Telegram Web Link
خير الدعاء دعاء يوم عرفة..

والدعاء من القرآن والسنة فيه جوامع الخير كله فاحرص عليه!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"أدعية القرآن والسنة هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان".

وقال النبي ﷺ:
«إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَبْدَأُ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ"

فالمستحب في الدعاء والأرجي للقبول أن تبدأ بحمد الله والثناء عليه والصلاة على نبيه ﷺ ثم تسأل الله حاجتك،
هذا مع الافتقار والانكسار إلى الله والصدق واليقين.

لذا اصطحب لك أحد هذه الكتب للدعاء ففيها الثناء على الله والصلاة على نبيه ﷺ وجوامع الدعاء من القرآن والسنة.

أقبل بقلبك على ربك وافتقر إليه وأكثر من الثناء عليه ثم الصلاة على النبي ﷺوألحّ في الدعاء بذلٍ وانكسارٍ ويقين في الله..

‏"فمن أُلهم الدعاء فقد أُريد له الإجابة".

أعاننا الله وإياكم وتقبل منا ومنكم.

https://www.tg-me.com/HananFoad
انقضَى عرفات، ورُفعِت الدعوات لربِّ الأرضِ والسماوات!
﴿رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إِنَّكَ أَنتَ السَّميعُ العَليمُ﴾

ومن عظيم فضل الله ورحمته أن يأتي العيد مع يوم الجمعة فيكون العيد عيدين،

عيد الأضحى يوم النحر أعظم الأيام عند الله
قالﷺ:
"إنَّ أعظم الأيامِ عندَ اللهِ يَوم النَحر".

مع عيد الجمعة أفضل أيام الأسبوع وخير يوم طلعت عليه الشمس!

كثُرَ خيرُ اللهِ وطاب🤍

فنختم العشر بالتكبير وكثرة الصلاة على النبي ﷺ، ونفرح ببلوغ يوم عرفة، والعيد ثم نفرح في الجمعة بصلاتنا على نبينا ﷺ وبساعة استجابة نبث فيها ربنا دعواتنا وحاجاتنا.

هذه أيامٍ عَظيمة عِندَ اللهِ؛ فلا يغفلْ قلبُك ولا يفترْ لسانُك عن ذِكرِ الله!

واحرص أنْ تخرُج من هذهِ الأيامِ؛ العَشر والتشريق وقَدْ أدمنَ لسانُك الذِكر والتكبير والتهليل وهذه نِعمة عظيمة!
كما تخرج منها معظمًا لله العظيم بقلبك!

واجعل خِتام العَشر شُكر لله على النِعمة.

وتعبد بالفرح ببلوغ العشر وبلوغ عرفة والصيام والدعاء والذكر..

جَدِّد نيَّة الفرح بطاعةِ الله وجَدِّد نية العزم على الاستمرار على الطاعة؛
فمن شكر الله على بلوغ النعمة والتمام أن تستمر..

ولعلَّ من جمالِ مواسمِ العبادات والطاعات، أنْ تُجدِّد الإيمان في قلبِك، وتُوفَق بعدَ الطاعةِ لطاعاتٍ كثيرة.

اللهُ أَڪْبَرُ، اللهُ أَڪْبَرُ، اللهُ أَڪْبَرْ، لاَ إِلَٰهَ إِلْاَ الله، اللهُ أَڪْبَرْ، اللهُ أَڪْبَرُ، وَ للهِ ٱلْحَمْد.

عيدُكم مُبارك
تَقبَّل اللهُ مِنَّا ومِنكُم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

-حــــنـــان فـــــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
هذه ساعة عظيمة..
آخر ساعة من أفضل أيام الدنيا يوم النحر وأيام العشر،
وآخر ساعة من الجمعة، ساعة يُرجى فيه إجابة الدعوات.

فلا تفرط فيها، اجمع قلبك وأكثِر فيها من الدعاء والصلاة على النبي ﷺ،
وما أجمل أن تجعل ختام العشر بالذكر والشكر والدعاء.

أسأل الله أن يختم لنا بالقبول، وألا يُخيِّب لنا دعاء ولا يقطع لنا رجاء، وأن يرفع عن إخواننا الكرب و البلاء.
اللهم آمين

https://www.tg-me.com/HananFoad
«العمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره،
ولا يُعَكِّر على ذلك كونها أيام عيد...ولاماصح من قولِه ﷺ أنها أيام أكل وشرب..،
لأنَّ ذلك لا يمنع العمل فيها،

بل قد شُرع فيها أعلى العبادات وهو ذكر الله تعالى، ولم يُمنع فيها منها إلا الصيام..

وسرُّ كون العبادة فيها أفضل من غيرها:

أن العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها،
وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب، فصار للعابد فيها مزيد فضل على العابد في غيرها
كمن قام جوف الليل وأكثر الناس نيام.

وفي أفضلية أيام التشريق نكتة أخرى وهي أنها وقعت فيها مِحنة الخليل بولده ثم مُنَّ عليه بالفداء فثبت لها الفضل بذلك».


-فتح الباري لابن حجر.

https://www.tg-me.com/HananFoad
مع غروب شمس هذا اليوم الثالث عشر من ذي الحجة تنتهي أيام التشريق..
وتنتهي المناسك للحجيج
وينتهي ذبح الهدايا والأضحيات،
وينتهي الذكر المطلق والمقيد المخصوص بهذه الأيام،

ولكن يبقى عليك أن تذبح هواك بتقوى الله في كل وقت،
وأن تضحي بلذاتك وشهواتك في سبيل مرضاة الله في كل حين!


ويبقى ذكر الله باقٍ لاينقضي ولايُفرغ منه مادُمت حيًا.

﴿ فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ﴾

قال ابن رجب في لطائف المعارف:
"في الأمر بالذكر عند انقضاء النسك معنى؛ وهو أن سائر العبادات تنقضي ويُفرغ منها، وذكر الله باقٍ لا ينقضي ولا يُفرغ منه، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة".

يمضي موسم خيرات عظيم كان لقلوب المؤمنين فيه خير زاد!

فاجعل ختامه ذكر وتكبير وشكر لله واستغفار على ماكان منك من تقصير وغفلة!

ولاتكن عبدًا موسميًا
فالمتأمل في آيات الحج المتدبر لها يلحظ تكرار الأمر بالتقوى وختام الآيات بها حثًا على التزود منها وهذا إشارة إلى مايجب أن يكون عليه العبد في جميع أحواله وطول حياته،

فالعبرة بما يورثه العمل الصالح في قلبك من تقوى الله،

﴿ وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾

وما أشد الخسارة أن تعمل وتبذل ويتعب جسدك في العبادة ثم لايطهر قلبك ولاتزداد قربًا من الله وخوفًا منه!

فانوِ المداومة على الخير والاستقامة، فالعمل الصالح مثل الشجرة الطيبة تحتاج منك لرعاية وسقي لتنمو وتثبت جذورها وتؤتي ثمارها!

(وَأَحَبُّ الأَعمَالِ إِلى اللهِ أَدوَمُهَا وَإِن قَلّ)

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وختم لنا بالصالحات.

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر و لله الحمد


-حنــان فــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
"إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ...".

يبهرني جمال القمر في هذه الليالي، ويأخذ بقلبي وعقلي،
يبهرني النظر إلى السماء في كل حين، و يشعرني بعظيم خلق الله وبديع صنعه،
ويمتلأ القلب يقينًا ويتسع الصدر انشراحًا.

آيات الله المنثورة في الكون تزيد المؤمن إيمانًا بعظمة الخالق وبديع صنعه فيزداد يقينه بالله واليوم الآخر ويزداد صدره اتساعًا وانشراحًا.

﴿وَكَذَٰلِكَ نُرِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلۡمُوقِنِينَ﴾

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ بِنُوْرِ وَجْهِك الكَرِيم الذِي أشْرَقَتْ لَهُ السَّمَواتُ والأرْضِ وبِاسْمِك العَظِيْمِ أنْ تَقْبَلَنَا وتَرْضَى عَنَّا رِضًا لا سَخَطَ بَعْدَهُ أبَدًا.

اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِك الْكَرِيمِ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِك، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.
اللهم زَيِّنا بزينةِ الإيمان واجعلنا هُداةً مُهتَدين.

-حــنـان فـــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
من رحمة الله عز وجل بعباده تجدد مواسم الخيرات والطاعات والنفحات الإلهية..

فلئن انتهت أيام العشر خير أيام الدنيا،
فلقد تجدد لنا يوم الجمعة خير يومٍ طلعت عليه الشمس!


يوم رحمة نخفف فيه أثقالنا من الهموم والذنوب بكثرة الصلاة على النبي ﷺ،
يومٌ تُعرَض عليه ﷺ صلاتنا عليه فحقٌ له علينا أن نُكثِر!

ولئن مضى يوم عرفة يوم إجابة الدعوات،
فلقد أتى يوم الجمعة،


يومٌ أكرمنا ربنا فيه بساعة استجابة لايوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله فيه خيرًا إلا أعطاه!

فلايفرط فيها مؤمن فقير إلى ربه وله حاجة،
فيُقبل على مناجاة ربه يثني عليه ويعترف بنعمه وذنبه ويصلي على نبيه ﷺ ثم يسأله ماشاء وهو موقن بوعده محسن الظن به.

فالحمد لله الذي أنعم علينا بيوم الجمعة،

فلنكثر من الصلاة على نبينا ﷺ، ولنغتنم ساعة الاستجابة، ولا ننسى إخوننا المكروبين من الدعاء أن يطعمهم الله من جوع ويأمن خوفهم وينجيهم ويفرج عنهم.

اللهم صلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

-حــــنـــان فـــــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
#مجانا #للخاتمات #للحافظات #عن_بعد

يسر مرفأ ثبات للخاتمات الإعلان عن دورته الصيفية الثانية : (رُوح) لمعاهدة القرآن الكريم، في مسارين:

المسار الأول: تثبيت الأجزاء من سورة المائدة إلى سورة التوبة

المسار الثاني : معاهدة القرآن الكريم كاملا للخاتمات بمعدل حزب يومياً

🥰مميزات البرنامج:

متابعة يومية
مكتبة قرآنية
حلقات لعرض المحفوظ على المشرفات
اختبارات إلكترونية دورية
جوائز وقفية في أوقاف معتمدة

🔺 شرط الالتحاق: اجتياز اختبار الأجزاء من سورة البقرة إلى سورة النساء

📆 بداية الدورة : الأحد ٤ محرم ١٤٤٧ هـ

🟢للتسجيل: الانضمام إلى قناة مرفأ ثبات للخاتمات
═══ ✿ ═══
@A_THABAT
═══ ✿ ═══
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
الحمد لله
المشاهد من تل أبيب تسر القلب، اللهم زدهم بأسًا وتدميرًا، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبقِ منهم أحدًا.

اللهم أهلِك الظالمين بالظالمين وأخرِج عبادك الموحدين من بينهم سالمين وأنجِ المستضعفين واشف صدور قوم مؤمنين.
آميين.
Forwarded from قناة | توّاق
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
في ضرورة الهداية والسداد 🎯

كل لحظة تمر من عمر المرء، هي في حقيقتها امتحان دقيق لمعنى الهداية، وكأنّ الدنيا كلها ليست إلا طريقاً متعرّجاً بين ضلالات وغوايات، وسالكه لا نجاة له إلا بأن يعتصم بحبل الله المتين.

ولقد بلغ الأنبياء عليهم السلام الغاية العظمى من الفقه لأنهم لم يكونوا يرون في أنفسهم غنى عن ربهم طرفة عين؛ بل كانوا في كل نفَس من أنفاسهم، يستمدّون الهداية من ربهم، ويفتقرون إليه، ويأوون إلى ركنه الشديد، فكانوا بحق هداةً ومهديّين.

فما أحرانا ـ نحن أبناء العجز والقصور ـ أن نُديم قرع باب السماء، ونسأل الله هدايةً نسير بها على الصراط، وسدادًا نقيم به خطانا على الجادة، كما كان الأنبياء ـ وهم أئمة الهدى ـ يلوذون بالله آناء الليل وأطراف النهار، مستشعرين الفقر التام إليه في كل نبضةٍ من نبضات قلوبهم، وفي كل خطرةٍ من خواطرهم.

فنحن في دنيا مزروعةٌ بالأهواء، محفوفةٌ بالفتن، تضل فيها البصائر كما تضل الأبصار في الليل البهيم، فلا مخرج لنا منها إلا أن نتعلق بالله تعلق الغريق بخشبة النجاة، فهو القائل سبحانه: (ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم).

والهداية ـ وإن حسبها الناس أمراً واحدًا طبقاتٌ ومراتب، وأعلاها: السداد. ولأجل ذلك، كانت وصية النبي ﷺ لعلي بن أبي طالب أن يقول: (اللهم اهدني وسددني).
يا لها من كلمات وجيزة، تفتح أبواب الخير لمن عقل معناها، جامعةً لأعظم مطلوبين، دالةً على أن الهداية لا تُنال دفعةً واحدة، وإنما تُكتسب بالمواظبة، وتُطلب بالحاح، ويُرتقى إليها زلفةً زلفة، كلما أخلص العبد في الدعاء، وصدق في التوجه إلى ربّه.

و الهداية إذا نزلت، ساقت الخير بعضه إلى بعض كما يسوق النهر ماءه إلى الزرع، فإذا به يُورق ويُثمر.

والعبد إذا ذاق طعم هذه الهدايات في يومه، علم أن الله يقوده بلطف، وأن خصلةً من الخير لا تأتي وحيدة، بل تجرّ أختها من ورائها، فالهداية لا تمشي في الأرض وحدها، إنما تمشي بجيش من البركات والألطاف والتوفيق.

كم من يوم طلعت عليك شمسه، وقد ساقت لك رحمة الله فيه من أبواب الهداية ما لا تحتسب؛ لا لأنك أعددت لها متكئًا، بل لأن الله ساقها إليك بمحض فضله، تسمع موعظة فتحرّك فيك ساكن القلب، أو تقع عينك على آية تهز وجدانك، أو تلتقي برجل صالح يشدّك من يدك فيسير بك إلى برّ، أو عملاً لم تحتسبه فإذا هو باب من أبواب الجنة. فيحيي فيك جذوة الإيمان، وتُحاط في يومك بأسباب الخير، حتى تحسّ في نفسك أنك ستصافح الملائكة في الطرقات. وما ذاك إلا أن الله ساق إليك هدايات متعاقبة، كل واحدة منها تُسلمك إلى أختها، حتى كأنك تمشي في طريقٍ مرصوفٍ بالرحمة.

وما أعظم أن يلهج اللسان بدعوة نبي الله موسى: (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري). فهي مفتاح التيسير، ومجلبة التوفيق.
وكم من صدر ضاق بما رحب، ثم اتسع بدعوة خفية في جوف الليل!
وكم من عزمٍ كان كالجبل، فإذا هو ينهار بين يدي القضاء، أو يصرفه الله عنك صرفاً، ولقد أحسن ذلك الأعرابي أيما إحسان بإجابته حين سئل: "بِمَ عرفت ربك؟" قال: "بصرف الهمم ونقض العزائم". وهي كلمة لو تدبرها القلب لعلم أن كل ما في الوجود من عزيمة أو فتور، من إقبال أو إدبار، هو بيد الله، يُقلبه كيف يشاء، لا تملك النفس لنفسها نفعًا ولا ضراً إلا بإذنه.

أجل، إن الناس في ميزان الله صنفان: موفق ومخذول، وكم من امرئ كان في أمسِه مقبلًا على العلم والعبادة، ثم أصبح في لهو وغفلة! وكم من قلبٍ كان يعيش في أنس القرآن ثم قسا. وكم من نفسٍ كانت قرة عينها في الصلاة ثم انقبضت عنها!

وإنك لترى الرجل بالأمس يعمر مجالس الذكر، ويلوذ بحلقات العلم، فإذا به اليوم في التيه، ضلّ بعد هدى، وسقط من شرف الحال إلى حضيض الغفلة. وآخر، كان بالأمس غافلًا بعيدًا، فإذا به اليوم في طمأنينة الإيمان، يُقبل على الخير كأنما كان مولوداً له. وكم من بعيدٍ عن الخير إذا به يُقبل، وكم من تائهٍ في طرق الهوى قد قاده الله إلى باب الرحمة، ففتح له، وأدخله في أنوار الهداية، فما لبث أن صار من المقربين!

واحذر ثم احذر أن تُخدع ببقاء الحال، فإن من الناس من كان بالأمس في رياض الإيمان، يُنشد العلم، ويُجالس الصالحين، فإذا هو اليوم في وحشةٍ وغفلة، لا يكاد يذكر من ماضيه إلا الحسرات. وآخر، كان في بيداء الجهالة، فهُدي إلى مجالس النور، وأشرق في صدره قبس من الهداية، فما لبث أن صار من أهل السداد.
فاحذر أن تكون ممن سلب الله منهم نعمة الإقبال، بعد أن ذاقوا برد الإيمان، وعرفوا لذة الهداية، ثم أعرضوا، فحيل بينهم وبين ما يشتهون.

وإذا أقبلت عليك نسمات الخير، ورأيت من نفسك حبًا للطاعة، وانشراحًا للصالحات، وانقباضًا عن المحرمات، فلا تكن كمن يستروح بها وهو غافل؛ بل احمد الله أن ساقها إليك، وقيّدها بطوق الشكر، فإنّ لله نعمًا تمشي إلى عباده، فإن لم يلتفتوا لها بالشكر، ولّت عنهم، فإنّ نعم الله تُربط بالشكر، وتُفرّ إذا غفل العبد عن حارسها.
قال أبو عُبَيْد القاسم بن سلّام رحمه الله في كتاب «فضائل القرآن»:

"وحُكيَ لي عن سُفيان بن عُيَينة أنه قال: «من أُعْطِيَ القرآن فمدَّ عينيه إلى شيء مِما صغَّر القرآن؛ فقد خالف القرآن».

ألم تسمع قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَتَيْنَكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم }،

وقوله أيضًا: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}؟
قال: يعني القرآن".

https://www.tg-me.com/HananFoad
﴿قَالَ إِنَّمَاۤ أَشۡكُوا۟ بَثِّی وَحُزۡنِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾

البث: أشد الحزن الذي لايصبر عليه صاحبه حتى يبثه، أي يشكوه،
والحزن: أشد الهم.*


*نزهة القلوب للسجستاني.

.....
يُصيب العبد المؤمن من الهموم والأحزان ما قد يُفتت فؤاده، فلابد له من تنفيس وإلا هلك،
وأعظم سبيل للتنفيس عن هذا الهم، البثّ: أن يشكوه،

وأنفع البثّ: البثُّ إلى الله والشكوى إليه،

كما فعل سيدنا يعقوب عليه السلام، فقد ابتُلي بلاءً شديدًا، ومكث مايقرب من ثلاثين عامًا حتى ابيضت عيناه من الحزن الذي في قلبه، ومع ذلك لم يشكُ إلا لله،
والشكوى إلى الله لاتنافي الصبر الجميل، وإنما الذي ينافيه الشكوى إلى المخلوقين!

وهكذا المؤمن العارف بالله تتوالى عليه المصائب والبلايا والهموم فلا تزيده إلا يقينًا، ولاينفك عن الرجاء وحسن الظن بالله!

فالعلم بالله من أكبر بواعث الرجاء واليقين،
كما قال سيدنا يعقوب:
{وَأَعۡلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ}

وكلُّ علمٍ لايوصل إلى اليقين وحسن الظن بالله، والرجاء فلاخير فيه!

يا من أصابك الهمُّ والحزن مهما ادلهمت بك الخطوب واشتدت الكروب وأظلمت الدروب؛
فالجأ لربك وحده علَّام الغيوب.
#هدايات

-حــنـان فـــؤاد.
https://www.tg-me.com/HananFoad
"‏وفي الصلاة على النبي ﷺ فضلٌ عظيم،
لا يزهد فيه إلا محروم،
وصح عن النبي ﷺ أنَّ من صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرًا"
.

-ابن حزم.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
كيف يكفيك الله ما أهمك دون أن تسأل الله همك؟!

أن تأتي إلى الله من الباب الذي يُحب فيُعطيك ما تُحب..
باب الصلاة على نبيهﷺ

اللهم صلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
2025/07/06 13:16:31
Back to Top
HTML Embed Code: