Telegram Web Link
"‏ما خذلَ القُرآنُ صاحبَه أبدًا،
حتى يوم القيامة.. لايزال القرآن يسعدك ثم يسعدك، ويرفعك ثم يرفعك حتى تقف بين يدي الله ويشفع لك".


- الشنقيطي.


https://www.tg-me.com/HananFoad
لا تغفل عني فإني مكروب!

[قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيت أحدًا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلت عليه يوما فقال لي: يا أبا موسى، اقرأ علي ما بعد العشرين والمائة من آل عمران، وأخف القراءة ولا تثقل.
فقرأت عليه، فلما أردت القيام قال:
لا تغفل عني فإني مكروب.

قال يونس: عنى الشافعي، رضي الله عنه، بقراءتي بعد العشرين والمائة ما لقى النبي،
صلى الله عليه وسلم وأصحابه، أو نحوه.]

-مناقب الشافعي للبيهقي.


رَحِم الله الإمام الشافعي وكأنه اختار آيات آل عمران تحديدًا لما فيها من المواساة وتثبيت القلوب.

وحقًا لن تجد سلوى لقلبك من كل كرب وهم مثل القرآن، شفاء الروح وحياتها!

ولذلك وجهنا النبى ﷺ عند الهم والحزن أن ندعو الله ونتوسل إليه بأسمائه الحسنى أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا.

وهذا الإمام الشافعي مع علو قدره وعلمه اعتراه مايعتري البشر من الكرب والهم ولم يمنعه علمه وإيمانه أن يقول لصاحبه: لا تغفل عني فإني مكروب.

وما من عبد إلا وتمر عليه أيام ثقيلة يحيط به الهم، حتى يضيق صدره وتضيق عليه نفسه والأرض بما رحُبت!

حتى النبي ﷺ ضاق صدره فقال الله عز وجل:
﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾

فرحِم الله من تفقَّد إخوانه ولم يغفل عنهم بكلمة طيبة في كربتهم أو دعوة صادقة بظهر الغيب!
فإن لم يفعل،
فليكفّ أذاه وشره عنهم، ولا يزدهم ثقلًا وهمًا على همهم!


-حــــنـــان فـــــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
ولنا في الموت عِظات وعِبر!

مُرعِب جدًا أن تُلاحق العبدَ شتائمُ ولعنات خلقِ الله في حياته وبعد مَماته، نسأل الله السلامة والعافية.

كُلنا سنمضي من هذه الدار لا محالة، وستتخطَّفُنا المنايا، وستذكرنا ألسنةُ الخلقِ إمَّا خيرًا أو شرًا!
و والله لن يبقى لنا إلا أعمالنا.

فليخْتَر كلٌ مِنَّا لنفسِه!
هل سيُقال رَحِم الله فلان، أم هلكَ فلان!!

فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا... فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ

اللهم اجعلني ممن يستريح ولايُسترَاح منه،
اللهم واجعلني ممن وجبت له الجنة، وارزقني طيب الأثر وحسن الختام،
واجعل لي لسانَ صدقٍ في الآخرين، ولا تُخزني يوم يبعثون، يوم لا ينفع مالٌ ولا بَنون إلا من أتى اللهَ بقلبٍ سليم.
آميين.

https://www.tg-me.com/HananFoad
بعد يومٍ طويل مليء بالمسؤوليات نحتاج لبعض الهدوء والسكينة، بعيدًا عن صخب الحياة بعيدًا عن الأضواء،

جلست على أريكة بالقرب من الشرفة ومعي مصحفي لأكمل وِردي من القرآن؛
فرأيت القمر يتسلل نوره بهدوء من النافذة ليُضيء ظلام الغرفة!

في الليل هدوء وسكون وفيه ظلام، فيأتي القمر ليُنير هذا الظلام فيجعل الليل أكثر جمالًا وسحرًا،
كذلك هو القرآن يُضيء ظلمة القلب ويُنير ظلمة الصدر ويوسع ضيقه ويؤنس وحشته ويُلملم ماتبعثر في الفؤاد!

نور القمر يرشدنا في ظلمة الليل ويجعلنا نرى الأشياء بوضوح،
وكذلك القرآن يرشدنا في ظلمات الحياة ويجعلنا نرى الحقائق بوضوح فنزداد يقينًا وتتنزل السكينة على القلب!

نور القمر في ظلمة الليل ونور القرآن في ظلمة القلب؛
آيات الله المنظورة في الكون
وآياته المسطورة المنطوقة في كتابه!
سبحانه وبحمده.

فإذا ضاقت بك الدنيا وضاق عليك صدرك؛
اقرأ كلام ربك بتدبر وانظر إلي آياته في السماء بتفكر،
ستجد السِعة والانشراح وتُبصر النورَ في صدرك.

-حـنـان فــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
البناء العقدي للجيل الصاعد.

تشتد الحاجة -اليوم- إلى تثبيت العقيدة الإسلامية الصافية الواضحة في نفوس الجيل الصاعد، وغرس قواعد الإسلام الكبرى وأصوله في عقولهم وقلوبهم؛ لما لا يخفى على أحد من واقع التحديات الهائلة التي تهدد إيمانهم وأفكارهم، والشبهات التي تنبعث لهم من كل مكان، والشهوات والفتن الداعية إلى الانحلال والانحطاط .

لماذا العناية بالعقيدة؟

لأن بناء العلم الصحيح المبرهن -وخاصة أصول العقيدة- بحد ذاته يزاحم التصورات والأفكار الفاسدة ولو لم يتم الرد على جميع تفاصيلها، فإن الحق التام يزهق الباطل، والصواب يقضي على الخطأ، وإذا ثبتت عظمة الإسلام ومتانة عقيدته لدى الشاب فإن من الصعب أن تؤثر عليه شبهة جزئية، أو أن تقضي على إيمانه فكرة باطلة، أو نزوة عابرة.


هذا الكتاب تناول مبادئ العقيدة الإسلامية، بطريقة سهلة واضحة مبرهنة، لتثبيت الإيمان، وتوضيح قواعده، ولبناء سور واقي من الشبهات والانحرافات الفكرية؛

الكتاب مناسب جدًا لفئة الشباب والفتيات من عمر ١٢ إلى عمر الجامعة بل ومهم جدًا،
ويصلح لمن فوق ذلك، فأقترح على الأمهات والمربين قراءته مع أبنائهم،

وأكرر احرصوا على غرس العقيدة السليمة في قلوب أبنائكم بعد الدعاء والاستعانة بالله.

يوجد سلسلة مرئية باليوتيوب للشيخ أحمد السيد -جزاه الله خيرًا- يمكنكم الاستماع إليها مع أبنائكم.

-حــــنـــان فـــــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
إذا أحسست قلبك بعيدًا مُشتتًا قاسيًا، فضعه بين دفتي مصحفك،
اقرأ..رتِّل..كرِّر..افهم..تدبَّر...

فيتنقَّل قلبُك في رِياض القرآن بين سورة يكررها وأخرى يضبط متشابهها وأخرى يفهم معناها ويتدبر آياتها،
وكأنه يتنزه بين البساتين يقطف الرياحين،

فيرتوي القلب ويُزهر وتحيا الروح بعد ذبول!

وهذه والله نِعمَ الحياة!


-حــــنـــان فـــــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
لكل مكروب، ولكل من أحاطت به الهموم، ولكل من تتألم نفسه وضاق صدره وضاقت عليه الأرض بما رحبت،

تكفيك الصلاة على النبي ﷺ كل هذه الهموم والكروب وبها ينشرح صدرك ويطيب قلبك.

كما قال ﷺ:
"إذنْ تُكفَى هَمَّك ويُغفَرُ لك ذَنبُك"

هذا الفصل العظيم في كل يوم وليلة ويتأكد في يوم الجمعة وليلتها.

فابدأ بالصلاة على نبيك ﷺ من هذه الليلة و انوِ أن تستكثر فتتجاوز الألف والألفين مما يزيد في أجرك وينشرح به صدرك.

لاتحتاج لكثير وقت،
فقط تحتاج لصدق عزم وإخلاص وأن تُقبل بقلبك على الله، ابتغاء ماعنده ومحبةً له ولنبيهﷺ فتكثر من الصلاة عليه،
فينشرح صدرك وتنال الأجور العظيمة بجهد يسير في وقت قليل،

فكيف لو استغرقت الصلاة على نبيك ﷺ سائر يومك من مغرب الخميس لمغرب الجمعة!

فاللهم صَلِّ وسَلِّم على سيِّدِنا ونبيِّنا مُحَمَّد وعلى آلهِ وصحبِه أجمعين.

-حــنـان فـــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
نمرُّ في هذا الزمن بفتنٍ عظيمة، تكادُ تعصِف بالقلوبِ لولا فضل الله وتثبيته!

فما أشدُ حاجتنا لكهفٍ نأوي إليه، ونفرُّ فرارنا من الأسد!

سورةُ الكهف، كهفُنا الذي نأوِي إليه في كلِّ سبعٍ لنأمنَ من الفتن.

جاءت فاتحةُ السورة بأعظم أسباب النجاة من الفتن؛ ألا وهو القرآن، كتابُ الله ..حبل نجاتك فتمسَّك به.

﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَـٰبَ وَلَمۡ یَجۡعَل لَّهُۥ عِوَجَاۜ﴾

وجاءت خاتمتُها بأعظمِ خاتمة يرجوها العبدُ؛ ألا وهي التوحيد، فلا يُقبَل عمل إلا بالإخلاص لله عز وجل.

﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾

وبينَ الفاتحة والخاتمة أربعُ فِتن:

١-فتنة الدين..
ونجاتها بالفرار إلى ربك والتمسك بكتابه والعمل به وعدم الالتفات إلى الدنيا.

﴿وَٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدࣰا﴾

٢-فتنة المال..

ونجاتها أن تعلم أنك الفقير وأنَّه سبحانه الغَني، فلا قوة لكَ إلا به، وأن هذا المال لاينفعك في الآخرة إلا ما أنفقته في رضا الله، والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك!

٣-فتنة العلم..

ونجاتها أن تعلم أنك مهما تعلمت فما أوتيت من العلم إلا قليلًا، والصبر على العلم، والتواضع للعلم وللخلق وللحق!

٤-فتنة السلطة..

ونجاتها في التقوى والعدل!

الكهف ..كهفك من الفتن فأوِ إليها؛ ينشر لكَ ربُّك من رحمتِه وييسر لكَ منْ أمركَ مِرفقًا!!

#الكهف
#هدايات

-حــنـان فــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
‏«يطلبُ العبد على قدرِهِ، ويُعطي الكريمُ على قدرِ كرمِهِ!»


ساعةُ الجُمعة
"القلب إذا مُلئ بِحُبِّ الدُّنيا لم يَتأَتَّ له فَهمُ القرآن؛
لأنَّ القرآن إنما يصلحُ لمحلٍ طاهر،
والدُّنيا نَجَسٌ؛ فإذا تنجَّس القلب ضَعُفَ فَهم القرآن.

وقد قال سفيان الثورِيُّ رَحِمهُ اللهُ تعالى:
«أبى الله أنْ يجتمع فَهم القرآنِ وحُطام الدُّنيا في قلبِ عبدٍ مؤمنٍ أبدًا».

فإذا وَجَدَ الإنسانُ في نفسه ضَعْفًا في نزع القرآن والفهم له والاستنباط منه،
فإنَّ ذلك لحدوث نجاسات في قلبه، من جملتها: نجاسة الدُّنيا.

وقُل مثل هذا في سائر الأمراض التي تنْتاب القلبَ".


📖شرح (تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم) للعصيمي.

https://www.tg-me.com/HananFoad
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
افرح بالقرآن🤍

﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰ⁠لِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ﴾

قال ابن عباس رضي الله عنه:

"فضل الله=الإسلام
و رحمته=القرآن".
عَشْرة أيامٍ وتأتينا العَشْر!

عشرُ ذِي الحِجة، أفضلُ أيامِ الدُنيا، وأحبُّ العملِ الصالحِ إلى اللهِ فيها!

فلتستعِدْ لها، هَيِّيء قلبَك، استقبلها بمشاعرِ الشوق؛
فقلبُ المؤمن في شوقٍ دائم لمواسمِ الخيراتِ والطاعات، ولأيام الأجور العظيمة!

وخيرُ ماتستعدُ به لتهيئة قلبك، تجديد التوبة من ذنوبك و ردِّ المظالم وكثرة الاستغفار، وأنْ تُعظِّم قدرها في قلبك، وتدعو الله أنْ يوفِّقك فيها لما يُحب ويرضى.

فَرِّغ قلبك من الشواغل، واستعنْ بربِّك بصِدق وإخلاص؛ وابدأ من الآن لتعتاد وترتقي في الطاعات فتدخل العشر بقلبٍ مختلف؛

القرآن...
فليكنْ لكَ وِرد من القرآن (٣ أجزاء يوميًا) فتأتي بختمة خلال هذه الأيام، حتى إذا ما أتت العَشْر استطعت أن تأتي بختمة على الأقل أو مُضاعفة وِردك لتختم القرآن فيها مرتين!

الذكر...
استكثِر من الذِكر (تهليل، تكبير، تحميد، تسبيح، استغفار، حوقلة، صلاة على النبي)
وليكنْ لك مثلًا وِرد يومي لايقل عن ألف ذِكر، واستشعر معاني الذكر بقلبك ليكن قلبك ذاكرًا قبل لسانك، فتدخل العشر وقد اعتاد لسانك ذكرَ الله فتزداد فتكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.

الصيام...
لعلك تُدرِّب نفسَك إن طال الزمن بك عن الصيام بصيامِ الاثنين والخميس حتى إذا ما أتت العشر تستطيع صيامها كاملةً، واحتسب في هذا الحرِّ الشديد فعلى قدر المشقة يعظم الأجر!

القيام...
ليكن لكَ على الأقل ركعتين يوميًا قيام ليل من اليوم وتزيد تدريجيًا حتى تصل العشر فتأتي بقيامها كل ليلة وتتلذذ بقيامك بعد جهاد!

وماتقرَّب عبدٌ إلى الله بشيء أحبَّ إليه مما افترضه عليه!

فاعتنِ بصلاتك على وقتها، وخشوعها!

بِرَّك بوالديك، صِلة أرحامك، و آداء الحقوق للزوج والأبناء، والقيام على مسئولياتك فكلكم راعٍ!

احتسبْ في كل ذلك أنَّك تتقرب لربك،
والأجر عظيم في هذه الأيام!


أسأل الله أن يُوفقنا لما يُحب ويرضى، ولايحرمنا خيرَ العَشر ويكتُب لنا فيها عظيمَ الأجر.


-حـــنــان فـــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
في "شعب الإيمان للبيهقي (٤٥٩٦) أن التابعي الجليل الثقة الحجة محارب بن دثار كان يدعو بالليل ويرفع صوته أحياناً:
«أنا الصغير الذي ربيته فلك الحمد.
وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد.
وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد.
وأنا الصعلوك الذي مولته فلك الحمد.
وأنا العزب الذي زوجته فلك الحمد.
وأنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد.
وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد.
وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد.
وأنا الغائب الذي رددته فلك الحمد.
وأنا الراجل الذي حملته فلك الحمد.
وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد.
وأنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد.
وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد.
ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً».

هذا التملق لله ومناجاته بحقيقة حالك وأحوالك والحديث بشؤونك في معرض الاعتراف بالنعم والاحتياج إليها: هدي قرآني وهكذا كان الأنبياء يناجون ربهم، كما أخبرنا القرآن عنهم، نوح وأيوب ويونس ويوسف وموسى وغيرهم.

ولهذا اللون من المناجاة لذة إيمانية وحلاوة وجدانية لما فيها من الاعتراف لله بنعمه وضعف عبده، فتزيد في القلب معرفة الله وحبه، ويزيد الإيمان.

فما هي مناجاتك الخاصة بك التي تشرح فيها لله -تعالى وتقدس- أحوالك وضعفك ونعمه عليك وحاجتك إليه؟
Forwarded from قناة | توّاق
••
•| الاغتراب عن القرآن |•

حين تتأمل السماء في هدأتها المهيبة، وتقرأ في سكونها تلك الوصية الكبرى: (كتابٌ أُنزِل إليك فلا يكن في صدرك حرجٌ منه)، تدرك أن أعظم هدية أُهديت إلى الأرض، لم تكن ثروة ولا حضارة، بل وحيٌ منزّل، ذاك النور العتيق الذي شقَّ من السماء طريقه، لا ليزيّن رفوف المكتبات، بل ليُقيم العدل في الأرض، ويُنعش الأرواح، ويجعل للإنسان سبيلاً حين تتكاثر عليه السُبُل.

و نحن في زمنٍ تضاءلت فيه المسافات وتكثفت فيه المشاريع، أصبحنا نعيش مفارقةً مذهلة: تعلو رايات البرامج القرآنية، وتغيب حرارة القرآن نفسه عن القلوب، لا تكاد تلتفت إلا وتجد مؤتمرًا عن “تمكين القيم”، أو مبادرةً تحمل اسم “القرآن”، أو برنامجًا للتربية على هدي الوحي، ومع ذلك، تسأل نفسك سرّ هذا الجفاف الباطني، وهذه القلوب التي تمضي في الإنجاز دون أن تُروى.

ولم يكن القرآن يومًا مشروعًا يُضمّ إلى غيره، ولا برنامجًا يُدمج ضمن غيره، بل كان هو المنبع والبوصلة والمصب، وكل مشروعٍ لا يجعل من القرآن مقصده، لا مجرد عنوانه، فإنه يُنذر بانفصالٍ خطير بين الشعار والجوهر، بين الهيكل والمضمون، بين ما يُقال وما يُعاش.

وإن من أخصّ ابتلاءات طلاب العلم وأهل التأثير اليوم: أن يغترب القرآن عن قلوبهم تحت لافتة الانشغال بخدمته، فيغيب صوت الآية التي كانت تهزّهم، وتتبدّد تلك اللحظة التي كانت السورة تقلبهم من حال إلى حال، ويستبدل كل ذلك بـ”عناوين عرض”، و”محتوى تقديمي”، و”شريحة افتتاحية جذابة، كيف تزرع فيهم عظمة الوحي، وأنت نفسك فقدت الدهشة الأولى؟

الاغتراب عن القرآن لا يبدأ بهجره، بل يبدأ حين يصبح وردًا بلا حضور، وتلاوة بلا خشية، وعلمًا بلا مهابة، وقد صار القرآن عن البعض “مرجعًا للاستشهاد” لا “نبضًا للتشكّل”، وصار الورِد القرآني يُقرأ وكأنه مهمة في دفتر الإنجاز، لا جلسة تزكية في معراج العارفين، والمعضلة حين يتحول إلى عادة ذهنية لا أثر لها في باطن النفس، أو إلى أداة خطابية تُستخدم في التأثير لا في التزكية، وهنا، تنشأ فجوة مرعبة بين “أهل القرآن”، و”أثر القرآن”.

الإشكال أن تنشغل بتمكين الدين في الأرض، وتنسى تمكين الإيمان في القلب، والحق أن هذا النمط من الاغتراب لا يُدركه الإنسان فجأة، بل يتسلل على هيئة انشغالات مبررة، وشعارات مقبولة، حتى إذا به يجد نفسه فاترًا أمام المصحف، جافًا في دعائه، غريبًا في صلاته، باردًا عند آيات الوعد، وساكنًا عند آيات الوعيد.

والقرآن – وهو دستور المشروع الإيماني الأول – لا يرضى أن يكون بندًا على هامش المهام، ولا مرجعًا مؤقتًا عند الحاجة، بل هو أصل كل تحول، ومنطلق كل بناء، فكيف يجوز لمؤمن أن يترقى في سلّم الدعوة، وهو يتراجع في تأمل القرآن؟ كيف يستقيم حال من يهندس برامجه على قاعدة التأثير، وقد هدم في داخله أركان التلقي والخشوع والأنس بكلام الله؟

والانشغال بالمشروعات الكبرى لا يعفي من التبعة، بل يثقل الكاهل أكثر، فمن ارتقى منصة التأثير، وجب أن يكون أقرب الناس إلى المصحف، لا في التلاوة الجهرية فقط، بل في المناجاة، في الحياء، في الرهبة، في التبتل، وهذا لا يتحقق إلا حين يتخفّف العبد من ضجيج الإنجاز، ويعود إلى لحظة السجود الأولى، حيث لم يكن له من الدنيا إلا مصحفه ودمعته، ولذلك كان السلف أشد الناس خلوةً بالقرآن كلما ازدادوا تأثيرًا في الناس؛ لأنهم يعلمون أن الصوت الذي لا يُروى من النبع سيفقد عذوبته ولو صدح في أكبر جمع.

ومن لم يجعل له وردًا ثابتًا يحفظه في زحمة مشاريعه، فسيجد أن نفسه قد ذبلت، ومشاريعه قد تكلست، وخطابه – وإن كان بليغًا – فقد روح النور، وفي هذا الزمن، يُختبر صدق القلوب لا بجزالة الأثر، بل بثباتها على باب الوحي، فمن حافظ على لحظته مع المصحف، وسط الندوات والتخطيط والتأثير، فقد ثبّت قدمه في الصراط، ومن انشغل بكل شيء إلا القرآن، خيف عليه أن يكون ممن: (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ).
••
أيام العَشرُ مُقبِلةً، خير أيام الدنيا..

فهيئ قلبك لاستقبال أفضلُ أيامِ الدُّنيا

فَرِّغْ قلبَك مِنَ الشوَاغِل قدر المستطاع، واستعنْ باللهِ لتفوزَ بالأجرِ والهِبات!

أحسِن الاستقبال بالتوبة وحسن الاستعداد، وتجديد المعاني في قلبك لتتشجع وتُقبل على الطاعات بهمة وعزم.

هذه أربع سلاسل أنصحكم بالاستماع ما استطعتم منها لتهيئة القلوب للعشر و رفع الهمم..

-سلسلة رغد العشر 1444هـ للشيخ محمد خيري

https://youtube.com/playlist?list=PLPq7duxpJ2hSVzToSCmarC7yiOi7i20_o&si=w6oALZkZoy6YPp6U


-سلسلة لقاءات العشر من ذي الحجة للشيخ محمد خيري.
https://youtube.com/playlist?list=PLPq7duxpJ2hQ6pTBm9noAh7FIRAoEasxG

-صُنع في العشر.
https://youtube.com/playlist?list=PLQR5pAkesbk4wFe_yvONpvH3q-Wy0HqGp


-العشر الأوائل من ذي الحجة د أحمد عبدالمنعم.
https://youtube.com/playlist?list=PLnpYU8_AiEPdIqNOKiWQ11wh-WB9HxqMh


وتذَكَّرْ أنَّه قدْ يَحِج قلبُك وإنْ لَمْ يَحِجْ بَدنُك!!

وفقنا الله وإياكم وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته في هذه الأيام.

https://www.tg-me.com/HananFoad
من المهم جدًا بل والواجب أن تستشعر الأم -والمُربي عمومًا- في التربية مقام العبودية والتسليم لله عز وجل خاصةً أن ثمرات التربية آجلة و ربما لا تلمسها في الوقت الحالي، فتتعب النفس مما تلاقيه من صعوبات في تربية الأبناء، والنفوس مجبولة على مايُحقق المصلحة العاجلة!

هنا يأتي مقام العبودية والتسليم لله عز وجل يطمئن النفس وينزل عليها السكينة والرضا،

فتنقاد الأم والمربية لأمر الله عز وجل وتُسلِّم لما جاء في القرآن والسنة من القيام على تربية أبنائها وتقويم سلوكهم وأمرهم بالطاعات ونهيهم عن المنكرات وتوجيههم لما فيه صلاح آخرتهم ودنياهم..

وترضى وتُسلِّم لقدر الله وبأي ابتلاء تلقاه في رحلتها في التربية مع الأخذ المستمر بأسباب الهداية فقد تجد مَيل من الأبناء أو تقصير..هنا يأتي مقام العبودية ليُذكِّرها بالصبر والاحتساب والسعي المستمر.

كما أن العبودية تجعلها تتغلب على شهوات الدنيا والمحبة التي جُبِلت عليها لولدها مما قد يحرفها عن الغاية من التربية فتُقدِّم مرضاة الله على حظوظ النفس ومرضاة الأبناء.
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِكُمۡ وَأَوۡلَـٰدِكُمۡ عَدُوࣰّا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ﴾

وبهذا تُحكِّم العبودية لله والتسليم لأمره في جميع جوانب حياتها خاصةً مايتعلق بأسرتها وتربيتها لأبنائها سعيًا إلى الغاية الكبرى من وجودنا في هذه الحياة.

فاللهم أعِن كل أم تسعى لمرضاة ربها في تربية أبنائها ولاتحرمها الأجر وأقر عينها بالثمرة،
وأصلِح لنا في ذرياتنا.

https://www.tg-me.com/HananFoad
2025/07/07 15:12:48
Back to Top
HTML Embed Code: