Telegram Web Link
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk

*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹معرفة الله–نعم الله–الدرس الرابع🔹*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الأول*
*بتاريخ 21/01/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.*
*الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.*
الموضوع هو امتداد للعنوان السابق: معرفة الله سبحانه وتعالى. وكما أسلفنا في الدروس السابقة بأن من أهم المجالات، أو من أهم الوسائـل لمعرفـة الله سبحانـه وتعالى هو تذكر نعمه، نعمه الكثيرة، نعمة الهداية بكتابه الكريم وبالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وهي أعظم النعم، والنعم الأخرى، النعم المادية، وهي كثيرة جـداً كمـا قال الله سبحانه وتعالى عن نعمه بصورة عامة: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} (النحل: 18).
نحن ذكرنا سابقاً ما يتعلق بالنعم المادية، وهي أخذت مساحة واسعة في القرآن الكريم، وهي كثيرة جداً، هي كل ما يتقلب فيه الناس في حياتهـم {وَمَـا بِكُـمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: 53) ونعمـة الهداية التي هي أعظم النعم، الهداية إلى الإيمان، هذا الدين العظيم، دين الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} (المائدة: 3) فهذا هو الفضل العظيم من الله، هو ذكر فيه بأنه قد أتمَّ النعمة، نعمة تامة ليس فيها نقص، لا تحتاج إلى من يكملها {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} هذه النعمة ما أوجب شكر الله سبحانه وتعالى علينا في مقابلها!
ويقول سبحانه وتعالى بالنسبة لنبيه محمد (صلوات الله عليه وعلى آلـه): {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164) أليست هذه نعمة كبيرة؟ {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولقد كانوا فعلاً قبل هذه النعمة العظيمة، نعمة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي يقوم بهذه المهمة في إبلاغ دين الله فيتلو علـى الأمـة آيـات الله، ويزكي أنفسهم، ويعلمهم كتابـه، ويعلمهـم الحكمـة، {وَيُخْرِجُهُـمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (المائدة: 16) كما قال في آيات أخرى.
ويقول سبحانه وتعالى عن نعمة القرآن الكريم: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النـُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيـزِ الْحَمِيـدِ} (ابراهيم:1) أليست هذه نعمة كبيرة؟ {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النـُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِـمْ إِلَى صِـرَاطِ الْعَزِيـزِ الْحَمِيدِ}. ويقول أيضاً في كتابه الكريم عن القرآن الكريم: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23) فسمَّى كتابه الكريم بأنه أحسن الحديث، متشابهاً في حكمته، في فوائده، في عظمة آياته، في تفصيل آياته، فيما تشتمل عليه من فوائد كثيرة، في عظمة معانيها، في تفصيلها، في إحكامها.
مثاني: تتكرر فيه المواعظ، يتكرر فيه الحديث عن المبادئ المهمة والقيم المهمة، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم لشدة وقعه على أنفسهم، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. هذا هو بالتحديد ما يصنعه القرآن الكريم فيمن يفهمون القرآن الكريم، وفيمن يعرفون عظمته وأهميته، ويعرفون أنه أعظم نعمة أنعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده؛ ولهذا قال بعد: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ} ويقولون بأن {ذَلِكَ} تـُستخدم أيضاً للتعظيـم، كما أن اسم الإشارة للبعيد يشار بها أيضاً إلى الرفيع الدرجة، البعد المعنوي في درجات العظمة.
{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} من ضـل بعد هذا الهـدى، بعد هدى الله، هذا الهدى الذي هو القرآن الكريم، والنبي العظيم (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) فما له من هاد، لن يكون هناك من يهديه إطلاقـاً.
