لم يعدِ للفسطاط، لم يهرب، لم يسقط في الصحراء الخالية، متجهاً ناحيتهم حصانه، سقطَ هُناك بين أبناء الأدعياء، صرخَت الحَدوات، وتطايرَ اللحم المُمزّق في الهواء، وصوتِ عِظامٍ تندَك بينَ الأحذية، غرسوا كُل مخالبهم، فهذا الصريع سليل عليّ، إن نهضَ أفناهم، فمزّقوه، تناوشوه، فلّذة من كِبدِ الحُسين؟ روحه التي بين جنبيه؟ أوار زفيرهم يُبخّر ما تبقّى من أنفاسه، بين أيديهم بقايا من “علي”، إنه وُزّعَ في الميدان. عليّ؟ “علي راح!”.

حمله، لا لم يحمله، جمعه بتلكَ الراية، طافَ بهِ أمام الأعين، نادى وقد ملأ البوادي صيحة “على الدنيا بعدك العفا يا علي”، حان ميعاد العويل، لستَ وحدكَ من رحل يا علي، فكُلك أخذَ من كُله بعضاً، قُتل من كان للشمسِ مصدرا.

بين سنابكِ الخيل، عُجِنت ماء عينيه. قُتل.

#ليلة_الأكبر
#حسين_المتروك
ليتني في الطامورة أذود عنه” هذه الـ “ليتَ” قاهرة، بحر لا أمان له، جدارٌ آيل للدمار، حضورها الحالم باستمرار مثقل بالدمع، شُعلة “البُكاء” وفي لُغةٍ أخرى، مُزنةَ الأسى هذه الـ “ليتَ”، وحدها القادرة على اجتراري إلى “طامورة موسى”، ليتني حبّة رملٍ تُسمى “راوية”.
--
أيّها الحيارى التائهين، أنصتوا لأنين الليل، لا شبيه له. لا الرماح حاضرة، لا السيوف، إنما السياط، استعدوا لسماع الفرقعة، استعدوا لارتطامها على جلدٍ عانق الشمسُ خضوعاً لجبّار السماء، استعدوا لنموت ونحيا ونموت ونحيا، فكُل التقاءٍ موت، وكُل آهةٍ حياة، وكُل سقوطٍ موت، هُناك حيث مدافن الآحلام، قُتلَ “موسى”.

وسيبقى السؤال: كيفَ قُيّد من للكون روح؟
--
#استشهاد_الإمام_الكاظم (عليه السلام)
#حسين_المتروك
تاريخاً من الآهات نحن، فمتى “نُغاديك ونُراوحك فنقر عينا”، نزفَ دمنا حِبراً نادباً فمتى “ترانا ونراك” علّنا نُنصت بعضَ أنّاتكْ، نحن المشردين، المطرودين، المشتتين من الماضي البعيد، لملمنا واجمعنا، فإنا أطفأنا حريقنا بحريق! في كُل جُمعة ننقش في قلوبنا سؤال الوجود “أينَ الطالب بدم المقتول بكربلاء؟”

رسائل الأمس بين أيدينا، مِسمارٌ وضلعُ وطفل ونار وسُم وسيف ولطم خَد وسلبُ خِدر وخيل وثغرٌ مقروع بالقضيب، وشيء كإصبعٍ مبتور!. نُغمض الأعين لنرى، ندوس على خَط الزمن، لا نقبل الإحتمال فإما مَعك وإما معك.

يا حِرزَ المستضعفين، يا مَن يُجاب إذا دَعا، في دُعائكَ اجعلنا، رعاية رحمة عطفاً، يا ملاذنا.

#ندبة
#حسين_المتروك
لطالما كان السؤال: لمَ تبكي وحيداً؟
متى ستمطر لحظات اللقاء سيّدي؟ متى تنقشع غيومَ الصبر؟ متى تُشرق عيناكَ فينا؟ هاكَ سيّدي قلباً أنهكه المسير، هاكَ مولاي جسداً مُلقى جنب النهر منذ عاشوراء، أنتَ الوطن للمشردين المغتربين الخائفين المبعثرين، أنتَ اليقين الوحيد بعد زمنٍ من الشّك، بحُبّك أضأت دُروبي الموحشة، بانتظاركَ يا منّ خرّت لكَ القلوب ساجدة، اسقينا حرفاً نتصبّر به فإنّا لم نعد نقوى، فالنزفُ لم يقف يوماً، إلا أننا لا نزال أحياء.

نفدت الدماء لم أعد قادراً على الكتابة، فاهدني الصراط المستقيم، يا غياب المستغيثين إن عُبيدَك مُبتلى.

#ندبة
#حسين_المتروك
إن حوّلت مسارك فإني أعذرك، أولستَ خنجراً يحمل دماً سكن في الخُلد؟ ليس الأمس؟ الليلة؟ لن ألوّح لك لأنك تريثت ليلةً واحدة، إن أمّي كان تناغيني بـ “آه يحسين ومصابه” منذ الميلاد، أيها الهلال مهلاً لا تعانق السماء نذير موت أنت، وقائد للشجن أنت، في حضورك كُل الكلمات رثاء، تنطفئ الأعين الحاضرة في لياليك إلا الباكية، كُل العقول فارغة في زمانك إلا المليئة بـ “إحنا غير حسن ما عدنا وسيلة”.
قارورة الحُزن طفحت، ها قد جاءتكم “عاشوراء”، #ياقابل_الحر_اقبلني وألبسني ثياباً من بُكاء، إنّي مُذنب ووصالُكَ جنّة.

تصوير: #قاسم_العميدي
#محرّم_الحرام
#ياحسين
#حسين_المتروك
#كربلاء
#الإمام_الحسين
عُذراً سيّدتي يا زهراء، تجاسرتُ واقتربتُ من مكان فجيع، أخبرونا أن السهم نبتَ في عينيه ولم يُكملوا
.
هُناك هويتَ فوق التُرب، أبعثر الرِمال، ماء؟ لا. سراب، جنب الفُرات واليَبس يُغطّي فمي، فالماء غارَ في بطون الأرض خجلا، تدلّت دموعٌ حارقة تُشبه الدماء، تذبل قبل سقوطها، أصرخُ في العراء (أينها؟) طويتَ الزمان أنشدُ بقاياها، هل ذَوَت عينُ العبّاس وتبخّرت بقاياها؟ هل شربت هذه الأرض ماءَ عينه؟ هل جرّوا السهم؟ هل بقيتَ محضنه؟ عميت عيني إن رأيت، خرجت روحي إن سمعت. عبّاس "قوم لينه حرقوا خيمنه عليه"، عبّاس "جيب الماي لسكينه" عبّاس "اركب بنفسي أنت" أراجع التاريخ علّني أجد مُستقرّها، بين الكفوف؟ تحت حوافر الخيل؟ لستُ أدري
.
"فمشى لمصرعه الحُسين" .. هيَ فاتحة الختام، وبها تأتَمُّ النائحات
.
#العباس
#حسين_المتروك
على كتفِ الحَرب، ساكناً فتيا، يخططون وكُل خُططهم في عيونه سراب، يزرعون الجِراحات ولا يعبأ، انحنى على مقربة من الاحتضار، ليعدّل “شسع نعله”، بخشوعٍ عابدٍ أنِفَ أن يقف في ميدانهم بلا نعال.

كان همسه إعصار “أحلى من الشهد”، آنساً بالموتِ، وذئاب الوقت تقتات انتظاره، سرمداً هوَ الوقت أمامه، يتحرّك هازئاً بهم، يعيّرهم، يمسّد الرمل بأقدامه، يرتجزُ “إن تُنكروني فأنا فرع الحسن سبطُ النبي المصطفى والمؤتمن هذا حُسين كالأسير المرتهن بين أناس لاسقوا صوب المزن”، لا أضعاث أحلامٍ، واقعٌ، تحوم حوله العاديات، يمتطي صهوة الرحيل، مُقاتلاً ذاباً عن سبطِ رسول الرحمة، فلقَ السيف رأسه، نادى في الصحراء: عمّاه.

فُتِكَ بالفتى، وماتت القافية والجفاف يخُالطُ ريقه، إن الفتى قُتِل.

#ليلة_القاسم
#حسين_المتروك
لازلت هُنا؟
Anonymous Poll
82%
نعم
15%
بعض الوقت
2%
لا
2024/05/09 01:55:33
Back to Top
HTML Embed Code: