الحب العذري ليس عاطفة عابرة ولا شهوة جامحة، بل مقام روحي يتطهر فيه القلب من أنانية الجسد، ويرتقي بالشوق صفاء وطهارة. فتحيا بوجود الآخر في أعماقك وإن لم تلامسه يدٌ، وأن ترى في النأي قربًا لا يفسده البُعد، حب يجعل الروح أكثر نقاءً، تتمناه أن يكون نصيبًا لأقرب الناس إليك من أهلك.

‏الصمت يمنح الإنسان سكونًا يجعله يحس بذاتيته، لكنه سريعًا ما يجعله بعدها يتخلى عن تلك الذاتية ويتجاوزها إلى الإحساس بالأشياء حوله، ومشاركتها الإحساس بها، وحين يصمت المرء يسمع الوجود يتحدث حوله وداخله، وطالما الإنسان يتكلم فإن الوجود الباهر يتضاءل ويتلاشى إحساسًا وظهورًا أمامه!

"الحسد جلاد العقل". فولتير

تنبيه: تصلني رسائل من كثير من المتابعين ولا يمكن الجواب عنها بصورة عامة، لسببين: إما أنها خاصة وفيها تفاصيل ناقصة، أو لا يصلح نشر تفاصيل الرسالة نفسها للعامة ولا الجواب عنها. وقد يكون ذلك إما شكوكًا عقدية أو شبهة دينية، أو موضوع شخصي لا يصلح للعرض على الجميع.
ولهذا، من أسئلته من هذين النوعين، فلعله يذيل السؤال بمعرفه الخاص في التليغرام LtAyedhi@ أو عبر التوتير LtAyedh@ أو على البريد الالكتروني هذا:

[email protected]

سؤال عبر البريد:
"منشورك الاخير عن التشاؤم الفلسفي كيف ممكن ربطه بمعضلة الشر".

الجواب: سؤال جميل ومهم ويستحق الدراسة كموضوع.
لا شك هناك ترابط متين بينهما، وسبق أشرت إلى ذلك في إحدى التغريدات.

"كان يلذ لي أن أسمع الناس يتحدثون عني، تمامًا كالطفل حين يجد نفسه وسط جماعة من الكبار الذين يبدون به شيئًا من الاهتمام، وتلذذي بحديث الناس عني كان يعود إلى أنني كنت أشعر وكأنني أرى نفسي في مرايا مشوهة". كولن ولسن

‏قلتُ: الإنسان يحب سماع المدح بطبيعته، وليس هذا هو الأمر السلبي بحد ذاته، المقصود هو ذلك الإنسان الذي لا يرى نفسه بصفاء بل من خلال مرايا مشوهة كما يقول كولن ولسن، فيشكله مدح الناس وسبهم بشكل مركزي. بكل اختصار هو هيولى=مادة غير متشكلة قابلة للتشكل على أي صورة يشكل صورتها كلام الناس. ولذلك هذا النوع مفرط جدًا تجاه كلام الناس.

تدوم العلاقات التي تقودها المودة الحقيقية: بالصبر، وحسن الظن، والتقارب، ثم بالثبات عند الامتحان في لحظاته الأولى، لا بالجفول وعدم الثقة بالنفس والخوف من قرين الروح. فالعزيمة والوفاء والثبات هي متطلبات ميثاق المودة، والرحمة هي الجسر الذي يربط ما بين القلوب ويحفظها من التصدع.

"وكل شيء تعلق به [الإنسانُ] وأحبه دون الله؛ فإنه يسومه سوء العذاب". ابن قيم الجوزيَّة

هل تعرف متى تكون قويًا فعلاً؟ إذا لم تحتج إلى أن تثبت ذلك لأحد آخر.

الإنسان كائن مسكون بالمعنى بالدرجة الأولى.

يقول كارل يونغ: "إن رؤية المعنى من حولنا أمر بالغ الأهمية لبقائنا على قيد الحياة، لدرجة أن المواقف التي يهرب فيها هذا المعنى تثير بداية القلق الفسيولوجي الحاد".
وانطلاقًا من هذا المبدأ، أولى يونغ اهتمامًا بدراسة الدين –بغض النظر عن موقفه الشخصي منه– إذ رأى في الدين أعظم قوة تمد الإنسان بالمعنى، حيث نظر إلى الدين بصورة أكثر إيجابية؛ لأنه يقدم إجابات عن الأسئلة الوجودية الكبرى التي يؤدي فقدانها إلى عذبات شديدة ومرهقة بروح الإنسان. ورأى يونغ أن "مسألة معنى الحياة مركزية، ويمكن أن يؤدي تجنبها إلى اضطرابات نفسية، فالعصاب النفسي هو في أعمق معانيه معاناة الروح التي لم تجد معناها.

‏يولد الفرح والسكينة في الروح حين يبدأ اليوم بصلاة الفجر!

حين يهمس الفجر، تهبط الملائكة، وتسري السكينة في الطرقات المظلمة، وتكتسي الأرض بهيبة الكائنات النورانية، ويدب الخشوع في القلوب المشائين إلى الصلاة، فيشرق النور في القلوب قبل أن تشرق الشمس في الصباح، وتضيء وجههم قبل أن يضيء النهار، فيخرجون بأرواحٍ جديدة، يشع منها التفاؤل والفرح.

تحصين النفس من الشرور بالتزام الأذكار يوميًا:

‏قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "وآمرُكم بذكرِ اللهِ كثيرًا ، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه ، حتى أتى حصنًا حصينًا فأحرزَ نفسَه فيه ، وكذلك العبدُ لا ينجو من الشيطان إلا بذكرِ اللهِ". صحيح الترغيب

(وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ ۖ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا)

هل تريد أن تموت همًّا وغمًّا في كل يوم؟ دقق في كل صغائر الأمور، وتوقف طويلاً في الكلمات والمواقف العابرة من الآخرين، وافتح الباب للأفكار السلبية السارحة في عقلك.