Forwarded from جراح الضالع شليل
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله -الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 23/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.*
الكلام من بدايته يتجه نحو محاولة محاولة في أنفسنا كيف نـثق بالله سبحانه وتعالى، كيف تعظم ثقتنا بالله؟ كيف تكون ثقتنا بالله قوية؟.
وقلنا بالأمس: بأن الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى يتسع الحديث عنها في مجالاتٍ أخرى, وبشكلٍ آخر, من حيث: كونها مظاهر من مظاهر حكمته، وقدرته، وعلمه، وتدبيره، ورعايته، وملكوته، وألوهيته، وربوبيته.. إلى غير ذلك.
وشيء آخر مما يساعد على أن نعرف الله سبحانه وتعالى بالشكل الذي نحصل من ورائه على تعزيز لثقتنا به سبحانه وتعالى هو: حديثه في القرآن الكريم عن ذاته سبحانه وتعالى في الثناء على ذاته، وعن ما ذكره من مخلوقاته الكثيرة باعتبارها مظاهر من مظاهر ملكوته، وأنه هو من له الْمُلك، هو رب العالمين، هو من له الملك، ونفاذ الأمر في العالمين.
منها: ما ذكره سبحانه وتعالى في أول [سورة الحديد]: بِسم الله الرَّحمنِ الِّرحيْم {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(الحديد: 1). سبح لله: نزهه, وشهد بنزاهته وقدسيته، نزاهته عن كل ما لا يليق به، نزاهته عن كل عيب ونقص، نزاهته عما لا يليق بكماله، فكل ما في السماوات والأرض يشهد بنزاهة الله, سواءً من كان ينطق بذلك، أو من كان في نفسه شاهداً على ذلك.
هو العزيز: المَنِيع الذي لا يُقهر، لا يُغلَب ولا يُغالَب، هو غالب على أمره، هو العزيز الذي يَمنح مِن عزته من اعتزّ به، يمنح مِن عزَّتِه أولياءَه، فيصبحون كما قال عنهم: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (المائدة: 54).
الحكيم فيما يصدر منه، الحكيم في تدبيره، الحكيم في هدايته، الحكيم في تشريعه، الحكيم في تدبيره لشؤون خلقه.
{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الحديد: 2) هو مَلِك السماوات والأرض، مَلِكُها ومَالِكُها. قد يكون الإنسان في هذه الدنيا ملكاً فيَحدُث انقلاب فيصبح مطروداً منفياً فيَملِك غيرُه، أمَّا الله سبحانه وتعالى فهو الملك، هو المالك، هو الملك ذو المُلك الدائم في سلطانه {يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الحديد:2)، كل شيء يريده هو قادرٌ عليه، {وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ليس هناك أشمل من هذه العبارة، ولا أوضح منها في: أنه لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد أن ينفذه، فهو قادر وهو قاهر في نفس الوقت.
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد:3) ثَناءٌ على الله، وبيان لكماله المطلق سبحانه وتعالى. {هُوَ الْأَوَّلُ} عبارة: {الْأَوَّلُ} تعني: لا شيء قبله، لا أولَ لأوَّلِيَّته، ليس هناك شيء سبقه أبداً في الوجود، {هُوَ الْأَوَّلُ} وهذه العبارة أفضل بكثير من عبارة [المتكلمين] التي يرددونها:[القديم] فيسمون الله قديماً، وهذا - في ما أعتقد - لم تَرِد في القرآن الكريم ولا مرة واحدة: أن يصف نفسه, وأن يجعلها من أسمائه [القديم]؛ لأن كلمة:[قديم] ليست مما يصح أن يُمدَح الله بها سبحانه وتعالى؛ لما فيها من إيهام وهو: أنها تُوهِم العمق الزمني, توهم العمق الزمني، كلمة: قديم، وهي في نفس الوقت إنما تعني..تعني ماذا؟ أنه لم يسبقه عدم، [قديم]: لم يسبقه عدم.
بينما كلمة: {الأول} هي أهم بكثير، فهي لا تُوهِمُ هذا الإيهَام، وهي تتجه إلى نفس المطلوب بِدَايةً، دون ترتيب مُقَدِّمات، الله هو الأول فلا شيء قبله، وهذا هو المطلوب: أن يثبت أن كل من سواه هو مخلوق له سبحانه وتعالى.
{وَ}هو {الْآخِرُ} بعد فناء الأشياء, {وَ}هو {الظَّاهِرُ}، الظاهر لعباده، الظاهر لمخلوقاته، ليس غائباً كما يقول [المتكلمون]! فيقولون: [قياساً للغائب على الشاهد]، يعرف هذا من قرأ في كتب [علم الكلام] وهذه العبارة القاصرة التي ترسخ غياب الله في ذهنية الإنسان، وفعلاً الإنسان الذي يتأمل سيجد كم كان لهذه من آثار سيئة جداً، ترسيخ في شعور الإنسان غياب الله بهذه العبارات: [من باب قياس الغائب على الشاهد] وهكذا يكررونها.
ولهذا لما جعلوا الله غائباً اتجهوا ليـبحثوا عن وجوده هو، عن هل هو موجود أو لا، فيأتوا إلى ترتيب مقدمات معينة، تبدأ بالحديث عن [أن هذه الأشياء وجدناها مُحدَثة؛ لكونها ملازمة لعلامات الحدوث، إذاً فهي مُحدَثة، إذاً هناك من هو مُحْدِثٌ لها، إذاً هناك مُحدِث]، وعلى هذا النحو يتحركون فيجعلون الله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا بحاجة إلى أن نستدل على وجوده بأي شيء من مخلوقاته، بينما هو يصف نفسه سبحانه وتعالى بأنه: {الظَّاهِرُ}، هو أظهر من مخلوقاته، هو أظهر من مخلوقاته، هو من
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله -الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 23/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.*
الكلام من بدايته يتجه نحو محاولة محاولة في أنفسنا كيف نـثق بالله سبحانه وتعالى، كيف تعظم ثقتنا بالله؟ كيف تكون ثقتنا بالله قوية؟.
وقلنا بالأمس: بأن الحديث عن نعم الله سبحانه وتعالى يتسع الحديث عنها في مجالاتٍ أخرى, وبشكلٍ آخر, من حيث: كونها مظاهر من مظاهر حكمته، وقدرته، وعلمه، وتدبيره، ورعايته، وملكوته، وألوهيته، وربوبيته.. إلى غير ذلك.
وشيء آخر مما يساعد على أن نعرف الله سبحانه وتعالى بالشكل الذي نحصل من ورائه على تعزيز لثقتنا به سبحانه وتعالى هو: حديثه في القرآن الكريم عن ذاته سبحانه وتعالى في الثناء على ذاته، وعن ما ذكره من مخلوقاته الكثيرة باعتبارها مظاهر من مظاهر ملكوته، وأنه هو من له الْمُلك، هو رب العالمين، هو من له الملك، ونفاذ الأمر في العالمين.
منها: ما ذكره سبحانه وتعالى في أول [سورة الحديد]: بِسم الله الرَّحمنِ الِّرحيْم {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}(الحديد: 1). سبح لله: نزهه, وشهد بنزاهته وقدسيته، نزاهته عن كل ما لا يليق به، نزاهته عن كل عيب ونقص، نزاهته عما لا يليق بكماله، فكل ما في السماوات والأرض يشهد بنزاهة الله, سواءً من كان ينطق بذلك، أو من كان في نفسه شاهداً على ذلك.
هو العزيز: المَنِيع الذي لا يُقهر، لا يُغلَب ولا يُغالَب، هو غالب على أمره، هو العزيز الذي يَمنح مِن عزته من اعتزّ به، يمنح مِن عزَّتِه أولياءَه، فيصبحون كما قال عنهم: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (المائدة: 54).
الحكيم فيما يصدر منه، الحكيم في تدبيره، الحكيم في هدايته، الحكيم في تشريعه، الحكيم في تدبيره لشؤون خلقه.
{لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الحديد: 2) هو مَلِك السماوات والأرض، مَلِكُها ومَالِكُها. قد يكون الإنسان في هذه الدنيا ملكاً فيَحدُث انقلاب فيصبح مطروداً منفياً فيَملِك غيرُه، أمَّا الله سبحانه وتعالى فهو الملك، هو المالك، هو الملك ذو المُلك الدائم في سلطانه {يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(الحديد:2)، كل شيء يريده هو قادرٌ عليه، {وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، ليس هناك أشمل من هذه العبارة، ولا أوضح منها في: أنه لا أحد يستطيع أن يحول بينه وبين ما يريد أن ينفذه، فهو قادر وهو قاهر في نفس الوقت.
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد:3) ثَناءٌ على الله، وبيان لكماله المطلق سبحانه وتعالى. {هُوَ الْأَوَّلُ} عبارة: {الْأَوَّلُ} تعني: لا شيء قبله، لا أولَ لأوَّلِيَّته، ليس هناك شيء سبقه أبداً في الوجود، {هُوَ الْأَوَّلُ} وهذه العبارة أفضل بكثير من عبارة [المتكلمين] التي يرددونها:[القديم] فيسمون الله قديماً، وهذا - في ما أعتقد - لم تَرِد في القرآن الكريم ولا مرة واحدة: أن يصف نفسه, وأن يجعلها من أسمائه [القديم]؛ لأن كلمة:[قديم] ليست مما يصح أن يُمدَح الله بها سبحانه وتعالى؛ لما فيها من إيهام وهو: أنها تُوهِم العمق الزمني, توهم العمق الزمني، كلمة: قديم، وهي في نفس الوقت إنما تعني..تعني ماذا؟ أنه لم يسبقه عدم، [قديم]: لم يسبقه عدم.
بينما كلمة: {الأول} هي أهم بكثير، فهي لا تُوهِمُ هذا الإيهَام، وهي تتجه إلى نفس المطلوب بِدَايةً، دون ترتيب مُقَدِّمات، الله هو الأول فلا شيء قبله، وهذا هو المطلوب: أن يثبت أن كل من سواه هو مخلوق له سبحانه وتعالى.
{وَ}هو {الْآخِرُ} بعد فناء الأشياء, {وَ}هو {الظَّاهِرُ}، الظاهر لعباده، الظاهر لمخلوقاته، ليس غائباً كما يقول [المتكلمون]! فيقولون: [قياساً للغائب على الشاهد]، يعرف هذا من قرأ في كتب [علم الكلام] وهذه العبارة القاصرة التي ترسخ غياب الله في ذهنية الإنسان، وفعلاً الإنسان الذي يتأمل سيجد كم كان لهذه من آثار سيئة جداً، ترسيخ في شعور الإنسان غياب الله بهذه العبارات: [من باب قياس الغائب على الشاهد] وهكذا يكررونها.
ولهذا لما جعلوا الله غائباً اتجهوا ليـبحثوا عن وجوده هو، عن هل هو موجود أو لا، فيأتوا إلى ترتيب مقدمات معينة، تبدأ بالحديث عن [أن هذه الأشياء وجدناها مُحدَثة؛ لكونها ملازمة لعلامات الحدوث، إذاً فهي مُحدَثة، إذاً هناك من هو مُحْدِثٌ لها، إذاً هناك مُحدِث]، وعلى هذا النحو يتحركون فيجعلون الله سبحانه وتعالى بالنسبة لنا بحاجة إلى أن نستدل على وجوده بأي شيء من مخلوقاته، بينما هو يصف نفسه سبحانه وتعالى بأنه: {الظَّاهِرُ}، هو أظهر من مخلوقاته، هو أظهر من مخلوقاته، هو من
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
غَرَزَ في نفوس عباده معرفته, المعرفة الجملية, لم يغب اسمه عن ذهنية البشرية.
والقرآن الكريم أكد هذه، وهو يذكر لنا كيف كان الأنبياء يدعون أممهم إلى الله، وكيف كانت تلك الأمم إنما تنازع في ما يتعلق بالوحدانية، أنها غير مستعدة أن تتخلى عن الآلهة الأخرى، لينفرد الله هو وحده بعبادتهم له، وينازعوا الأنبياء في أنه بعد لم يثبت لديهم أو أنهم يريدون أن يثبت لديهم بأنهم رسلٌ من الله، ليس هناك إشكالية حول وجود الله، حتى ولا عند الكافرين {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: 87) ولئن سألتَ مَن؟ سألت الكافرين.
بل يقول الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (صلوات الله عليهم): ((أن الله غرَزَ معرفته في نفوس عباده من الملائكة والإنس والجن)) حتى قال أيضاً: ((بل والطير والحيوانات الأخرى كلها تعرف الله)).
وكل ما تشاهده، كل ما تشاهده أنت في واقعك تشهد بسبق خالقه، بسبق صانعه في فطرتك قبل أن تنطلق لترتب مقدمات كلامية منطقية: [هذا مُحْدَث فلا بد له من مُحْدِث، فثبت أن له مُحْدِث]. من أين قلت: [مُحدَث]؟ أليس بعد أن شهدتَ بأن فيه علامات التدبير والخلق، إذاً أنت تشهد أولاً، أنت تشهد أولاً في فطرتك بوجود الخالق، وتشهد بسبق الخالق، وإلا لما عرفتَ أن هذا فعل، ولما انطلقت لترتب هذه المقدمة.
الله سبحانه وتعالى هو أظهر من كل مخلوقاته؛ ولهذا - في ما أفهم والله أعلم - لم أجد في القرآن الكريم آية واحدة - على الرغم مما ذكره الله سبحانه وتعالى من مظاهر قدرته ونعمته وحكمته و.. إلى آخره - أن ذكر شيئاً منها بعبارة: [أليس ذلك يدل على أنني كذا]، لا تجد هذه في القرآن الكريم، ليس هناك آية تقول: [أليس ذلك دليل على أني قادر، أليس ذلك دليل على أني حي، أليس ذلك دليل على أني حكيم، أليس ذلك يدل على أن لها خالق، يدل..]، لم ترد هذه إطلاقاً؛ لأنه هو {الظَّاهِرُ}، هو {الظَّاهِرُ}، هو الذي فطر النفوس على معرفته, بل لم يأتِ أحد ليسمي صنماً باسمه، أو يسمي بشراً باسمه، أو يسمي شيئاً باسمه، الذي هو اسم لذاته سبحانه وتعالى المقدسة: [الله]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم:65) كان المشركون يسمون الآلهة [هُبَل، اللاَّت، العُزَّي، وُد، سُواع، يَغُوث، يَعُوق].
الله معروف لدى البشر أنه [الله]، هو الإله, هو الذي خلق السموات والأرض، هو الذي خلقهم، هم يعرفون هذه، لم يأتوا ليسموا صنماً آخر باسمه أبداً، هو إله، بل هو إله مقدس لدى البشر، إله مقدس لدى البشر في كل مراحل تاريخ البشرية. بل يقول أحد الكتاب أيضاً: بأنه في هذا العصر - في استبيان - ظهر بعد أن اُكتشِفت مناطق بدائية، قُبُل بدائية، وعرف بأن الله معروف لديها، قُبُل بدائية في مجاهل أفريقيا وفي مناطق أخرى في هذا العالم، وما يزال بعضهم شبه عُراة، والله معروف لديهم.
هو {الظَّاهِرُ}؛ لهذا كان هناك تأثير سلبي وسيئ جداً لترتيبات المتكلمين المنطقية، لمقدماتهم المنطقية حيث جعلونا نحتاج نحن - حتى نعرفه - أن نستدل عليه بأي شيء من هذا لنعرف وجوده من حيث المبدأ: أن هناك إله, أن هناك [الله].
كيف وهو الذي قال سبحانه وتعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}(الشمس:7- 8) كيف يلهمها فجورها وتقواها ولا يلهمها معرفته، ولا يفطرها على معرفته، وهي من أهم.. من أهم ما يمكن أن تسير بالنفس نحو الهدى، وتصرفها عن الفجور - معرفته سبحانه وتعالى - هل مجرد أن تهتدي إلى ما هو تقوى وإلى ما هو فجور أهم من معرفته سبحانه وتعالى؟. هو قال: أَلْهَمَهَا {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فكيف لا يلهمها ما هو أساس.. ما هو الأساس في أن تنطلق في التقوى وتبتعد عن الفجور، وهو معرفته سبحانه وتعالى؟!.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
والقرآن الكريم أكد هذه، وهو يذكر لنا كيف كان الأنبياء يدعون أممهم إلى الله، وكيف كانت تلك الأمم إنما تنازع في ما يتعلق بالوحدانية، أنها غير مستعدة أن تتخلى عن الآلهة الأخرى، لينفرد الله هو وحده بعبادتهم له، وينازعوا الأنبياء في أنه بعد لم يثبت لديهم أو أنهم يريدون أن يثبت لديهم بأنهم رسلٌ من الله، ليس هناك إشكالية حول وجود الله، حتى ولا عند الكافرين {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} (الزخرف:9) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(الزخرف: 87) ولئن سألتَ مَن؟ سألت الكافرين.
بل يقول الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم (صلوات الله عليهم): ((أن الله غرَزَ معرفته في نفوس عباده من الملائكة والإنس والجن)) حتى قال أيضاً: ((بل والطير والحيوانات الأخرى كلها تعرف الله)).
وكل ما تشاهده، كل ما تشاهده أنت في واقعك تشهد بسبق خالقه، بسبق صانعه في فطرتك قبل أن تنطلق لترتب مقدمات كلامية منطقية: [هذا مُحْدَث فلا بد له من مُحْدِث، فثبت أن له مُحْدِث]. من أين قلت: [مُحدَث]؟ أليس بعد أن شهدتَ بأن فيه علامات التدبير والخلق، إذاً أنت تشهد أولاً، أنت تشهد أولاً في فطرتك بوجود الخالق، وتشهد بسبق الخالق، وإلا لما عرفتَ أن هذا فعل، ولما انطلقت لترتب هذه المقدمة.
الله سبحانه وتعالى هو أظهر من كل مخلوقاته؛ ولهذا - في ما أفهم والله أعلم - لم أجد في القرآن الكريم آية واحدة - على الرغم مما ذكره الله سبحانه وتعالى من مظاهر قدرته ونعمته وحكمته و.. إلى آخره - أن ذكر شيئاً منها بعبارة: [أليس ذلك يدل على أنني كذا]، لا تجد هذه في القرآن الكريم، ليس هناك آية تقول: [أليس ذلك دليل على أني قادر، أليس ذلك دليل على أني حي، أليس ذلك دليل على أني حكيم، أليس ذلك يدل على أن لها خالق، يدل..]، لم ترد هذه إطلاقاً؛ لأنه هو {الظَّاهِرُ}، هو {الظَّاهِرُ}، هو الذي فطر النفوس على معرفته, بل لم يأتِ أحد ليسمي صنماً باسمه، أو يسمي بشراً باسمه، أو يسمي شيئاً باسمه، الذي هو اسم لذاته سبحانه وتعالى المقدسة: [الله]، {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} (مريم:65) كان المشركون يسمون الآلهة [هُبَل، اللاَّت، العُزَّي، وُد، سُواع، يَغُوث، يَعُوق].
الله معروف لدى البشر أنه [الله]، هو الإله, هو الذي خلق السموات والأرض، هو الذي خلقهم، هم يعرفون هذه، لم يأتوا ليسموا صنماً آخر باسمه أبداً، هو إله، بل هو إله مقدس لدى البشر، إله مقدس لدى البشر في كل مراحل تاريخ البشرية. بل يقول أحد الكتاب أيضاً: بأنه في هذا العصر - في استبيان - ظهر بعد أن اُكتشِفت مناطق بدائية، قُبُل بدائية، وعرف بأن الله معروف لديها، قُبُل بدائية في مجاهل أفريقيا وفي مناطق أخرى في هذا العالم، وما يزال بعضهم شبه عُراة، والله معروف لديهم.
هو {الظَّاهِرُ}؛ لهذا كان هناك تأثير سلبي وسيئ جداً لترتيبات المتكلمين المنطقية، لمقدماتهم المنطقية حيث جعلونا نحتاج نحن - حتى نعرفه - أن نستدل عليه بأي شيء من هذا لنعرف وجوده من حيث المبدأ: أن هناك إله, أن هناك [الله].
كيف وهو الذي قال سبحانه وتعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}(الشمس:7- 8) كيف يلهمها فجورها وتقواها ولا يلهمها معرفته، ولا يفطرها على معرفته، وهي من أهم.. من أهم ما يمكن أن تسير بالنفس نحو الهدى، وتصرفها عن الفجور - معرفته سبحانه وتعالى - هل مجرد أن تهتدي إلى ما هو تقوى وإلى ما هو فجور أهم من معرفته سبحانه وتعالى؟. هو قال: أَلْهَمَهَا {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فكيف لا يلهمها ما هو أساس.. ما هو الأساس في أن تنطلق في التقوى وتبتعد عن الفجور، وهو معرفته سبحانه وتعالى؟!.
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
فالمعرفة الجملية لدى البشر قائمة, ومترسخة في ذهنيتهم, بما فطر نفوسهم عليه، وبواسطة رسله المتعاقبين جيلاً بعد جيل، وكتبه التي أنزلها إليهم، فلم يغب ذكره عن ذهن البشرية, ولا عن مسامعها، فهو {الظَّاهِرُ}.
يجب أن نلغي أن نلغي تماماً استخدام عبارات المتكلمين: [الغائب..الغائب.. قياساً للغائب على الشاهد, قياساً للغائب على الشاهد]، وأشياء من هذه.
وأول ما يرسخون في نفسيتك: أنك تقوم تبحث عمن هو الذي أسدى إليّ هذه النعمة، نبحث هنا وهنا.. نجد أن هذه النعم لها محدث، إذاً لها محدث. تمام اتفقنا.. مَن هو؟. بقي الإشكال مَن هو؟. لم يستطيعوا أن يجيبوا عليه..من هو؟ لأن غاية ما يمكن أن تحصل عليه من خلال تلك المقدمات هو ماذا؟: أن لها صانع. لا بأس لها صانع، لكن مَن هو؟ وأي دليل نظري ترتبه على هذا النحو يمكن أن يوصلك إلى الله؟ لا تجد.
لا يوصلك إلى الله إلا فطرتك، وإلا أنبياؤه وكتبه؛ ولهذا نجد: [وهو الله] هم بيقولوا هكذا: [فدل على أن لها محدث... وهو الله تعالى]!! هذه القفزة.. القفزة هذه ليست نتيجة منطقية لترتيب المقدمات هذه أبداً، نتيجةٌ منطقية هو أن لها محدث, لكن قولك: [وهو الله] من أين أتيت بها؟ إنما من خلال أنبيائه, من خلال كتبه، من خلال ما فطر النفوس عليه؛ لأن [وهو الله] هو يأتي بعد سؤال: إذاً فمن هو هذا المحدث؟ من هو؟ رتب لي مقدمات توصلني إلى أنه هو الله، الله.
[طَيْبْ] الله: هو اسم للذات المقدسة, عَلَم للذات المقدسة، الله سبحانه وتعالى, وهو الأساس لبقية أسمائه, تأتي بقية أسمائه في مقام الثناء بعد أن يكون الأساس الذي تضاف إليه وتستند عليه هو اسمه سبحانه وتعالى: الله.
فأي متكلم يستطيع أن يوصل بتسلسل استدلالاته المنطقية إلى الإجابة على من هو؟ ثم ليقول لي: هو الله.
الله إنما أتى من خلال الفطرة التي فطر النفوس عليها، ومن خلال أنبيائه ورسله، وليس عندما تقرأ في [العقد الثمين] أو تقرأ في [الأساس] أو تقرأ في كتب أخرى من هذه كتب المتكلمين المصبوغة بأساليب المعتزلة وعباراتهم فيقول لك: وهو الله.. وهو الله.. وهو الله.. الخ.
هو الله، لكن ليس على هذا الاستدلال الذي ذكرته، هذا الاستدلال يجعل الله بحاجة إلى أبسط مخلوقاته في أن يدل عليه، ونحن - كما قلنا سابقاً - لم نجد في القرآن الكريم آية واحدة بعد أن يذكر الله كثيراً من مظاهر خلقه, ومفردات هذا الكون فيقول: [أليس ذلك دليل على أني حي، أو على أني قادر]؟. أبداً يقول لك: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة:40) أي أليس مَن صنع هذا بقادر على أن يصنع هذا؟.
لاحظوا حتى في [سورة الحج] لم يفْرُق بين الموضوع إلا حرف واحد هو حرف [الباء]: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحج:6) بعد أن ذكر في بيان الأدلة التي تقمع كل ذلك الريب الذي لدى المشركين في ما يتعلق بالبعث {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}، لم يقل: ذلك أن الله هو الحق؛ فتوهم العبارة: أنه استدل على أنه حق بهذه الأشياء، فهي دلت على أنه حق. ذلك بسبب أنه هو الحق، بسبب أنه هو الحق كانت على هذا النحو. {وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، أي ولأنه يحيى الموتى، ولأنه على كل شيء قدير.
في آخر سورة [القيامة] قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة: 36-40) هل تستطيع أن تقول: أن ذلك هو إشارة إلى الله؟.. لا.. أليس هذا دليل على أن من قدر عليه هو قادر على أن يحيى الموتى، فيوجه الاستدلال إلى الفعل وليس إلى الدلالة عليه هو، من قدر على هذا قادرٌ على هذا، من صنع هذا قادر على صنع هذا, وهكذا تأتي.
تجد أيضاً في [سورة الغاشية] بنفس الأسلوب؛ بحيث لو لم تحمله على نفس الطريقة ستقول الاستدلال هذا غير منطقي. عندما قال - وهو يبين قدرته سبحانه وتعالى على البعث - : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}(الغاشية:1) القيامة.. إلى أن قال: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}(الغاشية:17- 20) في مقام ماذا؟ في الاستدلال على أن هناك بعث، لا بد من بعث.
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
فالمعرفة الجملية لدى البشر قائمة, ومترسخة في ذهنيتهم, بما فطر نفوسهم عليه، وبواسطة رسله المتعاقبين جيلاً بعد جيل، وكتبه التي أنزلها إليهم، فلم يغب ذكره عن ذهن البشرية, ولا عن مسامعها، فهو {الظَّاهِرُ}.
يجب أن نلغي أن نلغي تماماً استخدام عبارات المتكلمين: [الغائب..الغائب.. قياساً للغائب على الشاهد, قياساً للغائب على الشاهد]، وأشياء من هذه.
وأول ما يرسخون في نفسيتك: أنك تقوم تبحث عمن هو الذي أسدى إليّ هذه النعمة، نبحث هنا وهنا.. نجد أن هذه النعم لها محدث، إذاً لها محدث. تمام اتفقنا.. مَن هو؟. بقي الإشكال مَن هو؟. لم يستطيعوا أن يجيبوا عليه..من هو؟ لأن غاية ما يمكن أن تحصل عليه من خلال تلك المقدمات هو ماذا؟: أن لها صانع. لا بأس لها صانع، لكن مَن هو؟ وأي دليل نظري ترتبه على هذا النحو يمكن أن يوصلك إلى الله؟ لا تجد.
لا يوصلك إلى الله إلا فطرتك، وإلا أنبياؤه وكتبه؛ ولهذا نجد: [وهو الله] هم بيقولوا هكذا: [فدل على أن لها محدث... وهو الله تعالى]!! هذه القفزة.. القفزة هذه ليست نتيجة منطقية لترتيب المقدمات هذه أبداً، نتيجةٌ منطقية هو أن لها محدث, لكن قولك: [وهو الله] من أين أتيت بها؟ إنما من خلال أنبيائه, من خلال كتبه، من خلال ما فطر النفوس عليه؛ لأن [وهو الله] هو يأتي بعد سؤال: إذاً فمن هو هذا المحدث؟ من هو؟ رتب لي مقدمات توصلني إلى أنه هو الله، الله.
[طَيْبْ] الله: هو اسم للذات المقدسة, عَلَم للذات المقدسة، الله سبحانه وتعالى, وهو الأساس لبقية أسمائه, تأتي بقية أسمائه في مقام الثناء بعد أن يكون الأساس الذي تضاف إليه وتستند عليه هو اسمه سبحانه وتعالى: الله.
فأي متكلم يستطيع أن يوصل بتسلسل استدلالاته المنطقية إلى الإجابة على من هو؟ ثم ليقول لي: هو الله.
الله إنما أتى من خلال الفطرة التي فطر النفوس عليها، ومن خلال أنبيائه ورسله، وليس عندما تقرأ في [العقد الثمين] أو تقرأ في [الأساس] أو تقرأ في كتب أخرى من هذه كتب المتكلمين المصبوغة بأساليب المعتزلة وعباراتهم فيقول لك: وهو الله.. وهو الله.. وهو الله.. الخ.
هو الله، لكن ليس على هذا الاستدلال الذي ذكرته، هذا الاستدلال يجعل الله بحاجة إلى أبسط مخلوقاته في أن يدل عليه، ونحن - كما قلنا سابقاً - لم نجد في القرآن الكريم آية واحدة بعد أن يذكر الله كثيراً من مظاهر خلقه, ومفردات هذا الكون فيقول: [أليس ذلك دليل على أني حي، أو على أني قادر]؟. أبداً يقول لك: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة:40) أي أليس مَن صنع هذا بقادر على أن يصنع هذا؟.
لاحظوا حتى في [سورة الحج] لم يفْرُق بين الموضوع إلا حرف واحد هو حرف [الباء]: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحج:6) بعد أن ذكر في بيان الأدلة التي تقمع كل ذلك الريب الذي لدى المشركين في ما يتعلق بالبعث {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}، لم يقل: ذلك أن الله هو الحق؛ فتوهم العبارة: أنه استدل على أنه حق بهذه الأشياء، فهي دلت على أنه حق. ذلك بسبب أنه هو الحق، بسبب أنه هو الحق كانت على هذا النحو. {وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، أي ولأنه يحيى الموتى، ولأنه على كل شيء قدير.
في آخر سورة [القيامة] قال تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} (القيامة: 36-40) هل تستطيع أن تقول: أن ذلك هو إشارة إلى الله؟.. لا.. أليس هذا دليل على أن من قدر عليه هو قادر على أن يحيى الموتى، فيوجه الاستدلال إلى الفعل وليس إلى الدلالة عليه هو، من قدر على هذا قادرٌ على هذا، من صنع هذا قادر على صنع هذا, وهكذا تأتي.
تجد أيضاً في [سورة الغاشية] بنفس الأسلوب؛ بحيث لو لم تحمله على نفس الطريقة ستقول الاستدلال هذا غير منطقي. عندما قال - وهو يبين قدرته سبحانه وتعالى على البعث - : {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}(الغاشية:1) القيامة.. إلى أن قال: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}(الغاشية:17- 20) في مقام ماذا؟ في الاستدلال على أن هناك بعث، لا بد من بعث.
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
ما العلاقة بين الجمل والجبل والسماء منطقياً - كترتيب مقدمات منطقية - وبين البعث؟ ما العلاقة بين قامة الجمل وارتفاعه وطول قوائمه وبين البعث؟. هل هناك علاقة؟ إلا من هذا القبيل: أن من قدر على هذا, وظهر في هذا حكمته وقدرته على كل شيء، هو قادر على هذا الشيء الآخر؛ فلهذا كان الجمل دليلاً على البعث, من حيث أن من قدر على صنع هذا الجمل, وعلى خلق هذا الجبل, وعلى رفع هذه السماء بما فيها من وضوح على أنه هناك قدرة لا حد لها، لا يعجزها شيء.. إذاً فالبعث ممكن, فهو قادر على أن يحيي الموتى، قادر على أن يبعث الناس من جديد.
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★مناقشة مستوى أداء المكاتب التنفيذية بالضالع★*
★الأحد، 22 ربيع الأول 1447هـ الموافق 14 سبتمبر 2025م.
#إعلام_التعبئة_الضالع.
*★ناقش المكتب التنفيذي بمحافظة الضالع في اجتماعه اليوم،برأسة محافظ المحافظة اللواء/عبد اللطيف الشغدري، تقارير حول مستوى أداء المكاتب التنفيذية.★*
*★وتطرق الاجتماع الذي حضره مسؤول التعبئة بالمحافظة العميد/احمد ثابت المراني، إلى دور اللجان المشكلة من المكاتب التنفيذية للنزول الميداني لمساندة الجمعيات في التوعية بسلاسل القيمة وإيجاد فرص استثمار وتمكين اقتصادي للمزارعين.*
*وأكد الاجتماع على ضرورة الربط الشبكي للمكاتب المتبقية بنظام معلومات السلطة المحلية.*
*وأشاد الشغدري، بنجاح فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. منوها بجهود كافة اللجان الإشرافية والتنظيمية والأمنية وغيرها.*
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
★الأحد، 22 ربيع الأول 1447هـ الموافق 14 سبتمبر 2025م.
#إعلام_التعبئة_الضالع.
*★ناقش المكتب التنفيذي بمحافظة الضالع في اجتماعه اليوم،برأسة محافظ المحافظة اللواء/عبد اللطيف الشغدري، تقارير حول مستوى أداء المكاتب التنفيذية.★*
*★وتطرق الاجتماع الذي حضره مسؤول التعبئة بالمحافظة العميد/احمد ثابت المراني، إلى دور اللجان المشكلة من المكاتب التنفيذية للنزول الميداني لمساندة الجمعيات في التوعية بسلاسل القيمة وإيجاد فرص استثمار وتمكين اقتصادي للمزارعين.*
*وأكد الاجتماع على ضرورة الربط الشبكي للمكاتب المتبقية بنظام معلومات السلطة المحلية.*
*وأشاد الشغدري، بنجاح فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. منوها بجهود كافة اللجان الإشرافية والتنظيمية والأمنية وغيرها.*
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
ترسخ هذا الأسلوب حتى لا نستطيع أن نخلص أنفسنا منه، ونحن نتحدث، ونحن نَعِظ، ونحن نرشد، نقول: [فدل على أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، دل على أن الله كذا، ودل على أن الله..]، ونحن نستخدم هذه؟ ترسخت فينا بشكل رهيب، لكن هي خلاف أسلوب القرآن الكريم الذي يوجه نظرك إلى المقارنة بين الأفعال: ما في هذا من مظاهر يدل على أن من قدر عليه قادر على كذا, لا يأتي على هذا النحو: فدل على أنه قادر، فدل على أنه حكيم.
فعلاً بأسلوبنا القاصر ممكن أن نستخدمها، ولكن لأن الله هو الظاهر الذي حكم بأنه ظاهر, لا يحتاج إلى شيء يُسْتدَل به عليه، هو أظهر من كل شيء، هو أظهر من كل شيء، فلم يأتِ هو سبحانه وتعالى ليستخدم هذا الأسلوب الذي نستخدمه نحن: [فدل على أني على كل شيء قدير، دل على أني حكيم، فدل على..]، تأملوا هذه، هل تجدونها في القرآن؟ لا أعتقد.
وهي قضية مهمة, قضية مهمة جداً: تذَكُّر حضور الله، وتذَكُّر شهادته هي الغاية المهمة من وراء كثير من الأذكار التي شرعت: التسبيح، التهليل، التكبير، التحميد، تذكر النعم، أن لا تنساه، أشياء كثيرة جداً كلها تصب في هذه الغاية هو: استشعار حضور الله سبحانه وتعالى وشهادته.
فكيف نأتي في الكتب التي موضوعها هو: معرفة الله فنقدمه غائباً!، ما الذي حصل؟ بعد أن فهمناه غائباً وترسخ في مشاعرنا غائباً، انطلقنا نحن لنحكم أنه في الواقع غابت أعلام الهدى, فليقم كل واحد منا ينظر هو من جديد يبحث عن خالقه، كل واحد يقوم ينظر ويجتهد يبحث عن ما هي الأحكام التي يدين الله بها؛ لأنه قُدِّمَ في الصورة: أن الله غاب من يوم مات نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله) وانقطع الوحي فغاب.
بينما هو يذكِّرنا بأنه لم يغب، في قصة عجيبة في القرآن الكريم قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام سليمان حينما قال: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء: 78) لا حظوا العبارة هذه: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} (الأنبياء: 78-79)
فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام ويتعاملون مع القضايا وكأن الله غائب, وكأنه ارتفع عن هذا العالم، وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به.
هو يذكر أن قضية بسيطة: قضية غنم رعت قليل زرع، داود وسليمان، داود نبي وسليمان ابنه قبل أن يكون نبي، لكنهم من المصطفين الأخيار، وهم يجول في أذهانهم أو يتجاذبون الكلام كيف يحكمون فيها، الله قال: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} ماذا؟ بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي يجول في خاطره هو: ما هو الحكم فيها؟ حتى وإن كان في قرارة نفسه مُربّى على أن ينتظر الوحي، هذا بالطبع يجول في نفسه، يتساءل كيف يكون الحكم فيها؟ هو نبي عن طريق الوحي يوحى إليه، وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطُفي ليكون من ورثة الكتاب {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ألم يقل الله: أنه تدخل هنا؛ بأنه شاهد؟ تدخل في الحكم في قضية زرع، رعته أغنام شخص آخر على شخص، فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان، هو يوحي إلى داود وهو أيضاً يفهم سليمان، فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.
وهذا هو ما قاله [الإمام الناصر الأطروش] فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول: ((أن الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت)). وفعلاً، ولكن وفق الثقافة التي قُدمت في مجال معرفة الله قُدم غائباً، وارتفع عن هذا العالم، فحتى الإنسان يقوم هو يبحث حتى عن الله، حتى عن الله، كل واحد ينظر يبحث أين الله؟. وكيف الله..الخ!!.
هل يمكن في قضية زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}، هو لا يغيب، وأن يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي، ولم تُترك المسألة للاجتهاد من قِبل هذا أو هذا، على الرغم من أنه {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، أليس هذا؟ بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة، {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، لكن لا، هو من يتدخل، فهل سيهمل هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداث رهيبة، وأحداث كبيرة، يتركها وهي آخر الأمم، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول: هذا خاتم الأنبياء، وكتاباً واحداً ثم يقول: هذا آخر الكتب، ثم يقفل الملف، وينطلق الناس كل واحد يبحث عن إلهه وعما يتعبد به؟!..
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
ترسخ هذا الأسلوب حتى لا نستطيع أن نخلص أنفسنا منه، ونحن نتحدث، ونحن نَعِظ، ونحن نرشد، نقول: [فدل على أن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، دل على أن الله كذا، ودل على أن الله..]، ونحن نستخدم هذه؟ ترسخت فينا بشكل رهيب، لكن هي خلاف أسلوب القرآن الكريم الذي يوجه نظرك إلى المقارنة بين الأفعال: ما في هذا من مظاهر يدل على أن من قدر عليه قادر على كذا, لا يأتي على هذا النحو: فدل على أنه قادر، فدل على أنه حكيم.
فعلاً بأسلوبنا القاصر ممكن أن نستخدمها، ولكن لأن الله هو الظاهر الذي حكم بأنه ظاهر, لا يحتاج إلى شيء يُسْتدَل به عليه، هو أظهر من كل شيء، هو أظهر من كل شيء، فلم يأتِ هو سبحانه وتعالى ليستخدم هذا الأسلوب الذي نستخدمه نحن: [فدل على أني على كل شيء قدير، دل على أني حكيم، فدل على..]، تأملوا هذه، هل تجدونها في القرآن؟ لا أعتقد.
وهي قضية مهمة, قضية مهمة جداً: تذَكُّر حضور الله، وتذَكُّر شهادته هي الغاية المهمة من وراء كثير من الأذكار التي شرعت: التسبيح، التهليل، التكبير، التحميد، تذكر النعم، أن لا تنساه، أشياء كثيرة جداً كلها تصب في هذه الغاية هو: استشعار حضور الله سبحانه وتعالى وشهادته.
فكيف نأتي في الكتب التي موضوعها هو: معرفة الله فنقدمه غائباً!، ما الذي حصل؟ بعد أن فهمناه غائباً وترسخ في مشاعرنا غائباً، انطلقنا نحن لنحكم أنه في الواقع غابت أعلام الهدى, فليقم كل واحد منا ينظر هو من جديد يبحث عن خالقه، كل واحد يقوم ينظر ويجتهد يبحث عن ما هي الأحكام التي يدين الله بها؛ لأنه قُدِّمَ في الصورة: أن الله غاب من يوم مات نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله) وانقطع الوحي فغاب.
بينما هو يذكِّرنا بأنه لم يغب، في قصة عجيبة في القرآن الكريم قصة الغنم التي رعت الزرع في أيام سليمان حينما قال: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} (الأنبياء: 78) لا حظوا العبارة هذه: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً} (الأنبياء: 78-79)
فيأتي الآن مجتهدون وعلى طول تاريخ الإسلام ويتعاملون مع القضايا وكأن الله غائب, وكأنه ارتفع عن هذا العالم، وانقطع بانقطاع الوحي الاتصال به.
هو يذكر أن قضية بسيطة: قضية غنم رعت قليل زرع، داود وسليمان، داود نبي وسليمان ابنه قبل أن يكون نبي، لكنهم من المصطفين الأخيار، وهم يجول في أذهانهم أو يتجاذبون الكلام كيف يحكمون فيها، الله قال: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} ماذا؟ بالطبع بعد أن ترفع القضية إلى داود وسليمان بالطبع أن الذي يجول في خاطره هو: ما هو الحكم فيها؟ حتى وإن كان في قرارة نفسه مُربّى على أن ينتظر الوحي، هذا بالطبع يجول في نفسه، يتساءل كيف يكون الحكم فيها؟ هو نبي عن طريق الوحي يوحى إليه، وابنه سليمان من ورثة الكتاب هو ممن اصطُفي ليكون من ورثة الكتاب {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ألم يقل الله: أنه تدخل هنا؛ بأنه شاهد؟ تدخل في الحكم في قضية زرع، رعته أغنام شخص آخر على شخص، فَهَّم الحكم في هذه القضية سليمان، هو يوحي إلى داود وهو أيضاً يفهم سليمان، فهو يوحي إلى أنبيائه وهو يفهم أعلام دينه.
وهذا هو ما قاله [الإمام الناصر الأطروش] فيما حكى عنه شارح الأساس أنه يقول: ((أن الاجتهاد في القضايا هو من اختصاص أئمة أهل البيت)). وفعلاً، ولكن وفق الثقافة التي قُدمت في مجال معرفة الله قُدم غائباً، وارتفع عن هذا العالم، فحتى الإنسان يقوم هو يبحث حتى عن الله، حتى عن الله، كل واحد ينظر يبحث أين الله؟. وكيف الله..الخ!!.
هل يمكن في قضية زرع بسيطة أن يقول الله بأنه كان شاهداً {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}، هو لا يغيب، وأن يتدخل فيها ففهمها سليمان وهناك أبوه داود نبي، ولم تُترك المسألة للاجتهاد من قِبل هذا أو هذا، على الرغم من أنه {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، أليس هذا؟ بلغوا درجة الاجتهاد وزيادة، {وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً}، لكن لا، هو من يتدخل، فهل سيهمل هذه الأمة وهي ستواجه قضايا كبرى ومستجدات كثيرة جداً وأحداث رهيبة، وأحداث كبيرة، يتركها وهي آخر الأمم، ويبعث إليها نبياً واحداً ثم يقول: هذا خاتم الأنبياء، وكتاباً واحداً ثم يقول: هذا آخر الكتب، ثم يقفل الملف، وينطلق الناس كل واحد يبحث عن إلهه وعما يتعبد به؟!..
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
هل سيهمل الأمة وهو لم يهمل واحداً فلسطينياً أو ماذا أصله، رعت أغنام صاحبه عليه قليلاً من الزرع، فتدخل هو في القضية، وقال: أنه هو شاهد على حكمهم، وأنه فهّم سليمان كيف يكون الحكم؛ لأنه شاهد، وهذه قضية فرعية طبعاً.. كل واحد يقول فيها: (يا أخي مسموح)، أو يقول أي واحد له: [أعط قليلاً من الحب بدلاً من الحب الذي أكل منها]، أو بعبارات من هذه.
فهو الشاهد، {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: 53) الله في القرآن الكريم يؤكد لنا بأنه شاهد على كل شيء, وحاضر على كل شيء، ولو أنه ترسخ في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات, وكثيراً من حالة الانحطاط الذي وصلنا فيه؛ لأنه بسبب أننا لم نثق بالله؛ لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره، وهو يقول في آيات كثيرة يرسخ أنه على كل شيء شهيد: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
وهو: {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب عن الأشياء، لاحظ كيف تكرر هو ظاهر {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن فيما يتعلق بذاته سبحانه وتعالى, لا يمكن أن نتخيل له كيفية، ولا أن نقول بأن بإمكاننا أن نراه أو نلمسه أبداً.. أن نراه بأبصارنا {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام: 103) {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
فهو الشاهد، {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت: 53) الله في القرآن الكريم يؤكد لنا بأنه شاهد على كل شيء, وحاضر على كل شيء، ولو أنه ترسخ في ذهنيتنا ما رسخه القرآن الكريم لتفادينا كثيراً من الإشكالات, وكثيراً من حالة الانحطاط الذي وصلنا فيه؛ لأنه بسبب أننا لم نثق بالله؛ لأن الله لم يعد له حضور في نفوسنا، لم يترسخ في أنفسنا شهادته وحضوره، وهو يقول في آيات كثيرة يرسخ أنه على كل شيء شهيد: {أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.
وهو: {الْبَاطِنُ} سبحانه وتعالى فيما يتعلق بذاته فلا تدركه الحواس، ولا يمكن أن تقف الأذهان منه على كيفية، ولا يمكن أن يُرى، ولا يمكن أن يُحس، ولا يُجَس، ولا يُمس.
{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن لكن لا يعني ذلك بأنه غائب عن الأشياء، لاحظ كيف تكرر هو ظاهر {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} هو باطن فيما يتعلق بذاته سبحانه وتعالى, لا يمكن أن نتخيل له كيفية، ولا أن نقول بأن بإمكاننا أن نراه أو نلمسه أبداً.. أن نراه بأبصارنا {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (الأنعام: 103) {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.
Forwarded from جراح الضالع شليل
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الحديد: 4) خلق السماوات والأرض، هذا العالم الكبير المترامي الأطراف - داخل هذا العالم - كما يقولون في هذا العصر وهم يقدرون المسافات ما بين الكواكب بملايين الأميال، ملايين الأميال المسافاتُ ما بين الكواكب داخل هذا العالم الواسع، {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فيما يقدر بستة أيام من أيامنا، وإلا فليس هناك زمن، الزمن بالنسبة لنا في الأرض هو حركة الأرض التي يتألف معها الليل والنهار، حركة الليل والنهار، وحركة الأرض هذا هو الزمن.
فهو قادر على كل شيء، من خلق السموات والأرض في ستة أيام هو قادر على كل شيء، أفلا يكون قادراً على أن ينجز لأوليائه ما وعدهم به في الدنيا؟! لكن من الذي يثق؟. الذي يثق من يعيش حضور الله في ذهنه وشهادته على كل شيء، من يكرر تدبره في القرآن الكريم وتأمله في القرآن الكريم، ويلغي عبارات الآخرين القاصرة في مجال معرفته، اللهم إلا من كان أسلوبه يدور حول أسلوب القرآن الكريم كأئمة أهل البيت القدامى الذين لم يتأثروا بالمعتزلة ولا بغيرهم، كالإمام الهادي والإمام القاسم بن إبراهيم، وفي ما نجد في [نهج البلاغة] من فقرات جميلة جداً في الحديث في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى، هؤلاء هم من يَدُوْرُون حول القرآن.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}الآيات من أولها هي تتحدث عن ماذا؟ عن عظمة الله سبحانه وتعالى، عن مظاهر قدرته العجيبة، هو خلق السماوات والأرض تحدث عن خلقها عن تكوينها، أليست هذه آية عظيمة على قدرته؟ على حكمته؟ وأنه وحده الذي له ملك السماوات والأرض؟.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} نأتي إلى الحديث عن كلمة: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بالمعنى الذي يقول الآخرون، أي: هناك عرش استوى عليه استواءً يليق بجلاله! انظر كيف ستهبط الآية إلى أحط مستوى؟ ما قيمة أن يقول الله لنا - سبحانه وتعالى - بأن هناك عرشاً هو يستوي عليه؟. ما قيمته بالنسبة لنا في مقام الدلالة على قدرته سبحانه وتعالى, على تدبيره، على حكمته، على عظمته وجلاله!. هل يمكن لأي شخص منا أن يتحدث بأن له سرير نوم [يرقد] عليه في بيته ما قيمة هذا؟ أن أقول: فلان عظيم وهو من أولياء الله وهو كذا وهو كذا ومعه أيضاً سرير في غرفته ينام عليه. هل لهذا الكلام قيمة؟. أو له كرسي في صالته يستوي عليه!.
القرآن الكريم كل مفردة داخله لها أهميتها {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} (هود: 1) يتحدث عن خلق السماوات والأرض ويقول: ولـه أيضاً عرش يجلس عليه! ما قيمة هذه في مجال حكمته؟ في مجال قدرته؟ في مجال ماذا؟ بل قد تستوحي منها على هذا النحو: بأنه [ثم تعب ورجع يرتاح قليل على الكرسي حقه] هذا في منطقنا نحن نقول هذا: [عملتُ إلى بعد العصر وعدت إلى البيت لأستريح فألقيت بنفسي على الكرسي] ألسنا نقول هكذا؟ حينئذٍ يكون كلامك على الكرسي في مكانه صحيحاً، لكن في الدلالة على ماذا؟ على التعب، أنك قد تعبت.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عندما يقولون: هناك عرش، يعني: سرير أو كرسي، فالله استوى عليه. ولكن قالوا: كيف استوى عليه؟ هل جلس كذا أو كذا؟ قالوا: استواء يليق به، لكن ما الذي قد ثبت في الصورة؟. هو أن هناك عرش، والله جلس فوقه، [لكن ما درينا كيف يكون استواؤه فوقه؟]. أليس هذا الذي يحصل في الذهنية؟. هناك عرش وهناك جلس فوقه، على حد عبارة من يقولون استواء يليق به.
كلمة: استوى على العرش تبين لك أن الله من حيث المبدأ خلق السماوات والأرض, كوّنها, لكن السماوات والأرض شؤونها واسعة، مملكة عظيمة، مملكة واسعة، شؤونها كثيرة جداً {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (الرحمن: 29) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: 5) شؤون مملكته في اليوم الواحد ينجز فيها ما لا ينجز إلا في ألف سنة مما نعد، فهذا الكون الذي خلقه لم يخلقه ثم يرمي به هناك، خلقه ثم اتجه إلى تدبيره، إلى تدبير شئونه, تدبير شؤون هذا العالم الفسيح، وهذا هو ما يعبر عنه [بالعرش] الذي يعني: السلطان والمملكة.
الاستواء على العرش معناه: ثم اتجه نحو تدبير شؤونه, هو خلقه ثم دبره، وجاء صريحاً هذا في أول [سورة يونس]، ومعظم ما تأتي عبارة: [استوى على العرش] تأتي في مقام عرض لمظاهر قدرته سبحانه وتعالى ففي أول [سورة يونس] يقول تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} (يونس: 3) يدبر الأمر..
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله-عظمة الله-الدرس السادس🔹*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الرابع*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*بتاريخ 25/1/2002م | اليمن - صعدة*
*〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (الحديد: 4) خلق السماوات والأرض، هذا العالم الكبير المترامي الأطراف - داخل هذا العالم - كما يقولون في هذا العصر وهم يقدرون المسافات ما بين الكواكب بملايين الأميال، ملايين الأميال المسافاتُ ما بين الكواكب داخل هذا العالم الواسع، {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} فيما يقدر بستة أيام من أيامنا، وإلا فليس هناك زمن، الزمن بالنسبة لنا في الأرض هو حركة الأرض التي يتألف معها الليل والنهار، حركة الليل والنهار، وحركة الأرض هذا هو الزمن.
فهو قادر على كل شيء، من خلق السموات والأرض في ستة أيام هو قادر على كل شيء، أفلا يكون قادراً على أن ينجز لأوليائه ما وعدهم به في الدنيا؟! لكن من الذي يثق؟. الذي يثق من يعيش حضور الله في ذهنه وشهادته على كل شيء، من يكرر تدبره في القرآن الكريم وتأمله في القرآن الكريم، ويلغي عبارات الآخرين القاصرة في مجال معرفته، اللهم إلا من كان أسلوبه يدور حول أسلوب القرآن الكريم كأئمة أهل البيت القدامى الذين لم يتأثروا بالمعتزلة ولا بغيرهم، كالإمام الهادي والإمام القاسم بن إبراهيم، وفي ما نجد في [نهج البلاغة] من فقرات جميلة جداً في الحديث في مجال معرفة الله سبحانه وتعالى، هؤلاء هم من يَدُوْرُون حول القرآن.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}الآيات من أولها هي تتحدث عن ماذا؟ عن عظمة الله سبحانه وتعالى، عن مظاهر قدرته العجيبة، هو خلق السماوات والأرض تحدث عن خلقها عن تكوينها، أليست هذه آية عظيمة على قدرته؟ على حكمته؟ وأنه وحده الذي له ملك السماوات والأرض؟.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} نأتي إلى الحديث عن كلمة: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} بالمعنى الذي يقول الآخرون، أي: هناك عرش استوى عليه استواءً يليق بجلاله! انظر كيف ستهبط الآية إلى أحط مستوى؟ ما قيمة أن يقول الله لنا - سبحانه وتعالى - بأن هناك عرشاً هو يستوي عليه؟. ما قيمته بالنسبة لنا في مقام الدلالة على قدرته سبحانه وتعالى, على تدبيره، على حكمته، على عظمته وجلاله!. هل يمكن لأي شخص منا أن يتحدث بأن له سرير نوم [يرقد] عليه في بيته ما قيمة هذا؟ أن أقول: فلان عظيم وهو من أولياء الله وهو كذا وهو كذا ومعه أيضاً سرير في غرفته ينام عليه. هل لهذا الكلام قيمة؟. أو له كرسي في صالته يستوي عليه!.
القرآن الكريم كل مفردة داخله لها أهميتها {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} (هود: 1) يتحدث عن خلق السماوات والأرض ويقول: ولـه أيضاً عرش يجلس عليه! ما قيمة هذه في مجال حكمته؟ في مجال قدرته؟ في مجال ماذا؟ بل قد تستوحي منها على هذا النحو: بأنه [ثم تعب ورجع يرتاح قليل على الكرسي حقه] هذا في منطقنا نحن نقول هذا: [عملتُ إلى بعد العصر وعدت إلى البيت لأستريح فألقيت بنفسي على الكرسي] ألسنا نقول هكذا؟ حينئذٍ يكون كلامك على الكرسي في مكانه صحيحاً، لكن في الدلالة على ماذا؟ على التعب، أنك قد تعبت.
{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} عندما يقولون: هناك عرش، يعني: سرير أو كرسي، فالله استوى عليه. ولكن قالوا: كيف استوى عليه؟ هل جلس كذا أو كذا؟ قالوا: استواء يليق به، لكن ما الذي قد ثبت في الصورة؟. هو أن هناك عرش، والله جلس فوقه، [لكن ما درينا كيف يكون استواؤه فوقه؟]. أليس هذا الذي يحصل في الذهنية؟. هناك عرش وهناك جلس فوقه، على حد عبارة من يقولون استواء يليق به.
كلمة: استوى على العرش تبين لك أن الله من حيث المبدأ خلق السماوات والأرض, كوّنها, لكن السماوات والأرض شؤونها واسعة، مملكة عظيمة، مملكة واسعة، شؤونها كثيرة جداً {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (الرحمن: 29) {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: 5) شؤون مملكته في اليوم الواحد ينجز فيها ما لا ينجز إلا في ألف سنة مما نعد، فهذا الكون الذي خلقه لم يخلقه ثم يرمي به هناك، خلقه ثم اتجه إلى تدبيره، إلى تدبير شئونه, تدبير شؤون هذا العالم الفسيح، وهذا هو ما يعبر عنه [بالعرش] الذي يعني: السلطان والمملكة.
الاستواء على العرش معناه: ثم اتجه نحو تدبير شؤونه, هو خلقه ثم دبره، وجاء صريحاً هذا في أول [سورة يونس]، ومعظم ما تأتي عبارة: [استوى على العرش] تأتي في مقام عرض لمظاهر قدرته سبحانه وتعالى ففي أول [سورة يونس] يقول تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} (يونس: 3) يدبر الأمر..
Telegram
إعلام التعبئة م/الضالع
جراح الضالع شليل invites you to join this group on Telegram.