هذا فيما يتعلق بنعمة الهداية، ولكن لما كانت نعمة قد يكون كثير من الناس لا يلمس قيمتها، لا يدرك قيمتهـا، وإلا فهي مـن أعظـم النعـم؛ لأن الله قـال: {يَمُنـُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنـُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} (الحجرات:17). هـو الـذي لـه المنـة علينـا أن هدانا للإيمان، والنعم الأخرى وهي تشمل جميع مجالات الحياة، ونعم أخرى تبرز في مواقف الناس المتعددة في ميادين العمل، من التأييد بالنصر، مـن الدفـاع عـن المؤمنين. إذا تأمل الإنسان القرآن الكريم وهو يعدد النعم الكثيرة على الناس ليست فقط هذه المادية التي نحن نتقلب فيها مما بين أيدينا من النعم المختلفة، بل هي نعمة أيضاً يجدها المؤمنون وهم في ميادين العمل، في ميادين نصر دين الله، والعمل لإعلاء كلمة الله.
الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه الكريم لعباده أن عليهـم أن يـذكـروا نعمـه، أن يتذكـروا نعمـه، أن يشكروا نعمته في آيات كثيرة، والقرآن الكريم متى مـا كـرر شيئـاً، متـى ما أكد على شيء فإنه فعلاً ليس كلام لمجرد الكلام، أو لتستقيم السجعة كما يعمل الناس، أو ليستقيم وزن البيت الشعري كما يعمل الشعراء، وإنما يكرر الشيء لأهميته، وكل شيء هام باعتبار أنه تمس الحاجـة إليـه بالنسبـة لنـا، وفي مجال علاقتنا بالله سبحانه وتعالى، وفيما يتعلق بحياتنا، فيما يتعلق بالتعامل مع بعضنا البعض، فيما يتعلق بأعمال المؤمنين في مجال نشر دين الله وإعلاء كلمته، وفي ميادين المواجهة مع أعداء الإسلام.
من العجيب أن تجد آية تحكي، عندما قال الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النـَّاسِ بِرِسَالاتِـي وَبِكَلامـِي فَخُذْ مَـا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الأعراف: 144) يقول لنبيه موسى وهو ذلك الرجل العظيم الذي قطع على نفسه عهداً {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} (القصص: 17) من أجمل ما قاله الأنبياء جميعاً، هذه الكلمة التي قالها موسى (صلوات الله عليه) من أجمل وأعمق الكلمات التي قالها الأنبياء فيما تدل عليه من مشاعر الارتباط القوي بالله سبحانه وتعالى، وإدراك عظم النعمة التي أنعم الله بها عليه، وقد كان ذلك قبل النبوة. مـا هـي هذه النعمة؟ قد يكون أكثر ما نلمسه في هذا الجانب هو أنه توفق إلى أن يقف موقف حـق، وأن يعلن كلمة حق، وأن يقارع الظالمين.
الآية هذه جاءت بعد قصة قتل القبطي الذي من قوم فرعون {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} لن أكون مساعداً، لن أكون معيناً للمجرمين طيلة حياتي، وفعلاً صَدَق، يقول الله له وهو من هو في إدراكه لنعم الله، وفي وقعها العظيم على نفسه، يقول الله عندما أخبره بأنه قد اصطفاه برسالته وبكلامه وأنزل إليه التوراة {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ}كن من الشاكرين لهذه النعمة، كما قال لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) محمد {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً} (النساء: 113) وقال لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) محمد بن عبد الله وهو سيد الأنبياء والمرسلين: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر:66) كن من الشاكرين، وهل تظنون بأن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يتوفر له من الطعام والشراب كما يتوفر لأحدنا؟ يأكل كل يوم خبز البر، ويأكل اللحم، ويأكل مختلف أنواع الأطعمة؟
نعمة الهداية التي هي تتلخص في كلمة: إخراج من الظلمات إلى النور، بكل مـا تعنيـه الظلمة في الجانب الأخلاقي، في الجانـب المـادي، فـي الجانـب المعنـوي، وبما تعنيه كلمة النور، النور في النفس، النور في القلب، النور في الحياة، النور في القيم، لكننا نحن البسطاء قد يكون الكثير منا لا يدرك أهمية وعظمة هذه النعمة، نعمة الهداية، لا نكاد نعترف بأن النعمة الحقيقية إلا هذه النعم التي نلمسها: أموال، ماديات الحياة هي هذه، ولكن حتى هذه التي نحن نتقلب فيها طيلة أعمارنا، كل ما تتحرك فيه خلال الأربع والعشرين ساعة من النعم العظيمة هي من الله، ولكن حتى هذا على الرغم من أننا نلمسها وندرك حاجتنا الماسة إليها لا نكاد نتذكرها بأنها نعمة من الله، ولا نكاد نتذكر أنه يجب علينا أن نشكره عليها، وأن نستشعر عظم إحسانه إلينا بها، فنحبه، ونتولاه، ونشكره، ونعبِّد أنفسنا له، {إنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (إبراهيم: 34).

لهذا تجد الحديث في القرآن الكريم عن النعم المادية واسع جداً، والحديث عن النعم المعنوية، نعمة الهداية، نعمة إنزال الكتاب، نعمة الرسول، تجدها قليلاً، لكنهـا تتوجـه إلى أصحابها كما يقول لأنبيائه هنا: {بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} {فَخُذْ مَـا آتَيْتُـكَ وَكُـنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الأعراف: 144) يقول لمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ويقول لموسى؛ لأننا نحن البسطاء لا نزال نحتاج إلى نقلة، أن نستشعر أن ما
بين أيدينا هو من الله، ونعترف بأنه نعمة، ثم يتوفر لنـا ما يعطيه هذا التذكر من المعاني العظيمة - ولو بعض منها - فيكون من حصل منا على هذا الشيء يعتبر أنه قد حصل على مكسب كبير، أنه قد تذكر نعم الله عليه أو جانبـاً منهـا وعـرف بعضـاً من الفوائد المعنوية التي تتركها في نفسه.
فمتى يصل الإنسان؟ متى يصل الإنسان؟ وبأي وسيلة يمكن أن يصل إلى أن يفهم القيمة العظيمة لنعمة الهداية؟
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*#دعوة_حضور*

*برعاية من الله تعالى، وفي حضرة الرسول الأعظم*

*يدعوكم مكتب الضرئب والجمارك   وفرع ضرائب وحدة العقارات وفرع وحده مبيعات القات ومكتب الاشغال العامه والطرق ومدرسة العلوم الشرعية بمحافظةالضالع*

*لحضور الامسية ، سروراً وابتهاجا بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم.*

*بمشاركة نجوم المسرح والشعر والإنشاد.*

*المكان / شارع عامر _مدينة دمت .*

*الزمان / الساعة الثامنة مساء اليوم السبت 7 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 30 أغسطس 2025م.*
*#والدعوة_عامة.*
*★أمسية الليلة ليست كأي أمسية"★*
*أمسية أعدت ونظمت لتكون الأرقى والأمثل باحتفالاً متميز يليق بعظمة المناسبة العظيمة مناسبة مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.★*

*★كيف لا تكون أمسية متميزة وفيها ومن ينظمها طلاب مدرستي العلوم الشرعية وشهيد القرآن وجيل القرآن ، بشراكة مع مكتب الضرائب والجمارك وفرع ضرائب وحدة العقارات وفرع وحده مبيعات القات ومكتب الأشغال العامة وطرق بمحافظة الضالع.★*

*★نعم فشارع عامر عبدالوهاب بمدينة دمت مساء اليوم بعد صلاة العشاء ، سيمتلىء بمحبين النبي وأنصار النبي ، بكل شوق وبكل لهفه سيحضر الآلاف من أبناء محافظة الضالع مساء اليوم ، إلى شارع عامر عبدالوهاب بمدينة دمت بكل فرحة وابتهاج وسرور بقدوم مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.*

*بمشاركة نجوم المسرح والشعر والإنشاد.*

*المكان / شارع عامر _مدينة دمت .*

*الزمان / الساعة الثامنة مساء اليوم السبت 7 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 30 أغسطس 2025م.*
*#والدعوة_عامة.*
*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*🔴عاجل🔴*
*★كلمة مرتقبة لقائد الثورة اليمنية والأمة العربية والإسلامية السيد/عبد الملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله-في استشهاد رئيس حكومة التغيير والبناء وعددٍ من رفاقه★*
*★والان👇 إلى الدرس★*

*دروس من هدي القرآن الكريم*
*🔹 معرفة الله – نعم الله – الدرس الرابع 🔹*
*ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه*
*ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني*
*بتاريخ 21/01/2002م | اليمن - صعدة*
*‏〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️*
فعلاً أنا لا ألوم الناس - عوام الناس المساكين - لأن الدين لم يقدَّم لنا ديناً متكاملاً على أيدي الكثير من المتحدثين باسمه، يعرِّفوننا جوانب معينة ويتركون الكثير مما نحن بحاجة إلى معرفته لأن ثقافتهم تركزت على ما يتعلق بأحكام شرعية. إذاً فالعامي هذا قد نعرِّفه ما يتعلق بكيف يتوضأ، ويغتسل، ويصلي، ويزكي، ونوع من العبادات والمعاملات هذه، وهذا هو الدين.
لم نعرف كم أعطى الدين من اهتمام كبير بنا في كل مجالات حياتنا، لم نعرف عظم هذا الدين باعتبار ما فيه، ما يتمثل فيه من رعاية إلهية عظيمة بنا، فنراه هنا لجانب من شؤون الحياة، والتي هي أكثر ما يشغلنا وتشغل أكثر مساحة من ذهنيتنا هناك في جانب آخر.
لهذا تجد الناس عندما تذكرهم بأن الإسلام نعمة عظيمة يجب علينا أن نشكرها، سيجامل، يقول: [الحمد لله فعلاً نعمة عظيمة، نعمة عظيمة، الإسلام نعمة عظيمة]، ولكن تعال تعاون في سبيل الإسلام، يقول: [والله ما معي إلا قليل فلوس محتاج كذا وأعمل كذا.. الخ]، هو لا يتعاون في شيء وإن كان لديه أموال كثيرة، الإسلام هذا هو بحاجتك أن تتحرك في سبيله فتدافع عنه وأن تعمل على إعلاء كلمته، لا يتفاعل كثيراً، لماذا؟ لأننا لم نعرف بعد عظمة الإسلام.
أولئك البدو الذين جاءوا إلى رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وأسلموا وظنوا بأنهم قد قدموا خدمة كبيرة لمحمد ولإله محمد أنهم أسلموا، فقال الله عنهم: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} (الحجرات: 17)، ظنوا أنهم قد قدموا واحدة كبيرة لمحمد، يعني نعمة عظيمة من جانبهم قدموها لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يجب عليه أن يشكرهم كل ما يلقاهم، {قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ} (الحجرات: 17) افهموا، {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ}  فكم هي نعمته العظيمة عليكم بأنه هداكم للإيمان.
هذا فيما أعتقد هو عامل من عوامل قلة تفاعلنا مع الإسلام، مع القرآن الكريم، مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، حتى أصبحت القضية بلغت درجة أنه قد لا يكون إلا في النادر، في النادر من يغضب فينا لله إذا عُصي، من يحب في الله، من يبغض في الله، من يوالي في الله، من يعادي في الله، وهكذا؛ لاحظ كلمة بعيدة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: 111) من منا الذي سيبيع نفسه وماله؟ نحن نراها بعيدة هناك، من هو هذا المجنون الذي سيبيع نفسه وماله؟
لكن لا، من يعرف الله سبحانه وتعالى، من يعرف الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، من يعرف القرآن الكريم، من يعرف هذا الدين، عظمة هذا الدين، سيرى بأنه قليل أن يقدم في سبيله، أن يبذل نفسه وماله، ومن لا يعرف إلا مجرد عناوين لا يقدم حتى ولا القليل من ماله، ولا الجهد البسيط من أعماله، لا يبذل شيئاً من هذا.
وستظل القضية هكذا فيما أتصور، ونمشي جيل بعد جيل إذا لم نحاول أن نتعرف على هذه النعمة العظيمة التي نحن فيها، نعمة الهداية، أننا مؤمنون بالله، أننا مؤمنون برسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أننا مؤمنون بكتابه الكريم، أننا مؤمنون بهذا الدين العظيم، دين الإسلام، يضاف إلى ذلك بالنسبة لنا نحن شيعة أهل البيت أننا متمسكون، أو نؤمن بالتمسك بالثقلين: كتاب الله، وعترة نبيه (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأننا نؤمن أن عقائدنا التي نؤمن بها صحيحة، هذه نعمة أعتقد نعمة عظيمة علينا نحن الشيعة أكثر من غيرنا، من يعرف ما يتخبط فيه الآخرون من الضلال سيجد أنه في نعمة عظيمة يجب عليه أن يشكر الله عليها، كلما يتذكر يشكر الله عليها باستمرار {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} فإذا ما وجدنا أنفسنا فعلاً، من هدانا الله للإيمان، ما نحن مؤمنون به هو حق، ما نحن نعتقده هو حق، إذاً فنعمة الله علينا أعظم، والمسؤولية التي ستتبعها علينا أكبر، والحق علينا أوجب.
كم تحدثنا في الجلسات السابقة - في دروس متعددة - حول كثير من الإشكاليات التي لدى الآخرين، والتي تعتبر من الضلال الرهيب لديهم، والتي نحن بحمد الله بمعزل عنها، نحن بمعزل عنها بحمد الله.
إذا كان الله سبحانه وتعالى يذكِّر عباده بأن عليهم أن يذكروا نعمه، فنحن الزيدية، نحن شيعة أهل البيت من يجب علينا أن نتذكر أكثر فأكثر هذه النعم، ندع ذلك التذكر يترك آثاره المهمة العظيمة في نفوسنا، ننطلق من واقع حبنا لله وإيماننا الواعي به واستشعار وجوب الشكر له على نعمه، ننطلق بكل ما نستطيع في مجال الحصول على رضاه، لأن من أعظم ما تتركه النعم من آثار في النفوس هو أنها تدفعك إلى تولي الله سبحانه وتعالى وإلى حبه، كيف لا أحب من أراه يرعاني؟ من أرى كل ما بين يدي مما أملك ومما لا أملك من نعمته العظيمة الواسعة؟ من أرى أن هذا الدين الحق الذي أنا عليه هو الذي هداني إليه فأتولاه، وأحبه وأعظمه وأجله، وأسبحه، وأقدسه، وأخشاه؟! وهذه المعاني عظيمة الأثر في النفوس فيما تمثله من دوافع نحو العمل في ميادين العمل.
أليس الموضوع من بدايته هو حول أن نعرف كيف نتولى الله سبحانه وتعالى؟ كيف نتولاه: إذا عرفت وتذكرت عظيم نعمته عليك سترى بأنه هو وحده من يجدر بك أن تتولاه، وألا تتولى غيره، فكل أولياء تبحث عنهم دون الله سبحانه وتعالى من أولئك البعيدين عن هدايته وصراطه الله قد ضرب لهم مثلاً {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} (العنكبوت: 41) كلهم وهميون، ما يدفعك نحو توليهم؟ أنك تبحث عن العزة، أو تبحث عن القوة، أو تبحث عن الرزق، أو تبحث عن أي شيء من المطامع؟ فاعلم بأنك كمثل العنكبوت التي اتخذت بيتاً، تعمل في البيت وتمد الخيط من هنا إلى هنا وتعمل النسيج الذي هو أوهى الأنسجة، بيت لا يدفع عدواً، ولا يدفع برداً، ولا يدفع حراً، ولا يعمل شيئاً، أحياناً ترجع فقط تستغله في الأخير ليكون شبكة صيد. {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}، لكن الله عندما تتولاه تتولى القوي العزيز، تتولى من أنت تحظى برعايته، من هو على كل شيء قدير.
لن تترسخ في أنفسنا معرفة الله سبحانه وتعالى، ولن نصل إلى درجة أن نكون من أوليائه حقاً إلا إذا كنا ممن يتذكر نعمه علينا، نعمة الهداية، والنعم الأخرى التي نملكها والتي لا نملكها مما نحن جميعاً نتقلب فيها؛ لهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنــَّى تُؤْفَكُونَ} (فاطر:3) إلى أين تتجهون؟ وإلى أين ستنصرفون؟ تبحثون عمن؟ تبحثون عن أمريكا، تبحثون عن بريطانيا، تبحثون عن هذا الرئيس، عن هذا الملك، عن هذا الزعيم، عن هذا التاجر، هل هناك أحد يملك لكم رزقاً؟ يملك لكم ضراً؟ يملك لكم نفعاً؟ {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} إلى أين أنتم ذاهبون؟ تنصرفون عن إلهكم الذي أنعم عليكم الذي يرزقكم من السماء والأرض والذي هو وحده الإله {لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}.
كـل هـذه المعانـي الهامة التي تخلق في نفسك متى ما وعيتها دافعاً قوياً نحو تولي الله سبحانه وتعالى هي تبدأ بتذكر نعمه {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} متى مـا ذكـرت نعمته عليك عرفت بأنه هو وحده الخالق، هو من يرزق من السماء والأرض، هـو الـذي لا إله إلا هو، إذاً فلن أنصرف إلى هذا ولا إلى هذا، سأتولاه هو.

*★منصة إعلام الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
*★الضالع.. فعاليات طلابية في مديريتي قعطبة وجبن بذكرى المولد النبوي الشريف★*

★السبت، 07 ربيع الأول 1447هـ الموافق 30 أغسطس 2025م.
#إعلام_التعبئة_الضالع.

*★نظمت مدرستي شهداء الوحدة والشهيد تاج الدين في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، فعاليتين خطابيتين بذكرى المولد النبوي الشريف.★*

وأشارت كلمات الفعاليتين بحضور مدير المديرية داوود النهام، إلى ما تحتله هذه المناسبة من مكانة في قلوب اليمنيين ومدى ارتباطهم برسول الله صلى الله عليه وآله.

واعتبرت إحياء ذكرى المولد النبوي، محطة تربوية وإيمانية مهمة لتجديد الولاء والارتباط برسول الإنسانية والاقتداء بنهجه وسيرته، والتحلي بالقيم والمبادئ والأخلاق المحمدية النبيلة سلوكاً وممارسة عملية في الحياة.

ولفتت الكلمات إلى أن إقامة الفعاليات يمثل رسالة وفاء ومحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وترسيخ مبادئ العدل والحرية التي جاء بها، وربط الأجيال بسيرته العطرة وقيمه السامية.

تخلل الفعاليتين فقرات إنشادية معبرة عن المناسبة.

من جهة أخرى نظمت التعبئة العامة والقطاع التربوي بمديرية جبن بمحافظة الضالع فعاليات، خطابية في مدارس العامرية الأهلية والقدس والفاروق والشهيد صالح بذكرى المولد النبوي الشريف.

وتطرقت كلمات الفعاليات التي حضرها، وكيل المحافظة ضيف الله الضبياني ومسؤول القطاع التربوي بالمديرية فراص النصيري، إلى عظمة المناسبة وأهمية المشاركة والتحشيد للفعالية المركزية يوم الثاني عشر من ربيع الأول.

وشددت الكلمات على أهمية الاقتداء بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور.. حاثة الطلاب على التزود بالعلم والمعرفة باعتبارهما من أعظم القيم التي غرسها رسول الإنسانية في نفوس أتباعه.

تخلل الفعاليات وصلات إنشادية وفقرات معبرة عن الفرحة والابتهاج بمولد النور محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
*★إعلام التعبئة م/الضالع★*
https://www.tg-me.com/+iksKDIcJw4U5OTVk
2025/10/02 23:40:10
Back to Top
HTML Embed Code: