لم يكن نهراً
كان سلمًا مكسور الآهات
نصعده على دمعتين
فننحدر من حزنه
بلا صوت
السنوات
التي هَملت
حقائب قديمة
نُسيت في محطات بلا حمد
كلما حاولت فتحها
تناثر منها غبار الغربة
ونساء نائمات
في مرايا بعيدة
الأيام
لم تمر
إنما حفرتني ببطء
كالمطر الذي
يشيع صخرة
ليتركها عارية من نفسها
الأحلام
قفزت من النوافذ
قبل أن تستيقظ الغرفة
وظلت تلوح لي
بأكفّ مصنوعة من دخان
أما أنا
فلا أملك إلا وجهًا
جربته جميع المواسم
وأصابع
تبحث عن زرّ أخير
في معطف الوجود
أيّها الضيف الماكر
كنت تمشي وراء ظلي
حاملًا نعشي
مثل آلة موسيقى
وكلما حاولت أن تتلظى
أصدرت لحنًا
جنائزيًا جديدًا
أيّها العمر
يا ظل الكفن المعلق
في خزانةِ الأزلية
كم مرة خدعتني
بأقنعة الصباح؟
كم مرة أوقدت لي قنديل الغروب
ثم أطفأته
بدمعة الغيب؟
- مالك البطلي
  كان سلمًا مكسور الآهات
نصعده على دمعتين
فننحدر من حزنه
بلا صوت
السنوات
التي هَملت
حقائب قديمة
نُسيت في محطات بلا حمد
كلما حاولت فتحها
تناثر منها غبار الغربة
ونساء نائمات
في مرايا بعيدة
الأيام
لم تمر
إنما حفرتني ببطء
كالمطر الذي
يشيع صخرة
ليتركها عارية من نفسها
الأحلام
قفزت من النوافذ
قبل أن تستيقظ الغرفة
وظلت تلوح لي
بأكفّ مصنوعة من دخان
أما أنا
فلا أملك إلا وجهًا
جربته جميع المواسم
وأصابع
تبحث عن زرّ أخير
في معطف الوجود
أيّها الضيف الماكر
كنت تمشي وراء ظلي
حاملًا نعشي
مثل آلة موسيقى
وكلما حاولت أن تتلظى
أصدرت لحنًا
جنائزيًا جديدًا
أيّها العمر
يا ظل الكفن المعلق
في خزانةِ الأزلية
كم مرة خدعتني
بأقنعة الصباح؟
كم مرة أوقدت لي قنديل الغروب
ثم أطفأته
بدمعة الغيب؟
- مالك البطلي
أماه
أين أضع وجهي؟
في جيوب الناعيات
أم تحتَ وسادة
نامت عليها أنهار من بلاد الدموع؟
منذ أن ضاعَ شالك
والخزانة مصابة بداء الونين
كما لو أنّ أم شاكر
تقيمُ بداخلها
كلّ نذر يرمقني
بعين طافية
وكل نخلة
تصرخ في صدري
فأصير في جرحها فسيلًا
أحمل زجاج
الطفولة المتشظّي
الذي نُسي فوق عتبة بيتنا القديم
مُهمشًا في وحدتي
كلّما حاولت
تلميعه
سال دمي من حوافه
أيها الجنوب
يا مستودع الآهات
يا مقبرة جسام ياضنوتي
وبحة انكسرت في حنجرة
داخل حسن
يا من زرعت في الهواء
أعلامًا من البكاء
حتى صارَ الدمع زنجارًا
كيف احتملت هذا الثقل؟
أما قال لكَ النهر
لا أحد ينجو من ملوحة الذكريات؟
في الأزقة
أرى جدّتي
توزّع خرزًا أسود على الأطفال
وتقول
هذا دواء الليل
اشربوه كي لا تروا
وجهي في منام العويل
أنا الغريب
الغريب حتى منّي
الذي يشبه أهله
الغريب الذي
كلّما رجع إلى الدار
وجد الباب بلا مقبض
والصوت بلا حنجرة
وأمّه بلا شال
سوى عصابة مجعّدة
والشيب يخرج عن النص من أطرافها
ها أنا أكتب
بالحطب المعجون من رئتِنا
فتنطفئ القصيدة
قبل أن تصير جمرًا
وأتذكّر
حتى الموتى في المقابر
يحتاجون إلى نافذة صغيرة
يُطلّ منها البكاءُ
على البكاء
أيتها الخيام السرمدية
من صمتكِ تعلّمت الوقوف
لكنني أرتجف
كقربة فارغة
معلّقة في بيت
اسم صاحبِه العبّاس
أنا آخر حارس
لوداعاتٍ محترقة
آخر شاهد
على غياب يتكاثر في غياب
آخرُ صوت
في فوج أخرس
لو كنت شجرًا
لتكأت على جذوري
لكنني ورقة
تسافر في ريح عليلة
وتعود لجمرة
أماه
هنا الجنوب لا يتقاعد عن الحزن
إنه موظّف أبديّ
في مؤسّسة البكاء
يوقّع بالحبر الأسود
على دفاتر الفقد
ثم يضحك
للسماء
لئلّا تنسى أن تمطر
يا ليتني متُّ قبل هذا
وكنتُ نسيًا منسيًا
كي لا أرى
شالكِ الضائع...
- مالك البطلي
  أين أضع وجهي؟
في جيوب الناعيات
أم تحتَ وسادة
نامت عليها أنهار من بلاد الدموع؟
منذ أن ضاعَ شالك
والخزانة مصابة بداء الونين
كما لو أنّ أم شاكر
تقيمُ بداخلها
كلّ نذر يرمقني
بعين طافية
وكل نخلة
تصرخ في صدري
فأصير في جرحها فسيلًا
أحمل زجاج
الطفولة المتشظّي
الذي نُسي فوق عتبة بيتنا القديم
مُهمشًا في وحدتي
كلّما حاولت
تلميعه
سال دمي من حوافه
أيها الجنوب
يا مستودع الآهات
يا مقبرة جسام ياضنوتي
وبحة انكسرت في حنجرة
داخل حسن
يا من زرعت في الهواء
أعلامًا من البكاء
حتى صارَ الدمع زنجارًا
كيف احتملت هذا الثقل؟
أما قال لكَ النهر
لا أحد ينجو من ملوحة الذكريات؟
في الأزقة
أرى جدّتي
توزّع خرزًا أسود على الأطفال
وتقول
هذا دواء الليل
اشربوه كي لا تروا
وجهي في منام العويل
أنا الغريب
الغريب حتى منّي
الذي يشبه أهله
الغريب الذي
كلّما رجع إلى الدار
وجد الباب بلا مقبض
والصوت بلا حنجرة
وأمّه بلا شال
سوى عصابة مجعّدة
والشيب يخرج عن النص من أطرافها
ها أنا أكتب
بالحطب المعجون من رئتِنا
فتنطفئ القصيدة
قبل أن تصير جمرًا
وأتذكّر
حتى الموتى في المقابر
يحتاجون إلى نافذة صغيرة
يُطلّ منها البكاءُ
على البكاء
أيتها الخيام السرمدية
من صمتكِ تعلّمت الوقوف
لكنني أرتجف
كقربة فارغة
معلّقة في بيت
اسم صاحبِه العبّاس
أنا آخر حارس
لوداعاتٍ محترقة
آخر شاهد
على غياب يتكاثر في غياب
آخرُ صوت
في فوج أخرس
لو كنت شجرًا
لتكأت على جذوري
لكنني ورقة
تسافر في ريح عليلة
وتعود لجمرة
أماه
هنا الجنوب لا يتقاعد عن الحزن
إنه موظّف أبديّ
في مؤسّسة البكاء
يوقّع بالحبر الأسود
على دفاتر الفقد
ثم يضحك
للسماء
لئلّا تنسى أن تمطر
يا ليتني متُّ قبل هذا
وكنتُ نسيًا منسيًا
كي لا أرى
شالكِ الضائع...
- مالك البطلي
إلى م م ب 
كيف مررت من بين أصابعي كالماء من بين أصابع الهور ولم يبقَ في كفّي سوى الارتجاف فوق الطين المبتل؟
كيف كنت لي وطنًا ثم غادرت كعابر طريق نسي أن يودّع أنين القصب؟ أكان عليّ أن أعلّقك على صدري شارة
كي لا أنساك في الزحام بين بيوت الطين وصدور الريح؟
كيف لم أفهم أنّك لست امرأة إنما آخر ما تبقّى لي من المعنى آخر ما تبقّى لي من الجنوب..
كيف استطعت أن تكوني كلّ أيامي ثم تُغادريني في رفة آه؟ كيف لم يُمسكني بك حزني وأنا الذي لم يمسك بشيء غيرك، ولا بين جداول الهور، ولا في بحة الأمهات؟
يا قصيدة كنت أتنفّسها كيف انقطع صدري عنك فجأة؟
كيف صار وجودك في ذاكرتي أقسى من غيابك عن يدي؟
أُفتّش عنك في وجوه لا تشبهك
وفي أصوات لا تحمل صداك بين مواويل القصب وليل الثكالى كيف تركتني أتعوّد على غيابك
وأنا لم أتعلّم يوماً إلّا حضورك بين رائحة الطين وحنين الهور.
- مالك البطلي
٧/١٤
  كيف مررت من بين أصابعي كالماء من بين أصابع الهور ولم يبقَ في كفّي سوى الارتجاف فوق الطين المبتل؟
كيف كنت لي وطنًا ثم غادرت كعابر طريق نسي أن يودّع أنين القصب؟ أكان عليّ أن أعلّقك على صدري شارة
كي لا أنساك في الزحام بين بيوت الطين وصدور الريح؟
كيف لم أفهم أنّك لست امرأة إنما آخر ما تبقّى لي من المعنى آخر ما تبقّى لي من الجنوب..
كيف استطعت أن تكوني كلّ أيامي ثم تُغادريني في رفة آه؟ كيف لم يُمسكني بك حزني وأنا الذي لم يمسك بشيء غيرك، ولا بين جداول الهور، ولا في بحة الأمهات؟
يا قصيدة كنت أتنفّسها كيف انقطع صدري عنك فجأة؟
كيف صار وجودك في ذاكرتي أقسى من غيابك عن يدي؟
أُفتّش عنك في وجوه لا تشبهك
وفي أصوات لا تحمل صداك بين مواويل القصب وليل الثكالى كيف تركتني أتعوّد على غيابك
وأنا لم أتعلّم يوماً إلّا حضورك بين رائحة الطين وحنين الهور.
- مالك البطلي
٧/١٤
كنتُ أحمل في جيبي
أجراس طفولة لم تُقرع
وأعلّق على أكتافي
حقائب شمس مكسورة
وأركض بين المرايا
كأني أهرب
من وجهي
إلى وجهي
-مالك البطلي
  أجراس طفولة لم تُقرع
وأعلّق على أكتافي
حقائب شمس مكسورة
وأركض بين المرايا
كأني أهرب
من وجهي
إلى وجهي
-مالك البطلي
  رِئَتِي الْثالِثَة.
Photo
انكسارٌ في مكان لا يرى
لم أكن أعلم حينها أن الطفولة
شظيّة لؤلؤ في قشرة رُمّان رقيقة
تنفجر في يدي
إن لمستها بغير قصد
كنتُ أظن اللعابة
قطعة بلاستيك صغيرة
لكنها كانت
حبل سرّة من نور قديم
يصل بين لوعة وسماء بعيدة
حين كسرتها
سمعت ارتطامًا داخليًا
كأن بئرًا سقطت في بئر أخرى
وانكسر يوسف
في بئر مرايا لا يرى
كلّ هذا الغضب
الذي سكنني
لم يكن سوى طائر أعمى
يخبط بجناحيه على نافذة القلب
ويغرق في زجاجه المكلوم
مثل نجم يختنق في ليل أعمى
منذ تلك اللحظة
أغسل أصابعي بالملح
وأُعلّقها على حبل من ونين صامت
كي لا تجف من دمعها
أراقب ظلّي وهو يتقلّص
يصبح أصغر من ( بنفسج )
وأكثر هشاشة
من لعبتها المكسورة
لم أصرخ
لم أستطع حتى الاعتذار
الندم جاءني متأخرًا
كقطار ضائع في ليل جنوبي
يبحث عن (حمد)
الذي رحل وترك
السكةَ تنوح كأرملة
وما زال صوتها يُغمى عليه
كلما جلس غريب
على مقعدها الفارغ
في الليل
أشمّ رائحة البلاستيك المكسور
المسكور...
كقلبي المسخم
فتصعد منه
أرواح صغيرة
مخاوف
وشامات من طفولة كانت آمنة
كلّ بيت أسكنه الآن
أراه قفصًا من زجاج بارد
والأبوابُ مرايا
تفضح ارتجافة يدي
كلّما حاولت لمسَ الأشياء
أجلسُ أمامها
هي تنام بهدوء
كغابة غُرست أمسَ في قلبي
وأنا أُحدّث نفسي
عن جريمة صغيرة
لكنها حفرت صدري بخنجر من هواء
في الخامسة نواحًا
أكتبُ هذه الدموع
كي لا أعودَ إلى ذلك الحزن أبدًا
كي لا أسمع انكسار لعبتها
في صدري مرةً أخرى
لكنّ الصوتَ يتبعني
كعكاز أعمى
كظل بلا نهاية
كحزن شاعر أدرك متأخرًا
أن كل غضب
هو سكين على جسد الطفولة
أدرك أنّني كسرت جزءًا
من نفسي
ومن نفسها
كسرت جزءًا
من روحها
من ضحكتها
لم يبق سوى صدى الحزن
يمتد في الغرفة…
وآخر كلمة ظلّت ترن في أذني
(بابا ليش؟
مالتي الحلوة ليش كسرتها؟)
10/9/2025
- مالك البطلي
  لم أكن أعلم حينها أن الطفولة
شظيّة لؤلؤ في قشرة رُمّان رقيقة
تنفجر في يدي
إن لمستها بغير قصد
كنتُ أظن اللعابة
قطعة بلاستيك صغيرة
لكنها كانت
حبل سرّة من نور قديم
يصل بين لوعة وسماء بعيدة
حين كسرتها
سمعت ارتطامًا داخليًا
كأن بئرًا سقطت في بئر أخرى
وانكسر يوسف
في بئر مرايا لا يرى
كلّ هذا الغضب
الذي سكنني
لم يكن سوى طائر أعمى
يخبط بجناحيه على نافذة القلب
ويغرق في زجاجه المكلوم
مثل نجم يختنق في ليل أعمى
منذ تلك اللحظة
أغسل أصابعي بالملح
وأُعلّقها على حبل من ونين صامت
كي لا تجف من دمعها
أراقب ظلّي وهو يتقلّص
يصبح أصغر من ( بنفسج )
وأكثر هشاشة
من لعبتها المكسورة
لم أصرخ
لم أستطع حتى الاعتذار
الندم جاءني متأخرًا
كقطار ضائع في ليل جنوبي
يبحث عن (حمد)
الذي رحل وترك
السكةَ تنوح كأرملة
وما زال صوتها يُغمى عليه
كلما جلس غريب
على مقعدها الفارغ
في الليل
أشمّ رائحة البلاستيك المكسور
المسكور...
كقلبي المسخم
فتصعد منه
أرواح صغيرة
مخاوف
وشامات من طفولة كانت آمنة
كلّ بيت أسكنه الآن
أراه قفصًا من زجاج بارد
والأبوابُ مرايا
تفضح ارتجافة يدي
كلّما حاولت لمسَ الأشياء
أجلسُ أمامها
هي تنام بهدوء
كغابة غُرست أمسَ في قلبي
وأنا أُحدّث نفسي
عن جريمة صغيرة
لكنها حفرت صدري بخنجر من هواء
في الخامسة نواحًا
أكتبُ هذه الدموع
كي لا أعودَ إلى ذلك الحزن أبدًا
كي لا أسمع انكسار لعبتها
في صدري مرةً أخرى
لكنّ الصوتَ يتبعني
كعكاز أعمى
كظل بلا نهاية
كحزن شاعر أدرك متأخرًا
أن كل غضب
هو سكين على جسد الطفولة
أدرك أنّني كسرت جزءًا
من نفسي
ومن نفسها
كسرت جزءًا
من روحها
من ضحكتها
لم يبق سوى صدى الحزن
يمتد في الغرفة…
وآخر كلمة ظلّت ترن في أذني
(بابا ليش؟
مالتي الحلوة ليش كسرتها؟)
10/9/2025
- مالك البطلي
الفرح بلا قلب يدور ببرود مثل دولاب فاقد للأمل وأنتَ شرارة تائهة في محيط العدم مهما أشعلتَ من نار ينطفئ رمادك بلا شاهد ليس لك إلا خياران أن تُحول عبثك إلى قصيدة أو إلى حرية شرسة تقاوم بها الفراغ أو أن تُسلم نفسك للتيه وتمشي مطأطأ الرأس حتى يبتلعك الغبار بلا اسم ولا أثر كحلم انكسر في ذاكرة النسيان
- مالك البطلي
  - مالك البطلي
كأن صمت
المدينة يركض بعيدًا عني
وأنا ألوّح
بيدي لأمسك غيابًا لم يأت بعد
-مالك البطلي
  المدينة يركض بعيدًا عني
وأنا ألوّح
بيدي لأمسك غيابًا لم يأت بعد
-مالك البطلي
تركض أقدامي في القصيدة
كما لو أنّها تُفتّش
عن شظايا وجهي
الضائع
هنا
لا أرى سوى ذكرى
تتناثر في مرآة مكسورة
وتتبخر
مثل غيمة منتحرة
في شقوق
الزجاج
تبحث عن اسمي المنسي.
-مالك البطلي
  كما لو أنّها تُفتّش
عن شظايا وجهي
الضائع
هنا
لا أرى سوى ذكرى
تتناثر في مرآة مكسورة
وتتبخر
مثل غيمة منتحرة
في شقوق
الزجاج
تبحث عن اسمي المنسي.
-مالك البطلي
كـخياط أعمى
أُحاول ترقيع ثُقب الليل
لكنّ الإبرة
تسقط دائمًا
في بؤبؤ قلبي
أجمع دموع أصابعي
وأغرسُها
في طين غريب
علّها تنبت دمعة أخرى
من آهات منسيّة
وحدي
أُقايض الرّيح بذكرياتي
أهبها طفولتي
فتُعيد إليَّ قصيدة
مثقوبة بالغياب
وكلّما حاولت
أن أصفِّق بيد واحدة
تذكّرت نصفًا آخر
يسكن في انكسار بعيد
أمشي مائلاً
نحو خزانة العمر
أعلِّق وجهي القديم
وأرتدي وجهًا
يليقُ بهذه المدينة المسخمة
وحين يأتي الصباح
أعلقني
على المشجب
وأهربُ منّي
-مالك البطلي
  أُحاول ترقيع ثُقب الليل
لكنّ الإبرة
تسقط دائمًا
في بؤبؤ قلبي
أجمع دموع أصابعي
وأغرسُها
في طين غريب
علّها تنبت دمعة أخرى
من آهات منسيّة
وحدي
أُقايض الرّيح بذكرياتي
أهبها طفولتي
فتُعيد إليَّ قصيدة
مثقوبة بالغياب
وكلّما حاولت
أن أصفِّق بيد واحدة
تذكّرت نصفًا آخر
يسكن في انكسار بعيد
أمشي مائلاً
نحو خزانة العمر
أعلِّق وجهي القديم
وأرتدي وجهًا
يليقُ بهذه المدينة المسخمة
وحين يأتي الصباح
أعلقني
على المشجب
وأهربُ منّي
-مالك البطلي
Forwarded from مُذكرات منسية 📚
أشعر أن جسدي مجرّد قميص فارغ يتدلّى على شماعة الليل كلّ شيء فيّ يتساقط بلا صوت حتى أنفاسي تبدو لي دخانًا باردًا يتردّد في غرفة لا نوافذ لها أعيش داخل رأسي كما تعيش حشرة في زجاجة مقلوبة أنتِ وحدكِ، تفتحين ثقبًا صغيرًا في هذا الزجاج 
فيدخل منه الضوء والشعر مثل وعد مهتزّ
أكتب لكِ الآن ويدي ترتجف، لا من البرد إنما من ثقل هذا العالم الذي يحفر في صدري نفقًا بلا نهاية أخاف أن أصبح ترابًا قبل أن أراك أن أتلاشى في هواء المدن الرمادية الجنوبية جدًا مثل همسٍ لم يُسمع كلّ كلمة أكتبها لكِ تشبه خشبة نجاة في بحر آهات متعبة خشبة أتشبّث بها بعناد طفل يغرق
لا أعرف أيّ نوع من الحبّ هذا الذي يحوّلني إلى ظلّ لنفسي لكنّي أعرف أنّني إن لم أكتب لك اليوم سأتفتّت مثل زجاج تحت خطوات أحدهم أنتِ ليستِ فقط من تقرئين رسائلي بل من تعيدين تكويني كلّ مرّة كما لو أنّ أصابعكِ ترتّب شظاياي أحيانًا أخاف من هذا القرب كما أخاف من هذا البعد وكأنّي لا أستطيع التنفّس إلا على حافة الاختناق.
- مالك البطلي
  فيدخل منه الضوء والشعر مثل وعد مهتزّ
أكتب لكِ الآن ويدي ترتجف، لا من البرد إنما من ثقل هذا العالم الذي يحفر في صدري نفقًا بلا نهاية أخاف أن أصبح ترابًا قبل أن أراك أن أتلاشى في هواء المدن الرمادية الجنوبية جدًا مثل همسٍ لم يُسمع كلّ كلمة أكتبها لكِ تشبه خشبة نجاة في بحر آهات متعبة خشبة أتشبّث بها بعناد طفل يغرق
لا أعرف أيّ نوع من الحبّ هذا الذي يحوّلني إلى ظلّ لنفسي لكنّي أعرف أنّني إن لم أكتب لك اليوم سأتفتّت مثل زجاج تحت خطوات أحدهم أنتِ ليستِ فقط من تقرئين رسائلي بل من تعيدين تكويني كلّ مرّة كما لو أنّ أصابعكِ ترتّب شظاياي أحيانًا أخاف من هذا القرب كما أخاف من هذا البعد وكأنّي لا أستطيع التنفّس إلا على حافة الاختناق.
- مالك البطلي
Forwarded from مُذكرات منسية 📚
  مُذكرات منسية 📚
Photo
يا سيّد الشجن
أسألك من يهتمّ الآن بملح قصائدك
وبتجاعيد عينيك
وأنت في آخر المنافي؟
أيار 21 / 2020
العراق _ خانقين
في الساعة 12:36 من يوم الجمعة 20 مايو 2022
رحلت عنا
وأغمضت عينيك في مشفى الجامعة بالشارقة بعد صراع مرير يحن إلى كل الأشياء.
قبل قليل طلبت من صديقي أن يصنع لي صورة تجمعني بك من برنامج رقمي
كأني أحاول أن أستعيدك من شاشة
وأنت ملتصق بي حدّ الثمالة
ها أنا أعود الآن عند الساعة الواحدة صباحًا إلى شهقة ما زالت عالقة في حنجرتي أدور في بداية الشتاء
مثل دولاب الموت وأيلول يعيد إلي بدايات كنت أستقبلها بشظايا قصائدك
التي كانت تقطر حزنًا من بؤبؤ ملحها
أمّا الآن فلا بداية إلّا قصائد تشبه حزن أسواق العراق قصائد تركتها لنا علّة ووَجَعًا
هل ذهبتَ إلى الموت بلا وداع؟
أيّها القديس، يا رفيق الليالي المظلمة وبحة غربتي كنتَ نديمًا عظيمًا
لجرح تعفّن من شدة الشعر
قل لي أما يزال الحنين ينهشك
وأنت تحتضن تراب العراق
وتملأ العمر الفارغ بليل البنفسج؟
أما زلت تبكي ويأخذك قارب التعب
لخذني يا بحر؟
هل تذوب هناك في ريحان القصائد
وتثمل في حانتك الحزينة؟
هل لديك رغبة أخرى
بين البلبل والبستان؟هل تدخّن بين المتاهات هناك وتغفر للدهور على إساءاتها؟
أكتب الآن بقلب فحطان وأتمنى أن أمد القلب بالقرب من قبرك زقاق
لكنّ التعب يثقلني فلا أكمل رسالتي
ومع ذلك نم هنيئًا
فأنت بعيد عن هذا الضجيج
ولدتَ بلا شروط
وكبرتَ بلا شروط
وعشتَ بلا شروط
ومتَ بلا شروط
وأنت الآن بقرب حبيبك
لأنّك قلتها مرة:
(مع علي… بلا شروط)
- مالك البطلي
  أسألك من يهتمّ الآن بملح قصائدك
وبتجاعيد عينيك
وأنت في آخر المنافي؟
أيار 21 / 2020
العراق _ خانقين
في الساعة 12:36 من يوم الجمعة 20 مايو 2022
رحلت عنا
وأغمضت عينيك في مشفى الجامعة بالشارقة بعد صراع مرير يحن إلى كل الأشياء.
قبل قليل طلبت من صديقي أن يصنع لي صورة تجمعني بك من برنامج رقمي
كأني أحاول أن أستعيدك من شاشة
وأنت ملتصق بي حدّ الثمالة
ها أنا أعود الآن عند الساعة الواحدة صباحًا إلى شهقة ما زالت عالقة في حنجرتي أدور في بداية الشتاء
مثل دولاب الموت وأيلول يعيد إلي بدايات كنت أستقبلها بشظايا قصائدك
التي كانت تقطر حزنًا من بؤبؤ ملحها
أمّا الآن فلا بداية إلّا قصائد تشبه حزن أسواق العراق قصائد تركتها لنا علّة ووَجَعًا
هل ذهبتَ إلى الموت بلا وداع؟
أيّها القديس، يا رفيق الليالي المظلمة وبحة غربتي كنتَ نديمًا عظيمًا
لجرح تعفّن من شدة الشعر
قل لي أما يزال الحنين ينهشك
وأنت تحتضن تراب العراق
وتملأ العمر الفارغ بليل البنفسج؟
أما زلت تبكي ويأخذك قارب التعب
لخذني يا بحر؟
هل تذوب هناك في ريحان القصائد
وتثمل في حانتك الحزينة؟
هل لديك رغبة أخرى
بين البلبل والبستان؟هل تدخّن بين المتاهات هناك وتغفر للدهور على إساءاتها؟
أكتب الآن بقلب فحطان وأتمنى أن أمد القلب بالقرب من قبرك زقاق
لكنّ التعب يثقلني فلا أكمل رسالتي
ومع ذلك نم هنيئًا
فأنت بعيد عن هذا الضجيج
ولدتَ بلا شروط
وكبرتَ بلا شروط
وعشتَ بلا شروط
ومتَ بلا شروط
وأنت الآن بقرب حبيبك
لأنّك قلتها مرة:
(مع علي… بلا شروط)
- مالك البطلي
بينما كانَ الجميع
يُصفِّقُون
ويُصفِّقُون
نسوا
كفَّيَّ الشَّاعر مبتورتَين
مالِك البُطلي
  يُصفِّقُون
ويُصفِّقُون
نسوا
كفَّيَّ الشَّاعر مبتورتَين
مالِك البُطلي
10/14
وهأنذا يسير العُمر سريعًا وبِلا رفة جفن
ومازال
إلى الآن يصرخ :
ثگلن أهدومي من المراسيل
وإلى الآن:
عندما نلتقي سوفَ نبكي من خلالِ إصابعنا
وإلى الآن:
ألهثُ واقفًا
وراء سنواتي التي سرقتها القصائد
وإلى الآن يصرخ:
تعبني باچر مادري إشضام
وإلى الآن:
مازال قلبي ينوح على بحيرة
حمرين
مثل
سمكة تتلظى بمقلاة الحزن ..
وإلى الآن يصرخ:
فرفح دِليلي بنص الغروب
وإلى الآن:
منذ آخرِ وداعٍ
ما زالَ البردُ
يبحَثُ عَن مِعْطَف
وإلى الآن يصرخ:
حِزن الشِته يرّادله متون
وإلى الآن يصرخ:
كُلّما
كتبت عَن الخيل
أجعلها بِلا أقدام .؟
خوفًا على القصيدة التي أدس في ملامحها جسد الحُسين
وإلى الآن:
مازلت على العهد معكَ
وكلّ عام وأنا (أبچي عليك)
والمسافاتُ البعيدة تُقصر العُمر ..!
- مالك البطلي
وهأنذا يسير العُمر سريعًا وبِلا رفة جفن
ومازال
إلى الآن يصرخ :
ثگلن أهدومي من المراسيل
وإلى الآن:
عندما نلتقي سوفَ نبكي من خلالِ إصابعنا
وإلى الآن:
ألهثُ واقفًا
وراء سنواتي التي سرقتها القصائد
وإلى الآن يصرخ:
تعبني باچر مادري إشضام
وإلى الآن:
مازال قلبي ينوح على بحيرة
حمرين
مثل
سمكة تتلظى بمقلاة الحزن ..
وإلى الآن يصرخ:
فرفح دِليلي بنص الغروب
وإلى الآن:
منذ آخرِ وداعٍ
ما زالَ البردُ
يبحَثُ عَن مِعْطَف
وإلى الآن يصرخ:
حِزن الشِته يرّادله متون
وإلى الآن يصرخ:
كُلّما
كتبت عَن الخيل
أجعلها بِلا أقدام .؟
خوفًا على القصيدة التي أدس في ملامحها جسد الحُسين
وإلى الآن:
مازلت على العهد معكَ
وكلّ عام وأنا (أبچي عليك)
والمسافاتُ البعيدة تُقصر العُمر ..!
- مالك البطلي
كأنك صلاة
ضاعت من فم المؤذن
أبحث عنك
في خرائط الله
فأجد قلبي
ينزف بدل القبلة
-مالك البطلي
  ضاعت من فم المؤذن
أبحث عنك
في خرائط الله
فأجد قلبي
ينزف بدل القبلة
-مالك البطلي
