Telegram Web Link
ما أعظمه مفقودا وأكرمه ملحودا
إني لأنوح عليه بنوح المناقب وأرثيه مع النجوم الثواقب وابكيه مع المحاسن والمعالي وأثني عليه بثناء المآثر والمساعي. ليت يمين الدهر شلت قبل أن فتكت بمهجة الفضل وعين الزمان كفت قبل أن رأت مصرع الفخر لقد رزئنا ـ بسيد حسن - عالمًا في شخص وأمة في نفس مضى والمحاسن تبكيه ومناقب تعزي فيه، لما قرت به العيون أسخنت فيه المنون ولما انشرحت به الصدور قبضها لفقده المقدور على المحاسن من بعده العفاء ولا أنبتت الأرض ولا جادت السماء قد ركب الأعناق بعد العتاق وعلا أجياد بعد الجياد وفاح فتيت المسك من مآثره كما كان يفوح من مجامره كان منزلهم ألف الأضياف ومأنس الأشراف ومنتجع الركب ومقصد الوفد فاستبدل بالأنس وحشة وبالنضارة عبرة وبالضياء ظلمة واعتاض من تزاحم المواكب تلادم المآتم ومن ضجيج النداء والصهيل عجيج البكاء والعويل هذي المكارم تبكي شجوها لفقده وتلبس حدادها من بعد وهذه المحاسن قد قامت نوادبها مع نوادبه واقترنت مصائبها بمصائبه ما أقبح العيش من بعده وما أنكر العمر مع بعده .
‏هذه سنويتك الأولى .. وأكره مجرد التفكير في الأمر .
لا أريد سماع أو رؤية أي شيء عنك!!
وأتجنب كل ما يتعلق بك طوال الوقت!
أكافح للبقاء بعيداً .. خارج الدائرة ..
خارج بقعة الضوء .. خارج الصفحة!
هناك حيث لا صمت أو صوت
ولا آوان أو فوت!
فقط برد قارس وليل دامس وأنا وعفريت يمتلك الشجاعة!
لا أحاول الهروب ، لكتي أسلك طريق غير معبدة للوصول .. أعبر النفق ولا أتبع بصيص النور!
بل اقتفي الظلمة التي تقود إلى القعر السحيق !
لست أتناساك .. أنا أتحاشاك خشية اعتيادك!
خشية اندمال الجرح والتعامل معك كندبة!
خشية التقبل و الرضاء !
أريدك زفرة حبيسة في الداخل!
أريدك ثأر وإنتقام ونار وحطام ودمار وركام!
لا مرثية شقشقية وحكاية عن التضحية والفداء يكفي ما لدينا !
أفضل كونك غصة على ان تصبح قصة ياسيدي .
وأرفض حتى أن احزنك .. ليس قبل الإنتهاء منهم .
حتى ذلك الوقت ستظل النار مشتعلة .
تشعر أنك تنتمي بكل وجودك لهذا التراب الذي احتضن السيد، ومنه عرجت روحه الطاهرة إلى ربها راضية مرضيّة..

نحن ننتمي لهذا السيد، لمدرسته، مدرسة الإسلام، مدرسة التشيّع، مدرسة روح الله والخامنئي، وننتمي لكل هذه القيم التي تجسّدت على هيئة إنسان أسمه السيد حسن..
لهذا الصدّق كلّه، لهذا الإباء كلّه، لهذه التضحية كلّها، لهذه الشجاعة، ولهذه الرحمة، ولكل هذه القيم النبيلة والمثل العظيمة.

وهذا ما نريد قوله لكل هذا العالم المظلم الذي عجز أن يسُدَ جوع الأطفال في غزة .. سيدنا هو ذاك الذي أرخص روحه كي لا يرى مظلوماً بلا ناصر.

#وداعا_أبانا
منذ خبر شهادة سماحة السيد حسن نصر الله
وحتى اليوم
ما ارتفعت عن قلوبنا مرارةُ المصيبة

رغم أننا نعلم ان الموت حق.. وان الذين يقتلون في سبيل الله احياءُ عند ربِّهم
وأنَّ الشهادة خاتمة حسنة، بل أمنية المؤمنين الذين ينتصر الله بهم لدينه
وبالتحديد من كانت حياتُه كُلّها جهادٌ في سبيل الله
ورغم علمي بأنّ الصراع مع الباطِل، ومن يمثله، لم ولن يتوقَّف.. وأن الباطل لن ينتصر على الحق .. لأنه زهوقٌ بطبعه كما أخبر ربُّ العزّة المهيمن على الوجود كله.. و لأن للحق راعياً، وللمذهب راعياً..

ولكن:

رغم ذلك كلِّه
بقي القلب يستشعر مرارة المصيبة
وثقلها
وسيبقى
ومع اقتراب موعد التشييع المهيب، والذي سيكون يوماً مشهوداً في عمرنا
سيستقرّ الشهيد في مثواه الأخير، وستطوى صفحةٌ اضافية من صفحات الصراع..

لكن لم ولن تنتهِ المسيرة
وستبقى مستمرة ان شاء الله
فالمهم تحويل ذلك الحزن الى وقودِ الاستمرار، وأن يكون ذلك سبباً للاستقامة.. وتلك مسؤوليتنا وذلك قوله تعالى: (وما بدَّلوا تبديلا)
نصّ بيان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، حول الظروف الراهنة في البلاد والمشاركة في الانتخابات القادمة


بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله سبحانه: ﴿وَالعَصرِ*إِنَّ الإِنسانَ لَفي خُسرٍ*إِلَّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَواصَوا بِالصَّبرِ﴾ [العصر: ١-٣]

وقال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: " كُلُّكُمْ  رَاعٍ وَ كُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".

انطلاقاً من وصايا الوحي، وما في القرآن الكريم وكلمات النبي وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، نرى شعبنا في العراق يساهم دائماً، في إصلاح أوضاع البلاد، وهو دائم اليقظة لكي لا تجرف الضغوط والأهواء، سفينة العراق نحو زوابع الفتن.
ومن هنا فإنّ آحاد أبناء هذا الشعب، سوف يساهمون _بالتوكّل على الله سبحانه_ في اغتنام فرصة الانتخابات، من أجل مراقبة شؤون البلد، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ومن أجل المزيد من الإصلاح والتقدم و الازدهار.
إنّ على كل واحدٍ منّا، مسؤوليةٌ كبرى في الإهتمام بأمور المسلمين العامة، أليس "مَنْ لَمْ يَهْتَمَّ  لِلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ"؟

ومن هنا فإننا نوصي بما يلي:

أولاً: البحث جديّاً عن الرجال الأكفاء الأمناء، في شغل مقاعد البرلمان، ومن ثم شغل سائر المناصب، فإذا عرف الواحد منا من تتحقق فيه شرائط التمثيل وقام بانتخابه، تبقى مسؤولية مراقبتهم وتسديدهم أو تأييدهم ونصرهم باقيةً مستمرة.

ثانياً: المساهمة في وضع وتطوير برامج الإصلاح في المجتمع، لأنّ فتن إبليس السابقة والراهنة، قد أوجدت ثغرات عميقة في بناء البلد، وعلينا المجاهدة جميعاً لسدها، معتمدين على ربنا سبحانه وتعالى، ومستلهمين البصيرة والعزيمة من نصوص الكتاب الكريم ومن وصايا النبي وآله عليهم وعليهم صلوات الله، وكذلك في الاستفادة من توجيهات مراجعنا الكرام وعلمائنا والحكماء في بلدنا؛ لتتكامل رؤيتنا ومن ثم نتوكل على الله تعالى بالسير قُدماً نحو مستقبل أفضل بإذن الله، والله المستعان.

كربلاء المقدسة
محمد تقي المدرسي
١/ربيع الثاني/١٤٤٧ للهجرة.
حين تُلغي متابعة التّافهين = تُنقذ نفسك
نعم تُنقذها وتُخرجها من بئرٍ فارغٍ لا يليق بك أُلفة الاختلاط أجواء تافهة متابعة يوميّات لا معنىٰ لها ركض خلف اللّقطة واللّحظة وإثارة الجدل ينقل الواحد منهم حياته وتفاصيله وزوجته وأخته وبيته حتّىٰ غرفة نومه ليُريك وَهمًا ويَسقيك سُمًّا فتدخل الصّورة عَقلك وتُحرّك شهوَتك فتَلعَن حالَتك وتسقط في وَحل المقارنات

تسحَبُك مِن واقِعك سَحبًا تأخذك لسَرابٍ يحسبه الظمآن ماءً دائرةٍ تُحيط بك، تُبعدك عن حقيقة مهمّتك والله لو انشَغَل الواحد منّا بغايةٍ عظيمةٍ وهدف بعيدٍ ومسؤوليّةٍ جادّة؛ لَما تَفرّغ لهذا ولا وَجَدَ وقتًا يُعطيه لتافهٍ فارغٍ يُسَمّىٰ اليوم "مؤثّر" ..
العام الثالث لطوفان الأقصى، الطوفان الذي ميّز بين من صدق ومن ادّعى، وغرق في لجّته من جعل الإسلام شعارًا لا ميثاقًا...
وعند الله تجتمع الخصوم...

في العام الثالث لطوفان الأقصى، ما زالت الأرض تصرخ من تحت ركامها، وما زال الدخان يرتفع من بيوتٍ لم يبقَ منها سوى الظلال.

أطفالٌ في غزة وُلدوا على صوت القصف، وتعلّموا أن للسماء لغتين: لغة المطر، ولغة النار.
تلك الصغيرة التي نامت على حجر أمّها شهيدة، وذلك الطفل الذي حمل حقيبته المدرسية على كتفٍ مبتور — جميعهم شُهداء لا أرقام.

يُحرَق الأطفال أمام عدسات العالم، وتُقصف الملاجئ، ويُبرَّر القتلُ بألف حجةٍ باردة، كأنّ الإنسانية عُطّلت، وكأنّ الضمير العالمي دخل في غيبوبةٍ طويلة.
لم يكن طوفانُ الأقصى حربًا ومقاومةً فحسب، بل اختيارًا قيميًّا وأخلاقيًّا كونيًّا، للأُممِ والمجتمعاتِ، والدُّوَلِ والبُلدانِ، والأديانِ والمذاهبِ، والعَمائمِ واللِّحى. فازَ فيها مَن حافظَ على ضميرهِ من الجُمودِ، وعقلِهِ من الانزلاقِ والاضطرابِ.

ما يُفرِحُ أهلَنا في غزّةَ هاشمٍ، يُفرِحُنا ويُسعِدُنا.

رَحِمَ اللهُ الشهداءَ السُّعداءَ، وشَفَى الجَرحى الأبطالَ، وحَفِظَ نواةَ المقاومةِ، وبذرةَ الرّفضِ.

رَحِمَ اللهُ سيّدَنا أبا هادي.
ㅤㅤ
ليس مُستغرَباً ما صدرَ عن جماهير السّعوديّة من هتافات طائفيّة وبذيئة، فهذا حالُهم وما انطبعَتْ عليه نفوسُهم؛ من خشونةِ طبعٍ وغلاظةٍ وسوء خُلُق، فهم الأجلاف على حقيقتِهم.

لكنّ المُستغرَب هو "استغرابُ " صدور ذلك منهم، فهذا يُنبأ عن جهلٍ بأمرٍ هو من أوضحِ الواضحات.
والأعجب من ذلك، هو تعامل العراقيين مع هؤلاء الهمجيين وأمثالِهم في بطولةِ الخليج وغيرها، ورفع شعارات "دارك يالاخضر " وفتح البيوت إليهم وما شاكل، فإنّ ذلك ليسَ من الكرم في شيء، وهو صنعُ المعروف عند غيرِ أهلِه، ونتيجةُ ذلك هو الخذلان واحتقار النّفس.
ㅤㅤ
يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةَ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرَا لَّعَلَّكُمۡ تُفلِحُونَ 
ألسردار 🏴
يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةَ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرَا لَّعَلَّكُمۡ تُفلِحُونَ 
دعاء مهمّ!

"عندما ندعو: "اللّهمّ اجعل عواقِب أُمورنا خيراً"، فإنّ هذا الدُّعاء يُحيي في القلوب ذكر العاقبة ويدفع أصحابها للتَّفكُّر في المصير. فقد يغفل الإنسان أحياناً عن عاقبته، ويعيش ولا يلتفت إلى مصيره. فإذا تلا هذا الدُّعاء يستيقظ فجأة إلى ضرورة تحسين عاقبته.."

📖 الإمام الخامنئي، إنسان بعمر ٢٥٠ سنة، ص٢٨٨
| حُسن الخُلُق |

روى الكليني بسنده عن أبي عبدالله (عليه السلام) : مَا يَقْدَمُ اَلْمُؤْمِنُ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِعَمَلٍ بَعْدَ اَلْفَرَائِضِ أَحَبَّ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَسَعَ اَلنَّاسَ بِخُلُقِهِ

اعلم أيّدك اللّٰه أنّ النبي ﷺ قال: (بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

ولا التباس في ذلك، فإنّ أمر المعاد والمعاش لا ينتظم، ولا يتهنأ طالبه إلا بالخُلق الكريم، فلا تتوهّم أن العمل الصالح الكثير ينفع من دون تهذيب الخُلق وتقويمه، بل يجيء الخُلق السيّىء فيُفسد العمل الصالح، كما يفسد الخلّ العسل. فأي نفع فيما عاقبته الفساد؟

ولا تتوهّم أنّ العلم الكثير ينفع من دون إصلاح الخلق وتهذيبه، حاشا وكلّا، فإنّ أهل البيت عليهم السلام قالوا : (لا تكونوا علماء جبّارين، فيذهب بحقّكم باطلُكم)

📚 الطريق إلى الله للشيخ حسين البحراني
سَيَبْقَى حُسْنُ صُنْعِكَ حِينَ تَفْنَىٰ
وَيُدْفَنُ حُسْنُ وَجْهِكَ فِي الرِّمالِ

ماذا يفيدُ أنْ تكونَ عالمًا جهبذا قديرًا جديرًا في تخصُّصكَ وأنتَ فظٌّ غليظٌ، تستمرئ السخريةَ بمن هو دونَك؟! وماذا يعودُ على مخالطيكَ الذين ينفرونَ منكَ إلا تحتَ إلحاحِ الحاجةِ والمصلحة وأنتَ لا تقدِّم لهم إلا مغاليقَ الأمور، وجدرانَ التعطيلِ بحجةِ الإتقانِ والتنفيذِ الجيّدِ كما تدّعي وتظنُّ، مع أنّك تعلمُ - وأنتَ العالمُ الجهبذُ- أنَّ مالا يُدْرَكُ كلُّه لا يتركُ جلُّه، وأنَّ الناسَ درجاتٌ فضّلَ اللهُ بعضَهم على بعضٍ، ثمَّ إنَّ التيسيرَ سنَّةُ النبيِّ الكريمِ، والعلمُ هو أن تأخذَ بيدِ من دونَك حتى يتجاوزَك، وأنْ تبذلَ المعروفَ له ولو على مضَضٍ، وأنْ ترجوَ الله في نيّتِك، وأن تطلبَ الفلاح في طريقتِك.
إنّ القرآن الكريم — وهو كتاب الهداية الخالد — قد قسّم موضوعاته على نحوٍ يُراعي تباين العقول واختلاف المدارك؛ فجعل منه قسمًا لا يفقه معانيه إلا أولوا الألباب، وقسمًا واسعًا في القصص القرآني الذي يُخاطب الحسّ والخيال، لأنّ الإنسان بطبيعته يتأثّر بالصورة والمشهد أكثر من المجرّد النظري.

ومن هنا ندرك سرّ نفوذ الخطاب الغربي المعاصر — الليبرالي والإلحادي — إلى أذهان الناس؛ إذ لم يأتِ من بوّابة الفلسفة وحدها، بل من أفلامٍ ومؤثراتٍ بصريةٍ وصوتيةٍ صاغت الوجدان قبل أن تُخاطب الفكر.

لقد أدرك الغرب أنّ أكثر الناس لا يقرؤون مقالًا فضلًا عن كتاب، فصبّوا أفكارهم في قوالب فنيّة آسرة، حتى استوطنت اللاوعي الجمعي.

فهل يُعقل أن يكتفي الفكر الإسلامي اليوم بخطابٍ جامدٍ تقليديّ، بينما العالم يُخاطب الحواس كلّها؟

إنّنا بحاجةٍ إلى أن نصبّ منظومتنا الفكرية الإسلامية في قوالب فنّية حديثة — صادقةٍ في المعنى، عميقةٍ في المضمون — لتستعيد الفطرة وعيها، وتجد في الجمال طريقًا إلى الإيمان.
2025/10/27 03:31:57
Back to Top
HTML Embed Code: