صدق المسيري حين قال: "إن العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة، بل الفصل بين الحياة، وبين المرجعية الأخلاقية المبدئية..

ففي العلمانية.. لا مجالَ للحديث عن الخيرِ والشر في "السياسة"، ولا حسابَ سوى الربح والخسارة في "الاقتصاد"، ولا وجود للفضائل والأخلاقيات، في العلاقات المجتمعية..
مجرد المصلحة المادية الآنية.

وما أصدق تلك العبارة في هذه الصورة:
"طيران الامارات يعلن في اسرائيل عن خدماته للصهاينة ليحملهم إلى حيث يريدون.. وبأفضل الأسعار"

ففي الوقت الذي ترتكب اسرائيل بتأييد من شعبها، المجزرة تلو الأخرى في فلسطين، وتقصف لبنانَ واليمن وسوريا.. وتتآمر على المسلمين..

وفي الوقت الذي تفرِّ شركات الطيران الغربية من تل ابيت خوفاً من البأس اليمني..

يكون الاستفادة من "الفرصة" ذكاءً!..

أما العمل وفق المبادئ، و"المقاطعة الاقتصادية" فتلك -عند النموذج العلماني- غباءٌ محض.. ما دام أن الاستفادة من الفرصة تزيد في التقدم المادي وتزيد في أرقام ميزانيات الاقتصاد.. ولو تكون على حساب شلالٍ من دماءِ الأبرياء"

هذا هو النموذج، في أوجِ نجاحه، لكن "بلا رتوش"!

#تأملات

من سماتِ هذا العصر، الانحرافات التي ظهرت وشاعت في أهل الهوى ممن يسكن غربَ هذه الكرة الترابية، وأشيعت منهم إلى بقاع العالم.. انحرافاتٌ في السلوك بعيدة عن الفطرة البشرية في المأكل والمشرب وفي شهواتٍ منحرفة.

ومن أغرب صورة النقاش، أن يبرِّر هؤلاء انحرافهم بوجودها في بعض البهائم.. فيقولون مثلاً أنهم وجدوا بعض القردة وفيهم ميلٌ الى نفسِ جنسهم دون الجنس المقابل، ليقولوا ان هذه الشهوة الفاسدة أمر طبيعي لابد أن تقنن وتشرَّع وتحمى بالقانون.

ومع سخافة هذه الحجة، إذ أنَّها مناقضة بوجودِ انحرافاتٍ كثيرة عند البهائم.. فبعضها تأكل صِغارها، وأخرى تأكلها روثها، وغيرها التي عرفت بالمكر والحيلة او الفتك والخيانة.. وكلها صفاتٌ مذمومة قبيحة عند البشر.. فهل يجب تشريعها أيضا لأنها موجودة في الطبيعة؟! فهل يجب تقنين الاعتداء والبغي والتعدّي لمجرد أن الذئب يعتدي على الغنم؟!

مع ذلك، إلا أن أصل القياس فاسدٌ جدا.. اذ كيف يجعل الإنسان الذي شرَّفه الله بالعقل، وميَّزه بالارادة، أن يعيِّن له (القرد) أو (الخنزير) أو (الخنفساء).. الصحيحَ من الخاطئ، وما هو طبيعي مما هو شاذُ منحرف؟!

وشتّان بين خطابين:
خطابٌ يجعل (الله) و(صفاته الحسنى) هي المثل الأعلى التي ينبغي الاقتداء بها، حتى نقل عنهم عليهم السلام قولهم (تخلَّقوا بأخلاقِ الله) .. فيريد بالإنسان أن يتجاوز ضعفه وشهوته وهواه ليتكامل.
وبين خطابِ :
يطلب من الإنسان أن يتسافل فيصير قدوته في الحياة كلباً أو دودة..مبرِّراً له كل انحراف., ولسان حالهم (تخلَّقوا بأخلاق البهائم)!

وما أروع ما بيَّنه أمير المؤمنين عليه السلام في حكمته الخالدة:
"يا عَجباً للناسِ، كيف مكَّنهم اللهُ من الإقتداءِ به، فَيَدعون ذلِكَ إلى الإقتداءِ بالبَهائِم" ؟
شرح نهج البلاغة، ج20 ص 332، ح804

هذه الليلة باذن الله

الدرس الثالث من دروس (حكم الحياة)
شرح حكم الإمام امير المؤمنين (ع)

كربلاء المقدسة - حي السلام - قرب مدارس الوارث- جامع الإمام الحسن المجتبى (ع)

لكل أمَّةٍ آفة، وآفَةُ هذه الأمة بني أمية
هكذا عبَّر أميرُ المؤمنين (ع) عن خطرِ فئة فاسدة ضالّة سيطرت على قرار الأمة السياسي.. فهي آفة تلك الأمة.. في ذلك الزمان.
وذهب بنو أمية وذهبت سلطتهم..
فصار في فترةٍ أخرى، .. "وآفة هذه الأمة بني العباس" ..

وراح بنو عباس.. وصار في كل زمانٍ طواغيت الأمة آفة تنخر جسدها..
ولعمري ما أوضح ذلك في زماننا؟!

إذ نرى كيف أصبح الحكّام الظلمة، والوزراء الفسقة.. وبنو فلانٍ وفلان.. آفات تنخر هذه الأمة..
فيهدرون دماءَ المسلمين.. ويوزِّعون أموال المسلمين وثرواتهم على اعدائهم.. ويتآمرون مع الأعداء ضدَّ المسلمين..
وكلما تقدَّمت الأمة خطوة، كانوا هم وسيلة ارجاعها..

وكما أنَّ الشجرة لا تنمو إذا دبَّت فيها الآفات.. كذلك الأمة لا تنهض إلا اذا عزمت على التخلُّص من آفتها.
#تأملات

العلاقات الإجتماعية من أكثر الأمور تعقيداً عند الإنسان، فالبشر مختلفون، والحوائج كثيرة، والطباع متعددة.. وأي افراطٍ أو تفريط، أو التشخيص الخاطئ يؤدي الى اضرار بعيدة، وربَّ أكلةٍ تمنع أكلاتٍ.. فكيف يتعامل فيه الانسان؟

يتحدَّث أميرُ المؤمنين عليه السلام عن صفتين لابد أن يربّيهما الإنسان في داخله، لزياده نجاحه في علاقاته.

لكن:
▪️ ما هي صفة "الاحتمال" وما هي آثارها؟
▪️دور (الاحتمال) في العلاقات الشخصية
▪️دور (الاحتمال) في العلاقات العملية
▪️خطوات عملية لبناء الاحتمال
▪️الشروط التطبيقية والاستثناءات

دروسٌ من حكم أمير المؤمنين (ع) – الدرس الثاني
#حكم_للحياة

الليلة بإذن الله

"الأطفال في #غزة يموتون من الجوع واحداً تلو آخر!"

هكذا عبّر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة وباختصارٍ كبير عن فداحة الجريمة التي تُرتكب بمرأى من العالم كلّه في عصر "الإنسانية" و "الحضارة" و "التقدّم"❗️

تعساً لإنسانية من يغض الطرف عما يجري هناك..
بؤساً لحضارةٍ اسّست لقتل مئات الالاف من الابرياء ..
ترحاً لتقّدمٍ تسبب في إعادة غزّة وأهلها الى عهد المجاعات والاوبئة!

قال إمامنا محمد بن عليّ، التقيّ الجواد (عليه السلام): توسّد الصبر، واعتنق الفقر. وارفض الشهوات. وخالف الهوى. واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون.
تحف العقول، ص455

اعظم الله اجوركم باستشهادِ الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام

«أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يتنحّى، حيث لا يراه أنيس، فيشرف الله عليه وهو راكع أو ساجد..
إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس يا ويله، أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيتُ».
الإمام الصادق (ع)

في قبال الخطاب الذي يهوّن من أهمية الصلاة، ويجعل الدينَ معاملةً، ويجعل الله لا ينظر إلى الأفعال بل إلى القلوب، فتختفي الدعوات الى الصلاة حتى في الخطاب الديني .. في قبال ذلك نجد التأكيد والتكرار في التأكيد على الصلاة، على أنَّها عمود الدين، والتأكيد على حفظ اوقاتها، وحدودها.. والإكثار منها، لا الواجب فقط، بل المندوب المستحب..

نعم.. صحيح أن الصلاة ليست كل الدين، هذا لا نقاش فيه.. ولكن أيضاً مما لا نقاش فيه - والذي يحاول أن يتغافل عنه-: لا دينَ من دون صلاة..
وتبقى الصلاة - كما وصفها النبي المصطفى (ص): قُربانُ كُلِّ تقي.. فإذا كان المطلوبِ من ابني آدم أن يقرِّبا خيرَ من عندهما تقرُّباً من الله، فقد جُعل قُربانُ المؤمن الى ربِّه صلاته..
وهي - كما وصفها النبي المصطفى (ص): َ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَ مَنْ شَاءَ أَكْثَر!
#تأملات

لكل شيءٍ آفَةٌ من جنسه.. بل لكل شيءٍ آفات: من جنسه، ومن غير جنسه!

لا يمكن للإنسان أن يحوز أيَّ فضيلةٍ، أو فائدة، دون أن يتعرف على آفاتها، ويواجهها، ويكافحها.. وإلا قضت عليها.
فللعلم آفة.. وللقدرة آفة، وللجاه آفة..

وفي قبال كل آفة، هناك منهجية إلهية في مواجهتها، أي في تطهير الشيء من آفاته ليساعد على بقائه بل نموه.

ما هي آفة العلم الأساسية؟ وما هي الاستراتيجية الأساسية في مكافحتها؟

آفة القدرة مثالا

لكل أمة آفة، فما هي آفة هذه الأمة؟

تأملات في حكم أمير المؤمنين عليه السلام، حكمٌ للحياة، الدرس الثالث
كربلاء المقدسة

"الأماني تُعمي عيون البصائر" أميرُ المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
سلسلة دروس، تأملات في حكم أمير المؤمنين (ع)، الدرس الرابع: بين الأماني الفارغة، والأهداف العالية
الليلة باذن الله