Telegram Web Link
"رِضَا الْخَلْق: لَا مَقْدُورٌ، وَلَا مَأْمُورٌ، وَلَا مَأْثُورٌ. فَهُوَ مُسْتَحِيلٌ. بَلْ لَا بُدَّ مِنْ سُخْطِهِمْ عَلَيْكَ". ابن قيم الجوزيَّة
19👏3💯2
من سمات هذا العصر اضطرابُ المسافةِ الاجتماعية بين الناس وتناقضُها؛ فهم اليوم متقاربون إلى حد مذهل حسيًّا بسبب انكماش المكان، ومعنويًّا بتداخل العوالم عبر وسائل التواصل، لكن هذا القرب لم يُثمر دفئًا إنسانيًّا، بل أفرز صقيعًا داخليًّا وعزلةً متخفية خلف ضجيج العلاقات، فولد علاقات هشَّة بلا جذور حقيقيَّة تمتد في الوجدان، سريعة التبدل والانطفاء، كأنها محطات عبور عاطفي متنقل أو تجارب استطلاع مؤقتة، تتكوَّن كما تُكوَّن الفقاعات تتألّق لحظةً ثم تتبدد وتتفكك بسرعة؛ لأنها لا تستند إلى وثائقِ العلاقاتِ الأصيلة ولا إلى روابط الود القديمة، حتى غدت علاقات تستنزفُ الطاقةَ النفسية بدل أن تُنعشها وتشحنها، فتملأ القلب بالضوضاء ثم تتركه خاليًا من الصدى، وتورث في الروح عطشًا دائمًا ومتجددًا يدفع الأفراد إلى لهاث مستمر وراء حضورٍ يُشبه الغياب، يتجسد في العلاقات من طرفٍ واحد وفي اتجاه واحد؛ علاقاتٍ تطلبُ وتستقبلُ وتحلمُ وتريد أن تَسْعَد، لكنها نادرًا ما تفكر في أن تُعطي أو تبذل أو تُسعد، ودون أن تلتفت إلى ما سواها. فصارت العلاقات مزدحمة لكنها شبه ميتة وخاوية، فكان من المتوقع أن تورث في القلب ندبًا، وتكون هوة صامتة في الروح، وتناقضًا بين الملامح الظاهريَّة المتكلفة للباقة وبين المسكوت عنه في القلوب؛ وبين حاجة الإنسان إلى الأُنس الصادق والقرب الحقيقي، وبين عجزه عن منح الثقة إلى تلك الوجوه الكثيرة المارَّة والعابرة أمامه تحمل أقنعة ملونة، إذ صار القُرْب والعلاقة خيطًا مضمرًا من الحاجة، ينقطع بانقضائها ويتصل ويتجدد ربطه بوجودها، فنشأت هكذا علاقات في زمنٍ تُدار فيه المشاعر كما تتصفح التطبيقات: تُحمَّل بسرعة، وتسحب بأبصع واحدة وتُحذف دون أثر!
12👏7😢2🔥1💯1
رسالة طويلة وصلتني على البريد، جاء فيها: "...لكن ليس هذا ما أحزنني، بل أحزنني شعور الرفض، في الحقيقة لم يكن شكلي الخارجي كعادته، رغم اجتهادي في الإخراج، وعلى أني ذهبت للصالون، لكنه كان من أقل أشكالي، أعلم يقينًا أن هذا غير مؤثر في القدر المكتوب لي قبل أن أخلق، لكني أشعر بانكسار من الرفض! ووساوس إبليس لا تكاد تنفك عني طرفة عين..".
بمشيئة الله سوف أكتب جوابًا عنها للفاضلة التي أرسلتها، وحتى ذلك الوقت أرجو منها قراءة هذه القصة التي بعنوان (ألم الرفض).
😢147
يُحسَن أن تُدرِك أنَّ الشيءَ الذي كنتَ تُريده ولم يَحصُل لك -وربما لن يَحصُل- أنَّ في ذلك خيرًا لك لا تراه الآن. وينبغي لك كعاقل أن تتجاوز ذلك بالسعي والانشغال في مجالات الحياة المختلفة، فإنَّ الانشغال بالأشياء الإيجابية هو أكبر دافعٍ للتخلي عن أشياء الماضي التي لم تُكتَب لك.
37💯6
"الأشياء التافهة كثيرًا ما تسبب مزعجات كبيرة". نازك الملائكة

قلتُ: هنا نقطة مهمة جدًا، وهي أن الانفعال لا يرتبط دائمًا بعظم الحدث، بل بموضعه من النفس، فالأشياء التافهة تثيرنا أحيانًا لأننا نمنحها -ودون أن نعي ذلك تامًا- منفذًا إلى منطقة هشة في داخلنا، منطقة يمكن أن اسميها مستودع الضغوط أو الجروح القديمة المسكوت عنها، فتكون مثل القشة التي قصمت ظهر البعير. ولذلك، فإن ما يبدو تافهًا من الخارج قد يلامس فينا ما لم يتم حله أو معالجته بعد.
ثم يجب الانتباه إلى مؤشر خطير، وهو أن الضيق من التوافه هو في جوهره إشارة إلى اختلال التوازن الداخلي، لا إلى سوء العالم الخارجي بالضرورة، فمن يملك سكينة النفس وفسحة في الروح لن تزعجه الأشياء الصغيرة أو الهامشية، أما من امتلأ توترًا أو امتعاضًا دفينًا، فسوف تكفيه شرارة تافهة واحدة لتشعل حريقًا كبيرًا كان مستودعه الباطني ممتلئ بالأخشاب اللازمة لهذا الحريق.
7😭5👏3👍2💯1
"الراضي واقفٌ مع اختيار الله له، معرضٌ عن اختياره لنفسه، وهذا من قوة معرفته بربه ومعرفته بنفسه". ابن قيم الجوزيَّة

قلتُ: إذا علم الإنسان حقيقة الشيء صبر عليه، وإذا أدرك الحكمة منه وفائدته أو مآله رضي به، والعلم بأن اختيار الله خير له من اختياره لنفسه أساس اطمئنان النفس وسكون القلب وارتياح البال، وبه تتلاشى سوء الظنون التي تفزعه وتقلقه، وقطع سبل الشيطان الذي يزرع الشكوك في قلبه وسوء الظن بربه.
13🥰2
القلبُ إذا تغيَّرَ قد لا يعودُ إلى ما كانَ عليه من قبلُ أبدًا، فتنَبَّهْ إلى ما يَعرِضُ لقلبِك، ولا تجعله مُشرَعَ الأبوابِ لكلِّ عارِضٍ، فإنَّ صيانةَ القلبِ أعظمُ واجبٍ.
15🫡3👍2😢2💯1
2025/10/21 09:59:22
Back to Top
HTML Embed Code: