سيد حسام أبوقدر محاضرات وبحوث 5843

📕من كتاب ماذا تصنع أن خرج السفياني ؟!
ص ٦٣

1.68K views21:37

#خاطرة:

الابن: لقد تأخر مولانا صاحب الزمان؟
الأب : كل جميل يتأخر.
الجد : نعم . الأول وجوداً مؤخر ظهوراً.

نظرة الفتيان والشباب المؤمنين إلى إمامهم الغائب عليه السلام وعموم المشروع المهدوي كانت ولا تزال نظرة استعجال مشحونة بنفاد الصبر .

فيما ينظر إليه جيل الاباء المؤمنين نظرة الأمل والجمال واللوعة لما يشمون فيه من ﴿ريح يوسف}

أما جيل الأجداد المؤمنين فينظرون إليه نظرة النضوج والحكمة, لأنهم أدركوا المعنى العميق من كلام الإمام الصادق(ع) بقوله :
(أن الله لا يعجل لعجل عباده أنما يعجل من يخاف الفوت), والتي تقابل الحكمة الانجيلية التي تقول :
(أن طواحين الله تطحن ببطء).
كل هذه مراحل يمر بها المنتظر الحقيقي, والتي ستنعكس بدورها على حركة التاريخ نفسه
بل حتى على حركة الموجودات باتجاه غايتها.
فأشفقوا على أولادكم
وشاركوا أبائكم
وأنصتوا لشيوخكم
وعلى الرغم من أن الإمام المهدي(ع) عاش أكثر من ألف عام لحد ألان, إلا أنه سيظهر(شاباً موفقاً أبن أربعين), فهو (الفتى والرجل والشيخ) في بوتقة واحدة, وهو الماضي والحاضر والمستقبل في زمن واحد, بل في رجل واحد.
ومن هنا كان لزاماً على المنتظر الواعي أن يشغل نفسه في معرفة أصل الكون وشكله, وطبيعة عمله, والقوانين المتحكمة فيه, ونوعية العوالم التي يتكون منها, فالإنسان الذي ينظر إلى الكون بنشاطه القانوني سيدرك الحكمة في موضوع الغيبة, والمغزى من معنى الانتظار, بل سيوفر له ألإطار العلمي والعملي والحكّمي والذوقي والفكري لفهم مشروع(خلافة الله على الأرض) بظهور (الإنسان الكامل) ووصول المؤمنين بمسيرتهم التكاملية إلى مرحلة جديدة من معرفة الإنسان بربه, وبالتالي قد ينال المؤمن الموفق المُسدد بنور الله, ونور وليّه, نظرة حكّمية يُدرك من خلالها أطراف الغايات, وان كنت أؤمن بان معرفة الغايات صعبة المنال حتى على الحكماء.

#أيام_الله
#رعد_عبد_السادة_علي

2K viewsedited 17:10