قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦)﴾.
يقول الطبري :
يعني بذلك: وبشِّرْ، يا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الصابرين الذين يعلَمون أن جميعَ ما بهم مِن نعمةٍ فمنِّي، فيُقرُّون بعبودتي، ويوحِّدونَني بالرُّبوبيةِ، ويصدِّقون بالمعادِ والرجوعِ إليَّ، فيَستسْلِمون لقضائِي، ويَرجُون ثَوابِي، ويخافون عقابِي، ويقولون - عندَ امتحانِي إيَّاهم ببعضِ مِحَنِي، وابتلائِي إيَّاهم بما وعَدتُهم أن أبتلِيَهم به من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وغيرِ ذلك من المصائبِ التي أنا مُمْتَحِنُهم بها -:
إنّا مماليكُ ربنا ومَعْبودِنا أحياءً ونحنُ عبيدُه، وإنّا إليه بعدَ مَماتِنا صائرونَ. تسليمًا لقضائِي ورضًا بأحكامِي.
#رسائل_العبودية
#رسائل_الصبر
يقول الطبري :
يعني بذلك: وبشِّرْ، يا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، الصابرين الذين يعلَمون أن جميعَ ما بهم مِن نعمةٍ فمنِّي، فيُقرُّون بعبودتي، ويوحِّدونَني بالرُّبوبيةِ، ويصدِّقون بالمعادِ والرجوعِ إليَّ، فيَستسْلِمون لقضائِي، ويَرجُون ثَوابِي، ويخافون عقابِي، ويقولون - عندَ امتحانِي إيَّاهم ببعضِ مِحَنِي، وابتلائِي إيَّاهم بما وعَدتُهم أن أبتلِيَهم به من الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وغيرِ ذلك من المصائبِ التي أنا مُمْتَحِنُهم بها -:
إنّا مماليكُ ربنا ومَعْبودِنا أحياءً ونحنُ عبيدُه، وإنّا إليه بعدَ مَماتِنا صائرونَ. تسليمًا لقضائِي ورضًا بأحكامِي.
#رسائل_العبودية
#رسائل_الصبر
#تيميات (4)
💢مما يُعين على الصبر💢
🌳ذكر ابن تيمية أن من أنواع المصائب ما يحصل للإنسان من أذية الناس له في ماله أو نفسه أو غير ذلك، وأشار إلى أن هذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، وأنه لا يصبر عليه إلا الأنبياء والصديقون، ثم قال:
"ويُعِينُ العبدَ على هذا الصبر عدّةُ أشياءَ:
🌿أحدها: أن يشهدَ أن الله سبحانه وتعالى خالقُ أفعالِ العباد، حركاتِهم وسَكَناتِهم وإراداتِهم، فما شاءَ الله كان، ومالم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العُلْوِيّ والسّفليّ ذرَّة إلاّ بإذنه ومشيئتِه، فالعباد آلة، فانظر إلى الذي سَلَّطَهم عليك، ولا تَنظُرْ إلى فِعلِهم بكَ، تَسْتَرِحْ من الهمّ والغَمِّ.
🌿الثاني: أن يَشْهَد ذُنُوبَه، وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: {وما أصابَكُمْ مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه، اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها، عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم.
وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه، ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار، فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي، صارتْ في حقّهِ نعمةً....
🌿الثالث: أن يشهد العبدُ حُسْنَ الثواب الذي وعده الله لمن عَفا وصَبَر، كما قال تعالى: {وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَن عَفا وأصْلَحَ فَأجْرُهُ عَلى اللَّهِ إنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ}.
🌿الرابع: أن يشهد أنه إذا عَفا وأحسنَ أورثَه ذلك من سلامةِ القلب لإخوانه، ونَقائِه من الغِشّ والغِلّ وطلبِ الانتقام وإرادةِ الشرّ، وحصَلَ له من حلاوة العفو ما يزيد لذّتَه ومنفعتَه عاجلًا وآجلًا، على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافًا مضاعفةً.
🌿الخامس: أن يعلم أنه ما انتقم أحد قَطُّ لنفسه إلاّ أورثَه ذلك ذُلاًّ يجده في نفسه، فإذا عَفا أعزَّه الله تعالى، وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: (ما زاد الله عبدًا بعَفْوٍ إلاّ عزًّا).
فالعزّ الحاصل له بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من الَعزّ الحاصل له بالانتقام، فإنّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذُلاًّ، والعفوُ ذُلٌّ في الباطن، وهو يورث العزَّ باطنًا وظاهرًا.
🌿السادس - وهي من أعظم الفوائد -: أن يَشهدَ أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأنّ من عَفا عن الناس عَفا الله عنه، ومن غَفَر لهم غَفَر الله له... ويكفي العاقلَ هذه الفائدةُ.
🌿السابع: أن يَعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسُه بالانتقام وطلب المقابلة ضاعَ عليه زمانُه، وتفرَّقَ عليه قلبُه، وفاتَه من مصالحِه مالا يُمَكِن استدراكُهُ، ولعلّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالتْه من جهتهم، فإذا عفا وصَفحَ فَرغَ قلبُه وجسمُه لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.
🌿الثامن: أن يَشهدَ معيَّهَ الله معه إذا صَبَر، ومحبَّهَ الله له إذا صَبَر، ورِضاه. ومن كان الله معه دَفَع عنه أنواعَ الأذى والمضرّات مالا يَدفعُه عنه أحدٌ من خلقِه، قال تعالى: {واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرِينَ}...".
[جامع المسائل، المجموعة الأولى (168- 171)، وقد ذكر عشرين أمراً مما يِعين على الصبر].
•••═══ ༻✿༺═══ •••
أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .
💢مما يُعين على الصبر💢
🌳ذكر ابن تيمية أن من أنواع المصائب ما يحصل للإنسان من أذية الناس له في ماله أو نفسه أو غير ذلك، وأشار إلى أن هذا النوع يصعب الصبر عليه جداً، وأنه لا يصبر عليه إلا الأنبياء والصديقون، ثم قال:
"ويُعِينُ العبدَ على هذا الصبر عدّةُ أشياءَ:
🌿أحدها: أن يشهدَ أن الله سبحانه وتعالى خالقُ أفعالِ العباد، حركاتِهم وسَكَناتِهم وإراداتِهم، فما شاءَ الله كان، ومالم يشأ لم يكن، فلا يتحرك في العالم العُلْوِيّ والسّفليّ ذرَّة إلاّ بإذنه ومشيئتِه، فالعباد آلة، فانظر إلى الذي سَلَّطَهم عليك، ولا تَنظُرْ إلى فِعلِهم بكَ، تَسْتَرِحْ من الهمّ والغَمِّ.
🌿الثاني: أن يَشْهَد ذُنُوبَه، وأنّ الله إنما سلَّطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى: {وما أصابَكُمْ مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
فإذا شهد العبدُ أن جميع ما يناله منْ المكروه فسببُه ذنوبُه، اشتغلَ بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلَّطهم عليه بسببها، عن ذَمِّهم ولَومِهم والوقيعةِ فيهم.
وإذا رأيتَ العبدَ يقع في الناس إذا آذَوْه، ولا يَرجع إلى نفسِه باللوم والاستغفار، فاعلمْ أن مصيبتَه مصيبةٌ حقيقية، وإذا تاب واستغفر وقال: هذا بذنوبي، صارتْ في حقّهِ نعمةً....
🌿الثالث: أن يشهد العبدُ حُسْنَ الثواب الذي وعده الله لمن عَفا وصَبَر، كما قال تعالى: {وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَن عَفا وأصْلَحَ فَأجْرُهُ عَلى اللَّهِ إنَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمِينَ}.
🌿الرابع: أن يشهد أنه إذا عَفا وأحسنَ أورثَه ذلك من سلامةِ القلب لإخوانه، ونَقائِه من الغِشّ والغِلّ وطلبِ الانتقام وإرادةِ الشرّ، وحصَلَ له من حلاوة العفو ما يزيد لذّتَه ومنفعتَه عاجلًا وآجلًا، على المنفعة الحاصلة له بالانتقام أضعافًا مضاعفةً.
🌿الخامس: أن يعلم أنه ما انتقم أحد قَطُّ لنفسه إلاّ أورثَه ذلك ذُلاًّ يجده في نفسه، فإذا عَفا أعزَّه الله تعالى، وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: (ما زاد الله عبدًا بعَفْوٍ إلاّ عزًّا).
فالعزّ الحاصل له بالعفو أحبّ إليه وأنفع له من الَعزّ الحاصل له بالانتقام، فإنّ هذا عِزٌّ في الظاهر، وهو يُورِث في الباطن ذُلاًّ، والعفوُ ذُلٌّ في الباطن، وهو يورث العزَّ باطنًا وظاهرًا.
🌿السادس - وهي من أعظم الفوائد -: أن يَشهدَ أن الجزاء من جنس العمل، وأنه نفسه ظالمٌ مذنب، وأنّ من عَفا عن الناس عَفا الله عنه، ومن غَفَر لهم غَفَر الله له... ويكفي العاقلَ هذه الفائدةُ.
🌿السابع: أن يَعلم أنه إذا اشتغلتْ نفسُه بالانتقام وطلب المقابلة ضاعَ عليه زمانُه، وتفرَّقَ عليه قلبُه، وفاتَه من مصالحِه مالا يُمَكِن استدراكُهُ، ولعلّ هذا أعظم عليه من المصيبة التي نالتْه من جهتهم، فإذا عفا وصَفحَ فَرغَ قلبُه وجسمُه لمصالحه التي هي أهمُّ عنده من الانتقام.
🌿الثامن: أن يَشهدَ معيَّهَ الله معه إذا صَبَر، ومحبَّهَ الله له إذا صَبَر، ورِضاه. ومن كان الله معه دَفَع عنه أنواعَ الأذى والمضرّات مالا يَدفعُه عنه أحدٌ من خلقِه، قال تعالى: {واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرِينَ}...".
[جامع المسائل، المجموعة الأولى (168- 171)، وقد ذكر عشرين أمراً مما يِعين على الصبر].
•••═══ ༻✿༺═══ •••
أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي .
#تيميات (3)
💢الهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل💢
🌳ذكر الله تعالى في القرآن: الهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل
🍃فقال تعالى: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا}
🍃وقال: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
🍃وقال: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا}
🌳وقد قيل:
🌿الهجر الجميل هو هجر بلا أذى.
🌿والصفح الجميل: صفح بلا معاتبة.
🌿والصبر الجميل: صبر يغير شكوى إلى المخلوق.
🌳وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل، فإن يعقوب عليه السلام قال: {فصبر جميل} وقال: {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله}.
[ينظر: العبودية لابن تيمية (74)].
•••═══ ༻✿༺═══ •••
أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي
💢الهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل💢
🌳ذكر الله تعالى في القرآن: الهجر الجميل، والصفح الجميل، والصبر الجميل
🍃فقال تعالى: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا}
🍃وقال: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
🍃وقال: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلًا}
🌳وقد قيل:
🌿الهجر الجميل هو هجر بلا أذى.
🌿والصفح الجميل: صفح بلا معاتبة.
🌿والصبر الجميل: صبر يغير شكوى إلى المخلوق.
🌳وأما الشكوى إلى الخالق فلا تنافي الصبر الجميل، فإن يعقوب عليه السلام قال: {فصبر جميل} وقال: {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله}.
[ينظر: العبودية لابن تيمية (74)].
•••═══ ༻✿༺═══ •••
أ.د. سليمان بن محمد الدبيخي