Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★"مهم جداً"★*
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله.
الله سبحانه وتعالى يصف كتابه الكريم بأنه آيات {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} (يونس: 1) تكررت هذه الكلمة كثيراً في القرآن الكريم تصف القرآن الكريم بأنـه آيات، الآيات معناها: أعلام، معالم، حقائق. كل ما في القرآن الكريم هو حقائق لا شك فيها {لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: 2) لا مرية فيها أبداً.
في تلك الآيات قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة: 120) هذه آية، أي هذه حقيقة لا تتخلف {لَنْ تَرْضَى عَنْكَ} بـ[لن] النافية، لن يرضوا عنك أبداً مهما عملت لهم، مهمـا قدمـت لهم، مهما أظهرت من حسن نوايا معهم، مهما أظهرت من تعاون معهم، إنهم لن يرضوا عنك أبداً.
ولن ترضى عنك اليهود، ولن ترضى عنك أيضاً النصـارى حتـى تتبـع ملتهـم، فتكـون كواحـد منهـم صريحـاً، تتبـع ملتهـم، وهم لن يعترفوا بك أنك قد أصبحت متبعاً لملتهم إلا بعد أن يتأكدوا منك أنك قد تخليت عما أنت عليه، عن ملتك التي أنت عليها، وعن أمتك التي أنت منها.
اليهودي هنا في اليمن يرى أن أمته التي هو مرتبط بها هم أولئك اليهود المنتشرون في أقطار الدنيا، نفسه مشدودة إلى إسرائيل وإن كان هنا في اليمن، ولد في اليمن، ونشأ في اليمن، ويتحدث بلغة اليمنيين، وله صداقات مع بعضهم، لكنه يرى أنه مرتبط بأولئك، هؤلاء ليسوا هم أهل ملته وبالتالي فليسوا هم الأمة التي يعتبر نفسه واحداً منها.
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} معناها أيضاً - فيما نفهم - أنه أيضاً هم لن يقبلوا منك إلا أن تتخلى عن ملتك التي أنت عليها، وعن أمتك التي أنت منها. هذه حقيقة.
آيات الله حقائق، وفي نفس الوقت سيأتي الواقع يكشفها، فيقول في آية أخرى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
سنريهم آياتنا سواء أكانت آيات جديدة، أو شواهد على آياته، شواهد تكون هي مصاديق لما نطقت به آياته داخل كتابه الكريم. {فِي الْآفَاقِ} في آفاق الدنيا، في أقطار السماوات والأرض {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّـهُ الْحَـقُّ} يتبين هو، يظهر، تظهر الحقائق بشكل تفرض نفسها على كل من يعاند، حقائق تتجلى للناس الفاهمين، وتفرض نفسها أيضاً حتى على المعاندين فيقطعون بأن تلك الآيات هي الحق، ويقطعون أن هذا الكتاب الكريم هو الحق، ويقطعون بأن هذا الدين هو الحق، ويقطعون بأن كل ما أخبر الله عنه هو حق.
مع الزمن سنريهم آياتنا مع الزمن في الآفاق وفي أنفسهم، الكثير من المتغيرات تحدث على يد الإنسان نفسه، فتبرز الشواهد. نحن قلنا في دروس سابقة أنه ما من شيء إلا ويحدث فينا ما يشهد له، ما من شيء من الأشياء التي هي آيات من آيات الله، أمر من دين الله، ونحن لا نكاد نصدق به، أو نحن نستبعده، أو قد نرفضه، هناك في واقعنا وفي ممارساتنا، وفي تصرفاتنا ما يشهد بأنه الحق.
لكن المشكلة عندمـا يكـون الإنسـان فـي هـذه الدنيا يعيش عمراً طويلاً سنة بعد سنة، وفي السنة الواحدة كم تحدث من متغيرات، كم تحصل من أشياء، من أحداث تشهد بصدق ما أخبر الله به، تشهد بالحقائق التي داخل كتاب الله الكريم، ولكن لا يلتفت الإنسان إليهـا، لا يلتفـت إليهـا، يكـون فـي واقعـه معـرضاً، والإنسان الذي يضع لنفسه برنامجاً معيناً في هذه الدنيا يأخذ عليه كل ذهنه، وكل اهتمامه، لن يبصر الأشياء الأخرى بالشكل الذي يفيده فيزيده بصيرة، ويزيده معرفة، ويزيده هدى ونور.
فيما أتصور هكذا حياتنا، كل واحد منا يضع لنفسه برنامجاً معيناً مرتبط بأمور معيشته، إما أنه قد قرر أن يشتغـل فـي التجارة، فهو يفكر في الدكان، ويفكر في البضاعة مـن أيـن يأخذهـا، وهكـذا ذهنه معظمه يتجه إلى هذا الجانب. أو يفكر في أن يبيع ويشتري في [القات] مثلاً ليله ونهاره تفكيره حول موضوع القات، أو يفكر في الزراعة.
وهذا في الواقع هو ظلم للنفس، ظلم للنفس؛ لأن الله سبحانـه وتعالـى وهبنـا مـدارك واسعـة، وهـب الإنسان قدرة على أن يستوعب إدراكه وذهنه الأشياء الكثيرة من حوله، فيمكنه أن ينشغل في التجارة، يعمل في التجـارة، أو فـي الزراعـة، وفي نفس الوقت لا يـزال في ذهنه، لا يزال في مداركه سعة، لا يزال هنـاك مجـال واسـع جـداً لأن يدخـل الأشياء الأخرى ويهتم بها ويدركها ويتأمل فيها.
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★"مهم جداً"★*
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله.
الله سبحانه وتعالى يصف كتابه الكريم بأنه آيات {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} (يونس: 1) تكررت هذه الكلمة كثيراً في القرآن الكريم تصف القرآن الكريم بأنـه آيات، الآيات معناها: أعلام، معالم، حقائق. كل ما في القرآن الكريم هو حقائق لا شك فيها {لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: 2) لا مرية فيها أبداً.
في تلك الآيات قول الله سبحانه وتعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة: 120) هذه آية، أي هذه حقيقة لا تتخلف {لَنْ تَرْضَى عَنْكَ} بـ[لن] النافية، لن يرضوا عنك أبداً مهما عملت لهم، مهمـا قدمـت لهم، مهما أظهرت من حسن نوايا معهم، مهما أظهرت من تعاون معهم، إنهم لن يرضوا عنك أبداً.
ولن ترضى عنك اليهود، ولن ترضى عنك أيضاً النصـارى حتـى تتبـع ملتهـم، فتكـون كواحـد منهـم صريحـاً، تتبـع ملتهـم، وهم لن يعترفوا بك أنك قد أصبحت متبعاً لملتهم إلا بعد أن يتأكدوا منك أنك قد تخليت عما أنت عليه، عن ملتك التي أنت عليها، وعن أمتك التي أنت منها.
اليهودي هنا في اليمن يرى أن أمته التي هو مرتبط بها هم أولئك اليهود المنتشرون في أقطار الدنيا، نفسه مشدودة إلى إسرائيل وإن كان هنا في اليمن، ولد في اليمن، ونشأ في اليمن، ويتحدث بلغة اليمنيين، وله صداقات مع بعضهم، لكنه يرى أنه مرتبط بأولئك، هؤلاء ليسوا هم أهل ملته وبالتالي فليسوا هم الأمة التي يعتبر نفسه واحداً منها.
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} معناها أيضاً - فيما نفهم - أنه أيضاً هم لن يقبلوا منك إلا أن تتخلى عن ملتك التي أنت عليها، وعن أمتك التي أنت منها. هذه حقيقة.
آيات الله حقائق، وفي نفس الوقت سيأتي الواقع يكشفها، فيقول في آية أخرى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
سنريهم آياتنا سواء أكانت آيات جديدة، أو شواهد على آياته، شواهد تكون هي مصاديق لما نطقت به آياته داخل كتابه الكريم. {فِي الْآفَاقِ} في آفاق الدنيا، في أقطار السماوات والأرض {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّـهُ الْحَـقُّ} يتبين هو، يظهر، تظهر الحقائق بشكل تفرض نفسها على كل من يعاند، حقائق تتجلى للناس الفاهمين، وتفرض نفسها أيضاً حتى على المعاندين فيقطعون بأن تلك الآيات هي الحق، ويقطعون أن هذا الكتاب الكريم هو الحق، ويقطعون بأن هذا الدين هو الحق، ويقطعون بأن كل ما أخبر الله عنه هو حق.
مع الزمن سنريهم آياتنا مع الزمن في الآفاق وفي أنفسهم، الكثير من المتغيرات تحدث على يد الإنسان نفسه، فتبرز الشواهد. نحن قلنا في دروس سابقة أنه ما من شيء إلا ويحدث فينا ما يشهد له، ما من شيء من الأشياء التي هي آيات من آيات الله، أمر من دين الله، ونحن لا نكاد نصدق به، أو نحن نستبعده، أو قد نرفضه، هناك في واقعنا وفي ممارساتنا، وفي تصرفاتنا ما يشهد بأنه الحق.
لكن المشكلة عندمـا يكـون الإنسـان فـي هـذه الدنيا يعيش عمراً طويلاً سنة بعد سنة، وفي السنة الواحدة كم تحدث من متغيرات، كم تحصل من أشياء، من أحداث تشهد بصدق ما أخبر الله به، تشهد بالحقائق التي داخل كتاب الله الكريم، ولكن لا يلتفت الإنسان إليهـا، لا يلتفـت إليهـا، يكـون فـي واقعـه معـرضاً، والإنسان الذي يضع لنفسه برنامجاً معيناً في هذه الدنيا يأخذ عليه كل ذهنه، وكل اهتمامه، لن يبصر الأشياء الأخرى بالشكل الذي يفيده فيزيده بصيرة، ويزيده معرفة، ويزيده هدى ونور.
فيما أتصور هكذا حياتنا، كل واحد منا يضع لنفسه برنامجاً معيناً مرتبط بأمور معيشته، إما أنه قد قرر أن يشتغـل فـي التجارة، فهو يفكر في الدكان، ويفكر في البضاعة مـن أيـن يأخذهـا، وهكـذا ذهنه معظمه يتجه إلى هذا الجانب. أو يفكر في أن يبيع ويشتري في [القات] مثلاً ليله ونهاره تفكيره حول موضوع القات، أو يفكر في الزراعة.
وهذا في الواقع هو ظلم للنفس، ظلم للنفس؛ لأن الله سبحانـه وتعالـى وهبنـا مـدارك واسعـة، وهـب الإنسان قدرة على أن يستوعب إدراكه وذهنه الأشياء الكثيرة من حوله، فيمكنه أن ينشغل في التجارة، يعمل في التجـارة، أو فـي الزراعـة، وفي نفس الوقت لا يـزال في ذهنه، لا يزال في مداركه سعة، لا يزال هنـاك مجـال واسـع جـداً لأن يدخـل الأشياء الأخرى ويهتم بها ويدركها ويتأمل فيها.
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
نحن من نضيق على أنفسنا نظرتنا، الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (التين:4) في شكله، في مداركه، باستطاعته أن يستوعب الأشياء الكثيرة.
يقول علماء في هذا العصر: بأن الإنسان يتعمر عمراً طويلاً ويموت ولا يكون قد استغل من دماغه إلا نسبة بسيطة هي ما تساوي 10% أي العشر. وبقية الأشياء، هم يقولون هكذا: دماغـه علـى أسـاس أنهـم يعتبرون أن الدمـاغ هـو مركـز لكثيـر مـن الإدراكـات والمشاعـر والمعلومات، وهناك الذاكرة التي تحفظ الأشياء الكثيرة من المعلومات، المهم معنى هذا سواءً أكانوا مصيبين بأن الدماغ هو المسؤول عن هذا، أو أن المقصود أن الإنسان لديه مدارك واسعة جداً، ولديه قدرة وهبها الله له يستطيع أن يستوعب بها أشياء كثيرة جداً، فيشغل ذهنه هنا، ويشغل ذهنه هنا، وفي مجالات متعددة.
الإنسان المؤمن، الإنسان المسلم بمعنى الكلمة هو من يستفيد من كل شيء حوله، من متغيرات الحياة، من الأحداث المتجددة في الحياة، أي حادث في أي بقعة من الدنيا تأكد أن فيه شاهداً هو فيه آية، هو شاهد على آية وفيه آية، وفيه عبر كثيرة. ألم تكن تلك الأحداث التي وقعت في الأمم الماضية، ألم يأت القرآن الكريم يقصها علينا وعلى النبي نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ كي يقول للجميع: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (يوسف:111) لأولي الألبـاب: النـاس الذيـن هـم لديهم لب، أي لا ينظرون إلى الأشياء نظرات سطحية، هم يتفهمون الأشياء، هم يتأملونها وينظرون ما فيها من عبر فيستفيدون منه.
قصصهم، ما هو القصص هنا؟ تلك الأحداث التي كانت تحصل. ألم يعرض القرآن أحيانـاً كلمـة يقولها كبار العشائر في أيـام نـوح، أو في أيام موسى، أو في أيام صالح أو هود أو أي نبي من الأنبياء، حتى الكلمة الواحدة يسجلها هي حدث ومن وراءها عبرة، وتوحي بالشيء الكثير. مواقف الأنبياء أيضاً.
لأهمية هذه يقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} (يوسف: 111) عبرة يعني: دروس كثيرة جداً، والدروس لا يعني فقط هو مجرد المعرفة، أي عرفت أنـه كـان هناك نبي، وأنه كان يقول كذا، وقالت أمته له كذا، وانتهى الموضوع. لا، عبرة، فيها دروس كثيرة، تعرف من خلالها نفسية أهل الباطل، تعرف من خلالها ما الذي يحول بين الناس وبين أن يؤمنوا، تعرف من خلالها أيضاً لماذا كانوا ينطلقون بجد واجتهاد لمعارضة نبي من أنبياء الله، تعرف من خلالها كيف كان الأنبياء (صلوات الله عليهـم) رحمـاء جـداً بالأمم، ومخلصون وناصحون، وهم أيضاً أناس اصطفاهم الله وأكملهم.
ثم تستغرب أن كل أمة من الأمم ما سلم نبي من أنبياء الله، أي نبي يبعثه إلى أي أمة من الأمم ما سلم من أن يقولوا له أنه ساحر أو مجنون، مجنون ذلك الشخص الذي اصطفاه الله وأكمله، ذلك الذي يتقطع قلبه أسفاً وألماً على الناس أن لا يهتدوا، ذلـك الـذي يبذل وقته كله لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، يقابل بأن يقال له: مجنون شاعر كذاب مفتري ساحر، وإن أتى بكتاب من عند الله {قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفرقان:5).
العبر كثيرة جداً من خلال الأحداث سواءً ما قصه الله في القرآن الكريم من أخبار الأمم الماضية؛ أو من الأحداث التي تطرأ في هذه الدنيا، سواء في تاريخنا القريب، تاريخ الأمة هذه الإسلامية، أو في عصرنا الحاضر، وما أكثر الأحداث والمتغيرات في هذا العصر الحاضر.
لكن يبدو أننا لا نرى فيها إلا أنها أحداث مجرد أحداث، خصومة وقعت بين دولتين هنا وهناك حصل ما حصل، ونتابع الأخبار لنعرف ماذا يحدث فقط، كل حدث فيه عبرة، كل حدث هو آية، هو شاهد على آية من آيات الله، هو شاهد على كل ما هو حق سواء كان في كتابه الكريم، أو أخبر به الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
هو شاهد على كل شيء، لا يغيب، هو شاهد، فهذه الأحـداث التـي تحـدث هـو يعلمها، وهو يعلم ما فيها من عبرة، وكثير منها، كثير منها هي لا تخرج عن سننه التي رسمها في هذه الحياة، تلك السنن التي تقضي بأنه إذا مـا عملـت أمـة هكـذا ستكـون نتيجـة عملها هكذا في هذه الدنيا.
{أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53) فهو من سيريكم آياته في الآفاق وفي أنفسكم، حتى يتبين أن كلما ذكره في كتابه الكريم هو حق لا شك فيه.
أكرر.. نحن كمؤمنين أليس كذلك؟ ونرجو الله أن نكون مؤمنين حقاً، وأن نكون من الصادقين في إيماننا، إذا أردت أن تكون مؤمناً بمعنى الكلمة فخذ العبر من كل حدث تسمع عنه، أو تشاهده حتى في بلدك، حتى في سوقك، حتـى داخـل بيتـك، كـل شيء فيه دروس وفيه عبرة، ليزداد الإنسان بصيرةً، يزداد إيماناً، يزداد وعياً.
يقول علماء في هذا العصر: بأن الإنسان يتعمر عمراً طويلاً ويموت ولا يكون قد استغل من دماغه إلا نسبة بسيطة هي ما تساوي 10% أي العشر. وبقية الأشياء، هم يقولون هكذا: دماغـه علـى أسـاس أنهـم يعتبرون أن الدمـاغ هـو مركـز لكثيـر مـن الإدراكـات والمشاعـر والمعلومات، وهناك الذاكرة التي تحفظ الأشياء الكثيرة من المعلومات، المهم معنى هذا سواءً أكانوا مصيبين بأن الدماغ هو المسؤول عن هذا، أو أن المقصود أن الإنسان لديه مدارك واسعة جداً، ولديه قدرة وهبها الله له يستطيع أن يستوعب بها أشياء كثيرة جداً، فيشغل ذهنه هنا، ويشغل ذهنه هنا، وفي مجالات متعددة.
الإنسان المؤمن، الإنسان المسلم بمعنى الكلمة هو من يستفيد من كل شيء حوله، من متغيرات الحياة، من الأحداث المتجددة في الحياة، أي حادث في أي بقعة من الدنيا تأكد أن فيه شاهداً هو فيه آية، هو شاهد على آية وفيه آية، وفيه عبر كثيرة. ألم تكن تلك الأحداث التي وقعت في الأمم الماضية، ألم يأت القرآن الكريم يقصها علينا وعلى النبي نفسه (صلوات الله عليه وعلى آله)؟ كي يقول للجميع: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (يوسف:111) لأولي الألبـاب: النـاس الذيـن هـم لديهم لب، أي لا ينظرون إلى الأشياء نظرات سطحية، هم يتفهمون الأشياء، هم يتأملونها وينظرون ما فيها من عبر فيستفيدون منه.
قصصهم، ما هو القصص هنا؟ تلك الأحداث التي كانت تحصل. ألم يعرض القرآن أحيانـاً كلمـة يقولها كبار العشائر في أيـام نـوح، أو في أيام موسى، أو في أيام صالح أو هود أو أي نبي من الأنبياء، حتى الكلمة الواحدة يسجلها هي حدث ومن وراءها عبرة، وتوحي بالشيء الكثير. مواقف الأنبياء أيضاً.
لأهمية هذه يقول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} (يوسف: 111) عبرة يعني: دروس كثيرة جداً، والدروس لا يعني فقط هو مجرد المعرفة، أي عرفت أنـه كـان هناك نبي، وأنه كان يقول كذا، وقالت أمته له كذا، وانتهى الموضوع. لا، عبرة، فيها دروس كثيرة، تعرف من خلالها نفسية أهل الباطل، تعرف من خلالها ما الذي يحول بين الناس وبين أن يؤمنوا، تعرف من خلالها أيضاً لماذا كانوا ينطلقون بجد واجتهاد لمعارضة نبي من أنبياء الله، تعرف من خلالها كيف كان الأنبياء (صلوات الله عليهـم) رحمـاء جـداً بالأمم، ومخلصون وناصحون، وهم أيضاً أناس اصطفاهم الله وأكملهم.
ثم تستغرب أن كل أمة من الأمم ما سلم نبي من أنبياء الله، أي نبي يبعثه إلى أي أمة من الأمم ما سلم من أن يقولوا له أنه ساحر أو مجنون، مجنون ذلك الشخص الذي اصطفاه الله وأكمله، ذلك الذي يتقطع قلبه أسفاً وألماً على الناس أن لا يهتدوا، ذلـك الـذي يبذل وقته كله لهداية الناس، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، يقابل بأن يقال له: مجنون شاعر كذاب مفتري ساحر، وإن أتى بكتاب من عند الله {قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفرقان:5).
العبر كثيرة جداً من خلال الأحداث سواءً ما قصه الله في القرآن الكريم من أخبار الأمم الماضية؛ أو من الأحداث التي تطرأ في هذه الدنيا، سواء في تاريخنا القريب، تاريخ الأمة هذه الإسلامية، أو في عصرنا الحاضر، وما أكثر الأحداث والمتغيرات في هذا العصر الحاضر.
لكن يبدو أننا لا نرى فيها إلا أنها أحداث مجرد أحداث، خصومة وقعت بين دولتين هنا وهناك حصل ما حصل، ونتابع الأخبار لنعرف ماذا يحدث فقط، كل حدث فيه عبرة، كل حدث هو آية، هو شاهد على آية من آيات الله، هو شاهد على كل ما هو حق سواء كان في كتابه الكريم، أو أخبر به الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53).
هو شاهد على كل شيء، لا يغيب، هو شاهد، فهذه الأحـداث التـي تحـدث هـو يعلمها، وهو يعلم ما فيها من عبرة، وكثير منها، كثير منها هي لا تخرج عن سننه التي رسمها في هذه الحياة، تلك السنن التي تقضي بأنه إذا مـا عملـت أمـة هكـذا ستكـون نتيجـة عملها هكذا في هذه الدنيا.
{أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53) فهو من سيريكم آياته في الآفاق وفي أنفسكم، حتى يتبين أن كلما ذكره في كتابه الكريم هو حق لا شك فيه.
أكرر.. نحن كمؤمنين أليس كذلك؟ ونرجو الله أن نكون مؤمنين حقاً، وأن نكون من الصادقين في إيماننا، إذا أردت أن تكون مؤمناً بمعنى الكلمة فخذ العبر من كل حدث تسمع عنه، أو تشاهده حتى في بلدك، حتى في سوقك، حتـى داخـل بيتـك، كـل شيء فيه دروس وفيه عبرة، ليزداد الإنسان بصيرةً، يزداد إيماناً، يزداد وعياً.
Forwarded from جراح الضالع شليل
والإنسان الذي يعرف يزداد إيمانه ووعيه؛ سيجنب نفسه الكثير من المزالق، سيدرك كيف ينبغي أن يعمل؛ لأنـه مـن خـلال تأملاتـه الكثيـرة يعـرف أن الأشياء أشبه بسنن في هذه الحياة، ولهذا قال الإمام علي (عليه السلام): (العاقل من تدبر العواقب).
وكيف تستطيع أن تتدبر العواقب، أن تعرف أن أمراً كهذا تكون عاقبته هكذا إلا من خلال تأملاتك، وتدبرك للقرآن الكريم، ولصفحات هذا الكون في أحداثه المتجـددة والكثيرة؟ ولهذا قال في كلام آخر: (العقل حفظ التجارب) التجارب هـي الأحـداث سـواء تجارب تجريها أنت، أو أحداث تقع في الحياة، هي كلها لا تخرج عن سنن مكتوبة وراء كل عمل من الأعمال، أنه عملٌ مـا يجـر إلـى نتيجة معينة، سواء كانت نتيجة سيئة أو نتيجة حسنة.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
وكيف تستطيع أن تتدبر العواقب، أن تعرف أن أمراً كهذا تكون عاقبته هكذا إلا من خلال تأملاتك، وتدبرك للقرآن الكريم، ولصفحات هذا الكون في أحداثه المتجـددة والكثيرة؟ ولهذا قال في كلام آخر: (العقل حفظ التجارب) التجارب هـي الأحـداث سـواء تجارب تجريها أنت، أو أحداث تقع في الحياة، هي كلها لا تخرج عن سنن مكتوبة وراء كل عمل من الأعمال، أنه عملٌ مـا يجـر إلـى نتيجة معينة، سواء كانت نتيجة سيئة أو نتيجة حسنة.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*"دعوة عامة دعوة وفاء لأهل الوفاء"*
*"هام وعاجل يعمم على أوسع نطاق كتب الله اجركم"*
*يا ايها الاحرار يا أيها الثوار يا أيها الأوفياء يا أبناء محافظة الضالع عامة ومديرية قعطبة خاصة..وفاءً لأهل الوفاء وتقديراً وتوقيراً لشهداء العظماء ورداً للوفاء.*
*★"تدعوكم السلطة المحلية والتعبئة العامة ومكتب الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء في محافظة الضالع... للحشد والاحتشاد والحضور الكبير والمشرف لتشييع جثمان الشهيد المجاهد/محمد عبده احمد المرادي -ابوخليل-الذي ارتقى شهيداً في سبيل الله مدافعاً عن الوطن والكرامه.★*
*وذلك يوم غداً الأحد الساعة 9:00 صباحاً.*
*حيث سينطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الطاهر ، من مستشفى الثورة في إب ، ليوارى الثرى في روضة الشهداء في منطقة الوطيف في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع.*
*الزمان يوم غداً الأحد*
*الساعة 9:00 صباحاً*
*نقطة التجمع، نقيل الخشبية وسوق الليل*
*الدعوة عامة يعممممممم على أوسع نطاق كتب الله اجركم*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*"دعوة عامة دعوة وفاء لأهل الوفاء"*
*"هام وعاجل يعمم على أوسع نطاق كتب الله اجركم"*
*يا ايها الاحرار يا أيها الثوار يا أيها الأوفياء يا أبناء محافظة الضالع عامة ومديرية قعطبة خاصة..وفاءً لأهل الوفاء وتقديراً وتوقيراً لشهداء العظماء ورداً للوفاء.*
*★"تدعوكم السلطة المحلية والتعبئة العامة ومكتب الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء في محافظة الضالع... للحشد والاحتشاد والحضور الكبير والمشرف لتشييع جثمان الشهيد المجاهد/محمد عبده احمد المرادي -ابوخليل-الذي ارتقى شهيداً في سبيل الله مدافعاً عن الوطن والكرامه.★*
*وذلك يوم غداً الأحد الساعة 9:00 صباحاً.*
*حيث سينطلق موكب تشييع جثمان الشهيد الطاهر ، من مستشفى الثورة في إب ، ليوارى الثرى في روضة الشهداء في منطقة الوطيف في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع.*
*الزمان يوم غداً الأحد*
*الساعة 9:00 صباحاً*
*نقطة التجمع، نقيل الخشبية وسوق الليل*
*الدعوة عامة يعممممممم على أوسع نطاق كتب الله اجركم*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
إذا عاش الإنسان في هذه الدنيا وهو لا يحاول أن يستفيد، مما يحصل فإنه نفسه من سيكون معرضاً للكثير من المزالق، يتأثر بالإعلام المضلل، يتأثر بالدعاية، يتأثر بالوعود الكاذبة، يتأثر بزخـارف القـول، وهكذا يظل إنساناً في حياته مرتاباً يهتز لا يستطيع أن يستقيم ولا يستطيع أن يثبت؛ ولأن الدنيا مليئة بالضلال، والباطل له دعاته الكثيـرون، والبـاطـل لـديـه إمكـانيـاتـه الكبيـرة والواسعة، يمتلك الباطل هنا في هذه الدنيا أكثر مما يمتلـك الحق؛ لـه القنـوات الفضائيـة، ولـه وسائـل الإعلام بشتى أنواعها، بشتى أنواعها سواء التلفزيون أو الإذاعة أو الصحيفة أو أشخاص يتحركون في أوساط الناس يحملون أفكاراً ضالة، أو كلمات مضلة، يحملون زخارف من القول يضلون بها الناس.
ودعـاة الحـق قليـل، الكثيـر منهم مغلوب على أمره، مقهور، وإذا ما تحرك يجد نفسه يفتقر إلى الكثير من الإمكانيات سيكون صمته محدوداً، ويكون مجال نفوذ كلمته محدوداً، حينئذٍ يكون الإنسان عرضةً لأن يضل بسهولة إذا كان من يعملون مـن حولـه، إذا كـان كلمـا تسمعه وتشاهده من حولك يخدم الباطل بنسبه 90% أو أكثر، والنسبة القليلة هي نسبة الحق، وهي المغمور جانبها، المغلوب والمقهور صاحبها.
إذا أنـت تتأمـل الأحـداث لا تكـن أنت بالشكل الذي يتلقى من الآخر ما يقول، ثم يأتي الطرف الآخر فتتلقى منه مـا يقـول حينئذٍ لن تكون أكثر من مجرد ناقل، تكون ذاكرتك عبارة عن شريط فقط تسجل فيها كلام فلان ثم يأتي كلام الآخر تسجله على الكلام الأول فيمسحـه، وهكـذا؛ أنت على هذا النحو لن تستفيد من العبر حتى من شخص واحد. قد يأتي زعيم من الزعماء يسمعه الناس عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، وكل فترة يقول كلاماً معسولاً، ووعود براقة، ويقول أمـا الآن: الفترة هي فترة قليل من الكلام كثير من العمل. تقول: صحيح. تسجل الكلام في ذاكرتك، ثم تأتي شواهـد علـى أن كلامـه ذلك ليس واقعياً فأنت لا تبصرها ولا تتأملها.
إذاً وأنـت تحتفـظ بذلـك الكـلام وأنـت نظرتك إلى ذلك الرجل أنه هكذا كما قال، ولا تبصر الشواهد على أن كلامـه غير حقيقي، ثم إذا بك تملّ، وتقول: يبدو أن هذا الكلام غير صحيح؛ قد بلي الشريط في ذاكرتـك؛ ينطلـق مـن جديد يقول: نحن الآن نريد أن نفتح صفحة جديدة، والآن هو فترة أن نقول ونعمل، وقليل من الكلام وكثير من العمل! قالوا: [صحيح والله، كلامـه أمـس سمعناه جميل جداً وقال: أما الآن سنفتح صفحة جديدة] وهكذا، تعيش مع شخص على هذا النحو عشرين سنة، ثلاثين سنة وأنت ذلك الذي لست أكثر من سماعة.
الله وبخ بني إسرائيل في كثير من آياته الكريمة على كثير مما كانوا عليه، منها قوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} (المائدة:41) سماعون للكذب، أنت قد تسمع الكذب من الشخص تسمعه فتعرف أنه كذب، أو تعرف حتى لو لم تجد الشواهد في الوقت نفسه على أنه كذب، تستطيع أن تقطع أن تلك النوعية لا يمكن أن يأتي منها كلام صحيح، فأنت من تقطع بأنه كذب، لم يقل: يسمعون الكذب، {سَمَّاْعُوْنَ} يسمعه ويتأثر به في وقته، وقد ينطلق أيضاً وسيلة لنشره يخدم ذلك الكذب.
{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هل أن الكذب لا يأتي ما يكشفه؟ إن الكذب في أكثر الحالات يكـون هنـاك مـا يكشفـه قبل أن يخرج إلى النور أن يخرج إلى الوجود، تستطيع أن تعرف أن مثل ذلـك الشخـص لـن يكـون صادقاً فيما قال، هو من النوعية التي هي عادة هي لا تصدق حتى ولو أقسم.
وحتى لا يكون المؤمن من أولئك الذين قال الله عنهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هو من يتأمـل الأحـداث، هـو مـن يبصرها، هو من يعرف الشواهد عليها، ثم هو حينئذٍ من يعرف قبل أن يبرز الكذب من هناك، أو يبرز الباطل من هناك، وعادةً الكذب هو يظهر بثوب الصدق هكذا، والباطل هو أيضاً يعمل على أن يرتدي رداء الحق فيظهر بثوب الحق أيضاً.
كمـا قال الله عـن اليهـود فـي أنهـم يلبسـون الحـق بالباطل، الباطل يقدمونه في ثوب الحق {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء:46) {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ} (البقرة: 79) وما هو من عند الله؛ لأن هناك في الساحة الكثير من الناس ممن يسمع الكلام ويتعامل مع ما سمع؛ لأنه يكون لديه خلفية مسبقة يستطيع من خلالها أن يعرف بطلان ما سمع، وإن نسب إلى الله، أو نسب إلى نبي من أنبيائـه؛ لأنـه قال عن أولئك أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله. ألم يقدموه باسم الله وأنـه مـن عنـده، يقولون للناس هذا من عند الله وما هو من عند الله {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران:75).
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
إذا عاش الإنسان في هذه الدنيا وهو لا يحاول أن يستفيد، مما يحصل فإنه نفسه من سيكون معرضاً للكثير من المزالق، يتأثر بالإعلام المضلل، يتأثر بالدعاية، يتأثر بالوعود الكاذبة، يتأثر بزخـارف القـول، وهكذا يظل إنساناً في حياته مرتاباً يهتز لا يستطيع أن يستقيم ولا يستطيع أن يثبت؛ ولأن الدنيا مليئة بالضلال، والباطل له دعاته الكثيـرون، والبـاطـل لـديـه إمكـانيـاتـه الكبيـرة والواسعة، يمتلك الباطل هنا في هذه الدنيا أكثر مما يمتلـك الحق؛ لـه القنـوات الفضائيـة، ولـه وسائـل الإعلام بشتى أنواعها، بشتى أنواعها سواء التلفزيون أو الإذاعة أو الصحيفة أو أشخاص يتحركون في أوساط الناس يحملون أفكاراً ضالة، أو كلمات مضلة، يحملون زخارف من القول يضلون بها الناس.
ودعـاة الحـق قليـل، الكثيـر منهم مغلوب على أمره، مقهور، وإذا ما تحرك يجد نفسه يفتقر إلى الكثير من الإمكانيات سيكون صمته محدوداً، ويكون مجال نفوذ كلمته محدوداً، حينئذٍ يكون الإنسان عرضةً لأن يضل بسهولة إذا كان من يعملون مـن حولـه، إذا كـان كلمـا تسمعه وتشاهده من حولك يخدم الباطل بنسبه 90% أو أكثر، والنسبة القليلة هي نسبة الحق، وهي المغمور جانبها، المغلوب والمقهور صاحبها.
إذا أنـت تتأمـل الأحـداث لا تكـن أنت بالشكل الذي يتلقى من الآخر ما يقول، ثم يأتي الطرف الآخر فتتلقى منه مـا يقـول حينئذٍ لن تكون أكثر من مجرد ناقل، تكون ذاكرتك عبارة عن شريط فقط تسجل فيها كلام فلان ثم يأتي كلام الآخر تسجله على الكلام الأول فيمسحـه، وهكـذا؛ أنت على هذا النحو لن تستفيد من العبر حتى من شخص واحد. قد يأتي زعيم من الزعماء يسمعه الناس عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، وكل فترة يقول كلاماً معسولاً، ووعود براقة، ويقول أمـا الآن: الفترة هي فترة قليل من الكلام كثير من العمل. تقول: صحيح. تسجل الكلام في ذاكرتك، ثم تأتي شواهـد علـى أن كلامـه ذلك ليس واقعياً فأنت لا تبصرها ولا تتأملها.
إذاً وأنـت تحتفـظ بذلـك الكـلام وأنـت نظرتك إلى ذلك الرجل أنه هكذا كما قال، ولا تبصر الشواهد على أن كلامـه غير حقيقي، ثم إذا بك تملّ، وتقول: يبدو أن هذا الكلام غير صحيح؛ قد بلي الشريط في ذاكرتـك؛ ينطلـق مـن جديد يقول: نحن الآن نريد أن نفتح صفحة جديدة، والآن هو فترة أن نقول ونعمل، وقليل من الكلام وكثير من العمل! قالوا: [صحيح والله، كلامـه أمـس سمعناه جميل جداً وقال: أما الآن سنفتح صفحة جديدة] وهكذا، تعيش مع شخص على هذا النحو عشرين سنة، ثلاثين سنة وأنت ذلك الذي لست أكثر من سماعة.
الله وبخ بني إسرائيل في كثير من آياته الكريمة على كثير مما كانوا عليه، منها قوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} (المائدة:41) سماعون للكذب، أنت قد تسمع الكذب من الشخص تسمعه فتعرف أنه كذب، أو تعرف حتى لو لم تجد الشواهد في الوقت نفسه على أنه كذب، تستطيع أن تقطع أن تلك النوعية لا يمكن أن يأتي منها كلام صحيح، فأنت من تقطع بأنه كذب، لم يقل: يسمعون الكذب، {سَمَّاْعُوْنَ} يسمعه ويتأثر به في وقته، وقد ينطلق أيضاً وسيلة لنشره يخدم ذلك الكذب.
{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هل أن الكذب لا يأتي ما يكشفه؟ إن الكذب في أكثر الحالات يكـون هنـاك مـا يكشفـه قبل أن يخرج إلى النور أن يخرج إلى الوجود، تستطيع أن تعرف أن مثل ذلـك الشخـص لـن يكـون صادقاً فيما قال، هو من النوعية التي هي عادة هي لا تصدق حتى ولو أقسم.
وحتى لا يكون المؤمن من أولئك الذين قال الله عنهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هو من يتأمـل الأحـداث، هـو مـن يبصرها، هو من يعرف الشواهد عليها، ثم هو حينئذٍ من يعرف قبل أن يبرز الكذب من هناك، أو يبرز الباطل من هناك، وعادةً الكذب هو يظهر بثوب الصدق هكذا، والباطل هو أيضاً يعمل على أن يرتدي رداء الحق فيظهر بثوب الحق أيضاً.
كمـا قال الله عـن اليهـود فـي أنهـم يلبسـون الحـق بالباطل، الباطل يقدمونه في ثوب الحق {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء:46) {يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ} (البقرة: 79) وما هو من عند الله؛ لأن هناك في الساحة الكثير من الناس ممن يسمع الكلام ويتعامل مع ما سمع؛ لأنه يكون لديه خلفية مسبقة يستطيع من خلالها أن يعرف بطلان ما سمع، وإن نسب إلى الله، أو نسب إلى نبي من أنبيائـه؛ لأنـه قال عن أولئك أنهم كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله. ألم يقدموه باسم الله وأنـه مـن عنـده، يقولون للناس هذا من عند الله وما هو من عند الله {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(آل عمران:75).
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
فكيف تستطيع أنت أن تعرف أن هـذا الشـيء من عند الله، أو أنه ليـس من عند الله؟ مثلاً في القرآن الكريم - وهي قاعدة ثابتة عند أهل البيت - أنه كتاب يجب أن يعرض عليه أي شيء ينسب إلى الله، سواء كان حديثاً قدسياً أو ينسب إلى رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أما من يتدبر القرآن الكريم، من يتأمله؛ لأن القرآن حقائق، هو من يكتشف أن ذلك الذي نسب إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإن قال المحدث الفلاني أن سنده صحيح وأنه رواه الثقة عن الثقة ستقطع بأنه ليس من عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحـاس بخـط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله؛ أو عن رسول الله؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق له سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟ لأنه لم يعرف الحقائق داخل القرآن الكريم التي تجعل مثل ذلك الحديث مثل تلك العقيدة لا يمكن أن تكون منسوبة إلى النبي، لا يمكن أن تكون منه أبداً.
الإنسان المؤمن إذا لم يربِّ نفسه من خلال تلاوة القرآن الكريم أن يتأمـل كتاب الله، ويتدبر الأحداث في هذه الدنيا فهو من سينطلي عليه الباطل، سواء باطل قدم ونسب إلى الله، أو قدم ونسب إلى رسوله، أو قدم بشكل براق. والشيء المعروف في هذا الزمن أنه اختلفت الوضعية عما كان عليه الخلفاء السابقون الملوك والسلاطين في الزمان الأول هم كانوا يحتاجون إلى أن يقدموا الشيء للناس على أنه من دين الله لينفق وليقبله الناس؛ لأن الناس كانوا لا يزالون حديثي عهد بالنبوة، والشخص قيمته هو باعتبار ما يضاف إليه من مقام ديني؛ ولهذا كانوا يحتاجون إلى أن يختلقوا الأحاديث فضائل ينسبونها إلى فلان وفلان وفلان ليقدمـوه فـي ثـوب رجـل ديـن رجل الفضائل رجل الكمال فباسم الدين يمشي عند الآخرين ويقبله الآخرون.
تطور الزمان، وهكذا الباطل يتطور، لكن باتجاه تحت إلى أسفل إلى الحضيض حتى أصبحت القضية الآن أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج في تلميع نفسه في أن يوجد لنفسه ولاء في نفوس الناس، لا يحتاج إلى الجانب الديني بكله، وإذا قلنا هو لا يحتاج إلى الجانب الديني فماذا يمكن أن يقدم للآخرين؟ الآخرون نحن هبطنا أيضاً مع الزمن، هبطنا أيضاً؛ فنحن لم نعد ننظر إلى الشخص من زاوية الدين أبداً، اختلفت المقاييس، اختلفت المعايير لدرجـة أن أي زعيم من الزعماء لا يحتاج أن يضفي على نفسه شرعية دينية، يمكن أن نقول شرعية ديمقراطية مثـلاً، أو شرعيـة وراثـة المـلـك، أنـهـم بيـت مـلـك يتوارثونه واحداً بعد واحد، وهذا حق مطلق لهم ليس لأحد غيرهم فيقبل الناس، في أن يوجد لنفسه ولاءات الناس.
وهذه هي تربية الباطل، تربية الباطل تجعل الناس يخلدون إلى الأرض، ويضعون صفر على الدين بكله، وما لديهم من قيم الدين، أو ممارسات دينية إنما هي عبارة عن موروث تعودوا عليه وألفوه، يكون الجهل بالدين مطبقاً على الناس، وإن كانوا لا يزالون يمارسون شكليات منه، فيكتفي بأن يقدم للناس حديثاً يتعلق بمصالحهم الشخصية، منجزات، مشاريع، تنمية، عبارات من هذه.
أليس هذا هو ما يستخدمه الزعماء والملوك في عصرنا هذا؟ لم يعودوا بحاجة إلى أن يستخدموا الأسلوب الذي استخدمـه معاويـة. معاوية كان يحتاج، ويحتاج الآخـرون مـن حولـه مـن علمـاء بلاطـه أن يقدمـوه للمجتمع كخليفة للنبي ويضفوا عليه شرعية دينية ويعملـون لـه فضائـل [كاتـب الوحي] مثلاً، أن جبريل أنزل إليه قلماً من ذهب ليكتب بـه آيـة الكرسي! من هذا النوع من الفضائل. لكن نحن الآن لا نحتاج إلى أن يقال أن ملكاً من الملوك أو زعيماً من الزعماء هو خليفة لرسول الله وأنزل إليه جبريل قلماً من فضة أو ذهب يكتب به أي شيء من كتاب الله أو من كلام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أمكنهم أن يعودوا إلى الأسلوب الذي عمله فرعون مع قومه أيام موسى، الحديث عن مظاهر الملك، الحديث عن مقامه باعتباره رمزاً، الحديث عن المنجزات، الحديث عن وعود كثيرة.
عادة الباطل إذا انساق الناس معه منطق الباطل لا يخلق لديك وعياً أبداً إنما هو جهل متراكم، جهل يتراكم داخل نفوس الناس فيصبحون أيضاً لا يبصرون، لا يبصرون أيضاً أن مثل ذلك لا يمكن أن يصدق في وعده أو على أقل تقدير أنه من المحتمل ألا يفي بوعوده.
لم يعد لديهم ما يبصرهم على هذا النحو، قد يكون هذا للمؤمنين الذين لديهـم مقاييس دينية، ولديهم تقييم إلهي، لأن الله في القرآن الكريم عمل تقييماً متكاملاً للشخصيات بأنواعها. ألم يقدم لنا نفسية المؤمن؟ وقيَّم لنا نفسية المنافق؟ قيَّم نفسية اليهودي ونفسية النصراني ونفسية الكافر تقييماً كاملاً يعلمك هذه النفسية وكيف سيكون سلوكها في الحياة، كيف سيكون منطقها، هل هي ستفي أم أنها ستكذب أم أنها حتى تعمل على أن تنفق كذبها بالحلف، بالأيمان الفاجرة.
أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحـاس بخـط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله؛ أو عن رسول الله؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق له سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟ لأنه لم يعرف الحقائق داخل القرآن الكريم التي تجعل مثل ذلك الحديث مثل تلك العقيدة لا يمكن أن تكون منسوبة إلى النبي، لا يمكن أن تكون منه أبداً.
الإنسان المؤمن إذا لم يربِّ نفسه من خلال تلاوة القرآن الكريم أن يتأمـل كتاب الله، ويتدبر الأحداث في هذه الدنيا فهو من سينطلي عليه الباطل، سواء باطل قدم ونسب إلى الله، أو قدم ونسب إلى رسوله، أو قدم بشكل براق. والشيء المعروف في هذا الزمن أنه اختلفت الوضعية عما كان عليه الخلفاء السابقون الملوك والسلاطين في الزمان الأول هم كانوا يحتاجون إلى أن يقدموا الشيء للناس على أنه من دين الله لينفق وليقبله الناس؛ لأن الناس كانوا لا يزالون حديثي عهد بالنبوة، والشخص قيمته هو باعتبار ما يضاف إليه من مقام ديني؛ ولهذا كانوا يحتاجون إلى أن يختلقوا الأحاديث فضائل ينسبونها إلى فلان وفلان وفلان ليقدمـوه فـي ثـوب رجـل ديـن رجل الفضائل رجل الكمال فباسم الدين يمشي عند الآخرين ويقبله الآخرون.
تطور الزمان، وهكذا الباطل يتطور، لكن باتجاه تحت إلى أسفل إلى الحضيض حتى أصبحت القضية الآن أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج في تلميع نفسه في أن يوجد لنفسه ولاء في نفوس الناس، لا يحتاج إلى الجانب الديني بكله، وإذا قلنا هو لا يحتاج إلى الجانب الديني فماذا يمكن أن يقدم للآخرين؟ الآخرون نحن هبطنا أيضاً مع الزمن، هبطنا أيضاً؛ فنحن لم نعد ننظر إلى الشخص من زاوية الدين أبداً، اختلفت المقاييس، اختلفت المعايير لدرجـة أن أي زعيم من الزعماء لا يحتاج أن يضفي على نفسه شرعية دينية، يمكن أن نقول شرعية ديمقراطية مثـلاً، أو شرعيـة وراثـة المـلـك، أنـهـم بيـت مـلـك يتوارثونه واحداً بعد واحد، وهذا حق مطلق لهم ليس لأحد غيرهم فيقبل الناس، في أن يوجد لنفسه ولاءات الناس.
وهذه هي تربية الباطل، تربية الباطل تجعل الناس يخلدون إلى الأرض، ويضعون صفر على الدين بكله، وما لديهم من قيم الدين، أو ممارسات دينية إنما هي عبارة عن موروث تعودوا عليه وألفوه، يكون الجهل بالدين مطبقاً على الناس، وإن كانوا لا يزالون يمارسون شكليات منه، فيكتفي بأن يقدم للناس حديثاً يتعلق بمصالحهم الشخصية، منجزات، مشاريع، تنمية، عبارات من هذه.
أليس هذا هو ما يستخدمه الزعماء والملوك في عصرنا هذا؟ لم يعودوا بحاجة إلى أن يستخدموا الأسلوب الذي استخدمـه معاويـة. معاوية كان يحتاج، ويحتاج الآخـرون مـن حولـه مـن علمـاء بلاطـه أن يقدمـوه للمجتمع كخليفة للنبي ويضفوا عليه شرعية دينية ويعملـون لـه فضائـل [كاتـب الوحي] مثلاً، أن جبريل أنزل إليه قلماً من ذهب ليكتب بـه آيـة الكرسي! من هذا النوع من الفضائل. لكن نحن الآن لا نحتاج إلى أن يقال أن ملكاً من الملوك أو زعيماً من الزعماء هو خليفة لرسول الله وأنزل إليه جبريل قلماً من فضة أو ذهب يكتب به أي شيء من كتاب الله أو من كلام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أمكنهم أن يعودوا إلى الأسلوب الذي عمله فرعون مع قومه أيام موسى، الحديث عن مظاهر الملك، الحديث عن مقامه باعتباره رمزاً، الحديث عن المنجزات، الحديث عن وعود كثيرة.
عادة الباطل إذا انساق الناس معه منطق الباطل لا يخلق لديك وعياً أبداً إنما هو جهل متراكم، جهل يتراكم داخل نفوس الناس فيصبحون أيضاً لا يبصرون، لا يبصرون أيضاً أن مثل ذلك لا يمكن أن يصدق في وعده أو على أقل تقدير أنه من المحتمل ألا يفي بوعوده.
لم يعد لديهم ما يبصرهم على هذا النحو، قد يكون هذا للمؤمنين الذين لديهـم مقاييس دينية، ولديهم تقييم إلهي، لأن الله في القرآن الكريم عمل تقييماً متكاملاً للشخصيات بأنواعها. ألم يقدم لنا نفسية المؤمن؟ وقيَّم لنا نفسية المنافق؟ قيَّم نفسية اليهودي ونفسية النصراني ونفسية الكافر تقييماً كاملاً يعلمك هذه النفسية وكيف سيكون سلوكها في الحياة، كيف سيكون منطقها، هل هي ستفي أم أنها ستكذب أم أنها حتى تعمل على أن تنفق كذبها بالحلف، بالأيمان الفاجرة.
Forwarded from جراح الضالع شليل
ألم يقل هكذا عن المنافقين: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} (التوبة:62) يقول شيئاً ويتبعه بيمين من أجل أن تقتنع بما قاله، من أجل أن تصدقه، ولأنها نفوس هكذا، وتقييم صحيح لها يحشر الإنسان يوم القيامة، يبعث ويحشر بنفسيته، فيأتي المنافقون يوم القيامة يقول الله عنهم بأنهم {فَيَحْلِفُـونَ لَـهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ} (المجادلة:18) حتى في يوم القيامة يحلف بالله على أنـه مـا قـال كـذا، ويحلف بالله أنه ما أراد إلا كذا أمام الله، يحلف ويظن أنه سينفعه يمينه أو أنه سيقنع الباري ويخدعه، لأنه هكذا كان في الدنيا، هكذا كان في الدنيا.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع: محافظ الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري يضع حجر أساس لمشروع مدرسة العامرية في دمت★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★وضع محافظ محافظة الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، ومعه مدير أمن محافظة الضالع العميد/حسين الحمزي، ومدير عام مكتب التربية والتعليم والبحث العلمي في المحافظة الأستاذ/محسن عبدالله سفيان، اليوم حجر أساس لمشروع مدرسة العامرية بمنطقة المبياض في دمت.★*
*تتكون المدرسة من دورين تحوي تسعة فصول دراسية ومعمل واستراحة معلمين وملاحق والسور بتكلفة 90 مليون ريال على نفقة فاعل خير.*
*وأشاد المحافظ الشغدري، بالدور المجتمعي الذي يُكرّس جهود وبذل الخير ويسهم في تعزيز البناء والتنمية المحلية في إطار المبادرات المجتمعية.*
*ودعا رجال المال والأعمال إلى استثمار أموالهم مع الله وتنمية مجتمعاتهم .. مؤكدًا أن أبناء الضالع ليس بغريب عليهم هذا العطاء والإسهام في الأعمال الخيرية التي تعزّز عملية البناء والتنمية في ظل تداعيات العدوان والحصار.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع: محافظ الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري يضع حجر أساس لمشروع مدرسة العامرية في دمت★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★وضع محافظ محافظة الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، ومعه مدير أمن محافظة الضالع العميد/حسين الحمزي، ومدير عام مكتب التربية والتعليم والبحث العلمي في المحافظة الأستاذ/محسن عبدالله سفيان، اليوم حجر أساس لمشروع مدرسة العامرية بمنطقة المبياض في دمت.★*
*تتكون المدرسة من دورين تحوي تسعة فصول دراسية ومعمل واستراحة معلمين وملاحق والسور بتكلفة 90 مليون ريال على نفقة فاعل خير.*
*وأشاد المحافظ الشغدري، بالدور المجتمعي الذي يُكرّس جهود وبذل الخير ويسهم في تعزيز البناء والتنمية المحلية في إطار المبادرات المجتمعية.*
*ودعا رجال المال والأعمال إلى استثمار أموالهم مع الله وتنمية مجتمعاتهم .. مؤكدًا أن أبناء الضالع ليس بغريب عليهم هذا العطاء والإسهام في الأعمال الخيرية التي تعزّز عملية البناء والتنمية في ظل تداعيات العدوان والحصار.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع:مناقشة مستوى أداء عدد من المكاتب الخدمية في الضالع★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★ناقش المكتب التنفيذي في محافظة الضالع في اجتماعه اليوم برئاسة،محافظ المحافظة اللواء/عبداللطيف الشغدري، تقارير مستوى أداء عدد من المكاتب الخدم.★*
*واستعرض الاجتماع الذي ضم رئيس محكمة دمت القاضي/محمد المحجري، تقرير الأداء المالي للسلطة المحلية للعام 1446هـ، المقدم من مدير مكتب المالية بالمحافظة أ/عدنان الجابري، ومستوى تحصيل الإيرادات، وكذا الصعوبات التي واجهت العمل.*
*وتطرق الاجتماع إلى الجوانب المتصلة بأوضاع أملاك الدولة وسبل الحفاظ عليها.*
*وفي الاجتماع أكد المحافظ الشغدري، ضرورة التنسيق بين السلطتين القضائية والتنفيذية للحفاظ على أموال الدولة وإحقاق الحق في أي منازعات تكون الدولة فيها طرف، موجهًا المكتب القانوني ومكتب هيئة الأوقاف وفرع هيئة الأراضي بالاهتمام بمتابعة الملفات المنظورة أمام القضاء.*
*وأشار إلى ضرورة التنسيق مع النيابة والأمن في اتخاذ إجراء الضبط للمخالفين في البناء العشوائي وإزالة الاستحداثات، موجهًا قطاع النقل والأشغال بتحمل المسؤولية في فتح الشوارع المغلقة.*
*وحث محافظ الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، الجهات الإيرادية على تحصيل الموارد لضمان تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية .. مؤكدًا ضرورة اضطلاع الجميع بالمسؤولية في تعزيز البناء والتنمية وتفعيل دور المبادرات المجتمعية وفق برنامج الصمود الوطني.*
*وشدد على ضرورة إيجاد معالجات للباعة وأسواق القات العشوائية بالشوارع والجولات وإدخالهم السوق المركزي، للحد من الازدحام وعمل آلية موحدة بين النقل والأشغال والأمن والمرور لضبط العشوائيات.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع:مناقشة مستوى أداء عدد من المكاتب الخدمية في الضالع★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★ناقش المكتب التنفيذي في محافظة الضالع في اجتماعه اليوم برئاسة،محافظ المحافظة اللواء/عبداللطيف الشغدري، تقارير مستوى أداء عدد من المكاتب الخدم.★*
*واستعرض الاجتماع الذي ضم رئيس محكمة دمت القاضي/محمد المحجري، تقرير الأداء المالي للسلطة المحلية للعام 1446هـ، المقدم من مدير مكتب المالية بالمحافظة أ/عدنان الجابري، ومستوى تحصيل الإيرادات، وكذا الصعوبات التي واجهت العمل.*
*وتطرق الاجتماع إلى الجوانب المتصلة بأوضاع أملاك الدولة وسبل الحفاظ عليها.*
*وفي الاجتماع أكد المحافظ الشغدري، ضرورة التنسيق بين السلطتين القضائية والتنفيذية للحفاظ على أموال الدولة وإحقاق الحق في أي منازعات تكون الدولة فيها طرف، موجهًا المكتب القانوني ومكتب هيئة الأوقاف وفرع هيئة الأراضي بالاهتمام بمتابعة الملفات المنظورة أمام القضاء.*
*وأشار إلى ضرورة التنسيق مع النيابة والأمن في اتخاذ إجراء الضبط للمخالفين في البناء العشوائي وإزالة الاستحداثات، موجهًا قطاع النقل والأشغال بتحمل المسؤولية في فتح الشوارع المغلقة.*
*وحث محافظ الضالع اللواء/عبداللطيف الشغدري، الجهات الإيرادية على تحصيل الموارد لضمان تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية .. مؤكدًا ضرورة اضطلاع الجميع بالمسؤولية في تعزيز البناء والتنمية وتفعيل دور المبادرات المجتمعية وفق برنامج الصمود الوطني.*
*وشدد على ضرورة إيجاد معالجات للباعة وأسواق القات العشوائية بالشوارع والجولات وإدخالهم السوق المركزي، للحد من الازدحام وعمل آلية موحدة بين النقل والأشغال والأمن والمرور لضبط العشوائيات.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م |اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
الذي يزيد الإنسان وعياً فيستفيد من كل شيء حتى يصبح لديه قدرة على أن يعرف عواقب الأمور، ويعرف الشخصيات ماذا يمكن أن تعمل، وكيف يمكن أن يكون عملها، هم المؤمنون، هم من يستنيرون بنور الله، هم من تزكوا نفوسهم، وتزكوا مداركهم، هم من يمتلكون الحكمة، لا يحصل هذا إلا ممن يسيرون على نهج الحق.
الهدي الإلهي قدم للناس بالشكل الذي يمكن أن يعطيهم بصيرة فيفهمون الأشياء قبل أن تحيط بهم آثارها السيئة، وإلا فكثير فـي الدنيـا مـن الناس عقلاء حتى وإن لم يكونوا مؤمنين، لكن متى ظهـر لديهـم وعـي؟ بعد الضرب، الضربة بعد الضربة حتى صحوا، وحتى فهموا.
أما المؤمنون فإن الله أراد لهم من خلال نـوره. ألم يقل عن كتابـه أنـه نـور، نور يضيء لك الطريق قبل أن تسقط في الهوة. في حفرة، قبل أن تطأ قدمك الشوك، نور ينير لك الطريق في هذه الحياة. الذي بيده نور وهو يمشي في الليل وإن كان الظلام شديداً هل يمكن أن يطأ شوكة أو يمكن أن يسقط في حفرة؟ لكن من لا يمتلك نوراً يمكن أن يسقط في حفرة، ويمكن أن يدعس شوكة ثم في الليلة الأخرى يكون قد حصل لديـه وعـي أنـه إذا سـار في هذه الطريق وليس لديه نور أنه سيحصل له هذه المشاكل التي حصلت بالأمس. ألم يحدث له وعي لكن بعد أن سار في طريق شائك ونالـه ما ناله.
فنجد البلدان، بلدان الغرب في أوروبا وأمريكا وغيرها تجد الناس هناك لديهـم وعي، وعي من خلال تجارب، هم ناس وهم بشر يعقلون، يفهمون، لكن تجارب، حاول أن تعرف شيئاً من التاريخ عن تلك البلدان تجد أنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أحداث دامية، وأحداث رهيبة داستهم وأحرقتهم وأنهكتهم.
لكن الإسلام، لكن الحق، لكن نور الله، هو من لا يريد لعباده المؤمنين أن يكونوا على هذا النحو، لا يبصرون إلا بعد أن يقعوا في الحفر، وتطأ أقدامهم الشوك، وبعد أن يتلقوا الضربة بعد الضربة، يقدم لهم النور، ألم يقل عن رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه بعثه للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وقال عن كتابه الكريم أنه نور، هو نور ينير لك الدروب فتعرف الأشياء قبل أن تقع عليك نتائجها السيئة.
ألم يوبخ في القرآن الكريم من يحملون هذه المشاعر الذين لا يبصرون إلا بعد أن يسقطوا على وجوههم؟ فقال في القرآن الكريم عن كثير من أولئك سواء في الدنيا أو في الآخرة كما قال عنهم أنهم يقولون بين يدي الله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة:12).
ولاحظوا هذه قاعدة في هدي الله سبحانه وتعالى - كما نفهم - أنه إذا كان هناك شيء الله يوبخ الناس عليه، أو يعتبره خصلة سيئة في وعيهم، هو من عمل الكثير داخل كتابه على أن يكون عباده المؤمنين بعيدين عن أن يقعوا في مثله، أي هو من أعطاهم وعياً وبصيرة، حتى لا يحصل لديهم ما حصل لدى الآخرين، حتى لا يكونـوا كأولئـك الذيـن يتحسرون بعد فوات الأوان.
قلنا خلال درس من الدروس: نحن طائفة لديها عقائد، والبعض منا كطلاب علم يعرف الأشياء عبارة عن عقائد مكتوبة في كتاب قرأها هو من كتب أهل البيت ومسلِّم معهم، وماشي معهم، ومصدق معهم، وقد لا يكون وصل في إيمانه بتلك العقيدة إلى درجة عالية، فتراه إذا مـا تعـرض لشبهـة من جانب آخرين يهتز بل قد يتحول. ألم نشاهد كهذا؟ ألم نشاهد أن هناك الكثير من الزيدية منهم من تحول إلى وهابي، ومنهم من تحول إلى علمانـي متنكر لدينه، ومنهم من تحول إلى اثنا عشري، أو إلى أي مذهب آخر. ما الذي ينقصه؟ ينقصه أنه لم يعمل على أن يبصر ما حوله من الشواهد.
وقلنا: إن هذه الشواهد هذه الأحداث في هذه الدنيا هي تعطيك بصيرة تعرف من خلالها صحة عقائدك، تعـرف مـن خلالهـا أن تلـك العقيـدة التـي قرأتهـا واعتقدتها أنها حق لا شك فيه، تلمس الشواهد عليها قائمة، وكثيرة جداً، شواهد كثيرة جداً، جداً، لكن لمن يتأمل، ولمن يستطيع أن يعرف كيف يربط هذا الحدث بهذا الشيء، كيف يعرف العبر في الأحداث، فهذه الأحداث تأملاتك لها تفيدك حتى في الجانب الاعتقادي فتزيدك بصيرة فيما أنت عليه أنه حق.
وهذه قضية مهمة جداً، لأنني قد أقرأ في كتاب فأرى عقيدة معينة، وقد يكون الكتاب مختصراً فلم يشرح لي الكثير من الشواهد على صحتها فيصادف أن أجلس في مجلس وفيه شخص من فئة أخرى لكنه ممن يحرص على أن يغير عقيدتي فيتحدث، وعادة عندما يتحدث أي شخص معك من الطوائف الأخرى هو من يحاول أن ينمق كلامه، وأن يقدم لك أشياء بشكل أدلة هي ما يسمى بالشبهة، لأنه عادة لا يرقى شيء إلى درجة أن يسمى دليل في مواجهة الحق أبداً.
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 10/2/2002م |اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
الذي يزيد الإنسان وعياً فيستفيد من كل شيء حتى يصبح لديه قدرة على أن يعرف عواقب الأمور، ويعرف الشخصيات ماذا يمكن أن تعمل، وكيف يمكن أن يكون عملها، هم المؤمنون، هم من يستنيرون بنور الله، هم من تزكوا نفوسهم، وتزكوا مداركهم، هم من يمتلكون الحكمة، لا يحصل هذا إلا ممن يسيرون على نهج الحق.
الهدي الإلهي قدم للناس بالشكل الذي يمكن أن يعطيهم بصيرة فيفهمون الأشياء قبل أن تحيط بهم آثارها السيئة، وإلا فكثير فـي الدنيـا مـن الناس عقلاء حتى وإن لم يكونوا مؤمنين، لكن متى ظهـر لديهـم وعـي؟ بعد الضرب، الضربة بعد الضربة حتى صحوا، وحتى فهموا.
أما المؤمنون فإن الله أراد لهم من خلال نـوره. ألم يقل عن كتابـه أنـه نـور، نور يضيء لك الطريق قبل أن تسقط في الهوة. في حفرة، قبل أن تطأ قدمك الشوك، نور ينير لك الطريق في هذه الحياة. الذي بيده نور وهو يمشي في الليل وإن كان الظلام شديداً هل يمكن أن يطأ شوكة أو يمكن أن يسقط في حفرة؟ لكن من لا يمتلك نوراً يمكن أن يسقط في حفرة، ويمكن أن يدعس شوكة ثم في الليلة الأخرى يكون قد حصل لديـه وعـي أنـه إذا سـار في هذه الطريق وليس لديه نور أنه سيحصل له هذه المشاكل التي حصلت بالأمس. ألم يحدث له وعي لكن بعد أن سار في طريق شائك ونالـه ما ناله.
فنجد البلدان، بلدان الغرب في أوروبا وأمريكا وغيرها تجد الناس هناك لديهـم وعي، وعي من خلال تجارب، هم ناس وهم بشر يعقلون، يفهمون، لكن تجارب، حاول أن تعرف شيئاً من التاريخ عن تلك البلدان تجد أنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بعد أحداث دامية، وأحداث رهيبة داستهم وأحرقتهم وأنهكتهم.
لكن الإسلام، لكن الحق، لكن نور الله، هو من لا يريد لعباده المؤمنين أن يكونوا على هذا النحو، لا يبصرون إلا بعد أن يقعوا في الحفر، وتطأ أقدامهم الشوك، وبعد أن يتلقوا الضربة بعد الضربة، يقدم لهم النور، ألم يقل عن رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أنه بعثه للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وقال عن كتابه الكريم أنه نور، هو نور ينير لك الدروب فتعرف الأشياء قبل أن تقع عليك نتائجها السيئة.
ألم يوبخ في القرآن الكريم من يحملون هذه المشاعر الذين لا يبصرون إلا بعد أن يسقطوا على وجوههم؟ فقال في القرآن الكريم عن كثير من أولئك سواء في الدنيا أو في الآخرة كما قال عنهم أنهم يقولون بين يدي الله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة:12).
ولاحظوا هذه قاعدة في هدي الله سبحانه وتعالى - كما نفهم - أنه إذا كان هناك شيء الله يوبخ الناس عليه، أو يعتبره خصلة سيئة في وعيهم، هو من عمل الكثير داخل كتابه على أن يكون عباده المؤمنين بعيدين عن أن يقعوا في مثله، أي هو من أعطاهم وعياً وبصيرة، حتى لا يحصل لديهم ما حصل لدى الآخرين، حتى لا يكونـوا كأولئـك الذيـن يتحسرون بعد فوات الأوان.
قلنا خلال درس من الدروس: نحن طائفة لديها عقائد، والبعض منا كطلاب علم يعرف الأشياء عبارة عن عقائد مكتوبة في كتاب قرأها هو من كتب أهل البيت ومسلِّم معهم، وماشي معهم، ومصدق معهم، وقد لا يكون وصل في إيمانه بتلك العقيدة إلى درجة عالية، فتراه إذا مـا تعـرض لشبهـة من جانب آخرين يهتز بل قد يتحول. ألم نشاهد كهذا؟ ألم نشاهد أن هناك الكثير من الزيدية منهم من تحول إلى وهابي، ومنهم من تحول إلى علمانـي متنكر لدينه، ومنهم من تحول إلى اثنا عشري، أو إلى أي مذهب آخر. ما الذي ينقصه؟ ينقصه أنه لم يعمل على أن يبصر ما حوله من الشواهد.
وقلنا: إن هذه الشواهد هذه الأحداث في هذه الدنيا هي تعطيك بصيرة تعرف من خلالها صحة عقائدك، تعـرف مـن خلالهـا أن تلـك العقيـدة التـي قرأتهـا واعتقدتها أنها حق لا شك فيه، تلمس الشواهد عليها قائمة، وكثيرة جداً، شواهد كثيرة جداً، جداً، لكن لمن يتأمل، ولمن يستطيع أن يعرف كيف يربط هذا الحدث بهذا الشيء، كيف يعرف العبر في الأحداث، فهذه الأحداث تأملاتك لها تفيدك حتى في الجانب الاعتقادي فتزيدك بصيرة فيما أنت عليه أنه حق.
وهذه قضية مهمة جداً، لأنني قد أقرأ في كتاب فأرى عقيدة معينة، وقد يكون الكتاب مختصراً فلم يشرح لي الكثير من الشواهد على صحتها فيصادف أن أجلس في مجلس وفيه شخص من فئة أخرى لكنه ممن يحرص على أن يغير عقيدتي فيتحدث، وعادة عندما يتحدث أي شخص معك من الطوائف الأخرى هو من يحاول أن ينمق كلامه، وأن يقدم لك أشياء بشكل أدلة هي ما يسمى بالشبهة، لأنه عادة لا يرقى شيء إلى درجة أن يسمى دليل في مواجهة الحق أبداً.
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
الحق هو الذي يمتلك الدليل وحده على أنه حق، وليس باستطاعة الباطل أن يقدم لنفسه دليلاً يرقى إلى درجة الحق أبداً، فلهذا تسمى شبهة. لماذا تسمى شبهة؟ قالوا: لأنها تجعل القضية شبيهة بالحق، فيصبح ما قاله لك ذلك الشخص الوهابي مثلاً وهو ينمق لـك الكـلام ويسرد عليك الأدلة: أخرجه فلان ورواه فلان، وكانت هذه عقيدة السلف، فلان وفلان والأكثرية من الأمـة عليه. وهكذا. عبارات من هذه، هي شبهة كلها ليست أدلة.
والشبهة هي أيضاً جانب من الباطل هي نفسها لا تستطيع أن تقف في مواجهة الحق، هي بطبيعتها تزهـق إذا مـا جـاء الحـق تزهق، لكنها ستصبح لدى الشخص الذي لا يمتلك بصيرة، ولا يتأمل في كل ما حوله لا يقرأ كتاب هذا الكون، لا يقرأ كتاب هذا العالم، لا يقرأ صفحاته، لا يقرأ سطوره، التي هي الأحداث والمتغيرات فيه تصبح تلك الشبهة لديه دليلاً أقوى من دليل الحق.
أليس هذا هو من الجهل؟ أن تصير في واقعك من حيث لا تشعر، تنظر إلى الباطل الذي هو في واقعه باطل فيصبح لديك هو الحق بعينه، والحق الحقيقي الذي كان لديك يصبح هو الباطل. أليس هذا هو الجهل؟
هـل أن في الدنيا ما يمكن أن يجعل الباطل في واقعه يصبح حقاً؟ لا. لا يمكن، لأن الحق هـو مـن الله، ومـا كان من الله لا يمكن لأي طرف آخر أن يحصل منه ما يحوله إلى باطل، أو ما يجعـل مـا لـدى ذلـك الطـرف يقدم نفسه هو الحق الذي لا شك فيه، وما كان من عند الله يبدو محل ارتياب، أو يبدو باطلاً كما أسلفنا. لا يمكن هذا أبداً. إنما أنا بجهلي الذي أرى الحق باطلاً، ويصبح الباطل لدي حقاً، لأنها تشتبه علي الأمور، وجاء من شبه عليَّ، جاء من لبس عليَّ.
وفي نفس الوقت هل أن الحق الذي جاء من الله سبحانه وتعالى جاء هكذا، قدم ليس له شواهد؟ له الشواهد الكثيرة، الشواهد التي لا تكون فقط في عصر واحد ولا في يوم واحد، شواهد كثيرة جداً، جداً تمشي مع الأمـة جيـلاً بعد جيل، لأن الله رحيم بعباده، فهو لن يقدم الحق من عنده بإيجاز وبعبارات مختصرة، ثم لا تكون هناك الشواهد الكثيرة عليه، فيكون مما أدى إلى أن ينطلي عليك الباطل هو أن هذا الحق الـذي قدم من عند الله ليس هناك شواهد كثيرة تصل بي إلى درجة ألا أتأثر بالباطل. لكن أنا عندما لا أبصر تلك الشواهد يصبح الحق الذي جاء من عند الله هكذا حق مجرد لا يمتلك أي شواهد، فيتحول بين عشية وضحاها إلى باطل.
ولهذا روي عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهـو يتحـدث عـن الفتـن، والفتـن عادة هي أحداث تلتبس فيها الأمور، يلتبس فيها الحق بالباطل، لا أن الحق في واقعه اخترق جسمه الباطل فالتبس به، لا، إنما نحن في قصور وعينا قدم الباطل لنا بشكل حق فقبلناه من أي طرف، هكذا يأتي في الفتن، فما الـذي سيحصل قال فيه: ((يمسي المرء مؤمناً ويصبح كافراً، أو يصبح مؤمناً ويمسي كافراً)) أليس الكفر باطلاً، والإيمان هو الحق.
عندما تكون في الصبح مؤمناً ثم تصبح في المساء كافراً، أي أنـك تنكـرت فـي واقعـك لذلـك الإيمـان الـذي كنـت عليـه فـي الصبـاح فأصبح ما كان إيماناً لديك وهو الحق أصبح ماذا؟ أصبح من وجهة نظرك باطلاً، فحل محله في نفسك الكفر، يمسي المرء مؤمناً ويصبح كافراً، أو يصبح مؤمناً ويمسي كافراً!
أليس هذا تغير سريع؟ تغيـر سريـع، مـا الـذي هيـأ الإنسان إلى أن يتغير هذا التغير السريع في خلال ساعات؟ هو لأنه لم يشاهد ما لديه ويبصر ما لديه، لأن الله كما أسلفنا إذا ما قدم حقـاً للناس فإنه كما قال عنه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت:53) تأتي الشواهد الكثيرة، وإذا مـا أبصرت الحق وأنت ممن يتأمل فيبصر الشواهد على الحق فإنك من لا يستطيع أحـد أن يغيـرك ولا علـى مدى ألف سنة فضلاً عن أن تتغير خلال أربعة وعشرين ساعة، أو خلال اثني عشر ساعة.
أليس هـذا الحديـث يـدل علـى أن هنـاك مـن يتغير خلال اثني عشر ساعة؟ لأنهم لا يبصرون الشواهد الأخرى على الحق، لكن من يبصر الشواهد على الحق هو من لا يتغير ولا خلال ألف سنة، وكيف يتغير وهو يبصر في كل سنة، بل ربما في كل شهر، بل في كل يوم يبصر الشواهد على ذلك الحق تعززه في نفسه وتقرره في نفسه وتوسع معانيه في نفسه، فهو من لا يمكن أن يتغير، بل هو من سيزداد إيماناً. إيماناً. إيمانـاً كلما طال الزمن وكلما كثرت الأحداث، فإذا مـا جاءت الفتن فلتكن كيفما كانت هو من لا يتغير أبداً أمامها، لأن لديه أسس من البداية، لديه قواعد من البداية، ولديـه الأحداث المتكررة هي من تمكنه في الأخير أن يعرف أن كل ذلك الذي قدم إلي بشكل حق أنه لا شك أنه باطل، لأنني أراه من جهة هي في أساسها مبطلة.
والشبهة هي أيضاً جانب من الباطل هي نفسها لا تستطيع أن تقف في مواجهة الحق، هي بطبيعتها تزهـق إذا مـا جـاء الحـق تزهق، لكنها ستصبح لدى الشخص الذي لا يمتلك بصيرة، ولا يتأمل في كل ما حوله لا يقرأ كتاب هذا الكون، لا يقرأ كتاب هذا العالم، لا يقرأ صفحاته، لا يقرأ سطوره، التي هي الأحداث والمتغيرات فيه تصبح تلك الشبهة لديه دليلاً أقوى من دليل الحق.
أليس هذا هو من الجهل؟ أن تصير في واقعك من حيث لا تشعر، تنظر إلى الباطل الذي هو في واقعه باطل فيصبح لديك هو الحق بعينه، والحق الحقيقي الذي كان لديك يصبح هو الباطل. أليس هذا هو الجهل؟
هـل أن في الدنيا ما يمكن أن يجعل الباطل في واقعه يصبح حقاً؟ لا. لا يمكن، لأن الحق هـو مـن الله، ومـا كان من الله لا يمكن لأي طرف آخر أن يحصل منه ما يحوله إلى باطل، أو ما يجعـل مـا لـدى ذلـك الطـرف يقدم نفسه هو الحق الذي لا شك فيه، وما كان من عند الله يبدو محل ارتياب، أو يبدو باطلاً كما أسلفنا. لا يمكن هذا أبداً. إنما أنا بجهلي الذي أرى الحق باطلاً، ويصبح الباطل لدي حقاً، لأنها تشتبه علي الأمور، وجاء من شبه عليَّ، جاء من لبس عليَّ.
وفي نفس الوقت هل أن الحق الذي جاء من الله سبحانه وتعالى جاء هكذا، قدم ليس له شواهد؟ له الشواهد الكثيرة، الشواهد التي لا تكون فقط في عصر واحد ولا في يوم واحد، شواهد كثيرة جداً، جداً تمشي مع الأمـة جيـلاً بعد جيل، لأن الله رحيم بعباده، فهو لن يقدم الحق من عنده بإيجاز وبعبارات مختصرة، ثم لا تكون هناك الشواهد الكثيرة عليه، فيكون مما أدى إلى أن ينطلي عليك الباطل هو أن هذا الحق الـذي قدم من عند الله ليس هناك شواهد كثيرة تصل بي إلى درجة ألا أتأثر بالباطل. لكن أنا عندما لا أبصر تلك الشواهد يصبح الحق الذي جاء من عند الله هكذا حق مجرد لا يمتلك أي شواهد، فيتحول بين عشية وضحاها إلى باطل.
ولهذا روي عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وهـو يتحـدث عـن الفتـن، والفتـن عادة هي أحداث تلتبس فيها الأمور، يلتبس فيها الحق بالباطل، لا أن الحق في واقعه اخترق جسمه الباطل فالتبس به، لا، إنما نحن في قصور وعينا قدم الباطل لنا بشكل حق فقبلناه من أي طرف، هكذا يأتي في الفتن، فما الـذي سيحصل قال فيه: ((يمسي المرء مؤمناً ويصبح كافراً، أو يصبح مؤمناً ويمسي كافراً)) أليس الكفر باطلاً، والإيمان هو الحق.
عندما تكون في الصبح مؤمناً ثم تصبح في المساء كافراً، أي أنـك تنكـرت فـي واقعـك لذلـك الإيمـان الـذي كنـت عليـه فـي الصبـاح فأصبح ما كان إيماناً لديك وهو الحق أصبح ماذا؟ أصبح من وجهة نظرك باطلاً، فحل محله في نفسك الكفر، يمسي المرء مؤمناً ويصبح كافراً، أو يصبح مؤمناً ويمسي كافراً!
أليس هذا تغير سريع؟ تغيـر سريـع، مـا الـذي هيـأ الإنسان إلى أن يتغير هذا التغير السريع في خلال ساعات؟ هو لأنه لم يشاهد ما لديه ويبصر ما لديه، لأن الله كما أسلفنا إذا ما قدم حقـاً للناس فإنه كما قال عنه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت:53) تأتي الشواهد الكثيرة، وإذا مـا أبصرت الحق وأنت ممن يتأمل فيبصر الشواهد على الحق فإنك من لا يستطيع أحـد أن يغيـرك ولا علـى مدى ألف سنة فضلاً عن أن تتغير خلال أربعة وعشرين ساعة، أو خلال اثني عشر ساعة.
أليس هـذا الحديـث يـدل علـى أن هنـاك مـن يتغير خلال اثني عشر ساعة؟ لأنهم لا يبصرون الشواهد الأخرى على الحق، لكن من يبصر الشواهد على الحق هو من لا يتغير ولا خلال ألف سنة، وكيف يتغير وهو يبصر في كل سنة، بل ربما في كل شهر، بل في كل يوم يبصر الشواهد على ذلك الحق تعززه في نفسه وتقرره في نفسه وتوسع معانيه في نفسه، فهو من لا يمكن أن يتغير، بل هو من سيزداد إيماناً. إيماناً. إيمانـاً كلما طال الزمن وكلما كثرت الأحداث، فإذا مـا جاءت الفتن فلتكن كيفما كانت هو من لا يتغير أبداً أمامها، لأن لديه أسس من البداية، لديه قواعد من البداية، ولديـه الأحداث المتكررة هي من تمكنه في الأخير أن يعرف أن كل ذلك الذي قدم إلي بشكل حق أنه لا شك أنه باطل، لأنني أراه من جهة هي في أساسها مبطلة.
Forwarded from جراح الضالع شليل
مثلاً عندمـا يقـوم أمامـك خطيب من طائفة عقيدتها باطلة، في عقيدتها ضلال أنت تعرفه، فيقوم في محراب المسجد ويكون شخصاً قديراً على الكلام ويتكلم بالقرآن، ويسرد الكثير من الأحاديث، ويحلل وينمق كلامه، أنت من لا يمكن أن تتغير به، لأنك تعرف أن هذا من أساسه على ضلال فمن كان على ضلال لا يمكن أن يهدي إلى الحق ومن كان على هذا النحو لا يمكن أن أغتر به وأن أقبله قدوة لي وأن أعتمد عليه في ديني، لأن المسألة أرقى من هذا، المسألة أرقى من هذا، إن المفترض هو أنك لا تقبل من لا يهدي إلى الحق إلا أن يهدى إليه، لأن الله قال: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِـدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (يونس:35).
إذا كانت هذه الآية تعني بأنك وأنت تبحث عن قدوة، وأنت تبحث عمن تتبع، هنا شخص يقدم الحق، وهنا شخص أيضاً يقدم الحق لكن من الأولى؟ من يهدي إلى الحق أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟ فكيف تغتر بمن هو على ضلال في واقعه، وأنت من يريد الله منك أنك لا تكون على هذا النحو تقبل الحق ممن لا يهدي إليه إلا أن يهدى.
مثل ما بيحصل في [الظاهرة] في بعض الأسواق يأتي الشخص الذي [يظهر] من هناك، من تحت و[الدوشان] يطلع فوق يقول: قل كـذا. قـال: كـذا. وهكذا. أليس الدوشان لا يهدي إلا أن يُهدى؟ هكذا.
فأنت عندما تكون عارفاً أن ذلك الشخص من أساسه على باطل فأنت من لا يمكن أن تتأثر بالكلام المعسول مهما كان، ومهما كان شكل ذلك الشخص، فلتكن لحيته طويلة، وليكن جسمه سميناً، وليكن مظهره يملأ محراب المسجد، وليكن صوته بالشكل الذي يرن منه المسجد، أنت من لا يمكن أن تنطلي عليك هذه المظاهر، وهذه الشكليات وليسرد عليك الآية تلو الآية، أنت تعرف أن ذلـك علـى ضلال، فإذا كان على ضلال فمعنى ذلـك أنـه لـم يهتد بعد بالقرآن فكيف يمكن أن يهدي إلى الحق من القرآن.
عنـد مـن تأتي هذه البصيرة؟ عند من لديه ثوابت، عند من هو مستقيم في عقيدته، عند من لديه رؤية صحيحة وبصيرة نافذة. وهل تكون الرؤية الصحيحة والبصيرة النافذة فقط من خلال أن تقرأ في الكتاب الفلاني، لا بد أيضاً من قراءة الأحداث في واقع الحياة. ألم يقل الله في القـرآن الكريـم وهـو الـذي هو آيات هي آيات مقروءة أليس كذلك؟ وهي في نفسها حق، وهي تكشف الكثير من الحق، والإنسان المؤمن بها يعرف الحق جلياً، من يعرف كيف يتدبرها وكيف يتأملها، لكن وأيضاً ستكون هناك شواهد في واقع الحياة {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت:53).
لا بد أن نقرأ آيات الله في الآفاق، لا بد أن نقرأ الأحداث حتى نستطيع أن نحصل على البصيرة، وعلى الوعي.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
إذا كانت هذه الآية تعني بأنك وأنت تبحث عن قدوة، وأنت تبحث عمن تتبع، هنا شخص يقدم الحق، وهنا شخص أيضاً يقدم الحق لكن من الأولى؟ من يهدي إلى الحق أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟ فكيف تغتر بمن هو على ضلال في واقعه، وأنت من يريد الله منك أنك لا تكون على هذا النحو تقبل الحق ممن لا يهدي إليه إلا أن يهدى.
مثل ما بيحصل في [الظاهرة] في بعض الأسواق يأتي الشخص الذي [يظهر] من هناك، من تحت و[الدوشان] يطلع فوق يقول: قل كـذا. قـال: كـذا. وهكذا. أليس الدوشان لا يهدي إلا أن يُهدى؟ هكذا.
فأنت عندما تكون عارفاً أن ذلك الشخص من أساسه على باطل فأنت من لا يمكن أن تتأثر بالكلام المعسول مهما كان، ومهما كان شكل ذلك الشخص، فلتكن لحيته طويلة، وليكن جسمه سميناً، وليكن مظهره يملأ محراب المسجد، وليكن صوته بالشكل الذي يرن منه المسجد، أنت من لا يمكن أن تنطلي عليك هذه المظاهر، وهذه الشكليات وليسرد عليك الآية تلو الآية، أنت تعرف أن ذلـك علـى ضلال، فإذا كان على ضلال فمعنى ذلـك أنـه لـم يهتد بعد بالقرآن فكيف يمكن أن يهدي إلى الحق من القرآن.
عنـد مـن تأتي هذه البصيرة؟ عند من لديه ثوابت، عند من هو مستقيم في عقيدته، عند من لديه رؤية صحيحة وبصيرة نافذة. وهل تكون الرؤية الصحيحة والبصيرة النافذة فقط من خلال أن تقرأ في الكتاب الفلاني، لا بد أيضاً من قراءة الأحداث في واقع الحياة. ألم يقل الله في القـرآن الكريـم وهـو الـذي هو آيات هي آيات مقروءة أليس كذلك؟ وهي في نفسها حق، وهي تكشف الكثير من الحق، والإنسان المؤمن بها يعرف الحق جلياً، من يعرف كيف يتدبرها وكيف يتأملها، لكن وأيضاً ستكون هناك شواهد في واقع الحياة {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} (فصلت:53).
لا بد أن نقرأ آيات الله في الآفاق، لا بد أن نقرأ الأحداث حتى نستطيع أن نحصل على البصيرة، وعلى الوعي.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع: قعطبة:تشييع جثمان الشهيد هزام المرادي في مديرية قعطبة بالضالع★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★شُيع بمديرية قعطبة، محافظة الضالع، اليوم، جثمان الشهيد هزام محمد عبده المرادي الذي استشهد وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن الوطن.★*
*وفي التشييع الذي تقدمه مدير مديرية قعطبة العميد الركن/داوود النهام ومسؤول التعبئة بالمديرية المجاهد/ابوجبريل عياش ،ومدير عام مكتب شؤون القبائل في مديرية قعطبة الشيخ/أنور محسن النهام، أشاد المشيعون ببطولات الشهيد وتضحياته في ميادين الصمود.*
*وعبروا عن الفخر والاعتزاز بكافة شهداء الوطن الذين سطروا الملاحم البطولية في مواجهة العدوان.*
*وقد وُوري جثمان الشهيد الثرى بروضة الشهداء بعزلة الوحج الوطيف بقعطبة.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع: قعطبة:تشييع جثمان الشهيد هزام المرادي في مديرية قعطبة بالضالع★*
★الأحد، 20 ذو القعدة 1446هـ الموافق 18 مايو 2025م.
#منصة_إعلام_الضالع.
*★شُيع بمديرية قعطبة، محافظة الضالع، اليوم، جثمان الشهيد هزام محمد عبده المرادي الذي استشهد وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن الوطن.★*
*وفي التشييع الذي تقدمه مدير مديرية قعطبة العميد الركن/داوود النهام ومسؤول التعبئة بالمديرية المجاهد/ابوجبريل عياش ،ومدير عام مكتب شؤون القبائل في مديرية قعطبة الشيخ/أنور محسن النهام، أشاد المشيعون ببطولات الشهيد وتضحياته في ميادين الصمود.*
*وعبروا عن الفخر والاعتزاز بكافة شهداء الوطن الذين سطروا الملاحم البطولية في مواجهة العدوان.*
*وقد وُوري جثمان الشهيد الثرى بروضة الشهداء بعزلة الوحج الوطيف بقعطبة.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
منصة إعلام الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.