ماذا سيفعل بي ملك الموت إن قلت له: بحق صاحب الزمان لما خففت علي؟

منكر ونكير، مالك، وملائكة العذاب جميعاً، ماذا يمكن أن يفعلوا بي إن أقسمت عليهم بصاحب الزمان؟

هل يستطيعون تجاهل قسمي وهم يعلمون أنه لولا صاحب الزمان وأهل بيته لما خلقهم الله؟
هل يتجاهلون قسمي وهم يعلمون أن صاحب الزمان وأهل بيته هم من علموهم عبادة الله!

لا، لا أظن ذلك!
يا بقية الله.

كم عاشوراء وعاشوراء مر على قلبك؟
كم حز رؤوس وطحن أضلع وسبي نساء مر على عينك؟
كم قلوب تتلظئ عطشاً، وأضلاع مرضضة، وأصحاب مجزرة مرت بك؟
كم خيام محترقة، وأيتام مسلبة، ونساء مشردة، شاهدت عينيك؟

فماذا يهيجك وكل الذي ترى؟
سيدي يا بقية.

ترى كيف تكون حياة من فقد الشموس الطالعة؟ وغابت عنه الأقمار المنيرة، وأبتعدت الأنجم الزاهرة؟
هل يرى في حياته غير الظلام؟
هل يمكن أن يبصر النور في غيابك؟
لو جبنا الأرض طولاً وعرضاً، فهل نتخلص من الظلام ونحن قد فقدنا الشموس الطالعة والأقمار المنيرة والأنجم الزاهرة؟؟

متى سينتهي هذا الظلام سيدي؟
متى سترجع وتعيد النور الى حياتنا؟
متى تعود وتعود معك أرواحنا التي ذبلت وسط الظلام؟
سيدي يا بقية الله.


ان كانت غيبتك مصيبة، فغيبتك عن قلوبنا مصيبة أعظم.

وان كان بعدك عن ديارنا بلية، فبعدك عن قلوبنا أشد بلية.

وان كان فقدنا لك مأساة، فنسيانك في قلوبنا أشد وأقسى.

وان كان فراقك مر، ففراقنا لذكرك أقسى وأمر.
سيدي أيها الصائم الغائب.

صيام رمضان عن الطعام والشراب.
لكن صيام غيبتك عن وجه الله في الأرض.
صيام رمضان عن المفطرات.
لكن صيام غيبتك عن نور الله وسبيله.
صيام رمضان يحرمنا من الأكل والشرب.
لكن صيام غيبتك قد حرمنا من رؤية عينيك.
صيام رمضان معدود وقصير.
لكن صيام غيبتك مر طويل.
صيام رمضان يقربنا لله.
لكن صيام غيبتك لأن علينا سخط الله.


صيام رمضان ينتهي بالفطور.
لكن متى سينتهي صيام غيبتك !؟
سيدي، أيها الصائم القائم..

لو صمنا أياماً وشهوراً وسنيناً، فإن العطش للماء لا يقطع قلوبنا، ولا يمزق أحشاءنا، ولا يذبل أرواحنا، ولا يهيج ويشعل الألم في حياتنا..

أتدري ما الذي يقطع قلوبنا ويمزق أحشاءنا؟
أتدري ما الذي يذبل أرواحنا ويهيج حياتنا بالألم؟
أتدري؟
بلى، هي غيبتك
بئساً لنا وقد بلينا بفراقك، وأمتُحنا ببعدك.
مولاي يا أمل المستضعفين.

نجوب الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن منقذ، مخلص، مفرج، مغيث لنا فلا نجد أحداً..

وأنت تجوب الأرض طولاً وعرضاً، بحثاً عن أنصار لك ولدينك، فتجد شيعتك منشغلين عنك بغيرك.

ان الله معك، ولا حاجة بك لغيره، وتعلم أن خلاصنا بك.
وأما نحن فليس لنا أحد غيرك، لكننا نتركك ونلجأ لغيرك، مع ان خلاصنا ونجاتنا بك وحدك.
مولاي أيها الصائم وحيداً..

مع من تتسحر ومع من تفطر؟
من يعد لك الفطور بعد ان تتعبك هموم وبلايا شيعتك؟
كيف تشرب الماء بعد ظمأ الصيام وأنت تتذكر عطش جدك الحسين؟
مولاي، إن اختلطت دموعك على جدك بالماء، هل ستفطر بنفس الماء؟ وهل يروي عطشك؟

مولاي، ان الصيام عن الماء والشراب لبضع ساعات أمر يطاق.
لكن كيف يطاق الصيام عن رؤيتك لمئات السنين؟
سيدي يا بقية الله..

تلطف على من أقصى آماله تقبيل قدميك.
تحنن على من أعظم سعادته رؤيتك.
اشفق على من أعظم مصيبته غيبتك.
إرأف بمن أقسى آلامه فراقك.
إرحم من يتمنى التمسح بترابك.
اعطف بمن فارق حلاوة الحياة لبعدك.

فهلا أقبلت إلينا سيدي؟
يا وجه الله في الأرض.

اذا كان أحد المقربين لنا يحمل شهادة عالية أو منصب كبير، سنفتخر ونتكلم به في كل مكان، سنجد ربما إن الأرض لا تحملنا فرحاً وتفاخراً به، سنستغل كل فرصة لنقول ان فلان قريب لنا.

وأنت يا سيدي أقرب لنا من الجميع، بما فيهم والدينا، وأنت الذي بيدك السلطة على السماوات والأرض، وكل شيء فيهما خاضع لك، وبك قامتا، وبك استقامتا، وبك جرت الحياة فيهما…

أفلا يجب علينا أن نتفاخر بك؟ أن نتحدث عنك أينما ذهبنا؟ أن نذكرك ونتكلم عنك حيث ما حللنا؟
ألا يجب أن نتفاخر على الأرض ومن فيها بأننا نتبعك؟
ألا يجب أن نتفاخر على السماوات ومن فيها ومن تحتها بأن مهدي رب العالمين يحبنا؟
ألا يجب أن يكون صوتنا هو الأعلى بذكرك؟
ألا يجب أن نكون نحن الأكثر نشاطاً من كل الخلق بإمامتك؟
ألا يجب أن نكون أسعد الخلق باتباعك؟
ألا يجب أن يكون ذكرك قرين ﻻلسنتنا؟
ألا يجب أن يكون اسمك جليس لقلوبنا؟
في الرواية عن الصادق يتحدث فيها عن المهدي قال "لو أدركته لخدمته أيام حياتي".

مولاي، يا مهدي: إن كان الإمام الصادق يتمنى خدمتك، فمثلي ماذا يتمنى؟
خدمة خدامك؟
أو تنظيف حذائك بجبهتي؟
أو تقبيله والتبرك به؟
ربما هذا أكبر من مقامي،
فهل يناسبني أن أتمنى التبرك بالتراب الذي يطأه أقدامك؟
في آخر توقيع عن الإمام المهدي قال "فلا ظهور إلا بعد إذن الله، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب.. "

سيدي، قد قست القلوب لطول غيبتك.
قد تفتت القلوب شوقاً لك.
قد تحطمت القلوب لفراقك.
قد تمزقت القلوب لبعدها عنك.
قد تقطعت القلوب تلهفاً لك.
قد ذبلت القلوب ترقباً لك.

سيدي، قد طال أمد الغياب.
قد بعد اجل الفراق.
قد اشتد ألم الانقطاع.
قد تكاثر حزن الابتعاد.
قد اشتاقت الأرض والسماوات ومن فيهن لطلعتك.
يا بقية الله، مع تعدد الولائج، فنصرتي معدة لكم لا لغيركم.
ومع تعدد الأهواء، فهواي لكم لا لسواكم.
ومع تشتت الولاءات، فولائي لكم لا لغيركم.
واليوم، وكل يوم، معكم معكم، في كل قول ورأي، لا أحيد عنكم، وإن زالت الجبال الرواسي من أماكنها.
سيدي وإلهي.

قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.

سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
2024/06/01 05:22:21
Back to Top
HTML Embed Code: