نيتشه قدم نقدا جذريا لإيمانويل كانط، معتبرا أن فلسفته تعزز القيود العقلية والأخلاقية، وتدفع بالفكر البشري نحو الانحطاط بدلا من التحرر والإبداع. كانط، الذي عرف بتحليله للعقل البشري وتحديده لحدوده، سعى إلى وضع نظام فلسفي يحدد ما يمكن وما لا يمكن للعقل معرفته. لكن نيتشه رأى أن هذا المشروع، رغم أنه يهدف إلى نقد العقل، انتهى به المطاف إلى تعزيز قيم ميتافيزيقية تقيد الإرادة البشرية وتقصي الطاقات الإبداعية التي يراها نيتشه أساس الحياة والفكر.

أولا، نقد مفهوم "الشيء في ذاته":

كانط ميز بين "الظواهر" التي يمكن للعقل إدراكها، و"الشيء في ذاته" الذي يظل خارج نطاق الفهم البشري. هذا الفصل بين ما يمكن معرفته وما لا يمكن، أثار استياء نيتشه. بالنسبة له، هذا الفصل يعزز نوعا من التشاؤم والاغتراب عن الواقع، حيث يجعل العالم الحقيقي بعيد المنال وغير قابل للفهم المباشر. نيتشه اعتبر هذا المفهوم بمثابة محاولة للهرب من الحياة الحقيقية، وأكد أن المعرفة ليست مجرد انعكاس لحقائق ميتافيزيقية غير قابلة للوصول، بل هي نتاج إرادة الإنسان وفهمه للعالم من خلال القوة والابتكار.

ثانيا، نقد الأخلاق الكانطية:

إحدى أهم الانتقادات التي وجهها نيتشه لكانط كانت تتعلق بفكرة "الواجب الأخلاقي" المطلق. في نظر كانط، الأخلاق تعتمد على مبدأ الواجب الذي يجب اتباعه بشكل صارم بغض النظر عن الظروف أو النتائج. نيتشه رأى في هذا النوع من الأخلاق تجريدا للحياة الحقيقية، واعتبره نوعا من العبودية التي تفرض على الفرد اتباع قوانين أخلاقية ثابتة تتجاهل الفردانية والإرادة الحرة. نيتشه، على النقيض، دعا إلى أخلاق جديدة تتأسس على "إرادة القوة"، حيث يكون الإنسان هو من يخلق قيمه الخاصة بناء على طبيعته ورغباته، وليس بناء على قوانين مفروضة من الخارج.

ثالثا، نقد العقلانية المفرطة:

بينما حاول كانط إيجاد توازن بين العقل والتجربة، رأى نيتشه أن الاعتماد المفرط على العقل يقود إلى قمع الغرائز والإبداع. العقل، بالنسبة لنيتشه، ليس أداة مطلقة يجب أن تتحكم في كل جوانب الحياة. بدلا من ذلك، يجب على الإنسان أن يعيد الاعتبار للعواطف، الغرائز، والإرادة الفردية. نيتشه رفض النزعة العقلانية التي يعتقد أنها تقلل من قيمة الحياة وتخضعها لقوانين وقواعد ثابتة، ورأى أن هذا التوجه الفلسفي هو السبب في تدهور الثقافة الأوروبية وسقوطها في الانحطاط.

في النهاية، كان نقد نيتشه لكانط جزءا من مشروعه الفلسفي الأوسع الذي يدعو إلى إعادة تقييم كل القيم السائدة. رأى نيتشه أن الفلسفة الغربية منذ أفلاطون وحتى كانط قد أسهمت في تأسيس أخلاق العبودية والخضوع للعقل، بينما دعا هو إلى فلسفة جديدة تحتفي بالحياة والإبداع والتمرد على كل القيود. فلسفة نيتشه جاءت لتقول إن العقل، رغم أهميته، ليس هو السبيل الوحيد لفهم الحياة؛ بل يجب أن يتجاوز الإنسان قيود العقل والأخلاق التقليدية ليستعيد حريته ويعبر عن إرادته القوية في خلق قيم جديدة تعكس قوته وإرادته في الحياة.

إن فم امرأة وثدي فتاة، وصلاة طفل، وبخور القرابين أشياء طاهرة دومًا.

- نقيض المسيح

ما اكثر الفظاعات التي لا داعي لها
والمعالجات الرديئة التي اتتنا بها الديانات التي ابتكرت الخطيئة!
وايضا رجال كثر ارادوا ان يستمتعوا بسلطتهم من خلال هذه الديانات بافضل ما يكون من استمتاع!
- نيتشه

▪︎ "فريدريك نيتشه"
من "إرادة القوة"

- نتائج الصراع:
الذي يحارب عدوا يحاول- في ذهنه طبعا- أن يحوله إلى نقيضه. يسعى لأن يؤمن بنفسه إلى درجة يستطيع معها أن يملك شجاعة "القضية العادلة"، و كأن له فعلا قضية عادلة، : و كأن خصمه يحارب العقل و الذوق و الفضيلة.. - كل جماعة صغيرة، بل و كل فرد، تجد نفسها داخلة في صراع تحاول إقناع نفسها بما يلي: "إلى جانبنا يقف الذوق السليم، و الحكم العادل، و الفضيلة".. فالصراع يرغم المرء على مثل هذه المبالغة في تقدير نفسه."

لماذا نحب ان نقرأ دائما لفريدريك نيتشه، الفيلسوف الألماني؟؟

لانه مختلف وفريد.

وهذه بعض من الأقوال والأفكار التي تعكس فلسفته العميقة والمعقدة

* "ما لا يقتلنا يجعلنا أقوى."
تعبر هذه العبارة عن فكرة أن التجارب الصعبة والتحديات تعزز من قوة الفرد، مما يشير إلى قدرة الإنسان على التعافي والنمو من الأزمات.

* "المعتقدات الجازمة أكثر خطورة على الحقيقة من الأكاذيب."
هنا، ينبه نيتشه إلى أن الإيمان المطلق بالأفكار قد يؤدي إلى تقييد الفكر النقدي، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للخطأ.

* "إننا اخترعنا الفن لكيلا نموت من واقعنا الصعب."
تعكس هذه المقولة أهمية الفن كوسيلة للهروب من قسوة الحياة، حيث يعتبر الفن وسيلة للتعبير عن المشاعر والتجارب الإنسانية.

* "إرادة القوة هي جوهر الحياة."
في هذا السياق، يرى نيتشه أن الحياة تدور حول السعي للسلطة والتأثير، مما يعكس فلسفته حول القوة كدافع أساسي للوجود.

* "في الحب شيئًا من الجنون، ولكن في الجنون شيئًا من الحكمة."
تشير هذه العبارة إلى العلاقة المعقدة بين الحب والعقل، حيث يمكن أن يكون الحب مصدراً للحكمة رغم ما يحمله من جنون.

* "الوحدة لا تزرع شيئًا: إنها تجعل الأشياء ناضجة."
هنا، يعبر نيتشه عن أهمية العزلة في نمو الذات وتطوير الأفكار، حيث تساعد الوحدة على التفكير العميق.

* "الحقيقة هي أن كل شيء في الحياة هو إرادة القوة."
تعتبر هذه العبارة جوهر فلسفة نيتشه، حيث يرى أن الدافع الأساسي وراء سلوك البشر هو السعي للسلطة والتأثير. هذه الإرادة ليست مجرد رغبة في السيطرة على الآخرين، بل تشمل أيضًا الرغبة في تحقيق الذات وتجاوز الحدود الشخصية.

* "إذا كنت ستعيش، فعش بشكل قوي."
تشدد هذه العبارة على أهمية القوة والإرادة في مواجهة تحديات الحياة. يدعو نيتشه الأفراد إلى اتخاذ موقف قوي تجاه الحياة، بدلاً من الاستسلام للظروف أو العيش بشكل سطحي.

* "إن الإنسان هو ما يتجاوزه."
هنا، يعبر نيتشه عن فكرة التطور المستمر للإنسان. يشير إلى أن الإنسان ليس كائنًا ثابتًا، بل هو كائن يتجاوز نفسه باستمرار من خلال التجارب والتحديات.

* "الذي لا يقتلني يجعلني أقوى."
تكرار هذه العبارة يعكس قوة التحديات والصعوبات في تشكيل الشخصية. يبرز نيتشه فكرة أن المعاناة يمكن أن تؤدي إلى النمو الشخصي والقوة.

* "الجنون هو حالة من الإبداع."
في هذه العبارة، يشير نيتشه إلى العلاقة بين الجنون والإبداع، حيث يمكن أن يؤدي التفكير غير التقليدي إلى اكتشافات جديدة وأفكار مبتكرة.

* "لا توجد حقائق، بل توجد تفسيرات."
يطرح نيتشه هنا فكرة النسبية في المعرفة، حيث يؤكد أن الحقائق ليست مطلقة بل تعتمد على السياقات والتفسيرات الشخصية.

* "الحياة بلا موسيقى هي خطأ."
تشير هذه العبارة إلى أهمية الفن والموسيقى في الحياة البشرية. يرى نيتشه أن الفن يعبر عن الجوانب العميقة للوجود ويعزز من تجربة الحياة.

* "الأمل هو أسوأ ما في الإنسان."
يعبر نيتشه هنا عن رأيه بأن الأمل يمكن أن يكون عائقًا أمام العمل الفعلي والتغيير. يرى أن الاعتماد على الأمل قد يؤدي إلى الانتظار السلبي بدلاً من اتخاذ خطوات فعالة نحو تحقيق الأهداف.

* "كل ما هو عظيم يحدث في حدود الجنون."
تشير هذه العبارة إلى العلاقة بين الجنون والإبداع والابتكار. يعبر نيتشه عن فكرة أن الأفكار العظيمة غالبًا ما تأتي من التفكير غير التقليدي أو المتمرد على القواعد.

* "يجب أن يكون لديك الفوضى داخل نفسك لتلد نجماً راقصاً."
تعبّر هذه المقولة عن أهمية الفوضى الداخلية كجزء من الإبداع والنمو الشخصي. يشير نيتشه إلى أنه يجب على الأفراد قبول الفوضى والتعقيد داخل أنفسهم لتحقيق إمكانياتهم الكاملة.

تظهر أقوال فريدريك نيتشه عمق تفكيره ورؤيته الفلسفية للحياة. من خلال دعوته للتحدي والبحث عن القوة الداخلية، يقدم نيتشه رؤية ملهمة للأفراد للسعي نحو تحقيق ذواتهم وتجاوز القيود المفروضة عليهم. إن فلسفته تدعو إلى التفكير النقدي والتأمل في طبيعة الوجود، مما يجعلها ذات صلة حتى اليوم.

تتسم أفكار نيتشه بالعمق والتحدي للقيم التقليدية، مما يجعله واحدًا من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في التاريخ. تعكس أقواله دعوة للأفراد للبحث عن معاني جديدة في حياتهم وتجاوز القيود المفروضة عليهم.

أنا في كل صباح ... مواجهًا العالم 😄

هكذا سكتَ نيتشه هكذا تكلّمَ زُوربا تأليف أنس زاهد

غالباً ما كنت أحدث نفسي مواسياً هكذا : هيا ! إنهض ! أيها القلب العجوز ! إن كانت أصابتك محنة فلتنعم بها إذاً على أنها فرصتك السعيدة !!
إنه القدر المعلق فوق مصيري أن يكون عليَّ أن أحيا دون حذر , ومن لا يريد أن يموت عطشاً بين البشر عليه أن يتعلم الشراب من كل الأقداح ، ومن يريد أن يظل نقياً بين البشر عليه أن يعرف كيف يغتسل بالمياه القذرة أيضاً !

- فريدريك نيتشه / من كتاب ( هكذا تكلم زرادشت)
الصفحة 278
ترجمة : علي مصباح

ضد القلق من المستقبل :
أحب الجهل بالمستقبل ، و لا اريد أن أبدد نفسي في التلهف وفي استهلاك الأشياء الموعودة !

فريدريك نيتشه / كتاب ( العلم المرح)
الصفحة 220
ترجمة علي مصباح

‏

كتب نيتشه مرة، لصديق متزوج، في شعور مرير وبالغ بالم الوحدة :

ايها الصديق العزيز
الفضل لزوجتك في أن أمورك افضل مني بمائة مرة
فلكما مع بعض عُش..
أما أنا
فماذا لي؟
لي في أحسن الأحوال
وافضلها

.. كهف!

لفترة طويلة كان قلّة القرّاء لشوبنهاور بمثابة خزي دائم لأدب عصرنا ، لكن الأسوء من ذلك يبدو لي كان بلادة كل الناس المعاصرين تجاه الكتب ، التي لم يكن في بالهم أخذها بجدية ، يُضاف إلى ذلك ظهور خطر جديد ناشئ تدريجياً عن المحاولات المتعددة التي بُذلت لتكييف شوبنهاور لهذا العصر الواهن أو حتى لاستخدامه كبهارات مثيرة و فعالة ، كنوع من فلفل ميتافيزيقي ، بهذه الطريقة اصبح تدريجياً بالتأكيد معروفاً و مشهوراً ، و اعتقد أن اغلبية الناس الحاليين يعرفون أسمه مسبقاً اكثر من اسم هيجل ، و مع ذلك فهو ما يزال ناسكاً و غاب تأثيرة ! و يعود الفضل لهذا قبل كل شيء إلى معارضيه الادبيين الفعليين و الجوقة المهللة من المعارضين !
فكر بعظمة شوبنهاور الحقيقية فقط .. و من ثم كم كان تأثيره على نحو مضحك محدوداً !!

- فريدريك نيتشه / من كتاب ( شوبنهاور مُربياً )
الصفحة 101
ترجمة : قحطان جاسم

فكرة "العود الأبدي" عند نيتشه هي واحدة من أكثر أفكاره تعقيدًا وتأثيرًا، وتعني أن كل شيء في حياتك، بكل تفاصيله، سيعود ليتكرر إلى الأبد، بشكل مطابق تمامًا. أي أنك ستعيش حياتك بكل أفراحها وأحزانها، لحظة بلحظة، بلا تغيير، إلى ما لا نهاية.

لماذا طرح نيتشه هذه الفكرة؟

نيتشه لم يقدمها فقط كفرضية ميتافيزيقية، بل كان يقصد بها اختبارًا أخلاقيًا وفلسفيًا:

إذا كنت تعيش حياتك بطريقة تجعلك تقبل بعودتها إلى الأبد، فهذا يعني أنك تعيش حياة جديرة بالحياة.

أما إذا كانت الفكرة تبدو لك كابوسًا، فهذا يعني أنك تعيش بطريقة تحتاج إلى تغيير جذري.


العلاقة مع إرادة القوة والسوبرمان

العود الأبدي يرتبط بفكرة "إرادة القوة" عند نيتشه، حيث يجب على الإنسان أن يتحمل مسؤوليته الكاملة عن حياته، وأن يسعى ليصبح "السوبرمان" (الإنسان المتفوق) الذي يستطيع تقبّل الحياة بكل ما فيها، بدلاً من الهروب أو الشكوى.

هل كان نيتشه يؤمن بها علميًا؟

لم يكن نيتشه يؤكدها كحقيقة علمية، بل استخدمها كمفهوم فلسفي لتحفيز الإنسان على تبنّي حياة أكثر أصالة وقوة.

إذن، السؤال الأساسي الذي يطرحه العود الأبدي هو:
"هل يمكنك أن تقول نعم لحياتك، بكل ما فيها، كما لو كنت ستعيشها مرة أخرى إلى الأبد؟"

نيتشه، إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ!

من كتابه " هو ذا الانسان" يقول نيتشه :

المراة، اشد خبثا بكثير من الرجل، وادهى حيلة ومكر.

عندما يمزح نيتشه مع النساء !


من كتابه افول "الاصنام" يقول نيتشه :

المرأة وعاء لا يمكن سبر أغواره ابدا
ليس لإنه عميق بل لإنه فارغ.

نيتشه ابتعادي عن النساء هو سبب نجاحي!

كتب في " هو ذا الانسان " :

بامكاني القول ان هذا الذي بلغ الاربع والاربعين عاما لم يكلف نفسه ابدًا عناء البحث وراء النساء!
هكذا صرتُ على سبيل المثال، استاذًا جامعيًا، وانا بالكاد قد بلغت الرابعة والعشرين!