Telegram Web Link
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ2️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️آية تمتدح من يستأذن، وأخرى تذم من يستأذن؟ !!

🔸في سورة (التوبة) وصف سبحانه من يستأذن وقت الجهاد بأنه (ليس مؤمناً)، كما قال تعالى: ﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيبهِمْ يَترَددُونَ﴾.

🔸وفي سورة النور يصف عز وجل من يستأذن بأنه (مؤمنا) كما قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولُئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُّوكَ لِبَعْض شَأَنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

⁉️فكيف نوفق بين هاتين الآيتين؟ !!

يرى جماعة من أهل العلم أن الآية التي في سورة ((التوبة)) منسوخة بالآية التي ذكرت في سورة (النور)، وممن قال بالنسخ ابن عباس وعكرمة والحسن البصري.

🕯وعلى العموم، فإن آية سورة التوبة ﴿إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيبهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ تتحدث عن المنافقين كما قال أبو جعفر: یقول تعالی ذکره لنبیه صلى الله عليه وسلم إنما يستأذنك، يا محمد، في التخلف وترك الجهاد معك، من غير عذر بيِّن، الذين لا يصدقون بالله، ولا يقرّون بتوحيده وارتابت قلوبهم.

🕯أما الآية في سورة النور وهي قوله تعالى: ﴿فَإِذَا اسْتَأْذَنُوك لِبَعْضِ شَأْنهمْ فَأُذَنْ لِمَنْ شِئْت مِنْهُمْ﴾ فهي تتحدث عن المؤمنين الصادقين في الاستئذان لعذر حقيقي لا للتهرب والتخاذل عن الجهاد.

📕إضاءات قرآنية ص164 - 165
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ3️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️لماذا انتهت آية الليل بجملة (أفلا تسمعون) وآية النهار بجملة (أفلا تبصرون)؟

🌙المتأمل في سورة القصص، يجد أن الآيات التي ذكرت الليل انتهت بكلمة (أَفلا تَسْمَعُونَ) وذلك في قوله تعالى:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلّهُ غَيْرُ اللهِ يأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ﴾.

☀️والآية التي ذكرت النهار انتهت بكلمة (أَفَلا تُبْصِرُونَ):
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلُّهٌ غَيْرُ اللهِ يَأَتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾

⁉️فما السر ... ؟!

يقول ابن جرير الطبري رحمه الله:
إن الحديث عن الليل يناسبه ختم الآية بقوله ﴿أَفَلاَ تَسْمَعُونَ﴾ لأن حاسة البصر تضعف فیه، وتبقى حاسة السمع أكثر فاعلية، فكان ختم الآية بالدعوة إلى الاعتبار من خلال السماع أنسب من غيرها من أدوات الاعتبار.

وأما حين تحدثت الآية الثانية عن نعمة (النهار)، ناسب أن تختم بالدعوة إلى التبصر في نعمة الله عزّ وجل، فالنهار يناسبه الإبصار، والليل يناسبه السمع.

🕯 فائدة لطيفة:

⁉️لماذا يقدم القرآن دائما حاسة السمع على حاسة البصر؟
كقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئدَةَ﴾
وقال جل علاه: ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئدَةَ﴾

الحقيقة العلمية تؤكد أن السمع أكثر كمالاً وارهافًا، كما يصاحب السمع الإنسان حتى في نومه فينام بصره ولا ينام سمعه، والطفل عند ولادته يسمع قبل أن يرى، لذا قال سبحانه: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ دلالة على تعطيل كافة الحواس، وأهمها السمع حتى يستغرق في النوم.

📕إضاءات قرآنية ص172 - 174
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ4️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️لماذا وصفت العصا مرة بأنها (حية) ومرة بأنها (ثعبان)؟!

💡من يتأمل في الآيات التي تتحدّث عن عصا موسى عليه السلام، يلحظ أنها تتفاوت في وصف المعجزة،
تارة تصفها بأنها تحولت إلى حية، وتارة أخرى تصفها بأنها تحولت إلى ثعبان، وأحيانا كأنها جان، وجاء ذكرها بالقرآن الكريم في مراحل ثلاث:

🔸أولاً: عندما كان موسى سائراً بأهله ليلاً فأبصر ناراً وجاء ليستأنس بها فناداه الله ثم أمره أن يلقي عصاه. قال تعالى: ﴿فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى﴾.

🔸ثانيا: حين ذهب موسى إلى فرعون فطلب منه فرعون الدليل على صدق رسالته، فألقى موسى عصاه، كما قال تعالى: ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾.

🔸ثالثًاً: لما اجتمع مع السَّحَرة وألقوا حبالهم وعصيّهم وسحروا أعين الناس، فألقى موسى عصاه، لكننا لا نجد هنا أي ذكر لكلمة ثعبان أو حية، وذلك في قوله عزّ وجل: ﴿وَأَوْ حَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ﴾

المتأمل في المواقف الثلاثة يجد أن العصا في الموقف الأول تحولت إلى حية صغيرة عندما أمر الله موسى أن يلقي عصاه وهو في الوادي المقدس، وهذا مناسب لسيدنا موسى لأن المطلوب أن يرى معجزة، وليس المطلوب أن يخاف منها، لذلك تحولت العصا إلى حية.

أما في الموقف الثاني أمام فرعون فكان المطلوب إخافة فرعون لعله يؤمن ويستيقن بصدق موسى عليه السلام، لذا: تحولت العصا إلى ثعبان، والثعبان في اللغة هو الحية الكبيرة المكتملة النمو من ضخامة وشراسة.

أما في الموقف الثالث أمام السّحَرَة فلم يتحدث القرآن أبداً عن عملية تحول العصا إلى ثعبان أو حية، بل نجد أن العصا تبتلع ما يأفكون، لأن السحرة أوهموا الناس بأن حبالهم تسعى،

↩️فالمطلوب أن تتحرك العصا وتلتهم جميع الحبال والعصِي بشكل حقيقي، لإقناع السحرة والناس بأن حبالهم تمثل السحر والباطل، وعصا موسى تمثل الحق والصدق.

📕إضاءات قرآنية ص180 - 181
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ5️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً - فَقُولَا لَهُ قَوْلَا لَّيَّنَا ... كيف نوفق بينهما ... ؟

💡وصف ربنا سبحانه المؤمنين بأنهم أشداء على الكافرين فقال: ﴿أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾، وأمرهم بالغلظة عليهم فقال: ﴿وَلِيَجِدُواْ فِیكُمْ غِلْظَةً﴾.

💡لكننا نجد في المقابل توجيها مختلفًا، في موضع آخر وهو الترفق واللين والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، كما قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.

⁉️فكيف السبيل للتوفيق بين الغلظة من جانب، والرفق من جانب آخر؟!

وردت الغلظة في القرآن الكريم في موضعين أثنين:
١ - أثناء القتال مع الكفار: ﴿وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ التوبة
٢- عند تنفيذ حدود الله: ﴿وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ﴾.

فالإسلام وضع منهجًا واضحًا بينا لا لبس فيه في التعامل مع غير المسلمين، واعتمد أساليب شتى في المعاملة تختلف باختلاف الظروف والأحوال، فالأصل في التعامل مع الكفار المكابرين المعاندين وبخاصة في أجواء الحرب هو جهادهم والغلظة والشدة عليهم، وعدم الرأفة بهم.

أما الكفار المسالمين، فالأصل في التعامل معهم هو اللين والرفق ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة لتأليف قلوبهم طمعًا في هدايتهم.

👈🏻ولكن هناك فرق بين البداية والنهاية في أسلوب الدعوة، تأمل معي:

🌿قال الله تعالى لموسى وهارون عندما كانا في مرحلة دعوة مع فرعون وكانت البداية: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيَنًا لَّعَلَّهْ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾، فإنهما أمرا بالبدء باللين،

🍂ولكن لمّا طغى فرعون ورفض الحق، ورأى المعجزات والآيات، وأصرّ على استكباره، ودعوته الناس إلى عبادته من دون الله، قال له موسى قولًا شديدًا: ﴿وَإِنِّي لَأَظْنَّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُورًا﴾ مثبورًا يعني: هالكًا، عندما لم ينفع اللين وازداد الطغيان، كانت الشدة في الكلام بعد اللين،

🔸وكان المسلمون إذا جاؤوا للكفار وعرضوا عليهم الإسلام أو الجزية أو القتال يوضحون لهم بالحكمة واللين أولاً، فإن لم ينفع ذلك وأبوا وصارت المناجزة بالسيف ﴿وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً﴾.

🔸ولما أوصدت الأبواب في وجه إبراهيم في دعوة أبيه ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لَلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾،

🔸وكذلك نوح لما أبوا عليه، دعا عليهم، بعد أن كان یدعوهم!
﴿رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾.

🔸وقل مثل هذا في قصة هود عليه السلام، قال تعالى:
﴿إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَأِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾.

🕯فهذا هو الفرق بين البداية والنهاية، بين حال السلم والحرب.

📕إضاءات قرآنية "بتصرف" ص186 - 190
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ6️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️وهل يشك الرسول عليه السلام بالرسالة ؟

🔮قال تعالى: ﴿فَإِن كُنتَ فِي شَكِّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ قَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبَّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾.

⁉️أشكل فهم هذه الآية على طوائف من الناس وقالوا: كيف يقع الشك من النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يؤمر بسؤال الذين يقرؤون الكتاب من قبله؟

⁉️أَوَ كان رسول الله عليه الصلاة والسلام في شكٌّ مما أنزل الله إليه وبالرسالة التي اصطفاء الله لحملها وتبليغها للناس؟

باستعراض آراء أهل العلم نجد نفيا قاطعا لهذا الكلام جملة وتفصيلاً، إذ لا يعقل أن يشك رسول برسالته فهذا أمر بديھي.

وقد تحدث ابن القيّم رحمه الله عن هذه المسألة باستفاضة في كتابه ((أحكام أهل الذمة)) فقال: أشكلت هذه الآية على كثير من الناس، وأورد اليهود والنصارى على المسلمين فيها إيراداً وقالوا: ((كان في شك، فأمر أن يسألنا)) ..! وليس فيها بحمد الله إشكال،

↩️فالآية من أعلام نبوته عليه الصلاة والسلام، وليس فيها ما يدل على وقوع الشك، ولا السؤال أصلاً؛ فإن الشرط لا يدل على وقوع المشروط، بل ولا على إمكانه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشك ولم يسأل،

↩️والخطاب وإن كان موجها للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أن المراد غيره لأن القرآن نزل عليه بلغة العرب، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره، فالخطاب موجه للأمة ممثلة بشخصه عليه الصلاة والسلام.

↩️كقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَِّبيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾، والمراد أتباعه بهذا الخطاب، كما يقول أحدهم: ((إياك أعني واسمعي يا جارة)) انتھی کلامه.

📕إضاءات قرآنية "بتصرف" ص202
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ7️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️آية تأمر بقبول الفداء من الأسرى، وآية تأمر بقتلهم ..!

🔸حين قبل النبي صلى الله عليه وسلم الفدية من الأسرى في غزوة (بدر) عاتبه ربه جل وعلا، وبين أن الأولى كان قتلهم فقال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيِّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

🔻لكننا نجد في السورة ذاتها بعد آيتين توجيها آخر لقبول الفدية من الأسرى وعدم قتلهم، وذلك في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَِّبيُّ قُلٍ لِّمَن فِي أَيدِيكُم مِّنَ الأسْرَىْ إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمَ﴾.

🔹وفي مكان آخر نجد تخييراً بين المنِّ والفداء.
﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ... ﴾.

⁉️فكيف نوفق بين الأمرين؟ وما هو الموقف الشرعي من أسرى الحرب .. ؟

لدى مراجعة كتب التفسير، وآراء أئمة التفسير نرى أن التعامل مع الأسرى اختلف باختلاف الظروف والمراحل، ففي كل مرحلة لها حكم يناسبها حفاظًا على هيبة الدولة.

فإذا التقى الجيشان فالواجب علينا بذل الجهد في قتل الأعداء دون أخذهم أسرى لئلا يفضي ذلك إلى ضعفنا ورجحانهم علينا، إذا كان هذا القتل قبل أن نثخن في الأرض بالعزة والقوة التي ترهب أعداءنا،

↩️حتى إذا أثخناهم في المعركة جرحًا وقتلاً، وتم لنا الرجحان عليهم فعلاً، عندها يُرجّح الأسر الذي عبر عنه بشد الوثاق؛ لأنه يكون حينئذ من الرحمة الاختيارية، وجعل الحرب ضرورة تقدر بقدرها، لا ضراوة بسفك الدماء، ولا تلذذاً بالقهر والانتقام،

👈🏻ولذلك خيّرنا الله تعالى فيهم بين المنّ عليهم وإعتاقهم بفك وثاقهم وإطلاق حريتهم، وإما بفداء أسرانا عند قومهم ودولتهم إن كان لنا أسرى عندهم بمالٍ نأخذه منهم، ولم يأذن لنا في هذه الحال بقتلهم، فقد وضع الشدة في موضعها والرحمة في موضعها.

💡وإذا كان بيننا وبين دولة عهد يتضمن اتفاقًا على الأسرى وجب الوفاء به وبطل التخيير بينه وبين غيره.

من هنا يتبّين لنا عدم التعارض، وأن المسلمين إذا كانت لهم الغلبة والقوة والقهر على أعدائهم المحاربين، عندها يمكنهم القبول بالفداء كشرطٍ لإطلاق سراح الأسری.

📕إضاءات قرآنية "بتصرف" ص206 - 207
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ8️⃣ــ2️⃣ــــقة

⁉️هل ما يصيبنا من مصائب وفتن من الله، أم من عند أنفسنا؟

🔸يقول المولى جلّ وعلا في محكم التنزيل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾.
🔸وفي موطن آخر يقول سبحانه: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيَِّئةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾.
🔸وفي مكان ثالث يقول تعالى: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا﴾.

⁉️فكيف نوفق بين هذه الآيات؟

⁉️سُئِل الشيخ عبدالعزيز بن باز في برنامجه (فتاوي نور على الدرب) عن هذه المسألة، وكيف نوفق بین هذه الآيات؟

فقال رحمه الله: ليس هناك تعارض، فالله جل وعلا بيّن لنا أن ما أصابنا هو بأسباب كسبنا، وأن ما يقع هو بقضائه وقدره، ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا﴾، فقد سبق علمه وقدره بكل شيء، ولكنه سبحانه علّق ما أصابنا مما يضرنا أنه بأسباب معاصينا وإن كانت مكتوبة مقدّرة لكن لنا كسبٌ ولنا عملٌ، ولنا الاختيار، فكل شيء يقع بقدر من الطاعات والمعاصي.

فما وقع منا من معاصٍ فهو من كسبنا ومن عملنا، ونحن مؤاخذون به، إذا فعلناه، وعندنا عقولنا فنحن مؤاخذون به، ولهذا قال سبحانه: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍِ﴾.

وفي الآية الأخرى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيَِّةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾، فلا تنافي بين القدر وبين العمل، فالقدر سابق ولله الحجة البالغة، والأعمال أعمالنا.

💡وبهذا تعلم أنه لا منافاةٍ بين الآيتين، فإحداهما تّدل على أن أعمالنا من كسبنا وأنا نستحق عليها العقوبة؛ لأنها أعمال فعلناها باختيارنا، والآية الأخرى تدّل علی أنه مضی في علم الله کتابتها وتقدیرها.

📕إضاءات قرآنية "بتصرف" ص224 - 225
#السلسلة_الرمضانية🌙
لعـــــام 1446هـ🗓

#إضاءات_قرآنيــة
الحلــــ9️⃣ــ2️⃣ــــقة
🏁والأخيــــــــرة🏁

⁉️هل يشمل الهلاك كل القرى، أم القرى الظالمة فقط؟!

🕯جاء في بعض نصوص الكتاب أن السنن الكونية اقتضت أن تهلك كل القرى قبل يوم القيام كما قال تعالى: ﴿وَإِن مِّن قَرْيَةِ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذُلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾.

🕯إلا أننا نرى في موضع آخر، أن الهلاك مقيد بالقرى الظالمة فقط، ولن ينال القرى التي أهلها مصلحون، كما قال عزّ وجل: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمِ وَأَهْلْهَا مُصْلِحُونَ﴾ هود ، وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىْ حَتَّىَّ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىْ إِلَّا وَأَهْلْهَا ظَالِمُونَ﴾.

⁉️فكيف نوفق بين الآيات؟!

رجّح معظم المفسرين أن الهلاك مقيد بالقرى الظالمة كما في الآية السابقة، وهي قرى الكفّار الذين جحدوا واستكبروا وأعرضوا، وتمادوا في غيهم وطغيانهم وشركهم، فاستحقوا العذاب الأليم قبل قيام الساعة.

ويبدو أن هذا الرأي أقرب إلى الصواب، لتضافر الآيات التي تؤيد هذا المعنى ومنها الآية السابقة: ﴿وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ﴾ فقد بيّنت أن العلّة في الهلاك هي تفشّي الظلم بين أهل هذه القرى، دون إنكار من أحد عجزاً، أو تخاذلاً، أو تواطؤاً مع الظالم.

👈🏻لذا: شَدّد القرآن الكريم على خطورة هذا الأمر بقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾، وحذر الشارع الحكيم من الركون إلى الظالم، فيشمل العذاب الجميع:

↩️﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصرُون﴾ هود ﴾، فیستوي حینها الظالم ومن سانده أو سكت علی ظلمه، كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال:

↩️قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا) قلنا: يا رسول الله، نصرته مظلومًا، فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: (تَكُفُّهُ عن الظلمِ فذاكَ نصرُكَ إِيَّاهُ) [صحيح الترمذي].

ويؤيد هذا قوله سبحانه: ﴿ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظَلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ﴾.

📕إضاءات قرآنية ص240 - 241
🎈للعيد فرحتان ودعوتان ورجاء:

🕯فرحة إتمام رمضان على خير مع إخواني
🕯ودعوة بأن يجعلنا فيه من المقبولين ومن عتقائه من النار.

🎉وفرحة بلوغ العيد لأهنأ به إخواني.
🎉ودعوة بأن يجعله لكم عيدا مليئا بالفرح والسرور.

ورجائي بأن يفرج عن إخواني في غزة وكل مكان، وأن يجعل عيدهم فرحا بالنصر والتمكين.

🎁عيدكم مبارك وكل عام وأنتم في هنا ورغد من العيش.
👈🏻 ‏طبيعي أن تصاب بفتور بعد نشاط رمضان

لكن ليس من الطبيعي أن يصل للتقصير في الواجبات

🔸في مسند الإمام أحمد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك) [صحيح الجامع 2152]

💡"شرة"، أي: نشاطا وشدة وحرصا ورغبة في أوله، "ولكل شرة فترة"، أي: ضعف وخمول وسكون في آخره.
#حب_بنو_إسرائيل_للطغاة

🔻لكن إذا اتّفق اليوم أن يولد جيلٌ من الناس جدیدٌ، غير معتادين على العبودية، وليسوا مولعين بالحرية، ولا يعرفون أيا منهما، ويجهلون حتى اسميهما، وعُرِض عليهم أن يكونوا عبيداً أو أن يعيشوا أحراراً وفقاً للقوانين التي يتفقون عليها، فلا ينبغي الشك في أنهم سيفضّلون اتّباع العقل وحده على خدمة رجلٍ واحد،

👈🏻ما لم يكن هؤلاء هم #بنو_إسرائيل الذين أقاموا عليهم طاغيةً من دون أن یکونوا مکرهین علی ذلك أو محتاجین إلیه - إن هذا الشعب لا أقرأ تاريخه إلا تملّكني غيظُ شديد حتى لأوشك ان اتجرّد من إنسانیتی فافرح بما حاق به من ویلات.

📕العبودية المختارة لـ إتيان دو لا بويسي ص 41 - 42
#الحدود_في_حالة_الحرب

🔸وذلك ألَّا يكونَ للمسلِمِينَ مجتَمَعٌ يُؤْوِيهم وينضبِطُ فيه نظامُهم، ويثْبُتُ لهم فيه قرارٌ؛ فهذه الحالُ إنْ قامتْ مصلحةٌ في تركِ الحدِّ وعدمِ إقامتِهِ، فلهم ذلك؛ تركًا لعينِ النازلةِ، لا إسقاطًا للحكمِ بالكليَّةِ، أو تشريعًا لنظامٍ بديلٍ يَحُلُّ مَحَلَّ حُكْمِ اللهِ وحدودِه؛

👈🏻لأنَّ حُكمَ اللهِ ثابتٌ في القرآنِ والسُّنَّةِ، وثبوتُهُ قطعيٌّ، واستحلالُ تركِ العملِ به مطلقًا كُفْرٌ لا يختلِفُ العلماءُ فيه، وتقنينُ عقوبةٍ بديلةٍ - ولو لحدٍّ واحدٍ من حدودِ اللهِ - علامةٌ على أنَّ الشريعةَ ما تُرِكَتْ إلا رغبةً عنها، واستحلالًا لتركِها.

وكلَّما استقَرَّ أمرُ دولةِ الإسلامِ وتمَّ نظامُها، شُدِّدَ في العملِ بحكمِ الإسلامِ ونظامِه.

📌وإذا كان للمسلِمِينَ دَوْلةٌ مستقِرَّةٌ، وبعضُ المسلِمِينَ في دارِ الحربِ؛ لجهادٍ ونحوِه، وأصابَ واحدٌ منهم في دارِ الحربِ حَدًّا: فلا يخلُو الحدُّ مِن أحدِ نوعَيْنِ:

🔸الأولُ: أنْ يكونَ الحدُّ حقًّا لعبدٍ؛ كمَنْ سَرَقَ مالًا، أو قتَلَ مسلِمًا متعمِّدًا، أو قطَعَ يدَهُ؛ فيجِبُ إقامتُهُ إنْ لم يَعْفُ صاحبُ الحقِّ وإنْ كانوا في حربٍ.

🔸الثاني: في الحدودِ التي لا حَقَّ لأحدٍ فيها، وهي مِن حقِّ اللهِ تعالى؛ كحدِّ شربِ الخمرِ والزِّنَى ونحوِهما؛ فهذه بحسَبِ الحالِ التي تترتَّبُ على فاعلِها،

↩️ويغلِبُ على ظنِّ أميرِ الجيشِ وأهلِ الحَلِّ والعَقْدِ مِن أهلِ مشورتِهِ حدوثُهُ منه؛ فإن كان يُخشى منه الفرارُ مِن المسلِمِينَ، واللَّحاقُ بأهلِ الحربِ، أو رجوعُهُ عن القتالِ، ورجوعُهُ يؤثِّرُ على عزيمةِ الناسِ وقُوَّتِهم - فالأَوْلى عدمُ إقامةِ الحدِّ عليه، وإرجاءُ ذلك إلى عودتِهم إنْ أمكَنَهُمْ ذلك قبلَ أنْ تصلُحَ حالُه.

👈🏻وذلك لأنَّ التركَ لا يُعَدُّ تعطيلًا للحكمِ الثابتِ؛ وإنما هو تركٌ في نازلةٍ معيَّنةٍ لمصلحةٍ راجحةٍ؛ فتُلْحَقُ بحالِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قبلَ هِجْرتِه؛ فاللهُ أخَّرَ الحدودَ على أمَّتِهِ لمصلحةِ الحالِ، ثمَّ أنزَلَها وأثبَتَها، وليس لأحدٍ أن يرفَعَ الحُكمَ العامَّ بحالٍ.

وحينئذٍ: فيكون تأخيرُ الحُكْمِ النازلِ على معيَّنٍ إلى حالِ القدومِ إلى بلدِ المسلِمِينَ في حالِ عدمِ صلاحِ المقترِفِ للحدِّ: أصلَحَ وأنسَبَ، وما حصَلَ إنَّما هو تأجيلٌ، لا إسقاطٌ وإلغاءٌ.

📕التفسير والبيان لأحكام القرآن – [ 1 /  175 - 177 ]
#التحايل_عند_اليهود

🔮عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما قال: بلغَ عمرَ رضي الله عنه أن فلانًا باعَ خمرًا. فقال: قاتلَ الله فلانًا! ألم يعلم أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "قاتلَ الله اليهودَ، حُرِّمت عليهم الشُّحومُ، فجَمَلُوها، فباعُوها". [متفق عليه]

🕯بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رجلا أراد التحيُّل على الانتفاع بالخمر من غير شربها فباعها.

🕯وهذه حيلة مكشوفة محرمة، ولذا فإن عمر رضي الله عنه دعا عليه دعاء كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود المتحيلين فقال: قاتله الله، ألم يعلم أن التحيُّل حرام؟ لأنه مخادعة اللَه ورسوله،

↩️فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "قاتل الله اليهود، لما حرم الله عليهم الشحوم، عمدوا إلى الانتفاع بها بالحيلة، إذ غَيَّروا الشحم عن صفته، فأذابوه، ثم باعوه، فأكلوا ثمنه وقالوا -تحيُّلًا وخداعًا-: "لم نأكل الشحم المحرم علينا" وهم يخادعون الله وهو خادعهم.

📕موسوعة الأحاديث النبوية
الترفع عن #حظوظ_النفس_في_الخصومة

🔸کان أحد المحدثین - وهو محمد بن العلاء المشهور بأبي کریب - يقع في الإمام أحمد ويتكلم عليه، فدخل مرةً بعضُ طلبة الحديث على الإمام أحمد، فقال: من أين أقبلتم؟، قلنا : من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه، فإنه شيخ صالح، فقلنا: إنه يطعن عليك!، قال: فأي شيء حيلتي؟!، شيخ صالح قد بُلي بي!

🕯إن من علامة كِبَرِ النفوس وسموّها؛ تعاليها عن حظوظ النفس، وفرز الخصومات الشخصية عن الاختلاف الذي سببه ديني وعقدي.

📕من جواهر الكتب ص69
ـــــــــــ
(1) عمر المقبل - مرافئ
#الجزاء_من_جنس_العمل

#قاضي_القضاة_المعتزلي
أحمد بن أبي داؤد

🍂المعتزلي قاضي المعتصم ؛ الذي جرّ البلاد إلى محنة خلق القرآن ، وبسببه أهين علماء الآمة وعذبوا وسجنوا وقتلوا .
👈🏻هذا الذي تكلم في عقيدة أهل السنة وشانها ، وتكلّم في أحمد بن حنبل وعاب معتقده .

👈🏻بسبب ابن أبي دؤاد هذا قتل أحمد بن نصر الخزاعي وسجن الإمام أحمد وعذب بالسياط ، ودعا عليه الإمام أحمد؛ فحبسه الله فى جسده كما حبس الإمام، ودخل عليه وعاده عبد العزيز الكناني، وقال له: لم آتك عائدًا، بل لأحمد الله أن سجنك في جلدك.

🔸قال ابن کثیر : ابتلاه الله بالفالج قبل موته بأربع سنین حتى بقي طريحًا في فراشه، لا يستطيع أن يحرك شيئًا من جسده، وحرم لذة الطعام والشراب والنكاح وغير ذلك.
جعل نصف جسده لو سقط عليه ذباب فكأنما نهشته السباع، والنصف الآخر لو نهشته السباع لم يحس بها.

↩️وقد دخل عليه بعضهم فقال: والله ما جئتك عائدًا، وإنما جئتك لأعزيك في نفسك وأحمد الله الذي سجنك في جسدك الذي هو أشد عليك عقوبة من كلّ سجن، ثم خرج عنه داعيًا عليه بأن يزيده الله ولا ينقصه مما هو فيه، فازداد مرضًا إلى مرضه.(1)

💡انظر كيف أذله الله وحبسه في جسده، وأهين قبل موته ، والجزاء من جنس العمل .

☘️قال الإمام أحمد: قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم يوم الجنائز حين تمر.
فلما مات إمام أهل السنة كانت جنازته أكبر جنازة في تاريخ المسلمين.

🍂أما أحمد بن أبي دؤاد وهو قاضي قضاة الدنيا لم يحتفل أحد بموته، ولم يلتفت إليه. ولمّا مات ما شيعه إلا قليل من أعوان السلطان(2)،

🔻جزاءً وفاقًا..

📕الجزاء من جنس العمل ص352 – 354
ـــــــــــــ
(1) البداية والنهاية [10 / 329 - 336]
(2) البداية والنهاية [10 / 356]
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَة
من #صور_نصر_الله_للمؤمنيين في سورة غافر [2 / 3] من #صور_نصر_الله_للمؤمنين في سورة غافر 1- النصر بالغَلَبة والتمكين وإهلاك الظالمين: 👈🏻دَلَّ عليه قول الله في سورة غافر: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ *…
من #صور_نصر_الله_للمؤمنيين في سورة غافر [3 / 3]

النصر بانتقام الله ممن ظلموا المؤمنين، ونصر قضيتهم التي عاشوا من أجلها:

🔸مَرَّ بنا أنّ الله -عز وجل- قد ينصر المؤمنين في حياتهم، لكن هنا يأتي إشكال، أنه وُجِدَ في الواقع من الأنبياء والمؤمنين من قُتِلوا دون أنْ يَروا نصرًا.
والجواب أنّ النصر في هذه الحالة يكون بانتقام الله -عز وجلّ- من الظالمين، ونصر قضية المؤمنين التي عاشوا من أجلها.

💡قَالَ السُّدِّيّ: «لمْ يبْعث اللّهُ -عزّ وجلّ- رسولًا قطّ إلى قَوْم فيقتلونه، أوْ قومًا مِنْ المؤمنين يدْعُون إلى الحقّ فيُقتلون، فيذهب ذلك القرن حتّى يبعث اللّه -تبارك وتعالى- لهم من ينصرهم فيطلب بدمائهم ممّن فعل ذلك بهم في الدّنْيا»[10].

🔮قال تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}[غافر: 5].

👈🏻أي: «فكيْف كان عِقابي إيّاهم، ألمْ أُهْلكهم فأجعلهم للخَلْق عِبْرة، ولمن بَعْدهم عِظة؟ وأَجْعل ديارَهم ومساكنَهم مِنْهم خلاء، وللوحوش ثواء؟!»[11].

💡وهذا الإهلاك الذي ذكره اللهُ في السورة يشمل كلَّ مكذِّبي الرّسل والأنبياء؛ سواء شَهِدَ الأنبياء هذا النصر أم حدث بعد مماتهم.

💡أمّا عن نَصْر قضيتهم التي عاشوا من أجلها في الحياة الدنيا بأنْ يُعْلِي الله -عز وجلّ- كلمتهم بعد مماتهم، فالله -عز وجل- نَصَر رسولَه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ومكَّن للإسلام، ودخل الناس في دين الله في آخر حياته أفواجًا،

↩️ولكنّ الصحابة رضوان الله عليهم لم يشهدوا جميعهم هذا النصر والتمكين، فمنهم من قُتِلَ من التعذيب في العهد المكي، ومنهم من قُتِلَ في معارك وغزوات؛ كأُحُد، وبئر معونة، وغيرها من الأحداث التي قُتِلَ فيها عدد غير يَسير من الصحابة.

⁉️فهل نقول: إنّ الله -حاشاه- أخلفَ هؤلاء الشهداء وَعْده؛ لأنهم قَضَوْا نَحْبَهم قبل أن يروا نصرًا؟!

الجواب: كلَّا؛ فالله -عز وجل- نَصَر أُمّته ونَصَر عباده الموحّدين ونَصَر هؤلاء الشهداء بأنْ نَصَر دينهم وقضيّتهم التي عاشوا من أجلها، وهي توحيد الله -عز وجل- وأن يكون الدِّين كلّه لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فالعبرة بالمآل وانتصار المبادئ، وبكمال النهايات لا بنقصِ البدايات.

💡فعلى هذا فإنّ المؤمن يسعى بكلّ ما أُوتي من جهد في نصرة دين الله وهو يعلم يقينًا أنّ الله سينصره في النهاية حتى وإن لم يشهد هذا التمكين والنصر في حياته، فإنه سيحدث يومًا ما لا محالة. {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}[غافر: 77].

✍🏻إبراهيم لبيب
#إضاءة_نبوية🕯
رحلة إلى #عالم_اليوم_الآخر

ثانياً: أشراط الساعة
#علامات_الساعة_الصغرى التي وقعت وهي مستمرة أو وقعت ويمكن حدوثها مرة أخرى

#كثرة_شرب_الخمر_واستحلالها

🕯ظهر في هذه الأمة شرب الخمر وتسميتها بغير اسمها, والأدهى من ذلك استحلال بعض الناس لها، وهذا من أمارات الساعة، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه)) (1).

🕯فقد أطلق على الخمر أسماء كثيرة, حتى سميت بالمشروبات الروحية ونحو ذلك, والأحاديث في بيان أن هذه الأمة سيفشو فيها شرب الخمر, وأن فيهم من يستحلها ويغير اسمها،

🔸وفسر ابن العربي استحلال الخمر بتفسيرين:
الأول: اعتقاد حل شربها.
الثاني: أن يكون المراد بذلك الاسترسال في شربها كالاسترسال في الحلال.

🍂وذكر أنه سمع ورأى من يفعل ذلك (2)، وهو في زمننا هذا أكثر, فقد فتن بعض الناس بشربها, وأعظم من ذلك بيعها جهاراً وشربها علانية في بعض البلدان الإسلامية، وانتشار المخدرات انتشاراً عظيماً لم يسبق له مثيل مما ينذر بخطر عظيم، وفساد كبير، والأمر لله من قبل ومن بعد.

📕الموسوعة العقدية [ 4 / 209 ]
ــــــــــــ
(1) رواه ابن ماجة وأحمد وفيه ثابت بن السمط وهو مستور وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(2) ((فتح الباري)) (10/ 55).
2025/07/06 17:23:58
Back to Top
HTML Embed Code: