"لا شيء يزعزع الحياة النفسية في الأسرة مثل مرض الأم". نازك الملائكة
❤12💯7👀1
من سمات هذا العصر ليس الملل ذاته، بل سرعة مداهمة الشعور به مهما تنوعت الأشياء، وفي الوقت نفسه سرعة الانجذاب إلى كل بداية كأنها الخلاص المنتظر، ثم سرعة الانصراف عنها بعد أول احتكاكٍ بالواقع، وسرعة الشغف بكل جديد، ثم سرعة تركه بعد الابتداء به، ثم يعقب ذلك الوقوع في دوامة الحيرة والضياع، فالسقوط في هوة الفراغ، حيث ضياع هوية الرغبة؛ فالرغبة قائمة وموجودة، لكن ملامحها تاهت. وهكذا يغدو الملل السيد الخفيَّ الذي يستحوذ على روح الإنسان وعقله معًا. ومرد ذلك إلى غياب المعنى الحقيقي من الحياة أو ضعفه وتشوهه.
❤29👍11😢6
"إِيثَارُ رِضَا اللَّهِ عَلَى رِضَا غَيْرِهِ وَإِنْ عَظُمَتْ فِيهِ الْمِحَنُ، وَثَقُلَتْ فِيهِ الْمُؤَنُ، وَضَعُفَ عَنْهُ الطَّوْلُ وَالْبَدَنُ، [و]هُوَ أَنْ يُرِيدَ وَيَفْعَلَ مَا فِيهِ مَرْضَاتُهُ، وَلَوْ أَغْضَبَ الْخَلْقَ، وَهِيَ دَرَجَةُ الْأَنْبِيَاءِ". ابن قيم الجوزيَّة
❤16👍1
كلام من ذهب!
"وَقَدْ جَرَتْ سُنَّةُ اللَّهِ -الَّتِي لَا تَبْدِيلَ لَهَا- أَنَّ مَنْ آثَرَ مَرْضَاةَ الْخَلْقِ عَلَى مَرْضَاتِهِ: أَنْ يُسْخِطَ عَلَيْهِ مَنْ آثَرَ رِضَاهُ، وَيَخْذُلَهُ مِنْ جِهَتِهِ، وَيَجْعَلَ مِحْنَتَهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَيَعُودَ حَامِدُهُ ذَامًّا". ابن قيم الجوزيَّة
"وَقَدْ جَرَتْ سُنَّةُ اللَّهِ -الَّتِي لَا تَبْدِيلَ لَهَا- أَنَّ مَنْ آثَرَ مَرْضَاةَ الْخَلْقِ عَلَى مَرْضَاتِهِ: أَنْ يُسْخِطَ عَلَيْهِ مَنْ آثَرَ رِضَاهُ، وَيَخْذُلَهُ مِنْ جِهَتِهِ، وَيَجْعَلَ مِحْنَتَهُ عَلَى يَدَيْهِ، فَيَعُودَ حَامِدُهُ ذَامًّا". ابن قيم الجوزيَّة
❤26💯1
حتى أكثر الأشياء إمتاعًا في الحياة تعجز عن أن تبعث السرور في روحٍ فقدت من داخلها معنى الفرح ذاته، فليس بالأشياء الممتعة وحدها تفرح الروح وتنتشي إذا ما كانت فاقدة لمعنى الفرح والبهجة في داخلها، فالإحساس بالفرح هو روح الوجود، أما الأشياء المفرحة فليست إلا جسده العابر، وكيف يفرح الجسد بلا روح!
❤24😢6👍2
"رِضَا الْخَلْق: لَا مَقْدُورٌ، وَلَا مَأْمُورٌ، وَلَا مَأْثُورٌ. فَهُوَ مُسْتَحِيلٌ. بَلْ لَا بُدَّ مِنْ سُخْطِهِمْ عَلَيْكَ". ابن قيم الجوزيَّة
❤22👏3💯2
من سمات هذا العصر اضطرابُ المسافةِ الاجتماعية بين الناس وتناقضُها؛ فهم اليوم متقاربون إلى حد مذهل حسيًّا بسبب انكماش المكان، ومعنويًّا بتداخل العوالم عبر وسائل التواصل، لكن هذا القرب لم يُثمر دفئًا إنسانيًّا، بل أفرز صقيعًا داخليًّا وعزلةً متخفية خلف ضجيج العلاقات، فولد علاقات هشَّة بلا جذور حقيقيَّة تمتد في الوجدان، سريعة التبدل والانطفاء، كأنها محطات عبور عاطفي متنقل أو تجارب استطلاع مؤقتة، تتكوَّن كما تُكوَّن الفقاعات تتألّق لحظةً ثم تتبدد وتتفكك بسرعة؛ لأنها لا تستند إلى وثائقِ العلاقاتِ الأصيلة ولا إلى روابط الود القديمة، حتى غدت علاقات تستنزفُ الطاقةَ النفسية بدل أن تُنعشها وتشحنها، فتملأ القلب بالضوضاء ثم تتركه خاليًا من الصدى، وتورث في الروح عطشًا دائمًا ومتجددًا يدفع الأفراد إلى لهاث مستمر وراء حضورٍ يُشبه الغياب، يتجسد في العلاقات من طرفٍ واحد وفي اتجاه واحد؛ علاقاتٍ تطلبُ وتستقبلُ وتحلمُ وتريد أن تَسْعَد، لكنها نادرًا ما تفكر في أن تُعطي أو تبذل أو تُسعد، ودون أن تلتفت إلى ما سواها. فصارت العلاقات مزدحمة لكنها شبه ميتة وخاوية، فكان من المتوقع أن تورث في القلب ندبًا، وتكون هوة صامتة في الروح، وتناقضًا بين الملامح الظاهريَّة المتكلفة للباقة وبين المسكوت عنه في القلوب؛ وبين حاجة الإنسان إلى الأُنس الصادق والقرب الحقيقي، وبين عجزه عن منح الثقة إلى تلك الوجوه الكثيرة المارَّة والعابرة أمامه تحمل أقنعة ملونة، إذ صار القُرْب والعلاقة خيطًا مضمرًا من الحاجة، ينقطع بانقضائها ويتصل ويتجدد ربطه بوجودها، فنشأت هكذا علاقات في زمنٍ تُدار فيه المشاعر كما تتصفح التطبيقات: تُحمَّل بسرعة، وتسحب بأبصع واحدة وتُحذف دون أثر!
❤15👏7😢2🔥1💯1
رسالة طويلة وصلتني على البريد، جاء فيها: "...لكن ليس هذا ما أحزنني، بل أحزنني شعور الرفض، في الحقيقة لم يكن شكلي الخارجي كعادته، رغم اجتهادي في الإخراج، وعلى أني ذهبت للصالون، لكنه كان من أقل أشكالي، أعلم يقينًا أن هذا غير مؤثر في القدر المكتوب لي قبل أن أخلق، لكني أشعر بانكسار من الرفض! ووساوس إبليس لا تكاد تنفك عني طرفة عين..".
بمشيئة الله سوف أكتب جوابًا عنها للفاضلة التي أرسلتها، وحتى ذلك الوقت أرجو منها قراءة هذه القصة التي بعنوان (ألم الرفض).
بمشيئة الله سوف أكتب جوابًا عنها للفاضلة التي أرسلتها، وحتى ذلك الوقت أرجو منها قراءة هذه القصة التي بعنوان (ألم الرفض).
😢14❤9
يُحسَن أن تُدرِك أنَّ الشيءَ الذي كنتَ تُريده ولم يَحصُل لك -وربما لن يَحصُل- أنَّ في ذلك خيرًا لك لا تراه الآن. وينبغي لك كعاقل أن تتجاوز ذلك بالسعي والانشغال في مجالات الحياة المختلفة، فإنَّ الانشغال بالأشياء الإيجابية هو أكبر دافعٍ للتخلي عن أشياء الماضي التي لم تُكتَب لك.
❤40💯6
"الأشياء التافهة كثيرًا ما تسبب مزعجات كبيرة". نازك الملائكة
قلتُ: هنا نقطة مهمة جدًا، وهي أن الانفعال لا يرتبط دائمًا بعظم الحدث، بل بموضعه من النفس، فالأشياء التافهة تثيرنا أحيانًا لأننا نمنحها -ودون أن نعي ذلك تامًا- منفذًا إلى منطقة هشة في داخلنا، منطقة يمكن أن اسميها مستودع الضغوط أو الجروح القديمة المسكوت عنها، فتكون مثل القشة التي قصمت ظهر البعير. ولذلك، فإن ما يبدو تافهًا من الخارج قد يلامس فينا ما لم يتم حله أو معالجته بعد.
ثم يجب الانتباه إلى مؤشر خطير، وهو أن الضيق من التوافه هو في جوهره إشارة إلى اختلال التوازن الداخلي، لا إلى سوء العالم الخارجي بالضرورة، فمن يملك سكينة النفس وفسحة في الروح لن تزعجه الأشياء الصغيرة أو الهامشية، أما من امتلأ توترًا أو امتعاضًا دفينًا، فسوف تكفيه شرارة تافهة واحدة لتشعل حريقًا كبيرًا كان مستودعه الباطني ممتلئ بالأخشاب اللازمة لهذا الحريق.
قلتُ: هنا نقطة مهمة جدًا، وهي أن الانفعال لا يرتبط دائمًا بعظم الحدث، بل بموضعه من النفس، فالأشياء التافهة تثيرنا أحيانًا لأننا نمنحها -ودون أن نعي ذلك تامًا- منفذًا إلى منطقة هشة في داخلنا، منطقة يمكن أن اسميها مستودع الضغوط أو الجروح القديمة المسكوت عنها، فتكون مثل القشة التي قصمت ظهر البعير. ولذلك، فإن ما يبدو تافهًا من الخارج قد يلامس فينا ما لم يتم حله أو معالجته بعد.
ثم يجب الانتباه إلى مؤشر خطير، وهو أن الضيق من التوافه هو في جوهره إشارة إلى اختلال التوازن الداخلي، لا إلى سوء العالم الخارجي بالضرورة، فمن يملك سكينة النفس وفسحة في الروح لن تزعجه الأشياء الصغيرة أو الهامشية، أما من امتلأ توترًا أو امتعاضًا دفينًا، فسوف تكفيه شرارة تافهة واحدة لتشعل حريقًا كبيرًا كان مستودعه الباطني ممتلئ بالأخشاب اللازمة لهذا الحريق.
❤10😭5👏4👍2💯1
"الراضي واقفٌ مع اختيار الله له، معرضٌ عن اختياره لنفسه، وهذا من قوة معرفته بربه ومعرفته بنفسه". ابن قيم الجوزيَّة
قلتُ: إذا علم الإنسان حقيقة الشيء صبر عليه، وإذا أدرك الحكمة منه وفائدته أو مآله رضي به، والعلم بأن اختيار الله خير له من اختياره لنفسه أساس اطمئنان النفس وسكون القلب وارتياح البال، وبه تتلاشى سوء الظنون التي تفزعه وتقلقه، وقطع سبل الشيطان الذي يزرع الشكوك في قلبه وسوء الظن بربه.
قلتُ: إذا علم الإنسان حقيقة الشيء صبر عليه، وإذا أدرك الحكمة منه وفائدته أو مآله رضي به، والعلم بأن اختيار الله خير له من اختياره لنفسه أساس اطمئنان النفس وسكون القلب وارتياح البال، وبه تتلاشى سوء الظنون التي تفزعه وتقلقه، وقطع سبل الشيطان الذي يزرع الشكوك في قلبه وسوء الظن بربه.
❤20🥰2
القلبُ إذا تغيَّرَ قد لا يعودُ إلى ما كانَ عليه من قبلُ أبدًا، فتنَبَّهْ إلى ما يَعرِضُ لقلبِك، ولا تجعله مُشرَعَ الأبوابِ لكلِّ عارِضٍ، فإنَّ صيانةَ القلبِ أعظمُ واجبٍ.
❤24🫡4👍3😢3💯2
العلاقات الإنسانيَّة المعاصرة بين الحب والغرائز!
https://atharah.net/contemporary-human-relations-between-love-and-instincts/
https://atharah.net/contemporary-human-relations-between-love-and-instincts/
أثارة | فقه تدبير المعرفة
العلاقات الإنسانيَّة المعاصرة بين الحب والغرائز! | أثارة
ليست تلك الحالة إلا صورة واحدة من ظاهرة واسعة الانتشار في المجتمعات الغربية، إن لم تكن صورة مهيمنة اليوم على الإنسان المعاصر. هذه الصورة التي ينقلها هذا الكاتب ليست إلا رسمة صغيرة على جدارٍ عريضٍ جدًا، جدارٌ مهترئٌ ومفككٌ رُسِمَت فيه العلاقات الإنسانيَّة…
❤7👏1
عسى أن يكون في ذلك الخير لك.
قال الله تعالى: "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوزيَّة رحمهُ اللهُ معلقًا على هذه الآية الكريمة: "فإنَّ العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه،
ومِن أسرارِ هذه الآيةِ: أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك.
ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه.
ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ.
ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ".
قلتُ: الحياة هذه دروس وخبرات متراكمة، والمحظوظ الذي يخرج بدروس وخبرات بأقل الخسائر في دينه وعرضه وأخلاقه.
ففي الحياة يمر الإنسان بتجارب عديدة ومختلفة، يحب أشيئًا وأشخاصًا ويتمنى أن يكون قد حصل عليها أو يكون بقربهم ونال حبهم، ولما لم يحصل ذلك له حزن كثيرًا وعظيمًا، وأحبطت نفسه وانكسرت روحه، وظن أنه قد فاته الخير كله، لكن بعد مدة زمنية قد تطول وقد تقصر، انكشف له الخير العظيم الذي ترتب على عدم حصوله على ما كان يحبه ويتمنى قربه، وظهر له بجلاء أن ذلك كان شرًا له، فحمد الله وشكره أنه اختار له الخير ودفع عنه الشر.
والمؤمن دائمًا يتذكر هذه الآية العظيمة، "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
بالفعل هي حقيقة عظيمة، الله يعلم ونحن لا نعلم، نحن نتمنى الشيء الذي قد يكون فيه هلاكنا، ونكره الشيء الذي قد يكون فيه نجاتنا وخيرنا وفلاحنا.
قال الله تعالى: "وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوزيَّة رحمهُ اللهُ معلقًا على هذه الآية الكريمة: "فإنَّ العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه،
ومِن أسرارِ هذه الآيةِ: أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ.
ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك.
ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه.
ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ.
ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ".
قلتُ: الحياة هذه دروس وخبرات متراكمة، والمحظوظ الذي يخرج بدروس وخبرات بأقل الخسائر في دينه وعرضه وأخلاقه.
ففي الحياة يمر الإنسان بتجارب عديدة ومختلفة، يحب أشيئًا وأشخاصًا ويتمنى أن يكون قد حصل عليها أو يكون بقربهم ونال حبهم، ولما لم يحصل ذلك له حزن كثيرًا وعظيمًا، وأحبطت نفسه وانكسرت روحه، وظن أنه قد فاته الخير كله، لكن بعد مدة زمنية قد تطول وقد تقصر، انكشف له الخير العظيم الذي ترتب على عدم حصوله على ما كان يحبه ويتمنى قربه، وظهر له بجلاء أن ذلك كان شرًا له، فحمد الله وشكره أنه اختار له الخير ودفع عنه الشر.
والمؤمن دائمًا يتذكر هذه الآية العظيمة، "وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
بالفعل هي حقيقة عظيمة، الله يعلم ونحن لا نعلم، نحن نتمنى الشيء الذي قد يكون فيه هلاكنا، ونكره الشيء الذي قد يكون فيه نجاتنا وخيرنا وفلاحنا.
❤16👏3😢1
"المختلون نفسيًّا يُظهرون عدم اهتمام مذهل بأثر أفعالهم على الآخرين، بغض النظر عن الآثار المدمرة لهذه الأفعال." روبرت هير
قلتُ: إن هذه المقولة العميقة تصف انحرافًا في الفطرة وانطماسًا في البصيرة؛ فالقلب إذا قسا وامتلأ بالأنانية والهوى انطفأت فيه مشاعر الرحمة، وصار صاحبه لا يبالي بظلمٍ أو أذى. ومعرفة هذا الأمر مما يخفف أو يقي من الصدمة في التعامل مع أمثال هؤلاء، فهؤلاء قد تصادفهم في صور مختلفة، في صورة: شخص متعلم، أو مثقف، أو متدين، إلخ، فهذا الخلل ليس مرتبطًا بصورة شخصيَّة نمطية أو متخيلة كما في الأفلام كما تظن، بل هذا التركيب المعقد والمظلم قد يركب على أي صورة لا يمكن أن تتخيلها.
والأهم من إدراك الوجود الحقيقي لمثل هؤلاء، هو ألا تترك تصرفات مثل أولئك في نفسك أثرًا خطيرًا، فأنت هنا تظلم نفسك إذا حملتها جريرة انحرافات نفسيَّة لمثل هؤلاء وليس الذنب ذنبك. ولا بد أن تعلم أنَّ التجرد من الإحساس بالآخرين يكشف عن اضطراب في بنية الضمير الإنساني، حيث تنقطع الصلة بين ملاحظة الفعل ونتيجته العاطفية، وكذلك يكشف عن قسوة قلب وتحجر إحساس
وضعف في الإيمان، فأين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ). كذلك، فإن غياب الإحساس بآثار الأفعال على الخلق دليل على خلل في الإيمان بالجزاء في اليوم الآخر؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ)، وذَكَرَ منهم: (رَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ). ومن أدرك ذلك استحيا أن يؤذي مخلوقًا أو يتجرد من الرحمة.
وعليه، فإن اللامبالاة النفسيَّة هنا ليست مجرد اضطراب نفسي، بل هي علامة على موت قلبي، تجمع بين فساد الشعور الإنساني وضعف الوازع الإيماني، ومن فقدهما عاش في ظلمةٍ لا يَعرف فيها رحمة ولا عطفًا ولا ندمًا، ولن يفيد فيه الاسترحام أو الاستعطاف أو الوعظ. يقول ابن قيم الجوزيَّة: "القلب إذا مرض لم تنجع فيه المواعظ. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، بل قد يموت القلب وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح".
قلتُ: إن هذه المقولة العميقة تصف انحرافًا في الفطرة وانطماسًا في البصيرة؛ فالقلب إذا قسا وامتلأ بالأنانية والهوى انطفأت فيه مشاعر الرحمة، وصار صاحبه لا يبالي بظلمٍ أو أذى. ومعرفة هذا الأمر مما يخفف أو يقي من الصدمة في التعامل مع أمثال هؤلاء، فهؤلاء قد تصادفهم في صور مختلفة، في صورة: شخص متعلم، أو مثقف، أو متدين، إلخ، فهذا الخلل ليس مرتبطًا بصورة شخصيَّة نمطية أو متخيلة كما في الأفلام كما تظن، بل هذا التركيب المعقد والمظلم قد يركب على أي صورة لا يمكن أن تتخيلها.
والأهم من إدراك الوجود الحقيقي لمثل هؤلاء، هو ألا تترك تصرفات مثل أولئك في نفسك أثرًا خطيرًا، فأنت هنا تظلم نفسك إذا حملتها جريرة انحرافات نفسيَّة لمثل هؤلاء وليس الذنب ذنبك. ولا بد أن تعلم أنَّ التجرد من الإحساس بالآخرين يكشف عن اضطراب في بنية الضمير الإنساني، حيث تنقطع الصلة بين ملاحظة الفعل ونتيجته العاطفية، وكذلك يكشف عن قسوة قلب وتحجر إحساس
وضعف في الإيمان، فأين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ). كذلك، فإن غياب الإحساس بآثار الأفعال على الخلق دليل على خلل في الإيمان بالجزاء في اليوم الآخر؛ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ)، وذَكَرَ منهم: (رَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ). ومن أدرك ذلك استحيا أن يؤذي مخلوقًا أو يتجرد من الرحمة.
وعليه، فإن اللامبالاة النفسيَّة هنا ليست مجرد اضطراب نفسي، بل هي علامة على موت قلبي، تجمع بين فساد الشعور الإنساني وضعف الوازع الإيماني، ومن فقدهما عاش في ظلمةٍ لا يَعرف فيها رحمة ولا عطفًا ولا ندمًا، ولن يفيد فيه الاسترحام أو الاستعطاف أو الوعظ. يقول ابن قيم الجوزيَّة: "القلب إذا مرض لم تنجع فيه المواعظ. وقد يمرض القلب ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، بل قد يموت القلب وصاحبه لا يشعر بموته، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح".
❤21
"ليس للمرء أن يشغل قلبه بما ذهب منه، لكن ينبغي أن يحفظ ما بقي عليه". سُقْرَاط
❤7
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيَضْحَكُ مِنْكُمْ أَزِلِينَ بقُرْبِ الْغَيْثِ مِنْكُمْ)، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَاهِلَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ إِنَّ رَبَّنَا لَيَضْحَكُ؟ قَالَ: (نَعَمْ) قَالَ: فَوَاللَّهِ، لَا عَدِمْنَا الْخَيْرَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ". حَسَّنه شيخ الإسلام ابن تيميَّة وابن قيم الجوزيَّة والشيخ الألباني.
قال ابن رجب رحمه الله: "وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْجَبُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ عِنْدَ احْتِبَاسِ الْقَطْرِ عَنْهُمْ وَقُنُوطِهِمْ وَيَأْسِهِمْ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَقَدِ اقْتَرَبَ وَقْتُ فَرَجِهِ وَرَحْمَتِهِ لِعِبَادِهِ، بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ عَلَيْهِمْ، وَتَغْيِيرِهِ لِحَالِهِمْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَقَالَ تَعَالَى: (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ- وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ).
قال ابن رجب رحمه الله: "وَالْمَعْنَى أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَعْجَبُ مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ عِنْدَ احْتِبَاسِ الْقَطْرِ عَنْهُمْ وَقُنُوطِهِمْ وَيَأْسِهِمْ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَقَدِ اقْتَرَبَ وَقْتُ فَرَجِهِ وَرَحْمَتِهِ لِعِبَادِهِ، بِإِنْزَالِ الْغَيْثِ عَلَيْهِمْ، وَتَغْيِيرِهِ لِحَالِهِمْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، وَقَالَ تَعَالَى: (فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ- وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ).
❤8🥰2