إنّ مُناجاة الأسحار تُغالب الأقدار.

لا تنسونا من دعائكم.

‏صلاة الفجر تجدّد الإيمان، وتُحيي القلوب، وتشرح الصّدور، وتملأ النّفس بالسرور، ويُثقِل اللّٰه بها الموازين ويُعظّم الأُجور.

ولا يُصلّيها إلا مَن أَحبّه اللّٰه وأحبّ لقاءه.

صباح الخير، تذكرةً لي ولكم..

نحن مأمورون بالسعي، غير مسؤولين عن النتيجة؛ ندرس ونفعل ما فُرض علينا، وما يسفر بعد ذلك من نتائج، فذا قضاء الله وقدره، والله لا يقدّر إلا كُلّ خير؛ فلا نهلك أنفسنا تأنيبًا ما دُمنا أمام الله ثم أنفسنا لم نُقصّر.

وانت مسحول في الدنيا، متنساش إنها مجرد مرحلة وممكن تنتهي في أي لحظة، متكبرش الدنيا أوي في قلبك وركز في الهدف.

النبي ﷺ قال : "ما لي وما للدُّنيا، ما أنا في الدُّنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راحَ وتَرَكَها".

_م. أحمد عامر.

يا من لا يشغله شأنٌ عن شأن، ولا سمعٌ عن سمع، ولا تشتبهُ عليهِ الأصوات، يا منّ لا تختلط عنده المسائل، ولا تختلفُ عليهِ اللُغات، يا منّ لا يبرمهُ إلحاح الملحين، ولا تضجره مسألة السَّائلين..

أذِقنا بردَ عفوكَ وحلاوة مُناجاتك!

_‏ماذا يفعل اللّٰه بمن يصلي قيام الليل؟

=‏في جوف الليل يوزّع اللّٰه عطاياه ويقسم خزائن فضله، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة ولا نوَّر اللّٰه قلبًا بحكمة إلاّ بحظٍ من قيام الليل.

‏والسر في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذّات الدنيا وراحة البدن ليتعبّد للّٰه فيعوضه اللّٰه تعالى خيرًا مما فقد، وذلك يشمل نعمة الدّين وكذلك نعمة الدنيا ولهذا قال ابن القيم: "وأربعة تجلب الرزق:قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره".

‏وقال أيضًا :"وكذلك قيام الليل، من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن والروح والقلب".

في هذا الوقت تحديدًا من الفجر، كل نسمة هواء
أشعر فيها بشيءٍ غريبٍ من الراحة والسكينة، أودّ لو أن أعيش للأبد علىٰ هذا الحال و هذا الشعور الطيّب،

لذلك دون مبالغة، كل يوم أنتظر هذا التوقيت تحديدًا من الفجر حتى يؤنسني قرآن الفجر وهدوءه وسكينته.

صباحُ الخَير يا صُحبة.

عاهد اللّٰه في بداية يومك أن تجبر تقصير الأمس!

إن قصرت في وردك أمس ؛ فأتمه اليوم.

وإن قصرت في ذكر اللّٰه ؛ فزد في ذكره اليوم.

وإن أسرعت في الصلاة؛ فأتمها اليوم بخشوع.

كل يوم تستيقظ فيه هو فرصة جديدة لتُصلح ما بينك وبين اللّٰه-عز وجل-

فاغتنِم العُمر قبل أن يفنَى!

سَتُدرك..

أنّ أغلب الأوقات التي راجعت فيها نفسك، وحاولت قراءة قلبك، وفهم دوافعك، وضبط خطوتك، وتركيز غايتك، وإقالة عثرتك، وتخفيف ألمك، وإتمام مهمّتك= هي أوقات مثمرة، مهما بدىٰ لك غُربتها وقسوتها، مهما كنت وحيدًا فيها، فقلبُك حَيّ، شعورُك صادق، دمعتك دافئة، والله لن تخذلك المحاولة، وكُلّ دقيقةٍ أعَدتَ فيها تشكيل دواخلك، فاهدأ.

أبشِر يا صاحب الألم، لا ندم، يعلَمُ الله تلك التّفاصيل، كُلّ كلمةٍ ما كتبتها، ودعوةٍ ما تركتها، وخطوةٍ ما أخذتها، وفكرةٍ ما أنجزتها، ومكانةٍ ما وصلتها، وحياةٍ ما عشتها، تلك الأشياء المبتورة، والمحاولات المنثورة، والخطوات المنفردة، يعلمها الله، أكمِل ما بدأت، أنجز ما خَطَوت، ثِقّ أنّ جُهد الصّادق لا يخيب، وكن بخيرٍ ما دامَ النَّفَس.

أ. قُصيّ عاصم.

إيّاك تبعد عن قيام الليل، قيام الليل هو مفتاح البداية.

-د. أحمد عبد المنعم.

ولتعلموا فضل صلاة الفجر:

فجعلها الله خير من النوم، وجعل ركعتيها خيرًا من الدنيا وما فيها، ومن اسباب رؤيته عز وجل في الجنة، وتجعلك في ذمته لا يُصيبك مكروه بعد أدائها.

فلا تُثقل صلاة الفجر إلا على المنافقين.

الإنسان ضعيف في تدبيره، غير مُوفّق في إدراك جهله، الهوى دليله، يؤمّل في نفسه الخير، وهي أصل كل نقص، غير مدرك أنه مهما اتسعت قوته فإنه ليس بالغًا شيئًا إلا بقدر الله وقوته؛ ومن كان بالله أعرف، كان منه أخوف.

‏فمتى أكثر العبد اللجوء إلى الله، أورثه ذلك راحة قلبه في كلِّ أحواله، فيبقى الله عز وجلّ ملجأه وملاذه وقِبلة قلبه، ومهربَه عند النوازل والبلايا.

‏يا بني..

التعاسة ليست قَدَرًا، يمكنك تجاوز الأحوال بالصبر الجميل، أو تغييرها بالإرادة والعزم!

"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
فإن كان لك مخرجًا أو متسعًا واستمرأت التعاسة فقد اخترت، وستُسأل عن اختيارك.

-د.هبة رؤوف عزت.

له الحمدُ، الذي كلّما مسّتني الوحشةُ اعتكزتُ على وجودِه فسكَنَتْ روحي،
واتّكلتُ على خِيَرَةِ أقدارِه، فلا خافتِ الروحُ، ولا استوحشَ القلب، له الحمدُ، الذي إن ضاقَ الطريقُ، كان هو السَّعة، وإن تاهتِ النفسُ، كان هو الدليل، كلّما ابتغيتُ مقرًّا للطمأنينة، قصدتُه، فوجدتُ عنده فوقَ ما أردتُ، وأعظمَ ممّا دعوت، فله الحمدُ في الرضا والبلاء، في الغيبِ والحضور، له الحمدُ على وجودِه الذي لا يغيب، وعلى رحمته التي لا تنقطع.

‏عندما تُدرك أن قيام الليل اصطفاءٌ يُوفق الله له من يشاء من عباده؛ لن تتركه ليلة واحدة، فرُبَّ ركعةٍ في ظلام الليل أحيت قلبًا، وغفرت ذنبًا، وسترت عيبًا، ورفعت مقام صاحبها في علِّيّين.

صلاة الوتر خيرُ ختامٍ ليومنا.

﴿إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾

أي أن صلاة الفجر يحضرها ملائكة الليل والنهار.

أصبحنا بفضلك الذي لا ينقطع آملين أن تُفتح النوافذ في قلوبنا ليدخل نورك الذي أشرقت له الظلمات.

أصبحنا بلطفك الظاهر والخفي نرجوك أن تهدي حيرتنا للطريق الذي نسعد فيه، وأن يتكلل عناء الرحلة بالوصول.

ما زلتُ أحاول أن أقف ، وإن لم أستطع جررتُ نفسي وأكملتُ المسير ، ما زلتُ أردد عند كل فقدٍ ، وقلبي يعتصر ، كلماتِ النبي -ﷺ- : " ما أصابك لم يكن ليُخطِئك ، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك " ، لعلّ يا رب ، قلبي يهدأ ولو لثوانٍ معدودة .

ـ مريم زهران .

سلِّم سمعي مِن كُلِّ كلمةٍ تُؤذيه، وسلِّم قلبي مِن أي شعورٍ يُرهقُه.

يا ربّ!

‏أكثر ما يحرص عليه الشيطان -أثناء دعائك وتضرعك- أن يشوّش على قلبك، وأن يقنّطك من الاستجابة، وأن يصوّر لك أن دعاءك كصوتٍ تائه في صحراء بائدة لا يُسمع ولا يُرفع.

ولذلك أخبرنا ربنا في كتابه بكلمة جميلة تَصرفُ عنّا نزغَ الشيطان وتطيش بهَمْزه ونفثه؛ قال ربنا: فإنّي قريب.

د. أحمد عبدالمنعم.

قيام الليل أثابكم الله، لا تغفلوا عنّا في دعواتكم.