Forwarded from قناة الايمان الفضائية-اليمن
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج الرسول والرسالة
غياب الدراسات التاريخية لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعتمدة على القرآن الكريم ج3
6 - رمضان - 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
غياب الدراسات التاريخية لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعتمدة على القرآن الكريم ج3
6 - رمضان - 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
برنامج الرسول والرسالة
المنهج المتبع في تقديم هذه الدروس من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
7 رمضان 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
المنهج المتبع في تقديم هذه الدروس من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
7 رمضان 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
Forwarded from قناة الايمان الفضائية-اليمن
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج الرسول والرساله
المنهج المتبع في تقديم هذه الدروس من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
7 رمضان 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
المنهج المتبع في تقديم هذه الدروس من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
7 رمضان 1446هـ
تقديم د/ حمود الأهنومي
برنامج الرسول والرسالة
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج1
تقديم د/ حمود الأهنومي
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج1
تقديم د/ حمود الأهنومي
Forwarded from قناة الايمان الفضائية-اليمن
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج الرسول والرساله
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج1
تقديم د/ حمود الأهنومي
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج1
تقديم د/ حمود الأهنومي
كل هؤلاء الذين يدافعون عن جرائم دواعش سوريا المشهودة عالميا هم شركاء في الجريمة وهم بلا إحساس وبلا ضمير وبلا دين..
أما حينما يدافعون عن المجرمين بحجة أن بشارا كان مجرما؛ فهذا يعني أنهم يفلسفون جريمتهم بسبق إصرار وتعمد، وهنا تكون الجريمة مركبة، ففعلها جريمة، والتبرير لها أجرم.
أما حينما يدافعون عن المجرمين بحجة أن بشارا كان مجرما؛ فهذا يعني أنهم يفلسفون جريمتهم بسبق إصرار وتعمد، وهنا تكون الجريمة مركبة، ففعلها جريمة، والتبرير لها أجرم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
جانب من حياة حمود الأهنومي العلمية في برنامج تذكار قناة اليمن مع الإعلامي المتألق الأستاذ عبدالرحمن التاج
Forwarded from مختارات (بنك المواد)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السيد القائد: الإسلام بريء من إجرام الجماعات التكفيرية ووحشيتها والجهاد في سبيل الله عنوان مقدس وبريء من جرائمها.
#التكفيريون_هندسة_صهيونية
🔹 www.tg-me.com/Mukhtarat21
#التكفيريون_هندسة_صهيونية
🔹 www.tg-me.com/Mukhtarat21
الجولاني قال: إنه سيشكل لجان تحقيق بشأن الجرائم التي ارتكبتها عصاباته التكفيرية في الساحل السوري..
هل تتذكرون لجان التحقيق التي كانت تشكلها مملكة قرن الشيطان بعد كل مجزرة يرتكبها طيرانهم، ومنا مجزرة الصالة الكبرى؟
كيف سيحقق الشيطان مع نفسه؟
وأي شهادة سيكتبها لأولاده؟
بالمناسبة: كيف كانت نتيجة لجنة تحقيق مجزرة الصالة الكبرى؟
هل تتذكرون شيئا عن لجان التحقيق التي رأسها المجرمون الشياطين؟
هل تتذكرون لجان التحقيق التي كانت تشكلها مملكة قرن الشيطان بعد كل مجزرة يرتكبها طيرانهم، ومنا مجزرة الصالة الكبرى؟
كيف سيحقق الشيطان مع نفسه؟
وأي شهادة سيكتبها لأولاده؟
بالمناسبة: كيف كانت نتيجة لجنة تحقيق مجزرة الصالة الكبرى؟
هل تتذكرون شيئا عن لجان التحقيق التي رأسها المجرمون الشياطين؟
مسلسل معاوية بن أبي سفيان .. الواقع كما كان
الحلقة الأولى
جناية الأمويين على الإسلام والمسلمين
كنت قد كتبت عدة كتابات موثقة عن جناية السلطة الأموية على الأمة والدين والإسلام، وأول تلك السلطة ومؤسسها هو معاوية بن أبي سفيان، وكنت حريصا على أن تبقى تلك الكتابات في البيئة العلمية، وتناقش في الإطار البحثي، بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بما أننا اليوم أمام مسلسلين للأمويين أحدهما تمثيلي في القنوات الفضائية، وآخر واقعي عملي داعشي في دمشق، يحاكي بجرائمه ما كان الأمويون قد أجرموه، فإن هذا يتحتم على جميعنا أن نشارك في تبيين هذه القضية من مصادرها التاريخية، وفي هذه البيئة أيضا..
علما أننا حين نتحدث عن الأمويين فإننا نقصد تلك السلطة الظالمة الغشومة، التي لم يكن لها انتماء أصيل إلى الإسلام، وليس كل أفراد البيت الأموي، فقد كان منهم الصالحون، وهم قلة قليلة، ومنهم الطالحون، وهم الكثرة الكاثرة، وكذلك لا نقصد بهم تلك الحالات النادرة، التي ظهرت في السلطة، وأولهم معاوية بن يزيد، وعمر بن عبدالعزيز، ويزيد بن الوليد بن عبدالملك، فهؤلاء معروف عنهم أنهم خالفوا أهل بيتهم في طريقة حكمهم؛ ولهذا نحن نترضى عنهم، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة..
وهذه أول حلقة أتحدث فيها عن مسلسل بني أمية الإجرامي..
****
جنى الأمويون على الإسلام جناية بالغة، وأجهضوا بما أضافوه من انحرافاتٍ خطيرةٍ وفسادٍ كبيرٍ مشروعَ الإسلام العالمي، وقد كانوا يكيدون للإسلام، وتزعَّموا الحرْبَ عليه، حتى إذا غُلِبُوا في فتح مكة دخلوا في الإسلام؛ ليكيدوا له من داخله، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تسميتهم بـ(الطلقاء)؛: 1-حتى يضعهم ضمن دائرة محدّدة، فلا يُحْسَبُوا في عداد المهاجرين ولا الأنصار، فيكون ذلك ذريعة لهم لتسلق الدولة الإسلامية، 2-ولتكون الأمة منهم على بينة من أمرها، فإذا فرّطت لم يبق على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حجة بعد ذلك.
ومع ذلك فقد دخلوا في الإسلام، وبدأوا ينفثون ما يعتمل داخل صدورهم ضده في محطات عديدة، مصداقا لقول الله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة:67]، في وقتٍ لم تستفد الأمة من تعليمات وتنبيهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه نماذج لبعض نفاقهم:
1-أبو سفيان عميد البيت الأموي: ظل ينفث ما يكنه قلبه من نفاق في مراحل عديدة بعد إعلانه إسلامه في فتح مكة، ومنها:
أ-في غزوة حنين كان على تلة، وأزلامه معه في كنانته، ولما رأى هزيمة المسلمين في أول المعركة قال متشفّيا: (لا تنتهي هزيمتهم دون البحر) [ابن هشام: السيرة النبوية، ج3، ص425؛ والواقدي: المغازي، ج1، ص893؛ وابن كثير: السيرة النبوية، ج3، ص619].
ب-كان يتحيّن الفرص للتمكُّن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذات مرة كان يحدِّثُ نفسه بأن يعاود قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضرب في صدره، وقال له: (إذًا يُخْزيك اللهُ)، فقال أبو سفيان: "أتوب إلى الله، وأستغفر الله مما تفوّهت" [البيهقي: دلائل النبوة، ج5، ص158؛ وابن كثير: السيرة النبوية، ج6، ص240؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج23، ص458].
ج-في يوم اليرموك وقف ينظر للقتال بين المسلمين والروم، فكان إذا مال المسلمون وركبهم الروم يقول هو ومن بحضرته من الطلقاء: إيه بني الأصفر، وإذا مالت الروم وركبهم المسلمون قالوا: ويح بني الأصفر [الطبري: تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص74؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج18، ص338].
د-دخل على عثمان في أيام خلافته، فلما عرف أنه لا يوجد عنده أحد من غير بني أمية قال له: (لقد صارت إليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار) [ابن عبدالبر: الاستيعاب، ج4، ص1679]، وفي رواية ابن عساكر [تاريخ مدينة دمشق، ج23، ص468] أنه دخل عليه بعدما عَمِيَ، فقال: هاهنا أحد؟، قالوا: لا، قال: (اللهم اجعلِ الأمرَ أمر الجاهلية، والملكَ مُلْكَ غاصبية، واجعلْ أوتادَ الأرضِ لبني أمية).
هـ-في عهد الخليفة عثمان بن عفان مرَّ على قبور شهداء أحد، فطلب من غلامه أن يُقَرِّبَه من قبر أسد الله حمزة بن عبدالمطلب، فضرَبَه برجله، وقال: (يا أبا عمارة! إنَّ الأمر الذى اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعّبون به) [ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج16، ص136].
2-معاوية بن أبي سفيان، وفي الحلقات سنرى جرائمه التي ارتكبها ضد الإسلام وثقافته وأحكامه، وفداحة الظلم الذي ألحقه بالمسلمين باسم الإسلام موثقة من المصادر المعترف بها عند الأمة جميعا.
3-يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وفي الحلقات التالية شيءٌ مما كان عليه من نزعة انتقامية ضد الإسلام ونبيه ومقدساته.
الحلقة الأولى
جناية الأمويين على الإسلام والمسلمين
كنت قد كتبت عدة كتابات موثقة عن جناية السلطة الأموية على الأمة والدين والإسلام، وأول تلك السلطة ومؤسسها هو معاوية بن أبي سفيان، وكنت حريصا على أن تبقى تلك الكتابات في البيئة العلمية، وتناقش في الإطار البحثي، بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن بما أننا اليوم أمام مسلسلين للأمويين أحدهما تمثيلي في القنوات الفضائية، وآخر واقعي عملي داعشي في دمشق، يحاكي بجرائمه ما كان الأمويون قد أجرموه، فإن هذا يتحتم على جميعنا أن نشارك في تبيين هذه القضية من مصادرها التاريخية، وفي هذه البيئة أيضا..
علما أننا حين نتحدث عن الأمويين فإننا نقصد تلك السلطة الظالمة الغشومة، التي لم يكن لها انتماء أصيل إلى الإسلام، وليس كل أفراد البيت الأموي، فقد كان منهم الصالحون، وهم قلة قليلة، ومنهم الطالحون، وهم الكثرة الكاثرة، وكذلك لا نقصد بهم تلك الحالات النادرة، التي ظهرت في السلطة، وأولهم معاوية بن يزيد، وعمر بن عبدالعزيز، ويزيد بن الوليد بن عبدالملك، فهؤلاء معروف عنهم أنهم خالفوا أهل بيتهم في طريقة حكمهم؛ ولهذا نحن نترضى عنهم، ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة..
وهذه أول حلقة أتحدث فيها عن مسلسل بني أمية الإجرامي..
****
جنى الأمويون على الإسلام جناية بالغة، وأجهضوا بما أضافوه من انحرافاتٍ خطيرةٍ وفسادٍ كبيرٍ مشروعَ الإسلام العالمي، وقد كانوا يكيدون للإسلام، وتزعَّموا الحرْبَ عليه، حتى إذا غُلِبُوا في فتح مكة دخلوا في الإسلام؛ ليكيدوا له من داخله، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على تسميتهم بـ(الطلقاء)؛: 1-حتى يضعهم ضمن دائرة محدّدة، فلا يُحْسَبُوا في عداد المهاجرين ولا الأنصار، فيكون ذلك ذريعة لهم لتسلق الدولة الإسلامية، 2-ولتكون الأمة منهم على بينة من أمرها، فإذا فرّطت لم يبق على الله ولا على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حجة بعد ذلك.
ومع ذلك فقد دخلوا في الإسلام، وبدأوا ينفثون ما يعتمل داخل صدورهم ضده في محطات عديدة، مصداقا لقول الله تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [التوبة:67]، في وقتٍ لم تستفد الأمة من تعليمات وتنبيهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذه نماذج لبعض نفاقهم:
1-أبو سفيان عميد البيت الأموي: ظل ينفث ما يكنه قلبه من نفاق في مراحل عديدة بعد إعلانه إسلامه في فتح مكة، ومنها:
أ-في غزوة حنين كان على تلة، وأزلامه معه في كنانته، ولما رأى هزيمة المسلمين في أول المعركة قال متشفّيا: (لا تنتهي هزيمتهم دون البحر) [ابن هشام: السيرة النبوية، ج3، ص425؛ والواقدي: المغازي، ج1، ص893؛ وابن كثير: السيرة النبوية، ج3، ص619].
ب-كان يتحيّن الفرص للتمكُّن من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذات مرة كان يحدِّثُ نفسه بأن يعاود قتال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضرب في صدره، وقال له: (إذًا يُخْزيك اللهُ)، فقال أبو سفيان: "أتوب إلى الله، وأستغفر الله مما تفوّهت" [البيهقي: دلائل النبوة، ج5، ص158؛ وابن كثير: السيرة النبوية، ج6، ص240؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج23، ص458].
ج-في يوم اليرموك وقف ينظر للقتال بين المسلمين والروم، فكان إذا مال المسلمون وركبهم الروم يقول هو ومن بحضرته من الطلقاء: إيه بني الأصفر، وإذا مالت الروم وركبهم المسلمون قالوا: ويح بني الأصفر [الطبري: تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص74؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج18، ص338].
د-دخل على عثمان في أيام خلافته، فلما عرف أنه لا يوجد عنده أحد من غير بني أمية قال له: (لقد صارت إليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار) [ابن عبدالبر: الاستيعاب، ج4، ص1679]، وفي رواية ابن عساكر [تاريخ مدينة دمشق، ج23، ص468] أنه دخل عليه بعدما عَمِيَ، فقال: هاهنا أحد؟، قالوا: لا، قال: (اللهم اجعلِ الأمرَ أمر الجاهلية، والملكَ مُلْكَ غاصبية، واجعلْ أوتادَ الأرضِ لبني أمية).
هـ-في عهد الخليفة عثمان بن عفان مرَّ على قبور شهداء أحد، فطلب من غلامه أن يُقَرِّبَه من قبر أسد الله حمزة بن عبدالمطلب، فضرَبَه برجله، وقال: (يا أبا عمارة! إنَّ الأمر الذى اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلعّبون به) [ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج16، ص136].
2-معاوية بن أبي سفيان، وفي الحلقات سنرى جرائمه التي ارتكبها ضد الإسلام وثقافته وأحكامه، وفداحة الظلم الذي ألحقه بالمسلمين باسم الإسلام موثقة من المصادر المعترف بها عند الأمة جميعا.
3-يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وفي الحلقات التالية شيءٌ مما كان عليه من نزعة انتقامية ضد الإسلام ونبيه ومقدساته.
مسلسل معاوية بن أبي سفيان .. الواقع كما كان
الحلقة الثانية
نصوص شرعية تبيِّن سبيلَ الحق وسبل الباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
من سنة الله في عباده أن يقيم حجته عليهم بأرقى وأبين حجة، وأن يهديهم بأوضح الهدايات، وينصب لهم الأدلة والأمارات، فلا يهلك بعدها على الله إلا هالكٌ شقي، ومن هذا المنطلق فقد بيّن اللهُ ورسولُه سبيلَ الحق، ونُصِبَ للمسلمين مؤشراتُ الهداية في جميع محطات ومراحل حياتهم.
لقد انتصبت الأدلة والبراهين والأعلام الكثيرة على طريق الحق، كما نُصِبَتْ المؤشرات الواضحة على سبل الباطل بما لا يدع مجالا للشك، ففي الاتجاه الأول جاءت عددٌ من المؤشرات والبراهين التي توضح سبيل الحق ودائرته، ومنها:
1-آية الولاية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة:55]، وحديث الولاية (اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
2-آية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب:33].
3-حديث الثقلين: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله عترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
4-قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع الحق، والحق مع علي).
5-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع القرآن، والقرآن مع علي).
6-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عمار إذا سلك الناس واديا، وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي).
7-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
8- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه).
9-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يُحِبُّك إلا مؤمن، ولا يُبْغِضُك إلا منافق).
10-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبّ اللهُ مَنْ أحبَّ حسينا، حسينٌ سبط من الأسباط).
وقد تركت تخريج هذه الأحاديث لشهرتها في كتب الحديث من الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم.
وهناك عدد وافر من النصوص القرآنية، والنبوية، التي رواها المسلمون وعرفوها، وفيها الكفاية وزيادة على الكفاية على وضوح الحق وطريقه وأعلامه ومواقفه، ولكن مما يؤسَفُ له أن كثيرا من المسلمين في ذلك الحين، كما في عصرنا الحاضر، تعاملوا ويتعاملون معها تعاملا فاترا وضعيفا، ويكاد أن يكون تأثيرها فيهم منعدما، بل وبعضهم فصلوها عن واقعهم، وجعلوا مناقب الحسنين مثلا للفضائل التي تبيّن أنهم من أهل الجنة، ولم يتجاوزوها إلى أن يكون لهم موقف مؤيد ومناصر لهؤلاء المؤمنين الصادقين.
لقد احتجَّ الإمام علي عليه السلام على أهل الشوري بأحاديث وأدلة تفيد أحقيته في ولاية أمر الأمة، وهم بدورهم اعترفوا بها، لكنهم استمروا في مواقفهم المخالفة لها والمناوئة، ولم يغيروا موقفهم قيد أنملة، بما يشير إلى تعامل فاتر وضعيف مع مقتضى تلك النصوص الواضحة.
كما أنَّ الإمام الحسين عليه السلام احتجَّ على قتلته في عَرْصَةِ كربلاء بتلك الأدلة والبراهين المستفيضة فيهم، والتي يُفْهَمُ منها بشكل واضح أنه لا يجوز لهم قتله، وأنه سيِّدُ شبابِ أهل الجنة، لكنهم مع ذلك استمروا في قتله وقتاله، وكأنَّ الجنة والنار كانتا أهون من أن يبحث أحدُهم عن أهمية دخول الجنة أو خطورة الوقوع في النار.
في المقابل استفاضَتْ في الأمة نصوصٌ دينيةٌ: 1- وَضَعَتْ دوائرَ حمراء على بني أمية، وخطورة وصولهم إلى الحكم، 2- وجاءت في إطار الهداية الإلهية إذا أراد المسلمون أن يهتدوا بها، 3- بل إن هذه النصوص النبوية بيّنت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يستشرف مستقبل الأمة في ظل سلطة بني أمية، ويحذِّر من عدم التحرك في مواجهتهم، 4- وبيّنت طبيعة الدور التخريبي والسلبي والخطير والشنيع لهم داخل المسلمين، ثم جاء الواقع الأموي ليثبت تلك النصوص ويؤكّد مصداقيتها، وسيتم الإشارة إلى بعض من تلك النصوص بشكل سريع، ومنها:
أ-لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته أنه رأى بني أمية في منامه، وهم ينزون على منبره نزو القِرَدَة، فساءه ذلك، وما استجمع ضاحكا بعد ذلك [الطبري: جامع البيان في تفسير القرآن، ج17، ص483، عند قول الله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) [الإسراء:60]].
الحلقة الثانية
نصوص شرعية تبيِّن سبيلَ الحق وسبل الباطل
بسم الله الرحمن الرحيم
من سنة الله في عباده أن يقيم حجته عليهم بأرقى وأبين حجة، وأن يهديهم بأوضح الهدايات، وينصب لهم الأدلة والأمارات، فلا يهلك بعدها على الله إلا هالكٌ شقي، ومن هذا المنطلق فقد بيّن اللهُ ورسولُه سبيلَ الحق، ونُصِبَ للمسلمين مؤشراتُ الهداية في جميع محطات ومراحل حياتهم.
لقد انتصبت الأدلة والبراهين والأعلام الكثيرة على طريق الحق، كما نُصِبَتْ المؤشرات الواضحة على سبل الباطل بما لا يدع مجالا للشك، ففي الاتجاه الأول جاءت عددٌ من المؤشرات والبراهين التي توضح سبيل الحق ودائرته، ومنها:
1-آية الولاية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) [المائدة:55]، وحديث الولاية (اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه).
2-آية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب:33].
3-حديث الثقلين: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله عترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).
4-قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع الحق، والحق مع علي).
5-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (علي مع القرآن، والقرآن مع علي).
6-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عمار إذا سلك الناس واديا، وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي).
7-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
8- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه).
9-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يُحِبُّك إلا مؤمن، ولا يُبْغِضُك إلا منافق).
10-قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (حسينٌ مني وأنا من حسين، أحبّ اللهُ مَنْ أحبَّ حسينا، حسينٌ سبط من الأسباط).
وقد تركت تخريج هذه الأحاديث لشهرتها في كتب الحديث من الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم.
وهناك عدد وافر من النصوص القرآنية، والنبوية، التي رواها المسلمون وعرفوها، وفيها الكفاية وزيادة على الكفاية على وضوح الحق وطريقه وأعلامه ومواقفه، ولكن مما يؤسَفُ له أن كثيرا من المسلمين في ذلك الحين، كما في عصرنا الحاضر، تعاملوا ويتعاملون معها تعاملا فاترا وضعيفا، ويكاد أن يكون تأثيرها فيهم منعدما، بل وبعضهم فصلوها عن واقعهم، وجعلوا مناقب الحسنين مثلا للفضائل التي تبيّن أنهم من أهل الجنة، ولم يتجاوزوها إلى أن يكون لهم موقف مؤيد ومناصر لهؤلاء المؤمنين الصادقين.
لقد احتجَّ الإمام علي عليه السلام على أهل الشوري بأحاديث وأدلة تفيد أحقيته في ولاية أمر الأمة، وهم بدورهم اعترفوا بها، لكنهم استمروا في مواقفهم المخالفة لها والمناوئة، ولم يغيروا موقفهم قيد أنملة، بما يشير إلى تعامل فاتر وضعيف مع مقتضى تلك النصوص الواضحة.
كما أنَّ الإمام الحسين عليه السلام احتجَّ على قتلته في عَرْصَةِ كربلاء بتلك الأدلة والبراهين المستفيضة فيهم، والتي يُفْهَمُ منها بشكل واضح أنه لا يجوز لهم قتله، وأنه سيِّدُ شبابِ أهل الجنة، لكنهم مع ذلك استمروا في قتله وقتاله، وكأنَّ الجنة والنار كانتا أهون من أن يبحث أحدُهم عن أهمية دخول الجنة أو خطورة الوقوع في النار.
في المقابل استفاضَتْ في الأمة نصوصٌ دينيةٌ: 1- وَضَعَتْ دوائرَ حمراء على بني أمية، وخطورة وصولهم إلى الحكم، 2- وجاءت في إطار الهداية الإلهية إذا أراد المسلمون أن يهتدوا بها، 3- بل إن هذه النصوص النبوية بيّنت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يستشرف مستقبل الأمة في ظل سلطة بني أمية، ويحذِّر من عدم التحرك في مواجهتهم، 4- وبيّنت طبيعة الدور التخريبي والسلبي والخطير والشنيع لهم داخل المسلمين، ثم جاء الواقع الأموي ليثبت تلك النصوص ويؤكّد مصداقيتها، وسيتم الإشارة إلى بعض من تلك النصوص بشكل سريع، ومنها:
أ-لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته أنه رأى بني أمية في منامه، وهم ينزون على منبره نزو القِرَدَة، فساءه ذلك، وما استجمع ضاحكا بعد ذلك [الطبري: جامع البيان في تفسير القرآن، ج17، ص483، عند قول الله تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) [الإسراء:60]].
وكان لهذه الرؤيا مدلولها المؤلم جدا، والمُعَبِّرُ عن طبيعة الدور الذي يصرف الناس عن نهج رسول الله، وعن هديه؛ لأن منبره في هذه الرؤيا يعبر عن دور الهداية الذي قام به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الأمة، وهم سيصرفون الناس عن نهجه وهديه من موقع السلطة والحكم باسم الخلافة، وهم يشبهون في ذلك القردة في كل ما تعبر عنه هذه الصورة البشعة من حقيقة ما هم عليه من انحراف كبير، ودور سلبي وتخريبي خطير [السيد عبدالملك الحوثي: مرحلة الحكم الأموي، عصر الظلمات، واستباحة الإسلام والمقدسات، المحاضرة الثانية، 9/ 1/ 1441هـ].
ب-قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لكلِّ دينٍ آفةً، وآفةُ هذا الدين بنو أمية) [أخرجه نعيم بن حماد في الفتن. ينظر المتقي الهندي: كنز العمال، رقم38013؛ وابن حجر العسقلاني: المطالب العالية، ج12، ص458، رقم4583 (ترقيم آلي)].
ت- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش) كما ورد في البخاري، وورد في مسلم: (يهلك أمتي هذا الحي من قريش)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن الناس اعتزلوهم)، وعند الحاكم النيسابوري: (هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش) [البخاري، ج9، ص47؛ ومسلم، ج4، ص2236؛ والحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج4، ص572].
ث- قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) [أخرجه أحمد (3/90 ، رقم 11879)؛ والبخاري (3/1035، رقم 2657)؛ وابن حبان (15/554 ، رقم 7079) وغيرهم].
ج- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) [ابن حجر العسقلاني: المطالب العالية، ج4، ص431؛ والذهبي: ميزان الاعتدال، ج1، ص381؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص210، وج59، ص155- 157].
ح-وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقاسطين حينما قال لعلي عليه السلام: (ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين) [يكاد أن يكون هذا الحديث من الأحاديث المتواترة؛ ينظر في تخريجه سيدي العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي: لوامع الأنوار، ج2، ص505- 506].
خ-وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا اتخذوا دينَ الله دَغَلا، وعبادَ الله خَوَلا، ومالَ الله دُوَلا)، وفي رواية (إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا ...إلخ)، وفي رواية (أربعين رجلا) [الحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج4، ص525، 527؛ والطبراني: المعجم الأوسط، ج8، ص7؛ وقد صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج2، ص12].
وغيرها من الأخبار الكثيرة لمن يريد تتبعها، وقد جمع الأخ الدكتور العلامة خالد القروطي في كتابه القيم (الهلاك الكبير) عددا وافرا من تلك النصوص، وما نورده هنا هو مجرد إشارة إلى ذلك.
يتبع الحلقة الثالثة
ب-قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لكلِّ دينٍ آفةً، وآفةُ هذا الدين بنو أمية) [أخرجه نعيم بن حماد في الفتن. ينظر المتقي الهندي: كنز العمال، رقم38013؛ وابن حجر العسقلاني: المطالب العالية، ج12، ص458، رقم4583 (ترقيم آلي)].
ت- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش) كما ورد في البخاري، وورد في مسلم: (يهلك أمتي هذا الحي من قريش)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن الناس اعتزلوهم)، وعند الحاكم النيسابوري: (هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش) [البخاري، ج9، ص47؛ ومسلم، ج4، ص2236؛ والحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج4، ص572].
ث- قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) [أخرجه أحمد (3/90 ، رقم 11879)؛ والبخاري (3/1035، رقم 2657)؛ وابن حبان (15/554 ، رقم 7079) وغيرهم].
ج- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) [ابن حجر العسقلاني: المطالب العالية، ج4، ص431؛ والذهبي: ميزان الاعتدال، ج1، ص381؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج58، ص210، وج59، ص155- 157].
ح-وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقاسطين حينما قال لعلي عليه السلام: (ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين) [يكاد أن يكون هذا الحديث من الأحاديث المتواترة؛ ينظر في تخريجه سيدي العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي: لوامع الأنوار، ج2، ص505- 506].
خ-وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا بلغ بنو أمية أربعين رجلا اتخذوا دينَ الله دَغَلا، وعبادَ الله خَوَلا، ومالَ الله دُوَلا)، وفي رواية (إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا ...إلخ)، وفي رواية (أربعين رجلا) [الحاكم: المستدرك على الصحيحين، ج4، ص525، 527؛ والطبراني: المعجم الأوسط، ج8، ص7؛ وقد صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج2، ص12].
وغيرها من الأخبار الكثيرة لمن يريد تتبعها، وقد جمع الأخ الدكتور العلامة خالد القروطي في كتابه القيم (الهلاك الكبير) عددا وافرا من تلك النصوص، وما نورده هنا هو مجرد إشارة إلى ذلك.
يتبع الحلقة الثالثة
مسلسل معاوية بن أبي سفيان .. الواقع كما كان
الحلقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
عواملُ وأسبابٌ وظروفٌ ساعدت بني أمية على نشر فسادهم الكبير
أولا-كون زعمائهم لم يدخلوا في الإسلام إلا كرها:
لقد دخل أبو سفيان وابنه معاوية الإسلام وهم يحملون الضغينة والحقد على نبي الإسلام وعلى رموزه ومقدساته وأعلامه، وقد حملوا صفة النفاق، ومن كان هذا شأنه فإنه سيأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف، وهذا هو الدور الخطير الذي اضطلع به بنو أمية.
ثانيا: دور أهل الكتاب في عهد بني أمية:
لقد أخبرنا الله عز وجل أن حركة النفاق في هذه الأمة ترتبط بالولاء لأعدائها؛ قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) [النساء:138- 139].
ثم إن الله حذرنا من أن فريق الشر من أهل الكتاب يسعى لنشر الفساد في الأرض، ويريدون أن نضل السبيل، ويَلْبِسون الحق بالباطل، وأفرد مساحة واسعة في كتاب الله لفضح ممارساتهم، وتبيين خطورتهم، وحذّر من التولي لهم؛ باعتباره أول المعالجات في سبيل عدم الوقوع في مكائدهم، وعدم جعلنا كافرين بعد إيماننا.
يلمّح الشهيد القائد إلى أن اليهود وأهل الكتاب الذين كانت لهم خبرة تاريخية كبيرة في التحريف والتضليل، وتقديم الأباطيل بصبغة دينية، اندسُّوا في بني أمية الذين كان بيدهم السلطة والمال حينما حكموا، فصاروا المنظِّرين لهم، فقدّموا لنا باطلا كبيرا، دخل في تراث الأمة [الشهيد القائد: مديح القرآن، الدرس الثاني، ص31؛ ومديح القرآن، الدرس الخامس، ص15].
وقد تقرّب اليهود إلى الحكام الأمويين الجهلة بعلوم وشعبذات يكرهها الإسلام؛ يقول الدكتور النشار [نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص169]: "ما إن استقر الوضع لبني أمية حتى بدأ اليهود يتسلَّلون إلى الأمراء الأمويين، ويُلْقُون إليهم بعلوم الصنعة والسحر والنيرنجات [علوم الصنعة: علوم الميكانيك، وكانوا يسمونها علوم الحيل. والنيرنجات: فرع من فروع السحر، يعتمد على الاستعانة بالأمور الطبيعية من خلال الكتابة]، وهكذا كان يعمل اليهود في هذا المجال السري، وكانت غايتهم تقويضَ الإسلام".
وبالعودة إلى ما ذكره التاريخ حول هذا الموضوع، فإننا نجد عددًا من المؤشِّرات التي تدل على التحالف الخطير الذي عقده منافقو بني أمية مع أهل الكتاب، وأنتجوا عددا لا يستهان به من التحريف الفكري والثقافي الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ(الدَّغَل في الدين)، والانحرافات السلوكية الخطيرة (الاستئثار بالمال، واستعباد الناس)، ومن تلك المؤشرات:
1-لقد كان أهل الكتاب أصهار معاوية؛ فقد تزوّج معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية النصرانية [الملوحي: الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ والأدب العربي، ص40]، أم يزيد، من بني كلب، وهي قبيلة عربية نصرانية، وهذا أمر معروف.
2-كعب الأحبار: وهو كعب بن ماتع الحميري، من كبار أحبار يهود، ادّعى الإسلام في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وسكن المدينة، ثم تحوّل إلى الشام في زمن الخليفة الثالث عثمان، واستصفاه معاوية، وجعله من أكبر مستشاريه، وهو الذي أمره بأن يَقُصَّ في بلاد الشام، وكان له دور خطير في ضخ (الإسرائيليات) إلى الوسط والتراث الإسلامي [أبو رية: أضواء على السنة المحمدية، ص120- 121].
3-سرجون الرومي النصراني، كاتب معاوية، ونديمه، ومستشاره، والمسؤول الأول في الجهاز المالي والاقتصادي في عهد خمسة من خلفاء بني أمية: معاوية، ويزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبدالملك بن مروان. وإذا كان هذا الكتابي أول مسؤول مالي في نظامٍ ماليٍّ مكتوب باللغة اليونانية (الرومية)، فإن هذا يعني أنه كان يتصرف ماليا بطريقة مريحة بعيدا عن الرقابة الجادة من الخليفة الأموي، وربما سخّر الأموال لنشر ثقافته، ولا سيما وأننا نعرف أن الأمويين سخروا المال لصنع ثقافات كثيرة أرادوها كأدواتٍ لتمكين حكمهم وسلطتهم. ويكفي أنَّ سرجون كان هو المشيرَ على يزيد بتوليةِ ابنِ زياد على الكوفة؛ ليتولى مهمةَ القضاءِ على ثورة الإمام الحسين عليه السلام وقتله [الطبري: تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص264، 275، 280؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج20، ص161، وج22، ص320-321؛ والقلشندي: صبح الأعشى، ج1، ص69]. وذكر أبو الفرج الأصفهاني [الأغاني، ج17، ص301] أن يزيد بن معاوية أول من سن الملاهي في الإسلام من الخلفاء، وآوى المغنين، وأظهر الفتك، وشرب الخمر، وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه.
الحلقة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
عواملُ وأسبابٌ وظروفٌ ساعدت بني أمية على نشر فسادهم الكبير
أولا-كون زعمائهم لم يدخلوا في الإسلام إلا كرها:
لقد دخل أبو سفيان وابنه معاوية الإسلام وهم يحملون الضغينة والحقد على نبي الإسلام وعلى رموزه ومقدساته وأعلامه، وقد حملوا صفة النفاق، ومن كان هذا شأنه فإنه سيأمر بالمنكر، وينهى عن المعروف، وهذا هو الدور الخطير الذي اضطلع به بنو أمية.
ثانيا: دور أهل الكتاب في عهد بني أمية:
لقد أخبرنا الله عز وجل أن حركة النفاق في هذه الأمة ترتبط بالولاء لأعدائها؛ قال تعالى: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً) [النساء:138- 139].
ثم إن الله حذرنا من أن فريق الشر من أهل الكتاب يسعى لنشر الفساد في الأرض، ويريدون أن نضل السبيل، ويَلْبِسون الحق بالباطل، وأفرد مساحة واسعة في كتاب الله لفضح ممارساتهم، وتبيين خطورتهم، وحذّر من التولي لهم؛ باعتباره أول المعالجات في سبيل عدم الوقوع في مكائدهم، وعدم جعلنا كافرين بعد إيماننا.
يلمّح الشهيد القائد إلى أن اليهود وأهل الكتاب الذين كانت لهم خبرة تاريخية كبيرة في التحريف والتضليل، وتقديم الأباطيل بصبغة دينية، اندسُّوا في بني أمية الذين كان بيدهم السلطة والمال حينما حكموا، فصاروا المنظِّرين لهم، فقدّموا لنا باطلا كبيرا، دخل في تراث الأمة [الشهيد القائد: مديح القرآن، الدرس الثاني، ص31؛ ومديح القرآن، الدرس الخامس، ص15].
وقد تقرّب اليهود إلى الحكام الأمويين الجهلة بعلوم وشعبذات يكرهها الإسلام؛ يقول الدكتور النشار [نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام، ج1، ص169]: "ما إن استقر الوضع لبني أمية حتى بدأ اليهود يتسلَّلون إلى الأمراء الأمويين، ويُلْقُون إليهم بعلوم الصنعة والسحر والنيرنجات [علوم الصنعة: علوم الميكانيك، وكانوا يسمونها علوم الحيل. والنيرنجات: فرع من فروع السحر، يعتمد على الاستعانة بالأمور الطبيعية من خلال الكتابة]، وهكذا كان يعمل اليهود في هذا المجال السري، وكانت غايتهم تقويضَ الإسلام".
وبالعودة إلى ما ذكره التاريخ حول هذا الموضوع، فإننا نجد عددًا من المؤشِّرات التي تدل على التحالف الخطير الذي عقده منافقو بني أمية مع أهل الكتاب، وأنتجوا عددا لا يستهان به من التحريف الفكري والثقافي الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ(الدَّغَل في الدين)، والانحرافات السلوكية الخطيرة (الاستئثار بالمال، واستعباد الناس)، ومن تلك المؤشرات:
1-لقد كان أهل الكتاب أصهار معاوية؛ فقد تزوّج معاوية ميسون بنت بحدل الكلبية النصرانية [الملوحي: الحب بين المسلمين والنصارى في التاريخ والأدب العربي، ص40]، أم يزيد، من بني كلب، وهي قبيلة عربية نصرانية، وهذا أمر معروف.
2-كعب الأحبار: وهو كعب بن ماتع الحميري، من كبار أحبار يهود، ادّعى الإسلام في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وسكن المدينة، ثم تحوّل إلى الشام في زمن الخليفة الثالث عثمان، واستصفاه معاوية، وجعله من أكبر مستشاريه، وهو الذي أمره بأن يَقُصَّ في بلاد الشام، وكان له دور خطير في ضخ (الإسرائيليات) إلى الوسط والتراث الإسلامي [أبو رية: أضواء على السنة المحمدية، ص120- 121].
3-سرجون الرومي النصراني، كاتب معاوية، ونديمه، ومستشاره، والمسؤول الأول في الجهاز المالي والاقتصادي في عهد خمسة من خلفاء بني أمية: معاوية، ويزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبدالملك بن مروان. وإذا كان هذا الكتابي أول مسؤول مالي في نظامٍ ماليٍّ مكتوب باللغة اليونانية (الرومية)، فإن هذا يعني أنه كان يتصرف ماليا بطريقة مريحة بعيدا عن الرقابة الجادة من الخليفة الأموي، وربما سخّر الأموال لنشر ثقافته، ولا سيما وأننا نعرف أن الأمويين سخروا المال لصنع ثقافات كثيرة أرادوها كأدواتٍ لتمكين حكمهم وسلطتهم. ويكفي أنَّ سرجون كان هو المشيرَ على يزيد بتوليةِ ابنِ زياد على الكوفة؛ ليتولى مهمةَ القضاءِ على ثورة الإمام الحسين عليه السلام وقتله [الطبري: تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص264، 275، 280؛ وابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج20، ص161، وج22، ص320-321؛ والقلشندي: صبح الأعشى، ج1، ص69]. وذكر أبو الفرج الأصفهاني [الأغاني، ج17، ص301] أن يزيد بن معاوية أول من سن الملاهي في الإسلام من الخلفاء، وآوى المغنين، وأظهر الفتك، وشرب الخمر، وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه.
4-ابنه منصور بن سرجون، وهو القديس يوحنا منصور الدمشقي، وقد اشتهر عنه أنه اعتبر الإسلام نوعًا من المسيحية المهرطقة (الآراء المبتدَعة)، وكان من المقرَّبين إلى الدولة الأموية والمتصلين بها، وكتب على ديوان الشام بعد أبيه، ويبدو أنه كان هناك ميلٌ لدى حكام بني أمية إلى أن يعهدوا بمهمة تثقيف أبنائهم لمسيحيين! يقول يعقوب الرهاوي: إن الإكليركيين [من المسيحيين] قاموا بمهمة التعليم والتهذيب في عائلات الأمراء الإسلامية، كما يُقال: إن يزيد نفسه، وَكَلَ أمر تثقيف ابنه خالد إلى الراهِب المسيحي مريانس، وإن عبد الملك عهد إلى أثناسيوس الرهاوي بالمهمة نفسها في تعليم بعض أبنائه.
5-ابن أثال النصراني، طبيب معاوية الخاص، وولاه على خراج حمص، "وكان أركونا [رئيس قرية] من أركنة النصارى عظيما"، واشتُهرِ بخبرته في تركيب الأدوية والترياقات السَّامة، فكان معاوية يكلِّفه بدسِّ السُّم في الأدوية؛ للإجهاز على خصومه، وقد ذكره مؤرِّخ الأطباء ابن أبي أصيبعة، وعلى يده قَتَلَ معاويةُ عبدالرحمن بن خالد بن الوليد [ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج16، ص163- 164؛ وابن حجر العسقلاني: الإصابة، ج5، ص34؛ وابن أبي أصيبعة: عيون الأطباء، ص171- 173].
6-ابن مينا، وكان من أهل الكتاب، وعاملا لمعاوية على الصوافي، والصوافي كل الأراضي التي استصفاها معاوية لنفسه في جميع أنحاء الأراضي الإسلامية [اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج1، ص209].
7-ابن النضير، وكان مولى معاوية، وعاملا له أيضا على بعض المؤسسات المالية [الصلابي: تاريخ الدولة الأموية، ج1، ص457].
8-تذكر كتب التاريخ أن اليهود كانوا حاضرين في مجالس الخلفاء الأمويين، ومنهم ذلك الحبر اليهودي الذي حضر مجلس يزيد بعد مقتل الإمام الحسين.
9-وكذلك اليهودي الذي كان يَسُبُّ رسولَ الله في مجلس هشام، فهدّده الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وبهذا يتبين أن هناك دورا إداريا وماليا وثقافيا لأهل الكتاب في عهد السلطة الأموية، وهم الذين تحدث الله عنهم بأنهم الأشداء عداء للمسلمين، فماذا سينتظر منهم المسلمون وقد أمسكوا بزمام كثير من وزارات الدولة الإسلامية في عهد السلطة الأموية؟
يتبع الحلقة الرابعة
5-ابن أثال النصراني، طبيب معاوية الخاص، وولاه على خراج حمص، "وكان أركونا [رئيس قرية] من أركنة النصارى عظيما"، واشتُهرِ بخبرته في تركيب الأدوية والترياقات السَّامة، فكان معاوية يكلِّفه بدسِّ السُّم في الأدوية؛ للإجهاز على خصومه، وقد ذكره مؤرِّخ الأطباء ابن أبي أصيبعة، وعلى يده قَتَلَ معاويةُ عبدالرحمن بن خالد بن الوليد [ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق، ج16، ص163- 164؛ وابن حجر العسقلاني: الإصابة، ج5، ص34؛ وابن أبي أصيبعة: عيون الأطباء، ص171- 173].
6-ابن مينا، وكان من أهل الكتاب، وعاملا لمعاوية على الصوافي، والصوافي كل الأراضي التي استصفاها معاوية لنفسه في جميع أنحاء الأراضي الإسلامية [اليعقوبي: تاريخ اليعقوبي، ج1، ص209].
7-ابن النضير، وكان مولى معاوية، وعاملا له أيضا على بعض المؤسسات المالية [الصلابي: تاريخ الدولة الأموية، ج1، ص457].
8-تذكر كتب التاريخ أن اليهود كانوا حاضرين في مجالس الخلفاء الأمويين، ومنهم ذلك الحبر اليهودي الذي حضر مجلس يزيد بعد مقتل الإمام الحسين.
9-وكذلك اليهودي الذي كان يَسُبُّ رسولَ الله في مجلس هشام، فهدّده الإمام زيد بن علي عليه السلام.
وبهذا يتبين أن هناك دورا إداريا وماليا وثقافيا لأهل الكتاب في عهد السلطة الأموية، وهم الذين تحدث الله عنهم بأنهم الأشداء عداء للمسلمين، فماذا سينتظر منهم المسلمون وقد أمسكوا بزمام كثير من وزارات الدولة الإسلامية في عهد السلطة الأموية؟
يتبع الحلقة الرابعة
مسلسل معاوية بن أبي سفيان .. الواقع كما كان
الحلقة الرابعة
عواملُ وأسبابٌ وظروفٌ ساعدت بني أمية على نشر فسادهم الكبير
ثالثا-تغييب أهل البيت عليهم السلام عن الساحة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وفّر تغييبُ أهل البيت عليهم السلام فرصة للمضلين والمنافقين أن يملؤوا الساحة الإسلامية بكمية كبيرة من المفاهيم المحرّفة، والمواقف المنحرفة، وكان أكبر ما عملوا عليه هو حجب تأثير أهل البيت وأوليائهم، بل وشنت عليهم الحملات الإعلامية، وتم اعتقال الكثير منهم، وقتل بعضهم، وهذا أدّى بدوره إلى انحسار ثقافات إيجابية ومفاهيم صحيحة عن واقع الأمة في ذلك الحين.
لقد اتّخذت سلطة معاوية من سياسة لعن الإمام علي عليه السلام على المنابر هدفًا سياسيًّا وثقافيا لإسكات أي صوت يريد تثوير الناس ودعوتهم إلى أئمة أهل البيت باعتبارهم رموز العدالة، ودعاة الإسلام المحمدي، والمجسّدين الحقيقيين للقرآن الكريم في واقعهم العملي، فأراد الأمويون التحقير لزعيمهم، ومن يفاخرون به، إلا أن تلك السياسة أكّدت الانتقادات العديدة عليهم، ومنها الحكم عليهم بأنهم منافقون، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق) [يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المتواترة باللفظ النبوي أن حب الإمام علي من الإيمان، وبغضه من النفاق. ينظر لوامع الأنوار للسيد العلامة مجد الدين المؤيدي 2/657].
رابعا: التفريط السابق الذي سمح بمرور حادثة السقيفة
أنتج التفريط الذي حصل بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإقصاءُ الإمام علي عن الحكم الذي كان يعني إقصاء الحق والقرآن عن الساحة، ووجود أفكار وثقافات بديلة، وهذه بطبعها أنتجت واقعا وسلوكا وقيما وأخلاقا بعضها بديل عن أخلاق القرآن والإسلام، ثم جاء بنو أمية وزادوا الطين بلة، وبنوا على ما سبق من انحرافٍ في الحكم والإدارة انحرافاتٍ أكبر وأعظم، وأعادوا الأمة إلى وضعيتها الجاهلية وإنْ بثوب إسلامي، وتحت عناوين إسلامية، فكانت النتيجة حدوث انقلاب خطير على الإسلام المحمدي الأصيل، وإبراز نسخة للإسلام مزيفة، تخدم طواغيت بني أمية، وتمكِّنهم من رقاب الأمة وثرواتها.
خامسا: غياب بعض القيم والأخلاق الأصيلة
نتج عن الاستهداف الشديد للأمة في قيمها وأخلاقها، أن كان البديل هو التربية على الباطل، والغدر، والظلم، والفساد، والأطماع، والكذب، ونقض العهود، والمواثيق، وغيرها، وبهذا ساء واقع الأمة، فتنكَّرت للغة الحق، وللمسؤولية، وللدين، وأصبحت كلمة الحق غير مسموعة، ولا مفهومة، ولا مقبولة، في أوساط كثير من الأمة؛ ولهذا لم تسمع لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدءا من الإمام علي، ومن بعده الإمام الحسن، ثم الإمام الحسين، الذين كانوا ينادون في أوساطها، ويدعونها، ويعملون ويحرصون على أن يدفعوها في التحرك في إطار مسؤوليتها، التي هي شرفها، وعزها، فلا تستجيب؛ لأن لغة الحق صارت محاصَرة، ولم يعد مهما لدى كثير من أبناء الأمة أن يكون موقفه موقف حق أو باطل.
سادسا: الطمع في الأموال والمناصب
لقد كان الكثير من أبناء الأمة مستعدا لاتخاذ أي موقفٍ يُطْلَبُ منه قتلا أو سلبا أو حصارا أو حقدا أو كرها ، مقابل الحصول على منصِبٍ أو شيءٍ من المال، وقد رأينا كيف استعدَّ كثيرٌ منهم لقتل الحسين سبط رسول الله من أجل الحصول على المال، ولم يكونوا يَتَحَرَّجون من ذلك؛ وذلك بسبب تربية الباطل، التي تربِّي على حالة رهيبة من الجشع والطمع والحرص والشح، الذي يوصل الإنسانَ إلى مستوى فظيعٍ ومُتَدَنٍّ جِدًّا، مع أنَّ منهج القرآن الكريم يُرَبِّي الإنسانَ على التقوى، ويزكّي نفسية الإنسان من حالة الطمع والشح والجشع والهلع، ويزكِّي نفسيته، ويربِّيه على البذل والعطاء والإحسان والجود والكرم وما إلى ذلك [السيد عبدالملك الحوثي: كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء 1435هـ].
سابعا: الخوف
الجهل بالله ينمِّي في الجاهلين بالله حالة الخوف من غيره أكثر منه، فيخافون من العبيد أكثر من رب العبيد، لكن تربية القرآن وتربية الإسلام تُنَمِّي فينا حالة الخوف من الله، والخشية منه فوق كل شيء، (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ) [التوبة:13]، (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران:175]، إنّ الأولى بأن نخافه هو الله جبار السماوات والأرض، وملكهما، ومُدَبِّر شؤونهما، والمحيي المميت، والرزاق ذو القوة المتين.
الحلقة الرابعة
عواملُ وأسبابٌ وظروفٌ ساعدت بني أمية على نشر فسادهم الكبير
ثالثا-تغييب أهل البيت عليهم السلام عن الساحة الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد وفّر تغييبُ أهل البيت عليهم السلام فرصة للمضلين والمنافقين أن يملؤوا الساحة الإسلامية بكمية كبيرة من المفاهيم المحرّفة، والمواقف المنحرفة، وكان أكبر ما عملوا عليه هو حجب تأثير أهل البيت وأوليائهم، بل وشنت عليهم الحملات الإعلامية، وتم اعتقال الكثير منهم، وقتل بعضهم، وهذا أدّى بدوره إلى انحسار ثقافات إيجابية ومفاهيم صحيحة عن واقع الأمة في ذلك الحين.
لقد اتّخذت سلطة معاوية من سياسة لعن الإمام علي عليه السلام على المنابر هدفًا سياسيًّا وثقافيا لإسكات أي صوت يريد تثوير الناس ودعوتهم إلى أئمة أهل البيت باعتبارهم رموز العدالة، ودعاة الإسلام المحمدي، والمجسّدين الحقيقيين للقرآن الكريم في واقعهم العملي، فأراد الأمويون التحقير لزعيمهم، ومن يفاخرون به، إلا أن تلك السياسة أكّدت الانتقادات العديدة عليهم، ومنها الحكم عليهم بأنهم منافقون، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق) [يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المتواترة باللفظ النبوي أن حب الإمام علي من الإيمان، وبغضه من النفاق. ينظر لوامع الأنوار للسيد العلامة مجد الدين المؤيدي 2/657].
رابعا: التفريط السابق الذي سمح بمرور حادثة السقيفة
أنتج التفريط الذي حصل بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإقصاءُ الإمام علي عن الحكم الذي كان يعني إقصاء الحق والقرآن عن الساحة، ووجود أفكار وثقافات بديلة، وهذه بطبعها أنتجت واقعا وسلوكا وقيما وأخلاقا بعضها بديل عن أخلاق القرآن والإسلام، ثم جاء بنو أمية وزادوا الطين بلة، وبنوا على ما سبق من انحرافٍ في الحكم والإدارة انحرافاتٍ أكبر وأعظم، وأعادوا الأمة إلى وضعيتها الجاهلية وإنْ بثوب إسلامي، وتحت عناوين إسلامية، فكانت النتيجة حدوث انقلاب خطير على الإسلام المحمدي الأصيل، وإبراز نسخة للإسلام مزيفة، تخدم طواغيت بني أمية، وتمكِّنهم من رقاب الأمة وثرواتها.
خامسا: غياب بعض القيم والأخلاق الأصيلة
نتج عن الاستهداف الشديد للأمة في قيمها وأخلاقها، أن كان البديل هو التربية على الباطل، والغدر، والظلم، والفساد، والأطماع، والكذب، ونقض العهود، والمواثيق، وغيرها، وبهذا ساء واقع الأمة، فتنكَّرت للغة الحق، وللمسؤولية، وللدين، وأصبحت كلمة الحق غير مسموعة، ولا مفهومة، ولا مقبولة، في أوساط كثير من الأمة؛ ولهذا لم تسمع لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدءا من الإمام علي، ومن بعده الإمام الحسن، ثم الإمام الحسين، الذين كانوا ينادون في أوساطها، ويدعونها، ويعملون ويحرصون على أن يدفعوها في التحرك في إطار مسؤوليتها، التي هي شرفها، وعزها، فلا تستجيب؛ لأن لغة الحق صارت محاصَرة، ولم يعد مهما لدى كثير من أبناء الأمة أن يكون موقفه موقف حق أو باطل.
سادسا: الطمع في الأموال والمناصب
لقد كان الكثير من أبناء الأمة مستعدا لاتخاذ أي موقفٍ يُطْلَبُ منه قتلا أو سلبا أو حصارا أو حقدا أو كرها ، مقابل الحصول على منصِبٍ أو شيءٍ من المال، وقد رأينا كيف استعدَّ كثيرٌ منهم لقتل الحسين سبط رسول الله من أجل الحصول على المال، ولم يكونوا يَتَحَرَّجون من ذلك؛ وذلك بسبب تربية الباطل، التي تربِّي على حالة رهيبة من الجشع والطمع والحرص والشح، الذي يوصل الإنسانَ إلى مستوى فظيعٍ ومُتَدَنٍّ جِدًّا، مع أنَّ منهج القرآن الكريم يُرَبِّي الإنسانَ على التقوى، ويزكّي نفسية الإنسان من حالة الطمع والشح والجشع والهلع، ويزكِّي نفسيته، ويربِّيه على البذل والعطاء والإحسان والجود والكرم وما إلى ذلك [السيد عبدالملك الحوثي: كلمته بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء 1435هـ].
سابعا: الخوف
الجهل بالله ينمِّي في الجاهلين بالله حالة الخوف من غيره أكثر منه، فيخافون من العبيد أكثر من رب العبيد، لكن تربية القرآن وتربية الإسلام تُنَمِّي فينا حالة الخوف من الله، والخشية منه فوق كل شيء، (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ) [التوبة:13]، (فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران:175]، إنّ الأولى بأن نخافه هو الله جبار السماوات والأرض، وملكهما، ومُدَبِّر شؤونهما، والمحيي المميت، والرزاق ذو القوة المتين.
وقد كان بإمكان العراقيين مثلا وهم بالآلاف أن يُكَوِّنوا جيشًا مؤمنًا منطلقا على أساسٍ من إيمانه، ويفوا مع الإمام الحسين عليه السلام عهودهم التي قطعوها له، وفي نفس الوقت، كان النصر مكفولا لهم من الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7]، لكنه الخوف بعيدا عن الله، وعن الثقة به؛ إذ كانت دعاية واحدة ينشرها عملاء بني أمية في الكوفة كفيلة بإخافة أهلها، وإقعادهم عن القيام بواجبهم.
هذه بعض الأسباب والظروف والعوامل، وهناك أخرى، سيتم بحثها في الحلقة القادمة..
يتبع الحلقة الخامسة
هذه بعض الأسباب والظروف والعوامل، وهناك أخرى، سيتم بحثها في الحلقة القادمة..
يتبع الحلقة الخامسة
برنامج الرسول والرسالة
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج2
تقديم د/ حمود الأهنومي
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج2
تقديم د/ حمود الأهنومي
Forwarded from قناة الايمان الفضائية-اليمن
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
برنامج الرسول والرساله
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج2
تقديم د/ حمود الأهنومي
أوضاع المجتمع العربي قبل البعثة النبوية ( الوضع الديني ) ج2
تقديم د/ حمود الأهنومي